باب 34- البدع و الرأي و المقاييس

 الآيات الكهف وَ لا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً القصص وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ الروم بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ص وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ حمعسق وَ اسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ و قال تعالى أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ الجاثية ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً  محمد أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ النجم إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ ما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى

 1-  نهج، ]نهج البلاغة[ ج، ]الإحتجاج[ روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم تجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا و إلههم واحد و كتابهم واحد أ فأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى أم أنزل الله دينا تاما فقصر الرسول ص عن تبليغه و أدائه و الله سبحانه يقول ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ و فيه تبيان كل شي‏ء و ذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا و أنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً و إن القرآن ظاهره أنيق و باطنه عميق لا تفنى عجائبه و لا تنقضي غرائبه و لا تكشف الظلمات إلا به

 بيان هذا تشنيع على من يحكم برأيه و عقله من غير رجوع إلى الكتاب و السنة و إلى أئمة الهدى ع فإن حقية هذا إنما يكون إما بإله آخر بعثهم أنبياء و أمرهم بعدم الرجوع إلى هذا النبي المبعوث و أوصيائه ع أو بأن يكون الله شرك بينهم و بين النبي ص في النبوة أو بأن لا يكون الله عز و جل بين لرسوله ص جميع ما يحتاج إليه الأمة أو بأن بينه له لكن النبي قصر في تبليغ ذلك و لم يترك بين الأمة أحدا يعلم جميع ذلك و قد أشار ع إلى بطلان جميع تلك الصور فلم يبق إلا أن يكون بين الأمة من يعرف جميع ذلك و يلزمهم الرجوع إليه في جميع أحكامهم. و أما الاختلاف الناشئ من الجمع بين الأخبار بوجوه مختلفة أو العمل بالأخبار المتعارضة باختلاف المرجحات التي تظهر لكل عالم بعد بذل جهدهم و عدم تقصيرهم فليس من ذلك في شي‏ء و قد عرفت ذلك في باب اختلاف الأخبار و يندفع بذلك إذا أمعنت النظر كثير من التشنيعات التي شنعها بعض المتأخرين على أجلة العلماء الأخيار

 2-  ج، ]الإحتجاج[ روي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال إن أبغض الخلائق إلى الله  تعالى رجلان رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشعوف بكلام بدعة و دعاء ضلالة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدى من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته و بعد وفاته حمال خطايا غيره رهن بخطيئته و رجل قمش جهلا فوضعه في جهال الأمة غارا في أغباش الفتنة عم بما في عقد الهدنة قد سماه أشباه الرجال عالما و ليس به بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من آجن و أكثر من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره إن خالف من سبقه لم يأمن من نقض حكمه من يأتي من بعده كفعله بمن كان قبله و إن نزل به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ إن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ و إن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب جاهل خباط جهلات غاش ركاب عشوات لم يعض على العلم بضرس قاطع يذري الروايات إذراء الريح الهشيم لا ملي‏ء و الله بإصدار ما ورد عليه لا يحسب العلم في شي‏ء مما أنكره و لا يرى أن من وراء ما بلغ منه مذهبا لغيره و إن قاس شيئا بشي‏ء لم يكذب رأيه و إن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه يصرخ من جور قضائه الدماء و تعج منه المواريث إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهالا و يموتون ضلالا

 و روي أنه ع قال بعد ذلك أيها الناس عليكم بالطاعة و المعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته فإن العلم الذي هبط به آدم و جميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة نبيكم محمد ص فأنى يتاه بكم بل أين تذهبون يا من نسخ من أصلاب السفينة هذه مثلها فيكم فاركبوها فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلها أنا رهين بذلك قسما حقا وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ و الويل لمن تخلف ثم الويل لمن تخلف أ ما بلغكم ما قال فيكم نبيكم ص حيث يقول في حجة الوداع إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ألا هذا عَذْبٌ فُراتٌ فاشربوا وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ فاجتنبوا

   بيان قد سبق مثله بتغيير ما في باب من يجوز أخذ العلم منه و قد شرحناه هناك و الرث الضعيف البالي

 3-  ج، ]الإحتجاج[ عن بشير بن يحيى العامري عن ابن أبي ليلى قال دخلت أنا و النعمان أبو حنيفة على جعفر بن محمد ع فرحب بنا فقال يا ابن أبي ليلى من هذا الرجل فقلت جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له رأي و بصيرة و نفاذ قال فلعله الذي يقيس الأشياء برأيه ثم قال يا نعمان هل تحسن أن تقيس رأسك قال لا قال ما أراك تحسن أن تقيس شيئا و لا تهتدي إلا من عند غيرك فهل عرفت الملوحة في العينين و المرارة في الأذنين و البرودة في المنخرين و العذوبة في الفم قال لا قال فهل عرفت كلمة أولها كفر و آخرها إيمان قال لا قال ابن أبي ليلى فقلت جعلت فداك لا تدعنا في عمياء مما وصفت لنا قال نعم حدثني أبي عن آبائي ع أن رسول الله ص قال إن الله خلق عيني ابن آدم شحمتين فجعل فيهما الملوحة فلو لا ذلك لذابتا و لم يقع فيهما شي‏ء من القذى إلا أذابهما و الملوحة تلفظ ما يقع في العينين من القذى و جعل المرارة في الأذنين حجابا للدماغ و ليس من دابة تقع في الأذن إلا التمست الخروج و لو لا ذلك لوصلت إلى الدماغ و جعل البرودة في المنخرين حجابا للدماغ و لو لا ذلك لسال الدماغ و جعل العذوبة في الفم منا من الله تعالى على ابن آدم ليجد لذة الطعام و الشراب و أما كلمة أولها كفر و آخرها إيمان فقول لا إله إلا الله أولها كفر و آخرها إيمان ثم قال يا نعمان إياك و القياس فإن أبي حدثني عن آبائه ع أن رسول الله ص قال من قاس شيئا من الدين برأيه قرنه الله تبارك و تعالى مع إبليس في النار فإنه أول من قاس حيث قال خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فدعوا الرأي و القياس فإن دين الله لم يوضع على القياس

 ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن البرقي عن معاذ بن عبد الله عن بشر بن يحيى العامري عن ابن أبي ليلى مثله إلا أن مكان بصيرة نظر و بعد قوله أن تقيس شيئا قوله و لا تهتدي إلا من عند غيرك فهل عرفت مما الملوحة و مكان عمياء عمى و على  شحمتين و لذاذة الطعام و حين قال خلقتني فدعوا الرأي و القياس و ما قال قوم ليس له في دين الله برهان فإن دين الله لم يوضع بالآراء و المقاييس

 4-  ج، ]الإحتجاج[ في رواية أخرى إن الصادق ع قال لأبي حنيفة لما دخل عليه من أنت قال أبو حنيفة قال ع مفتي أهل العراق قال نعم قال بما تفتيهم قال بكتاب الله قال ع و إنك لعالم بكتاب الله ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه قال نعم قال فأخبرني عن قول الله عز و جل وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ أي موضع هو قال أبو حنيفة هو ما بين مكة و المدينة فالتفت أبو عبد الله ع إلى جلسائه و قال نشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة و المدينة و لا تأمنون على دمائكم من القتل و على أموالكم من السرق فقالوا اللهم نعم فقال أبو عبد الله ع ويحك يا أبا حنيفة إن الله لا يقول إلا حقا أخبرني عن قول الله عز و جل وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً أي موضع هو قال ذلك بيت الله الحرام فالتفت أبو عبد الله ع إلى جلسائه و قال نشدتكم بالله هل تعلمون أن عبد الله بن زبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل قالوا اللهم نعم فقال أبو عبد الله ع ويحك يا أبا حنيفة إن الله لا يقول إلا حقا فقال أبو حنيفة ليس لي علم بكتاب الله إنما أنا صاحب قياس فقال أبو عبد الله ع فانظر في قياسك إن كنت مقيسا أيما أعظم عند الله القتل أو الزنا قال بل القتل قال فكيف رضي في القتل بشاهدين و لم يرض في الزنا إلا بأربعة ثم قال له الصلاة أفضل أم الصيام قال بل الصلاة أفضل قال ع فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام و قد أوجب الله تعالى عليها قضاء الصوم دون الصلاة ثم قال له البول أقذر أم المني قال البول أقذر قال ع يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني و قد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول قال إنما أنا صاحب رأي قال ع فما ترى في رجل كان له عبد فتزوج و زوج عبده في ليلة واحدة فدخلا بامرأتيهما في ليلة واحدة ثم سافرا و جعلا امرأتيهما في بيت واحد فولدتا غلامين فسقط البيت عليهم فقتل المرأتين و بقي الغلامان أيهما في رأيك المالك و أيهما المملوك و أيهما الوارث و أيهما الموروث قال إنما أنا صاحب حدود قال فما ترى في رجل أعمى  فقاء عين صحيح و أقطع قطع يد رجل كيف يقام عليهما الحد قال إنما أنا رجل عالم بمباعث الأنبياء قال فأخبرني عن قول الله تعالى لموسى و هارون حين بعثهما إلى فرعون لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى و لعل منك شك قال نعم قال فكذلك من الله شك إذ قال لعله قال أبو حنيفة لا علم لي قال تزعم أنك تفتي بكتاب الله و لست ممن ورثه و تزعم أنك صاحب قياس و أول من قاس إبليس و لم يبن دين الإسلام على القياس و تزعم أنك صاحب رأي و كان الرأي من رسول الله ص صوابا و من دونه خطأ لأن الله تعالى قال احكم بينهم بِما أَراكَ اللَّهُ و لم يقل ذلك لغيره و تزعم أنك صاحب حدود و من أنزلت عليه أولى بعلمها منك و تزعم أنك عالم بمباعث الأنبياء و لخاتم الأنبياء أعلم بمباعثهم منك لو لا أن يقال دخل على ابن رسول الله فلم يسأله عن شي‏ء ما سألتك عن شي‏ء فقس إن كنت مقيسا قال لا تكلمت بالرأي و القياس في دين الله بعد هذا المجلس قال كلا إن حب الرئاسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك تمام الخبر

