باب 13- نفي الجسم و الصورة و التشبيه و الحلول و الاتحاد و أنه لا يدرك بالحواس و الأوهام و العقول و الأفهام

 الآيات الأنعام و الحج 74-  و الزمر 67-  ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ حمعسق لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

 1-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ محمد بن أحمد بن شاذان القمي عن أبيه عن محمد بن الحسن عن سعد عن محمد بن عيسى عن علي بن بلال عن محمد بن بشير الدهان عن محمد بن سماعة قال سأل بعض أصحابنا الصادق ع فقال له أخبرني أي الأعمال أفضل قال توحيدك لربك قال فما أعظم الذنوب قال تشبيهك لخالقك

 2-  نص، ]كفاية الأثر[ علي بن الحسين عن هارون بن موسى عن محمد بن همام عن الحميري عن عمر بن علي العبدي عن داود بن كثير الرقي عن يونس بن ظبيان قال دخلت على الصادق جعفر بن محمد ع فقلت يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك و أصحابه فسمعت بعضهم يقول إن لله وجها كالوجوه و بعضهم يقول له يدان و احتجوا لذلك بقول الله تبارك و تعالى بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ و بعضهم يقول هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة فما عندك في هذا يا ابن رسول الله قال و كان متكئا فاستوى جالسا و قال اللهم عفوك عفوك ثم قال يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك و من زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله فلا تقبلوا شهادته و لا تأكلوا  ذبيحته تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين فوجه الله أنبياؤه و أولياؤه و قوله خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ اليد القدرة كقوله و أيدكم بنصره فمن زعم أن الله في شي‏ء أو على شي‏ء أو يحول من شي‏ء إلى شي‏ء أو يخلو منه شي‏ء أو يشتغل به شي‏ء فقد وصفه بصفة المخلوقين و الله خالق كل شي‏ء لا يقاس بالقياس و لا يشبه بالناس لا يخلو منه مكان و لا يشتغل به مكان قريب في بعده بعيد في قربه ذلك الله ربنا لا إله غيره فمن أراد الله و أحبه بهذه الصفة فهو من الموحدين و من أحبه بغير هذه الصفة فالله منه بري‏ء و نحن منه برءاء

 3-  لي، ]الأمالي للصدوق[ محمد بن محمد بن عاصم عن الكليني عن علان عن محمد بن الفرج الرخجي قال كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد ع أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم و هشام بن سالم في الصورة فكتب ع دع عنك حيرة الحيران و استعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان

 يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الكليني عن علي بن محمد رفعه عن الرخجي مثله بيان لا ريب في جلالة قدر الهشامين و براءتهما عن هذين القولين و قد بالغ السيد المرتضى قدس الله روحه في براءة ساحتهما عما نسب إليهما في كتاب الشافي مستدلا عليها بدلائل شافية و لعل المخالفين نسبوا إليهما هذين القولين معاندة كما نسبوا المذاهب الشنيعة إلى زرارة و غيره من أكابر المحدثين أو لعدم فهم كلامهما فقد قيل إنهما قالا بجسم لا كالأجسام و بصورة لا كالصور فلعل مرادهما بالجسم الحقيقة القائمة بالذات و بالصورة الماهية و إن أخطئا في إطلاق هذين اللفظين عليه تعالى.  قال المحقق الدواني المشبهة منهم من قال إنه جسم حقيقة ثم افترقوا فقال بعضهم إنه مركب من لحم و دم و قال بعضهم هو نور متلألئ كالسبيكة البيضاء طوله سبعة أشبار بشبر نفسه و منهم من قال إنه على صورة إنسان فمنهم من يقول إنه شاب أمرد جعد قطط و منهم من قال إنه شيخ أشمط الرأس و اللحية و منهم من قال هو في جهة الفوق مماس للصفحة العليا من العرش و يجوز عليه الحركة و الانتقال و تبدل الجهات و تئط العرش تحته أطيط الرحل الجديد تحت الراكب الثقيل و هو يفضل عن العرش بقدر أربع أصابع و منهم من قال هو محاذ للعرش غير مماس له و بعده عنه بمسافة متناهية و قيل بمسافة غير متناهية و لم يستنكف هذا القائل عن جعل غير المتناهي محصورا بين حاصرين و منهم من تستر بالكفة فقال هو جسم لا كالأجسام و له حيز لا كالأحياز و نسبته إلى حيزه ليس كنسبة الأجسام إلى أحيازها و هكذا ينفي جميع خواص الجسم عنه حتى لا يبقى إلا اسم الجسم و هؤلاء لا يكفرون بخلاف المصرحين بالجسمية انتهى. و قال الشهرستاني حكى الكعبي عن هشام بن الحكم أنه قال هو جسم ذو أبعاض له قدر من الأقدار و لكن لا يشبه شيئا من المخلوقات و لا تشبهه و نقل عنه أنه قال هو سبعة أشبار بشبر نفسه و أنه في مكان مخصوص و جهة مخصوصة و أنه يتحرك و حركته فعله و ليست من مكان إلى مكان و قال هو متناه بالذات غير متناه بالقدر. و حكى عنه أبو عيسى الوراق أنه قال إن الله تعالى مماس لعرشه لا يفضل منه شي‏ء من العرش و لا يفضل عنه شي‏ء. و قال هشام بن سالم إنه تعالى على صورة إنسان أعلاه مجوف و أسفله مصمت و هو نور ساطع يتلألأ و له حواس خمس و يد و رجل و أنف و أذن و عين و فم و له وفرة سوداء و هو نور أسود لكنه ليس بلحم و لا دم.

