باب 3- إثبات الصانع و الاستدلال بعجائب صنعه على وجوده و علمه و قدرته و سائر صفاته

الآيات البقرة الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءً وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ و قال تعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ يونس إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ و قال قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما تُغْنِي الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ الرعد اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَ هُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَ أَنْهاراً وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ إبراهيم اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ  وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ آتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ الحجر وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَ زَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ وَ حَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ وَ الْأَرْضَ مَدَدْناها وَ أَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْزُونٍ وَ جَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَ مَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ وَ أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَ ما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَ نُمِيتُ وَ نَحْنُ الْوارِثُونَ النحل خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْ‏ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ لَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَ حِينَ تَسْرَحُونَ وَ تَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ الْخَيْلَ وَ الْبِغالَ وَ الْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَ زِينَةً وَ يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ و قال تعالى هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَ مِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَ الزَّيْتُونَ وَ النَّخِيلَ وَ الْأَعْنابَ وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَ ما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ وَ هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَ أَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَ أَنْهاراً وَ سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ و قال تعالى وَ اللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ وَ مِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَ الْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَ رِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ

   و قال تعالى وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَ حَفَدَةً وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَ فَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ و قال تعالى وَ اللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَ يَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَ مِنْ أَصْوافِها وَ أَوْبارِها وَ أَشْعارِها أَثاثاً وَ مَتاعاً إِلى حِينٍ وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَ جَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَ سَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ الإسراء وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسابَ وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا و قال تعالى رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً وَ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَ كانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً طه الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَ سَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى كُلُوا وَ ارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى الأنبياء أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ وَ جَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَ جَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ وَ جَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَ هُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ

   المؤمنون وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَ لَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ عَلَيْها وَ عَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ و قال تعالى وَ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ لَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ و قال تعالى قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ النور أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُبِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ الفرقان أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَ النَّوْمَ سُباتاً وَ جَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً وَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَ نُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَ أَناسِيَّ كَثِيراً و قال تعالى وَ هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَ جَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَ حِجْراً مَحْجُوراً وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً و قال تعالى

   تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِيها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِيراً وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً الشعراء أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ القصص قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَ فَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَ فَلا تُبْصِرُونَ وَ مِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ العنكبوت خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ و قال تعالى وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ و قال تعالى فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ الروم وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ وَ مِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ وَ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ و قال عز و جل وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَ لِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و قال تعالى اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَ يَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

   و قال تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَ شَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ هُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ لقمان خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَ أَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ و قال تعالى أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَ أَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ وَ إِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ التنزيل أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَ أَنْفُسُهُمْ أَ فَلا يُبْصِرُونَ فاطر الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَ ما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و قال تعالى وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً و قال تعالى أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَ مِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَ حُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَ غَرابِيبُ سُودٌ وَ مِنَ النَّاسِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ يس وَ آيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَ أَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَ جَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنابٍ وَ فَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَ ما  عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَ فَلا يَشْكُرُونَ سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمَّا لا يَعْلَمُونَ وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ وَ الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ وَ آيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ وَ خَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ وَ إِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَ لا هُمْ يُنْقَذُونَ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَ مَتاعاً إِلى حِينٍ و قال تعالى أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ وَ ذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَ مِنْها يَأْكُلُونَ وَ لَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَ مَشارِبُ أَ فَلا يَشْكُرُونَ و قال سبحانه أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ الصافات فَاسْتَفْتِهِمْ أَ هُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ الزمر خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ و قال تعالى أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ المؤمن هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَ يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَ ما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ

   و قال تعالى اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ النَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَ السَّماءَ بِناءً وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَ أُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و قال عز و جل اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَ مِنْها تَأْكُلُونَ وَ لَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَ لِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَ عَلَيْها وَ عَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ فصلت قُلْ أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَ تَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ وَ جَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَ بارَكَ فِيها وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَ هِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ أَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَ حِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ و قال تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مُحِيطٌ حمعسق فاطِرُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَ مِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ و قال تعالى وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَ هُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ و قال سبحانه وَ مِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَ يَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ وَ يَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ

   الزخرف وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَ جَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَ الَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ وَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ الجاثية إِنَّ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ فِي خَلْقِكُمْ وَ ما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ و قال تعالى اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ و قال سبحانه وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ الذاريات وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ و قال جل و علا وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ وَ الْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ وَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الطور أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ الرحمن الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ إلى آخر الآيات الواقعة نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ أَ فَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَ نُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَ فَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَ أَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ أَ فَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً  وَ مَتاعاً لِلْمُقْوِينَ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ الطلاق اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً الملك الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ وَ لَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَ جَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ و قال تعالى أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَ يَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ بَصِيرٌ و قال سبحانه أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَ نُفُورٍ و قال تعالى قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ و قال سبحانه قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ المرسلات أَ لَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَ أَمْواتاً وَ جَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَ أَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ النبأ أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَ الْجِبالَ أَوْتاداً وَ خَلَقْناكُمْ أَزْواجاً وَ جَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَ جَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً وَ بَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً وَ جَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَ نَباتاً وَ جَنَّاتٍ أَلْفافاً النازعات أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَ أَغْطَشَ لَيْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها وَ الْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ عبس فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ  شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً وَ زَيْتُوناً وَ نَخْلًا وَ حَدائِقَ غُلْباً وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ الغاشية أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَ إِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَ إِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ

 1-  ج، ]الإحتجاج[ عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه و لو فكروا في عظيم القدرة و جسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق و خافوا عذاب الحريق و لكن القلوب عليلة و الأبصار مدخولة أ فلا ينظرون إلى صغير ما خلق كيف أحكم خلقه و أتقن تركيبه و فلق له السمع و البصر و سوى له العظم و البشر انظروا إلى النملة في صغر جثتها و لطافة هيأتها لا تكاد تنال بلحظ البصر و لا بمستدرك الفكر كيف دبت على أرضها و ضنت على رزقها تنقل الحبة إلى حجرها و تعدها في مستقرها تجمع في جحرها لبردها و في ورودها لصدورها مكفول برزقها مرزوقة بوفقها لا يغفلها المنان و لا يحرمها الديان و لو في الصفا اليابس و الحجر الجامس لو فكرت في مجاري أكلها و في علوها و سفلها و ما في الجوف من شراسيف بطنها و ما في الرأس من عينها و أذنها لقضيت من خلقها عجبا و لقيت من وصفها تعبا فتعالى الذي أقامها على قوائمها و بناها على دعائمها لم يشركه في فطرتها فاطر و لم يعنه على خلقها قادر و لو ضربت في مذاهب فكرك لتبلغ غاياته ما دلتك الدلالة إلا على أن فاطر النملة هو فاطر النحلة لدقيق تفصيل كل شي‏ء و غامض اختلاف كل حي و ما الجليل و اللطيف و الثقيل و الخفيف و القوي و الضعيف في خلقه إلا سواء كذلك السماء و الهواء و الريح و الماء فانظر إلى الشمس و القمر و النبات و الشجر و الماء و الحجر و اختلاف هذا الليل و النهار و تفجر هذه البحار و كثرة هذه الجبال و طول هذه القلال و تفرق هذه اللغات و الألسن المختلفات فالويل لمن أنكر المقدر و جحد المدبر زعموا أنهم كالنبات ما لهم زارع و لا لاختلاف صورهم صانع لم يلجئوا إلى حجة فيما ادعوا و لا تحقيق لما وعوا و هل يكون بناء من غير بان  أو جناية من غير جان و إن شئت قلت في الجرادة إذ خلق لها عينين حمراوين و أسرج لها حدقتين قمراوين و جعل لها السمع الخفي و فتح لها الفم السوي و جعل لها الحس القوي و نابين بهما تقرض و منجلين بهما تقبض ترهبها الزراع في زرعهم و لا يستطيعون ذبها و لو أجلبوا بجمعهم حتى ترد الحرث في نزواتها و تقضي منه شهواتها و خلقها كله لا يكون إصبعا مستدقة فتبارك الذي يسجد له مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً و يعفر له خدا و وجها و يلقي بالطاعة إليه سلما و ضعفا و يعطي له القياد رهبة و خوفا فالطير مسخرة لأمره أحصى عدد الريش منها و النفس و أرسى قوائمها على الندى و اليبس قدر أقواتها و أحصى أجناسها فهذا غراب و هذا عقاب و هذا حمام و هذا نعام دعا كل طائر باسمه و كفل له برزقه و أنشأ السحاب الثقال فأهطل ديمها و عدد قسمها فبل الأرض بعد جفوفها و أخرج نبتها بعد جدوبها

