باب 12- آخر في النهي عن الاستمطار بالأنواء و الطيرة و العدوى

الآيات النمل قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ يس قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَ لَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ الواقعة وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ تفسير قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ أي تشأمنا بكم إذ تتابعت علينا الشدائد من القحط و غيره و وقع بيننا الافتراق بما اخترعتم من دينكم قالَ طائِرُكُمْ أي سببكم الذي جاء منه شركم عِنْدَ اللَّهِ و هو قضاؤه و قدره أو أعمالكم السيئة المكتوبة عنده بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ أي تختبرون بتعاقب السراء و الضراء و فيه دلالة على أنه لا أصل للطيرة و أن ما يقع من الخير و الشر بقدر الله مترتبا على الأعمال الحسنة و السيئة كما قال وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ قال صاحب الكشاف كان الرجل يخرج مسافرا فيمر بطير فيزجره و إن مر سانحا تيمن و إن مر بارحا تشأم فلما نسبوا الخير و الشر إلى الطائر استعير لما كان سببا للخير و الشر و هو قدر الله و قسمته. إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ قال البيضاوي تشأمنا بكم و ذلك لاستغرابهم ما ادعوه   و استقباحهم له و تنفرهم عنه لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا عن مقالتكم هذه طائِرُكُمْ مَعَكُمْ سبب شومكم معكم و هو سوء عقيدتكم و أعمالكم أَ إِنْ ذُكِّرْتُمْ وعظتم به و جواب الشرط محذوف مثل تطيرتم أو توعدتم بالرجم و التعذيب بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ قوم عادتكم الإسراف في العصيان فمن ثم جاءكم الشوم أو في الضلال و لذلك توعدتم و تشأمتم بمن يجب أن يكرم و يتبرك به. وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ قال الطبرسي ره أي و تجعلون حظكم من الخير الذي هو كالرزق لكم أنكم تكذبون به و قيل و تجعلون شكر رزقكم التكذيب عن ابن عباس قال أصاب الناس عطش في بعض أسفاره فدعا ص فسقوا فسمع رجلا يقول مطرنا بنوء كذا فنزلت الآية و قيل معناه و تجعلون حظكم من القرآن الذي رزقكم الله التكذيب به عن الحسن و قرأه علي ع و ابن عباس و رويت عن النبي ص و تجعلون شكركم فالمعنى تجعلون مكان الشكر الذي يجب عليكم التكذيب و قد يكون المعنى و تجعلون شكر رزقكم التكذيب قال ابن جني هو على و تجعلون بدل شكركم

1-  تفسير علي بن إبراهيم، عن محمد بن أحمد بن ثابت عن الحسن بن محمد بن سماعة و أحمد بن الحسن القزاز جميعا عن صالح بن خالد عن ثابت بن شريح عن أبان بن تغلب عن عبد الأعلى الثعلبي و لا أراني إلا و قد سمعته من عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عليا ع قرأ بهم الواقعة و تجعلون شكركم أنكم تكذبون فلما انصرف قال إني قد عرفت أنه سيقول قائل لم قرأ هكذا قراءتها إني سمعت رسول الله ص يقرؤها كذلك و كانوا إذا مطروا قالوا مطرنا   بنوء كذا و كذا فأنزل الله و تجعلون شكركم أنكم تكذبون

2-  و عن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ قال بل هي و تجعلون شكركم أنكم تكذبون