   ثم قال و غلا هشام بن الحكم في حق علي ع حتى قال إنه إله واجب الطاعة و هذا هشام بن الحكم صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم و دون ما يظهره من التشبيه و ذلك أنه ألزم العلاف فقال إنك تقول إن البارئ تعالى عالم بعلم و علمه ذاته فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم و يباينها في أن علمه ذاته فيكون عالما لا كالعالمين فلم لا تقول هو جسم لا كالأجسام و صورة لا كالصور و له قدر لا كالأقدار إلى غير ذلك انتهى. أقول فظهر أن نسبة هذين القولين إليهما إما لتخطئة رواة الشيعة و علمائهم لبيان سفاهة آرائهم أو أنهم لما ألزموهم في الاحتجاج أشياء إسكاتا لهم نسبوها إليهم و الأئمة ع لم ينفوها عنهم إما للتبري عنهم إبقاء عليهم أو لمصالح أخر و يمكن أن يحمل هذا الخبر على أن المراد ليس هذا القول الذي تقول ما قال الهشامان بل قولهما مباين لذلك و يحتمل أن يكون هذان مذهبهما قبل الرجوع إلى الأئمة ع و الأخذ بقولهم فقد قيل إن هشام بن الحكم كان قبل أن يلقى الصادق ع على رأي جهم بن صفوان فلما تبعه ع تاب و رجع إلى الحق و يؤيده ما ذكره الكراجكي في كنز الفوائد في الرد على القائلين بالجسم بمعنييه حيث قال و أما موالاتنا هشاما رحمه الله فهي لما شاع عنه و استفاض من تركه للقول بالجسم الذي كان ينصره و رجوعه عنه و إقراره بخطائه فيه و توبته منه و ذلك حين قصد الإمام جعفر بن محمد ع إلى المدينة فحجبه و قيل له إنه أمرنا أن لا نوصلك إليه ما دمت قائلا بالجسم فقال و الله ما قلت به إلا لأني ظننت أنه وفاق لقول إمامي فأما إذا أنكره علي فإنني تائب إلى الله منه فأوصله الإمام ع إليه و دعا له بخير و حفظ

 4-  عن الصادق ع أنه قال لهشام إن الله تعالى لا يشبه شيئا و لا يشبهه شي‏ء و كل ما وقع في الوهم فهو بخلافه

 5-  و روي عنه أيضا أنه قال سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لا يحد و لا يحس و لا يدركه الأبصار و لا يحيط به شي‏ء و لا هو جسم و لا صورة و لا بذي تخطيط و لا تحديد

   -6  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر الجعفي قال قال محمد بن علي ع يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله يزعمون أن الله تبارك و تعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس و لقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تبارك و تعالى أن نتخذها مصلى يا جابر إن الله تبارك و تعالى لا نظير له و لا شبيه تعالى عن صفة الواصفين و جل عن أوهام المتوهمين و احتجب عن عين الناظرين و لا يزول مع الزائلين و لا يأفل مع الآفلين لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

 7-  شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام المشرقي عن أبي الحسن الخراساني قال إن الله كما وصف نفسه أحد صمد نور ثم قال بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ فقلت له أ فله يدان هكذا و أشرت بيدي إلى يده فقال لو كان هكذا كان مخلوقا

 8-  ج، ]الإحتجاج[ في سؤال الزنديق برواية هشام عن الصادق ع لا جسم و لا صورة و لا يحس و لا يجس و لا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام و لا تنقصه الدهور و لا تغيره الأزمان الخبر

 9-  ج، ]الإحتجاج[ قال الرضا ع إن النبي ص قال قال الله جل جلاله ما آمن بي من فسر برأيه كلامي و ما عرفني من شبهني بخلقي و لا على ديني من استعمل القياس في ديني

 يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن الريان بن الصلت عن علي بن موسى الرضا ع عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص قال الله جل جلاله مثله

 10-  يد، ]التوحيد[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن الصقر بن دلف قال سألت أبا الحسن علي بن محمد ع عن التوحيد و قلت له إني أقول بقول هشام بن الحكم فغضب ع ثم قال ما لكم و لقول هشام إنه ليس منا من زعم أن الله  جسم و نحن منه برءاء في الدنيا و الآخرة يا ابن دلف إن الجسم محدث و الله محدثه و مجسمه

 11-  كش، ]رجال الكشي[ علي بن محمد عن محمد بن أحمد عن ابن يزيد عن الحسين بن بشار عن يونس بن بهمن قال قال لي يونس اكتب إلى أبي الحسن ع فاسأله عن آدم هل فيه من جوهرية الله شي‏ء قال فكتبت إليه فأجاب هذه المسألة مسألة رجل على غير السنة فقلت ليونس فقال لا يسمع ذا أصحابنا فيبرءون منك قال قلت ليونس يتبرءون مني أو منك

 12-  كش، ]رجال الكشي[ طاهر بن عيسى عن جعفر بن أحمد عن الشجاعي عن ابن يزيد عن الحسين بن بشار عن الوشاء عن يونس بن بهمن قال قال يونس بن عبد الرحمن كتبت إلى أبي الحسن الرضا ع سألته عن آدم هل كان فيه من جوهرية الرب شي‏ء فكتب إلي جواب كتابي ليس صاحب هذه المسألة على شي‏ء من السنة زنديق

 بيان الكلام في يونس و ما نسب إليه أيضا كما مر في الهشامين و قال الشهرستاني إنه زعم أن الملائكة تحمل العرش و العرش يحمل الرب و هو من مشبهة الشيعة انتهى

