باب 3- الطاعون و الفرار منه

الآيات البقرة أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ تفسير قيل نزلت في أهل داوردان قرية قبل واسط وقع فيهم طاعون فخرجوا هاربين فأماتهم الله فمر بهم حزقيل و قد عريت عظامهم و تفرقت أوصالهم فتعجب من ذلك فأوحى الله إليه ناد فيهم أن قوموا بإذن الله فنادى فقاموا يقولون سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا أنت و قيل نزلت في قوم من بني إسرائيل دعاهم ملكهم إلى الجهاد ففروا حذر الموت فأماتهم الله ثمانية أيام ثم أحياهم

   -1  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ المفسر عن أحمد بن الحسن الحسيني عن أبي محمد العسكري عن آبائه عليهم السلام قال قيل للصادق ع أخبرنا عن الطاعون فقال عذاب الله لقوم و رحمة لآخرين قالوا و كيف تكون الرحمة عذابا قال أ ما تعرفون أن نيران جهنم عذاب على الكفار و خزنة جهنم معهم فيها فهي رحمة عليهم

 ع، ]علل الشرائع[ المفسر عن أحمد بن الحسن عن الحسن بن علي الناصر عن أبيه عن الجواد عن أبيه عن جده مثله

 2-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال علي ع الطاعون ميتة وحية

 صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله

 بيان وحية أي سريعة

 3-  ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن ابن محبوب عن عاصم بن حميد عن علي بن المغيرة قال قلت لأبي عبد الله ع القوم يكونون في البلد يقع فيها الموت أ لهم أن يتحولوا عنها إلى غيرها قال نعم قلت بلغنا أن رسول الله ص عاب قوما بذلك فقال أولئك كانوا رتبة بإزاء العدو فأمرهم رسول الله ص أن يثبتوا في موضعهم و لا يتحولوا منه إلى غيره فلما وقع فيهم الموت تحولوا من ذلك المكان إلى غيره فكان تحويلهم من ذلك المكان إلى غيره كالفرار من الزحف

 بيان في بعض النسخ رئية بالهمزة من الرؤية أي كانوا يتراءون العدو و يترقبونهم و في بعضها رتبة بالتاء قبل الباء الموحدة أي رتبوا و أثبتوا بإزاء العدو

 4-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن أبيه عن فضالة عن أبان الأحمر قال سأل بعض أصحابنا أبا الحسن ع عن الطاعون يقع في بلدة و أنا فيها أتحول عنها قال نعم قال ففي القرية و أنا فيها أتحول عنها قال نعم قال ففي الدار و أنا فيها أتحول عنها قال نعم قلت فإنا نتحدث أن رسول الله  صلى الله عليه و آله قال الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف قال إن رسول الله ص إنما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو العدو فيقع الطاعون فيخلون أماكنهم و يفرون منها فقال رسول الله ص ذلك فيهم

 5-  و روي أنه إذا وقع الطاعون في أهل مسجد فليس لهم أن يفروا منه إلى غيره

 بيان يمكن أن يكون الرواية الأخيرة على تقدير صحتها محمولة على الكراهة جمعا بينها و بين ما سبق و الظاهر أن لخصوصية المسجد مدخلا و ليس لبيان الفرد الخفي

 لما رواه علي بن جعفر في كتاب المسائل، عن أخيه موسى ع قال سألته عن الوباء يقع في الأرض هل يصلح للرجل أن يهرب منه قال يهرب منه ما لم يقع في مسجده الذي يصلي فيه فإذا وقع في أهل مسجده الذي يصلي فيه فلا يصلح الهرب منه

 6-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ جعفر بن علي بن أحمد عن الحسن بن محمد بن علي عن محمد بن علي عن محمد بن عمر بن عبد العزيز عمن سمع الحسن بن محمد النوفلي عن الرضا ع قال إن قوما من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فأماتهم الله في ساعة واحدة فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم فصاروا رميما فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم و من كثرة العظام البالية فأوحى الله عز و جل إليه أ تحب أن أحييهم لك فتنذرهم فقال نعم يا رب فأوحى الله عز و جل أن نادهم فقال أيتها العظام البالية قومي بإذن الله عز و جل فقاموا أحياء أجمعون ينفضون التراب عن رءوسهم

 7-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى يرفعه عن أمير المؤمنين ع قال دعا نبي من الأنبياء على قومه فقيل له أسلط عليهم عدوهم فقال لا فقيل له فالجوع فقال لا  فقيل له ما تريد فقال موت دفيف يحزن القلب و يقل العدد فأرسل عليهم الطاعون

 8-  فس، ]تفسير القمي[ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا الآية قال إنه كان وقع طاعون بالشام في بعض المواضع فخرج منهم خلق كثير هربا من الطاعون فصاروا إلى مفازة فماتوا في ليلة واحدة كلهم و كانوا حتى أن المار في تلك الطرق كان ينحي عظامهم برجله عن الطريق ثم أحياهم الله عز و جل و ردهم إلى منازلهم و عاشوا دهرا طويلا ثم ماتوا و دفنوا

 9-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد و غيره عن بعضهم عن أبي عبد الله ع و بعضهم عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ فقال إن هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام و كانوا سبعين ألف بيت و كان الطاعون يقع فيهم في كل أوان فكانوا إذا أحسوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم و بقي فيها الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر في الذين أقاموا و يقل في الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت و يقول الذين أقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا الموت قال فأجمع رأيهم جميعا أنه إذا وقع الطاعون و أحسوا به خرجوا كلهم من المدينة فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا و تنحوا عن الطاعون حذر الموت فساروا في البلاد ما شاء الله ثم إنهم مروا بمدينة خربة قد جلا أهلها عنها و أفناهم الطاعون فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم و اطمأنوا بها قال الله عز و جل موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم و صاروا رميما عظاما تلوح و كانوا على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم و جمعوهم في موضع فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له حزقيل فلما رأى تلك العظام بكى و استعبر و قال يا رب لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك و ولدوا عبادك و عبدوك مع من يعبدك من خلقك فأوحى الله تعالى إليه أ فتحب  ذلك فقال نعم يا رب فأحيهم قال فأوحى الله عز و جل إليه قل كذا و كذا فقال الذي أمره الله عز و جل أن يقوله فقال أبو عبد الله ع و هو الاسم الأعظم فلما قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى العظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا أحياء ينظر بعضهم إلى بعض يسبحون الله عز ذكره و يكبرونه و يهللونه فقال حزقيل عند ذلك أشهد أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ قال عمر بن يزيد فقال أبو عبد الله ع فيهم نزلت هذه الآية

 10-  دعوات الراوندي، سئل زين العابدين ع عن الطاعون أ نبرأ ممن يلحقه فإنه معذب فقال ع إن كان عاصيا فابرأ منه طعن أو لم يطعن و إن كان لله عز و جل مطيعا فإن الطاعون مما تمحص به ذنوبه إن الله عز و جل عذب به قوما و يرحم به آخرين واسعة قدرته لما يشاء أ ما ترون أنه جعل الشمس ضياء لعباده و منضجا لثمارهم و مبلغا لأقواتهم و قد يعذب بها قوما يبتليهم بحرها يوم القيامة بذنوبهم و في الدنيا بسوء أعمالهم