 توضيح قوله و لا أراني كلام ثابت أي أظن أني سمعت الحديث من عبد الأعلى بغير توسط أبان و قال الجزري في النهاية فيه ثلاث من أمر الجاهلية الطعن في الأنساب و النياحة و الأنواء و قد تكرر ذكر النوء و الأنواء في الحديث و منه الحديث مطرنا بنوء كذا و الأنواء هي ثمان و عشرون منزلة ينزل القمر في كل ليلة في منزلة منها و منه قوله تعالى وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ يسقط في المغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر و تطلع أخرى مقابلتها ذلك الوقت في المشرق فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة و كانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة و طلوع رقيبها يكون مطر و ينسبونه إليها فيقولون مطرنا بنوء كذا و إنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق يقال ناء ينوء نوءا أي نهض و طلع و قيل أراد بالنواء الغروب و هو من الأضداد قال أبو عبيد لم نسمع في النوء أنه السقوط إلا في هذا الموضع و إنما غلظ النبي ص في أمر الأنواء لأن العرب كانت تنسب المطر إليها فأما من جعل المطر من فعل الله تعالى و أراد بقوله مطرنا بنوء كذا أي في وقت كذا و هو هذا النواء الفلاني فإن ذلك جائز أي إن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الأوقات انتهى. و قال ابن العربي من انتظر المطر منها على أنها فاعلة من دون الله أو يجعل الله شريكا فيها فهو كافر و من انتظره منها على إجراء العادة فلا شي‏ء عليه و قال النووي لكنه يكره لأنه شعار الكفر و موهم له

    -3  معاني الأخبار، عن ابن عقدة عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال ثلاثة من عمل الجاهلية الفخر بالأنساب و الطعن في الأحساب و الاستسقاء بالأنواء

 قال الصدوق ره أخبرني محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد أنه قال سمعت عدة من أهل العلم يقولون إن الأنواء ثمانية و عشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها من الصيف و الشتاء و الربيع و الخريف يسقط منها في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته و كلاهما معلوم مسمى و انقضاء هذه الثمانية و العشرين كلها مع انقضاء السنة ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استئناف السنة المقبلة و كانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم و طلع آخر قالوا لا بد أن يكون عند ذلك رياح و مطر فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون مطرنا بنوء الثريا و الدبران و السماك و ما كان من هذه النجوم فعلى هذا فهذه هي الأنواء واحدها نوء و إنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع و هو ينوء نوءا و ذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به و كذلك كل ناهض ينتقل بإبطاء فإنه ينوء عند نهوضه قال الله تبارك و تعالى لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ

4-  و منه، عن محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبد العزيز عن   أبي عبيد القاسم بن سلام بأسانيد متصلة إلى النبي ص قال نهى ص عن ذبائح الجن و ذبائح الجن أن يشترى الدار أو يستخرج العين أو ما أشبه ذلك فيذبح له ذبيحة للطيرة قال أبو عبيد معناه أنهم كانوا يتطيرون إلى هذا الفعل مخافة إن لم يذبحوا أو يطعموا أن يصيبهم فيها شي‏ء من الجن فأبطل النبي ص هذا و نهى عنه

5-  و قال ص لا توردن ذو عاهة على مصح يعني الرجل يصيب إبله الجرب أو الداء فقال لا توردنها على مصح و هو الذي إبله و ماشيته صحاح بريئة من العاهة قال أبو عبيد وجهه عندي و الله أعلم أنه خاف أن ينزل بهذه الصحاح من الله عز و جل ما نزل بتلك فيظن المصح أن تلك أعدتها فيأثم في ذلك

6-  الخصال، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي عن سليمان بن جعفر البصري عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة الفخر بالأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة الخبر

7-  الخرائج، روي أنه في وقعة تبوك أصاب الناس عطش فقالوا يا رسول الله لو دعوت الله لسقانا فقال ص لو دعوت الله لسقيت قالوا يا رسول الله ادع لنا ليسقينا فدعا فسالت الأودية فإذا قوم على شفير الوادي يقولون مطرنا بنوء الذراع و بنوء كذا فقال رسول الله ص أ لا ترون فقال خالد أ لا أضرب أعناقهم فقال رسول الله ص يقولون هكذا و هم يعلمون أن الله أنزله

    بيان يدل على حرمة هذا القول أو الكراهة الشديدة و أنه لا يصير سببا للكفر مع عدم الاعتقاد بكونها مؤثرة و أن هذا الاعتقاد كفر يوجب الارتداد و استحقاق القتل

8-  العياشي، عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد الله ع عن قوله تعالى وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ قال كانوا يقولون نمطر بنوء كذا و بنوء كذا و منها أنهم كانوا يأتون الكهان فيصدقونهم بما يقولون

 بيان قال الطبرسي ره في قوله تعالى وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ اختلف في معناه على أقوال أحدها أنهم مشركو قريش كانوا يقرون بالله خالقا و محييا و مميتا و يعبدون الأصنام و يدعونها آلهة عن ابن عباس و ثانيها أنها نزلت في مشركي العرب إذا سئلوا من خلق السماوات و الأرض و ينزل القطر قالوا الله ثم هم يشركون كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه و ما ملك و ثالثها أنهم أهل الكتاب آمنوا بالله و اليوم الآخر و التوراة و الإنجيل ثم أشركوا بإنكار القرآن و إنكار نبوة نبينا ص و هذا القول مع ما تقدم رواه دارم بن قبيصة عن الرضا عن جده أبي عبد الله ع و رابعها أنهم المنافقون يظهرون الإيمان و يشركون في السر و خامسها أنهم المشبهة آمنوا في الجملة و أشركوا بالتفصيل عن ابن عباس أيضا و سادسها أن المراد بالإشراك شرك الطاعة لا شرك العبادة أطاعوا الشيطان في المعاصي التي يرتكبونها مما أوجب الله عليها النار فأشركوا بالله في طاعته و لم يشركوا في عبادته فيعبدون معه غيره عن أبي جعفر ع

 و روي عن أبي عبد الله ع أنه قال قول الرجل لو لا فلان لهلكت و لو لا فلان لضاع عيالي جعل لله شريكا في ملكه يرزقه و يدفع عنه فقيل له لو قال لو لا أن من الله علي بفلان   لهلكت قال لا بأس بهذا

 و في رواية زرارة و محمد بن مسلم و حمران عنهما ع أنه شرك النعم

 و روى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع قال إنه شرك لا يبلغ به الكفر

انتهى و أقول ما ورد في الخبر قريب من الوجه الأخير و يدل على حرمة الاعتقاد بالنجوم و الكهانة

9-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن النضر بن قرواش الجمال قال سألت أبا عبد الله ع عن الجمال يكون بها الجرب أعزلها من إبلي مخافة أن يعديها جربها و الدابة ربما صفرت لها حتى تشرب الماء فقال أبو عبد الله ع إن أعرابيا أتى رسول الله ص فقال يا رسول الله إني أصيب الشاة و البقرة و الناقة بالثمن اليسير و بها جرب فأكره شراءها مخافة أن يعدي ذلك الجرب إبلي و غنمي فقال له رسول الله ص يا أعرابي فمن أعدى الأول ثم قال رسول الله ص لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا شؤم و لا صفر و لا رضاع بعد فصال و لا تعرب بعد هجرة و لا صمت يوما إلى الليل و لا طلاق قبل نكاح و لا عتق قبل ملك و لا يتم بعد إدراك

 إيضاح قوله ص لا عدوى قال في النهاية فيه لا عدوى و لا صفر العدوى اسم من الإعداء كالدعوى و التقوى من الادعاء و الاتقاء يقال أعداه   الداء يعديه إعداء و هو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء و ذلك أن يكون ببعير جرب مثلا فتتقى مخالطته بإبل أخرى حذرا أن يتعدى إليها ما به من الجرب فيصيبها ما أصابه و قد أبطله الإسلام لأنهم كانوا يظنون أن المرض بنفسه يتعدى فأعلمهم النبي ص أنه ليس الأمر كذلك و إنما الله تعالى هو الذي يمرض و ينزل الداء و لهذا قال في بعض الأحاديث فمن أعدى البعير الأول أي من أين صار فيه الجرب انتهى. و أقول يمكن أن يكون المراد نفي استقلال العدوى بدون مدخلية مشيته تعالى بل مع الاستعاذة بالله يصرفه عنه فلا ينافي الأمر بالفرار من المجذوم و أمثاله لعامة الناس الذين لضعف يقينهم لا يستعيذون به تعالى و تتأثر نفوسهم بأمثاله. و قد روي أن علي بن الحسين ع أكل مع المجذومين و دعاهم إلى طعامه و شاركهم في الأكل مع أنه يمكن أن يكون من خصائصهم ع لأن الله يعصمهم عن الأمراض المشينة التي توجب نفرة الناس عنهم و قيل الجذام مستثنى من هذه الكلية أي عدم العدوى و قال الطيبي في شرح المشكاة العدوى مجاوزة العلة أو الخلق إلى الغير و هو بزعم الطب في سبع الجذام و الجرب و الجدري و الحصبة و البخر و الرمد و الأمراض الوبائية فأبطله الشرع أي لا تسري علته إلى شخص و قيل بل نفى استقلال تأثيره بل هو متعلق بمشية الله تعالى و لذا منع من مقاربته كمقاربة الجدار المائل و السفينة المعيبة و أجاب الأولون بأن النهي عنها للشفقة خشية أن يعتقد حقيته إن اتفق إصابة عاهته و أرى هذا القول أولى لما فيه من التوفيق بين الأحاديث و الأصول الطبية التي ورد الشرع باعتبارها على وجه لا يناقض أصول التوحيد انتهى. و لا طيرة هذه أيضا مثل السابقة و المراد به النهي عن التطير و التشؤم بالأمور التي يحترز منها العوام أو لا تأثير للطيرة مطلقا أو على وجه الاستقلال بل مع قوة النفس و عدم التأثر بها و التوكل على الله تعالى يرتفع تأثيرها و يؤيد   الأخير ما سيأتي و ما ورد في بعض الأخبار الدالة على تأثيرها في الجملة و ما ورد في بعض الأدعية من الاستعاذة منها قال الجزري في النهاية الطيرة بكسر الطاء و فتح الياء و قد تسكن هي التشؤم بالشي‏ء و هو مصدر تطير يقال تطير طيرة كتخير خيرة و لم يجئ من المصادر هكذا غيرهما و أصله فيما يقال التطير بالسوانح و البوارح من الطير و الظباء و غيرهما فكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع و أبطله و نهى عنه و أخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع و دفع ضر و منه الحديث ثلاث لا يسلم منها أحد الطيرة و الحسد و الظن قيل فما نصنع قال إذا تطيرت فامض و إذا حسدت فلا تبغ و إذا ظننت فلا تحقق. و قال في قوله و لا هامة الهامة الرأس و اسم طائر و هو المراد في الحديث و ذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها و هي من طير الليل و قيل هي البومة و قيل إن العرب كانت تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فتقول اسقوني اسقوني فإذا أدرك بثأره طارت و قيل كانوا يزعمون أن عظام الميت و قيل روحه تصير هامة و يسمونه الصدى فنفاه الإسلام و نهاهم عنه انتهى و قيل هي البومة إذا سقطت على دار أحدهم رآها ناعية له أو لبعض أهله و هو بتخفيف الميم على المشهور و قيل بتشديدها. و قوله و لا شؤم هو كالتأكيد لما سبق قال الجزري فيه أيضا قال إن كان الشؤم في شي‏ء ففي ثلاث المرأة و الدار و الفرس أي إن كان ما يكره و يخاف عاقبته ففي هذه الثلاث و تخصيصه لها لأنه لما أبطل مذهب العرب في التطير بالسوانح و البوارح من الطير و الظباء و نحوهما قال فإن كانت لأحدكم دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس يكره ارتباطها فليفارقها بأن ينتقل عن الدار و يطلق المرأة و يبيع الفرس و قيل إن شوم الدار ضيقها و سوء جارها و شوم

    المرأة أن لا تلد و شوم الفرس أن لا يغزى عليها و الواو في الشؤم همزة و لكنها خففت فصارت واوا و غلب عليها التخفيف حتى لم ينطق بها مهموزة و الشوم ضد اليمن يقال تشأمت بالشي‏ء و تيمنت به انتهى و قيل شوم المرأة غلاء مهرها و سوء خلقها و قال الخطابي من العامة هو مستثنى من الطيرة أي هي منهية إلا في الثلاثة فليفارقها و قال الطيبي ليس هو من باب التطير بل إرشاد بأن من يكره واحدا من الثلاثة يفارقها و لذا جعل منه فرضا يقول إن يكن الطيرة انتهى. و أقول هذا الأخير أظهر و ورد الخبر في أخبارنا أيضا كما سيأتي في كتاب النكاح إن شاء الله. و لا صفر قال في النهاية كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال له الصفر تصيب الإنسان إذا جاع و تؤذيه و أنها تعدي فأبطل الإسلام ذلك و قيل أراد به النسي‏ء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية و هو تأخير المحرم إلى صفر و يجعلون صفر هو الشهر الحرام فأبطله انتهى و قيل هو الشهر المعروف زعموا أنه تكثر فيه الدواهي و الفتن فنفاه الشارع و يحتمل أن يكون المراد هنا النهي عن الصفير بقرينة أنه ع لم يذكر الجواب عنه و هو بعيد و الظاهر أن الراوي ترك جواب الصفير و يظهر من بعض الأخبار كراهته. و لا رضاع بعد فصال و في سائر الروايات بعد فطام أي لا حكم للرضاع بعد الزمان الذي يجب فيه قطع اللبن عن الولد أي بعد الحولين فلا ينشر الحرمة و لا تعرب بعد هجرة أي لا يجوز اللحوق بالأعراب و ترك الهجرة بعدها و عد في كثير من الأخبار من الكبائر و لا صمت يوما إلى الليل أي لا يجوز التعبد بصوم الصمت الذي كان في الأمم السابقة فإنه منسوخ في هذا   الشرع بدعة و لا طلاق قبل نكاح كأن يقول إذا تزوجت فلانة فهي طالق فلا يتحقق هذا الطلاق و كذا قوله لا عتق قبل ملك. و لا يتم بعد إدراك أي ترتفع أحكام اليتم من حجره و ولاية الولي عليه و حرمة أكل ماله بغير إذن وليه و غيرها بعد بلوغه و ستأتي تفاصيل تلك الأحكام في محالها إن شاء الله تعالى

10-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص كفارة الطير التوكل

 بيان أي التوكل على الله يرفع ذنب ما خطر بالبال من التشؤم بالأشياء التي نهي عن التشؤم بها أو أنه يرفع تأثير ذلك كما ترفع الكفارة تأثير الذنب قال الجزري و منه الحديث الطيرة شرك و ما منا إلا و لكن الله يذهبه بالتوكل هكذا جاء الحديث مقطوعا و لم يذكر المستثنى أي إلا و قد يعتريه التطير و تسبق إلى قلبه الكراهة فحذف اختصارا و اعتمادا على فهم السامع و إنما جعل الطيرة من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعا أو يدفع عنهم ضرا إذا عملوا بموجبه فكأنهم أشركوه مع الله تعالى في ذلك و قوله و لكن الله يذهبه بالتوكل معناه أنه إذا خطر له عارض التطير فتوكل على الله تعالى و سلم إليه و لم يعمل بذلك الخاطر غفره الله تعالى له و لم يؤاخذه به

11-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو بن حريث قال قال أبو عبد الله ع الطيرة على ما تجعلها إن هونتها تهونت و إن شددتها تشددت و إن لم تجعلها شيئا لم تكن شيئا

    -12  و منه، عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي مالك الحضرمي عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة لم ينج منها نبي فمن دونه التفكر في الوسوسة في الخلق و الطيرة و الحسد إلا أن المؤمن لا يستعمل حسده

13-  الخصال، عن أبيه عن أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى العطار جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله ع قال ثلاث لم يعر منها نبي فمن دونه الطيرة و الحسد و التفكر في الوسوسة في الخلق

 قال الصدوق ره معنى الطيرة في هذا الموضع هو أن يتطير منهم قومهم فأما هم ع فلا يتطيرون و ذلك كما قال الله عز و جل عن قوم صالح قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ و كما قال آخرون لأنبيائهم إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ الآية و أما الحسد في هذا الموضع هو أن يحسدوا لا أنهم يحسدون غيرهم و ذلك كما قال الله عز و جل أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً و أما التفكر في الوسوسة في الخلق فهو بلواهم ع بأهل الوسوسة لا غير ذلك و ذلك كما حكى الله عن وليد بن المغيرة المخزومي إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ يعني قال للقرآن إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ. بيان ما ذكره الصدوق ره وجه متين في الخبر الذي رواه في الخصال و أما سائر الأخبار المروية من طرق الخاصة و العامة المشتملة على التتمات فهذا   الوجه لا يجري فيها إلا بتكلف كثير و الظاهر أن المراد بالطيرة فيها انفعال النفس عما يتشأم به أو تأثيرها واقعا و حصول مقتضاها و الأول في المعصومين ع أظهر بأن يخطر ببالهم الشريفة ثم يدفعوا أثرها بالتوكل و هذا لا ينافي العصمة و أما الحسد فظاهرها أن الحسد المركوز في الخاطر إذا لم يظهره الإنسان لم يكن معصية و لا استبعاد فيه فإنه في أكثر الخلق ليس باختيار و يمكن أن يراد به ما يعم الغبطة و يكون هذه هي الحاصلة فيهم و أما التفكر في الوسوسة في الخلق فيحتمل وجهين الأول أن يراد به التفكر فيما يحصل في نفس الإنسان في خالق الأشياء و كيفية خلقها و منها ربط الحادث بالقديم و خلق أعمال العباد و مسألة القضاء و القدر و التفكر في الحكمة في خلق بعض الشرور في العالم كل ذلك من غير استقرار في النفس و حصول شك بسببها

 كما روى الكليني بإسناده عن محمد بن حمران قال سألت أبا عبد الله ع عن الوسوسة فقال لا شي‏ء فيها تقول لا إله إلا الله

 و بإسناده عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال قلت له إنه يقع في قلبي أمر عظيم فقال قل لا إله إلا الله فقال جميل فكلما وقع في قلبي شي‏ء قلت لا إله إلا الله فذهب عني

 و بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال جاء رجل إلى النبي ص فقال يا رسول الله هلكت فقال له أتاك الخبيث فقال لك من خلقك فقلت الله فقال لك الله من خلقه فقال إي و الذي بعثك بالحق لكان كذا فقال رسول الله ص ذاك و الله محض الإيمان

 قال ابن أبي عمير فحدثت بذلك عبد الرحمن بن الحجاج فقال حدثني أبو عبد الله ع أن رسول الله ص إنما عنى بقوله هذا و الله محض الإيمان خوفه أن يكون قد هلك حيث عرض له ذلك في قلبه

 و قد روت العامة   في صحاحهم أنه سئل النبي ص عن الوسوسة فقال تلك محض الإيمان

 و في رواية أخرى يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا و كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله و لينته

الثاني أن المراد بالخلق المخلوقات و بالتفكر فيهم بالوسوسة التفكر و حديث النفس بعيوبهم و تفتيش أحوالهم و يؤيد هذا الوجه ما رواه الجزري في النهاية و نقلناه آنفا

14-  الخصال، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص رفع عن أمتي تسعة الخطاء و النسيان و ما أكرهوا عليه و ما لا يعلمون و ما لا يطيقون و ما اضطروا إليه و الحسد و الطيرة و التفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة

 الفقيه، عن النبي ص مرسلا مثله بيان لعل قوله ص ما لم ينطق بشفة قيد للثلاثة الأخيرة و قد مر شرح الخبر بتمامه في كتاب العدل

15-  الكافي، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد بن خالد عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن موسى ع قال الشؤم للمسافر في طريقه خمسة أشياء الغراب النائق عن يمينه و الناشر لذنبه و الذئب العاوي الذي يعوي في وجه الرجل و هو مقع على ذنبه ثم يرتفع ثم ينخفض ثلاثا و الظبي السانح عن يمين إلى شمال و البومة الصارخة و المرأة الشمطاء تلقى   فرجها و الأتان العضباء يعني الجدعاء فمن أوجس في نفسه منهن شيئا فليقل اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي فيعصم من ذلك

 الخصال، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد مثله إلى قوله من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك

بيان الشؤم للمسافر أي ما يتشأم به الناس و ربما تؤثر بتأثر النفس بها و يدفع ضررها بالتوكل و الدعاء المذكور في الخبر و غيره كما مر في الطيرة قوله ع خمسة كذا في الخصال و المحاسن و أكثر نسخ الفقيه و في بعضها سبعة و في بعضها ستة و في الفقيه و الكلب الناشر و في الخصال كالكافي و الناشر فيكون نوعا آخر لشؤم الغراب و في المحاسن بدون الواو أيضا فيكون صفة أخرى للغراب فقد ظهر أن الظاهر على بعض النسخ ستة و على بعضها سبعة فالخمسة إما من تصحيف النساخ أو مبني على عد الثلاثة المصوتة واحدة أو عد الكلب و الذئب واحدا لأنهما من السباع و الغراب و البوم واحدا لأنهما من الطير و يمكن عطف المرأة على بعض النسخ و الأتان على بعضها على الخمسة فيكون إفراد الخمسة لشهرتها بينهم أو لزيادة شؤمها. قوله ع و هو مقع يقال أقعى الكلب إذا جلس على استه مفترشا رجليه و ناصبا يديه و الظاهر رجوع ضميري يرتفع و ينخفض إلى الذئب و يقال إن هذا دأبه غالبا إذا لقي إنسانا يفعل ذلك لإثارة الغبار في وجهه و قيل هما يرجعان إلى صوته أو إلى ذنبه و لا يخفى بعدهما قوله ع و الظبي السانح قال في النهاية البارح ضد السانح فالسانح ما مر من الطير و الوحش بين يديك من جهة يسارك إلى يمينك و العرب تتيمن بذلك لأنه أمكن للرمي و الصيد و البارح ما مر من يمينك إلى يسارك و العرب تتطير به لأنه لا يمكنك أن   ترميه حتى تنحرف و نحوه قال الجوهري و غيره فالمراد بالسانح هنا المعنى اللغوي من قولهم سنح له أي عرض له و ظهر و قال الكفعمي ره منهم من يتيمن بالبارح و يتشأم بالسانح كأهل الحجاز و أما النجديون فهم على العكس من ذلك. و المرأة الشمطاء قال الجوهري الشمط بياض شعر الرأس يخالط سواده و الرجل أشمط و المرأة شمطاء و قوله تلقى فرجها الظاهر عندي أنه كناية عن استقبالها إياك و مجيئها من قبل وجهك فإن فرجها من قدامها و قال الفاضل أمين الدين الأسترآبادي ره الظاهر أن المراد من قوله تلقاء فرجها أن تستقبلك بفرج خمارها فتعرف أنها شمطاء و قال غيره ممن لقيته يحتمل أن يكون المراد افتراشها على الأرض من الإلقاء أو كناية عن كونها زانية و يحتمل أن يكون تتلقى فحذفت إحدى التاءين فالمراد مواجهتها لفرجها بأن تكون جالسة بحيث يواجه الشخص فرجها و لا يخفى بعد تلك الوجوه و ركاكتها و الأتان العضباء المقطوعة الأذن و لذا فسرها بالجدعاء لئلا يتوهم أن المراد المشقوقة الأذن قال الجوهري ناقة عضباء أي مشقوقة الأذن و قال الفيروزآبادي العضباء الناقة المشقوقة الأذن و من آذان الخيل الذي جاوز القطع ربعها و قال الجدع كالمنع قطع الأنف أو الأذن أو اليد أو الشفة

16-  الدر المنثور، عن ابن عباس قال مطر الناس على عهد رسول الله ص فقال النبي ص أصبح من الناس شاكر و منهم كافر قالوا هذه رحمة وضعها الله و قال بعضهم لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآية فَلا   أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ حتى يبلغ وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ

17-  و عن ابن عباس أنه كان يقرأ و تجعلون شكركم أنكم تكذبون قال يعني الأنواء و ما مطر قوم إلا أصبح بعضهم كافرا و كانوا يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا فأنزل الله وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ

18-  و عن أبي خدرة قال نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار في غزوة تبوك و نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله ص أن لا يحملوا من مائها شيئا ثم ارتحل ثم نزل منزلا آخر و ليس معهم ماء فشكوا ذلك إلى النبي ص فقام فصلى ركعتين ثم دعا فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق ويحك قد ترى ما دعا النبي ص فأمطر الله علينا السماء فقال إنما مطرنا بنوء كذا و كذا فأنزل الله وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ

19-  و عن علي ع عن النبي ص في قوله وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ قال شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا و كذا و بنجم كذا و كذا

20-  و عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قرأ علي الواقعة في الفجر فقال و تجعلون شكركم أنكم تكذبون فلما انصرف قال إني قد عرفت أنه سيقول قائل لم قرأها هكذا إني سمعت رسول الله ص يقرؤها كذلك كانوا إذا أمطروا قالوا مطرنا بنوء كذا و كذا فأنزل الله و تجعلون شكركم أنكم إذا مطرتم به تكذبون

    -21  و عن قتادة وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ قال أما الحسن فقال بئس ما أخذ القوم لأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله إلا التكذيب قال و ذكر لنا أن الناس أمحلوا على عهد نبي الله ص فقالوا يا نبي الله لو استقيت لنا فقال عسى قوم أن سقوا أن يقولوا سقينا بنوء كذا و كذا فاستسقى نبي الله ص لهم فمطروا فقال رجل إنه قد كان بقي من الأنواء كذا و كذا فأنزل الله وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ

22-  و عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي ص لو أمسك الله المطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله لأصبحت طائفة كافرين قالوا هذه بنوء الدبران

23-  و عن زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله ص صلاة الصبح من الحديبية في أثر سماء فلما سلم أقبل علينا فقال أ لم تسمعوا ما قال ربكم في هذه الآية ما أنعمت على عبادي نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين فأما من آمن بي و حمدني على سقياي فذلك الذي آمن بي و كفر بالكوكب و من قال مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك الذي آمن بالكوكب و كفر بي

24-  و عن ابن عباس أن النبي ص قال يوما لأصحابه هل تدرون ما ذا قال ربكم قالوا الله و رسوله أعلم قال إنه يقول إن الذين يقولون نستقي بنجم كذا و كذا فقد كفر بالله و آمن بذلك النجم و الذين يقولون سقانا الله فقد آمن بالله و كفر بذلك النجم

    -25  و عن عبد الله بن سخير أن سليمان بن عبد الملك دعاه فقال لو تعلمت علم النجوم فازددت إلى علمك فقال قال رسول الله ص إن أخوف ما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم و التكذيب بالقدر و ظلم الأمة

26-  و عن جابر قال سمعت رسول الله ص يقول أخاف على أمتي ثلاثا استسقاء بالأنواء و حيف السلطان و تكذيبا بالقدر

27-  و عن معاوية الليثي قال قال رسول الله ص يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقا من رزقه فيصبحون مشركين قيل له كيف ذاك يا رسول الله قال يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا

28-  و عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا

29-  و عن ابن عباس قال ما مطر قوم إلا أصبح بعضهم كافرا يقولون مطرنا بنوء كذا و كذا و قرأ ابن عباس و تجعلون شكركم أنكم تكذبون