 13-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن علي بن مهزيار قال كتبت إلى أبي جعفر الثاني ع جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجسم و من يقول بقول يونس يعني ابن عبد الرحمن فكتب ع لا تصلوا خلفهم و لا تعطوهم من الزكاة و ابرءوا منهم برئ الله منهم

   -14  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبي هاشم الجعفري قال سمعت علي بن موسى الرضا ع يقول إلهي بدت قدرتك و لم تبد هيئته فجهلوك و به قدروك و التقدير على غير ما به وصفوك و إني بري‏ء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ليس كمثلك شي‏ء إلهي و لن يدركوك و ظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك و في خلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك بل سووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك و اتخذوا بعض آياتك ربا فبذلك وصفوك تعاليت ربي عما به المشبهون نعتوك

 بيان و به أي و بالجهل قوله و التقدير على غير ما به وصفوك أي التقدير بما قدروا به من المقادير الجسمانية ينافي ما وصفوك به من الربوبية و يحتمل أن يكون المراد بالتقدير مطلق التوصيف أي ينبغي و يجب توصيفك على غير ما وصفوك به من الجسم و الصورة و المندوحة السعة أي في التفكر في خلقك و الاستدلال به على عظمتك و تقدسك عن صفات المخلوقين مندوحة عن أن يتفكروا في ذاتك فينسبوا إليك ما لا يليق بجنابك أو المعنى أن التفكر في الخلق يكفي في أن لا ينسبوا إليك هذه الأشياء

 يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن بعض أصحابنا قال مر أبو الحسن الرضا ع بقبر من قبور أهل بيته فوضع يده عليه ثم قال إلهي بدت قدرتك و ذكر نحوه

 15-  شا، ]الإرشاد[ جاءت الرواية أن علي بن الحسين ع كان في مسجد رسول الله ص ذات يوم إذ سمع قوما يشبهون الله بخلقه ففزع لذلك و ارتاع له و نهض حتى أتى قبر رسول الله ص فوقف عنده و دفع صوته يناجي ربه فقال في مناجاته له إلهي بدت قدرتك و لم تبد هيئته فجهلوك و قدروك بالتقدير على غير ما به أنت شبهوك إلى آخر ما مر

 16-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن الصقر بن دلف عن ياسر  الخادم قال سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا ع يقول من شبه الله بخلقه فهو مشرك و من نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر

 17-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الكليني عن علان عن سهل عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال كتبت إلى الرجل يعني أبا الحسن ع إن من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد فمنهم من يقول جسم و منهم من يقول صورة فكتب ع بخطه سبحان من لا يحد و لا يوصف لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ أو قال الْبَصِيرُ

 18-  يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الفامي في مسجد الكوفة عن محمد الحميري عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع قال قلت له يا ابن رسول الله إن الناس ينسبونا إلى القول بالتشبيه و الجبر لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمة ع فقال يا ابن خالد أخبرني عن الأخبار التي رويت عن آبائي الأئمة ع في التشبيه و الجبر أكثر أم الأخبار التي رويت عن النبي ص في ذلك فقلت بل ما روي عن النبي ص في ذلك أكثر قال فليقولوا إن رسول الله ص كان يقول في التشبيه و الجبر إذا فقلت له إنهم يقولون إن رسول الله ص لم يقل من ذلك شيئا و إنما روي عليه قال فليقولوا في آبائي الأئمة ع إنهم لم يقولوا من ذلك شيئا و إنما روي عليهم ثم قال ع من قال بالتشبيه و الجبر فهو كافر مشرك و نحن منه برءاء في الدنيا و الآخرة يا ابن خالد إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه و الجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله تعالى فمن أحبهم فقد أبغضنا و من أبغضهم فقد أحبنا و من والاهم فقد عادانا و من عاداهم فقد والانا و من وصلهم فقد قطعنا و من قطعهم فقد وصلنا و من جفاهم فقد برنا و من برهم فقد جفانا و من أكرمهم فقد أهاننا و من أهانهم فقد أكرمنا و من قبلهم فقد ردنا و من ردهم فقد قبلنا و من أحسن إليهم فقد أساء إلينا و من أساء إليهم فقد أحسن إلينا و من صدقهم فقد كذبنا و من كذبهم فقد صدقنا و من أعطاهم فقد حرمنا و من حرمهم فقد أعطانا يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا و لا نصيرا

   ج، ]الإحتجاج[ عن الحسين بن خالد عنه ع مثله

 19-  ج، ]الإحتجاج[ الحسن بن عبد الرحمن الحماني قال قلت لأبي إبراهيم ع إن هشام بن الحكم زعم أن الله تعالى جسم لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ عالم سميع بصير قادر متكلم ناطق و الكلام و القدرة و العلم يجري مجرى واحد ليس شي‏ء منها مخلوقا فقال قاتله الله أ ما علم أن الجسم محدود و الكلام غير المتكلم معاذ الله و أبرأ إلى الله من هذا القول لا جسم و لا صورة و لا تحديد و كل شي‏ء سواه مخلوق و إنما تكون الأشياء بإرادته و مشيئته من غير كلام و لا تردد في نفس و لا نطق بلسان

