باب 16- أحوال السفراء الذين كانوا في زمان الغيبة الصغرى وسائط بين الشيعة و بين القائم ع

1-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ قد روي في بعض الأخبار أنهم قالوا خدامنا و قوامنا شرار خلق الله و هذا ليس على عمومه و إنما قالوا لأن فيهم من غير و بدل و خان على ما سنذكره

 و قد روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن صالح الهمداني قال كتبت إلى صاحب الزمان ع أن أهل بيتي يؤذوني و يقرعوني بالحديث الذي روي عن آبائك ع أنهم قالوا خدامنا و قوامنا شرار خلق الله فكتب ع ويحكم ما تقرءون ما قال الله تعالى وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً فنحن و الله القرى التي بارك الله فيها و أنتم القرى الظاهرة

 ك، ]إكمال الدين[ أبي و ابن الوليد معا عن الحميري عن محمد بن صالح الهمداني مثله ثم قال قال عبد الله بن جعفر و حدثني بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان ع   أقول ثم ذكر الشيخ بعض أصحاب الأئمة صلوات الله عليهم الممدوحين ثم قال. فأما السفراء الممدوحون في زمان الغيبة فأولهم من نصبه أبو الحسن علي بن محمد العسكري و أبو محمد الحسن بن علي بن محمد ابنه ع و هو الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري و كان أسديا و إنما سمي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب بن بنت أبي جعفر العمري رحمه الله قال أبو نصر كان أسديا ينسب إلى جده فقيل العمري و قد قال قوم من الشيعة إن أبا محمد الحسن بن علي قال لا يجمع على امرئ ابن عثمان و أبو عمرو و أمر بكسر كنيته فقيل العمري و يقال له العسكري أيضا لأنه كان من عسكر سرمن‏رأى و يقال له السمان لأنه كان يتجر في السمن تغطية على الأمر. و كان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد ع ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن و زقاقه و يحمله إلى أبي محمد ع تقية و خوفا.

 فأخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى عن أبي علي محمد بن همام الإسكافي قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال دخلت على أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الأيام فقلت يا سيدي أنا أغيب و أشهد و لا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت فقول من نقبل و أمر من نمتثل فقال لي صلوات الله عليه هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله و ما أداه إليكم فعني يؤديه فلما مضى أبو الحسن ع وصلت إلى أبي محمد ابنه الحسن صاحب العسكر ع ذات يوم فقلت له مثل قولي لأبيه فقال لي هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي و ثقتي في الحياة و الممات فما قاله لكم فعني يقوله و ما أدى إليكم فعني يؤديه قال أبو محمد هارون قال أبو علي قال أبو العباس الحميري فكنا كثيرا ما   نتذاكر هذا القول و نتواصف جلالة محل أبي عمرو

و أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر قال حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمد ع فدخلت على أحمد بن إسحاق بمدينة السلام فرأيت أبا عمرو عنده فقلت إن هذا الشيخ و أشرت إلى أحمد بن إسحاق و هو عندنا الثقة المرضي حدثنا فيك بكيت و كيت و اقتصصت عليه ما تقدم يعني ما ذكرناه عنه من فضل أبي عمرو و محله و قلت أنت الآن من لا يشك في قوله و صدقه فأسألك بحق الله و بحق الإمامين اللذين وثقاك هل رأيت ابن أبي محمد الذي هو صاحب الزمان فبكى ثم قال على أن لا تخبر بذلك أحدا و أنا حي قلت نعم قال قد رأيته ع و عنقه هكذا يريد أنها أغلظ الرقاب حسنا و تماما قلت فالاسم قال قد نهيتم عن هذا.

 و روى أحمد بن علي بن نوح أبو العباس السيرافي قال أخبرنا أبو نصر عبد الله بن محمد بن أحمد المعروف بابن برينة الكاتب قال حدثنا بعض الشراف من الشيعة الإمامية أصحاب الحديث قال حدثني أبو محمد العباس بن أحمد الصائغ قال حدثني الحسين بن أحمد الخصيبة قال حدثني محمد بن إسماعيل و علي بن عبد الله الحسينان قالا دخلنا على أبي محمد الحسن ع بسرمن‏رأى و بين يديه جماعة من أوليائه و شيعته حتى دخل عليه بدر خادمه فقال يا مولاي بالباب قوم شعث غبر فقال لهم هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن في حديث طويل يسوقانه إلى أن ينتهي إلى أن قال الحسن ع لبدر فامض فأتنا بعثمان بن سعيد العمري فما لبثنا إلا يسيرا حتى دخل عثمان فقال له سيدنا أبو محمد ع امض يا عثمان فإنك الوكيل و الثقة المأمون على مال الله و اقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال ثم ساق الحديث إلى أن قالا ثم قلنا بأجمعنا يا سيدنا و الله إن عثمان لمن خيار شيعتك و لقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك و إنه وكيلك و ثقتك على مال الله قال نعم و اشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي و أن ابنه   محمدا وكيل ابني مهديكم

عنه عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب بن بنت أبي جعفر العمري قدس الله روحه و أرضاه عن شيوخه أنه لما مات الحسن بن علي ع حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه و أرضاه و تولى جميع أمره في تكفينه و تحنيطه و تقبيره مأمورا بذلك لظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها و لا دفعها إلا بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها و كانت توقيعات صاحب الأمر ع تخرج على يدي عثمان بن سعيد و ابنه أبي جعفر محمد بن عثمان إلى شيعته و خواص أبيه أبي محمد ع بالأمر و النهي و الأجوبة عما تسأل الشيعة عنه إذا احتاجت إلى السؤال فيه بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن ع فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما إلى أن توفي عثمان بن سعيد رحمه الله و غسله ابنه أبو جعفر و تولى القيام به و حصل الأمر كله مردودا إليه و الشيعة مجتمعة على عدالته و ثقته و أمانته لما تقدم له من النص عليه بالأمانة و العدالة و الأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن ع و بعد موته في حياة أبيه عثمان رحمه الله.

 قال و قال جعفر بن محمد بن مالك الفزاري البزاز عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال و أحمد بن هلال و محمد بن معاوية بن حكيم و الحسن بن أيوب بن نوح في خبر طويل مشهور قالوا جميعا اجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي ع نسأله عن الحجة من بعده و في مجلسه أربعون رجلا فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له يا ابن رسول الله أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به مني فقال له اجلس يا عثمان فقام مغضبا ليخرج فقال لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد إلى كان بعد ساعة فصاح ع بعثمان فقام على قدميه فقال أخبركم بما جئتم قالوا نعم يا ابن رسول الله قال جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي قالوا نعم فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد ع فقال هذا إمامكم من بعدي و خليفتي عليكم أطيعوه و لا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في   أديانكم ألا و إنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فاقبلوا من عثمان ما يقوله و انتهوا إلى أمره و اقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم و الأمر إليه

في حديث قال أبو نصر هبة الله بن محمد و قبر عثمان بن سعيد بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في أول الموضع المعروف في الدرب المعروف بدرب حبلة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه و القبر في نفس قبلة المسجد ثم قال الشيخ رحمه الله رأيت قبره في الموضع الذي ذكره و كان بني في وجهه حائط و به محراب المسجد و إلى جنبه باب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا ندخل إليه و نزوره مشاهرة و كذلك من وقت دخولي إلى بغداد و هي سنة ثمان و أربعمائة إلى سنة نيف و ثلاثين و أربعمائة ثم نقض ذلك الحائط الرئيس أبو منصور محمد بن الفرج و أبرز القبر إلى برا و عمل عليه صندوقا و هو تحت سقف يدخل إليه من أراده و يزوره و يتبرك جيران المحلة بزيارته و يقولون هو رجل صالح و ربما قالوا هو ابن داية الحسين ع و لا يعرفون حقيقة الحال فيه و هو إلى يومنا هذا و ذلك سنة سبع و أربعين و أربعمائة على ما هو عليه ذكر أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري و القول فيه فلما مضى أبو عمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي محمد ع و نص أبيه عثمان عليه بأمر القائم ع فأخبرني جماعة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي و ابن قولويه عن سعد بن عبد الله قال حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري رحمه الله و ذكر الحديث الذي قدمنا ذكره. و أخبرني جماعة عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه و أبي غالب الزراري و أبي محمد التلعكبري كلهم عن محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن عبد الله و محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر الحميري قال اجتمعت أنا و الشيخ أبو عمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري القمي فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف.   فقلت له يا با عمرو إني أريد أن أسألك و ما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه فإن اعتقادي و ديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل القيامة بأربعين يوما فإذا كان ذلك رفعت الحجة و غلق باب التوبة فلم يكن ينفع نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً فأولئك أشرار من خلق الله عز و جل و هم الذين تقوم عليهم القيامة و لكن أحببت أن أزداد يقينا فإن إبراهيم ع سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى فقال أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي و قد أخبرني أحمد بن إسحاق أبو علي عن أبي الحسن ع قال سألته فقلت له لمن أعامل و عمن آخذ و قول من أقبل فقال له العمري ثقتي فما أدى إليك فعني يؤدي و ما قال لك فعني يقول فاسمع له و أطع فإنه الثقة المأمون. قال و أخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد الحسن بن علي عن مثل ذلك فقال له العمري و ابنه ثقتان فما أديا إليك فعني يؤديان و ما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما و أطعهما فإنهما الثقتان المأمونان. فهذا قول إمامين قد مضيا فيك قال فخر أبو عمرو ساجدا و بكى ثم قال سل فقلت له أنت رأيت الخلف من أبي محمد ع فقال إي و الله و رقبته مثل ذا و أومأ بيديه فقلت له فبقيت واحدة فقال لي هات قلت فالاسم قال محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك و لا أقول هذا من عندي و ليس لي أن أحلل و أحرم و لكن عنه ع فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد ع مضى و لم يخلف ولدا و قسم ميراثه و أخذه من لا حق له و صبر على ذلك و هو ذا عياله يجولون و ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا و إذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله و أمسكوا عن ذلك. قال الكليني و حدثني شيخ من أصحابنا ذهب عني اسمه أن أبا عمرو سئل عند أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا.

 و أخبرنا جماعة عن محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه عن   أحمد بن هارون الفامي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عبد الله بن جعفر قال خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري قدس الله روحه في التعزية بأبيه رضي الله عنه و في فصل من الكتاب إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ تسليما لأمره و رضى بقضائه عاش أبوك سعيدا و مات حميدا فرحمه الله و ألحقه بأوليائه و مواليه ع فلم يزل مجتهدا في أمرهم ساعيا فيما يقربه إلى الله عز و جل و إليهم نضر الله وجهه و أقاله عثرته و في فصل آخر أجزل الله لك الثواب و أحسن لك العزاء رزئت و رزئنا و أوحشك فراقه و أوحشنا فسره الله في منقلبه و كان من كمال سعادته أن رزقه الله ولدا مثلك يخلفه من بعده و يقوم مقامه بأمره و يترحم عليه و أقول الحمد لله فإن الأنفس طيبة بمكانك و ما جعله الله عز و جل فيك و عندك أعانك الله و قواك و عضدك و وفقك و كان لك وليا و حافظا و راعيا

 ج، ]الإحتجاج[ الحميري قال خرج التوقيع إلى آخر الخبر ك، ]إكمال الدين[ أحمد بن هارون مثله

2-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ و أخبرني جماعة عن هارون بن موسى عن محمد بن همام قال قال لي عبد الله بن جعفر الحميري لما مضى أبو عمرو رضي الله عنه أتتنا الكتب بالخط الذي كنا نكاتب به بإقامة أبي جعفر رضي الله عنه مقامه

 و بهذا الإسناد عن محمد بن همام قال حدثني محمد بن حمويه بن عبد العزيز الرازي في سنة ثمانين و ماءين قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي أنه خرج إليه بعد وفاة أبي عمرو و الابن وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الأب رضي الله عنه و أرضاه و نضر وجهه يجري عندنا مجراه و يسد مسده و عن أمرنا يأمر الابن و به يعمل تولاه الله فانته إلى قوله و عرف معاملتنا ذلك

 و أخبرنا جماعة عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه و أبي غالب الزراري و أبي محمد التلعكبري كلهم عن محمد بن يعقوب عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي   فوقع التوقيع بخط مولانا صاحب الدار و أما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه و عن أبيه من قبل فإنه ثقتي و كتابه كتابي

 ج، ]الإحتجاج[ الكليني مثله

3-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ قال أبو العباس و أخبرني هبة الله بن محمد بن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه عن شيوخه قالوا لم تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد رحمه الله و غسله ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان و تولى القيام به و جعل الأمر كله مردودا إليه و الشيعة مجمعة على عدالته و ثقته و أمانته لما تقدم له من النص عليه بالأمانة و العدالة و الأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن ع و بعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد لا يختلف في عدالته و لا يرتاب بأمانته و التوقيعات يخرج على يده إلى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كانت تخرج في حياة أبيه عثمان لا يعرف الشيعة في هذا الأمر غيره و لا يرجع إلى أحد سواه و قد نقلت عنه دلائل كثيرة و معجزات الإمام التي ظهرت على يده و أمور أخبرهم بها عنه زادتهم في هذا الأمر بصيرة و هي مشهورة عند الشيعة و قد قدمنا طرفا منها فلا نطول بإعادتها فإن ذلك كفاية للمنصف إن شاء الله

 قال ابن نوح أخبرني أبو نصر هبة الله بن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال كان لأبي جعفر محمد بن عثمان العمري كتب مصنفة في الفقه مما سمعها من أبي محمد الحسن ع و من الصاحب ع و من أبيه عثمان بن سعيد عن أبي محمد و عن أبيه علي بن محمد ع فيها كتب ترجمتها كتب الأشربة ذكرت الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها أنها وصلت إلى أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه عند الوصية إليه و كانت في يده قال أبو نصر و أظنها قالت وصلت بعد ذلك إلى أبي الحسن السمري رضي الله عنه و أرضاه

 قال أبو جعفر بن بابويه روى محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه أنه قال و الله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه

    و أخبرني جماعة عن محمد بن علي بن الحسين قال أخبرنا أبي و محمد بن الحسن و محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري أنه قال سألت محمد بن عثمان رضي الله عنه فقلت له رأيت صاحب هذا الأمر قال نعم و آخر عهدي به عند بيت الله الحرام و هو يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني قال محمد بن عثمان رضي الله عنه و رأيته صلوات الله عليه متعلقا بأستار الكعبة في المستجار و هو يقول اللهم انتقم بي من أعدائك

 و بهذا الإسناد عن محمد بن علي عن أبيه قال حدثنا علي بن سليمان الزراري عن علي بن صدقة القمي قال خرج إلى محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه ابتداء من غير مسألة ليخبر الذين يسألون عن الاسم إما السكوت و الجنة و إما الكلام و النار فإنهم إن وقفوا على الاسم أذاعوه و إن وقفوا على المكان دلوا عليه

 قال ابن نوح أخبرني أبو نصر هبة الله بن محمد قال حدثني أبو علي بن أبي جيد القمي قال حدثني أبو الحسن علي بن أحمد الدلال القمي قال دخلت على أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه يوما لأسلم عليه فوجدته و بين يديه ساجة و نقاش ينقش عليها و يكتب آيا من القرآن و أسماء الأئمة ع على حواشيها فقلت له يا سيدي ما هذه الساجة فقال لي هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها أو قال أسند إليها و قد عزفت منه و أنا في كل يوم أنزل فيه فأقرأ جزءا من القرآن فأصعد و أظنه قال فأخذ بيدي و أرانيه فإذا كان يوم كذا و كذا من شهر كذا و كذا من سنة كذا و كذا صرت إلى الله عز و جل و دفنت فيه و هذه الساجة معي فلما خرجت من عنده أثبت ما ذكره و لم أزل مترقبا به ذلك فما تأخر الأمر حتى اعتل أبو جعفر فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله من السنة التي ذكرها و دفن فيه

 قال أبو نصر هبة الله و قد سمعت هذا الحديث من غير أبي علي و حدثتني به أيضا أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها و أخبرني جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه قال حدثني محمد بن علي بن الأسود القمي أن أبا جعفر   العمري قدس الله روحه حفر لنفسه قبرا و سواه بالساج فسألته عن ذلك فقال للناس أسباب ثم سألته عن ذلك فقال قد أمرت أن أجمع أمري فمات بعد ذلك بشهرين رضي الله عنه و أرضاه

 ك، ]إكمال الدين[ محمد بن علي مثله

4-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ و قال أبو نصر هبة الله وجدت بخط أبي غالب الزراري رحمه الله و غفر له أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله مات في آخر جمادى الأولى سنة خمس و ثلاث مائة و ذكر أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد أن أبا جعفر العمري رحمه الله مات في سنة أربع و ثلاث مائة و أنه كان يتولى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة فيحمل الناس إليه أموالهم و يخرج إليهم التوقيعات بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن ع إليهم بالمهمات في أمر الدين و الدنيا و فيما يسألونه من المسائل بالأجوبة العجيبة رضي الله عنه و أرضاه قال أبو نصر هبة الله إن قبر أبي جعفر محمد بن عثمان عند والدته في شارع باب الكوفة في الموضع الذي كانت دوره و منازله و هو الآن في وسط الصحراء قدس الله روحه

ذكر إقامة أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري أبا القاسم الحسين بن روح رضي الله عنهما مقامه بعده بأمر الإمام صلوات الله عليه

 أخبرني الحسين بن إبراهيم القمي قال أخبرني أبو العباس أحمد بن علي بن نوح قال أخبرني أبو علي أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري قال حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد المدائني المعروف بابن قزدا في مقابر قريش قال كان من رسمي إذا حملت المال الذي في يدي إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه أن أقول له ما لم يكن أحد يستقبله بمثله هذا المال و مبلغه كذا و كذا للإمام ع فيقول لي نعم دعه فأراجعه فأقول له تقول لي إنه للإمام فيقول نعم للإمام ع فيقبضه فصرت إليه آخر عهدي به قدس الله روحه و معي أربعمائة دينار فقلت له على رسمي فقال لي امض بها إلى الحسين بن روح فتوقفت فقلت تقبضها أنت   مني على الرسم فرد علي كالمنكر لقولي قال قم عافاك الله فادفعها إلى الحسين بن روح فلما رأيت في وجهه غضبا خرجت و ركبت دابتي فلما بلغت بعض الطريق رجعت كالشاك فدققت الباب فخرج إلي الخادم فقال من هذا فقلت أنا فلان فاستأذن لي فراجعني و هو منكر لقولي و رجوعي فقلت له ادخل فاستأذن لي فإنه لا بد من لقائه فدخل فعرفه خبر رجوعي و كان قد دخل إلى دار النساء فخرج و جلس على سرير و رجلاه في الأرض و فيهما نعلان نصف حسنهما و حسن رجليه فقال لي ما الذي جرأك على الرجوع و لم لم تمتثل ما قلته لك فقلت لم أجسر على ما رسمته لي فقال لي و هو مغضب قم عافاك الله فقد أقمت أبا القاسم الحسين بن روح مقامي و نصبته منصبي فقلت بأمر الإمام فقال قم عافاك الله كما أقول لك فلم يكن عندي غير المبادرة فصرت إلى أبي القاسم بن روح و هو في دار ضيقة فعرفته ما جرى فسر به و شكر الله عز و جل و دفعت إليه الدنانير و ما زلت أحمل إليه ما يحصل في يدي بعد ذلك

 و سمعت أبا الحسن علي بن بلال بن معاوية المهلبي يقول في حياة جعفر بن محمد بن قولويه سمعت أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي يقول سمعت جعفر بن أحمد بن متيل القمي يقول كان محمد بن عثمان أبو جعفر العمري رضي الله عنه له من يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس و أبو القاسم بن روح رضي الله عنه فيهم و كلهم كان أخص به من أبي القاسم بن روح رضي الله عنه حتى إنه كان إذا احتاج إلى حاجة أو إلى سبب ينجزه على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية فلما كان وقت مضي أبي جعفر رضي الله عنه وقع الاختيار عليه و كانت الوصية إليه قال و قال مشايخنا كنا لا نشك أنه إن كانت كائنة من أبي جعفر لا يقوم مقامه إلا جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأينا من الخصوصية به و كثرة كينونته في منزله حتى بلغ أنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاما إلا ما أصلح   في منزل جعفر بن أحمد بن متيل و أبيه بسبب وقع له و كان طعامه الذي يأكله في منزل جعفر و أبيه و كان أصحابنا لا يشكون إن كانت حادثة لم تكن الوصية إلا إليه من الخصوصية فلما كان عند ذلك و وقع الاختيار على أبي القاسم سلموا و لم ينكروا و كانوا معه و بين يديه كما كانوا مع أبي جعفر رضي الله عنه و لم يزل جعفر بن أحمد بن متيل في جملة أبي القاسم رضي الله عنه و بين يديه كتصرفه بين يدي أبي جعفر العمري إلى أن مات رضي الله عنه فكل من طعن على أبي القاسم فقد طعن على أبي جعفر و طعن على الحجة صلوات الله عليه

 و أخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رحمه الله قال كنت أحمل الأموال التي تحصل في باب الوقف إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله فيقبضها مني فحملت إليه يوما شيئا من الأموال في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين فأمرني بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي رضي الله عنه فكنت أطالبه بالقبوض فشكا ذلك إلى أبي جعفر رضي الله عنه فأمرني أن لا أطالبه بالقبوض و قال كل ما وصل إلى أبي القاسم فقد وصل إلي فكنت أحمل بعد ذلك الأموال إليه و لا أطالبه بالقبوض

 ك، ]إكمال الدين[ أبو جعفر محمد بن علي الأسود مثله

5-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ و بهذا الإسناد عن محمد بن علي بن الحسين قال أخبرنا علي بن محمد بن متيل عن عمه جعفر بن أحمد بن متيل قال لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري الوفاة كنت جالسا عند رأسه أسائله و أحدثه و أبو القاسم بن روح عند رجليه فالتفت إلي ثم قال أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح قال فقمت من عند رأسه و أخذت بيد أبي القاسم و أجلسته في مكاني و تحولت إلى عند رجليه

 ك، ]إكمال الدين[ محمد بن علي بن متيل مثله

6-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ قال ابن نوح و حدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن بابويه قدم   علينا البصرة في شهر ربيع الأول سنة ثمان و سبعين و ثلاث مائة قال سمعت علوية الصفار و الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنهما يذكران هذا الحديث و ذكرا أنهما حضرا بغداد في ذلك الوقت و شاهدا ذلك و أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى قال أخبرني أبو علي محمد بن همام رضي الله عنه و أرضاه أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمعنا قبل موته و كنا وجوه الشيعة و شيوخها فقال لنا إن حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت أن أجعله في موضعي بعدي فارجعوا إليه و عولوا في أموركم عليه

 و أخبرني الحسين بن إبراهيم عن ابن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد قال حدثني خالي أبو إبراهيم جعفر بن أحمد النوبختي قال قال لي أبي أحمد بن إبراهيم و عمي أبو جعفر عبد الله بن إبراهيم و جماعة من أهلنا يعني بني نوبخت أن أبا جعفر العمري لما اشتدت حاله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة منهم أبو علي بن همام و أبو عبد الله بن محمد الكاتب و أبو عبد الله الباقطاني و أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي و أبو عبد الله بن الوجناء و غيرهم من الوجوه و الأكابر فدخلوا على أبي جعفر رضي الله عنه فقالوا له إن حدث أمر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي و السفير بينكم و بين صاحب الأمر و الوكيل له و الثقة الأمين فارجعوا إليه في أموركم و عولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت و قد بلغت

 و بهذا الإسناد عن هبة الله بن محمد بن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال حدثتني أم كلثوم بنت أبي جعفر رضي الله عنها قالت كان أبو القاسم الحسين بن روح قدس سره وكيلا لأبي جعفر رحمه الله سنين كثيرة ينظر له في أملاكه و يلقي بأسراره الرؤساء من الشيعة و كان خصيصا به حتى إنه كان يحدثه بما يجري بينه و بين جواريه لقربه منه و أنسه قالت و كان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه   من الوزراء و الرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات و غيرهم لجاهه و لموضعه و جلالة محله عندهم فحصل في أنفس الشيعة محصلا جليلا لمعرفتهم باختصاص أبي إياه و توثيقه عندهم و نشر فضله و دينه و ما كان يحتمله من هذا الأمر فتمهدت له الحال في طول حياة أبي إلى أن انتهت الوصية إليه بالنص عليه فلم يختلف في أمره و لم يشك فيه أحد إلا جاهل بأمر أبي أولا مع ما لست أعلم أن أحدا من الشيعة شك فيه و قد سمعت بهذا من غير واحد من بني نوبخت رحمهم الله مثل أبي الحسين بن كبرياء و غيره

 و أخبرني جماعة عن أبي العباس بن نوح قال وجدت بخط محمد بن نفيس فيما كتبه بالأهواز أول كتاب ورد من أبي القاسم رضي الله عنه نعرفه عرفه الله الخير كله و رضوانه و أسعده بالتوفيق وقفنا على كتابه و هو ثقتنا بما هو عليه و أنه عندنا بالمنزلة و المحل اللذين يسرانه زاد الله في إحسانه إليه إنه ولي قدير و الحمد لله لا شريك له و صلى الله على رسوله محمد و آله و سلم تسليما كثيرا وردت هذه الرقعة يوم الأحد لست ليال خلون من شوال سنة خمس و ثلاثمائة أقول ذكر الشيخ بعد ذلك التوقيعات التي خرجت إلى الحميري على ما نقلناه في باب التوقيعات ثم قال و كان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف و الموافق و يستعمل التقية فروى أبو نصر هبة الله بن محمد قال حدثني أبو عبد الله بن غالب و أبو الحسن بن أبي الطيب قالا ما رأيت من هو أعقل من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح و لعهدي به يوما في دار ابن يسار و كان له محل عند السيد و المقتدر عظيم و كانت العامة أيضا تعظمه و كان أبو القاسم يحضر تقية و خوفا فعهدي به و قد تناظر اثنان فزعم واحد أن أبا بكر أفضل الناس بعد رسول الله ص ثم عمر ثم علي و قال الآخر بل علي أفضل من عمر فزاد الكلام بينهما فقال أبو القاسم رضي الله عنه الذي اجتمعت عليه الصحابة هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم بعده عثمان ذو النورين ثم على الوصي و أصحاب الحديث   على ذلك و هو الصحيح عندنا فبقي من حضر المجلس متعجبا من هذا القول و كانت العامة الحضور يرفعونه على رءوسهم و كثر الدعاء له و الطعن على من يرميه بالرفض فوقع علي الضحك فلم أزل أتصبر و أمنع نفسي و أدس كمي في فمي فخشيت أن أفتضح فوثبت عن المجلس و نظر إلي فتفطن لي فلما حصلت في منزلي فإذا بالباب يطرق فخرجت مبادرا فإذا بأبي القاسم بن روح راكبا بغلته قد وافاني من المجلس قبل مضيه إلى داره فقال لي يا عبد الله أيدك الله لم ضحكت و أردت أن تهتف بي كان الذي قلته عندك ليس بحق فقلت له كذلك هو عندي فقال لي اتق الله أيها الشيخ فإني لا أجعلك في حل تستعظم هذا القول مني فقلت يا سيدي رجل يرى بأنه صاحب الإمام و وكيله يقول ذلك القول لا يتعجب منه و لا يضحك من قوله هذا فقال لي و حياتك لئن عدت لأهجرنك و ودعني و انصرف

 قال أبو نصر هبة الله بن محمد حدثنا أبو الحسن بن كبريا النوبختي قال بلغ الشيخ أبا القاسم رضي الله عنه أن بوابا كان له على الباب الأول قد لعن معاوية و شتمه فأمر بطرده و صرفه عن خدمته فبقي مدة طويلة يسأل في أمره فلا و الله ما رده إلى خدمته و أخذه بعض الأهلة فشغله معه كل ذلك للتقية

 قال أبو نصر هبة الله و حدثني أبو أحمد بن درانويه الأبرص الذي كانت داره في درب القراطيس قال قال لي إني كنت أنا و إخوتي ندخل إلى أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه نعامله قال و كانوا باعه و نحن مثلا عشرة تسعة نلعنه و واحد يشكك فنخرج من عنده بعد ما دخلنا إليه تسعة نتقرب إلى الله بمحبته و واحد واقف لأنه كان يجارينا من فضل الصحابة ما رويناه و ما لم نروه فنكتبه عنه لحسنه رضي الله عنه

 و أخبرني الحسين بن إبراهيم عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب بن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضي الله عنه أن قبر أبي القاسم الحسين بن روح في النوبختية في الدرب الذي كانت فيه دار   علي بن أحمد النوبختي النافذ إلى التل و إلى الدرب الآخر و إلى قنطرة الشوك رضي الله عنه قال و قال لي أبو نصر مات أبو القاسم الحسين بن روح في شعبان سنة ست و عشرين و ثلاثمائة و قد رويت عنه أخبارا كثيرة

 و أخبرني أبو محمد المحمدي رضي الله عنه عن أبي الحسين محمد بن الفضل بن تمام قال سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الزكوزكي و قد ذكرنا كتاب التكليف و كان عندنا أنه لا يكون إلا مع غال و ذلك أنه أول ما كتبنا الحديث فسمعناه يقول و أيش كان لابن أبي العزاقر في كتاب التكليف إنما كان يصلح الباب و يدخله إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه فيعرضه عليه و يحكه فإذا صح الباب خرج فنقله و أمرنا بنسخة يعني أن الذي أمرهم به الحسين بن روح رضي الله عنه قال أبو جعفر فكتبته في الأدراج بخطي ببغداد قال ابن تمام فقلت له فتفضل يا سيدي فادفعه حتى أكتبه من خطك فقال لي قد خرج عن يدي قال ابن تمام فخرجت و أخذت من غيره و كتبت بعد ما سمعت هذه الحكاية

 و قال أبو الحسين بن تمام حدثني عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه قال سئل الشيخ يعني أبا القاسم رضي الله عنه عن كتب ابن أبي العزاقر بعد ما ذم و خرجت فيه اللعنة فقيل له فكيف نعمل بكتبه و بيوتنا منها ملأى فقال أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما و قد سئل عن كتب بني فضال فقالوا كيف نعمل بكتبهم و بيوتنا منها ملأى فقال صلوات الله عليه خذوا بما رووا و ذروا ما رأوا و سأل أبو الحسن الأيادي رحمه الله أبا القاسم الحسين بن روح لم كره المتعة بالبكر فقال قال النبي ص الحياء من الإيمان و الشروط بينك و بينها فإذا حملتها على أن تنعم فقد خرجت عن الحياء و زال الإيمان فقال له فإن فعل فهو زان قال لا

 و أخبرني الحسين بن عبيد الله عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي   قال حدثني سلامة بن محمد قال أنفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه كتاب التأديب إلى قم و كتب إلى جماعة الفقهاء بها و قال لهم انظروا في هذا الكتاب و انظروا فيه شي‏ء يخالفكم فكتبوا إليه أنه كله صحيح و ما فيه شي‏ء يخالف إلا قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من طعام و الطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع قال ابن نوح و سمعت جماعة من أصحابنا بمصر يذكرون أن أبا سهل النوبختي سئل فقيل له كيف صار هذا الأمر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك فقال هم أعلم و ما اختاروه و لكن أنا رجل ألقى الخصوم و أناظرهم و لو علمت بمكانه كما علم أبو القاسم و ضغطتني الحجة لعلي كنت أدل على مكانه و أبو القاسم فلو كانت الحجة تحت ذيله و قرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه أو كما قال و ذكر محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني في أول كتاب الغيبة الذي صنفه و أما ما بيني و بين الرجل المذكور زاد الله في توفيقه فلا مدخل لي في ذلك إلا لمن أدخله فيه لأن الجناية علي فإني أنا وليها و قال في فصل آخر و من عظمت منة الله عليه تضاعفت الحجة عليه و لزمه الصدق فيما ساءه و سره و ليس ينبغي فيما بيني و بين الله إلا الصدق عن أمره مع عظم جنايته و هذا الرجل منصوب لأمر من الأمور لا يسع العصابة العدول عنه فيه و حكم الإسلام مع ذلك جار عليه كجريه على غيره من المؤمنين و ذكره و ذكر أبو محمد هارون بن موسى قال قال لي أبو علي بن الجنيد قال لي أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح في هذا الأمر إلا و نحن نعلم فيما دخلنا فيه لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف قال أبو محمد فلم يلتفت الشيعة إلى هذا القول و أقامت على لعنه و البراءة منه

 ذكر أمر أبي الحسن علي بن محمد السمري بعد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح و انقطاع الأعلام به و هم الأبواب أخبرني جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه   قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق عن الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليلان قال حدثني أبي عن جده عتاب من ولد عتاب بن أسيد قال ولد الخلف المهدي صلوات الله عليه يوم الجمعة و أمه ريحانة و يقال لها نرجس و يقال لها صقيل و يقال لها سوسن إلا أنه قيل بسبب الحمل صقيل و كان مولده لثمان خلون من شعبان سنة ست و خمسين و مائتين و وكيله عثمان بن سعيد فلما مات عثمان بن سعيد أوصى إلى أبي جعفر محمد بن عثمان و أوصى أبو جعفر إلى أبي القاسم الحسين بن روح و أوصى أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه فلما حضرت السمري رضي الله عنه الوفاة سئل أن يوصي فقال لله أمر هو بالغه فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد مضي السمري قدس سره