 بيان غرضه ع بيان جهله و عجزه عن استنباط الأحكام الشرعية بدون الرجوع إلى إمام الحق و المقيس لعله اسم آلة أو اسم مكان و سيأتي شرح كل جزء من أجزاء الخبر في المقام المناسب لذكره و ذكرها هناك موجب للتكرار

 5-  ج، ]الإحتجاج[ عن عيسى بن عبد الله القرشي قال دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ع فقال يا أبا حنيفة قد بلغني أنك تقيس فقال نعم فقال لا تقس فإن أول من قاس إبليس لعنه الله حين قال خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فقاس ما بين النار و الطين و لو قاس نورية آدم بنورية النار عرف ما بين النورين و ضياء أحدهما على الآخر

 إيضاح يحتمل أن يكون المراد بالقياس هنا أعم من القياس الفقهي من الاستحسانات العقلية و الآراء الواهية التي لم تؤخذ من الكتاب و السنة و يكون المراد أن طريق العقل مما يقع فيه الخطأ كثيرا فلا يجوز الاتكال عليه في أمور الدين بل يجب الرجوع في جميع ذلك إلى أوصياء سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين و هذا هو الظاهر في أكثر أخبار هذا الباب فالمراد بالقياس هنا القياس اللغوي و يرجع قياس  إبليس إلى قياس منطقي مادته مغالطة لأنه استدل أولا على خيريته بأن مادته من نار و مادة آدم من طين و النار خير من الطين فاستنتج من ذلك أن مادته خير من مادة آدم ثم جعل ذلك صغرى و رتب القياس هكذا مادته خير من مادة آدم و كل من كان مادته خيرا من مادة غيره يكون خيرا منه فاستنتج أنه خير من آدم و يرجع كلامه ع إلى منع كبرى القياس الثاني بأنه لا يلزم من خيرية مادة أحد على غيره كونه خيرا منه إذ لعله تكون صورة الغير في غاية الشرافة و بذلك يكون ذلك الغير أشرف كما أن آدم لشرافة نفسه الناطقة التي جعلها الله محل أنواره و مورد أسراره أشد نورا و ضياء من النار إذ نور النار لا يظهر إلا في المحسوسات و مع ذلك ينطفئ بالماء و الهواء و يضمحل بضوء الكواكب و نور آدم نور به يظهر عليه أسرار الملك و الملكوت و لا ينطفئ بهذه الأسباب و الدواعي و يحتمل أن يكون المراد بنور آدم عقله الذي به نور الله نفسه و به شرفه على غيره و يحتمل إرجاع كلامه ع إلى إبطال كبرى القياس الأول بأن إبليس نظر إلى النور الظاهر في النار و غفل عن النور الذي أودعه الله في طين آدم لتواضعه و مذلته فجعله لذلك محل رحمته و مورد فيضه و أظهر منه أنواع النباتات و الرياحين و الثمار و المعادن و الحيوان و جعله قابلا لإفاضة الروح عليه و جعله محلا لعلمه و حكمته فنور التراب نور خفي لا يطلع عليه إلا من كان له نور و نور النار نور ظاهر بلا حقيقة و لا استقرار و لا ثبات و لا يحصل منها إلا الرماد و كل شيطان مريد و يمكن حمل القياس هنا على القياس الفقهي أيضا لأنه لعنه الله استنبط أولا علة إكرام آدم فجعل علة ذلك كرامة طينته ثم قاس بأن تلك العلة فيه أكثر و أقوى فحكم بذلك أنه بالمسجودية أولى من الساجدية فأخطأ العلة و لم يصب و صار ذلك سببا لشركه و كفره و يدل على بطلان القياس بطريق أولى على بعض معانيه و سيأتي تمام الكلام في ذلك و في كيفية خلق آدم و إبليس في كتاب السماء و العالم و كتاب قصص الأنبياء عليهم الصلاة و السلام إن شاء الله

 6-  ج، ]الإحتجاج[ سأل محمد بن الحسن أبا الحسن موسى ع بمحضر من الرشيد و هم  بمكة فقال له أ يجوز للمحرم أن يظلل عليه محمله فقال له موسى ع لا يجوز له ذلك مع الاختيار فقال له محمد بن الحسن أ فيجوز أن يمشي تحت الظلال مختارا فقال له نعم فتضاحك محمد بن الحسن عن ذلك فقال له أبو الحسن موسى ع أ فتعجب من سنة النبي ص و تستهزئ بها إن رسول الله ص كشف ظلاله في إحرامه و مشى تحت الظلال و هو محرم إن أحكام الله تعالى يا محمد لا تقاس فمن قاس بعضها على بعض فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا

 7-  و قد جرى لأبي يوسف مع أبي الحسن موسى ع بحضرة المهدي ما يقرب من ذلك و هو أن موسى ع سأل أبا يوسف عن مسألة ليس عنده فيها شي‏ء فقال لأبي الحسن موسى ع إني أريد أن أسألك عن شي‏ء قال هات فقال ما تقول في التظليل للمحرم قال لا يصلح قال فيضرب الخباء في الأرض فيدخل فيه قال نعم قال فما فرق بين هذا و ذاك قال أبو الحسن موسى ع ما تقول في الطامث تقضي الصلاة قال لا قال تقضي الصوم قال نعم قال و لم قال إن هذا كذا جاء قال أبو الحسن ع و كذلك هذا قال المهدي لأبي يوسف ما أراك صنعت شيئا قال يا أمير المؤمنين رماني بحجة

 8-  نهج، ]نهج البلاغة[ من خطبة له ع إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع و أحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله و يتولى عليها رجال رجالا على غير دين الله فلو أن الباطل خلص من مزاج الحق لم يخف على المرتادين و لو أن الحق خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه و ينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى

   كتاب عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه مثله

 9-  ع، ]علل الشرائع[ أبي رحمه الله عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هاشم عن أحمد بن عبد الله العقيلي القرشي عن عيسى بن عبد الله القرشي رفع الحديث قال دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ع فقال له يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس قال نعم أنا أقيس قال لا تقس فإن أول من قاس إبليس حين قال خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فقاس ما بين النار و الطين و لو قاس نورية النار عرف فضل ما بين النورين و صفاء أحدهما على الآخر و لكن قس لي رأسك أخبرني عن أذنيك ما لهما مرتان قال لا أدري قال فأنت لا تحسن تقيس رأسك فكيف تقيس الحلال و الحرام قال يا ابن رسول الله أخبرني ما هو قال إن الله عز و جل جعل الأذنين مرتين لئلا يدخلهما شي‏ء إلا مات لو لا ذلك لقتل ابن آدم الهوام و جعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلو و المر و جعل العينين مالحتين لأنهما شحمتان و لو لا ملوحتهما لذابتا و جعل الأنف باردا سائلا لئلا يدع في الرأس داء إلا أخرجه و لو لا ذلك لثقل الدماغ و تدود

 ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن البرقي عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله مثله

 10-  ع، ]علل الشرائع[ محمد بن الحسن القطان عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبي زرعة عن هشام بن عمار عن محمد بن عبد الله القرشي عن ابن شبرمة قال دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفر بن محمد ع فقال لأبي حنيفة اتق الله و لا تقس الدين برأيك فإن أول من قاس إبليس أمره الله عز و جل بالسجود لآدم فقال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ثم قال أ تحسن أن تقيس رأسك من بدنك قال لا قال جعفر ع فأخبرني لأي شي‏ء جعل الله الملوحة في العينين و المرارة في الأذنين و الماء المنتن في المنخرين و العذوبة في الشفتين قال لا أدري قال جعفر ع لأن الله تبارك و تعالى خلق العينين فجعلهما شحمتين و جعل الملوحة فيهما منا منه على ابن آدم و لو لا ذلك لذابتا و جعل الأذنين مرتين و لو لا ذلك لهجمت الدواب و أكلت دماغه و جعل الماء في المنخرين ليصعد منه النفس و ينزل و يجد منه الريح الطيبة من الخبيثة و جعل العذوبة  في الشفتين ليجد ابن آدم لذة مطعمه و مشربه ثم قال جعفر ع لأبي حنيفة أخبرني عن كلمة أولها شرك و آخرها إيمان قال لا أدري قال هي لا إله إلا الله لو قال لا إله كان شرك و لو قال إلا الله كان إيمان ثم قال جعفر ع ويحك أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا قال قتل النفس قال فإن الله عز و جل قد قبل في قتل النفس شاهدين و لم يقبل في الزنا إلا أربعة ثم أيهما أعظم الصلاة أم الصوم قال الصلاة قال فما بال الحائض تقضي الصيام و لا تقضي الصلاة فكيف يقوم لك القياس فاتق الله و لا تقس

 11-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن عبيد الله الغضائري عن هارون بن موسى عن علي بن معمر عن حمدان بن معافا عن العباس بن سليمان عن الحارث بن التيهان قال قال لي ابن شبرمة دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفر بن محمد ع فسلمت عليه و كنت له صديقا ثم أقبلت على جعفر فقلت أمتع الله بك هذا رجل من أهل العراق له فقه و عقل فقال له جعفر ع لعله الذي يقيس الدين برأيه ثم أقبل علي فقال هذا النعمان بن ثابت فقال أبو حنيفة نعم أصلحك الله فقال اتق الله و لا تقس الدين برأيك و ساق الحديث نحو ما مر إلى قوله ع و لا تقضي الصلاة اتق الله يا عبد الله فإنا نحن و أنتم غدا إذا خلقنا بين يدي الله عز و جل و نقول قال رسول الله ص و تقول أنت و أصحابك أسمعنا و أرينا فيفعل بنا و بكم ما شاء الله عز و جل

 12-  ع، ]علل الشرائع[ أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن البرقي عن شعيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله ع قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه غلام كندة فاستفتاه في مسألة فأفتاه فيها فعرفت الغلام و المسألة فقدمت الكوفة فدخلت على أبي حنيفة فإذا ذاك الغلام بعينه يستفتيه في تلك المسألة بعينها فأفتاه فيها بخلاف ما أفتاه أبو عبد الله ع فقمت إليه فقلت ويلك يا أبا حنيفة إني كنت العام حاجا فأتيت أبا عبد الله ع مسلما عليه فوجدت هذا الغلام يستفتيه في هذه المسألة بعينها فأفتاه بخلاف ما أفتيته فقال و ما يعلم جعفر بن محمد أنا أعلم منه أنا لقيت الرجال و سمعت من أفواههم و جعفر بن محمد صحفي فقلت في نفسي و الله لأحجن و لو حبوا قال فكنت في طلب حجة فجاءتني حجة فحججت فأتيت أبا عبد الله ع فحكيت له الكلام فضحك  ثم قال عليه لعنة الله أما في قوله إني رجل صحفي فقد صدق قرأت صحف إبراهيم و موسى فقلت له و من له بمثل تلك الصحف قال فما لبثت أن طرق الباب طارق و كان عنده جماعة من أصحابه فقال للغلام انظر من ذا فرجع الغلام فقال أبو حنيفة قال أدخله فدخل فسلم على أبي عبد الله ع فرد عليه السلام ثم قال أصلحك الله أ تأذن لي في القعود فأقبل على أصحابه يحدثهم و لم يلتفت إليه ثم قال الثانية و الثالثة فلم يلتفت إليه فجلس أبو حنيفة من غير إذنه فلما علم أنه قد جلس التفت إليه فقال أين أبو حنيفة فقال هو ذا أصلحك الله فقال أنت فقيه أهل العراق قال نعم قال فبما تفتيهم قال بكتاب الله و سنة نبيه قال يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته و تعرف الناسخ و المنسوخ قال نعم قال يا أبا حنيفة و لقد ادعيت علما ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم ويلك و لا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا ص و ما ورثك الله من كتابه حرفا فإن كنت كما تقول و لست كما تقول فأخبرني عن قول الله عز و جل سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ أين ذلك من الأرض قال أحسبه ما بين مكة و المدينة فالتفت أبو عبد الله ع إلى أصحابه فقال تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة و مكة فتؤخذ أموالهم و لا يأمنون على أنفسهم و يقتلون قالوا نعم قال فسكت أبو حنيفة فقال يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله عز و جل مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً أين ذلك من الأرض قال الكعبة قال أ فتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها قال فسكت ثم قال يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شي‏ء ليس في كتاب الله و لم تأت به الآثار و السنة كيف تصنع فقال أصلحك الله أقيس و أعمل فيه برأيي قال يا أبا حنيفة إن أول من قاس إبليس الملعون قاس على ربنا تبارك و تعالى فقال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ فسكت أبو حنيفة فقال يا أبا حنيفة أيما أرجس البول أو الجنابة فقال البول فقال الناس يغتسلون من الجنابة و لا يغتسلون من البول فسكت فقال يا أبا حنيفة أيما أفضل الصلاة أم الصوم قال الصلاة فقال فما بال الحائض تقضي صومها و لا تقضي صلاتها فسكت قال يا أبا حنيفة أخبرني عن رجل كانت له أم ولد و له منها ابنة و كانت له حرة لا تلد فزارت الصبية

  بنت أم الولد أباها فقام الرجل بعد فراغه من صلاة الفجر فواقع أهله التي لا تلد و خرج إلى الحمام فأرادت الحرة أن تكيد أم الولد و ابنتها عند الرجل فقامت إليها بحرارة ذلك الماء فوقعت إليها و هي نائمة فعالجتها كما يعالج الرجل المرأة فعلقت أي شي‏ء عندك فيها قال لا و الله ما عندي فيها شي‏ء فقال يا أبا حنيفة أخبرني عن رجل كانت له جارية فزوجها من مملوك له و غاب المملوك فولد له من أهله مولود و ولد للمملوك مولود من أم ولد له فسقط البيت على الجاريتين و مات المولى من الوارث فقال جعلت فداك لا و الله ما عندي فيها شي‏ء فقال أبو حنيفة أصلحك الله إن عندنا قوما بالكوفة يزعمون أنك تأمرهم بالبراءة من فلان و فلان فقال ويلك يا أبا حنيفة لم يكن هذا معاذ الله فقال أصلحك الله إنهم يعظمون الأمر فيهما قال فما تأمرني قال تكتب إليهم قال بما ذا قال تسألهم الكف عنهما قال لا يطيعوني قال بلى أصلحك الله إذا كنت أنت الكاتب و أنا الرسول أطاعوني قال يا أبا حنيفة أبيت إلا جهلا كم بيني و بين الكوفة من الفراسخ قال أصلحك الله ما لا يحصى فقال كم بيني و بينك قال لا شي‏ء قال أنت دخلت علي في منزلي فاستأذنت في الجلوس ثلاث مرات فلم آذن لك فجلست بغير إذني خلافا علي كيف يطيعوني أولئك و هم ثم و أنا هاهنا قال فقنع رأسه و خرج و هو يقول أعلم الناس و لم نره عند عالم فقال أبو بكر الحضرمي جعلت فداك الجواب في المسألتين الأولتين فقال يا أبا بكر سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ فقال مع قائمنا أهل البيت و أما قوله وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً فمن بايعه و دخل معه و مسح على يده و دخل في عقد أصحابه كان آمنا