 يد، ]التوحيد[ الدقاق عن محمد الأسدي عن البرمكي عن علي بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن الحماني مثله بيان قوله ليس كمثله شي‏ء يومي إلى أنه لم يقل بالجسمية الحقيقية بل أطلق عليه لفظ الجسم و نفى عنه صفات الأجسام و يحتمل أن يكون مراده أنه لا يشبهه شي‏ء من الأجسام بل هو نوع مباين لسائر أنواع الأجسام فعلى الأول نفى ع إطلاق هذا اللفظ عليه تعالى بأن الجسم إنما يطلق على الحقيقة التي يلزمها التقدير و التحديد فكيف يطلق عليه تعالى. و قوله يجري مجرى واحد إشارة إلى عينية الصفات و كون الذات قائمة مقامها فنفى ع كون الكلام كذلك ثم نبه على بطلان ما يوهم كلامه من كون الكلام من أسباب وجود الأشياء فلفظة كن في الآية الكريمة كناية عن تسخيره للأشياء و انقيادها له من غير توقف على التكلم بها ثم نفى ع كون الإرادة على نحو إرادة المخلوقين من خطور بال أو تردد في نفس و يحتمل أن يكون المقصود بما نسب إلى هشام كون الصفات كلها مع زيادتها مشتركة في عدم الحدوث و المخلوقية فنفاه ع بإثبات المغايرة أولا ثم بيان أن كل شي‏ء سواه مخلوق و الأول أظهر و لفظة تكون يمكن أن تقرأ على المعلوم و على المجهول من باب التفعيل

 20-  ج، ]الإحتجاج[ عن يعقوب بن جعفر عن أبي إبراهيم ع أنه قال لا أقول إنه قائم فأزيله عن مكان و لا أحده بمكان يكون فيه و لا أحده أن يتحرك في شي‏ء من  الأركان و الجوارح و لا أحده بلفظ شق فم و لكن كما قال عز و جل إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ بمشيئته من غير تردد في نفس صمدا فردا لم يحتج إلى شريك يدبر له ملكه و لا يفتح له أبواب علمه

 بيان فأزيله عن مكانه أي فأقول إنه يجوز أن يزول و يتحرك من مكان إلى آخر فيلزم مع كونه تعالى جسما محتاجا تبدل الأحوال عليه أو المعنى أن القيام نسبة إلى المكان يخلو بعض المكان عن بعض القائم عنه و شغل بعضه ببعضه مع أن نسبته تعالى إلى جميع الأمكنة على السواء و لا يشتغل به مكان و قوله في شي‏ء من الأركان أي بشي‏ء من الأعضاء و الجوارح و يحتمل أن يكون في بمعناه و يكون المراد بها الحركة الكمية و قوله ع بلفظ شق فم أي بكلمة تخرج من فلقة الفم عند تكلمه بها

 21-  فس، ]تفسير القمي[ محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس عن جعفر بن محمد عن الحسن بن أسيد عن يعقوب بن جعفر قال سمعت موسى بن جعفر صلوات الله عليه يقول إن الله تبارك و تعالى أنزل على عبده محمد ص أنه لا إله إلا هو الحي القيوم و يسمى بهذه الأسماء الرحمن الرحيم العزيز الجبار العلي العظيم فتاهت هنالك عقولهم و استخفت حلومهم فضربوا له الأمثال و جعلوا له أندادا و شبهوه بالأمثال و مثلوه أشباها و جعلوه يزول و يحول فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره و لا يدركون كمية بعده

 22-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي قال قلت له جعلت فداك هم يقولون في الصفة فقال لي هو ابتداء إن رسول الله ص لما أسري به أوقفه جبرئيل ع موقفا لم يطأه أحد قط فمضى النبي ص فأراه الله من نور عظمته ما أحب فوقفته على  التشبيه فقال سبحان الله دع ذا لا ينفتح عليك منه أمر عظيم

 بيان فقال لي هو ابتداء أي من غير أن أذكر ما وصفوه من التشبيه فوقفته على التشبيه أي فذكرت له ما يقولون في التشبيه فأجابه ع بتنزيهه تعالى عن ذلك و نهاه عن القول بذلك و التفكر فيه لئلا ينفتح عليه من ذلك أمر عظيم هو الكفر و الخروج عن الدين

 23-  يد، ]التوحيد[ المفسر بإسناده إلى أبي محمد العسكري عن أبيه عن جده ع قال قام رجل إلى الرضا ع قال له يا ابن رسول الله صف لنا ربك فإن من قبلنا قد اختلفوا علينا فقال الرضا ع إنه من يصف ربه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس مائلا عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل أعرفه بما عرف به نفسه من غير روية و أصفه بما وصف به نفسه من غير صورة لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس معروف بغير تشبيه و متدان في بعده لا بنظير لا يمثل بخليقته و لا يجوز في قضيته الخلق إلى ما علم منقادون و على ما سطر في المكنون من كتابه ماضون لا يعلمون خلاف ما علم منهم و لا غيره يريدون فهو قريب غير ملتزق و بعيد غير متقص يحقق و لا يمثل و يوحد و لا يبعض يعرف بالآيات و يثبت بالعلامات فلا إله غيره الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ ثم قال ع بعد كلام آخر تكلم به حدثني أبي عن أبيه عن جده عنأبيه ع عن رسول الله ص قال ما عرف الله من شبهه بخلقه و لا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده

 بيان الظعن السير و التقصي البعد و بلوغ الغاية يحقق على المجهول أي يثبت وجوده و لا يمثل أي لا يوجد كنهه في الذهن

 24-  ضه، ]روضة الواعظين[ روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال له رجل أين المعبود فقال ع لا يقال له أين لأنه أين الأينية و لا يقال له كيف لأنه كيف الكيفية و لا يقال له ما هو لأنه خلق الماهية سبحانه من عظيم تاهت الفطن في تيار أمواج عظمته  و حصرت الألباب عند ذكر أزليته و تحيرت العقول في أفلاك ملكوته

