باب 9- أن المعرفة منه تعالى

الآيات لقمان وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الزخرف وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ الحجرات يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ الليل إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى  تفسير قوله تعالى لَيَقُولُنَّ اللَّهُ إما لكونهم مجبولين مفطورين على الإذعان بذلك إذا رجعوا إلى أنفسهم و لم يتبعوا أسلافهم أو الخطاب مع كفار قريش فإنهم كانوا معترفين بأن الخالق هو الله و ليس له شريك في الخلق لكنهم كانوا يجعلون الأصنام شريكا له في العبادة. قوله تعالى أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ أي أراكم السبيل إليه بإرسال الرسل و إنزال الكتب أو وفقكم لقبول ما أتت به الرسل و الإذعان بها أو ألهمكم المعرفة كما هو ظاهر الأخبار

 1-  ب، ]قرب الإسناد[ معاوية بن حكيم عن البزنطي قال قلت لأبي الحسن الرضا ع للناس في المعرفة صنع قال لا قلت لهم عليها ثواب قال يتطول عليهم بالثواب كما يتطول عليهم بالمعرفة

 ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ عن العالم ع مثله

 2-  ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن أبي عبد الله الأصبهاني عن درست عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع المعرفة و الجهل و الرضا و الغضب و النوم و اليقظة

 سن، ]المحاسن[ أبي رفعه إلى أبي عبد الله ع مثله

 3-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال كتبت على يدي عبد الملك بن أعين فسألته عن المعرفة و الجحود أ هما مخلوقتان فكتب ع سألت عن المعرفة ما هي فاعلم رحمك الله أن المعرفة من صنع الله عز و جل في القلب مخلوقة و الجحود صنع الله في القلب مخلوق و ليس للعباد فيهما من صنع و لهم فيها الاختيار من الاكتساب فبشهوتهم الإيمان اختاروا المعرفة فكانوا بذلك مؤمنين عارفين و بشهوتهم الكفر اختاروا الجحود فكانوا بذلك كافرين جاحدين ضلالا و ذلك بتوفيق الله لهم و خذلان من خذله الله فبالاختيار و الاكتساب عاقبهم الله و أثابهم الخبر

   -4  سن، ]المحاسن[ أبي عن النضر عن الحلبي عن أبي المغراء عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قال إني لأعلم أن هذا الحب الذي تحبونا ليس بشي‏ء صنعتموه و لكن الله صنعه

 5-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن علي بن عقبة و فضل الأسدي عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله ع قال لم يكلف الله العباد المعرفة و لم يجعل لهم إليها سبيلا

 6-  سن، ]المحاسن[ الوشاء عن أبان الأحمر عن عثمان عن الفضل أبي العباس بقباق قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ هل لهم في ذلك صنع قال لا

 7-  سن، ]المحاسن[ الوشاء عن أبان الأحمر عن الحسن بن زياد قال سألت أبا عبد الله ع عن الإيمان هل للعباد فيه صنع قال لا و لا كرامة بل هو من الله و فضله

 8-  سن، ]المحاسن[ محمد بن خالد عن النضر عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ هل للعباد بما حبب صنع قال لا و لا كرامة

 9-  سن، ]المحاسن[ أبي خداش المهدي عن الهيثم بن حفص عن زرارة عن أبي جعفر ع قال ليس على الناس أن يعملوا حتى يكون الله هو المعلم لهم فإذا أعلمهم فعليهم أن يعلموا

 10-  سن، ]المحاسن[ عدة عن عباس بن عامر عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال  سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله خلق خلقه فخلق قوما لحبنا لو أن أحدهم خرج من هذا الرأي لرده الله إليه و إن رغم أنفه و خلق خلقا لبغضنا لا يحبوننا أبدا

 11-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قلت له فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها قال التوحيد

 12-  سن، ]المحاسن[ أبي عن صفوان قال قلت لعبد صالح هل في الناس استطاعة يتعاطون بها المعرفة قال لا إنما هو تطول من الله قلت أ فلهم على المعرفة ثواب إذا كان ليس فيهم ما يتعاطونه بمنزلة الركوع و السجود الذي أمروا به ففعلوه قال لا إنما هو تطول من الله عليهم و تطول بالثواب

 13-  سن، ]المحاسن[ أبي عن فضالة عن جميل بن دراج عن زرارة عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ قال كان ذلك معاينة الله فأنساهم المعاينة و أثبت الإقرار في صدورهم و لو لا ذلك ما عرف أحد خالقه و لا رازقه و هو قول الله وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ

 بيان المعاينة مجاز عن المواجهة بالخطاب أي خلق الكلام قبالة وجههم فنسوا تلك الحالة و ثبتت المعرفة في قلوبهم ثم اعلم أن أخبار هذا الباب و كثيرا  من أخبار الأبواب السابقة تدل على أن معرفة الله تعالى بل معرفة الرسول و الأئمة صلوات الله عليه و سائر العقائد الدينية موهبية و ليست بكسبية و يمكن حملها على كمال معرفته أو المراد أنه تعالى احتج عليهم بما أعطاهم من العقول و لا يقدر أحد من الخلق حتى الرسل على هداية أحد و تعريفه أو المراد أن المفيض للمعارف هو الرب تعالى و إنما أمر العباد بالسعي في أن يستعدوا لذلك بالفكر و النظر كما يشير إليه خبر عبد الرحيم أو يقال هي مختصة بمعرفة غير ما يتوقف عليه العلم بصدق الرسل فإن ما سوى ذلك إنما نعرفه بما عرفنا الله على لسان أنبيائه و حججه صلوات الله عليهم أو يقال المراد بها معرفة الأحكام الفرعية لعدم استقلال العقل فيها أو المعنى أنها إنما تحصل بتوفيقه تعالى للاكتساب هذا ما يمكن أن يقال في تأويلها مع بعد أكثرها و الظاهر منها أن العباد إنما يكلفون بالانقياد للحق و ترك الاستكبار عن قبوله فأما المعارف فإنها بأسرها مما يلقيه الله تعالى في قلوب عباده بعد اختيارهم للحق ثم يكمل ذلك يوما فيوما بقدر أعمالهم و طاعاتهم حتى يوصلهم إلى درجة اليقين و حسبك في ذلك ما وصل إليك من سيرة النبيين و أئمة الدين في تكميل أممهم و أصحابهم فإنهم لم يحيلوهم على الاكتساب و النظر و تتبع كتب الفلاسفة و الاقتباس من علوم الزنادقة بل إنما دعوهم أولا إلى الإذعان بالتوحيد و سائر العقائد ثم دعوهم إلى تكميل النفس بالطاعات و الرياضيات حتى فازوا بأعلى درجات السعادات