 بيان قوله ع و لست كما تقول جملة حالية اعترضت بين الشرط و الجزاء لرفع توهم أن هذا الشرط و التقدير محتمل الصدق و أما قوله تعالى سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ فهو في القرآن مذكور بين الآيات التي أوردت في ذكر قصة أهل سبأ حيث قال وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا  فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ فعلى تأويله ع تكون هذه الجملة معترضة بين تلك القصة لبيان أن هذا الأمن الذي كان لهم في تلك القرى و قد زال عنهم بكفرانهم سيعود في ليالي و أيام زمان القائم ع و لذا قال تعالى وَ قَدَّرْنا. و أما قوله تعالى وَ مَنْ دَخَلَهُ فعلى تأويله ع يكون المراد الدخول في ذلك الزمان مع بيعته ع في الحرم أو أنه لما كانت حرمة البيت مقرونة بحرمتهم ع راجعة إليها فيكونالدخول فيها كناية عن الدخول في بيعتهم و متابعتهم على هذا البطن من الآية. و أما قوله ع أيما أرجس لعله ذكره إلزاما عليه لأنه كان يقول بأن البول أرجس حتى إنه نسب إليه أنه قال بطهارة المني بعد الفرك و أما في مسألة السحق و إن لم يذكر ع جوابه هاهنا فقد قال الشيخ في النهاية إن على المرأة الرجم و يلحق الولد بالرجل و يلزم المرأة المهر و عليه دلت صحيحة محمد بن مسلم و غيرها و قد خالف بعض الأصحاب في لزوم الرجم بل اكتفوا بالجلد و بعضهم في تحقق النسب و سيأتي الكلام فيه في محله. و أما سقوط البيت على الجاريتين فالظاهر أن السؤال عن اشتباه ولد المملوك و ولد المولى كما مر و فرض سقوط البيت على الجاريتين لتقريب فرض الاشتباه و المشهور بين الأصحاب فيه القرعة كما تقتضيه أصولهم و كلاهما مرويان في الكافي

 13-  ع، ]علل الشرائع[ الحسين بن أحمد عن أبيه عن محمد بن أحمد قال حدثنا أبو عبد الله الداري عن ابن البطائني عن سفيان الحريري عن معاذ عن بشر بن يحيى العامري عن ابن أبي ليلى قال دخلت على أبي عبد الله ع و معي نعمان فقال أبو عبد الله من الذي معك فقلت جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له نظر و نفاذ رأي يقال له نعمان قال فلعل هذا الذي يقيس الأشياء برأيه فقلت نعم قال يا نعمان هل تحسن أن تقيس رأسك فقال لا فقال ما أراك تحسن شيئا و لا فرضك إلا من عند غيرك فهل عرفت كلمة أولها كفر و آخرها إيمان قال لا قال فهل عرفت ما الملوحة في العينين و المرارة  في الأذنين و البرودة في المنخرين و العذوبة في الشفتين قال لا قال ابن أبي ليلى فقلت جعلت فداك فسر لنا جميع ما وصفت قال حدثني أبي عن آبائه ع عن رسول الله ص أن الله تبارك و تعالى خلق عيني ابن آدم من شحمتين فجعل فيهما الملوحة و لو لا ذلك لذابتا فالملوحة تلفظ ما يقع في العين من القذى و جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدماغ فليس من دابة تقع فيه إلا التمست الخروج و لو لا ذلك لوصلت إلى الدماغ و جعلت العذوبة في الشفتين منا من الله عز و جل على ابن آدم يجد بذلك عذوبة الريق و طعم الطعام و الشراب و جعل البرودة في المنخرين لئلا تدع في الرأس شيئا إلا أخرجته فقلت فما الكلمة التي أولها كفر و آخرها إيمان قال قول الرجل لا إله إلا الله فأولها كفر و آخرها إيمان ثم قال يا نعمان إياك و القياس فقد حدثني أبي عن آبائه ع عن رسول الله ص أنه قال من قاس شيئا بشي‏ء قرنه الله عز و جل مع إبليس في النار فإنه أول من قاس على ربه فدع الرأي و القياس فإن الدين لم يوضع بالقياس و بالرأي

 بيان قوله ع و لا فرضك معطوف على قوله شيئا أو على الضمير المنصوب في أراك و الأول أظهر

 14-  ع، ]علل الشرائع[ ابن مسرور عن ابن عامر عن معلى بن محمد عن محمد بن الجمهور العمي بإسناده رفعه قال قال رسول الله ص أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة قيل يا رسول الله و كيف ذاك قال إنه قد أشرب قلبه حبها

 ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن العمي مثله بيان لعل المراد أنه لا يوفق للتوبة كما يظهر من التعليل أو لا تقبل توبته قبولا كاملا

   -15  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن نوح عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال كان رجل في الزمن الأول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها و طلبها من حرام فلم يقدر عليها فأتاه الشيطان فقال له يا هذا إنك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها و طلبتها من حرام فلم تقدر عليها أ فلا أدلك على شي‏ء تكثر به دنياك و يكثر به تبعك قال بلى قال تبتدع دينا و تدعو إليه الناس ففعل فاستجاب له الناس و أطاعوه و أصاب من الدنيا ثم إنه فكر فقال ما صنعت ابتدعت دينا و دعوت الناس ما أرى لي توبة إلا أن آتي من دعوته إليه فأرده عنه فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه فيقول لهم إن الذي دعوتكم إليه باطل و إنما ابتدعته فجعلوا يقولون له كذبت و هو الحق و لكنك شككت في دينك فرجعت عنه فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه و قال لا أحلها حتى يتوب الله عز و جل علي فأوحى الله عز و جل إلى نبي من الأنبياء قل لفلان و عزتي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه

 سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير مثله ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ مثله

 16-  يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن الريان عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص قال الله جل جلاله ما آمن بي من فسر برأيه كلامي و ما عرفني من شبهني بخلقي و ما على ديني من استعمل القياس في ديني

 ج، ]الإحتجاج[ مرسلا مثله  

 17-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن يونس عن داود بن فرقد عن ابن شبرمة قال ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد ع إلا كاد أن يتصدع له قلبي سمعته يقول حدثني أبي عن جدي عن رسول الله ص قال ابن شبرمة و أقسم بالله ما كذب على أبيه و لا كذب أبوه على جده و لا كذب جده على رسول الله ص قال قال رسول الله ص من عمل بالمقاييس فقد هلك و أهلك و من أفتى الناس و هو لا يعلم الناسخ من المنسوخ و المحكم من المتشابه فقد هلك و أهلك

 18-  لي، ]الأمالي للصدوق[ في كلمات النبي ص برواية أبي الصباح عن الصادق ع شر الأمور محدثاثها

 19-  فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله تعالى وَ الَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ هؤلاء أهل البدع و الشبهات و الشهوات يسود الله وجوههم ثم يلقونه

 20-  فس، ]تفسير القمي[ وَ الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ قال نزلت في الذين غيروا دين الله و خالفوا أمر الله هل رأيتم شاعرا قط يتبعه أحد إنما عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم فتبعهم الناس على ذلك

 21-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي عبد الله ع في تفسير هذه الآية قال هم قوم تعلموا و تفقهوا بغير علم فضلوا و أضلوا

 بيان على هذا التأويل إنما عبر عنهم بالشعراء لأنهم بنوا دينهم و أحكامهم على المقدمات الشعرية الباطلة

 22-  فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً قال هم النصارى و القسيسون و الرهبان و أهل الشبهات و الأهواء من أهل القبلة و الحرورية و أهل البدع

   بيان الحرورية هم الخوارج

 23-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن عليا ع قال من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس و من دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس

 بيان أي يرتمس دائما في الضلالة و الجهالة

 24-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة قال قال لي جعفر بن محمد ع من أفتى الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم و من دان بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل و حرم فيما لا يعلم

 25-  ب، ]قرب الإسناد[ عنهما عن حنان عن أبي عبد الله ع قال سألني ابن شبرمة ما تقول في القسامة في الدم فأجبته بما صنع رسول الله ص قال أ رأيت لو أن النبي ص لم يصنع هذا كيف كان يكون القول فيه قال قلت له أما ما صنع النبي ص فقد أخبرتك و أما ما لم يصنع فلا علم لي به