 25-  و روي عنه أيضا ع أنه قال اتقوا أن تمثلوا بالرب الذي لا مثل له أو تشبهوه من خلقه أو تلقوا عليه الأوهام أو تعملوا فيه الفكر و تضربوا له الأمثال أو تنعتوه بنعوت المخلوقين فإن لمن فعل ذلك نارا

 26-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن عبد الله بن جرير العبدي عن جعفر بن محمد ع أنه كان يقول الحمد لله الذي لا يحس و لا يجس و لا يمس و لا يدرك بالحواس الخمس و لا يقع عليه الوهم و لا تصفه الألسن فكل شي‏ء حسته الحواس أو جسته الجواس أو لمسته الأيدي فهو مخلوق و الله هو العلي حيث ما يبتغى يوجد و الحمد لله الذي كان قبل أن يكون كان لم يوجد لوصفه كان بل كان أزلا كان كائنا لم يكونه مكون جل ثناؤه بل كون الأشياء قبل كونها فكانت كما كونها علم ما كان و ما هو كائن كان إذ لم يكن شي‏ء و لم ينطق فيه ناطق فكان إذ لا كان

 بيان نفي كان إما لإشعاره بالحدوث كما مر أو لعدم كونه زمانيا بناء على أن الزمان يخص المتغيرات و يدل الخبر على حدوث العالم

 27-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الأسدي عن محمد بن جعفر البغدادي عن سهل عن أبي الحسن علي بن محمد ع أنه قال إلهي تاهت أوهام المتوهمين و قصر طرف الطارفين و تلاشت أوصاف الواصفين و اضمحلت أقاويل المبطلين عن الدرك لعجيب شأنك أو الوقوع بالبلوغ إلى علوك فأنت الذي لا تتناهى و لم يقع عليك عيون بإشارة و لا عبارة هيهات ثم هيهات يا أولي يا وحداني يا فرداني شمخت في العلو بعز الكبر و ارتفعت من وراء كل غورة و نهاية بجبروت الفخر

 بيان أو الوقوع أي عليك و يحتمل تعلق قوله بالبلوغ بالوقوع بأن تكون  الباء ظرفية و يحتمل أيضا تنازع الوقوع و البلوغ في قوله إلى علوك فأنت الذي لا تتناهى أي ليس لمعرفتك و معرفة صفاتك حدود تنتهي إليها أو لعلمك و قدرتك و رحمتك و غيرها نهاية تقف عندها و المراد بالعيون الجواسيس أو بالفتح بمعنى حديد البصر إن ساعده الاستعمال و إذا حمل على العيون جمع العين بمعنى الباصرة فإسناد العبارة إليها مجازي و يحتمل أن تكون العبارة متعلقة بقوله لا تتناهى على اللف و النشر غير المرتب و شمخ علا و طال و الغور القعر من كل شي‏ء أي ارتفعت عن أن يدرك كنه ذاتك و صفاتك بالوصول إلى غور الأفكار و نهايتها بسبب جبروت و عظمة ذاتية توجب الفخر

 28-  يد، ]التوحيد[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن داود بن القاسم قال سمعت علي بن موسى الرضا ع يقول من شبه الله بخلقه فهو مشرك و من وصفه بالمكان فهو كافر و من نسب إليه ما نهى عنه فهو كاذب ثم تلا هذه الآية إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ

 29-  يد، ]التوحيد[ الفامي عن محمد الحميري عن أبيه عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله ع قال من شبه الله بخلقه فهو مشرك و من أنكر قدرته فهو كافر

 30-  يد، ]التوحيد[ الفامي عن محمد الحميري عن أبيه عن ابن عيسى عن محمد البرقي عن ابن أبي عمير عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال من شبه الله بخلقه فهو مشرك إن الله تبارك و تعالى لا يشبه شيئا و لا يشبهه شي‏ء و كل ما وقع في الوهم فهو بخلافه

 قال الصدوق رحمه الله الدليل على أن الله سبحانه لا يشبه شيئا من خلقه من جهة من الجهات أنه لا جهة لشي‏ء من أفعاله إلا محدثة و لا جهة محدثة إلا و هي تدل على حدوث من هي له فلو كان الله جل ثناؤه يشبه شيئا منها لدلت على حدوثه من حيث دلت على حدوث من هي له إذ المتماثلان في العقول يقتضيان حكما واحدا من حيث تماثلا منها و قد قام الدليل على أن الله عز و جل قديم و محال أن يكون قديما من جهة حادثا من أخرى و من الدليل على أن الله تبارك و تعالى قديم أنه لو كان حادثا لوجب  أن يكون له محدث لأن الفعل لا يكون إلا بفاعل و لكان القول في محدثه كالقول فيه و في هذا وجود حادث قبل حادث لا إلى أول و هو محال فيصح أنه لا بد من صانع قديم و إذا كان ذلك كذلك فالذي يوجب قدم ذلك الصانع و يدل عليه يوجب قدم صانعنا و يدل عليه

 31-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن عبد الله بن جوين العبدي عن أبي عبد الله ع أنه كان يقول الحمد لله الذي لا يحس و لا يجس و لا يمس و لا يدرك بالحواس الخمس و لا يقع عليه الوهم و لا تصفه الألسن و كل شي‏ء حسته الحواس أو لمسته الأيدي فهو مخلوق الحمد لله الذي كان إذ لم يكن شي‏ء غيره و كون الأشياء فكانت كما كونها و علم ما كان و ما هو كائن