 و أخبرني محمد بن محمد بن النعمان و الحسين بن عبيد الله عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الصفواني قال أوصى الشيخ أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري فقام بما كان إلى أبي القاسم فلما حضرته الوفاة حضرت الشيعة عنده و سألته عن الموكل بعده و لمن يقوم مقامه فلم يظهر شيئا من ذلك و ذكر أنه لم يؤمر بأن يوصي إلى أحد بعده في هذه الشأن

 و أخبرني جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال حدثنا أبو الحسن صالح بن شعيب الطالقاني رحمه الله في ذي القعدة سنة تسع و ثلاثين و ثلاث مائة قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال حضرت بغداد عند المشايخ رحمهم الله فقال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه ابتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن بابويه القمي قال فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنه توفي في ذلك اليوم و مضى أبو الحسن السمري بعد ذلك في النصف من شعبان سنة تسع و عشرين و ثلاث مائة

 ك، ]إكمال الدين[ صالح بن شعيب مثله

7-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ و أخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه   قال حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك و بين ستة أيام فأجمع أمرك و لا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره و ذلك بعد طول الأمد و قسوة القلوب و امتلاء الأرض جورا و سيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم قال فنسخنا هذا التوقيع و خرجنا من عنده فلما كان اليوم السادس عدنا إليه و هو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال لله أمر هو بالغه و قضى فهذا آخر كلام سمع منه رضي الله عنه و أرضاه

 ك، ]إكمال الدين[ الحسن بن أحمد المكتب مثله

8-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ و أخبرني جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه قال حدثني جماعة من أهل قم منهم علي بن بابويه قال حدثني جماعة من أهل قم منهم علي بن أحمد بن عمران الصفار و قريبه علوية الصفار و الحسين بن أحمد بن إدريس رحمهم الله قالوا حضرنا بغداد في السنة التي توفي فيها أبي رضي الله عنه علي بن الحسين بن موسى بن بابويه و كان أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه يسألنا كل قريب عن خبر علي بن الحسين رحمه الله فنقول قد ورد الكتاب باستقلاله حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألنا عنه فذكرنا له مثل ذلك فقال لنا آجركم الله في علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة قالوا فأثبتنا تاريخ الساعة و اليوم و الشهر فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما ورد الخبر أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن قدس الله روحه

 و أخبرني الحسين بن إبراهيم عن أبي العباس بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن   محمد الكاتب أن قبر أبي الحسن السمري رضي الله عنه في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من ربع باب المحول قريب من شاطئ نهر أبي عتاب و ذكر أنه مات في سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة

9-  ج، ]الإحتجاج[ أما الأبواب المرضيون و السفراء الممدوحون في زمن الغيبة فأولهم الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري نصبه أولا أبو الحسن علي بن محمد العسكري ثم ابنه أبو محمد الحسن بن علي ع فتولى القيام بأمورهما حال حياتهما ثم بعد ذلك قام بأمر صاحب الزمان ع و كانت توقيعات و جوابات المسائل تخرج على يديه فلما مضى لسبيله قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه و ناب منابه في جميع ذلك فلما مضى قام بذلك أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت فلما مضى قام مقامه أبو الحسن علي بن محمد السمري و لم يقم أحد منهم بذلك إلا بنص عليه من قبل صاحب الزمان ع و نصب صاحبه الذي تقدم عليه فلم تقبل الشيعة قولهم إلا بعد ظهور آية معجزة تظهر على يد كل واحد منهم من قبل صاحب الأمر ع تدل على صدق مقالتهم و صحة نيابتهم فلما حان رحيل أبي الحسن السمري عن الدنيا و قرب أجله قيل له إلى من توصي أخرج توقيعا إليهم نسخته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا علي بن محمد السمري إلى آخر ما نقلنا عن الشيخ رحمه الله

10-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رحمه الله أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد القمي عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى عن صالح بن أبي صالح قال سألني بعض الناس في سنة تسعين و مائتين قبض شي‏ء فامتنعت من ذلك و كتبت أستطلع الرأي فأتاني الجواب بالري محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا

    و روى محمد بن يعقوب الكليني عن أحمد بن يوسف الشاشي قال قال لي محمد بن الحسن الكاتب المروزي وجهت إلى حاجز الوشاء مائتي دينار و كتبت إلى الغريم بذلك فخرج الوصول و ذكر أنه كان قبلي ألف دينار و أني وجهت إليه مائتي دينار و قال إن أردت أن تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري فورد الخبر بوفاة حاجز رضي الله عنه بعد يومين أو ثلاثة فأعلمته بموته فاغتم فقلت له لا تغتم فإن لك في التوقيع إليك دلالتين إحداهما إعلامه إياك أن المال ألف دينار و الثانية أمره إياك بمعاملة أبي الحسين الأسدي لعلمه بموت حاجز

 و بهذا الإسناد عن أبي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال عزمت على الحج و تأهبت فورد علي نحن لذلك كارهون فضاق صدري و اغتممت و كتبت أنا مقيم بالسمع و الطاعة غير أني مغتم بتخلفي عن الحج فوقع لا يضيقن صدرك فإنك تحج من قابل فلما كان من قابل استأذنت فورد الجواب فكتبت أني عادلت محمد بن العباس و أنا واثق بديانته و صيانته فورد الجواب الأسدي نعم العديل فإن قدم فلا تختره عليه قال فقدم الأسدي فعادلته

 محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن محمد بن شاذان النيشابوري قال اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهما فلم أحب أن تنقص هذا المقدار فوزنت من عندي عشرين درهما و دفعتها إلى الأسدي و لم أكتب بخبر نقصانها و إني أتممتها من مالي فورد الجواب قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون و مات الأسدي على ظاهر العدالة لم يتغير و لم يطعن عليه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة و ثلاث مائة

 و منهم أحمد بن إسحاق و جماعة خرج التوقيع في مدحهم روى أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي محمد الرازي قال كنت و أحمد بن أبي عبد الله بالعسكر فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال أحمد بن إسحاق الأشعري و إبراهيم بن محمد الهمداني و أحمد بن حمزة بن اليسع ثقات

11-  ك، ]إكمال الدين[ محمد بن الحسين بن شاذويه عن محمد الحميري عن أبيه عن محمد بن جعفر   عن أحمد بن إبراهيم قال دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت أبي الحسن صاحب العسكر ع في سنة اثنتين و ستين و مائتين فكلمتها من وراء حجاب و سألتها عن دينها فسمت لي من تأتم بهم ثم قالت و الحجة بن الحسن بن علي فسمته فقلت لها جعلني الله فداك معاينة أو خبرا فقالت خبرا عن أبي محمد كتب به إلى أمه فقلت لها فأين الولد فقالت مستورة فقلت إلى من تفزع الشيعة فقالت إلى الجدة أم أبي محمد ع فقلت لها أقتدي بمن في وصيته إلى امرأة فقالت اقتداء بالحسين بن علي ع و الحسين بن علي أوصى إلى أخته زينب بنت علي في الظاهر و كان ما يخرج عن علي بن الحسين ع من علم ينسب إلى زينب سترا على علي بن الحسين ع ثم قالت إنكم قوم أصحاب أخبار أ ما رويتم أن التاسع من ولد الحسين بن علي ع يقسم ميراثه و هو في الحياة

 ك، ]إكمال الدين[ علي بن أحمد بن مهزيار عن محمد بن جعفر الأسدي مثله غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ الكليني عن محمد بن جعفر مثله

12-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال شككت عند وفاة أبي محمد ع و كان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله فركب السفينة و خرجت معه مشيعا له فوعك فقال ردني فهو الموت و اتق الله في هذا المال و أوصى إلي و مات و قلت لا يوصي أبي بشي‏ء غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق و لا أخبر أحدا فإن وضح لي شي‏ء أنفذته و إلا أنفقته فاكتريت دارا على الشط و بقيت أياما فإذا أنا برسول معه رقعة فيها يا محمد معك كذا و كذا حتى قص على جميع ما معي فسلمت المال إلى الرسول و بقيت أياما لا يرفع بي رأس فاغتممت فخرج إلي قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله

13-  عم، ]إعلام الورى[ مما يدل على صحة إمامته ع النص عليه بذكر غيبته و صفتها التي يختصها و وقوعها على الحد المذكور من غير اختلاف حتى لم يخرم منه شيئا و ليس يجوز في العادات أن تولد جماعة كثيرة كذبا يكون خبرا عن كائن فيتفق ذلك على حسب ما وصفوه   و إذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجة ع بل زمان أبيه و جده حتى تعلقت الكيسانية و الناووسية و الممطورة بها و أثبتها المحدثون من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر و الصادق ع و أثروها عن النبي و الأئمة ع واحد بعد واحد صح بذلك القول في إمامة صاحب الزمان بوجود هذه الصفة له و الغيبة المذكورة في دلائله و أعلام إمامته و ليس يمكن أحدا دفع ذلك و من جملة ثقات المحدثين و المصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد و قد صنف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني و أمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة فوافق المخبر و حصل كلما تضمنه الخبر بلا اختلاف

 و من جملة ذلك ما رواه عن إبراهيم الحارثي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له كان أبو جعفر ع يقول لآل محمد غيبتان واحدة طويلة و الأخرى قصيرة قال فقال لي نعم يا أبا بصير إحداهما أطول من الأخرى ثم لا يكون ذلك يعني ظهوره ع حتى يختلف ولد فلان و تضيق الحلقة و تظهر السفياني و يشتد البلاء و يشمل الناس موت و قتل و يلجئون منه إلى حرم الله تعالى و حرم رسوله ص فانظر كيف قد حصلت الغيبتان لصاحب الأمر ع على حسب ما تضمنه الأخبار السابقة لوجوده عن آبائه و جدوده ع أما غيبته القصرى منهما فهي التي كانت سفراؤه فيها موجودين و أبوابه معروفين لا تختلف الإمامية القائلون بإمامة الحسن بن علي فيهم فمنهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري و محمد بن علي بن بلال و أبو عمرو عثمان بن سعيد السمان و ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنهما و عمر الأهوازي و أحمد بن إسحاق و أبو محمد الوجنائي و إبراهيم بن مهزيار و محمد بن إبراهيم في جماعة أخر ربما يأتي ذكرهم عند الحاجة   و كانت مدة هذه الغيبة أربعا و سبعين سنة

 أقول ثم ذكر أحوال السفراء الأربعة نحوا مما مر. بيان الظاهر أن مدة زمان الغيبة من ابتداء إمامته ع إلى وفاة السمري و هي أقل من سبعين سنة لأن ابتداء إمامته ع على المشهور لثمان خلون من ربيع الأول سنة ستين و مائتين و وفاة السمري في النصف من شعبان سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة و على ما ذكره في وفاة السمري تنقص سنة أيضا حيث قال توفي في النصف من شعبان سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة و لعله جعل ابتداء الغيبة ولادته ع و ذكر الولادة في سنة خمس و خمسين و مائتين فيستقيم على ما ذكره الشيخ من وفاة السمري و على ما ذكره ينقص سنة أيضا و لعل ما ذكره من تاريخ السمري سهو من قلمه