باب 15- ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة

 الآيات النور لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ الفرقان إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً. تفسير قال البيضاوي في قوله سبحانه لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا أحسن جزاء ما عملوا الموعود لهم من الجنة وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ أشياء لم يعدهم على أعمالهم و لم يخطر ببالهم وَ اللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ تقرير للزيادة و تنبيه على كمال القدرة و نفاذ المشية و سعة الإحسان. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ قال قتادة التبديل في الدنيا طاعة الله بعد عصيانه و ذكر الله بعد نسيانه و الخير يعمله بعد الشر و قيل يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الأعمال في الإسلام و قيل إن معناه أن يمحو السيئة عن العبد و يثبت له بدلها الحسنة و احتجوا بما

 رواه مسلم في الصحيح مرفوعا إلى أبي ذر قال قال رسول الله ص يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه و نحوا عنه كبارها فيقال عملت يوم كذا و كذا و هو مقر لا ينكر و هو مشفق من الكبار فيقال أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة فيقول إن لي ذنوبا ما أراها هاهنا قال و لقد رأيت رسول الله ص ضحك حتى بدت نواجذه

   -1  لي، ]الأمالي للصدوق[ الفامي عن محمد الحميري عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال قال الصادق جعفر بن محمد ع إذا كان يوم القيامة نشر الله تبارك و تعالى رحمته حتى يطمع إبليس في رحمته

 2-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إذا كان يوم القيامة تجلى الله عز و جل لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا ثم يغفر الله له لا يطلع الله على ذلك ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا و يستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد ثم يقول لسيئاته كوني حسنات

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله قال الصدوق رحمه الله معنى قوله تجلى الله لعبده أي ظهر له بآية من آياته يعلم بها أن الله تعالى مخاطبه. أقول قد أثبتنا خبر محمد بن مسلم في هذا المعنى في باب الحساب

 3-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع قال إن آخر عبد يؤمر به إلى النار يلتفت فيقول الله عز و جل أعجلوه فإذا أتي به قال له يا عبدي لم التفت فيقول يا رب ما كان ظني بك هذا فيقول الله جل جلاله عبدي و ما كان ظنك بي فيقول يا رب كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي و تسكنني جنتك فيقول الله ملائكتي و عزتي و آلائي و بلائي و ارتفاع مكاني ما ظن بي هذا ساعة من حياته خيرا قط و لو ظن بي ساعة من حياته خيرا ما روعته بالنار أجيزوا له كذبه و أدخلوه الجنة ثم قال أبو عبد الله ع ما ظن عبد بالله خيرا إلا كان الله عند ظنه به و لا ظن به سوءا إلا  كان الله عند ظنه به و ذلك قوله عز و جل وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير مثله بيان أعجلوه أي ردوه مستعجلا

 4-  سن، ]المحاسن[ أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه فيقول الله له أ لم آمرك بطاعتي أ لم أنهك عن معصيتي فيقول بلى يا رب و لكن غلبت علي شهوتي فإن تعذبني فبذنبي لم تظلمني فيأمر الله به إلى النار فيقول ما كان هذا ظني بك فيقول ما كان ظنك بي قال كان ظني بك أحسن الظن فيأمر الله به إلى الجنة فيقول الله تبارك و تعالى لقد نفعك حسن ظنك بي الساعة

 أقول سيأتي مثله في باب الخوف و الرجاء

 5-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه عن سليمان بن خالد قال قرأت على أبي عبد الله ع هذه الآية إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ فقال هذه فيكم إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز و جل فيكون هو الذي يلي حسابه فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا فيقول عملت كذا في يوم كذا في ساعة كذا فيقول أعرف يا رب قال حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول أعرف فيقول سترتها عليك في الدنيا و أغفرها لك اليوم أبدلوها لعبدي حسنات قال فترفع صحيفته للناس فيقولون سبحان الله أ ما كانت لهذا العبد سيئة واحدة و هو قول الله عز و جل فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ

 6-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي الحسن علي بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص يؤتى يوم القيامة برجل فيقال احتج فيقول يا رب خلقتني و هديتني فأوسعت علي  فلم أزل أوسع على خلقك و أيسر عليهم لكي تنشر على هذا اليوم رحمتك و تيسره فيقول الرب جل ثناؤه و تعالى ذكره صدق عبدي أدخلوه الجنة

 7-  فس، ]تفسير القمي[ عن الرضا ع قال إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يدي الله تعالى فيكون هو الذي يلي حسابه فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفته فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه و ترعش فرائصه و تفزع نفسه ثم يرى حسناته فتقر عينه و تسر نفسه و يفرح ثم ينظر إلى ما أعطاه الله تعالى من الثواب فيشتد فرحه ثم يقول الله تعالى للملائكة احملوا الصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها قال فيقرءونها فيقولون و عزتك إنك لتعلم أنا لم نعمل منها شيئا فيقول صدقتم و لكنكم نويتموها فكتبناها لكم ثم يثابون عليها

 8-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى ليمن على عبده يوم القيامة فيأمره أن يدنو منه فيدنو ثم يعرفه ما أنعم به عليه يقول له أ لم تدعني يوم كذا و كذا بكذا و كذا فأجبت دعوتك أ لم تسألني يوم كذا و كذا فأعطيتك مسألتك أ لم تستغث بي يوم كذا و كذا فأغثتك أ لم تسألني في ضر كذا و كذا فكشفت ضرك و رحمت صوتك أ لم تسألني مالا فملكتك أ لم تستخدمني فأخدمتك أ لم تسألني أن أزوجك فلانة و هي منيعة عند أهلها فزوجناكها قال فيقول العبد بلى يا رب أعطيتني كل ما سألتك و قد كنت أسألك الجنة قال فيقول الله ألا فإني منجز لك ما سألتنيه هذه الجنة لك مباحة أرضيتك فيقول المؤمن نعم يا رب أرضيتني و قد رضيت فيقول الله له عبدي إني كنت أرضى أعمالك و أنا أرضى لك أحسن الجزاء فإن أفضل جزائي عندي أن أسكنتك الجنة

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن محبوب مثله

   -9  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن أبي عمير رفعه عن أبي عبد الله ع قال يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة فيقال له اذكر و تذكر هل لك حسنة قال فيذكر فيقول يا رب ما لي من حسنة إلا أن عبدك فلانا المؤمن مر بي فطلب مني ماء يتوضأ به فيصلي به فأعطيته قال فيقول الله تبارك و تعالى أدخلوا عبدي الجنة