 32-  يد، ]التوحيد[ الهمداني عن علي عن أبيه عن القاسم عن جده عن يعقوب بن جعفر قال سمعت أبا إبراهيم موسى بن جعفر ع و هو يكلم راهبا من النصارى فقال له في بعض ما ناظره إن الله تبارك و تعالى أجل و أعظم من أن يحد بيد أو رجل أو حركة أو سكون أو يوصف بطول أو قصر أو تبلغه الأوهام أو تحيط بصفته العقول أنزل مواعظه و وعده و وعيده أمر بلا شفة و لا لسان و لكن كما شاء أن يقول كن فكان خيرا كما أراد في اللوح

 33-  يد، ]التوحيد[ حمزة بن محمد العلوي عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن حكيم قال وصفت لأبي الحسن ع قول هشام الجواليقي و ما يقول في الشاب الموفق و وصفت له قول هشام بن الحكم فقال إن الله عز و جل لا يشبهه شي‏ء

   بيان الموفق هو الذي أعضاؤه موافقة لحسن الخلقة أو المستوي من قولهم أوفقت الإبل إذا اصطفت و استوت و قيل إنه تصحيف الريق أي ذا البهجة و البهاء و قيل هو تصحيف الموقف بتقديم القاف بمعنى المزين فإن الوقف سوار من عاج و وقفت يديها بالحناء نقطتها و يحتمل أن يكون تصحيف المونق

 34-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن سهل عن حمزة بن محمد قال كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الجسم و الصورة فكتب ع سبحان من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ لا جسم و لا صورة

 يد، ]التوحيد[ العطار عن أبيه عن سهل عن بعض أصحابه مثله يد، ]التوحيد[ العطار عن أبيه عن سهل عن حمزة بن محمد إلى قوله شي‏ء أقول رواه الكراجكي عن الحسين بن عبيد الله الواسطي عن التلعكبري عن الكليني عن محمد بن الحسن عن سهل

 35-  يد، ]التوحيد[ أبي عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن علي بن أبي حمزة قال قلت لأبي عبد الله ع سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جل و عز جسم صمدي نوري معرفته ضرورة يمن بها على من يشاء من خلقه فقال ع سبحان من لا يعلم كيف هو إلا هو لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لا يحد و لا يحس و لا يجس و لا يمس و لا يدركه الحواس و لا يحيط به شي‏ء لا جسم و لا صورة و لا تخطيط و لا تحديد

 بيان معرفته ضرورة أي تقذف في القلب من غير اكتساب أو تحصل بالروية تعالى الله عن ذلك و قد يؤول كلامه بأن مراده بالجسم الحقيقة العينية القائمة بذاتها لا بغيرها و بالصمدي ما لا يكون خاليا في ذاته عن شي‏ء فيستعد أن يدخل هو فيه أو مشتملا على شي‏ء يصح عليه خروجه عنه و بالنوري ما يكون صافيا عن ظلم المواد و قابلياتها بل عن الماهية المغايرة للوجود و قابلياتها له

   -36  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن محمد الأسدي عن البرمكي عن الحسين بن الحسن و الحسين بن علي عن صالح بن أبي حماد عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن المغيرة عن محمد بن زياد قال سمعت يونس بن ظبيان يقول دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له إن هشام بن الحكم يقول قولا عظيما إلا أني أختصر لك منه أحرفا يزعم أن الله جسم لأن الأشياء شيئان جسم و فعل الجسم فلا يجوز أن يكون الصانع بمعنى الفعل و يجوز أن يكون بمعنى الفاعل فقال أبو عبد الله ع ويله أ ما علم أن الجسم محدود متناه و الصورة محدودة متناهية فإذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان و إذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا قال قلت فما أقول قال ع لا جسم و لا صورة و هو مجسم الأجسام و مصور الصور لم يتجزأ و لم يتناه و لم يتزايد و لم يتناقص لو كان كما يقول لم يكن بين الخالق و المخلوق فرق و لا بين المنشئ و المنشأ لكن هو المنشئ فرق بين من جسمه و صوره و أنشأه إذ كان لا يشبهه شي‏ء و لا يشبه هو شيئا

 إيضاح استدل ع على نفي جسميته تعالى بأنه لو كان جسما لكان محدودا بحدود متناهيا إليها لاستحالة لا تناهي الأبعاد و كل محتمل للحد قابل للانقسام بأجزاء متشاركة في الاسم و الحد فله حقيقة كلية غير متشخصة بذاتها و لا موجودة بذاتها  أو هو مركب من أجزاء حال كل واحد منها ما ذكر فيكون مخلوقا أو بأن كل قابل للحد و النهاية قابل للزيادة و النقصان لا يتأبى عنهما في حد ذاته و إن استقر على حد معين فإنما استقر عليه من جهة جاعل ثم استدل ع بوجه آخر و هو ما يحكم به الوجدان من كون الموجد أعلى شأنا و أرفع قدرا من الموجد و عدم المشابهة و المشاركة بينهما و إلا فكيف يحتاج أحدهما إلى العلة دون الآخر و كيف صار هذا موجدا لهذا بدون العكس و يحتمل أن يكون المراد عدم المشاركة و المشابهة فيما يوجب الاحتياج إلى العلة فيحتاج إلى علة أخرى قوله فرق بصيغة المصدر أي الفرق حاصل بينه و بين من صوره و يمكن أن يقرأ على الماضي المعلوم