 26-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر بن محمد ع قال حدثني زيد بن أسلم أن رسول الله ص سئل عمن أحدث حدثا أو آوى محدثا ما هو فقال من ابتدع بدعة في الإسلام أو مثل بغير حد أو من انتهب نهبة يرفع المسلمون إليها أبصارهم أو يدفع عن صاحب الحدث أو ينصره أو يعينه

 بيان التمثيل التنكيل و التعذيب البليغ كان يقطع بعض أعضائه مثلا أي إذا فعل ذلك في غير حد من الحدود الشرعية

 27-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي قال قلت للرضا ع جعلت فداك إن بعض أصحابنا يقولون نسمع الأمر يحكى عنك و عن آبائك ع فنقيس عليه و نعمل به فقال سبحان الله لا و الله ما هذا من دين جعفر هؤلاء قوم لا حاجة بهم إلينا قد خرجوا من طاعتنا و صاروا في موضعنا فأين التقليد الذي كانوا يقلدون جعفرا و  أبا جعفر قال جعفر لا تحملوا على القياس فليس من شي‏ء يعدله القياس إلا و القياس يكسره

 بيان قوله ع و صاروا في موضعنا أي رفعوا أنفسهم عن تقليد الإمام و ادعوا الإمامة حقيقة حيث زعموا أنهم يقدرون على العلم بأحكام الله من غير نص و قوله فليس من شي‏ء يعدله القياس أي ليس شي‏ء يحكم القياس بعدله و صدقه إلا و يكسره قياس آخر يعارضه فلا عبرة به و لا يصلح أن يكون مستندا لشي‏ء لوهنه

 28-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن خالد المراغي عن أحمد بن الصلت عن حاجب بن الوليد عن الوصاف بن صالح عن أبي إسحاق عن خالد بن طليق قال سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يقول ذمتي بما أقول رهينة و أنا به زعيم إنه لا يهيج على التقوى زرع قوم و لا يظمأ على التقوى سنخ أصل ألا إن الخير كل الخير فيمن عرف قدره و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره إن أبغض خلق الله إلى الله رجل قمش علما من أغمار غشوة و أوباش فتنة فهو في عمى عن الهدى الذي أتي به من عند ربه و ضال عن سنة نبيه ص يظن أن الحق في صحفة كلا و الذي نفس ابن أبي طالب بيده قد ضل و أضل من افترى سماه رعاع الناس عالما و لم يكن في العلم يوما سالما فكر فاستكثر ما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من غير حاصل و استكثر من غير طائل جلس للناس مفتيا ضامنا لتخليص ما اشتبه عليهم فإن نزلت به إحدى المهمات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع على الشبهات خباط جهالات ركاب عشوات و الناس من علمه في مثل غزل العنكبوت لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم و لا يعض على العلم بضرس قاطع فيغنم تصرخ منه المواريث و تبكي من قضائه الدماء و تستحل به الفروج الحرام غير ملي‏ء و الله بإصدار ما ورد عليه و لا نادم على ما فرط منه أولئك الذين حلت عليهم النياحة و هم أحياء فقال يا أمير المؤمنين فمن نسأل بعدك و على ما نعتمد فقال استفتحوا كتاب الله فإنه إمام مشفق و هاد مرشد و واعظ ناصح و دليل يؤدي إلى جنة الله عز و جل

 بيان الأغمار جمع غمر بالضم و هو الجاهل الغر الذي لم يجرب الأمور  و العشوة بالمهملة الظلمة و العمى و بالمعجمة أيضا يرجع إلى معنى العمى و الأوباش أخلاط الناس و رذالهم و سائر الفقرات قد مر تفسيرها و إنما ذكرناها مكررا للاختلاف الكثير بين الروايات 29-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ عبد الواحد بن محمد عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى عن عبد الرحمن عن أبيه عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة عن عبد الله أنه قال اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة قال عبد الله تعلموا ممن علم فعمل

 30-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن محمد بن عبد الملك عن هارون بن عيسى عن جعفر بن محمد عن أبيه قال أخبرني علي بن موسى عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبيه ع عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ص قال في خطبته إن أحسن الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كان إذا خطب قال في خطبته أما بعد فإذا ذكر الساعة اشتد صوته و احمرت وجنتاه ثم يقول صبحتكم الساعة أو مستكم ثم يقول بعثت أنا و الساعة كهذه من هذه و يشير بإصبعيه

 بيان يقال صبحهم بالتخفيف و التشديد أي أتاهم صباحا

 31-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن معروف عن حماد عن حريز عن ابن مسكان عن أبي الربيع قال قلت ما أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان قال الرأي يراه مخالفا للحق فيقيم عليه

 سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد مثله

 32-  مع، ]معاني الأخبار[ بهذا الإسناد عن ابن عيسى عن الأهوازي عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال قلت لأبي عبد الله ع ما أدنى ما يكون به العبد كافرا قال أن يبتدع شيئا فيتولى عليه و يبرأ ممن خالفه

 33-  مع، ]معاني الأخبار[ بهذا الإسناد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال قلت لأبي عبد الله ع ما أدنى ما يصير به العبد كافرا قال فأخذ  حصاة من الأرض فقال أن يقول لهذه الحصاة إنها نواة و يبرأ ممن خالفه على ذلك و يدين الله بالبراءة ممن قال بغير قوله فهذا ناصب قد أشرك بالله و كفر من حيث لا يعلم

 بيان التمثيل بالحصاة لبيان أن كل من أبدع شيئا و اعتقد باطلا و إن كان في شي‏ء حقير و اتخذ ذلك رأيه و دينه و أحب عليه و أبغض عليه فهو في حكم الكافر في شدة العذاب و الحرمان عن الزلفى يوم الحساب

 34-  يد، ]التوحيد[ الطالقاني عن الجلودي عن الجوهري عن الضبي عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال قال الحسين بن علي ع من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الارتماس مائلا عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل الخبر

 35-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى عن الأهوازي عن النضر عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ يعني من يتخذ دينه رأيه بغير هدى إمام من أئمة الهدى

 36-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى عن البزنطي عن أبي الحسن ع في قول الله عز و جل وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ يعني من اتخذ دينه رأيه بغير هدى إمام من أئمة الهدى

 37-  ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن غالب النحوي عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ قال اتخذ رأيه دينا

   -38  ير، ]بصائر الدرجات[ عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن ع في قول الله عز و جل وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ يعني اتخذ هواه دينه بغير هدى من أئمة الهدى

 39-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن محمد بن جعفر عن النخعي عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال يجاء بأصحاب البدع يوم القيامة فترى القدرية من بينهم كالشامة البيضاء في الثور الأسود فيقول الله عز و جل ما أردتم فيقولون أردنا وجهك فيقول قد أقلتكم عثراتكم و غفرت لكم زلاتكم إلا القدرية فإنهم دخلوا في الشرك من حيث لا يعلمون

 بيان يطلق القدرية على المجبرة و على المفوضة المنكرين لقضاء الله و قدره و الظاهر أن المراد هنا هو الثاني و سيأتي تحقيقه و المراد بسائر أرباب البدع من عمل بدعة على جهالة يعذر بها من غير أن يكون ذلك سببا لفساد دينه و كفره كما يومي إليه آخر الخبر

 40-  ك، ]إكمال الدين[ ابن عصام عن الكليني عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل بن علي عن ابن حميد عن ابن قيس عن الثمالي قال قال علي بن الحسين ع إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة و الآراء الباطلة و المقاييس الفاسدة و لا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم و من اهتدى بنا هدي و من دان بالقياس و الرأي هلك و من وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني و القرآن العظيم و هو لا يعلم

 بيان حرجا بدل من قوله شيئا و لفظة من في قوله مما نقوله تعليلية

 41-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن حماد عن حريز رفعه قال كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها إلى النار

 سن، ]المحاسن[ ابن يزيد مثله

   -42  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي خالد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه و يبغض عليه

 سن، ]المحاسن[ بعض أصحابنا عن ابن يزيد مثله

 43-  ثو، ]ثواب الأعمال[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن محمد بن سنان عن الثمالي قال قلت لأبي جعفر ع ما أدنى النصب فقال أن يبتدع الرجل شيئا فيحب عليه و يبغض عليه

 44-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد الله ع قال من مشى إلى صاحب بدعة فوقره فقد مشى في هدم الإسلام

 سن، ]المحاسن[ أبي عن هارون مثله

 45-  ابن يزيد عن محمد بن جمهور العمي رفعه قال من أتى ذا بدعة فعظمه فإنما سعى في هدم الإسلام