 إيضاح مدخولة أي معيوبة من الدخل بالتحريك و هو العيب و الغش و الفساد و فلق أي شق و البشر ظاهر جلد الإنسان و لا بمستدرك الفكر إما مصدر ميمي أي بإدراك الفكر أو اسم مفعول من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أي بإدراك الفكر الذي يدركه الإنسان بغاية سعيه أو اسم مكان و الباء بمعنى في أي في محل إدراكه و الغرض المبالغة في صغرها بحيث لا يمكن إدراك تفاصيل أعضائه لا بالنظر و لا بالفكر كيف دبت أي نشت و ضنت بالضاد المعجمة و النون أي بخلت و في بعض النسخ صبت بالصاد المهملة و الباء الموحدة على بناء المجهول إما على القلب أي صب عليها الرزق أو كناية عن هجومها و اجتماعها على رزقها بإلهامه تعالى فكأنها صبت على الرزق و يمكن أن يقرأ على بناء المعلوم من الصبابة و هي حرارة الشوق لصدرها الصدر بالتحريك رجوع المسافر من مقصده و الشاربة من الورد أي تجمع في أيام التمكن من الحركة لأيام العجز عنها فإنها تخفي في شدة الشتاء لعجزها عن البرد و المنان هو كثير المن و العطاء و الديان القهار و القاضي و الحاكم و السائس و  المجازي و الصفا مقصورا جمع الصفاة و هي الحجر الصلد الضخم الذي لا ينبت و الجامس اليابس الجامد قال الخليل في كتاب العين جمس الماء جمد و صخرة جامسة لزمت مكانا انتهى و الضمير في علوها و سفلها إما راجع إلى المجاري أو إلى النملة أي ارتفاع أجزاء بدنها و انخفاضها على وجه تقتضيه الحكمة و قال الجوهري الشراسيف مقاط الأضلاع و هي أطرافها التي تشرف على البطن و يقال الشرسوف غضروف معلق بكل ضلع مثل غضروف الكتف لقضيت من خلقها عجبا القضاء بمعنى الأداء أي لأديت عجبا و يحتمل أن يكون بمعنى الموت أي لقضيت نحبك من شدة تعجبك و يكون عجبا مفعولا لأجله و لو ضربت أي سرت كما قال تعالى إذا ضربتم في الأرض غاياته أي غايات فكرك إلا سواء أي في دقة الصنعة و غموض الخلقة أو في الدلالة على الفاطر و كمال قدرته و علمه و القلال بالكسر جمع قلة بالضم و هي أعلى الجبل زعموا أنهم كالنبات أي كما زعموا في النبات أو كنبات لا زارع له حيث لا ينسب إلى الزارع و إن نسب إلى ربه تعالى لما وعوا أي جمعوا و حفظوا و أسرج لها حدقتين أي جعلهما مضيئتين كالسراج و يقال حدقة قمراء أي منيرة كما يقال ليلة قمراء أي نيرة بضوء القمر بهما تقرض بكسر الراء أي تقطع و المنجل كمنبر حديدة يقضب بها الزرع شبهت بها يداها و الذب الدفع و المنع في نزواتها أي و ثباتها و خلقها كله الواو حالية سلما بالكسر و بالتحريك أي استسلاما و انقيادا و أرسى أي أثبت أي جعل لها رجلين يمكنها الاستقرار بهما على الأراضي اليابسة و الندية و الهطل تتابع المطر و الديم بكسر الدال و فتح الياء جمع الديمة بالكسر و هي المطر الذي ليس فيه رعد و لا برق و الجذوب قلة النبات و الزرع

 2-  ج، ]الإحتجاج[ عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر ع في قوله تعالى وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى قال فمن لم يدله خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار و دوران الفلك بالشمس و القمر و الآيات العجيبات على أن وراء ذلك أمرا هو أعظم منه فهو في الآخرة أعمى قال فهو عما لم يعاين أعمى و أضل سبيلا

 بيان لعل المراد على هذا التفسير فهو في أمر الآخرة التي لم ير آثارها أشد عمى و ضلالة

   -3  ج، ]الإحتجاج[ روي عن هشام بن الحكم أنه قال كان من سؤال الزنديق الذي أتى أبا عبد الله ع قال ما الدليل على صانع العالم فقال أبو عبد الله ع وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها أ لا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا و إن كنت لم تر الباني و لم تشاهده قال و ما هو قال هو شي‏ء بخلاف الأشياء أرجع بقولي شي‏ء إلى إثباته و أنه شي‏ء بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم و لا صورة و لا يحس و لا يجس و لا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام و لا تنقصه الدهور و لا يغيره الزمان قال السائل فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا قال أبو عبد الله ع لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد منا مرتفعا فإنا لم نكلف أن نعتقد غير موهوم لكنا نقول كل موهوم بالحواس مدرك بها تحده الحواس ممثلا فهو مخلوق و لا بد من إثبات صانع الأشياء خارجا من الجهتين المذمومتين إحداهما النفي إذ كان النفي هو الإبطال و العدم و الجهة الثانية التشبيه بصفة المخلوق الظاهر التركيب و التأليف فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين و الاضطرار منهم إليه أنهم مصنوعون و أن صانعهم غيرهم و ليس مثلهم إذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاهر التركيب و التأليف و فيما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا و تنقلهم من صغر إلى كبر و سواد إلى بياض و قوة إلى ضعف و أحوال موجودة لا حاجة بنا إلى تفسيرها لثباتها و وجودها قال السائل فأنت قد حددته إذا ثبتت وجوده قال أبو عبد الله ع لم أحدده و لكن أثبته إذ لم يكن بين الإثبات و النفي منزلة قال السائل فقوله الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى قال أبو عبد الله ع بذلك وصف نفسه و كذلك هو مستول على العرش بائن من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له و لا أن العرش محل له لكنا نقول هو حامل للعرش و ممسك للعرش و نقول في ذلك ما قال وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فثبتنا من العرش و الكرسي ما ثبته و نفينا أن يكون العرش و الكرسي  حاويا له و أن يكون عز و جل محتاجا إلى مكان أو إلى شي‏ء مما خلق بل خلقه محتاجون إليه قال السائل فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء و بين أن تخفضوها نحو الأرض قال أبو عبد الله ع ذلك في علمه و أحاطته و قدرته سواء و لكنه عز و جل أمر أولياءه و عباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش لأنه جعله معدن الرزق فثبتنا ما ثبته القرآن و الأخبار عن الرسول ص حين قال ارفعوا أيديكم إلى الله عز و جل و هذا تجمع عليه فرق الأمة كلها

 يد، ]التوحيد[ الدقاق عن أبي القاسم العلوي عن البرمكي عن الحسين بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم القمي عن العباس بن عمرو الفقيمي عن هشام بن الحكم مثله مع زيادة أثبتناها في باب احتجاج الصادق ع على الزنادقة بيان قوله ع و أنه شي‏ء بحقية الشيئية المراد بالشيئية إما الوجود أو معنى مساوق له و على التقديرين فالمراد إما بيان عينية الوجود أو قطع طمع السائل عن تعقل كنهه تعالى بل بأنه شي‏ء و أنه بخلاف الأشياء و الجس بالجيم المس قوله فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا أي يلزم مما ذكرت أنه لا تدركه الأوهام أن كل ما يحصل في الوهم يكون مخلوقا فأجاب ع بما حاصله أن مرادنا أنه تعالى لا يدرك كنه حقيقته العقول و الأوهام و لا يتمثل أيضا في الحواس إذ هو مستلزم للتشبيه بالمخلوقين و لو كان كما توهمت من أنه لا يمكن تصوره تعالى بوجه من الوجوه لكان تكليفنا بالتصديق بوجوده و توحيده و سائر صفاته تكليفا بالمحال إذ لا يمكن التصديق بثبوت شي‏ء لشي‏ء بدون تصور ذلك الشي‏ء فهذا القول مستلزم لنفي وجوده و سائر صفاته عنه تعالى بل لا بد في التوحيد من إخراجه عن حد النفي و التعطيل و عن حد التشبيه بالمخلوقين ثم استدل ع بتركيبهم و حدوثهم و تغير أحوالهم و تبدل أوضاعهم على احتياجهم إلى صانع منزه عن جميع ذلك غير مشابه لهم في الصفات الإمكانية و إلا لكان هو أيضا مفتقرا إلى صانع لاشتراك علة الافتقار. قوله فقد حددته إذا ثبتت وجوده أي إثبات الوجود له يوجب التحديد إما  بناء على توهم أن كل موجود لا بد أن يكون محدودا بحدود جسمانية أو بحدود عقلانية أو باعتبار التحدد بصفة هو الوجود أو باعتبار كونه محكوما عليه فيكون موجودا في الذهن محاطا به فأجاب ع بأنه لا يلزم أن يكون كل موجود جسما أو جسمانيا حتى يكون محدودا بحدود جسمانية و لا أن يكون مركبا حتى يكون محدودا بحدود عقلانية أو لا يلزم كون حقيقته حاصلة في الذهن أو محدودة بصفة فإن الحكم لا يستدعي حصول الحقيقة في الذهن و الوجود ليس من الصفات الموجودة المغايرة التي تحد بها الأشياء

