باب 9- النهي عن التفكر في ذات الله تعالى و الخوض في مسائل التوحيد و إطلاق القول بأنه شي‏ء

 الآيات الزمر وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ

 1-  شي، ]تفسير العياشي[ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلا قال لأمير المؤمنين ع هل تصف ربنا نزداد له حبا و به معرفة فغضب و خطب الناس فقال فيما قال عليك يا عبد الله بما دلك عليه القرآن من صفته و تقدسك فيه الرسول من معرفته فأتم به و استضئ بنور هدايته فإنما هي نعمة و حكمة أوتيتها فخذ ما أوتيت وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ و ما كلفك الشيطان علمه مما ليس عليك في الكتاب فرضه و لا في سنة الرسول و أئمة الهداة أثره فكل علمه إلى الله و لا تقدر عليه عظمة الله و اعلم يا عبد الله إن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام على السدد المضروبة دون الغيوب إقرارا بجهل ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب فقالوا آمنا به كل من عند ربنا و قد مدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما و سمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا

   بيان الاقتحام الهجوم و الدخول مغالبة و السدد جمع السدة و هي الباب المغلق و فيه إشكال لدلالته على أن الراسخين في العلم في الآية غير معطوف على المستثنى كما دلت عليه الأخبار الكثيرة و سيأتي القول فيه في كتاب الإمامة إلا أن يقال إن هذا إلزام على من يفسر الآية كذلك أو يقال بالجمع بين التفسيرين على وجهين مختلفين و سيأتي تمام القول في ذلك في محله إن شاء الله تعالى

 2-  ج، ]الإحتجاج[ روي عن هشام أنه سأل الزنديق عن الصادق ع أن الله تعالى ما هو فقال ع هو شي‏ء بخلاف الأشياء أرجع بقولي شي‏ء إلى شي‏ء بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم و لا صورة و لا يحس و لا يجس و لا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام و لا تنقصه الدهور و لا تغيره الأزمان الخبر

 بيان اعلم أن الشي‏ء مساو للموجود إذا أخذ الوجود أعم من الذهني و الخارجي و المخلوط بالوجود من حيث الخلط شي‏ء و شيئيته كونه ماهية قابلة له و قيل إن الوجود عين الشيئية فإذا عرفت هذا فالمراد بقوله بحقيقة الشيئية أي بالشيئية الحقة الثابتة له في حد ذاته لأنه تعالى هو الذي يحق أن يقال له شي‏ء أو موجود لكون وجوده بذاته ممتنع الانفكاك عنه و غيره تعالى في معرض العدم و الفناء و ليس وجودهم إلا من غيرهم أو المراد أنه يجب معرفته بمحض أنه شي‏ء لا أن يثبت له حقيقة معلومة مفهومة يتصدى لمعرفتها فإنه يمتنع معرفة كنه ذاته و صفاته و قيل إنه إشارة إلى أن الوجود عين ذاته تعالى

   -3  لي، ]الأمالي للصدوق[ أبي عن الحميري عن ابن عيسى عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفر ع يا زياد إياك و الخصومات فإنها تورث الشك و تحبط العمل و تردي صاحبها و عسى أن يتكلم الرجل بالشي‏ء لا يغفر له يا زياد إنه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به و طلبوا علم ما كفوه حتى انتهى بهم الكلام إلى الله عز و جل فتحيروا فإن كان الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه أو يدعى من خلفه فيجيب من بين يديه

 سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير مثله

 4-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن أبي اليسع عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد الله ع إياكم و التفكر في الله فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيها إن الله عز و جل لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ و لا يوصف بمقدار

 5-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن إدريس عن أبيه عن ابن بندار عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا ع قال قال بعض الزنادقة لأبي الحسن ع هل يقال لله إنه شي‏ء فقال نعم و قد سمى نفسه بذلك في كتابه فقال قُلْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ فهو شي‏ء لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ

 6-  فس، ]تفسير القمي[ قوله وَ أَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله ع قال إذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا و تكلموا فيما دون العرش و لا تكلموا فيما فوق العرش فإن قوما تكلموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم حتى  كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه و ينادى من خلفه فيجيب من بين يديه

 بيان التكلم فيما فوق العرش كناية عن التفكر في كنه ذاته و صفاته تعالى فالمراد إما الفوقية المعنوية أو بناء على زعمهم حيث قالوا بالجسم و الصورة و يحتمل على بعد أن يكون المراد التفكر في الخلإ البحت بعد انتهاء الأبعاد

 7-  شي، ]تفسير العياشي[ عن ربعي عمن ذكره عن أبي جعفر ع في قول الله وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا قال الكلام في الله و الجدال في القرآن فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ قال منهم القصاص

 بيان القصاص علماء المخالفين فإنهم كرواة القصص و الأكاذيب فيما يبنون عليه علومهم و هم يخوضون في تفاسير الآيات و تحقيق صفات الذات بالظنون و الأوهام لانحرافهم عن أهل البيت ع

 8-  يد، ]التوحيد[ مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن علي عن أبيه عن العباس بن عمرو الفقيمي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع أنه قال للزنديق حين سأله عن الله ما هو قال هو شي‏ء بخلاف الأشياء أرجع بقولي شي‏ء إلى إثبات معنى و أنه شي‏ء بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم و لا صورة

 9-  يد، ]التوحيد[ مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن محمد بن عيسى عمن ذكره رفعه إلى أبي جعفر ع أنه سئل أ يجوز أن يقال إن الله عز و جل شي‏ء قال نعم تخرجه من الحدين حد التعطيل و حد التشبيه

 ج، ]الإحتجاج[ مرسلا مثله بيان حد التعطيل هو عدم إثبات الوجود و الصفات الكمالية و الفعلية و الإضافية له تعالى و حد التشبيه الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات و عوارض الممكنات

 10-  يد، ]التوحيد[ العطار عن أبيه عن سهل قال كتبت إلى أبي محمد ع سنة خمس  و خمسين و مائتين قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول هو جسم و منهم من يقول هو صورة فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه و لا أجوزه فعلت متطولا على عبدك فوقع بخطه ع سألت عن التوحيد و هذا عنكم معزول الله تعالى واحد أحد صمد لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ خالق و ليس بمخلوق يخلق تبارك و تعالى ما يشاء من الأجسام و غير ذلك و يصور ما يشاء و ليس بمصور جل ثناؤه و تقدست أسماؤه و تعالى عن أن يكون له شبه هو لا غيره لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

 بيان و هذا عنكم معزول أي لا يجب عليكم التفكر في الذات و الصفات بل عليكم التصديق بما وصف تعالى به نفسه

 11-  سر، ]السرائر[ السياري قال سمعت الرضا ع يقول ليس العبادة كثرة الصوم و الصلاة إنما العبادة في التفكر في الله

 بيان أي التفكر في قدرته و عظمته بالتفكر في عظمة خلقه كما فسر به في الأخبار الأخر أو بالتفكر فيما جاء عن الله و حججه ع في ذلك

 12-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن ابن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله ع بمسائل فيها أخبرني عن الله عز و جل هل يوصف بالصورة و بالتخطيط فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد فكتب صلى الله عليه على يدي عبد الملك بن أعين سألت رحمك الله عن التوحيد و ما ذهب فيه من قبلك فتعالى الله الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ تعالى الله عما يصفه الواصفون المشبهون الله تبارك و تعالى بخلقه المفترون على الله و اعلم رحمك الله أن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله عز و جل فانف  عن الله البطلان و التشبيه فلا نفي و لا تشبيه هو الله الثابت الموجود تعالى الله عما يصفه الواصفون و لا تعد القرآن فتضل بعد البيان

