باب 35- غرائب العلوم من تفسير أبجد و حروف المعجم و تفسير الناقوس و غيرها

 1-  مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ يد، ]التوحيد[ الطالقاني عن أحمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن أبي طالب قال حدثنا كثير بن عياش القطان عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال لما ولد عيسى ابن مريم على نبينا و آله و عليه السلام كان ابن يوم كأنه ابن شهرين فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده و جاءت به إلى الكتاب و أقعدته بين يدي المؤدب فقال له المؤدب قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال عيسى على نبينا و آله و عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم فقال له المؤدب قل أبجد فرفع عيسى على نبينا و آله و عليه السلام رأسه فقال و هل تدري ما أبجد فعلاه بالدرة ليضربه فقال يا مؤدب لا تضربني إن كنت تدري و إلا فاسألني حتى أفسر ذلك فقال فسر لي فقال عيسى على نبينا و آله و عليه السلام أما الألف آلاء الله و الباء بهجة الله و الجيم جمال الله و الدال دين الله هوز الهاء هي هول جهنم و الواو ويل  لأهل النار و الزاي زفير جهنم حطي حطت الخطايا عن المستغفرين كلمن كلام الله لا مبدل لكلماته سعفص صاع بصاع و الجزاء بالجزاء قرشت قرشهم فحشرهم فقال المؤدب أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم و لا حاجة في المؤدب

 بيان قال الفيروزآبادي الكتاب كرمان الكاتبون و المكتب كمقعد موضع التعليم و قول الجوهري المكتب و الكتاب واحد غلط و قال قرشه يقرشه و يقرشه قطعه و جمعه من هاهنا و هاهنا و ضم بعضه إلى بعض. أقول هذا الخبر و الأخبار الآتية تدل على أن للحروف المفردة وضعا و دلالة على معان و ليست فائدتها منحصرة في تركب الكلمات منها و لا استبعاد في ذلك و قد روت العامة في الم عن ابن عباس أن الألف آلاء الله و اللام لطفه و الميم ملكه و تأويلها بأن المراد التنبيه على أن هذه الحروف منبع الأسماء و مبادي الخطاب و تمثيل بأمثلة حسنة تكلف مستغنى عنه

 2-  مع، ]معاني الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب و أحمد بن الحسن بن فضال عن ابن فضال عن ابن أسباط عن الحسن بن زيد عن محمد بن سالم عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع سأل عثمان بن عفان رسول الله ص فقال يا رسول الله ما تفسير أبجد فقال رسول الله ص تعلموا تفسير أبجد فإن فيه الأعاجيب كلها ويل لعالم جهل تفسيره فقيل يا رسول الله ما تفسير أبجد قال أما الألف فآلاء الله حرف من أسمائه و أما الباء فبهجة الله و أما الجيم فجنة الله و جلال الله و جماله و أما الدال فدين الله و أما هوز فالهاء هاء الهاوية فويل لمن هوى في النار و أما الواو فويل لأهل النار و أما الزاي فزاوية في النار فنعوذ بالله مما في الزاوية يعني زوايا جهنم و أما حطي فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر و ما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر و أما الطاء فطوبى لهم و حسن مآب و هي شجرة غرسها الله عز و جل و نفخ فيها من روحه و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تثبت بالحلي و الحلل متدلية على أفواههم و أما الياء فيد الله فوق خلقه سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ و أما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل لكلمات الله و لن تجد  من دونه ملتحدا و أما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم في الزيارة و التحية و السلام و تلاوم أهل النار فيما بينهم و أما الميم فملك الله الذي لا يزول و دوام الله الذي لا يفنى و أما النون ف ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ فالقلم قلم من نور و كتاب من نور فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً و أما سعفص فالصاد صاع بصاع و فص بفص يعني الجزاء بالجزاء و كما تدين تدان إن الله لا يريد ظُلْماً لِلْعِبادِ و أما قرشت يعني قرشهم فحشرهم و نشرهم إلى يوم القيامة ف قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ

 ل، ]الخصال[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن ابن أبي الخطاب و أحمد إلى آخر الخبر إلا أن فيه غرسها الله عز و جل بيده و الحلل و الثمار متدلية

 قال الصدوق رحمه الله في كتاب معاني الأخبار، بعد رواية هذا الخبر حدثنا بهذا الحديث أبو عبد الله بن حامد قال أخبرنا أبو نصر أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن البخاري ببخارا قال حدثنا أحمد بن يعقوب بن أخي سهل بن يعقوب البزاز قال حدثنا إسحاق بن حمزة قال حدثنا أبو أحمد عيسى بن موسى الغنجار عن محمد بن زياد السكري عن الفرات بن سليمان عن أبان عن أنس قال قال رسول الله ص تعلموا تفسير أبي جاد فإن فيه الأعاجيب كلها و ذكر الحديث مثله سواء حرفا بحرف انتهى