 4-  ج، ]الإحتجاج[ عن هشام بن الحكم قال دخل ابن أبي العوجاء على الصادق ع فقال له الصادق يا ابن أبي العوجاء أ مصنوع أنت أم غير مصنوع قال لست بمصنوع فقال له الصادق ع فلو كنت مصنوعا كيف كنت تكون فلم يحر ابن أبي العوجاء جوابا و قام و خرج

 يد، ]التوحيد[ الهمداني عن علي عن أبيه عن العباس بن عمرو الفقيمي عن هشام مثله بيان لما كان التصديق بوجود الصانع تعالى ضروريا نبهه ع بأن العقل يحكم بديهة بالفرق بين المصنوع و غيره و فيك جميع صفات المصنوعين فكيف لم تكن مصنوعا

 5-  ج، ]الإحتجاج[ دخل أبو شاكر الديصاني و هو زنديق على أبي عبد الله ع فقال له يا جعفر بن محمد دلني على معبودي فقال أبو عبد الله اجلس فإذا غلام صغير في كفه بيضة يلعب بها فقال أبو عبد الله ع ناولني يا غلام البيضة فناوله إياها فقال  أبو عبد الله ع يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق و تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة و فضة ذائبة فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها و لم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها لا يدرى للذكر خلقت أم للأنثى تنفلق عن مثل ألوان الطواويس أ ترى لها مدبرا قال فأطرق مليا ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أنك إمام و حجة من الله على خلقه و أنا تائب مما كنت فيه

 6-  يد، ]التوحيد[ ابن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن محمد بن أبي إسحاق الخفاف عن عدة من أصحابنا أن عبد الله الديصاني أتى باب أبي عبد الله ع فاستأذن عليه فأذن له فلما قعد قال له يا جعفر بن محمد دلني على معبودي فقال له أبو عبد الله ع ما اسمك فخرج عنه و لم يخبره باسمه فقال له أصحابه كيف لم تخبره باسمك قال لو كنت قلت له عبد الله كان يقول من هذا الذي أنت له عبد فقالوا له عد إليه فقل يدلك على معبودك و لا يسألك عن اسمك فرجع إليه فقال له يا جعفر دلني على معبودي و لا تسألني عن اسمي فقال له أبو عبد الله ع اجلس و إذا غلام صغير إلى آخر الخبر

 بيان قد أوردنا الخبر بتمامه في باب القدرة و تقرير استدلاله ع أن ما في البيضة من الإحكام و الإتقان و الاشتمال على ما به صلاحها و عدم اختلاط ما فيها من الجسمين السيالين و الحال أنه ليس فيها حافظ لها من الأجسام فيخرج مخبرا عن صلاحها و لا يدخلها جسماني من خارج فيفسدها و هي تنفلق عن مثل ألوان الطواويس يدل على أن له مبدأ غير جسم و لا جسماني و لا يخفى لطف نسبة الإصلاح إلى ما يخرج منها و الإفساد إلى ما يدخل فيها لأن هذا شأن أهل الحصن الحافظين له و حال الداخل فيه بالقهر و الغلبة

   -7  ج، ]الإحتجاج[ عن عيسى بن يونس قال كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد فقيل له تركت مذهب صاحبك و دخلت فيما لا أصل له و لا حقيقة قال إن صاحبي كان مخلطا يقول طورا بالقدر و طورا بالجبر فما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه فقدم مكة تمردا و إنكارا على من يحج و كان يكره العلماء مجالسته و مساءلته لخبث لسانه و فساد ضميره فأتى أبا عبد الله ع فجلس إليه في جماعة من نظرائه فقال يا أبا عبد الله إن المجالس بالأمانات و لا بد لكل من به سؤال أن يسأل أ فتأذن لي في الكلام فقال الصادق ع تكلم بما شئت فقال إلى كم تدوسون هذا البيدر و تلوذون بهذا الحجر و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب و المدر و تهرولون حوله كهرولة البعير إذا نفر إن من فكر في هذا و قدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم و لا ذي نظر فقل فإنك رأس هذا الأمر و سنامه و أبوك أسه و نظامه فقال أبو عبد الله ع إن من أضله الله و أعمى قلبه استوخم الحق و لم يستعذ به و صار الشيطان وليه يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره و هذا بيت استعبد الله به عباده ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثهم على تعظيمه و زيارته و جعله محل أنبيائه و قبلة للمصلين له فهو شعبة من رضوانه و طريق يؤدي إلى غفرانه منصوب على استواء الكمال و مجتمع العظمة و الجلال خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام فأحق من أطيع فيما أمر و انتهى عما نهى عنه و زجر الله المنشئ للأرواح و الصور فقال ابن أبي العوجاء ذكرت الله فأحلت على غائب فقال أبو عبد الله ع ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد و إليهم أقرب من حبل الوريد يسمع كلامهم و يرى أشخاصهم و يعلم أسرارهم  فقال ابن أبي العوجاء فهو في كل مكان أ ليس إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض و إذا كان في الأرض كيف يكون في السماء فقال أبو عبد الله ع إنما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل من مكان اشتغل به مكان و خلا منه مكان فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه فأما الله العظيم الشأن الملك الديان فلا يخلو منه مكان و لا يشتغل به مكان و لا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان

 لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي عن الفضل بن يونس مثله ع، ]علل الشرائع[ الهمداني و المكتب و الوراق جميعا عن علي عن أبيه عن الفضل مثله

 8-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن حمزة بن القاسم العلوي عن البرمكي عن داود بن عبد الله عن عمرو بن محمد عن عيسى بن يونس مثله و زاد في آخره و الذي بعثه بالآيات المحكمة و البراهين الواضحة و أيده بنصره و اختاره لتبليغ رسالته صدقنا قوله بأن ربه بعثه و كلمه فقام عنه ابن أبي العوجاء و قال لأصحابه من ألقاني في بحر هذا و في رواية ابن الوليد من ألقاني في بحر هذا سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فألقيتموني على جمرة قالوا ما كنت في مجلسه إلا حقيرا قال إنه ابن من حلق رءوس من ترون

 بيان الطوب بالضم الآجر و طعام وخيم غير موافق و استوخمه أي لم يستمرئه و لم يستعذبه أي لم يدرك عذوبته و حاصل ما ذكره ع أنه تعالى إنما استعبدهم بذلك ليختبرهم في إطاعتهم له و الاختبار فيما خفي وجه الحكمة فيه على أكثر العقول مع أن لخصوص هذا المكان الشريف مزايا و شرائف لكونه محل الأنبياء و قبلة المصلين و سابقا في الخلق على جميع الأرض و قد أشار ع بقوله فهو شعبة مع الفقرات التي بعدها إلى ما جعل الله فيه من الكمالات المعنوية و الأسرار الخفية حيث جعله محلا لقربه و رضوانه و مهبطا لرحماته و غفرانه و ما أفاض عليه من أنوار جبروته و أخفى فيه من أسرار ملكوته و الاستواء الاعتدال و الوريد هو العرق الذي في صفحة العنق و بقطعه تزول الحياة ففي التشبيه به دون سائر الأعضاء إشعار بكيفية قربه بأن قربه قرب بالعلية و التأثير و فيما بعدها من الفقر إشارة إلى جهة أخرى من قربه و هي  الإحاطة العلمية و الخمرة بالضم حصيرة صغيرة من السعف أي طلبت منكم أن تطلبوا لي خصما ألعب به كالخمرة فألقيتموني على جمرة ملتهبة

 9-  ج، ]الإحتجاج[ و روي أن الصادق ع قال لابن أبي العوجاء إن يكن الأمر كما تقول و ليس كما تقول نجونا و نجوت و إن يكن الأمر كما نقول نجونا و هلكت

 10-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ ج، ]الإحتجاج[ و بالإسناد عن أبي محمد ع أنه قال في تفسير قوله تعالى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً الآية جعلها ملائمة لطبائعكم موافقة لأجسادكم لم يجعلها شديدة الحمى و الحرارة فتحرقكم و لا شديدة البرودة فتجمدكم و لا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم و لا شديدة النتن فتعطبكم و لا شديدة اللين كالماء فتغرقكم و شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في حرثكم و أبنيتكم و دفن موتاكم و لكنه جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به و تتماسكون و تتماسك عليها أبدانكم و جعل فيها من اللين ما تنقاد به لحرثكم و قبوركم و كثير من منافعكم فلذلك جعل الأرض فراشا لكم ثم قال وَ السَّماءَ بِناءً يعني سقفا من فوقكم محفوظا يدبر فيها شمسها و قمرها و نجومها لمنافعكم ثم قال وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً يعني المطر ينزله من علا ليبلغ قلل جبالكم و تلالكم و هضابكم و أوهادكم ثم فرقه رذاذا و وابلا و هطلا و طلا لتنشفه أرضكم و لم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة فتفسد أرضكم و أشجاركم و زروعكم و ثماركم ثم قال فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ يعني مما يخرجه من الأرض رزقا لكم فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً أي أشباها و أمثالا من الأصنام التي لا تعقل و لا تسمع و لا تبصر و لا تقدر على شي‏ء وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنها لا تقدر على شي‏ء من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربكم

   بيان الهضاب جمع الهضبة و هي الجبل المنبسط على الأرض أو جبل خلق من صخرة واحدة و الرذاذ كسحاب المطر الضعيف أو الساكن الدائم الصغار القطر و الوابل المطر الشديد الضخم القطر و الهطل المطر الضعيف الدائم و تتابع المطر المتفرق العظيم القطر و الطل المطر الضعيف أو أخف المطر و أضعفه أو الندى أو فوقه و دون المطر كل ذلك ذكرها الفيروزآبادي

 11-  يد، ]التوحيد[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ العطار عن سعد عن ابن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع أنه دخل عليه رجل فقال له يا ابن رسول الله ما الدليل على حدوث العالم فقال أنت لم تكن ثم كنت و قد علمت أنك لم تكون نفسك و لا كونك من هو مثلك

 ج، ]الإحتجاج[ مرسلا مثله

 12-  يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ماجيلويه عن عمه أبي سمينة محمد بن علي الكوفي الصيرفي عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا ع قال دخل رجل من الزنادقة على الرضا ع و عنده جماعة فقال له أبو الحسن ع أ رأيت إن كان القول قولكم و ليس هو كما تقولون أ لسنا و إياكم شرعا سواء و لا يضرنا ما صلينا و صمنا و زكينا و أقررنا فسكت فقال أبو الحسن ع إن يكن القول قولنا و هو كما نقول أ لستم قد هلكتم و نجونا قال رحمك الله فأوجدني كيف هو و أين هو قال ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط هو أين الأين و كان و لا أين و هو كيف الكيف و كان و لا كيف فلا يعرف بكيفوفية و لا بأينونية و لا بحاسة و لا يقاس بشي‏ء قال الرجل فإذن  إنه لا شي‏ء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس فقال أبو الحسن ع ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته و نحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا و أنه شي‏ء بخلاف الأشياء قال الرجل فأخبرني متى كان قال أبو الحسن ع أخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان قال الرجل فما الدليل عليه قال أبو الحسن ع إني لما نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة و لا نقصان في العرض و الطول و دفع المكاره عنه و جر المنفعة إليه علمت أن لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته و إنشاء السحاب و تصريف الرياح و مجرى الشمس و القمر و النجوم و غير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات علمت أن لهذا مقدرا و منشئا قال الرجل فلم احتجب فقال أبو الحسن ع إن الحجاب على الخلق لكثرة ذنوبهم فأما هو فلا تخفى عليه خافية في آناء الليل و النهار قال فلم لا تدركه حاسة البصر قال للفرق بينه و بين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار منهم و من غيرهم ثم هو أجل من أن يدركه بصر أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل قال فحده لي فقال لا حد له قال و لم قال لأن كل محدود متناه إلى حد و إذا احتمل التحديد احتمل الزيادة و إذا احتمل الزيادة احتمل النقصان فهو غير محدود و لا متزائد و لا متناقص و لا متجزئ و لا متوهم قال الرجل فأخبرني عن قولكم إنه لطيف و سميع و بصير و عليم و حكيم أ يكون السميع إلا بالأذن و البصير إلا بالعين و اللطيف إلا بعمل اليدين و الحكيم إلا بالصنعة فقال أبو الحسن ع إن اللطيف منا على حد اتخاذ الصنعة أ و ما رأيت الرجل يتخذ شيئا فيلطف في اتخاذه فيقال ما ألطف فلانا فكيف لا يقال للخالق الجليل لطيف إذ خلق خلقا لطيفا و جليلا و ركب في الحيوان منه أرواحها و خلق كل جنس متبائنا من جنسه في الصورة و لا يشبه بعضه بعضا فكل له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته ثم نظرنا إلى الأشجار و حملها أطايبها المأكولة منها و غير المأكولة فقلنا عند  ذلك إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم و قلنا إنه سميع لأنه لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها في برها و بحرها و لا تشتبه عليه لغاتها فقلنا عند ذلك إنه سميع لا بإذن و قلنا إنه بصير لا ببصر لأنه يرى أثر الذرة السحماء في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء و يرى دبيب النمل في الليلة الدجنة و يرى مضارها و منافعها و أثر سفادها و فراخها و نسلها فقلنا عند ذلك إنه بصير لا كبصر خلقه قال فما برح حتى أسلم و فيه كلام غير هذا

 ج، ]الإحتجاج[ رواه مرسلا عن محمد بن عبد الله الخراساني إلى آخر الخبر بيان أوجدني أي أفدني كيفيته و مكانه و أظفرني بمطلبي الذي هو العلم بهما هو أين الأين أي جعل الأين أينا بناء على مجعولية الماهيات أو أوجد حقيقة الأين و كذا الكيف و الكيفوفية و الأينونية الاتصاف بالكيف و الأين قوله فإذن إنه لا شي‏ء هذا السائل لما كان وهمه غالبا على عقله زعم أن الموجود ما يمكن إحساسه فنفى الوجود عنه تعالى بناء على أنه ع نفى عنه أن يحس فأجاب ع بأنك جعلت تعاليه عن أن يدرك بالحواس دليلا على عدمه و نحن إذا عرفناه بتعاليه عن أن يدرك بالحواس أيقنا أنه ربنا بخلاف شي‏ء من الأشياء إذا المحسوسية تستلزم أمورا كل منها مناف للربوبية على ما برهن عليه في محله قوله فأخبرني متى كان الظاهر أنه سأل عن ابتداء كونه و وجوده و يحتمل أن يكون السؤال عن أصل زمان وجوده تعالى فعلى الأول حاصل جوابه ع أن ابتداء الزمان إنما يكون لحادث كان معدوما ثم صار موجودا و هو تعالى يستحيل عليه العدم و على الثاني فالمراد أن الكائن في الزمان إنما يكون فيه بتغير و تبدل في ذاته و صفاته لأن الزمان نسبة المتغير إلى المتغير فيكون بحال في زمان لا يكون كذلك في زمان آخر و هو متعال عن التغير في الذات و الصفات قوله فلم احتجب توهم السائل أن احتجابه تعالى عبارة عن كونه وراء حجاب فأجاب ع بأنا غير محجوبين عنه لإحاطة علمه بنا و كنه ذاته و صفاته محجوبة عنا لعجزنا و قصورنا عن إدراكه بأن يكون المراد بالذنوب الحجب الظلمانية الإمكانية و يحتمل أن يكون  المراد أن عدم ظهوره تعالى على عامة الخلق كظهوره على أوليائه لغاية المعرفة إنما هو لذنوبهم التي حالت بينهم و بين تلك المعرفة و إلا فهو تعالى قد تجلى لأوليائه فظهر لهم ظهورا فوق الإحساس و الجواب عن الإحساس ظاهر إذ الفرق بينه و بين خلقه و هو كونه غير جسم و لا جسماني و لا حاصلا في جهة و مكان هو الذي صار سببا لعدم إمكان رؤيته قوله فحده يحتمل أن يكون المراد التحديد بالحدود الجسمانية فحاصل جوابه ع أن الحد نهاية لشي‏ء ذي مقدار يمكن أن ينتهي إلى نهاية أخرى بعد تلك النهاية فيزيد مقداره و مثل هذا يمكن نقصانه لكون المقادير قابلة للانقسام فيكون ذا أجزاء فيكون محتاجا إلى أجزائه فيكون ممكنا فلا يكون صانعا بل يكون مصنوعا أو احتمال النقص ينافي الكمال الذي يحكم الوجدان باتصاف الصانع به و السحماء السوداء و الدجنة بكسر الجيم أي المتغيمة المظلمة و سيأتي تفسير آخر الخبر في باب معاني الأسماء قوله و فيه كلام غير هذا أي قيل إنه لم يسلم أو في الخبر تتمة تركناها

 13-  لي، ]الأمالي للصدوق[ أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال دخل أبو شاكر الديصاني على أبي عبد الله الصادق ع فقال له إنك أحد النجوم الزواهر و كان آباؤك بدورا بواهر و أمهاتك عقيلات عباهر و عنصرك من أكرم العناصر و إذا ذكر العلماء فبك تثني الخناصر فخبرني أيها البحر الخضم الزاخر ما الدليل على حدوث العالم فقال الصادق ع يستدل عليه بأقرب الأشياء قال و ما هو قال فدعا الصادق ع ببيضة فوضعها على راحته ثم قال هذا حصن ملموم داخله غرقئ رقيق تطيف به فضة سائلة و ذهبة مائعة ثم تنفلق عن مثل الطاوس أدخلها شي‏ء قال لا قال فهذا الدليل على حدوث العالم قال أخبرت فأوجزت و قلت فأحسنت و قد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا أو سمعناه بآذاننا أو لمسناه بأكفنا أو شممناه بمناخرنا أو ذقناه بأفواهنا أو تصور في القلوب بيانا و استنبطنه الروايات إيقانا فقال الصادق ع ذكرت الحواس الخمس و هي لا تنفع شيئا بغير دليل كما لا تقطع الظلمة بغير مصباح

   يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن علي بن منصور عن هشام بن الحكم مثله بيان قال الجوهري العقيلة كريمة الحي و الدرة عقيلة البحر و قال الفيروزآبادي العبهر الممتلي الجسيم و العظيم الناعم الطويل من كل شي‏ء كالعباهر فيهما و بهاء الجامعة للحسن و الجسم و الخلق انتهى و العنصر الأصل قوله فبك تثني الخناصر أي أنت تعد أولا قبلهم لكونك أفضل و أشهر منهم و إنما يبدأ في العد بالخنصر و الثني العطف و الخضم بكسر الخاء و فتح الضاد المشددة الكثير العطاء و قال الجوهري زخر الوادي إذا امتد جدا و ارتفع يقال بحر زاخر و قال كتيبة ملمومة مضمومة بعضها إلى بعض و قال الغرقئ قشر البيض التي تحت القيض و القيض ما تفلق من قشور البيض قوله ع و هي لا تنفع شيئا بغير دليل أي هي عاجزة تتوقف إدراكها على شرائط فكيف تنفي ما لم تدركه بحسك كما أن البصر لا يبصر الأشياء بغير مصباح و يحتمل أن يكون المراد بالدليل العقل أي لا تنفع الحواس بدون دلالة العقل فهو كالسراج لإحساس الحواس و أنت قد عزلت العقل و حكمه و اقتصرت على حكم الحواس

 14-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ محمد بن القاسم المفسر عن يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال قال أمير المؤمنين ع في قول الله عز و جل هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ قال هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً لتعتبروا به و تتوصلوا به إلى رضوانه و تتوقوا به من عذاب نيرانه ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ أخذ في خلقها و إتقانها فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ  عَلِيمٌ و لعلمه بكل شي‏ء علم المصالح فخلق لكم كل ما في الأرض لمصالحكم يا بني آدم

 15-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا ع قال قلت له لم خلق الله عز و جل الخلق على أنواع شتى و لم يخلقهم نوعا واحدا فقال لئلا يقع في الأوهام أنه عاجز فلا تقع صورة في وهم ملحد إلا و قد خلق الله عز و جل عليها خلقا و لا يقول قائل هل يقدر الله عز و جل على أن يخلق على صورة كذا و كذا إلا وجد ذلك في خلقه تبارك و تعالى فيعلم بالنظر إلى أنواع خلقه أنه على كل شي‏ء قدير

 16-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ مع، ]معاني الأخبار[ محمد بن القاسم المفسر عن يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد ع في قول الله عز و جل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه و تقطع الأسباب من جميع من سواه تقول بسم الله أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له المغيث إذا استغيث و المجيب إذا دعي و هو ما قال رجل للصادق ع يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو فقد أكثر علي المجادلون و حيروني فقال له يا عبد الله هل ركبت سفينة قط قال نعم قال فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك قال نعم قال فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك قال نعم قال الصادق ع فذلك الشي‏ء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي و على الإغاثة حيث لا مغيث

 بيان قال الفيروزآبادي أله إليه كفرح فزع و لاذ و ألهه أجاره و آمنه

   -17  ل، ]الخصال[ الفامي و ابن مسرور عن محمد بن جعفر بن بطة عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال سمعت أبي يحدث عن أبيه ع أن رجلا قام إلى أمير المؤمنين ع فقال له يا أمير المؤمنين بما عرفت ربك قال بفسخ العزم و نقض الهمم لما أن هممت حال بيني و بين همي و عزمت فخالف القضاء عزمي فعلمت أن المدبر غيري قال فبما ذا شكرت نعماءه قال نظرت إلى بلاء قد صرفه عني و أبلى به غيري فعلمت أنه قد أنعم علي فشكرته قال فبما ذا أحببت لقاءه قال لما رأيته قد اختار لي دين ملائكته و رسله و أنبيائه علمت أن الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقاءه

 يد، ]التوحيد[ الهمداني عن علي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر عن أبيه عن جده ع مثله

 18-  يد، ]التوحيد[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم عن أحمد بن محسن الميثمي قال كنت عند أبي منصور المتطبب فقال أخبرني رجل من أصحابي قال كنت أنا و ابن أبي العوجاء و عبد الله بن المقفع في المسجد الحرام فقال ابن المقفع ترون هذا الخلق و أومى بيده إلى موضع الطواف ما منهم أحد أوجب له اسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس يعني جعفر بن محمد ع فأما الباقون فرعاع و بهائم فقال له ابن أبي العوجاء و كيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء قال لأني رأيت عنده ما لم أر عندهم فقال ابن أبي العوجاء ما بد من اختبار ما قلت فيه منه فقال له ابن المقفع لا تفعل فإني أخاف أن  يفسد عليك ما في يدك فقال ليس ذا رأيك و لكنك تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه المحل الذي وصفت فقال ابن المقفع أما إذا توهمت علي هذا فقم إليه و تحفظ ما استطعت من الزلل و لا تثن عنانك إلى استرسال يسلمك إلى عقال و سمه ما لك أو عليك قال فقام ابن أبي العوجاء و بقيت و ابن المقفع فرجع إلينا و قال يا ابن المقفع ما هذا ببشر و إن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ظاهرا و يتروح إذا شاء باطنا فهو هذا فقال له و كيف ذاك قال جلست إليه فلما لم يبق عنده غيري ابتدأني فقال إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء و هو على ما يقولون يعني أهل الطواف فقد سلموا و عطبتم و إن يكن الأمر كما تقولون و ليس كما تقولون فقد استويتم و هم فقلت له يرحمك الله و أي شي‏ء نقول و أي شي‏ء يقولون ما قولي و قولهم إلا واحدا فقال كيف يكون قولك و قولهم واحدا و هم يقولون إن لهم معادا و ثوابا و عقابا و يدينون بأن للسماء إلها و أنها عمران و أنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد قال فاغتنمتها منه فقلت له ما منعه إن كان الأمر كما تقول أن يظهر لخلقه و يدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف منهم اثنان و لما احتجب عنهم و أرسل إليهم الرسل و لو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به فقال لي ويلك و كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك نشوؤك و لم تكن و كبرك بعد صغرك و قوتك بعد ضعفك و ضعفك بعد قوتك و سقمك بعد صحتك و صحتك بعد سقمك و رضاك بعد غضبك و غضبك بعد رضاك و حزنك بعد فرحك و فرحك بعد حزنك و حبك بعد بغضك و بغضك بعد حبك و عزمك بعد إبائك و إباؤك بعد عزمك و شهوتك بعد كراهتك و كراهتك بعد شهوتك و رغبتك بعد رهبتك و رهبتك بعد رغبتك و رجاؤك بعد يأسك و يأسك بعد رجائك و خاطرك بما لم يكن في وهمك و عزوب ما أنت معتقده من ذهنك و ما زال يعد على قدرته التي في نفسي التي لا أدفعها حتى ظننت أنه سيظهر فيما بيني و بينه

 بيان قال الجزري رعاع الناس أي غوغاؤهم و سقاطهم و أخلاطهم الواحد رعاعة قوله و لا تثن من الثني و هو العطف و الميل أي لا ترخ عنانك إليه بأن تميل إلى الرفق و الاسترسال و التساهل فتقبل منه بعض ما يلقي إليك فيسلمك من التسليم أو  الإسلام إلى عقال أي يعقلك بتلك المقدمات التي تسلمت منه بحيث لا يبقى لك مفر كالبعير المعقول قوله و سمه ما لك أو عليك نقل عن الشيخ البهائي قدس الله روحه أنه من السوم من سام البائع السلعة يسوم سوما إذا عرضها على المشتري و سامها المشتري بمعنى استامها و الضمير راجع إلى الشيخ على طريق الحذف و الإيصال و الموصول مفعوله و يروى عن الفاضل التستري نور ضريحه أنه كان يقرأ سمه بضم السين و فتح الميم المشددة أمرا من سم الأمر يسمه إذا سبره و نظر إلى غوره و الضمير راجع إلى ما يجري بينهما و الموصول بدل عنه و قيل هو من سممت سمك أي قصدت قصدك و الهاء للسكت أي أقصد ما لك و ما عليك و الأظهر أنه من وسم يسم سمة بمعنى الكي و الضمير راجع إلى ما يريد أن يتكلم به أي اجعل على ما تريد أن تتكلم به علامة لتعلم أي شي‏ء لك و أي شي‏ء عليك فالموصول بدل من الضمير قوله ع و هو على ما يقولون اعترض ع الجملة الحالية بين الشرط و الجزاء للإشارة إلى ما هو الحق و لئلا يتوهم أنه ع في شك من ذلك و العطب الهلاك قوله ع ليس فيها أحد أي لها أو عليها أو بالظرفية المجازية لجريان حكمه و حصول تقديره تعالى فيها و حاصل استدلاله ع أنك لما وجدت في نفسك آثار القدرة التي ليست من مقدوراتك ضرورة علمت أن لها بارئا قادرا و كيف يكون غائبا عن الشخص من لا يخلو الشخص ساعة عن آثار كثيرة يصل منه إليه