 بيان على يدي عبد الملك أي كان هو الرسول و الحامل للكتاب و الجواب

 13-  ضا، ]فقه الرضا عليه السلام[ إياك و الخصومة فإنها تورث الشك و تحبط العمل و تردي صاحبها و عسى أن يتكلم بشي‏ء لا يغفر له

 14-  و نروي أنه كان فيما مضى قوم انتهى بهم الكلام إلى الله جل و عز فتحيروا فإن كان الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه

 15-  و أروي تكلموا فيما دون العرش فإن قوما تكلموا في الله جل و عز فتاهوا

 16-  و أروي عن العالم ع و سألته عن شي‏ء من الصفات فقال لا تتجاوز مما في القرآن

 17-  و أروي أنه قرئ بين يدي العالم ع قوله لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ فقال إنما عنى أبصار القلوب و هي الأوهام فقال لا تدرك الأوهام كيفيته و هو يدرك كل وهم و أما عيون البشر فلا تلحقه لأنه لا يحد فلا يوصف هذا ما نحن عليه كلنا

 18-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد قال سئل أبو جعفر الثاني ع يجوز أن يقال لله إنه شي‏ء فقال نعم تخرجه من الحدين حد التعطيل و حد التشبيه

 19-  يد، ]التوحيد[ ابن مسرور عن ابن بطة عن عدة من أصحابه عن اليقطيني قال قال لي أبو الحسن ع ما تقول إذا قيل لك أخبرني عن الله عز و جل أ شي‏ء هو أم لا شي‏ء هو قال فقلت له قد أثبت عز و جل نفسه شيئا حيث يقول قُلْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ أَكْبَرُ  شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ فأقول إنه شي‏ء لا كالأشياء إذ في نفي الشيئية عنه إبطاله و نفيه قال لي صدقت و أصبت ثم قال الرضا ع للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب نفي و تشبيه و إثبات بغير تشبيه فمذهب النفي لا يجوز و مذهب التشبيه لا يجوز لأن الله تبارك و تعالى لا يشبهه شي‏ء و السبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلا تشبيه

 شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام المشرقي عنه ع مثله و زاد في آخره و هو كما وصف نفسه أحد صمد نور

 20-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله تبارك و تعالى خلو من خلقه و خلقه خلو منه و كلما وقع عليه اسم شي‏ء ما خلا الله عز و جل فهو مخلوق و اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ تبارك الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ

 يد، ]التوحيد[ حمزة بن محمد العلوي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية عن أبي جعفر ع مثله إلى قوله خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ

 يد، ]التوحيد[ ماجيلويه عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي المعزى رفعه عن أبي جعفر ع مثله إلى قوله فهو مخلوق ما خلا الله عز و جل

إيضاح الخلو بكسر الخاء و سكون اللام الخالي و قوله ع خلو من خلقه أي من صفات خلقه أو من مخلوقاته فيدل على نفي الصفات الموجودة الزائدة لأنها لا بد أن تكون مخلوقة لله تعالى بانضمام المقدمتين الأخيرتين المبنيتين على التوحيد و اتصافه بمخلوقه مستحيل لما تقرر من أن الشي‏ء لا يكون فاعلا و قابلا لشي‏ء واحد و يدل أيضا على بطلان ما ذهب إليه جماعة من كونه تعالى معروضا لماهيات الممكنات و قوله ع و خلقه خلو منه أي من صفاته أو المراد أنه لا يحل في شي‏ء بوجه من الوجوه فينفي كونه عارضا لشي‏ء أو حالا فيه أو متمكنا فيه إذ ما من شي‏ء إلا و هو مخلوق له بحكم المقدمتين الأخيرتين

 21-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن  النظر عن ابن حميد رفعه قال سئل علي بن الحسين ع عن التوحيد فقال إن الله تعالى علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ و الآيات من سورة الحديد إلى قوله وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ فمن رام ما وراء ذلك فقد هلك

