باب 19- عفو الله تعالى و غفرانه و سعة رحمته و نعمه على العباد

الآيات البقرة فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ و قال تعالى إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ في موضعين و قال تعالى وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ و قال تعالى وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالى 221-  وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَ يُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ و قال تعالى وَ اللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ و قال تعالى فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ و قال وَ لكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ آل عمران وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ و قال تعالى قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ و قال تعالى وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ و قال وَ لَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ و قال تعالى وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ النساء إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً و قال وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال وَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ و قال يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ و قال إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً و قال إِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً و قال تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ و قال لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً و قال 99-  فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَ كانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُوراً  المائدة فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ و قال تعالى فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالى أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ الأنعام فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ الأعراف قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ الأنفال قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ التوبة 80-  اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ و قال تعالى وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالى وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ و قال تعالى ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ و قال تعالى إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ و قال تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ و قال تعالى لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ يوسف 92-  قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ إبراهيم 10-  يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ يُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى الحجر 49-  نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ الأسرى 54-  رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ النور وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَ أَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ و قال تعالى وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَ أَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ و قال تعالى أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ القصص مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ

   الأحزاب وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً فاطر وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَ لكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً الزمر قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ المؤمن 61-  إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ حمعسق وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ الفتح وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً الحجرات وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ النجم إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ الحديد وَ إِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ و قال تعالى وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْ‏ءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

 1-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ القطان و النقاش و الطالقاني عن أحمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال قال الرضا ع في قول الله عز و جل إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها قال إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها رب يغفر لها

 بيان قيل اللام بمعنى على أي إن أسأتم فعلى أنفسكم و قيل أي فلها الجزاء و العقاب و ما في الخبر مبني على الاكتفاء ببعض الكلام و هو شائع

 2-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن عمر بن محمد عن الحسين بن إسماعيل عن عبد الله بن شبيب عن أبي العينا عن محمد بن مسعر قال كنت عند سفيان بن عيينة فجاءه رجل فقال له روي عن النبي ص أنه قال إن العبد إذا أذنب ذنبا ثم علم أن الله عز و جل يطلع عليه غفر له فقال ابن عيينة هذا كتاب الله عز و جل قال الله تعالى وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ  يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لا أَبْصارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فإذا كان الظن هو المردي كان ضده هو المنجي

 3-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسين بن علي بن محمد عن أحمد بن محمد المقري عن يعقوب بن إسحاق عن عمرو بن عاصم عن معمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن جندب الغفاري أن رسول الله ص قال إن رجلا قال يوما و الله لا يغفر الله لفلان قال الله عز و جل من ذا الذي تألي علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان و أحبطت عمل المتألي بقوله لا يغفر الله لفلان

 بيان قال الجزري فيه من يتألى على الله يكذبه أي من حكم عليه و حلف كقولك و الله ليدخلن الله فلانا النار و هو من الألية اليمين يقال آلى يؤلي إيلاء و تألى يتألى تأليا و الاسم الألية و منه الحديث من المتألي على الله

 4-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسين بن محمد التمار عن محمد بن القاسم الأنباري عن أبيه عن الحسين بن سليمان الزاهد قال سمعت أبا جعفر الطائي الواعظ يقول سمعت وهب بن منبه يقول قرأت في زبور داود أسطرا منها ما حفظت و منها ما نسيت فما حفظت قوله يا داود اسمع مني ما أقول و الحق أقول من أتاني و هو يحبني أدخلته الجنة  يا داود اسمع مني ما أقول و الحق أقول من أتاني و هو مستحي من المعاصي التي عصاني بها غفرتها له و أنسيتها حافظيه يا داود اسمع مني ما أقول و الحق أقول من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنة قال داود يا رب و ما هذه الحسنة قال من فرج عن عبد مسلم فقال داود إلهي لذلك لا ينبغي لمن عرفك أن ينقطع رجاءه منك

 5-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن ابن عقدة عن جعفر بن محمد بن هشام عن محمد بن إسماعيل البزاز عن إلياس بن عامر عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول إذا دخل أهل الجنة الجنة بأعمالهم فأين عتقاء الله من النار

 6-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة قال قلت جعلت فداك ادع الله لي فإن لي ذنوبا كثيرة فقال مه يا أبا عبيدة لا يكون الشيطان عونا على نفسك إن عفو الله لا يشبهه شي‏ء

 7-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن محبوب عن الثمالي عن أبي إسحاق قال قال علي ع لأحدثنكم بحديث يحق على كل مؤمن أن يعيه فحدثنا به غداة و نسيناه عشية قال فرجعنا إليه فقلنا له الحديث الذي حدثتناه به غداة نسيناه و قلت هو حق كل مؤمن أن يعيه فأعده علينا فقال إنه ما من مسلم يذنب ذنبا فيعفو الله عنه في الدنيا إلا كان أجل و أكرم من أن يعود عليه بعقوبة في الآخرة و قد أجله في الدنيا و تلا هذه الآية وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ

 8-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن مخلد عن الرزاز عن محمد بن الهيثم القاضي عن محمد بن إسماعيل بن  عباس عن أبيه عن صمصم بن زرعة عن شريح بن عبيد قال كان جبير بن نفير يحدث أن رجالا سألوا النواس بن سمعان فقالوا ما أرجى شي‏ء سمعت لنا من رسول الله ص فقال النواس سمعت رسول الله ص يقول من مات و هو لا يشرك بالله عز و جل شيئا فقد حلت له مغفرته إن شاء أن يغفر له قال نواس عند ذلك إني لأرجو أن لا يموت أحد تحل له مغفرة الله عز و جل إلا غفر له

 9-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن محمد بن بكر عن زكريا بن محمد عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال قال النبي ص قال الله جل جلاله من أذنب ذنبا فعلم أن لي أن أعذبه و أن لي أن أعفو عنه عفوت عنه

 سن، ]المحاسن[ أبي عمن ذكره عن العلاء عن محمد بن مسلم مثله

 10-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن رجل يقال له روزبه و كان من الزيدية عن الثمالي قال قال أبو جعفر ع ما من عبد يعمل عملا لا يرضاه الله إلا ستره الله عليه أولا فإذا ثنى ستر الله عليه فإذا ثلث أهبط الله ملكا في صورة آدمي يقول للناس فعل كذا و كذا

 11-  شي، ]تفسير العياشي[ عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عنه ع قال سمعته يقرأ هذه الآية وَ آتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ قال ثم قال أبو جعفر ع الثوب و الشي‏ء لم تسأله إياه أعطاك

 12-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ قال أبو هاشم سمعت أبا محمد يقول إن الله ليعفو يوم القيامة عفوا يحيط على العباد حتى يقول أهل الشرك وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ فذكرت  في نفسي حديثا حدثني به رجل من أصحابنا من أهل مكة أن رسول الله ص قرأ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ فقال الرجل و من أشرك فأنكرت ذلك و تنمرت للرجل فأنا أقول في نفسي إذ أقبل علي فقال إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ بئسما قال هذا و بئسما روى

 13-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي معمر السعدي قال قال علي بن أبي طالب ع في قوله إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يعني أنه على حق يجزي بالإحسان إحسانا و بالسيئ سيئا و يعفو عمن يشاء و يغفر سبحانه و تعالى

 14-  نوادر الراوندي، بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله ص قال الله إني لأستحيي من عبدي و أمتي يشيبان في الإسلام ثم أعذبهما

 15-  دعوات الراوندي، روى أن في العرش تمثالا لكل عبد فإذا اشتغل العبد بالعبادة رأت الملائكة تمثاله و إذا اشتغل العبد بالمعصية أمر الله بعض الملائكة حتى يحجبوه بأجنحتهم لئلا تراه الملائكة فذلك معنى قوله ص يا من أظهر الجميل و ستر القبيح

 16-  و قال الصادق ع سمعت الله يقول وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ أ فتراك يجمع بين أهل القسمين في دار واحدة و هي النار

 17-  عدة، ]عدة الداعي[ عن النبي ص قال ينادي مناد يوم القيامة تحت العرش يا أمة محمد ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم و قد بقيت التبعات بينكم فتواهبوا و ادخلوا الجنة برحمتي

 أقول سيأتي الأخبار في ذلك في أبواب الحشر. فائدة قال العلامة الدواني في شرح العقائد المعتزلة و الخوارج أوجبوا عقاب صاحب الكبيرة إذا مات بلا توبة و حرموا عليه العفو و استدلوا عليه بأن الله تعالى  أوعد مرتكب الكبيرة بالعقاب فلو لم يعاقب لزم الخلف في وعده و الكذب في خبره و هما محالان ثم قال بعد ذكر أجوبة مردودة الوجه في الجواب ما أشرنا إليه سابقا من أن الوعد و الوعيد مشروطان بقيود و شروط معلومة من النصوص فيجوز التخلف بسبب انتفاء بعض تلك الشروط و أن الغرض منها إنشاء الترغيب و الترهيب. ثم قال و اعلم أن بعض العلماء ذهب إلى أن الخلف في الوعيد جائز على الله تعالى و ممن صرح به الواحدي في التفسير الوسيط في قوله تعالى في سورة النساء وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ الآية حيث قال و الأصل في هذا أن الله تعالى يجوز أن يخلفالوعيد و إن كان لا يجوز أن يخلف الوعد و بهذا وردت السنة عن رسول الله ص

 فيما أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصبهاني حدثنا زكريا بن يحيى الساجي و أبو جعفر السلمي و أبو يعلى الموصلي قالوا حدثنا هدبة بن خالد حدثنا سهل بن أبي حزم حدثنا ابن الميالي عن أنس بن مالك أن رسول الله ص قال من وعده الله على عمله ثوابا فهو منجز له و من أوعده على عمله عقابا فهو بالخيار

و أخبرنا أبو بكر حدثنا محمد بن عبد الله بن حمزة حدثنا أحمد بن الخليل الأصمعي قال جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء و قال يا أبا عمرو يخلف الله ما وعده قال لا قال أ فرأيت من أوعده الله على عمل عقابا أ يخلف الله وعيده فيه فقال أبو عمرو من العجمة أتيت يا أبا عثمان إن الوعد غير الوعيد إن العرب لا يعد عيبا و لا خلفا أن يعد شرا ثم لم يفعله بل يرى ذلك كرما و فضلا و إنما الخلف أن يعد خيرا ثم لم يفعله قال فأوجدني هذا العرب قال نعم أ ما سمعت قول الشاعر   

و إني إذا أوعدته أو وعدته. لمخلف إيعادي و منجز موعدي.

 و الذي ذكره أبو عمرو مذهب الكرام و مستحسن عند كل أحد خلف الوعيد كما قال السري الموصلي

إذا وعد السراء أنجز وعده. و إن أوعد الضراء فالعفو مانعه.