بيان الإلمام النزول و قوله فص بفص أي يجزى بقدر الفص إذا ظلم أحد بمثله أي يجزى لكل حقير و خطير و قوله كما تدين تدان على سبيل مجاز المشاكلة أي كما تفعل تجازى

 3-  مع، ]معاني الأخبار[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ يد، ]التوحيد[ حدثنا محمد بن بكران النقاش رضي الله عنه بالكوفة سنة أربع و خمسين و ثلاث مائة قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع قال إن أول خلق الله عز و جل ليعرف به خلقه الكتابة حروف المعجم و إن الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام فالحكم فيه أن تعرض عليه حروف المعجم ثم يعطى الدية بقدر ما لم يفصح منها و لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ع في أ ب ت ث قال الألف آلاء الله و الباء بهجة الله  و التاء تمام الأمر بقائم آل محمد ع و الثاء ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة ج ح خ فالجيم جمال الله و جلال الله و الحاء حلم الله عن المذنبين و الخاء خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عز و جل د ذ فالدال دين الله و الذال من ذي الجلال ر ز فالراء من الرءوف الرحيم و الزاي زلازل القيامة س ش فالسين سناء الله و الشين شاء الله ما شاء و أراد ما أراد وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ ص ض فالصاد من صادق الوعد في حمل الناس على الصراط و حبس الظالمين عند المرصاد و الضاد ضل من خالف محمدا و آل محمد ص ط ظ فالطاء طوبى للمؤمنين و حسن مآب و الظاء ظن المؤمنين به خيرا و ظن الكافرين به سوءا ع غ فالعين من العالم و الغين من الغي ف ق فالفاء فوج من أفواج النار و القاف قرآن على الله جمعه و قرآنه ك ل فالكاف من الكافي و اللام لغو الكافرين في افترائهم على الله الكذب م ن فالميم ملك الله يوم لا مالك غيره و يقول عز و جل لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ثم ينطق أرواح أنبيائه و رسله و حججه فيقولون لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ فيقول جل جلاله الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ و النون نوال الله للمؤمنين و نكاله بالكافرين و ه فالواو ويل لمن عصى الله و الهاء هان على الله من عصاه لا ي فلام ألف لا إله إلا الله و هي كلمة الإخلاص ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة و الياء يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ثم قال ع إن الله تبارك و تعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً

 4-  يد، ]التوحيد[ مع، ]معاني الأخبار[ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري الحاكم عن أبي عمر و محمد بن جعفر المقري الجرجاني عن أبي بكر محمد بن الحسن الموصلي عن محمد بن عاصم الطريفي عن أبي زيد عباس بن يزيد بن الحسن بن علي النخال مولى زيد بن علي قال أخبرني أبي يزيد بن الحسن قال حدثني موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ع قال جاء يهودي إلى  النبي ص و عنده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال له ما الفائدة في حروف الهجاء فقال رسول الله ص لعلي ع أجبه و قال اللهم وفقه و سدده فقال علي بن أبي طالب ع ما من حرف إلا و هو اسم من أسماء الله عز و جل ثم قال أما الألف فالله الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ و أما الباء فباق بعد فناء خلقه و أما التاء فالتواب يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ و أما الثاء فالثابت الكائن يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ و أما الجيم فجل ثناؤه و تقدست أسماؤه و أما الحاء فحق حي حليم و أما الخاء فخبير بما يعمل العباد و أما الدال فديان يوم الدين و أما الذال ف ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ و أما الراء فرءوف بعباده و أما الزاي فزين المعبودين و أما السين فالسميع البصير و أما الشين فالشاكر لعباده المؤمنين و أما الصاد فصادق في وعده و وعيده و أما الضاد فالضار النافع و أما الطاء فالطاهر المطهر و أما الظاء فالظاهر المظهر لآياته و أما العين فعالم بعباده و أما الغين فغياث المستغيثين و أما الفاء ف فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى و أما القاف فقادر على جميع خلقه و أما الكاف فالكافي الذي لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ و لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ أما اللام ف لَطِيفٌ بِعِبادِهِ أما الميم فمالك الملك و أما النون ف نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ من نور عرشه و أما الواو فواحد صمد لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ أما الهاء فهادي لخلقه أما اللام ألف فلا إله إلا الله وحده لا شريك له و أما الياء فيد الله باسطة على خلقه فقال رسول الله ص هذا هو القول الذي رضي الله عز و جل لنفسه من جميع خلقه فأسلم اليهودي