 بيان ظاهره المنع عن التفكر و الخوض في مسائل التوحيد و الوقوف مع النصوص و قيل المراد أنه تعالى بين لهم صفاته ليتفكروا فيها و لا يخفى بعده

 22-  سن، ]المحاسن[ أبي عن صفوان و ابن أبي عمير معا عن عبد الرحمن بن الحجاج عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد الله ع يا سليمان إن الله يقول وَ أَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا

 23-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن محمد بن يحيى عن عبد الرحيم القصير قال سألت أبا عبد الله ع عن شي‏ء من الصفة فقال فرفع يديه إلى السماء ثم قال تعالى الله الجبار إنه من تعاطى ما ثم هلك يقولها مرتين

 بيان تعالى الله الجبار أي عن أن يكون له جسم أو صورة أو يوصف بصفة زائدة على ذاته و أن يكون لصفاته الحقيقية بيان حقيقي من تعاطى أي تناول بيان ما ثم من صفاته الحقيقية هلك و ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً

 24-  سن، ]المحاسن[ بعض أصحابنا عن حسين بن مياح عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من نظر في الله كيف هو هلك

 25-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع يا محمد إن الناس لا يزال لهم المنطق حتى يتكلموا في الله فإذا سمعتم ذلك فقولوا لا إله إلا الله الواحد الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ

   بيان أي إذا سمعتم الكلام في الله فاقتصروا على التوحيد و نفي الشريك منبها على أنه لا يجوز الكلام فيه و تبيين معرفته إلا بسلب التشابه و التشارك بينه و بين غيره أو إذا أجروا الكلام في الجسم و الصورة فقولوا ذلك تنزيها له عما يقولون

 26-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن ثعلبة عن الحسن الصيقل عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال تكلموا فيما دون العرش و لا تكلموا فيما فوق العرش فإن قوما تكلموا في الله فتاهوا حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه

 27-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن أبي عمير عن حفص أخي مرازم عن الفضل بن يحيى قال سأل أبي أبا الحسن موسى بن جعفر ع عن شي‏ء من الصفة فقال لا تجاوز عما في القرآن

 28-  سن، ]المحاسن[ أبو أيوب المدني عن ابن أبي عمير عن ابن بكير عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال إن ملكا كان في مجلسه فتناول الرب تبارك و تعالى ففقد فما يدرى أين هو

 بيان أي فقد من مكانه سخطا من الله عليه أو تحير و سار في الأرض فلم يعرف له خبر و قيل هو على المعلوم أي ففقد ما كان يعرف و كان لا يدري في أي مكان هو من الحيرة و لا يخفى ما فيه

 29-  سن، ]المحاسن[ محمد بن عيسى عمن ذكره رفعه قال سئل أبو جعفر ع أ يجوز أن يقال لله إنه موجود قال نعم تخرجه من الحدين حد الإبطال و حد التشبيه

 30-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ لقد مر أمير المؤمنين ع على قوم من أخلاط المسلمين ليس فيهم مهاجري و لا أنصاري و هم قعود في بعض المساجد في أول يوم من شعبان و إذا هم يخوضون في أمر القدر و غيره مما اختلف الناس فيه قد ارتفعت أصواتهم و اشتد فيه جدالهم فوقف عليهم و سلم فردوا عليه و وسعوا له و قاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم ثم قال لهم و ناداهم يا معاشر المتكلمين أ لم تعلموا أن لله عبادا قد أسكتتهم خشيته من غير عي و لا بكم و أنهم هم الفصحاء البلغاء الألباء العالمون بالله و أيامه  و لكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم و انقطعت أفئدتهم و طاشت عقولهم و تاهت حلومهم إعزازا لله و إعظاما و إجلالا فإذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية يعدون أنفسهم مع الظالمين و الخاطئين و إنهم برآء من المقصرين و المفرطين ألا إنهم لا يرضون الله بالقليل و لا يستكثرون لله الكثير و لا يدلون عليه بالأعمال فهم إذا رأيتهم مهيمون مروعون خائفون مشفقون وجلون فأين أنتم منهم يا معشر المبتدعين أ لم تعلموا أن أعلم الناس بالضرر أسكتهم عنه و أن أجهل الناس بالضرر أنطقهم فيه

 بيان لا يدلون من قولهم أدل عليه أي أوثق بمحبته فأفرط عليه و الهيام الجنون من العشق

 31-  كش، ]رجال الكشي[ علي بن محمد عن محمد بن موسى الهمداني عن الحسن بن موسى الخشاب عن غيره عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي قال اجتمع ابن سالم و هشام بن الحكم و جميل بن دراج و عبد الرحمن بن الحجاج و محمد بن حمران و سعيد بن غزوان و نحو من خمسة عشر من أصحابنا فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التوحيد و صفة الله عز و جل و عن غير ذلك لينظروا أيهم أقوى حجة فرضي هشام بن سالم أن يتكلم عند محمد بن أبي عمير و رضي هشام بن الحكم أن يتكلم عند محمد بن هشام فتكالما و ساقا ما جرى بينهما و قال قال عبد الرحمن بن حجاج لهشام بن الحكم كفرت و الله بالله العظيم و ألحدت فيه ويحك ما قدرت أن تشبه بكلام ربك إلا العود يضرب به قال جعفر بن محمد بن حكيم فكتب إلى أبي الحسن موسى ع يحكي له مخاطبتهم و كلامهم و يسأله أن يعلمهم ما القول الذي ينبغي أن يدين الله به من صفة الجبار فأجابه في عرض كتابه فهمت رحمك الله و اعلم رحمك الله أن الله أجل و أعلى و أعظم من أن يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه و كفوا عما سوى ذلك

 32-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن ابن أبي نجران قال سألت أبا جعفر الثاني ع عن التوحيد فقلت أتوهم شيئا فقال نعم غير معقول و لا محدود فما وقع وهمك عليه من شي‏ء فهو خلافه لا يشبهه شي‏ء و لا تدركه الأوهام كيف تدركه الأوهام و هو خلاف ما يعقل و خلاف ما يتصور في الأوهام إنما يتوهم شي‏ء غير معقول و لا محدود

   بيان اعلم أن من المفهومات مفهومات عامة شاملة لا يخرج منها شي‏ء من الأشياء لا ذهنا و لا عينا كمفهوم الشي‏ء و الموجود و المخبر عنه و هذه معان اعتبارية يعتبرها العقل لكل شي‏ء إذا تقرر هذا فاعلم أن جماعة من المتكلمين ذهبوا إلى مجرد التعطيل و منعوا من إطلاق الشي‏ء و الموجود و أشباههما عليه محتجين بأنه لو كان شيئا شارك الأشياء في مفهوم الشيئية و كذا الموجود و غيره و ذهب إلى مثل هذا بعض معاصرينا فحكم بعدم اشتراك مفهوم من المفهومات بين الواجب و الممكن و بأنه لا يمكن تعقل ذاته و صفاته تعالى بوجه من الوجوه و بكذب جميع الأحكام الإيجابية عليه تعالى و يرد قولهم الأخبار السالفة و بناء غلطهم على عدم الفرق بين مفهوم الأمر و ما صدق عليه و بين الحمل الذاتي و الحمل العرضي و بين المفهومات الاعتبارية و الحقائق الموجودة. فأجاب ع بأن ذاته تعالى و إن لم يكن معقولا لغيره و لا محدودا بحد إلا أنه مما يصدق عليه مفهوم شي‏ء لكن كل ما يتصور من الأشياء فهو بخلافه لأن كل ما يقع في الأوهام و العقول فصورها الإدراكية كيفيات نفسانية و أعراض قائمة بالذهن و معانيها مهيات كلية قابلة للاشتراك و الانقسام فهو بخلاف الأشياء