 و أحسن يحيى بن معاذ في هذا المعنى حيث قال الوعد و الوعيد حق فالوعد حق العباد على الله تعالى إذ من ضمن أنهم إذا فعلوا ذلك أن يعطيهم كذا فالوفاء حقهم عليه و من أولى بالوفاء من الله و الوعيد حق على العباد قال لا تفعلوا كذا فأعذبكم ففعلوا فإن شاء عفا و إن شاء أخذ لأنه حقه و هو أولى بالعفو و الكرم إنه غفور رحيم انتهى لفظه. و قيل إن المحققين على خلافه كيف و هو تبديل للقول و قد قال الله تعالى ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ. قلت إن حمل آيات الوعيد على إنشاء التهديد فلا خلف لأنه حينئذ ليس خبرا بحسب المعنى و إن حمل على الإخبار كما هو الظاهر فيمكن أن يقال بتخصيص المذنب المغفور عن عمومات الوعيد بالدلائل المنفصلة و لا خلف على هذا التقدير أيضا فلا يلزم تبدل القول و أما إذا لم نقل بأحد هذين الوجهين فيشكل التفصي عن لزوم التبدل و الكذب اللهم إلا أن يحمل آيات الوعيد على استحقاق ما أوعد به لا على وقوعه بالفعل و في الآية المذكورة إشارة إلى ذلك حيث قال فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها انتهى. و قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب العيون و المحاسن حكى أبو القاسم الكعبي في كتاب الغرر عن أبي الحسين الخياط قال حدثني أبو مجالد قال مر أبو عمرو بن العلاء بعمرو بن عبيد و هو يتكلم في الوعيد قال إنما أتيتم من العجمة لأن العرب لا يرى ترك الوعيد ذما و إنما يرى ترك الوعد ذما و أنشد

و إني و إن أوعدته و وعدته لأخلف إيعادي و أنجز موعدي

 قال فقال له عمرو أ فليس تسمى تارك الإيعاد مخلفا قال بلى قال فتسمى  الله تعالى مخلفا إذا لم يفعل ما أوعده قال لا قال فقد أبطلت شهادتك. قال الشيخ رحمه الله و وجدت أبا القاسم قد اعتمد على هذا الكلام و استحسنه و رأيته قد وضعه في أماكن شتى من كتبه و احتج به على أصحابنا الراجئة فيقال له إن عمرو بن عبيد ذهب عن موضع الحجة في الشعر و غالط أبا عمرو بن العلاء و جهل موضع المعتمد من كلامه و ذلك أنه إذا كانت العرب و العجم و كل عاقل يستحسن العفو بعد الوعيد و لا يعلقون بصاحبه ذما فقد بطل أن يكون العفو من الله تعالى مع الوعيد قبيحا لأنه لو جاز أن يكون منه قبيحا ما هو حسن في الشاهد عند كل عاقل لجاز أن يكون منه حسنا ما هو قبيح في الشاهد عند كل عاقل و هذا نقض العدل و المصير إلى قول أهل الجور و الجبر مع أنه إذا كان العفو مستحسنا مع الخلف فهو أولى بأن يكون حسنا مع عدم الخلف و نحن إذا قلنا إن الله سبحانه يعفو مع الوعيد فإنما نقول إنه توعد بشرط يخرجه من الخلف في وعيده لأنه حكيم لا يعبث و إذا كان حسن العفو في الشاهد منا يغمر قبح الخلف حتى يسقط الذم عليه و هو لو حصل في موضع لم يجزيه العفو أو ما حاصل في معناه من الحسن لكان الذم عليه قائما و يجعل وجود الخلف كعدمه في ارتفاع اللوم عليه فهو في إخراج الشرط المشهور عن القبح إلى صفة الحسن و إيجاب الحمد و الشكر لصاحبه أحرى و أولى من إخراجه الخلف عما كان يستحق عليه من الذم عند حسن العفو و أوضح في باب البرهان و هذا بين لمن تدبره. و شي‏ء آخر و هو أنا لا نطلق على كل تارك للإيعاد الوصف بأنه مخلف لأنه يجوز أن يكون قد شرط في وعيده شرطا أخرجه به عن الخلف و إن أطلقنا ذلك في البعض فلإحاطة العلم به أو عدم الدليل على الشرط فنحكم على الظاهر فإن كان أبو عمرو بن العلاء أطلق القول في الجواب إطلاقا فإنما أراد به الخصوص دون العموم و تكلم على معنى البيت الذي استشهد به و ما رأيت أعجب من متكلم يقطع على حسن معنى مع مضامته لقبيح و يجعل حسنه مسقطا للذم على القبيح ثم يمتنع من حسن ذلك المعنى مع تعريه من ذلك القبيح ثم يفتخر بهذه النكتة عند أصحابه و يستحسن احتجاجه المؤدي إلى هذه المناقضة و لكن العصبية ترين القلوب