 37-  يد، ]التوحيد[ علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد عن البزنطي عن محمد بن حكيم قال وصفت لأبي إبراهيم ع قول هشام الجواليقي و حكيت له قول هشام بن الحكم إنه جسم فقال إن الله لا يشبهه شي‏ء أي فحش أو خناء أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقه أو بتحديد و أعضاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

 بيان الخناء الفحش في القول و يحتمل أن يكون الترديد من الراوي

 38-  يد، ]التوحيد[ ابن المتوكل عن محمد العطار عن سهل عن محمد بن علي القاساني قال كتبت إليه ع أن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد قال فكتب ع سبحان من لا يحد و لا يوصف و لا يشبهه شي‏ء و لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

 39-  يد، ]التوحيد[ ماجيلويه عن محمد العطار عن الأشعري عن عمران بن موسى عن الحسن بن جريش الرازي عن بعض أصحابنا عن الطيب يعني علي بن محمد و عن أبي جعفر ع أنهما قالا من قال بالجسم فلا تعطوه من الزكاة و لا تصلوا وراءه

 40-  نص، ]كفاية الأثر[ أبو المفضل الشيباني عن أحمد بن مطوق بن سوار عن المغيرة بن محمد بن المهلب عن عبد الغفار بن كثير عن إبراهيم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال قدم يهودي على رسول الله ص يقال له نعثل فقال يا محمد إني سائلك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك  قال سل يا أبا عمارة فقال يا محمد صف لي ربك فقال ع إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و كيف يوصف الخالق الذي يعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار عن الإحاطة به جل عما يصفه الواصفون نأى في قربه و قرب في نأيه كيف الكيفية فلا يقال له كيف و أين الأين فلا يقال له أين هو منقطع الكيفوفية و الأينونية فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه و الواصفون لا يبلغون نعته لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ قال صدقت يا محمد أخبرني عن قولك إنه واحد لا شبيه له أ ليس الله واحد و الإنسان واحد فوحدانيته أشبهت وحدانية الإنسان فقال ع الله واحد و أحدي المعنى و الإنسان واحد ثنوي المعنى جسم و عرض و بدن و روح فإنما التشبيه في المعاني لا غير قال صدقت يا محمد

 41-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن عيسى عن هشام بن إبراهيم العباسي قال قلت له يعني أبا الحسن ع جعلت فداك أمرني بعض مواليك أن أسألك عن مسألة قال و من هو قلت الحسن بن سهل قال و في أي شي‏ء المسألة قلت في التوحيد قال و أي شي‏ء من التوحيد قال يسألك عن الله جسم أو لا جسم فقال لي إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب إثبات بتشبيه و مذهب النفي و مذهب إثبات بلا تشبيه فمذهب الإثبات بتشبيه لا يجوز و مذهب النفي لا يجوز و الطريق في المذهب الثالث إثبات بلا تشبيه

 42-  يد، ]التوحيد[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن يعقوب السراج قال قلت لأبي عبد الله ع إن بعض أصحابنا يزعم أن لله صورة مثل الإنسان و قال آخر إنه في صورة أمرد جعد قطط فخر أبو عبد الله ع ساجدا ثم رفع رأسه فقال سبحان الله الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ و لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ و لا يحيط به علم لَمْ يَلِدْ لأن الولد يشبه أباه وَ لَمْ يُولَدْ فيشبه من كان قبله وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ من خلقه كُفُواً أَحَدٌ تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا

 بيان الجعد ضد السبط قال الجزري في صفة شعره ع ليس بالسبط  و لا الجعد القطط السبط من الشعر المنبسط المسترسل و القطط الشديدة الجعودة

 43-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد القمي عن البرقي عن محمد بن موسى بن عيسى عن إسكيب بن أحمد الكيساني عن عبد الملك بن هشام الخياط قال قلت لأبي الحسن الرضا ع أسألك جعلني الله فداك قال سل يا جبلي عما ذا تسألني فقلت جعلت فداك زعم هشام بن سالم أن لله عز و جل صورة و أن آدم خلق على مثال الرب فيصف هذا و يصف هذا و أومأت إلى جانبي و شعر رأسي و زعم يونس مولى آل يقطين و هشام بن الحكم أن الله شي‏ء لا كالأشياء و أن الأشياء بائنة منه و أنه بائن من الأشياء و زعما أن إثبات الشي‏ء أن يقال جسم فهو جسم لا كالأجسام شي‏ء لا كالأشياء ثابت موجود غير مفقود و لا معدوم خارج عن الحدين حد الإبطال و حد التشبيه فبأي القولين أقول قال فقال أبو عبد الله ع أراد هذا الإثبات و هذا شبه ربه تعالى بمخلوق تعالى الله الذي ليس له شبه و لا مثل و لا عدل و لا نظير و لا هو بصفة المخلوقينلا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم و قل بما قال مولى آل يقطين و صاحبه قال فقلت يعطى الزكاة من خالف هشاما في التوحيد فقال برأسه لا

 بيان أراد هذا الإثبات أي يونس و هشام بن الحكم و لعله ع إنما صوب قولهما في المعنى لا في إطلاق لفظ الجسم عليه تعالى و يظهر مما زعما من أن إثبات الشي‏ء أن يقال جسم أن مرادهم بالجسم أعم من المعنى المصطلح كما مر

