باب 7- آداب طلب العلم و أحكامه

الآيات المائدة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها وَ اللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ طه وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً

 1-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن جعفر بن محمد بن عبيد الله عن القداح عن أبي عبد الله ع قال أربعة لا يشبعن من أربعة الأرض من المطر و العين من النظر و الأنثى من الذكر و العالم من العلم

 سن، ]المحاسن[ أبي رفعه إلى أبي عبد الله ع مثله ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ل، ]الخصال[ في سؤالات الشامي عن أمير المؤمنين ع مثله إلا بترك التعريف في الجميع

 2-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أحمد بن محمد قال كتب إلي أبو الحسن الرضا ع و كتب في آخره أ و لم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا إياكم و ذاك فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم فقال الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إلى قوله كافِرِينَ

   -3  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن المغيرة بإسناده عن السكوني عن الصادق عن أبيه ع قال قال رسول الله ص لا سهر إلا في ثلاث متهجد بالقرآن أو في طلب العلم أو عروس تهدى إلى زوجها

 نوادر الراوندي، بإسناده عن الكاظم عن آبائه ع عن النبي ص مثله بيان التهجد مجانبة الهجود و هو النوم و قد يطلق على الصلاة بالليل و على الأول المراد إما قراءة القرآن في الصلاة أو الأعم

 4-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن أبيه ع قال لا بأس بالسهر في طلب العلم

 بيان في بعض النسخ بالتهيم و هو التحير و مشية حسنة و لعل المراد التحير في البلاد أي المسافرة أو الإسراع في المشي و النسخة الأولى أظهر

 5-  ختص، ]الإختصاص[ قال الباقر ع إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول و تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول و لا تقطع على أحد حديثه

 6-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من تعلم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحجر و من تعلم و هو كبير كان بمنزلة الكتاب على وجه الماء

 7-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع لسائل سأله عن معضلة سل تفقها و لا تسأل تعنتا فإن الجاهل المتعلم شبيه بالعالم و إن العالم المتعسف شبيه بالجاهل

 8-  و قال ع في ذم قوم سائلهم متعنت و مجيبهم متكلف

   -9  و قال ع إذا ازدحم الجواب خفي الصواب

 بيان لعل فيه دلالة على المنع عن سؤال مسألة واحدة عن جماعة كثيرة

 10-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع يا كميل مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم و يدلجوا في حاجة من هو نائم

 11-  و قال ع لا تسأل عما لم يكن ففي الذي قد كان لك شغل

 12-  و قال ع في وصيته للحسن ع إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شي‏ء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك و يشتغل لبك إلى قوله ع و اعلم يا بني أن أحب ما أنت آخذ به من وصيتي تقوى الله و الاقتصار على ما افترضه الله عليك و الأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك و الصالحون من أهل بيتك فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر و فكروا كما أنت مفكر ثم ردهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا و الإمساك عما لم يكلفوا فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم و تعلم لا بتورط الشبهات و علو الخصومات و ابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة عليه بإلهك و الرغبة إليه في توفيقك و ترك كل شائبة أولجتك في شبهة أو أسلمتك إلى ضلالة فإذا أيقنت أن صفا قلبك فخشع و تم رأيك و اجتمع و كان همك في ذلك هما واحدا فانظر فيما فسرت لك و إن أنت لم يجتمع لك ما تحب من نفسك و فراغ نظرك و فكرك فاعلم أنك إنما تخبط العشواء أو تتورط الظلماء و ليس طالب الدين من خبط و لا خلط و الإمساك عن ذلك أمثل إلى قوله ع فإن أشكل عليك شي‏ء  من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خلقت خلقت جاهلا ثم علمت و ما أكثر ما تجهل من الأمر و يتحير فيه رأيك و يضل فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك فاعتصم بالذي خلقك و رزقك و سواك و ليكن له تعبدك و إليه رغبتك و منه شفقتك إلى قوله ع فإذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك

 13-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع العلم من الصغر كالنقش في الحجر

 14-  و قال رسول الله ص التودد إلى الناس نصف العقل و حسن السؤال نصف العلم و التقدير في النفقة نصف العيش

 15-  عدة، ]عدة الداعي[ عن النبي ص قال أوحى الله إلى بعض أنبيائه قل للذين يتفقهون لغير الدين و يتعلمون لغير العمل و يطلبون الدنيا لغير الآخرة يلبسون للناس مسوك الكباش و قلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل و أعمالهم أمر من الصبر إياي يخادعون و بي يستهزءون لأتيحن لهم فتنة تذر الحكيم حيران

 16-  كتاب جعفر بن محمد بن شريح عن حميد بن شعيب عن جابر الجعفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يا أيها الناس اتقوا الله و لا تكثروا السؤال إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم أنبياءهم و قد قال الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ و اسألوا عما افترض الله عليكم و الله إن الرجل يأتيني و يسألني فأخبره فيكفر و لو لم يسألني ما ضره و قال الله وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ إلى قوله قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ

 17-  أقول وجدت بخط شيخنا البهائي قدس الله روحه ما هذا لفظه قال الشيخ شمس الدين محمد بن مكي نقلت من خط الشيخ أحمد الفراهاني رحمه الله عن عنوان البصري و كان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع و تسعون سنة قال كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين فلما قدم جعفر الصادق ع المدينة اختلفت إليه و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك فقال لي يوما إني رجل مطلوب و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار فلا تشغلني عن وردي و خذ عن مالك و اختلف  إليه كما كنت تختلف إليه فاغتممت من ذلك و خرجت من عنده و قلت في نفسي لو تفرس في خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه و الأخذ عنه فدخلت مسجد الرسول ص و سلمت عليه ثم رجعت من الغد إلى الروضة و صليت فيها ركعتين و قلت أسألك يا الله يا الله إن تعطف علي قلب جعفر و ترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم و رجعت إلى داري مغتما و لم أختلف إلى مالك بن أنس لما أشرب قلبي من حب جعفر فما خرجت من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل صبري فلما ضاق صدري تنعلت و ترديت و قصدت جعفرا و كان بعد ما صليت العصر فلما حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال ما حاجتك فقلت السلام على الشريف فقال هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه فما لبثت إلا يسيرا إذ خرج خادم فقال ادخل على بركة الله فدخلت و سلمت عليه فرد السلام و قال اجلس غفر الله لك فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه و قال أبو من قلت أبو عبد الله قال ثبت الله كنيتك و وفقك يا أبا عبد الله ما مسألتك فقلت في نفسي لو لم يكن لي من زيارته و التسليم غير هذا الدعاء لكان كثيرا ثم رفع رأسه ثم قال ما مسألتك فقلت سألت الله أن يعطف قلبك علي و يرزقني من علمك و أرجو أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته فقال يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك و تعالى أن يهديه فإن أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية و اطلب العلم باستعماله و استفهم الله يفهمك قلت يا شريف فقال قل يا أبا عبد الله قلت يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية قال ثلاثة أشياء أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا لأن العبيد لا يكون لهم ملك يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله به و لا يدبر العبد لنفسه تدبيرا و جملة اشتغاله فيما أمره تعالى به و نهاه عنه فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه و إذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هان عليه مصائب الدنيا و إذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى و نهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء و المباهاة مع الناس فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان

  عليه الدنيا و إبليس و الخلق و لا يطلب الدنيا تكاثرا و تفاخرا و لا يطلب ما عند الناس عزا و علوا و لا يدع أيامه باطلا فهذا أول درجة التقى قال الله تبارك و تعالى تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قلت يا أبا عبد الله أوصني قال أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى و الله أسأل أن يوفقك لاستعماله ثلاثة منها في رياضة النفس و ثلاثة منها في الحلم و ثلاثة منها في العلم فاحفظها و إياك و التهاون بها قال عنوان ففرغت قلبي له فقال أما اللواتي في الرياضة فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة و البله و لا تأكل إلا عند الجوع و إذا أكلت فكل حلالا و سم الله و اذكر حديث الرسول ص ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإن كان و لا بد فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه و أما اللواتي في الحلم فمن قال لك إن قلت واحدة سمعت عشرا فقل إن قلت عشرا لم تسمع واحدة و من شتمك فقل له إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي و إن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك و من وعدك بالخنا فعده بالنصيحة و الرعاء و أما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ما جهلت و إياك أن تسألهم تعنتا و تجربة و إياك أن تعمل برأيك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا و اهرب من الفتيا هربك من الأسد و لا تجعل رقبتك للناس جسرا قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك و لا تفسد علي وردي فإني امرؤ ضنين بنفسي وَ السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى

 18-  منية المريد، عن النبي ص أن موسى ع لقي الخضر ع فقال أوصني فقال الخضر يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل  جلساءك إذا حدثتهم و اعلم أن قلبك وعاء فانظر ما ذا تحشو به وعاءك و اعرف الدنيا و انبذها وراءك فإنها ليست لك بدار و لا لك فيها محل قرار و إنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد يا موسى وطن نفسك على الصبر تلقى الحلم و أشعر قلبك بالتقوى تنل العلم و رض نفسك على الصبر تخلص من الإثم يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإنما العلم لمن تفرغ له و لا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا إن كثرة المنطق تشين العلماء و تبدي مساوئ السخفاء و لكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق و السداد و أعرض عن الجهال و احلم عن السفهاء فإن ذلك فضل الحلماء و زين العلماء و إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما و جانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك و شتمه إياك أكثر يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه و لا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا نهمته و لا تنقضي فيها رغبته كيف يكون عابدا و من يحقر حاله و يتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهدا يا موسى تعلم ما تعلم لتعمل به و لا تعلم لتحدث به فيكون عليك بوره و يكون على غيرك نوره

 بيان قال في الفائق البور بالضم جمع بوار و بالفتح المصدر و قد يكون المصدر بالضم أيضا

 19-  مع، ]معاني الأخبار[ ج، ]الإحتجاج[ ع، ]علل الشرائع[ الدقاق عن الأسدي عن صالح بن أبي حماد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن عبد المؤمن الأنصاري قال قلت لأبي عبد الله ع إن قوما يروون أن رسول الله ص قال اختلاف أمتي رحمة فقال صدقوا فقلت إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب قال ليس حيث تذهب و ذهبوا إنما أراد قول الله عز و جل فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ  إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله ص و يختلفوا إليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم إنما أراد اختلافهم من البلدان اختلافا في دين الله إنما الدين واحد