 46-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن البرقي عن صفوان عن سعيد الأعرج قال قلت لأبي عبد الله ع إن من عندنا ممن يتفقه يقولون يرد علينا ما لا نعرفه في كتاب الله و لا في السنة نقول فيه برأينا فقال أبو عبد الله ع كذبوا ليس شي‏ء إلا و قد جاء في الكتاب و جاءت فيه السنة

 47-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي المغراء عن سماعة عن العبد الصالح ع قال سألته فقلت إن أناسا من أصحابنا قد لقوا أباك و جدك و سمعوا منهما الحديث فربما كان الشي‏ء يبتلي به بعض أصحابنا و ليس عندهم في ذلك شي‏ء يفتيه و عندهم ما يشبهه يسعهم أن يأخذوا بالقياس فقال لا إنما هلك من كان قبلكم بالقياس فقلت له لم تقول ذلك فقال إنه ليس بشي‏ء إلا و قد جاء في الكتاب و السنة

   ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى عن الحسن بن فضال مثله بيان قوله لم تقول ذلك لعل مراده به أن هذا يضيق الأمر على الناس فأجاب ع بأنه لا إشكال فيه إذ ما من شي‏ء إلا و قد ورد فيه كتاب أو سنة أو مراده السؤال عن علة عدم جواز القياس فأجاب ع بأنه لا حاجة إليه أو يصير سببا لمخالفة ما ورد في الكتاب و السنة و يؤيد الثاني ما في الإختصاص فقلت له لم لا يقبل ذلك

 48-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ السندي بن محمد عن صفوان بن يحيى عن محمد بن حكيم عن أبي الحسن ع قال قلت له تفقهنا في الدين و روينا و ربما ورد علينا رجل قد ابتلي بشي‏ء صغير الذي ما عندنا فيه بعينه شي‏ء و عندنا ما هو يشبه مثله أ فنفتيه بما يشبهه قال لا و ما لكم و القياس في ذلك هلك من هلك بالقياس قال قلت جعلت فداك أتى رسول الله ص بما يكتفون به قال أتى رسول الله ص بما استغنوا به في عهده و بما يكتفون به من بعده إلى يوم القيامة قال قلت ضاع منه شي‏ء قال لا هو عند أهله

 بيان لعل قوله بالقياس بيان لقوله في ذلك و يحتمل أن يكون في ذلك متعلقا بالقياس و ليس في الإختصاص قوله بالقياس

 49-  سن، ]المحاسن[ ابن مهران عن ابن عميرة عن أبي المغراء عن سماعة قال قلت لأبي الحسن ع إن عندنا من قد أدرك أباك و جدك و إن الرجل يبتلي بالشي‏ء لا يكون عندنا فيه شي‏ء فنقيس فقال إنما هلك من كان قبلكم حين قاسوا

 50-  سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد عن حريز عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي عبد الله ع إن قوما من أصحابنا قد تفقهوا و أصابوا علما و رووا أحاديث فيرد عليهم الشي‏ء فيقولون برأيهم فقال لا و هل هلك من مضى إلا بهذا و أشباهه

 51-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن  موسى بن جعفر ع جعلت فداك فقهنا في الدين و أغنانا الله بكم عن الناس حتى إن الجماعة منا ليكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه يحضره المسألة و يحضره جوابها منا من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشي‏ء لم يأتنا فيه عنك و عن آبائك شي‏ء فننظر إلى أحسن ما يحضرنا و أوفق الأشياء لما جاءنا منكم فنأخذ به فقال هيهات هيهات في ذلك و الله هلك من هلك يا ابن حكيم ثم قال لعن الله أبا حنيفة يقول قال علي و قلت قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم و الله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس

 بيان قوله ما يسأل رجل صاحبه في بعض النسخ إلا يحضره و هو ظاهر و في أكثر النسخ يحضره بغير أداة الاستثناء فتكون كلمة ما نافية أيضا أي لا يحتاج أحد من أهل المجلس أن يسأل صاحبه عن مسألة و جملة يحضره مستأنفة أو موصولة و هي مع صلتها مبتدأ و قوله يحضره خبر أو الجملة استئنافية أو صفة للمجلس و الأول أظهر

 52-  سن، ]المحاسن[ الوشاء عن المثنى عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع يرد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب و لا سنه فننظر فيها فقال لا أما إنك إن أصبت لم تؤجر و إن كان خطا كذبت على الله

 سن، ]المحاسن[ ابن محبوب أو غيره عن المثنى مثله

 53-  سن، ]المحاسن[ أبي عن النضر عن درست عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن ع إنا نتلاقى فيما بيننا فلا يكاد يرد علينا إلا و عندنا فيه شي‏ء و ذلك شي‏ء أنعم الله به علينا بكم و قد يرد علينا الشي‏ء و ليس عندنا فيه شي‏ء و عندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه فقال لا و ما لكم و للقياس ثم قال لعن الله أبا فلان كان يقول قال علي ع و قلت و قال الصحابة و قلت ثم قال لي أ كنت تجلس إليه قلت لا و لكن هذا قوله فقال أبو الحسن ع إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا و إذا جاءكم ما لا تعلمون  فها و وضع يده على فمه فقلت و لم ذاك قال لأن رسول الله ص أتى الناس بما اكتفوا به على عهده و ما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة

 بيان الظاهر أن ها حرف تنبيه و وضع اليد على الفم إشارة إلى السكوت و ما قيل من أنه اسم فعل بمعنى خذ و الإشارة لتعيين موضع الأخذ فلا يخفى بعده

 54-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن ابن بكير عن محمد بن الطيار قال قال لي أبو جعفر ع تخاصم الناس قلت نعم قال و لا يسألونك عن شي‏ء إلا قلت فيه شيئا قلت نعم قال فأين باب الرد إذا

 55-  سن، ]المحاسن[ البزنطي قال قال رجل من أصحابنا لأبي الحسن ع نقيس على الأثر نسمع الرواية فنقيس عليها فأبى ذلك و قال فقد رجع الأمر إذا إليهم فليس معهم لأحد أمر

 بيان ضميرا الجمع راجعان إلى المعصومين ع أي يجب إرجاع الأمر إليهم إذا أشكل عليكم إذ ليس لأحد معهم أمر و يحتمل رجوعهما إلى أصحاب القياس بل هو أظهر

 56-  سن، ]المحاسن[ عثمان بن عيسى قال سألت أبا الحسن موسى ع عن القياس فقال و ما لكم و للقياس إن الله لا يسأل كيف أحل و كيف حرم

 57-  سن، ]المحاسن[ أبي عن صفوان عن عبد المؤمن بن الربيع عن محمد بن بشر الأسلمي قال كنت عند أبي عبد الله ع و ورقة يسأله فقال له أبو عبد الله ع أنتم قوم تحملون الحلال على السنة و نحن قوم نتبع على الأثر

 بيان قوله ع تحملون الحلال كذا في النسخ و لعله كان بالخاء المعجمة أي تحملون الخصال و الأحكام على السنة من غير أن يكون فيها أي تقيسون الأشياء بما ورد في السنة و على المهملة لعل المراد أنكم تحملون الشي‏ء الحلال الذي لم يرد فيه أمر و لا نهي على ما ورد في السنة فيه أمر أو نهي بالقياس الباطل

 58-  سن، ]المحاسن[ أبي عن فضالة عن موسى بن بكر عن فضيل عن أبي جعفر ع  قال إن السنة لا تقاس و كيف تقاس السنة و الحائض تقضي الصيام و لا تقضي الصلاة

 59-  سن، ]المحاسن[ القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع في كتاب آداب أمير المؤمنين ع لا تقيسوا الدين فإن أمر الله لا يقاس و سيأتي قوم يقيسون و هم أعداء الدين

 60-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ أروي عن العالم ع أنه قال كل بدعة ضلالة و كل ضلالة إلى النار

 61-  و نروي أن أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأيا فيحب عليه و يبغض

 62-  و نروي من رد صاحب بدعة عن بدعته فهو سبيل من سبل الله

 63-  و أروي من دعا الناس إلى نفسه و فيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال

 64-  و نروي من طلب الرئاسة لنفسه هلك فإن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها

 65-  سر، ]السرائر[ من كتاب المشيخة لابن محبوب عن الهيثم بن واقد قال قلت لأبي عبد الله ع إن عندنا بالجزيرة رجلا ربما أخبر من يأتيه يسأله عن الشي‏ء يسرق أو شبه ذلك أ فنسأله فقال قال رسول الله ص من مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذاب يصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل الله من كتاب