   -44  يد، ]التوحيد[ ماجيلويه عن عمه عن محمد بن علي الصيرفي عن علي بن حماد عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى لا يقدر قدرته و لا يقدر العباد على صفته و لا يبلغون كنه علمه و لا مبلغ عظمته و ليس شي‏ء غيره و هو نور ليس فيه ظلمة و صدق ليس فيه كذب و عدل ليس فيه جور و حق ليس فيه باطل كذلك لم يزل و لا يزال أبد الآبدين و كذلك كان إذ لم تكن أرض و لا سماء و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر و لا نجوم و لا سحاب و لا مطر و لا رياح ثم إن الله تبارك و تعالى أحب أن يخلق خلقا يعظمون عظمته و يكبرون كبرياءه و يجلون جلاله فقال كونا ظلين فكانا كما قال الله تبارك و تعالى

 قال الصدوق رحمه الله معنى قوله هو نور أي هو منير و هاد و معنى قوله كونا ظلين الروح المقدس و الملك المقرب و المراد به أن الله كان و لا شي‏ء معه فأراد أن يخلق أنبياءه و حججه و شهداءه فخلق قبلهم الروح المقدس و هو الذي يؤيد الله عز و جل به أنبياءه و شهداءه و حججه صلوات الله عليهم و هو الذي يحرسهم به من كيد الشيطان و وسواسه و يسددهم و يوفقهم و يمدهم بالخواطر الصادقة ثم خلق الروح الأمين الذي نزل على أنبيائه بالوحي منه عز و جل و قال لهما كونا ظلين ظليلين لأنبيائي و رسلي و حججي و شهدائي فكانا كما قال الله عز و جل ظلين ظليلين لأنبيائه و رسله و حججه و شهدائه يعينهم بهما و ينصرهم على أيديهما و يحرسهم بهما و على هذا المعنى قيل للسلطان العادل إنه ظل الله في أرضه لعباده يأوي إليه المظلوم و يأمن به الخائف الوجل و يأمن به السبل و ينتصر به الضعيف من القوي و هذا هو سلطان الله و حجته التي لا تخلو الأرض منه إلى أن تقوم الساعة.  بيان قوله ع و ليس شي‏ء غيره أي كذلك أو كان كذلك حين لا شي‏ء غيره و يحتمل اتصاله بما بعده أي هو متصف بتلك الأوصاف المذكورة بعد ذلك لا شي‏ء غيره و قوله ع كونا ظلين يحتمل أن يكون إشارة إلى خلق أرواح الثقلين فإن الظلال تطلق على عالم الأرواح في الأخبار كما سيأتي أو إلى الملائكة و أرواح البشر أو إلى نور محمد و علي صلوات الله عليهما أو نور محمد و نور أهل بيته ع و

 يؤيده ما سيأتي في باب بدء خلق أرواح الأئمة ع عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان الله و لا شي‏ء غيره فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا و خلقنا أهل البيت معه من نور عظمته فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه حيث لا سماء و لا أرض و لا مكان و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر الخبر

 و عن صفوان عن الصادق ع قال لما خلق الله السماوات و الأرضين استوى على العرش فأمر نورين من نوره فطافا حول العرش سبعين مرة فقال عز و جل هذان نوران لي مطيعان فخلق الله من ذلك النور محمدا و عليا و الأصفياء من ولده ع

 و عن الثمالي قال دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر ع فقالت أخبرني يا ابن رسول الله أي شي‏ء كنتم في الأظلة فقال ع كنا نورا بين يدي الله قبل خلق خلقه الخبر

و يحتمل أن يكون المراد بهما مادتي السماء و الأرض

 45-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن البزنطي عن الرضا ع قال قال لي يا أحمد ما الخلاف بينكم و بين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد فقلت جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي روي أن رسول الله ص رأى ربه في صورة شاب فقال هشام بن الحكم بالنفي بالجسم فقال يا أحمد إن رسول الله ص لما أسري به إلى السماء و بلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سم الإبرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله أن يرى و أردتم أنتم التشبيه دع هذا يا أحمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم

 بيان بالنفي أي نفي الصورة مع القول بالجسم و المراد بالحجب إما الحجب المعنوية و بالرؤية الرؤية القلبية أو الحجب الصورية فالمراد بنور العظمة آثار عظمته برؤية عجائب خلقه

   -46  سن، ]المحاسن[ محمد بن عيسى عن أبي هاشم الجعفري قال أخبرني الأشعث بن حاتم أنه سأل الرضا ع عن شي‏ء من التوحيد فقال أ لا تقرأ القرآن قلت نعم قال اقرأ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ فقرأت فقال و ما الأبصار قلت أبصار العين قال لا إنما عنى الأوهام لا تدرك الأوهام كيفيته و هو يدرك كل فهم

 سن، ]المحاسن[ محمد بن عيسى عن أبي هاشم عن أبي جعفر ع نحوه إلا أنه قال الأبصار هاهنا أوهام العباد و الأوهام أكثر من الأبصار و هو يدرك الأوهام و لا تدركه الأوهام

بيان كون الأوهام أكثر لأن البصر في الشخص متحد و له واهمة و متفكرة و متخيلة و عاقلة و كثيرا ما يسلب عن الشخص البصر و تكون له تلك القوى و يحتمل أن يكون المراد بها أكثرية مدركاتها فإنها تدرك ما لا يدركه البصر أيضا

 47-  شي، ]تفسير العياشي[ عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال سمعته يقول لا يوصف الله بمحكم وحيه عظم ربنا عن الصفة و كيف يوصف من لا يحد وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ و لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ

 بيان أي دل محكم الآيات على أنه لا يوصف كقوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ و قوله لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ. أقول قد مر كثير من الأخبار المناسبة لهذا الباب في باب إثبات الصانع و باب النهي عن التفكر و سيأتي بعضها في باب جوامع التوحيد و باب احتجاج أمير المؤمنين ع على النصارى و باب الرؤية