 بيان قوله ع و أما الضاد فالضار النافع ذكر النافع إما على الاستطراد أو لبيان أن ضرره تعالى عين النفع لأنه خير محض مع أنه يحتمل أن يكون موضوعا لهما معا و كذا الواو يحتمل أن يكون موضوعا للواحد و ذكر ما بعده لبيان أن واحديته تعالى تستلزم تلك الصفات و أن يكون موضوعا للجميع

 5-  مع، ]معاني الأخبار[ و روي في خبر آخر أن شمعون سأل النبي ص فقال أخبرني ما أبو جاد و ما هوز و ما حطي و ما كلمن و ما سعفص و ما قرشت و ما كتب  فقال رسول الله ص أما أبو جاد فهو كنية آدم على نبينا و آله و عليه السلام أبى أن يأكل من الشجرة فجاد فأكل و أما هوز هوى من السماء فنزل إلى الأرض و أما حطي أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ و أما كلمن كلمات الله عز و جل و أما سعفص قال الله عز و جل صاع بصاع كما تدين تدان و أما قرشات أقر بالسيئات فغفر له و أما كتب فكتب الله عز و جل عنده في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق آدم بألفي عام إن آدم خلق من التراب و عيسى خلق بغير أب فأنزل الله عز و جل تصديقه إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ قال صدقت يا محمد

 بيان لعلهم كانوا يقولون مكان أبجد أبو جاد إشعارا بمبدإ اشتقاقه فبين ص ذلك لهم و قوله ص جاد إما من الجود بمعنى العطاء أي جاد بالجنة حيث تركها بارتكاب ذلك أو من جاد إليه أي اشتاق و أما قرشات فيحتمل أن يكون معناه في لغتهم الإقرار بالسيئات أو يكون من القرش بمعنى الجمع أي جمعها فاستغفر لها أو بمعنى القطع أي بالاستغفار قطعها عن نفسه و إنما اكتفى بهذه الكلمات لأنه لم يكن في لغتهم أكثر من ذلك على ما هو المشهور قال الفيروزآبادي و أبجد إلى قرشت و رئيسهم كلمن ملوك مدين وضعوا الكتابة العربية على عدد حروف أسمائهم هلكوا يوم الظلة ثم وجدوا بعدهم ثخذ ضظغ فسموها الروادف و أما كتب فلعله كان هذا اللفظ مجملا في كتبهم أو على ألسنتهم و لم يعرفوا ذلك فسأله ص عن ذلك

 6-  لي، ]الأمالي للصدوق[ مع، ]معاني الأخبار[ صالح بن عيسى العجلي قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي الفقيه قال حدثنا أبو نصر الشعراني في مسجد حميد قال حدثنا سلمة بن الوضاح عن أبيه عن أبي إسرائيل عن أبي إسحاق الهمداني عن عاصم بن ضمرة عن الحارث الأعور قال بينا أنا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في الحيرة إذا نحن بديراني يضرب بالناقوس قال فقال علي بن أبي طالب ع يا حارث أ تدري ما يقول هذا الناقوس قلت الله و رسوله و ابن عم رسوله أعلم قال إنه يضرب مثل الدنيا و خرابها و يقول لا إله إلا الله حقا حقا صدقا صدقا إن الدنيا قد غرتنا و شغلتنا و استهوتنا و استغوتنا يا ابن الدنيا مهلا مهلا يا ابن الدنيا دقا دقا يا ابن الدنيا جمعا جمعا  تفنى الدنيا قرنا قرنا ما من يوم يمضي عنا إلا و هي أوهى منا ركنا قد ضيعنا دارا تبقى و استوطنا دارا تفنى لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قد متنا قال الحارث يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك قال لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلها من دون الله عز و جل قال فذهبت إلى الديراني فقلت له بحق المسيح عليك لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها قال فأخذ يضرب و أنا أقول حرفا حرفا حتى بلغ إلى قوله إلا لو قد متنا فقال بحق نبيكم من أخبرك بهذا قلت هذا الرجل الذي كان معي أمس قال و هل بينه و بين النبي من قرابة قلت هو ابن عمه قال بحق نبيكم أ سمع هذا من نبيكم قال قلت نعم فأسلم ثم قال و الله إني وجدت في التوراة أنه يكون في آخر الأنبياء نبي و هو يفسر ما يقول الناقوس