 66-  سر، ]السرائر[ من كتاب المشيخة عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة قال قلت لأبي جعفر ع ما أدنى النصب قال أن تبتدع شيئا فتحب عليه و تبغض عليه

 67-  غو، ]غوالي اللئالي[ قال النبي ص تعمل هذه الأمة برهة بالكتاب و برهة بالسنة و برهة بالقياس فإذا فعلوا ذلك فقد ضلوا

 68-  و قال ص إياكم و أصحاب الرأي فإنهم أعيتهم السنن أن يحفظوها فقالوا في الحلال و الحرام برأيهم فأحلوا ما حرم الله و حرموا ما أحل الله فضلوا و أضلوا

 69-  جا، ]المجالس للمفيد[ الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن حماد بن  عثمان عن زرارة قال قال لي أبو جعفر ع يا زرارة إياك و أصحاب القياس في الدين فإنهم تركوا علم ما وكلوا به و تكلفوا ما قد كفوه يتأولون الأخبار و يكذبون على الله عز و جل و كأني بالرجل منهم ينادى من بين يديه قد تاهوا و تحيروا في الأرض و الدين

 70-  جا، ]المجالس للمفيد[ الصدوق عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله ع قال لعن الله أصحاب القياس فإنهم غيروا كلام الله و سنة رسوله ص و اتهموا الصادقين ع في دين الله عز و جل

 71-  جا، ]المجالس للمفيد[ أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن منصور بن أبي يحيى قال سمعت أبا عبد الله ع يقول صعد رسول الله ص المنبر فتغيرت وجنتاه و التمع لونه ثم أقبل بوجهه فقال يا معشر المسلمين إنما بعثت أنا و الساعة كهاتين قال ثم ضم السباحتين ثم قال يا معشر المسلمين إن أفضل الهدي هدي محمد و خير الحديث كتاب الله و شر الأمور محدثاتها ألا و كل بدعة ضلالة ألا و كل ضلالة ففي النار أيها الناس من ترك مالا فلأهله و لورثته و من ترك كلا أو ضياعا فعلي و إلي

 72-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن قولويه عن سعد عن محمد بن عبد الله المسمعي عن ابن أسباط عن محمد بن سنان عن داود بن سرحان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إني لأحدث الرجل الحديث و أنهاه عن الجدال و المراء في دين الله و أنهاه عن القياس فيخرج من عندي فيأول حديثي على غير تأويله إني أمرت قوما أن يتكلموا و نهيت قوما فكل يأول لنفسه يريد المعصية لله و لرسوله فلو سمعوا و أطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي أصحابه إن أصحاب أبي كانوا زينا أحياء و أمواتا

   -73  كش، ]رجال الكشي[ جبرئيل بن أحمد عن اليقطيني عن يونس عن عمر بن أبان عن عبد الرحيم القصير قال قال أبو عبد الله ع ائت زرارة و بريدا و قل لهما ما هذه البدعة أ ما علمتم أن رسول الله ص قال كل بدعة ضلالة فقلت له إني أخاف منهما فأرسل معي ليث المرادي فأتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله ع فقال و الله لقد أعطاني الاستطاعة و ما شعر و أما بريد فقال و الله لا أرجع عنها أبدا

 بيان كان بدعتهما في القول بالاستطاعة و سيأتي تحقيقها

 74-  ختص، ]الإختصاص[ علاء عن محمد قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا دين لمن دان بطاعة من يعصي الله و لا دين لمن دان بفرية باطل على الله و لا دين لمن دان بجحود شي‏ء من آيات الله

 أقول قال أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد بعد إقامة الدلائل على مخاصم كان يجوز القياس في الشرعيات و لو فرضنا جواز تكليف العباد بالقياس في السمعيات لم يكن بد من ورود السمع بذلك إما في القرآن أو في صحيح الأخبار و في خلو السمع من تعلق التكليف به دلالة على أن الله تعالى لم يكلف خلقه به قال فإنا نجد ذلك في آيات القرآن و صحيح الأخبار قال الله عز و جل فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ فأوجب الاعتبار و هو الاستدلال و القياس و قال فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ فأوجب بالمماثلة المقايسة

 و روي أن النبي ص لما أرسل معاذا إلى اليمن قال له بما ذا تقضي قال بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال بسنة رسول الله ص قال فإن لم تجد في سنة رسول الله ص قال أجتهد رأيي فقال ص الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضاه الله و رسوله

 و روي عن الحسن بن علي ع أنه سئل فقيل بما ذا كان يحكم أمير المؤمنين ع قال بكتاب الله فإن لم يجد فسنة رسول الله فإن لم يجد رجم فأصاب

فهذا كله دليل على صحة القياس و الأخذ بالاجتهاد و الظن و الرأي  فقلت له أما قول الله فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ فليس لك حجة على موضع القياس لأن الله تعالى ذكر أمر اليهود و جنايتهم على أنفسهم في تخريب بيوتهم بأيديهم و أيدي المؤمنين ما يستدل به على حقية رسول الله ص و أن الله تعالى أمده بالتوفيق و نصره و خذل عدوه و أمر الناس باعتبار ذلك ليزدادوا بصيرة في الإيمان و ليس هذا بقياس في المشروعات و لا فيه أمر بالتعويل على الظنون في استنباط الأحكام. و أما قوله سبحانه يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ ليس فيه أن العدلين يحكمان في جزاء الصيد بالقياس و إنما تعبد الله عباده بإنفاذ الحكم في الجزاء عند حكم العدلين بما علماه من نص الله تعالى و لو كان حكمهما قياسا لكانا إذا حكما في جزاء النعامة بالبدنة قد قاسا مع وجود النص بذلك فيجب أن يتأمل هذا. و أما الخبران اللذان أوردتهما فهما من أخبار الآحاد التي لا تثبت بهما الأصول المعلومة في العبادات على أن رواة خبر معاذ مجهولون و هم في لفظه أيضا مختلفون فمنهم روى أنه لما قال أجتهد رأيي قال له ع لا اكتب إلي أكتب إليك و لو سلمنا صيغة الخبر على ما ذكرت لاحتمل أن يكون معنى أجتهد رأيي أني أجتهد حتى أجد حكم الله تعالى في الحادثة من الكتاب و السنة. و أما رواية الحسن ع ففيه تصحيف ممن رواه و الخبر المعروف أنه قال فإن لم يجد شيئا في السنة زجر فأصاب يعني بذلك القرعة بالسهام و هو مأخوذ من الزجر و الفال و القرعة عندنا من الأحكام المنصوص عليها و ليست بداخلة في القياس و الآيات و الأخبار دالة على نفيه قال الله تعالى وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ لسنا نشك أن الحكم بالقياس حكم بغير التنزيل و قال سبحانه وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ و مستخرج الحكم في الحادثة بالقياس لا يصح أن يضيفه إلى الله و لا إلى رسوله و إذا لم يصح إضافته إليهما فإنما هو مضاف إلى القائس و هو المحلل و المحرم في الشرع من عنده و كذب  وصفه بلسانه و قال سبحانه وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ الآية و نحن نعلم أن القائس معول على الظن دون العلم. و أما الأخبار

 فمنه قول رسول الله ص ستفترق أمتي على بضع و سبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحرمون الحلال و يحللون الحرام

 و قول أمير المؤمنين ع إياكم و القياس في الأحكام فإنه أول من قاس إبليس

 و قال الصادق ع إياكم و تقحم المهالك باتباع الهوى و المقاييس قد جعل الله للقرآن أهلا أغناكم بهم عن جميع الخلائق لا علم إلا ما أمروا به قال الله تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ إيانا عنى

و جميع أهل البيت ع أفتوا بتحريم القياس و روي عن سلمان رحمة الله عليه أنه قال ما هلكت أمة حتى قاست في دينها و كان ابن مسعود يقول هلك القائسون. و قد روى هشام بن عروة عن أبيه قال كان أمر بني إسرائيل لم يزل معتدلا حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم فقالوا فيهم بالرأي فأضلوهم. و قال ابن عيينة فما زال أمر الناس مستقيما حتى نشأ فيهم ربيعة الرأي بالمدينة و أبو حنيفة بالكوفة و عثمان بالبصرة و أفتوا الناس و فتنوهم فنظرناهم فإذا هم أولاد سبايا الأمم و في هذا القدر من الأخبار غنى عن الإطالة و الإكثار