 19-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن أبيه عن سعيد بن جناح عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال ما خلق الله خلقا أصغر من البعوض و الجرجس أصغر من البعوض و الذي يسمونه الولغ أصغر من الجرجس و ما في الفيل شي‏ء إلا و فيه مثله و فضل على الفيل بالجناحين

   بيان قال الفيروزآبادي الجرجس بالكسر البعوض الصغار انتهى فالمراد أن الجرجس أصغر من سائر أصناف البعوض ليوافق أول الكلام و كلام أهل اللغة على أنه يحتمل أن يكون الحصر في الأول إضافيا كما أن الظاهر أنه لا بد من تخصيصه بالطيور إذ قد يحس من الحيوانات ما هو أصغر من البعوض إلا أن يقال يمكن أن يكون للبعوض أنواع صغار لا يكون شي‏ء من الحيوانات أصغر منها و الولغ هنا بالغين المعجمة و في الكافي بالمهملة و هما غير مذكورين فيما عندنا من كتب اللغة و الظاهر أنه أيضا صنف من البعوض و الغرض بيان كمال قدرته تعالى فإن القدرة في خلق الأشياء الصغار أكثر و أظهر منها في الكبار كما هو المعروف بين الصناع من المخلوقين فتبارك الله أحسن الخالقين

 20-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الكليني بإسناده رفع الحديث أن ابن أبي العوجاء حين كلمه أبو عبد الله ع عاد إليه في اليوم الثاني فجلس و هو ساكت لا ينطق فقال أبو عبد الله ع كأنك جئت تعيد بعض ما كنا فيه فقال أردت ذاك يا ابن رسول الله فقال أبو عبد الله ع ما أعجب هذا تنكر الله و تشهد أني ابن رسول الله فقال العادة  تحملني على ذلك فقال له العالم ع فما يمنعك من الكلام قال إجلالا لك و مهابة ما ينطق لساني بين يديك فإني شاهدت العلماء و ناظرت المتكلمين فما تداخلني هيبة قط مثل ما تداخلني من هيبتك قال يكون ذلك و لكن أفتح عليك بسؤال و أقبل عليه فقال له أ مصنوع أنت أو غير مصنوع فقال عبد الكريم بن أبي العوجاء بل أنا غير مصنوع فقال له العالم ع فصف لي لو كنت مصنوعا كيف كنت تكون فبقي عبد الكريم مليا لا يحير جوابا و ولع بخشبة كانت بين يديه و هو يقول طويل عريض عميق قصير متحرك ساكن كل ذلك صفة خلقه فقال له العالم ع فإن كنت لم تعلم صفة الصنعة غيرها فاجعل نفسك مصنوعا لما تجد في نفسك مما يحدث من هذه الأمور فقال له عبد الكريم سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك و لا يسألني أحد بعدك عن مثلها فقال له أبو عبد الله ع هبك علمت أنك لم تسأل فيما مضى فما علمك أنك لا تسأل فيما بعد على أنك يا عبد الكريم نقضت قولك لأنك تزعم أن الأشياء من الأول سواء فكيف قدمت و أخرت ثم قال يا عبد الكريم أزيدك وضوحا أ رأيت لو كان معك كيس فيه جواهر فقال لك قائل هل في الكيس دينار فنفيت كون الدينار في الكيس فقال لك قائل صف لي الدينار و كنت غير عالم بصفته هل كان لك أن تنفي كون الدينار عن الكيس و أنت لا تعلم قال لا فقال أبو عبد الله ع فالعالم أكبر و أطول و أعرض من الكيس فلعل في العالم صنعة من حيث لا تعلم صفة الصنعة من غير الصنعة فانقطع عبد الكريم و أجاب إلى الإسلام بعض أصحابه و بقي معه بعض فعاد في اليوم الثالث فقال أقلب السؤال فقال له أبو عبد الله ع اسأل عما شئت فقال ما الدليل على حدوث الأجسام فقال إني ما وجدت شيئا صغيرا و لا كبيرا إلا و إذا ضم إليه مثله صار أكبر و في ذلك زوال و انتقال عن الحالة الأولى و لو كان قديما ما زال و لا حال لأن الذي يزول و يحول يجوز أن يوجد و يبطل فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدوث و في كونه في الأزل دخوله في القدم و لن تجتمع صفة الأزل و الحدوث و القدم و العدم  في شي‏ء واحد فقال عبد الكريم هبك علمت في جري الحالتين و الزمانين على ما ذكرت و استدللت على حدوثها فلو بقيت الأشياء على صغرها من أين كان لك أن تستدل على حدوثها فقال العالم ع إنما نتكلم على هذا العالم الموضوع فلو رفعناه و وضعنا عالما آخر كان لا شي‏ء أدل على الحدوث من رفعنا إياه و وضعنا غيره و لكن أجبتك من حيث قدرت أن تلزمنا و نقول إن الأشياء لو دامت على صغرها لكان في الوهم أنه متى ما ضم شي‏ء إلى مثله كان أكبر و في جواز التغيير عليه خروجه من القدم كما بان في تغييره دخوله في الحدث ليس لك وراءه شي‏ء يا عبد الكريم فانقطع و خزي فلما أن كان من العام القابل التقى معه في الحرم فقال له بعض شيعته إن ابن أبي العوجاء قد أسلم فقال العالم ع هو أعمى من ذلك لا يسلم فلما بصر بالعالم قال سيدي و مولاي فقال له العالم ع ما جاء بك على هذا الموضع فقال عادة الجسد و سنة البلد و لنبصر ما الناس فيه من الجنون و الحلق و رمي الحجارة فقال له العالم أنت بعد على عتوك و ضلالك يا عبد الكريم فذهب يتكلم فقال له لا جدال في الحج و نفض رداءه من يده و قال إن يكن الأمر كما تقول و ليس كما تقول نجونا و نجوت و إن يكن الأمر كما نقول و هو كما نقول نجونا و هلكت فأقبل عبد الكريم على من معه فقال وجدت في قلبي حرارة فردوني فردوه و مات لا رحمه الله

 ج، ]الإحتجاج[ روي مرسلا بعض الخبر تنوير لا يحير جوابا بالمهملة أي لا يقدر عليه و الولوع بالشي‏ء الحرص عليه و المبالغة في تناوله قوله كل ذلك صفة خلقه أي خلق الخالق و الصانع و يمكن أن يقرأ بالتاء أي صفة المخلوقية و الحاصل أنه لما سأل الإمام ع عنه أنك لو كنت مصنوعا هل كنت على غير تلك الأحوال و الصفات التي أنت عليها الآن أم لا أقبل يتفكر  في ذلك فتنبه أن صفاته كلها صفات المخلوقين و كانت معاندته مانعة عن الإذعان بالصانع تعالى فبقي متحيرا فقال ع إذا رجعت إلى نفسك و وجدت في نفسك صفة المخلوقين فلم لا تذعن بالصانع فاعترف بالعجز عن الجواب و قال سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك و لا يسألني أحد بعدك قوله ع هبك أي افرض نفسك أنك علمت ما مضى و سلمنا ذلك لك قال الفيروزآبادي هبني فعلت أي احسبني فعلت و اعددني كلمة للأمر فقط و حاصل جوابه ع أولا أنك بنيت أمورك كلها على الظن و الوهم لأنك تقطع بأنك لا تسأل بعد ذلك عن مثلها مع أنه لا سبيل لك إلى القطع به. و أما قوله ع على أنك يا عبد الكريم نقضت قولك يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد أن نفيك للصانع مبني على أنك تزعم أن لا عليه بين الأشياء و لا نسبة الوجود و العدم إليها على السواء و الاستدلال على الأشياء الغير المحسوسة إنما يكون بالعلية و المعلولية فكيف حكمت بعدم حصول الشي‏ء في المستقبل فيكون المراد بالتقدم و التأخر العلية و المعلولية أو ما يساوقهما. الثاني أن يكون مبنيا على ما لعلهم كانوا قائلين به و ربما أمكن إلزامهم بذلك بناء على نفي الصانع من أن الأشياء متساوية غير متفاوتة في الكمال و النقص فالمراد أنك كيف حكمت بتفضيلي على غيري و هو مناف للمقدمة المذكورة فالمراد بالتقدم و التأخر ما هو بحسب الشرف. الثالث أن يكون مبنيا على ما ينسب إلى أكثر الملاحدة من القول بالكمون و البروز أي مع قولك بكون كل حقيقة حاصلة في كل شي‏ء كيف يمكنك الحكم بتقدم بعض الأشياء على بعض في الفضل و الشرف. قوله ع و في ذلك زوال و انتقال حاصل استدلاله ع إما راجع إلى دليل المتكلمين من أن عدم الانفكاك عن الحوادث يستلزم الحدوث أو إلى أنه لا يخلو إما أن يكون بعض تلك الأحوال الزائلة المتغيرة قديما أم لا بل يكون كلها حوادث و كل منهما محال أما الأول فلما تقرر عند الحكماء من أن ما ثبت قدمه امتنع عدمه و أما الثاني فللزوم التسلسل بناء على جريان دلائل إبطاله في الأمور المتعاقبة و يمكن  أن يكون مبنيا على ما يظهر من الأخبار الكثيرة من أن كل قديم يكون واجبا بالذات و لا يكون المعلول إلا حادثا و وجوب الوجود ينافي التغير و لا يكون الواجب محلا للحوادث كما برهن عليه ثم قال ابن أبي العوجاء لو فرضنا بقاء الأشياء على صغرها لم يمكنك الاستدلال على حدوثها بالتغير فأجاب ع أولا على سبيل الجدل بأن كلامنا كان في هذا العالم الذي نشاهد فيه التغيرات فلو فرضت رفع هذا العالم و وضع عالم آخر مكانه لا يعتريه التغير فزوال هذا العالم دل على كونه حادثا و إلا لما زال و حدوث العالم الثاني أظهر ثم قال و لكن أجيبك من حيث قدرت بتشديد الدال أي فرضت لأن تلزمنا أو بالتخفيف أي زعمت أنك تقدر أن تلزمنا و هو بأن تفرض في الأول مكان هذا العالم عالما لا يكون فيه التغير فنقول يحكم العقل بأن الأجسام يجوز عليها ضم شي‏ء إليها و قطع شي‏ء منها و جواز التغير عليه يكفي لحدوثها بنحو ما مر من التقرير

