باب 14- نفي الزمان و المكان و الحركة و الانتقال عنه تعالى و تأويل الآيات و الأخبار في ذلك

 1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ السناني عن الأسدي عن النخعي عن عمه النوفلي عن علي بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق ع قال إن الله تبارك و تعالى لا يوصف بزمان و لا مكان و لا حركة و لا انتقال و لا سكون بل هو خالق الزمان و المكان و الحركة و السكون و الانتقال تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا

 2-  شا، ]الإرشاد[ ج، ]الإحتجاج[ روي أن بعض أحبار اليهود جاء إلى أبي بكر فقال له أنت خليفة رسول الله على الأمة فقال نعم فقال إنا نجد في التوراة أن خلفاء الأنبياء أعلم أممهم فخبرني عن الله أين هو في السماء هو أم في الأرض فقال له أبو بكر في السماء على العرش قال اليهودي فأرى الأرض خالية منه فأراه على هذا القول في مكان دون مكان فقال له أبو بكر هذا كلام الزنادقة اعزب عني و إلا قتلتك فولى الرجل متعجبا يستهزئ بالإسلام فاستقبله أمير المؤمنين ع فقال له يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه و ما أجبت به و إنا نقول إن الله عز و جل أين الأين فلا أين له و جل من أن يحويه مكان و هو في كل مكان بغير مماسة و لا مجاورة يحيط علما بما فيها و لا يخلو شي‏ء من تدبيره تعالى و إني مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم يصدق بما ذكرته لك فإن عرفته أ تؤمن به قال اليهودي نعم قال أ لستم تجدون في بعض كتبكم أن موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا إذ جاءه ملك من المشرق فقال له من أين جئت قال من عند الله عز و جل ثم جاءه ملك من المغرب فقال له من أين جئت قال من عند الله عز و جل ثم جاءه ملك آخر فقال له من أين جئت قال قد جئتك من السماء السابعة من عند الله عز و جل و جاءه ملك آخر فقال من أين جئت قال قد جئتك من الأرض السابعة السفلى من عند الله عز و جل فقال موسى ع سبحان  من لا يخلو منه مكان و لا يكون إلى مكان أقرب من مكان فقال اليهودي أشهد أن هذا هو الحق المبين و أنك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه

 بيان عزب عنه يعزب و يعزب أي بعد و غاب و فسر ع قوله و هو في كل مكان بما ذكره بعده ليظهر أن المراد به الإحاطة بالعلم و التدبير

 3-  شا، ]الإرشاد[ ج، ]الإحتجاج[ روى الشعبي أنه سمع أمير المؤمنين ع رجلا يقول و الذي احتجب بسبع طباق فعلاه بالدرة ثم قال له يا ويلك إن الله أجل من أن يحتجب عن شي‏ء أو يحتجب عنه شي‏ء سبحان الذي لا يحويه مكان و لا يخفى عليه شي‏ء في الأرض و لا في السماء فقال الرجل أ فأكفر عن يميني يا أمير المؤمنين قال لا لم تحلف بالله فيلزمك الكفارة و إنما حلفت بغيره

 4-  ج، ]الإحتجاج[ في جواب أسئلة الزنديق المنكر للقرآن عن أمير المؤمنين ع أنه قال معنى قوله هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ فإنما خاطب نبينا ص هل ينتظر المنافقون و المشركون إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ فيعاينوهم أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يعني بذلك أمر ربك و الآية هي العذاب في دار الدنيا كما عذب الأمم السالفة و القرون الخالية و قال أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها يعني بذلك ما يهلك من القرون فسماه إتيانا و قوله الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى يعني استوى تدبيره و علا أمره و قوله وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ و قوله وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ و قوله ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ فإنما أراد بذلك استيلاء أمنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه و أن فعلهم فعله الخبر

 يد، ]التوحيد[ في هذا الخبر و قال في آية أخرى فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا يعني أرسل عليهم عذابا و كذلك إتيانه بنيانهم و قال الله عز و جل فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فإتيانه بنيانهم من القواعد إرسال العذاب

  تبيان قال البيضاوي هَلْ يَنْظُرُونَ أي ما ينتظرون يعني أهل مكة و هم ما كانوا منتظرين لذلك و لكن لما كان يلحقهم لحوق المنتظر شبهوا بالمنتظرين إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ ملائكة الموت أو العذاب أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أي أمره بالعذاب أو كل آية يعني آيات القيامة و الهلاك الكلي لقوله أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يعني أشراط الساعة. أقول لعله ع فسر إتيان الرب بالقيامة و إتيان أمره تعالى بقيامها و إتيان بعض الآيات بنزول العذاب في الدنيا و إتيان الملائكة بظهورهم عند الموت أو الأعم منه و من غيره. و قال الطبرسي رحمه الله أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ أي نقصدها نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها اختلف في معناه على أقوال أحدها أ و لم ير هؤلاء الكفار أنا ننقص أطراف الأرض بإماتة أهلها و ثانيها ننقصها بذهاب علمائها و فقهائها و خيار أهلها و ثالثها أن المراد نقصد الأرض ننقصها من أطرافها بالفتوح على المسلمين منها فننقص من أهل الكفر و نزيد في المسلمين يعني ما دخل في الإسلام من بلاد الشرك و رابعها أن معناه أ و لم يروا ما يحدث في الدنيا من الخراب بعد العمارة و الموت بعد الحياة و النقصان بعد الزيادة انتهى. و أما ما ذكره ع أخيرا في الخبر الأول فالظاهر تعلقه بالثلاثة الأخيرة فالمراد بالأولى نفوذ أمره تعالى في السماء و الأرض و خلقه الملائكة و الحجج فيهما و إنفاذهم أمره تعالى فيهما و بالثانية كون الملائكة و الحجج معهم شاهدين عليهم و كذا الثالثة

 5-  ج، ]الإحتجاج[ عن يعقوب بن جعفر الجعفري عن أبي إبراهيم موسى ع قال ذكر عنده قوم زعموا أن الله تبارك و تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فقال إن الله لا ينزل و لا يحتاج إلى أن ينزل إنما منظره في القرب و البعد سواء لم يبعد منه قريب و لم يقرب منه بعيد و لم يحتج إلى شي‏ء بل يحتاج إليه و هو ذو الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم أما قول الواصفين أنه ينزل تبارك و تعالى عن ذلك فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة و كل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به فمن ظن بالله الظنون  فقد هلك و أهلك فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد من نقص أو زيادة أو تحريك أو تحرك أو زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود فإن الله عز و جل عن صفة الواصفين و نعت الناعتين و توهم المتوهمين

 يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن علي بن عياش عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر الجعفري مثله و زاد في آخره وَ تَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ

بيان إنما منظره أي نظره و علمه و إحاطته بأن يكون مصدرا ميميا أو ما ينظر إليه في القرب و البعد منه سواء أي لا يختلف اطلاعه على الأشياء بالقرب و البعد لأن القرب و البعد إنما يجريان في المكاني بالنسبة إلى المكان و هو سبحانه متعال عن المكان و الطول الفضل و الإنعام. قوله فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أي النزول المكاني إنما يتصور في المتحيز و كل متحيز موصوف بالتقدر و كل متقدر متصف بالنقص عما هو أزيد منه و بالزيادة على ما هو أنقص منه أو يكون في نفسه قابلا للزيادة و النقصان و الوجوب الذاتي ينافي ذلك لاستلزامه التجزؤ و الانقسام المستلزمين للإمكان و أيضا كل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به لأن المتحرك إما جسم أو متعلق بالجسم و الجسم المتحرك لا بد له من محرك لأنه ليس يتحرك بجسميته و المتعلق بالجسم لا بد له في تحركه من جسم يتحرك به و هو سبحانه منزه عن الاحتياج إلى المتحرك و عن التغير بمغير و عن التعلق بجسم يتحرك به و يحتمل أن يكون المراد بالأول الحركة القسرية و بالثاني ما يشمل الإرادية و الطبيعية بأن يكون المراد بقوله من يتحرك به ما يتحرك به من طبيعة أو نفس. و قوله من أن تقفوا من وقف يقف أي أن تقوموا في الوصف له و توصيفه على حد فتحدونه بنقص أو زيادة و يحتمل أن يكون من قفا يقفو أي أن تتبعوا له في البحث عن صفاته تتبعا على حد تحدونه بنقص أو زيادة و قوله حين تقوم أي إلى التهجد أو إلى الخيرات أو إلى الأمور كلها و تقلبك في الساجدين أي ترددك و حركاتك فيما بين المصلين بالقيام و القعود و الركوع و السجود

   -6  ج، ]الإحتجاج[ عن يعقوب بن جعفر الجعفري قال سأل رجل يقال له عبد الغفار السلمي أبا إبراهيم موسى بن جعفر ع عن قول الله تعالى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فقال أرى هاهنا خروجا من حجب و تدليا إلى الأرض و أرى محمدا ص رأى ربه بقلبه و نسب إلى بصره و كيف هذا فقال أبو إبراهيم ع دَنا فَتَدَلَّى فإنه لم يدل عن موضع و لم يتدل ببدن فقال عبد الغفار أصفه بما وصف به نفسه حيث قال دَنا فَتَدَلَّى فلم يتدل عن مجلسه إلا قد زال عنه و لو لا ذلك لم يصف بذلك نفسه فقال أبو إبراهيم ع إن هذه لغة في قريش إذا أراد الرجل منهم أن يقول قد سمعت يقول قد تدليت و إنما التدلي الفهم

 بيان التدلي القرب و النزول من علو و الامتداد إلى جهة السفل و يكون من التدلل بمعنى الغنج و ما ذكره ع أن المراد به الفهم فهو على المجاز لأن من يريد فهم شي‏ء يتدلى إلى القائل ليسمعه و يفهمه ثم اعلم أنه قد اختلف في تفسير هذه الآية على وجوه. الأول أن تكون الضمائر راجعة إلى جبرئيل ع فالمعنى وَ هُوَ أي جبرئيل بِالْأُفُقِ الْأَعْلى أفق السماء ثُمَّ دَنا من النبي ص فَتَدَلَّى أي تعلق به و هو تمثيل لعروجه بالرسول ص أو تدلى من الأفق الأعلى فدنى من الرسول فيكون إشعارا بأنه عرج به غير منفصل عن محله و تقريرا لشدة قوته و قيل المعنى قرب فاشتد قربه فَكانَ البعد بينهما قابَ قَوْسَيْنِ أي قدرهما أَوْ أَدْنى و المقصود تمثيل ملكة الاتصال و تحقيق استماعه لما أوحي إليه بنفي البعد الملبس. الثاني أن تكون الضمائر راجعة إلى محمد ص أي ثُمَّ دَنا محمد من الخلق و الأمة و صار كواحد منهم فَتَدَلَّى إليهم بالقول اللين و الدعاء الرفيق فالحاصل أنه ص استوى و كمل فدنى من الخلق بعد علوه و تدلى إليهم و بلغ الرسالة. الثالث أن تكون الضمائر راجعة إلى الله تعالى فيكون دنوه كناية عن رفع مكانته و تدليه عن جذبه بشراشره إلى جناب القدس و الحاصل أنه مؤول بالدنو المعنوي و التقرب و المعرفة و اللطف على ما يؤول حديث من تقرب إلي شبرا تقربت  إليه ذراعا و قيل الدنو منه ص و هو كناية عن عظم قدره حيث انتهى إلى حيث لم ينته إليه أحد و التدلي منه تعالى كناية عن غاية لطفه و رحمته

 7-  لي، ]الأمالي للصدوق[ يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الدقاق عن الصوفي عن الروياني عن عبد العظيم الحسني عن إبراهيم بن أبي محمود قال قلت للرضا ع يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله ص أنه قال إن الله تبارك و تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فقال ع لعن الله المحرفين للكلم عن مواضعه و الله ما قال رسول الله ص كذلك إنما قال ص إن الله تبارك و تعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير و ليلة الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فأعطيه هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له يا طالب الخير أقبل يا طالب الشر أقصر فلا يزال ينادي بهذا إلى أن يطلع الفجر فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء حدثني بذلك أبي عن جدي عن آبائه عن رسول الله ص

 ج، ]الإحتجاج[ مرسلا مثله بيان الظاهر أن مراده ع تحريفهم لفظ الخبر و يحتمل أن يكون المراد تحريفهم معناه بأن يكون المراد بنزوله تعالى إنزال ملائكته مجازا ع، ]علل الشرائع[ السناني و الدقاق و المكتب و الوراق عن الأسدي مثله

 8-  لي، ]الأمالي للصدوق[ السناني عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان فقال تعالى الله عن ذلك قلت فلم أسرى نبيه محمد ص إلى السماء قال ليريه ملكوت السماء و ما فيها من عجائب صنعه و بدائع خلقه قلت فقول الله عز و جل ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى قال ذاك رسول الله ص دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ثم تدلى ص فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض ك قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى

   -9  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله ع قال إن الرب تبارك و تعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى سماء الدنيا من أول الليل و في كل ليلة في الثلث الأخير و أمامه ملك ينادي هل من تائب يتاب عليه هل من مستغفر فيغفر له هل من سائل فيعطى سؤله اللهم أعط كل منفق خلفا و كل ممسك تلفا فإذا طلع الفجر عاد الرب إلى عرشه فيقسم الأرزاق بين العباد ثم قال للفضيل بن يسار يا فضيل نصيبك من ذلك و هو قول الله وَ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ إلى قوله أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ

 بيان نزوله تعالى كناية عن تنزله عن عرش العظمة و الجلال و أنه مع غنائه عنهم من جميع الوجوه يخاطبهم بما يخاطب به من يحتاج إلى غيره تلطفا و تكرما و عوده إلى عرشه عن توجهه تعالى إلى شئون أخر يفعله الملوك إذا تمكنوا على عرشهم قوله ع نصيبك أي خذ نصيبك من هذا الخير و لا تغفل عنه

 10-  ع، ]علل الشرائع[ المكتب و الوراق و الهمداني عن علي عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران و صالح بن السندي عن يونس بن عبد الرحمن قال قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر ع لأي علة عرج الله بنبيه ص إلى السماء و منها إلى سدرة المنتهى و منها إلى حجب النور و خاطبه و ناجاه هناك و الله لا يوصف بمكان فقال ع إن الله لا يوصف بمكان و لا يجري عليه زمان و لكنه عز و جل أراد أن يشرف به ملائكته و سكان سماواته و يكرمهم بمشاهدته و يريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه و ليس ذلك على ما يقوله المشبهون سبحان الله وَ تَعالى عَمَّا يَصِفُونَ

 يد، ]التوحيد[ علي بن الحسين بن الصلت عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عمه عبد الله بن الصلت عن يونس مثله

 11-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عيينة عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر ع عن قوله عز و جل ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى فقال لي يا حبيب لا تقرأ هكذا  اقرأ ثم دنا فتدانى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى الله إلى عبده يعني رسول الله ص ما أَوْحى يا حبيب إن رسول الله ص لما فتح مكة أتعب نفسه في عبادة الله عز و جل و الشكر لنعمه في الطواف بالبيت و كان علي ع معه فلما غشيهم الليل انطلقا إلى الصفا و المروة يريدان السعي قال فلما هبطا من الصفا إلى المروة و صارا في الوادي دون العلم الذي رأيت غشيهما من السماء نور فأضاءت لهما جبال مكة و خسأت أبصارهما قال ففزعا لذلك فزعا شديدا قال فمضى رسول الله ص حتى ارتفع من الوادي و تبعه علي ع فرفع رسول الله ص رأسه إلى السماء فإذا هو برمانتين على رأسه قال فتناولهما رسول الله ص فأوحى الله عز و جل إلى محمد يا محمد إنها من قطف الجنة فلا يأكل منها إلا أنت و وصيك علي بن أبي طالب ع قال فأكل رسول الله ص إحداهما و أكل علي ع الأخرى ثم أوحى الله عز و جل إلى محمد ص ما أوحى قال أبو جعفر ع يا حبيب وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى يعني عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء قال فلما انتهى إلى محل السدرة وقف جبرئيل دونها و قال يا محمد إن هذا موقفي الذي وضعني الله عز و جل فيه و لن أقدر على أن أتقدمه و لكن امض أنت أمامك إلى السدرة فوقف عندها قال فتقدم رسول الله ص إلى السدرة و تخلف جبرئيل ع قال أبو جعفر ع إنما سميت سدرة المنتهى لأن أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة و الحفظة الكرام البررة دون السدرة يكتبون ما ترفع إليهم الملائكة من أعمال العباد في الأرض قال فينتهون بها إلى محل السدرة قال فنظر رسول الله ص فرأى أغصانها تحت العرش و حوله قال فتجلى لمحمد ص نور الجبار عز و جل فلما غشي محمدا ص النور شخص ببصره و ارتعدت فرائصه قال فشد الله عز و جل لمحمد قلبه و قوى له بصره حتى رأى من آيات ربه ما رأى و ذلك قول الله عز و جل وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى قال يعني الموافاة قال فرأى محمد ص ما رأى ببصره مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى يعني أكبر الآيات قال أبو جعفر ع و إن غلظ السدرة بمسيرة مائة عام من أيام الدنيا و إن  الورقة منها تغطي أهل الدنيا و إن لله عز و جل ملائكة وكلهم بنبات الأرض من الشجر و النخل فليس من شجرة و لا نخلة إلا و معها من الله عز و جل ملك يحفظها و ما كان فيها و لو لا أن معها من يمنعها لأكلها السباع و هو أم الأرض إذا كان فيها ثمرها قال و إنما نهى رسول الله ص أن يضرب أحد من المسلمين خلاه تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت لمكان الملائكة الموكلين بها قال و لذلك يكون الشجر و النخل أنسا إذا كان فيه حمله لأن الملائكة تحضره

 إيضاح القطف بالكسر اسم للثمار المقطوعة من أصولها و شخوص البصر فتحه بحيث لا يطرف و الفريصة ودج العنق و اللحمة بين الجنب و الكتف لا تزال ترعد

 12-  فس، ]تفسير القمي[ قوله وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى يعني رسول الله ص ثُمَّ دَنا يعني رسول الله ص من ربه عز و جل فَتَدَلَّى قال إنما أنزلت ثم دنا فتدانى فكان قاب قوسين قال كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية أَوْ أَدْنى قال بل أدنى من ذلك فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى قال وحي المشافهة

 تبيين قال الجوهري تقول بينهما قاب قوس و قيب قوس و قاد قوس و قيد قوس أي قدر قوس و القاب ما بين المقبض و السية و لكل قوس قابان و قال بعضهم في قوله تعالى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أراد قابي قوس فغلبه

 13-  ل، ]الخصال[ في مسائل اليهودي عن أمير المؤمنين ع قال له فربك يحمل أو يحمل قال إن ربي عز و جل يحمل كل شي‏ء بقدرته و لا يحمله شي‏ء قال فكيف قوله عز و جل وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ قال يا يهودي أ لم تعلم أن لله ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى فكل شي‏ء على الثرى و الثرى على القدرة و القدرة تحمل كل شي‏ء الخبر

 14-  يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن الهروي قال سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا ع عن قول الله عز و جل وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا  فقال إن الله تبارك و تعالى خلق العرش و الماء و الملائكة قبل خلق السماوات و الأرض و كانت الملائكة تستدل بأنفسها و بالعرش و الماء على الله عز و جل ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلم أنه على كل شي‏ء قدير ثم رفع العرش بقدرته و نقله و جعله فوق السماوات السبع ثم خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ و هو مستول على عرشه و كان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين و لكنه عز و جل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شي‏ء فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى ذكره مرة بعد مرة و لم يخلق الله العرش لحاجة به إليه لأنه غني عن العرش و عن جميع ما خلق لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس بجسم تعالى عن صفة خلقه علوا كبيرا

 15-  يد، ]التوحيد[ مع، ]معاني الأخبار[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ المعاذي عن أحمد الهمداني عن علي بن فضال عن أبيه قال سألت الرضا ع عن قول الله عز و جل كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فقال إن الله تبارك و تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده و لكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم محجوبون قال و سألته عن قول الله عز و جل وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا فقال إن الله عز و جل لا يوصف بالمجي‏ء و الذهاب تعالى عن الانتقال إنما يعني بذلك و جاء أمر ربك و الملك صفا صفا  قال و سألته عن قول الله عز و جل هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ قال يقول هل ينظرون إلا أن يأتيهم بالملائكة في ظلل من الغمام و هكذا نزلت قال و سألته عن قول الله عز و جل سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ و عن قول الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ و عن قوله تعالى وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ و عن قول الله عز و جل يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ فقال إن الله عز و جل لا يسخر و لا يستهزئ و لا يمكر و لا يخادع و لكنه عز و جل يجازيهم جزاء السخرية و جزاء الاستهزاء و جزاء المكر و الخديعة تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا

 ج، ]الإحتجاج[ مرسلا عنه ع بيان قال الزمخشري في الآية الأولى كونهم محجوبين عنه تمثيل للاستخفاف بهم و إهانتهم لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للمكرمين لديهم و لا يحجب عنهم إلا المهانون عندهم و قال الرازي في الآية الثانية اعلم أنه ثبت بالدليل العقلي أن الحركة على الله محال لأن كل ما كان كذلك كان جسما و الجسم مستحيل أن يكون أزليا فلا بد فيه من التأويل و هو أن هذا من باب حذف المضاف و إقامة المضاف إليه مقامه ثم ذلك المضاف ما هو فيه وجوه. أحدها و جاء أمر ربك للمحاسبة و المجازات و ثانيها و جاء قهر ربك كما يقال جاءتنا بنو أمية أي قهرهم و ثالثها و جاء جلائل آيات ربك لأن هذا يكون يوم القيامة و في ذلك اليوم تظهر العظام و جلائل الآيات فجعل مجيئها مجيئا له تفخيما لشأن تلك الآيات و رابعها و جاء ظهوره و ذلك لأن معرفة الله تصير ذلك اليوم ضرورية فصار ذلك كظهوره و تجليه للخلق فقال و جاء ربك أي زالت الشبه و ارتفعت الشكوك و خامسها أن هذا تمثيل لظهور آيات الله و تبيين آثار قهره و سلطانه مثلت حاله في ذلك بحال الملك إذا ظهر بنفسه فإنه يظهر بمجرد حضوره من آثار الهيبة و السياسة ما لا يظهر بحضور عساكره كلها و سادسها أن الرب المربي فلعل ملكا هو أعظم الملائكة هو مرب للنبي ص جدا فكان هو المراد من قوله وَ جاءَ رَبُّكَ و قال الطبرسي رحمه الله في الآية الثالثة أي هل ينتظر هؤلاء المكذبون بآيات الله  إلا أن يأتيهم أمر الله أي عذاب الله و ما توعدهم به على معصيته في ستر من السحاب و قيل قطع من السحاب و هذا كما يقال قتل الأمير فلانا و ضربه و أعطاه و إن لم يتول شيئا من ذلك بنفسه بل فعل بأمره فأسند إليه لأمره به و قيل معناه ما ينتظرون إلا أن تأتيهم جلائل آيات الله غير أنه ذكر نفسه تفخيما للآيات كما يقال دخل الأمير البلد و يراد بذلك جنده و إنما ذكر الغمام ليكون أهول فإن الأهوال تشبه بظلل الغمام كما قال سبحانه وَ إِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ و قال الزجاج معناه يأتيهم الله بما وعدهم من العذاب و الحساب كما قال فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا أي أتاهم بخذلانه إياهم و الأقوال متقاربة و قد يقال أتى و جاء فيما لا يجوز عليه المجي‏ء و الذهاب يقال أتاني وعيد فلان و جاءني كلام فلان و أتاني حديثه و لا يراد به الإتيان الحقيقي ثم قال و قرأ أبو جعفر الملائكة بالجر قال و قيل معنى الآية إلا أن يأتيهم الله بظلل من الغمام أي بجلائل آياته و بالملائكة انتهى أقول على قراءته ع لا يحتاج إلى شي‏ء من هذه التأويلات

 16-  ج، ]الإحتجاج[ عن موسى بن جعفر عن آبائه ع أن أمير المؤمنين ع قال في جواب اليهودي الذي سأل عن معجزات الرسول ص أنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر و عرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى فدلى له من الجنة رفرف أخضر و غشى النور بصره فرأى عظمة ربه بفؤاده و لم يرها بعينه فكان كقاب قوسين بينها و بينه أو أدنى الخبر

 بيان الضمير في قوله بينها راجع إلى الجنة و رجوعه إلى العظمة بعيد

 17-  يد، ]التوحيد[ ع، ]علل الشرائع[ ابن عصام عن الكليني عن علي بن محمد بن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن جعفر بن محمد التميمي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي قال سألت أبي سيد العابدين ع فقلت له يا أبة أخبرني عن جدنا رسول الله ص لما عرج به إلى السماء و أمره ربه عز و جل بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران ع ارجع إلى ربك  فاسأل التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فقال يا بني إن رسول الله ص كان لا يقترح على ربه عز و جل و لا يراجعه في شي‏ء يأمره به فلما سأله موسى ع ذلك فكان شفيعا لأمته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى فرجع إلى ربه فسأله التخفيف إلى أن ردها إلى خمس صلوات قال قلت له يا أبة فلم لا يرجع إلى ربه عز و جل و يسأله التخفيف عن خمس صلوات و قد سأله موسى ع أن يرجع إلى ربه و يسأله التخفيف فقال يا بني أراد ص أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة يقول الله عز و جل مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها أ لا ترى أنه ص لما هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل ع فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يقول إنها خمس بخمسين ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ قال فقلت له يا أبة أ ليس الله تعالى ذكره لا يوصف بمكان قال تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا قلت فما معنى قول موسى ع لرسول الله ص ارجع إلى ربك فقال معناه معنى قول إبراهيم ع إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ و معنى قول موسى ع وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى و معنى قوله عز و جل فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ يعني حجوا إلى بيت الله يا بني إن الكعبة بيت الله تعالى فمن حج بيت الله فقد قصد إلى الله و المساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله و قصد إليه و المصلي ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي الله جل جلاله و أهل موقف عرفات هم وقوف بين يدي الله عز و جل و إن لله تبارك و تعالى بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه أ لا تسمع الله عز و جل يقول تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ و يقول في قصة عيسى ع بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ و يقول عز و جل إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ

 بيان الغرض من ذكر هذه الاستشهادات بيان شيوع تلك الاستعمالات و التجوزات في لسان أهل الشرع و العرف

   -18  يد، ]التوحيد[ ماجيلويه عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي المغراء رفعه عن أبي جعفر ع قال إن الله تعالى خلو من خلقه و خلقه خلو منه و كل ما وقع عليه اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله عز و جل

 يد، ]التوحيد[ حمزة العلوي عن علي عن أبيه عن علي بن عطية عن خثيمة عن أبي جعفر ع و ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن زرارة عن أبي عبد الله ع مثله بزيادة

 19-  يد، ]التوحيد[ حمزة العلوي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا فقال هو واحد أحدي الذات بائن من خلقه و بذلك وصف نفسه و هو بكل شي‏ء محيط بالإشراف و الإحاطة و القدرة لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرُ بالإحاطة و العلم لا بالذات لأن الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمه الحواية

 بيان ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ أي ما يقع من تناجي ثلاثة و يجوز أن يقدر مضاف أو يؤول نجوى بمتناجين و يجعل ثلاثة صفة لها إِلَّا و هُوَ رابِعُهُمْ أي إلا الله يجعلهم أربعة من حيث إنه يشاركهم في الاطلاع عليها وَ لا خَمْسَةٍ أي و لا نجوى خمسة و تخصيص العددين إما لخصوص الواقعة أو لأن الله وتر يحب الوتر و الثلاثة أول الأوتار أو لأن التشاور لا بد له من اثنين يكونان كالمتنازعين و ثالث يتوسط بينهم. ثم اعلم أنه لما كان القدام و الخلف و اليمين و الشمال غير متميزة إلا بالاعتبار عد الجميع حدين و الفوق و التحت حدين فصارت أربعة و المعنى أنه ليست إحاطته سبحانه بالذات لأن الأماكن محدودة فإذا كانت إحاطته بالذات بأن كانت بالدخول في الأمكنة لزم كونه محاطا بالمكان كالمتمكن و إن كانت بالانطباق على المكان لزم كونه محيطا بالمتمكن كالمكان

   -20  يد، ]التوحيد[ العطار عن سعد عن ابن يزيد عن الحسن بن علي الخزاز عن مثنى الحناط عن أبي جعفر أظنه محمد بن النعمان قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ قال كذلك هو في كل مكان قلت بذاته قال ويحك إن الأماكن أقدار فإذا قلت في مكان بذاته لزمك أن تقول في أقدار و غير ذلك و لكن هو بائن من خلقه محيط بما خلق علما و قدرة و إحاطة و سلطانا و ليس علمه بما في الأرض بأقل مما في السماء لا يبعد منه شي‏ء و الأشياء له سواء علما و قدرة و سلطانا و ملكا و إحاطة

 تفسير قال البيضاوي وَ هُوَ اللَّهُ الضمير لله و الله خبره فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ متعلق باسم الله و المعنى هو المستحق للعبادة فيهما لا غير كقوله هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ أو بقوله يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ و الجملة خبر ثان أو هي الخبر و الله بدل و يكفي لصحة الظرفية كون المعلوم فيهما كقولك رميت الصيد في الحرم إذا كنت خارجه و الصيد فيه أو ظرف مستقر وقع خبرا بمعنى أنه تعالى لكمال علمه بما فيهما كأنه فيهما و يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ بيان و تقرير له

 21-  يد، ]التوحيد[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال قال أبو شاكر الديصاني إن في القرآن آية هي قوة لنا قلت و ما هي فقال وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ فلم أدر بما أجيبه فحججت فخبرت أبا عبد الله ع فقال هذا كلام زنديق خبيث إذا رجعت إليه فقل له ما اسمك بالكوفة فإنه يقول فلان فقل ما اسمك بالبصرة فإنه يقول فلان فقل كذلك الله ربنا فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ و في البحار إله و في كل مكان إله قال فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته فقال هذه نقلت من الحجاز

 بيان لعل هذا الديصاني لما كان قائلا بإلهين نور ملكه السماء و ظلمة ملكها الأرض أول الآية بما يوافق مذهبه بأن جعل قوله وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ جملة تامة معطوفة على مجموع الجملة السابقة أي و في الأرض إله آخر و يظهر من بعض الأخبار أنه كان  من الدهريين فيمكن أن يكون استدلاله بما يوهم ظاهر الآية من كونه بنفسه حاصلا في السماء و الأرض فيوافق ما ذهبوا إليه من كون المبدإ الطبيعة فإنها حاصلة في الأجرام السماوية و الأجسام الأرضية معا فأجاب ع بأن المراد أنه تعالى مسمى بهذا الاسم في السماء و في الأرض و الأكثرون على أن الظرف متعلق بالإله لأنه بمعنى المعبود أو مضمن معناه كقولك هو حاتم في البلد

 22-  يد، ]التوحيد[ القطان و الدقاق معا عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن محمد بن عبيد الله عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن أسود عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال كان لرسول الله ص صديقان يهوديان قد آمنا بموسى رسول الله و أتيا محمدا ص و سمعا منه و قد كانا قرءا التوراة و صحف إبراهيم ع و علما علم الكتب الأولى فلما قبض الله تبارك و تعالى رسوله ص أقبلا يسألان عن صاحب الأمر بعده و قالا إنه لم يمت نبي قط إلا و له خليفة يقوم بالأمر في أمته من بعده قريب القرابة إليه من أهل بيته عظيم القدر جليل الشأن فقال أحدهما لصاحبه هل تعرف صاحب الأمر من بعد هذا النبي قال الآخر لا أعلمه إلا بالصفة التي أجدها في التوراة هو الأصلع المصفر فإنه كان أقرب القوم من رسول الله ص فلما دخلا المدينة و سألا عن الخليفة أرشدا إلى أبي بكر فلما نظرا إليه قالا ليس هذا صاحبنا ثم قالا له ما قرابتك من رسول الله ص قال إني رجل من عشيرته و هو زوج ابنتي عائشة قالا هل غير هذا قال لا قالا ليست هذه بقرابة فأخبرنا أين ربك قال فوق سبع سماوات قالا هل غير هذا قال لا قالا دلنا على من هو أعلم منك فإنك أنت لست بالرجل الذي نجد في التوراة أنه وصي هذا النبي و خليفته قال فتغيظ من قولهما و هم بهما ثم أرشدهما إلى عمر و ذلك أنه عرف من عمر أنهما إن  استقبلاه بشي‏ء بطش بهما فلما أتياه قالا ما قرابتك من هذا النبي قال أنا من عشيرته و هو زوج ابنتي حفصة قالا هل غير هذا قال لا قالا ليست هذه بقرابة و ليست هذه الصفة التي نجدها في التوراة ثم قالا له فأين ربك قال فوق سبع سماوات قالا هل غير هذا قال لا قال دلنا على من هو أعلم منك فأرشدهما إلى علي ع فلما جاءاه فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه إنه الرجل الذي صفته في التوراة إنه وصي هذا النبي و خليفته و زوج ابنته و أبو السبطين و القائم بالحق من بعده ثم قالا لعلي ع أيها الرجل ما قرابتك من رسول الله ص قال هو أخي و أنا وارثه و وصيه و أول من آمن به و أنا زوج ابنته قالا هذه القرابة الفاخرة و المنزلة القريبة و هذه الصفة التي نجدها في التوراة فأين ربك عز و جل قال لهما علي ع إن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبيكما موسى ع و إن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبينا محمد ص قالا أنبئنا بالذي كان على عهد نبينا موسى ع قال علي ع أقبل أربعة أملاك ملك من المشرق و ملك من المغرب و ملك من السماء و ملك من الأرض فقال صاحب المشرق لصاحب المغرب من أين أقبلت قال أقبلت من عند ربي و قال صاحب المغرب لصاحب المشرق من أين أقبلت قال أقبلت من عند ربي و قال النازل من السماء للخارج من الأرض من أين أقبلت قال أقبلت من عند ربي و قال الخارج من الأرض للنازل من السماء من أين أقبلت قال أقبلت من عند ربي فهذا ما كان على عهد نبيكما موسى ع و أما ما كان على عهد نبينا فذلك قوله في محكم كتابه ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا الآية  قال اليهوديان فما منع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي أنت أهله فو الذي أنزل التوراة على موسى إنك لأنت الخليفة حقا نجد صفتك في كتبنا و نقرؤه في كنائسنا و إنك لأنت أحق بهذا الأمر و أولى به ممن قد غلبك عليه فقال علي ع قدما و أخرا و حسابهما على الله عز و جل يوقفان و يسألان

 23-  يد، ]التوحيد[ العطار عن أبيه عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال جاء رجل إلى أبي جعفر ع فقال له يا أبا جعفر أخبرني عن ربك متى كان فقال ويلك إنما يقال لشي‏ء لم يكن فكان متى كان إن ربي تبارك و تعالى كان لم يزل حيا بلا كيف و لم يكن له كان و لا كان لكونه كيف و لا كان له أين و لا كان في شي‏ء و لا كان على شي‏ء و لا ابتدع لكانه مكانا الخبر

 24-  يد، ]التوحيد[ و روي أنه سئل أمير المؤمنين ع أين كان ربنا قبل أن يخلق سماء و أرضا فقال ع أين سؤال عن مكان و كان الله و لا مكان

 25-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة عن ابن محبوب عن صالح بن حمزة عن أبان عن أسد عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال من زعم أن الله في شي‏ء أو من شي‏ء أو على شي‏ء فقد أشرك لو كان عز و جل على شي‏ء لكان محمولا و لو كان في شي‏ء لكان محصورا و لو كان من شي‏ء لكان محدثا

   بيان لكان محمولا أي محتاجا إلى ما يحمله قوله ع محصورا أي عاجزا ممنوعا عن الخروج عن المكان أو محصورا بذلك الشي‏ء و محويا به فيكون له انقطاع و انتهاء فيكون ذا حدود و أجزاء

 26-  يد، ]التوحيد[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن حماد بن عمرو عن أبي عبد الله قال كذب من زعم أن الله عز و جل في شي‏ء أو من شي‏ء أو على شي‏ء

 قال الصدوق رحمه الله الدليل على أن الله عز و جل لا في مكان أن الأماكن كلها حادثة و قد قام الدليل على أن الله عز و جل قديم سابق للأماكن و ليس يجوز أن يحتاج الغني القديم إلى ما كان غنيا عنه و لا أن يتغير عما لم يزل موجودا عليه فصح اليوم أنه لا في مكان كما أنه لم يزل كذلك و تصديق ذلك

 ما حدثنا به القطان عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن سليمان المروزي عن سليمان بن مهران قال قلت لجعفر بن محمد ع هل يجوز أن نقول إن الله عز و جل في مكان فقال سبحان الله و تعالى عن ذلك إنه لو كان في مكان لكان محدثا لأن الكائن في مكان محتاج إلى المكان و الاحتياج من صفات الحدث لا من صفات القديم

 27-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن علي بن عباس عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر الجعفري عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر ع أنه قال إن الله تبارك و تعالى كان لم يزل بلا زمان و لا مكان و هو الآن كما كان لا يخلو منه مكان و لا يشتغل به مكان و لا يحل في مكان ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ليس بينه و بين خلقه حجاب غير خلقه احتجب بغير حجاب محجوب و استتر بغير ستر مستور لا إله إلا هو الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ

   بيان قوله غير خلقه أي ليس الحجاب بينه و بين خلقه إلا عجز المخلوق عن الإحاطة به و قوله محجوب إما نعت لحجاب أو خبر مبتدإ محذوف فعلى الأول فهو إما بمعنى حاجب إذ كثيرا ما يجي‏ء صيغة المفعول بمعنى الفاعل كما قيل في قوله تعالى حِجاباً مَسْتُوراً أو بمعناه و يكون المراد أنه ليس له تعالى حجاب مستور بل حجابه ظاهر و هو تجرده و تقدسه و علوه عن أن يصل إليه عقل أو وهم و يحتمل على هذا أن يكون المراد بالحجاب الحجة الذي أقامه بينه و بين خلقه فهو ظاهر غير مخفي و يحتمل أيضا أن يكون المراد به أنه لم يحتجب بحجاب مخفي فكيف الظاهر و أما على الثاني فالظرف متعلق بقوله محجوب أي هو محجوب بغير حجاب و هاهنا احتمال ثالث و هو أن يكون محجوب مضاف إليه بتقدير اللام و إجراء الاحتمالات في الفقرة الثانية ظاهر و هي إما تأكيد للأولى أو الأولى إشارة إلى الاحتجاب عن الحواس و الثانية إلى الاستتار عن العقول و الأفهام

 28-  يد، ]التوحيد[ محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي عن أحمد بن محمد النشوي عن أحمد بن محمد الصفدي عن محمد بن يعقوب العسكري و أخيه معاذ معا عن محمد بن سنان الحنظلي عن عبد الله بن عاصم عن عبد الرحمن بن قيس عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى بعد وفاة النبي ص و سؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها ثم أرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فسأله عنها فأجابه فكان فيما سأله أن قال له أخبرني عن وجه الرب تبارك و تعالى فدعا علي ع بنار و حطب فأضرمه فلما اشتعلت قال علي ع أين وجه هذه النار قال النصراني هي وجه من جميع حدودها قال علي ع هذه النار مدبرة مصنوعة لا تعرف وجهها و خالقها لا يشبهها وَ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ  فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ لا يخفى على ربنا خافية و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

 29-  يد، ]التوحيد[ الأشناني عن علي بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إن موسى بن عمران لما ناجى ربه قال يا رب أ بعيد أنت مني فأناديك أم قريب فأناجيك فأوحى الله جل جلاله إليه أنا جليس من ذكرني فقال موسى يا رب إني أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها فقال يا موسى اذكرني على كل حال

 30-  يد، ]التوحيد[ محمد بن إبراهيم الفارسي عن أبي سعيد الرمحي عن محمد بن عيسى الواسطي عن محمد بن زكريا المكي قال أخبرني منيف مولى جعفر بن محمد قال حدثني سيدي جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال كان الحسن بن علي بن أبي طالب ع يصلي فمر بين يديه رجل فنهاه بعض جلسائه فلما انصرف من صلاته قال له لم نهيت الرجل قال يا ابن رسول الله حظر فيما بينك و بين المحراب فقال ويحك إن الله عز و جل أقرب إلي من أن يحظر فيما بيني و بينه أحد

 31-  يد، ]التوحيد[ المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن الحسين بن إشكيب عن هارون بن عقبة عن أسد بن سعيد عن عمرو بن شمر عن جابر قال قال الباقر ع يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله عز و جل يزعمون أن الله تبارك و تعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس و لقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تبارك و تعالى أن نتخذه مصلى يا جابر إن الله تبارك و تعالى لا نظير له و لا شبيه تعالى عن صفة الواصفين و جل عن أوهام المتوهمين و احتجب عن أعين الناظرين لا يزول مع الزائلين و لا يأفل مع الآفلين لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

   -32  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن علي بن عياش عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر عن أبي إبراهيم ع أنه قال لا أقول إنه قائم فأزيله عن مكانه و لا أحده بمكان يكون فيه و لا أحده أن يتحرك في شي‏ء من الأركان و الجوارح و لا أحده بلفظ شق فم و لكن كما قال تبارك و تعالى كُنْ فَيَكُونُ بمشيئته من غير تردد في نفس فرد صمد لم يحتج إلى شريك يكون له في ملكه و لا يفتح له أبواب علمه

 ج، ]الإحتجاج[ عن يعقوب مثله

 33-  يد، ]التوحيد[ السناني عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق ع قال إن الله تبارك و تعالى لا يوصف بزمان و لا مكان و لا حركة و لا انتقال و لا سكون بل هو خالق الزمان و المكان و الحركة و السكون تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا

 34-  يد، ]التوحيد[ محمد بن إبراهيم بن إسحاق العزائمي عن أحمد بن محمد بن رميح عن عبد العزيز بن إسحاق عن جعفر بن محمد الحسني عن محمد بن علي بن خلف عن بشر بن الحسن عن عبد القدوس عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب ع أنه دخل السوق فإذا هو برجل موليه ظهره يقول لا و الذي احتجب بالسبع فضرب علي ع ظهره ثم قال من الذي احتجب بالسبع قال الله يا أمير المؤمنين قال أخطأت ثكلتك أمك إن الله عز و جل ليس بينه و بين خلقه حجاب لأنه مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا قال ما كفارة ما قلت يا أمير المؤمنين قال أن تعلم أن الله معك حيث كنت قال أطعم المساكين قال لا إنما حلفت بغير ربك

 35-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن أبي القاسم العلوي عن البرمكي عن الحسين بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم القمي عن العباس بن عمرو الفقيمي عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد الله ع قال سأله عن قوله الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى  قال أبو عبد الله ع بذلك وصف نفسه و كذلك هو مستول على العرش بائن من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له و لا أن يكون العرش حاويا له و لا أن العرش محتاز له و لكنا نقول هو حامل العرش و ممسك العرش و نقول من ذلك ما قال وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فثبتنا من العرش و الكرسي ما ثبته و نفينا أن يكون العرش أو الكرسي حاويا له و أن يكون عز و جل محتاجا إلى مكان أو إلى شي‏ء مما خلق بل خلقه محتاجون إليه قال السائل فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء و بين أن تخفضوها نحو الأرض قال أبو عبد الله ع ذلك في علمه و إحاطته و قدرته سواء و لكنه عز و جل أمر أولياءه و عباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش لأنه جعله معدن الرزق فثبتنا ما ثبته القرآن و الأخبار عن الرسول ص حين قال ارفعوا أيديكم إلى الله عز و جل و هذا يجمع عليه فرق الأمة كلها قال السائل فتقول إنه ينزل إلى السماء الدنيا قال أبو عبد الله ع نقول ذلك لأن الروايات قد صحت به و الأخبار قال السائل و إذا نزل أ ليس قد حال عن العرش و حوله عن العرش انتقال قال أبو عبد الله ع ليس ذلك على ما يوجد من المخلوق الذي ينتقل باختلاف الحال عليه و الملالة و السأمة و ناقل ينقله و يحوله من حال إلى حال بل هو تبارك و تعالى لا يحدث عليه الحال و لا يجري عليه الحدوث فلا يكون نزوله كنزول المخلوق الذي متى تنحى عن مكان خلا منه المكان الأول و لكنه ينزل إلى سماء الدنيا بغير معاناة و لا حركة فيكون هو كما في السماء السابعة على العرش كذلك هو في سماء الدنيا إنما يكشف عن عظمته و يري أولياءه نفسه حيث شاء و يكشف ما شاء من قدرته و منظره في القرب و البعد سواء

 ثم قال قال مصنف هذا الكتاب قوله ع إنه على العرش إنه ليس بمعنى التمكن فيه و لكنه بمعنى التعالي عليه بالقدرة يقال فلان على خير و استعانه على عمل كذا و كذا ليس بمعنى التمكن فيه و الاستقرار عليه و لكن ذلك بمعنى التمكن منه و القدرة عليه و قوله في النزول ليس بمعنى الانتقال و قطع المسافة و لكنه على معنى  إنزال الأمر منه إلى سماء الدنيا لأن العرش هو المكان الذي ينتهى إليه بأعمال العباد من السدرة المنتهى إليه و قد يجعل الله عز و جل السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل و في ليالي الجمعة مسافة الأعمال في ارتفاعها أقرب منها في سائر الأوقات إلى العرش و قوله يري أولياءه نفسه فإنه يعني بإظهار بدائع فطرته فقد جرت العادة بأن يقال للسلطان إذا أظهر قوة و قدرة و خيلا و رجلا قد أظهر نفسه و على ذلك دل الكلام و مجاز اللفظ. أقول من قوله قال السائل إلى آخر كلامه لم يكن في أكثر النسخ و ليس في الإحتجاج أيضا

 36-  يد، ]التوحيد[ أبي عن سعد عن ابن عيسى و ابن هاشم عن الحسن بن علي عن داود بن علي اليعقوبي عن بعض أصحابنا عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله ع قال أتى رسول الله ص يهودي يقال له سبحت فقال له يا محمد جئت أسألك عن ربك فإن أجبتني عما أسألك عنه و إلا رجعت فقال له سل عما شئت فقال أين ربك فقال هو في كل مكان و ليس هو في شي‏ء من المكان بمحدود قال فكيف هو فقال و كيف أصف ربي بالكيف و الكيف مخلوق و الله لا يوصف بخلقه قال فمن يعلم أنك نبي قال فما بقي حوله حجر و لا مدر و لا غير ذلك إلا تكلم بلسان عربي مبين يا شيخ إنه رسول الله  فقال سبحت بالله ما رأيت كاليوم أبين ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله ص

 37-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق عن أحمد بن محمد بن رميح عن أحمد بن جعفر عن أحمد بن علي عن محمد بن علي الخزاعي عن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم مثله ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي مثله

 38-  يد، ]التوحيد[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن حماد عن أبي عبد الله ع قال كذب من زعم أن الله عز و جل من شي‏ء أو في شي‏ء أو على شي‏ء

 39-  يد، ]التوحيد[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال من زعم أن الله عز و جل من شي‏ء أو في شي‏ء فقد أشرك ثم قال من زعم أن الله من شي‏ء فقد جعله محدثا و من زعم أنه في شي‏ء فقد زعم أنه محصور و من زعم أنه على شي‏ء فقد جعله محمولا

 40-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر عن ابن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال من زعم أن الله عز و جل من شي‏ء أو في شي‏ء أو على شي‏ء فقد كفر قلت فسر لي قال أعني بالحواية من الشي‏ء له أو بإمساك له أو من شي‏ء سبقه

 41-  و في رواية أخرى قال من زعم أن الله من شي‏ء فقد جعله محدثا و من زعم أنه في شي‏ء فقد جعله محصورا و من زعم أنه على شي‏ء فقد جعله محمولا

 بيان قوله بالحواية من الشي‏ء له تفسير لقوله في شي‏ء و قوله أو بإمساك له تفسير لقوله على شي‏ء و قوله أو من شي‏ء سبقه تفسير لقوله من شي‏ء

 42-  يد، ]التوحيد[ الطالقاني عن أحمد الهمداني عن أحمد بن محمد بن عبد الله الصغدي عن محمد بن يعقوب العسكري و أخيه معاذ معا عن محمد بن سنان الحنظلي عن عبد الله بن  عاصم عن عبد الرحمن بن قيس عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى بعد قبض رسول الله ص و سؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها ثم أرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فسأله فأجابه فكان فيما سأله أن قال له أخبرني عن الرب أين هو و أين كان قال علي ع لا يوصف الرب جل جلاله بمكان هو كما كان و كان كما هو لم يكن في مكان و لم يزل من مكان إلى مكان و لا أحاط به مكان بل كان لم يزل بلا حد و لا كيف قال صدقت فأخبرني عن الرب أ في الدنيا هو أو في الآخرة قال علي ع لم يزل ربنا قبل الدنيا هو مدبر الدنيا و عالم بالآخرة فأما أن يحيط به الدنيا و الآخرة فلا و لكن يعلم ما في الدنيا و الآخرة قال صدقت يرحمك الله ثم قال أخبرني عن ربك أ يحمل أو يحمل فقال علي ع إن ربنا جل جلاله يحمل و لا يحمل قال النصراني و كيف ذلك و نحن نجد في الإنجيل و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية فقال علي ع إن الملائكة تحمل العرش و ليس العرش كما تظن كهيئة السرير و لكنه شي‏ء محدود مخلوق مدبر و ربك عز و جل مالكه لا أنه عليه ككون الشي‏ء على الشي‏ء و أمر الملائكة بحمله فهم يحملون العرش بما أقدرهم عليه قال النصراني صدقت رحمك الله و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

 43-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن جذعان بن نصر عن سهل عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي قال سألت أبا عبد الله ع عن قوله عز و جل وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ فقال لي ما يقولون قلت يقولون إن العرش كان على الماء و الرب فوقه فقال فقد كذبوا من زعم هذا فقد صير الله محمولا و وصفه بصفة المخلوقين و ألزمه أن الشي‏ء الذي يحمله أقوى منه قلت بين لي جعلت فداك فقال إن الله عز و جل حمل دينه و علمه الماء قبل أن تكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر فلما أن أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم من ربكم فكان أول من نطق رسول الله و أمير المؤمنين و الأئمة ع فقالوا أنت ربنا فحملهم العلم و الدين ثم قال للملائكة هؤلاء حملة علمي و ديني و أمنائي في خلقي و  هم المسئولون ثم قيل لبني آدم أقروا لله بالربوبية و لهؤلاء النفر بالطاعة فقالوا ربنا أقررنا فقال للملائكة اشهدوا فقالت الملائكة شهدنا على أن لا يقولوا إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ أو يقولوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق

 قال الصدوق رحمه الله في التوحيد إن المشبهة تتعلق بقوله عز و جل إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ و لا حجة لها في ذلك لأنه عز و جل عنى بقوله اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ أي ثم نقل العرش إلى فوق السماوات و هو مستولي عليه و مالك له فقوله عز و جل ثُمَّ إنما هو لدفع العرش إلى مكانه الذي هو فيه و نقله للاستواء و لا يجوز أن يكون معنى قوله استوى استولى لأن الاستيلاء لله تعالى على الملك و على الأشياء ليس هو بأمر حادث بل كان لم يزل مالكا لكل شي‏ء و مستوليا على كل شي‏ء و إنما ذكر عز و جل الاستواء بعد قوله ثم و هو يعني الرفع مجازا و هو كقوله وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصَّابِرِينَ فذكر نعلم مع قوله حتى و هو عز و جل يعني حتى يجاهد المجاهدون و نحن نعلم ذلك لأن حتى لا يقع إلا على فعل حادث و علم الله عز و جل بالأشياء لا يكون حادثا و كذلك ذكر قوله عز و جل اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ بعد قوله ثُمَّ و هو يعني بذلك ثم رفع العرش لاستيلائه عليه و لم يعن بذلك الجلوس و اعتدال البدن لأن الله لا يجوز أن يكون جسما و لا ذا بدن تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

   -44  سن، ]المحاسن[ أبي عمن ذكره قال اجتمعت اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا إن هذا الرجل عالم يعنون به علي بن أبي طالب ع فانطلق بنا إليه لنسأله فأتوه فقيل له هو في القصر فانتظروه حتى خرج فقال له رأس الجالوت يا أمير المؤمنين جئنا نسألك قال سل يا يهودي عما بدا لك قال أسألك عن ربنا متى كان فقال كان بلا كينونة كان بلا كيف كان لم يزل بلا كم و بلا كيف كان ليس له قبل هو قبل القبل بلا قبل و لا غاية و لا منتهى غاية و لا غاية إليها انقطعت عنه الغايات فهو غاية كل غاية قال فقال رأس الجالوت لليهود امضوا بنا فهذا أعلم مما يقال فيه

 بيان و لا غاية إليها أي ينتهي إليها

 45-  سن، ]المحاسن[ القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي الحسن موسى ع و سئل عن معنى قول الله عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فقال استولى على ما دق و جل

 ج، ]الإحتجاج[ عن الحسن مثله

 46-  يد، ]التوحيد[ مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مقاتل بن سليمان قال سألت جعفر بن محمد ع عن قول الله عز و جل الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى قال استوى من كل شي‏ء فليس شي‏ء أقرب إليه من شي‏ء

 47-  فس، ]تفسير القمي[ محمد بن أبي عبد الله عن سهل عن ابن محبوب عن محمد بن مارد أن أبا عبد الله ع سئل عن معنى قول الله عز و جل الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فقال استوى من كل شي‏ء فليس شي‏ء أقرب إليه من شي‏ء

 يد، ]التوحيد[ ماجيلويه عن محمد العطار عن سهل مثله   يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن محمد العطار عن سهل عن الخشاب رفعه عن أبي عبد الله ع مثله

 48-  يد، ]التوحيد[ أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فقال استوى من كل شي‏ء فليس شي‏ء أقرب إليه من شي‏ء لم يبعد منه بعيد و لم يقرب منه قريب استوى من كل شي‏ء

 بيان اعلم أن الاستواء يطلق على معان الأول الاستقرار و التمكن على الشي‏ء الثاني قصد الشي‏ء و الإقبال إليه الثالث الاستيلاء على الشي‏ء قال الشاعر.

قد استوى بشر على العراق. من غير سيف و دم مهراق.

 الرابع الاعتدال يقال سويت الشي‏ء فاستوى الخامس المساواة في النسبة. فأما المعنى الأول فيستحيل على الله تعالى لما ثبت بالبراهين العقلية و النقلية من استحالة كونه تعالى مكانيا فمن المفسرين من حمل الاستواء في هذه الآية على الثاني أي أقبل على خلقه و قصد إلى ذلك و قد رووا أنه سئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن هذه الآية فقال الاستواء الإقبال على الشي‏ء و نحو هذا قال الفراء و الزجاج في قوله عز و جل ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ و الأكثرون منهم حملوها على الثالث أي استولى عليه و ملكه و دبره قال الزمخشري لما كان الاستواء على العرش و هو سرير الملك لا يحصل إلا مع الملك جعلوه كناية عن الملك فقالوا استوى فلان على السرير يريدون ملكه و إن لم يقعد على السرير البتة و إنما عبروا عن حصول الملك بذلك لأنه أصرح و أقوى في الدلالة من أن يقال فلان ملك و نحوه قولك يد فلان مبسوطة و يد فلان مغلولة بمعنى أنه جواد أو بخيل لا فرق بين العبارتين إلا فيما قلت حتى أن من لم يبسط يده قط بالنوال أو لم يكن له يد رأسا و هو جواد قيل فيه يده مبسوطة لأنه لا فرق عندهم بينه و بين قولهم جواد انتهى و يحتمل أن يكون المراد المعنى الرابع بأن يكون كناية عن نفي النقص عنه تعالى من جميع الوجوه فيكون قوله تعالى عَلَى الْعَرْشِ  حالية و سيأتي توجيهه و لكنه بعيد و أما المعنى الخامس فهو الظاهر مما مر من الأخبار. فاعلم أن العرش قد يطلق على الجسم العظيم الذي أحاط بسائر الجسمانيات و قد يطلق على جميع المخلوقات و قد يطلق على العلم أيضا كما وردت به الأخبار الكثيرة و سيأتي تحقيقه في كتاب السماء و العالم. فإذا عرفت هذا فإما أن يكون ع فسر العرش بمجموع الأشياء و ضمن الاستواء ما يتعدى بعلى كالاستيلاء و الاستعلاء و الإشراف فالمعنى استوت نسبته إلى كل شي‏ء حال كونه مستوليا عليها أو فسره بالعلم و يكون متعلق الاستواء مقدرا أي تساوت نسبته من كل شي‏ء حال كونه متمكنا على عرش العلم فيكون إشارة إلى بيان نسبته تعالى و أنها بالعلم و الإحاطة أو المراد بالعرش عرش العظمة و الجلال و القدرة كما فسر بها أيضا في بعض الأخبار أي استوى من كل شي‏ء مع كونه في غاية العظمة و متمكنا على عرش التقدس و الجلالة و الحاصل أن علو قدره ليس مانعا من دونه بالحفظ و التربية و الإحاطة و كذا العكس و على التقادير فقوله استوى خبر و قوله عَلَى الْعَرْشِ حال و يحتمل أن يكونا خبرين على بعض التقادير و لا يبعد على الاحتمال الأول جعل قوله عَلَى الْعَرْشِ متعلقا بالاستواء بأن تكون كلمة على بمعنى إلى و يحتمل على تقدير حمل العرش على العلم أن يكون قوله على العرش خبرا و قوله اسْتَوى حالا عن العرش لكنه بعيد و على التقادير يمكن أن يقال إن النكتة في إيراد الرحمن بيان أن رحمانيته توجب استواء نسبته إيجادا و حفظا و تربية و علما إلى الجميع بخلاف الرحيمية فإنها تقتضي إفاضة الهدايات الخاصة على المؤمنين فقط و كذا كثير من أسمائه الحسنى تخص جماعة كما سيأتي تحقيقها و يؤيد بعض الوجوه التي ذكرنا ما ذكره الصدوق رحمه الله في كتاب العقائد حيث قال اعتقادنا في العرش أنه جملة جميع الخلق و العرش

   في وجه آخر هو العلم و سئل عن الصادق ع عن قول الله عز و جل الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فقال استوى من كل شي‏ء فليس شي‏ء أقرب إليه من شي‏ء انتهى و إنما بسطنا الكلام في هذا المقام لصعوبة فهم تلك الأخبار على أكثر الأفهام. أقول قد مرت الأخبار المناسبة لهذا الباب في باب إثبات الصانع و باب نفي الجسم و الصورة و سيأتي في باب احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على النصارى و باب العرش و الكرسي و باب جوامع التوحيد