 75-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع اعلموا عباد الله أن المؤمن يستحل العام ما استحل عاما أول و يحرم العام ما حرم عاما أول و إن ما أحدث الناس لا يحل لكم شيئا مما حرم عليكم و لكن الحلال ما أحل الله و الحرام ما حرم الله فقد جربتم الأمور و ضرستموها و وعظتم بمن كان قبلكم ضربت الأمثال لكم و دعيتم إلى الأمر الواضح فلا يصم عن ذلك إلا أصم و لا يعمى عن ذلك إلا أعمى و من لم ينفعه الله بالبلاء و التجارب لم ينتفع بشي‏ء من العظة و أتاه التقصير من أمامه حتى يعرف ما أنكر و ينكر ما عرف و إنما الناس رجلان متبع شرعة و متبع بدعة ليس معه من الله برهان سنة و لا ضياء حجة و إن الله سبحانه لم يعظ أحدا بمثل القرآن  فإنه حبل الله المتين و سببه الأمين و فيه ربيع القلب و ينابيع العلم و ما للقلب جلاء غيره و ساق الخطبة إلى قوله فإياكم و التلون في دين الله فإن جماعة فيما تكرهون من الحق خير من فرقة فيما تحبون من الباطل و إن الله سبحانه لم يعط أحدا بفرقة خيرا ممن مضى و لا ممن بقي

 بيان أول الكلام إشارة إلى المنع من العمل بالآراء و المقاييس و الاجتهادات الباطلة و التضريس الإحكام حتى يعرف ما أنكر أي يتخيل أنه عرفه و لم يعرفه بدليل و برهان و لا ضياء حجة تعميم بعد التخصيص و التلون أيضا العمل بالآراء و المقاييس فإنها تستلزم اختلاف الأحكام

 76-  سن، ]المحاسن[ أبي عمن ذكره عن أبي عبد الله ع في رسالته إلى أصحاب الرأي و القياس أما بعد فإنه من دعا غيره إلى دينه بالارتياء و المقاييس لم ينصف و لم يصب حظه لأن المدعو إلى ذلك لا يخلو أيضا من الارتياء و المقاييس و متى ما لم يكن بالداعي قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى المدعو بعد قليل لأنا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقا للمعلم و لو بعد حين و رأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأي من يدعو و في ذلك تحير الجاهلون و شك المرتابون و ظن الظانون و لو كان ذلك عند الله جائزا لم يبعث الله الرسل بما فيه الفصل و لم ينه عن الهزل و لم يعب الجهل و لكن الناس لما سفهوا الحق و غمطوا النعمة و استغنوا بجهلهم و تدابيرهم عن علم الله و اكتفوا بذلك دون رسله و القوام بأمره و قالوا لا شي‏ء إلا ما أدركته عقولنا و عرفته ألبابنا فولاهم الله ما تولوا و أهملهم و خذلهم حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعلمون و لو كان الله رضي منهم اجتهادهم و ارتياءهم فيما ادعوا من ذلك لم يبعث الله إليهم فاصلا لما بينهم و لا زاجرا عن وصفهم و إنما استدللنا إن رضي الله غير ذلك ببعثة الرسل بالأمور القيمة الصحيحة و التحذير عن الأمور المشكلة المفسدة ثم جعلهم أبوابه و صراطه و الأدلاء عليه بأمور محجوبة عن الرأي و القياس فمن طلب ما عند الله بقياس و رأى لم يزدد من الله إلا بعدا و لم يبعث رسولا قط و إن طال عمره قابلا من الناس خلاف ما جاء به حتى يكون متبوعا مرة و تابعا أخرى و لم ير أيضا فيما جاء به استعمل  رأيا و لا مقياسا حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من الله و في ذلك دليل لكل ذي لب و حجي إن أصحاب الرأي و القياس مخطئون مدحضون و إنما الاختلاف فيما دون الرسل لا في الرسل فإياك أيها المستمع أن تجمع عليك خصلتين إحداهما القذف بما جاش بصدرك و اتباعك لنفسك إلى غير قصد و لا معرفة حد و الأخرى استغناؤك عما فيه حاجتك و تكذيبك لمن إليه مردك و إياك و ترك الحق سأمة و ملالة و انتجاعك الباطل جهلا و ضلالة لأنا لم نجد تابعا لهواه جائزا عما ذكرنا قط رشيدا فانظر في ذلك

 بيان جاش أي غلا و يقال انتجعت فلانا إذا أتيته تطلب معروفه و لا يخفى عليك بعد التدبر في هذا الخبر و أضرابه أنهم سدوا باب العقل بعد معرفة الإمام و أمروا بأخذ جميع الأمور منهم و نهوا عن الاتكال على العقول الناقصة في كل باب

 77-  سن، ]المحاسن[ بعض أصحابنا عمن ذكره عن معاوية بن ميسرة بن شريح قال شهدت أبا عبد الله ع في مسجد الخيف و هو في حلقة فيها نحو من مائتي رجل و فيهم عبد الله بن شبرمة فقال يا أبا عبد الله إنا نقضي بالعراق فنقضي من الكتاب و السنة و ترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي قال فأنصت الناس جميع من حضر للجواب و أقبل أبو عبد الله ع على من على يمينه يحدثهم فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم إلى بعض و تركوا الإنصات ثم تحدثوا ما شاء الله ثم إن ابن شبرمة قال يا أبا عبد الله إنا قضاة العراق و إنا نقضي بالكتاب و السنة و إنه ترد علينا أشياء و نجتهد فيها الرأي قال فأنصت جميع الناس للجواب و أقبل أبو عبد الله ع على من على يساره يحدثهم فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض و تركوا الإنصات ثم إن ابن شبرمة سكت ما شاء الله ثم عاد لمثل قوله فأقبل أبو عبد الله ع فقال أي رجل كان علي بن أبيطالب فقد كان  عندكم بالعراق و لكم به خبر قال فأطراه ابن شبرمة و قال قولا عظيما فقال له أبو عبد الله ع فإن عليا ع أبى أن يدخل في دين الله الرأي و أن يقول في شي‏ء من دين الله بالرأي و المقاييس فقال أبو ساسان فلما كان الليل دخلت على أبي عبد الله ع فقال لي يا أبا ساسان لم يدعني صاحبكم ابن شبرمة حتى أجبته ثم قال لو علم ابن شبرمة من أين هلك الناس ما دان بالمقاييس و لا عمل بها

 بيان الإطراء مجاوزة الحد في المدح

 78-  سن، ]المحاسن[ ابن محبوب عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع قال قال رسول الله ص إن لله عند كل بدعة تكون بعدي يكاد بها الإيمان وليا من أهل بيتي موكلا به يذب عنه ينطق بإلهام من الله و يعلن الحق و ينوره و يرد كيد الكائدين و يعبر عن الضعفاء فاعتبروا يا أولي الأبصار و توكلوا على الله

 بيان قوله يكاد من الكيد بمعنى المكر و الخدعة و الحرب و يحتمل أن يكون المراد أن يزول بها الإيمان و قوله ع و يعبر عن الضعفاء أي يتكلم من جانب الضعفاء العاجزين عن دفع الفتن و الشبه الحادثة في الدين

 79-  سن، ]المحاسن[ أبي عن عبد الله بن المغيرة و محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع لا رأي في الدين

 80-  سن، ]المحاسن[ أبي عن فضالة عن أبان الأحمر عن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس فلم تزدهم المقاييس من الحق إلا بعدا و إن دين الله لا يصاب بالمقاييس

 81-  سن، ]المحاسن[ أبي عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه قال قال أبو عبد الله ع لأبي حنيفة ويحك إن أول من قاس إبليس فلما أمره بالسجود لآدم قال خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ

 82-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال خطب علي أمير المؤمنين ع الناس فقال أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع و أحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله يقلد فيها رجال رجالا و لو أن الباطل  خلص لم يخف على ذي حجى و لو أن الحق خلص لم يكن اختلاف و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه و نجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى

 بيان الحجى كإلى العقل و الضغث قطعة من حشيش مختلطة الرطب باليابس و قوله سبقت لهم من الله الحسنى أي العاقبة الحسنى أو المشيئة الحسنى في سابق علمه و قضائه

 83-  سر، ]السرائر[ من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن أبي عبد الله عن أبيه ع عن النبي ص قال من دعا إلى ضلال لم يزل في سخط الله حتى يرجع منه و من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية