باب 13- السؤال عن الرسل و الأمم

الآيات المائدة يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ الأعراف فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَ ما كُنَّا غائِبِينَ. تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ أي ما الذي أجابكم قومكم فيما دعوتموهم إليه و هذا تقرير في صورة الاستفهام على وجه التوبيخ للمنافقين عند إظهار فضيحتهم على رءوس الأشهاد قالُوا لا عِلْمَ لَنا قيل فيه أقوال أحدها أن للقيامة أهوالا حتى تزول القلوب عن مواضعها فإذا رجعت القلوب إلى مواضعها شهدوا لمن صدقهم و على من كذبهم يريد أنهم عزبت عنهم أفهامهم من هول يوم القيامة فقالوا لا علم لنا و ثانيها أن المراد لا علم لنا كعلمك لأنك تعلم غيبهم و باطنهم و لسنا نعلم غيبهم و باطنهم و ذلك هو الذي يقع عليه الجزاء و اختاره الجبائي و أنكر القول الأول و قال كيف يجوز ذهولهم من هول يوم القيامة مع قوله سبحانه لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ و قوله لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و يمكن أن يجاب عن ذلك بأن الفزع الأكبر دخول النار و قوله لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ هو كالبشارة بالنجاة من أهوال ذلك اليوم مثل ما يقال للمريض لا بأس عليك و لا  خوف عليك و ثالثها أن معناه لا حقيقة لعلمنا إذ كنا نعلم جوابهم و ما كان من أفعالهم وقت حياتنا و لا نعلم ما كان منهم بعد وفاتنا و إنما الثواب و الجزاء يستحقان بما تقع به الخاتمة مما يموتون عليه و رابعها أن المراد لا علم لنا إلا ما علمتنا فحذف لدلالة الكلام عليه و خامسها أن المراد به تحقيق فضيحتهم أي أنت أعلم بحالهم منا و لا تحتاج في ذلك إلى شهادتنا. و في قوله تعالى فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ أقسم الله سبحانه أنه يسأل المكلفين الذين أرسل إليهم رسله و أقسم أيضا أنه يسأل المرسلين الذين بعثهم فيسأل هؤلاء عن الإبلاغ و أولئك عن الامتثال و هو تعالى و إن كان عالما بما كان منهم فإنما أخرج الكلام مخرج التهديد و الزجر ليتأهب العباد بحسن الاستعداد لذلك السؤال و قيل إنه يسأل الأمم عن الإجابة و يسأل الرسل ما ذا عملت أممهم في ما جاءوا به و قيل إن الأمم يسألون سؤال توبيخ و الأنبياء يسألون سؤال شهادة على الحق و أما فائدة السؤال فأشياء منها أن تعلم الخلائق أنه سبحانه أرسل الرسل و أزاح العلة و أنه لا يظلم أحدا و منها أن يعلموا أن الكفار استحقوا العذاب بأفعالهم و منها أن يزداد سرور أهل الإيمان بالثناء الجميل عليهم و يزداد غم الكفار بما يظهر من أعمالهم القبيحة و منها أن ذلك لطف للمكلفين إذا أخبروا به. و مما يسأل على هذا أن يقال كيف يجمع بين قوله تعالى وَ لا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌّ و قوله فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. و الجواب عنه من وجوه أحدها أنه سبحانه نفى أن يسألهم سؤال استرشاد و

   استعلام و إنما يسألهم سؤال تبكيت و تقريع و لذلك قال عقيبه يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ و أما سؤال المرسلين فهو توبيخ للكفار و تقريع لهم و ثانيها أنهم إنما يسألون يوم القيامة كما قال وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ثم تنقطع مسألتهم عند حصولهم في العقوبة و عند دخولهم النار و ثالثها أن في القيامة مواقف ففي بعضها يسأل و في بعضها لا يسأل فلا تضاد و أما الجمع بين قوله فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ و قوله فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ فهو أن الأول معناه أنهم لا يتساءلون سؤال استخبار عن الحال التي جهلها بعضهم لتشاغلهم عن ذلك و الثاني معناه يسأل بعضهم بعضا سؤال تلاوم كما قال في موضع آخر يَتَلاوَمُونَ و كقوله أَ نَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى و مثل ذلك كثير في القرآن ثم بين سبحانه ما ذكرناه أنه لا يسألهم سؤال استعلام بقوله فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ أي لنخبرنهم بجميع أفعالهم ليعلموا أن أعمالهم كانت محفوظة و ليعلم كل منهم جزاء عمله و أنه لا ظلم عليه و ليظهر لأهل الموقف أحوالهم بِعِلْمٍ قيل معناه نقص عليهم أعمالهم بأنا عالمون بها و قيل معناه بمعلوم كما قال وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ عِلْمِهِ أي من معلومه و قال ابن عباس معنى قوله فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ ينطق عليهم كتاب أعمالهم كقوله سبحانه هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ. وَ ما كُنَّا غائِبِينَ عن علم ذلك و قيل عن الرسل فيما بلغوا و عن الأمم فيما أجابوا و ذكر ذلك مؤكدا لعلمه بأحوالهم و المعنى أنه لا يخفى عليه شي‏ء

 1-  مع، ]معاني الأخبار[ أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري عن محمد بن جعفر الجرجاني  عن محمد بن الحسن الموصلي عن محمد بن عاصم الطريفي عن عباس بن يزيد بن الحسن عن أبيه عن موسى بن جعفر ع قال قال الصادق ع في قول الله عز و جل يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا قال يقولون لا علم لنا سواك قال و قال الصادق ع القرآن كله تقريع و باطنه تقريب

 قال الصدوق يعني بذلك أنه من وراء آيات التوبيخ و الوعيد آيات الرحمة و الغفران. بيان قوله لا علم لنا سواك أي لا يعلم ذلك غيرك فيكون مؤولا ببعض ما مر من الوجوه و يمكن أن يقدر فيه مضاف أي لا علم لنا سوى علمك فكيف نخبرك و في بعض النسخ بسواك فالباء تعليلية أي أنما علمنا أحوالهم بما أخبرتنا فكيف نخبرك و أما ارتباط قوله القرآن كله تقريع بما سبق فهو أن ظاهر هذا الخطاب تهديد و تقريع للرسل و باطنه لطف و تقريب لهم و تهديد و تقريع للكفار و يحتمل أن يكون كلاما مستأنفا و هذا هو الذي ورد في خبر آخر نزل القرآن بإياك أعني و اسمعي يا جارة و أما ما ذكره الصدوق فلا محصل له إلا أن يؤول إلى ما ذكرناه

 2-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال ما ذا أجبتم في أوصيائكم فيقولون لا علم لنا بما فعلوا بعدنا بهم

 3-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان عن ضريس عن أبي جعفر ع في قوله هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ قال إذا كان يوم القيامة و حشر الناس للحساب فيمرون بأهوال يوم القيامة فينتهون إلى العرصة و يشرف الجبار عليهم حتى يجهدوا جهدا شديدا قال يقفون بفناء العرصة و يشرف الجبار عليهم و هو على عرشه فأول من يدعى بنداء يسمع الخلائق أجمعين أن يهتف باسم محمد بن  عبد الله النبي القرشي العربي قال فيتقدم حتى يقف على يمين العرش قال ثم يدعى بصاحبكم علي فيتقدم حتى يقف على يسار رسول الله ص ثم يدعى بأمة محمد ص فيقفون عن يسار علي ثم يدعى كل نبي و أمته معه من أول النبيين إلى آخرهم و أمتهم معهم فيقفون عن يسار العرض قال ثم أول من يدعى للمساءلة القلم قال فيتقدم فيقف بين يدي الله في صورة الآدميين فيقول الله هل سطرت في اللوح ما ألهمتك و أمرتك به من الوحي فيقول القلم نعم يا رب قد علمت أني قد سطرت في اللوح ما أمرتني و ألهمتني من وحيك فيقول الله فمن يشهد لك بذلك فيقول يا رب هل اطلع على مكنون سرك خلق غيرك قال فيقول له أفلجت حجتك قال ثم يدعى باللوح فيتقدم في صورة الآدميين حتى يقف مع القلم فيقول له هل سطر فيك القلم ما ألهمته و أمرته به من وحي فيقول اللوح نعم يا رب و بلغته إسرافيل ثم يدعى بإسرافيل فيتقدم مع القلم و اللوح في صورة الآدميين فيقول الله له هل بلغك اللوح ما ستر فيه القلم فيقول نعم يا رب فبلغته جبرئيل فيدعى بجبرئيل فيتقدم حتى يقف مع إسرافيل فيقول الله له أ بلغك إسرافيل ما بلغ فيقول نعم يا رب و بلغته جميع أنبيائك و أنفذت إليهم جميع ما انتهى إلي من أمرك و أديت رسالاتك إلى نبي نبي و رسول رسول و بلغتهم كل وحيك و حكمتك و كتبك و إن آخر من بلغته رسالتك و وحيك و حكمتك و علمك و كتابك و كلامك محمد بن عبد الله العربي القرشي الحرمي حبيبك قال أبو جعفر ع فأول من يدعى من ولد آدم للمساءلة محمد بن عبد الله فيدنيه الله حتى لا يكون خلق أقرب إلى الله يومئذ منه فيقول الله يا محمد هل بلغك جبرئيل ما أوحيت إليك و أرسلته به إليك من كتابي و حكمتي و علمي و هل أوحى ذلك إليك فيقول رسول الله ص نعم يا رب قد بلغني جبرئيل جميع ما أوحيته إليه و أرسلته به من كتابك و حكمتك و علمك و أوحاه إلي فيقول الله لمحمد هل بلغت أمتك ما بلغك جبرئيل من كتابي و حكمتي و علمي فيقول رسول الله ص نعم يا رب قد بلغت أمتي ما أوحيت إلي من كتابك و حكمتك و علمك و جاهدت في سبيلك فيقول الله لمحمد فمن يشهد لك بذلك

  فيقول محمد يا رب أنت الشاهد لي بتبليغ الرسالة و ملائكتك و الأبرار من أمتي و كفى بك شهيدا فيدعى بالملائكة فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة ثم يدعى بأمة محمد فيسألون هل بلغكم محمد رسالتي و كتابي و علمي و علمكم ذلك فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة و الحكمة و العلم فيقول الله لمحمد فهل استخلفت في أمتك من بعدك من يقوم فيهم بحكمتي و علمي و يفسر لهم كتابي و يبين لهم ما يختلفون فيه من بعدك حجة لي و خليفة في الأرض فيقول محمد نعم يا رب قد خلفت فيهم علي بن أبي طالب أخي و وزيري و وصيي و خير أمتي و نصبته لهم علما في حياتي و دعوتهم إلى طاعته و جعلته خليفتي في أمتي إماما يقتدي به الأمة بعدي إلى يوم القيامة فيدعى بعلي بن أبي طالب فيقال له هل أوصى إليك محمد و استخلفك في أمته و نصبك علما لأمته في حياته فهل قمت فيهم من بعده مقامه فيقول له علي نعم يا رب قد أوصى إلي محمد و خلفني في أمته و نصبني لهم علما في حياته فلما قبضت محمدا إليك جحدتني أمته و مكروا بي و استضعفوني و كادوا يقتلونني و قدموا قدامي من أخرت و أخروا من قدمت و لم يسمعوا مني و لم يطيعوا أمري فقاتلتهم في سبيلك حتى قتلوني فيقال لعلي فهل خلفت من بعدك في أمة محمد حجة و خليفة في الأرض يدعو عبادي إلى ديني و إلى سبيلي فيقول علي نعم يا رب قد خلفت فيهم الحسن ابني و ابن بنت نبيك فيدعى الحسن بن علي فيسأل عما سئل عنه علي بن أبي طالب قال ثم يدعى بإمام إمام و بأهل عالمه فيحتجون بحجتهم فيقبل الله عذرهم و يجيز حجتهم قال ثم يقول الله اليوم يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ قال ثم انقطع حديث أبي جعفر ع

 بيان قوله ع و هو على عرشه أي عرش العلم أو مستول على عرشه أو يظهر كلامه و أمره و نهيه و قضاؤه من لدن عرشه و يقال أفلج برهانه أي قومه و أظهره

 4-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن جميل بن صالح عن يوسف بن أبي سعيد قال كنت عند أبي عبد الله ع ذات يوم فقال لي إذا كان يوم القيامة و جمع الله تبارك و تعالى الخلائق كان نوح صلى الله عليه أول  من يدعى به فيقال له هل بلغت فيقول نعم فيقال له من يشهد لك فيقول محمد بن عبد الله ص قال فيخرج نوح ص فيتخطى الناس حتى يجي‏ء إلى محمد ص و هو على كثيب المسك و معه علي ع و هو قول الله عز و جل فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا فيقول نوح لمحمد ص يا محمد إن الله تبارك و تعالى سألني هل بلغت فقلت نعم فقال من يشهد لك فقلت محمد فيقول يا جعفر و يا حمزة اذهبا و اشهدا له أنه قد بلغ فقال أبو عبد الله ع فجعفر و حمزة هما الشاهدان للأنبياء ع بما بلغوا فقلت جعلت فداك فعلي ع أين هو فقال هو أعظم منزلة من ذلك

 5-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا قال فقال إن لهذا تأويلا يقول ما ذا أجبتم في أوصيائكم الذين خلفتموهم على أممكم قال فيقولون لا علم لنا بما فعلوا بعدنا

 شي، ]تفسير العياشي[ عن الكناسي مثله

 6-  كا، ]الكافي[ عن العدة عن سهل عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ابن عبيدة عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسين عن آبائه ع عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال إذا كان يوم القيامة و نصبت الموازين و أحضر النبيون و الشهداء و هم الأئمة يشهد كل إمام على أهل عالمه بأنه قد قام فيهم بأمر الله عز و جل و دعاهم إلى سبيل الله الخبر

 7-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن سهل عن أبي يزيد عن زياد القندي عن سماعة قال قال أبو عبد الله ع في قول الله عز و جل فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً قال نزلت في أمة محمد ص خاصة في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم و محمد ص شاهد علينا

 8-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن ابن عبد الجبار عن ابن أبي نجران عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عز و جل فيما حملكم من كتابه فإني مسئول و إنكم مسئولون  إني مسئول عن تبليغي و أما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب ربي و سنتي

 9-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ أبو الحسن بن عبد الله عن ابن أبي يعفور قال دخلت على أبي عبد الله ع و عنده نفر من أصحابه فقال يا ابن أبي يعفور هل قرأت القرآن قال قلت نعم هذه القراءة قال عنها سألتك ليس عن غيرها قال فقلت نعم جعلت فداك و لم قال لأن موسى ع حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم و لأن عيسى ع حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم و هو قول الله عز و جل فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ و إنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملون فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم و هي آخر خارجة يكون ثم يجمع الله يا ابن أبي يعفور الأولين و الآخرين ثم يجاء بمحمد ص في أهل زمانه فيقال له يا محمد بلغت رسالتي و احتججت على القوم بما أمرتك أن تحدثهم به فيقول نعم يا رب فيسأل القوم هل بلغكم و احتج عليكم فيقول قوم لا فيسأل محمد ص فيقول نعم يا رب و قد علم الله تبارك و تعالى أنه قد فعل ذلك يعيد ذلك ثلاث مرات فيصدق محمدا و يكذب القوم ثم يساقون إلى نار جهنم ثم يجاء بعلي في أهل زمانه فيقال له كما قيل لمحمد ص و يكذبه قومه و يصدقه الله و يكذبهم يعيد ذلك ثلاث مرات ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين و هو أقلهم أصحابا كان أصحابه أبو خالد الكابلي و يحيى ابن أم الطويل و سعيد بن المسيب و عامر بن واثلة و جابر بن عبد الله الأنصاري و هؤلاء شهود له على ما احتج به ثم يؤتى بأبي يعني محمد بن  علي على مثل ذلك ثم يؤتى بي و بكم فأسأل و تسألون فانظروا ما أنتم صانعون يا ابن أبي يعفور إن الله عز و جل هو الآمر بطاعته و طاعة رسوله و طاعة أولي الأمر الذين هم أوصياء رسوله يا ابن أبي يعفور فنحن حجج الله في عباده و شهداؤه على خلقه و أمناؤه في أرضه و خزانه على علمه و الداعون إلى سبيله و العاملون بذلك فمن أطاعنا أطاع الله و من عصانا فقد عصى الله