 21-  يد، ]التوحيد[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن هشام عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سئل أبو عبد الله ع فقيل له بم عرفت ربك قال بفسخ العزم و نقض الهم عزمت ففسخ عزمي و هممت فنفض همي

 22-  يد، ]التوحيد[ المكتب عن الأسدي عن البرمكي عن محمد بن عبد الرحمن الخزاز عن سليمان بن جعفر عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم قال حضرت محمد بن نعمان الأحول فقام إليه رجل فقال له بم عرفت ربك قال بتوفيقه و إرشاده و تعريفه و هدايته قال فخرجت من عنده فلقيت هشام بن الحكم فقلت له ما أقول لمن يسألني فيقول لي بم عرفت ربك فقال إن سأل سائل فقال بم عرفت ربك قلت عرفت الله جل جلاله بنفسي لأنها أقرب الأشياء إلي و ذلك أني أجدها أبعاضا مجتمعة و أجزاء مؤتلفة ظاهرة التركيب متينة الصنعة مبنية على ضروب من التخطيط و التصوير زائدة من بعد نقصان و ناقصة من بعد زيادة قد أنشئ لها حواس مختلفة و جوارح متبائنة من بصر و سمع و شام و ذائق و لامس مجبولة على الضعف و النقص و المهانة لا تدرك واحدة منها مدرك صاحبتها و لا تقوى على ذلك عاجزة عن اجتلاب  المنافع إليها و دفع المضار عنها و استحال في العقول وجود تأليف لا مؤلف له و ثبات صورة لا مصور لها فعلمت أن لها خالقا خلقها و مصورا صورها مخالفا لها في جميع جهاتها قال الله جل جلاله وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ

 23-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الأسدي عن الحسين بن المأمون القرشي عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن الحكم قال قال لي أبو شاكر الديصاني إن لي مسألة تستأذن لي على صاحبك فإني قد سألت عنها جماعة من العلماء فما أجابوني بجواب مشبع فقلت هل لك أن تخبرني بها فلعل عندي جوابا ترتضيه فقال إني أحب أن ألقى بها أبا عبد الله ع فاستأذنت له فدخل فقال له أ تأذن لي في السؤال فقال له سل عما بدا لك فقال له ما الدليل على أن لك صانعا فقال وجدت نفسي لا تخلو من إحدى جهتين إما أن أكون صنعتها أنا فلا أخلو من أحد معنيين إما أن أكون صنعتها و كانت موجودة أو صنعتها و كانت معدومة فإن كنت صنعتها و كانت موجودة فقد استغنيت بوجودها عن صنعتها و إن كانت معدومة فإنك تعلم أن المعدوم لا يحدث شيئا فقد ثبت المعنى الثالث أن لي صانعا و هو الله رب العالمين فقام و ما أجاب جوابا

 بيان هذا برهان متين مبني على توقف التأثير و الإيجاد على وجود الموجد و المؤثر و الضرورة الوجدانية حاكمة بحقيتها و لا مجال للعقل في إنكارها

 24-  يد، ]التوحيد[ أبي و ابن الوليد معا عن أحمد بن إدريس و محمد العطار عن الأشعري عن سهل عن محمد بن الحسين عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم قال دخل ابن أبي العوجاء على أبي عبد الله ع فقال أ ليس تزعم أن الله خالق كل شي‏ء فقال أبو عبد الله ع بلى فقال له أنا أخلق فقال له كيف تخلق قال أحدث في الموضع ثم ألبث عنه فيصير دوابا فأكون أنا الذي خلقتها فقال أبو عبد الله  ع أ ليس خالق الشي‏ء يعرف كم خلقه قال له بلى قال فتعرف الذكر منها من الأنثى و تعرف كم عمرها فسكت

 25-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن محمد بن حماد عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن عبد الرحمن عن يونس بن يعقوب قال قال لي علي بن منصور قال لي هشام بن الحكم كان زنديق بمصر يبلغه عن أبي عبد الله ع فخرج إلى المدينة ليناظره فلم يصادفه بها فقيل له هو بمكة فخرج الزنديق إلى مكة و نحن مع أبي عبد الله ع فقاربنا الزنديق و نحن مع أبي عبد الله ع في الطواف فضرب كتفه كتف أبي عبد الله ع فقال له جعفر ع ما اسمك قال اسمي عبد الملك قال فما كنيتك قال أبو عبد الله قال فمن الملك الذي أنت له عبد أ من ملوك السماء أم من ملوك الأرض و أخبرني عن ابنك أ عبد إله السماء أم عبد إله الأرض فسكت فقال له أبو عبد الله ع قل ما شئت تخصم قال هشام بن الحكم قلت للزنديق أ ما ترد عليه فقبح قولي فقال له أبو عبد الله ع إذا فرغت من الطواف فأتنا فلما فرغ أبو عبد الله ع أتاه الزنديق فقعد بين يديه و نحن مجتمعون عنده فقال للزنديق أ تعلم أن للأرض تحتا و فوقا قال نعم قال فدخلت تحتها قال لا قال فما يدريك بما تحتها قال لا أدري إلا أني أظن أن ليس تحتها شي‏ء قال أبو عبد الله ع فالظن عجز ما لم تستيقن قال أبو عبد الله ع فصعدت إلى السماء قال لا قال فتدري ما فيها قال لا قال فعجبا لك لم تبلغ المشرق و لم تبلغ المغرب و لم تنزل تحت الأرض و لم تصعد إلى السماء و لم تجز هنالك فتعرف ما خلقهن و أنت جاحد ما فيهن و هل يجحد العاقل ما لا يعرف فقال الزنديق ما كلمني بهذا أحد غيرك قال أبو عبد الله ع فأنت في شك من ذلك فلعل هو أو لعل ليس هو قال الزنديق و لعل ذاك فقال أبو عبد الله ع أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة على من يعلم فلا حجة للجاهل يا أخا أهل مصر تفهم عني فإنا لا نشك في الله أبدا أ ما ترى الشمس و القمر و الليل و النهار يلجان  ليس لهما مكان إلا مكانهما فإن كانا يقدران على أن يذهبا و لا يرجعان فلم يرجعان و إن لم يكونا مضطرين فلم لا يصير الليل نهارا و النهار ليلا اضطرا و الله يا أخا أهل مصر إلى دوامهما و الذي اضطرهما أحكم منهما و أكبر منهما قال الزنديق صدقت ثم قال أبو عبد الله ع يا أخا أهل مصر الذي تذهبون إليه و تظنونه بالوهم فإن كان الدهر يذهب بهم لم لا يردهم و إن كان يردهم لم لا يذهب بهم القوم مضطرون يا أخا أهل مصر السماء مرفوعة و الأرض موضوعة لم لا تسقط السماء على الأرض و لم لا تنحدر الأرض فوق طباقها فلا يتماسكان و لا يتماسك من عليهما فقال الزنديق أمسكهما و الله ربهما و سيدهما فآمن الزنديق على يدي أبي عبد الله ع فقال له حمران بن أعين جعلت فداك إن آمنت الزنادقة على يديك فقد آمنت الكفار على يدي أبيك فقال المؤمن الذي آمن على يدي أبي عبد الله ع اجعلني من تلامذتك فقال أبو عبد الله ع لهشام بن الحكم خذه إليك فعلمه فعلمه هشام فكان معلم أهل مصر و أهل الشام و حسنت طهارته حتى رضي بها أبو عبد الله ع

 ج، ]الإحتجاج[ عن هشام بن الحكم مثله إيضاح قوله ع فمن الملك لعله ع سلك أولا في الاحتجاج عليه مسلك الجدل لبنائه على الأمر المشهور عند الناس أن الاسم مطابق لمعناه و يحتمل أن يكون على سبيل المطايبة و المزاح لبيان عجزه عن فهم الواضحات و رد الجواب عن أمثال تلك المطايبات أو يكون منبها على ما ارتكز في العقول من الإذعان بوجود الصانع و إن أنكروه ظاهرا لكفرهم و عنادهم ثم ابتدأ ع بإزالة إنكار الخصم و إخراجه منه إلى الشك لتستعد نفسه لقبول الحق فأزال إنكاره بأنه غير عالم بما تحت الأرض و ليس له سبيل إلى الجزم بأن ليس تحتها شي‏ء ثم زاده بيانا بأن السماء التي لم يصعدها كيف يكون له الجزم و المعرفة بما فيها و ما ليس فيها و كذا المشرق و المغرب فلما عرف قبح إنكاره و تنزل عنه و أقر بالشك بقوله و لعل ذاك أخذ ع في هدايته و قال ليس للشاك دليل و للجاهل حجة فليس لك إلا طلب الدليل فاستمع و تفهم فإنا لا نشك فيه أبدا و المراد بولوج الشمس و القمر غروبهما أو دخولهما بالحركات  الخاصة في بروجهما و بولوج الليل و النهار دخول تمام كل منهما في الآخر أو دخول بعض من كل منهما في الآخر بحسب الفصول. و حاصل الاستدلال أن لهذه الحركات انضباطا و اتساقا و اختلافا و تركبا فالانضباط يدل على عدم كونها إرادية كما هو المشاهد من أحوال ذوي الإرادات من الممكنات و الاختلاف يدل على عدم كونها طبيعية فإن الطبيعة العادمة للشعور لا تختلف مقتضياتها كما نشاهد من حركات العناصر كما قالوا إن الطبيعة الواحدة لا تقتضي التوجه إلى جهة و الانصراف عنه و يمكن أن يقال حاصل الدليل راجع إلى ما يحكم به الوجدان من أن مثل تلك الأفعال المحكمة المتقنة الجارية على قانون الحكمة لا يصدر عن الدهر و الطبائع العادمة للشعور و الإرادة و إلى هذا يرجع قوله ع إن كان الدهر يذهب بهم أي الدهر العديم الشعور كيف يصدر عنه الذهاب الموافق للحكمة و لا يصدر عنه بدله الرجوع أو المراد أنه لم يقتضي طبعه ذهاب شي‏ء و لا يقتضي رده و بالعكس بناء على أن مقتضيات الطبائع تابعة لتأثير الفاعل القادر القاهر و يمكن أن يكون المراد بالذهاب بهم إعدامهم و بردهم إيجادهم و المراد بالدهر الطبيعة كما هو ظاهر كلام أكثر الدهرية أي نسبة الوجود و العدم إلى الطبائع الإمكانية على السواء فإن كان الشي‏ء يوجد بطبعه فلم لا يعدم فترجح أحدهما ترجح بلا مرجح يحكم العقل باستحالته و يجري جميع تلك الاحتمالات في قوله ع السماء مرفوعة إلى آخر كلامه و قوله ع لم لا تسقط السماء على الأرض أي لا تتحرك بالحركة المستقيمة حتى تقع على الأرض و قوله و لم لا تنحدر الأرض أي تتحرك إلى جهة التحت حتى تقع على أطباق السماء أو المراد الحركة الدورية فيغرق الناس في الماء فيكون ضمير طباقها راجعا إلى الأرض و طباق الأرض أعلاها أي تنحدر الأرض بحيث تصير فوق ما علا منها الآن قوله ع فلا يتماسكان أي في صورة السقوط و الانحدار أو المراد فظهر أنه لا يمكنهما التمسك بأنفسهما بل لا بد من ماسك يمسكهما. أقول تفصيل القول في شرح تلك الأخبار الغامضة يقتضي مقاما آخر و إنما نشير في هذا الكتاب إلى ما لعله يتبصر به أولو الأذهان الثاقبة من أولي الألباب

   و سنبسط الكلام فيها في كتاب مرآة العقول إن شاء الله تعالى

 26-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الإمام ع لما توعد رسول الله ص اليهود و النواصب في جحد النبوة و الخلافة قال مردة اليهود و عتاة النواصب من هذا الذي ينصر محمدا و عليا على أعدائهما فأنزل الله عز و جل إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ بلا عمد من تحتها و لا علاقة من فوقها تحبسها من الوقوع عليكم و أنتم يا أيها العباد و الإماء أسرائي و في قبضي الأرض من تحتكم لا منجى لكم منها إن هربتم و السماء من فوقكم و لا محيص لكم عنها إن ذهبتم فإن شئت أهلكتكم بهذه و إن شئت أهلكتكم بتلك ثم ما في السماوات من الشمس المنيرة في نهاركم لتنتشروا في معايشكم و من القمر المضي‏ء لكم في ليلكم لتبصروا في ظلماته و إلجاؤكم بالاستراحة بالظلمة إلى ترك مواصلة الكد الذي ينهك أبدانكم وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ المتتابعين الكادين عليكم بالعجائب التي يحدثها ربكم في عالمه من إسعاد و إشقاء و إعزاز و إذلال و إغناء و إفقار و صيف و شتاء و خريف و ربيع و خصب و قحط و خوف و أمن وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ التي جعلها الله مطاياكم لا تهدأ ليلا و لا نهارا و لا تقتضيكم علفا و لا ماء و كفاكم بالرياح مئونة تسيرها بقواكم التي كانت لا تقوم بها لو ركدت عنها الرياح لتمام مصالحكم و منافعكم و بلوغ الحوائج لأنفسكم وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ وابلا و هطلا و رذاذا لا ينزل عليكم دفعة واحدة فيغرقكم و يهلك معايشكم لكنه ينزل متفرقا من علا حتى تعم الأوهاد و التلال و التلاع فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها فيخرج نباتها و ثمارها و حبوبها وَ بَثَّ فِيها  مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ منها ما هو لأكلكم و معايشكم و منها سباع ضارية حافظة عليكم لأنعامكم لئلا تشذ عليكم خوفا من افتراسها لها وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ المربية لحبوبكم المبلغة لثماركم النافية لركد الهواء و الإقتار عنكم وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ يحمل أمطارها و يجري بإذن الله و يصبها من حيث يؤمر لَآياتٍ دلائل واضحات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ يتفكرون بعقولهم أن من هذه العجائب من آثار قدرته قادر على نصرة محمد و علي و آلهما ع على من يشاء

 بيان الكادين من الكد بمعنى الشدة و الإلحاح في الطلب كناية عن عدم تخلفهما و الباء في قوله ع بالعجائب بمعنى مع و قوله و الأقتار كأنه جمع القترة بمعنى الغبرة أي يذهب الأغبرة و الأبخرة المجتمعة في الهواء الموجبة لكثافتها و تعفنها و الضمير في قوله أمطارها إما راجع إلى الأرض أو إلى السحاب للجمعية

 27-  جع، ]جامع الأخبار[ سئل أمير المؤمنين ع عن إثبات الصانع فقال البعرة تدل على البعير و الروثة تدل على الحمير و آثار القدم تدل على المسير فهيكل علوي بهذه اللطافة و مركز سفلي بهذه الكثافة كيف لا يدلان على اللطيف الخبير

 28-  و قال ع بصنع الله يستدل عليه و بالعقول تعتقد معرفته و بالتفكر تثبت حجته معروف بالدلالات مشهور بالبينات

 29-  جع، ]جامع الأخبار[ سئل أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما الدليل على إثبات الصانع قال ثلاثة أشياء تحويل الحال و ضعف الأركان و نقض الهمة

 أقول سيأتي ما يناسب هذا الباب في أبواب الاحتجاجات و أبواب المواعظ و الخطب و الحكم إن شاء الله تعالى و لنذكر بعد ذلك توحيد المفضل بن عمر و رسالة الإهليلجة المرويتين عن الصادق ع لاشتمالهما على دلائل و براهين على إثبات الصانع تعالى و لا يضر إرسالهما لاشتهار انتسابهما إلى المفضل و قد شهد بذلك السيد بن طاوس و غيره و لا ضعف محمد بن سنان و المفضل لأنه في محل المنع بل يظهر من الأخبار  الكثيرة علو قدرهما و جلالتهما مع أن متن الخبرين شاهدا صدق على صحتهما و أيضا هما يشتملان على براهين لا تتوقف إفادتها العلم على صحة الخبر