باب 5- ملك الموت و أحواله و أعوانه و كيفية نزعه للروح

الآيات الأنعام وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا يُفَرِّطُونَ الأعراف حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَ شَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ يونس وَ لكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ النحل الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ و قال تعالى الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ  التنزيل قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ الزمر 42-  اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى تفسير وَ هُوَ الْقاهِرُ أي المقتدر المستولي على عباده وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً أي ملائكة يحفظون أعمالكم و يحصونها عليكم تَوَفَّتْهُ أي تقبض روحه رُسُلُنا يعني أعوان ملك الموت وَ هُمْ لا يُفَرِّطُونَ لا يضيعون و لا يقصرون فيما أمروا به من ذلك حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا أي ملك الموت و أعوانه يَتَوَفَّوْنَهُمْ أي يقبضون أرواحهم و قيل معناه حتى إذا جاءتهم الملائكة لحشرهم يتوفونهم إلى النار يوم القيامة قالُوا ضَلُّوا عَنَّا أي ذهبوا عنا و افتقدناهم فلا يقدرون على الدفع عنا و بطلت عبادتنا إياهم. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ أي وكل بقبض أرواحكم عن ابن عباس قال جعلت الدنيا بين يدي ملك الموت مثل جام يأخذ منها ما شاء إذا قضى عليه الموت من غير عناء و خطوته ما بين المشرق و المغرب و قيل إن له أعوانا كثيرة من ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب فعلى هذا المراد بملك الموت الجنس و يدل عليه قوله تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا و قوله تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ و أما إضافة التوفي إلى نفسه في قوله يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها فلأنه سبحانه خلق الموت و لا يقدر عليه أحد سواه

 1-  ج، ]الإحتجاج[ في خبر الزنديق المدعي للتناقض في القرآن قال أمير المؤمنين ع في قوله تعالى اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها و قوله يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ و تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا و تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ و الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فهو تبارك و تعالى أجل و أعظم من أن يتولى ذلك بنفسه و فعل رسله و ملائكة فعله لأنهم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا و سفرة بينه و بين خلقه و هم الذين قال الله فيهم اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ فمن كان من أهل الطاعة  تولت قبض روحه ملائكة الرحمة و من كان من أهل المعصية تولى قبض روحه ملائكة النقمة و لملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة و النقمة يصدرون عن أمره و فعلهم فعله و كل ما يأتونه منسوب إليه و إذا كان فعلهم فعل ملك الموت و فعل ملك الموت فعل الله لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء و يعطي و يمنع و يثيب و يعاقب على يد من يشاء و إن فعل أمناؤه فعله كما قال وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ

 2-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير ع هشام عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يمينا و لا شمالا مقبلا عليه ثبه كهيئة الحزين فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا ملك الموت مشغول في قبض الأرواح فقلت أدنني منه يا جبرئيل لأكلمه فأدناني منه فقلت له يا ملك الموت أ كل من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه قال نعم قلت و تحضرهم بنفسك قال نعم ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي و مكنني منها إلا كدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء و ما من دار في الدنيا إلا و أدخلها في كل يوم خمس مرات و أقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم لا تبكوا عليه فإن لي إليكم عودة و عودة حتى لا يبقى منكم أحد قال رسول الله كفى بالموت طامة يا جبرئيل فقال جبرئيل ما بعد الموت أطم و أعظم من الموت

 3-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله  صلى الله عليه و آله لما أسري بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا رجل له في المشرق و رجل في المغرب و بيده لوح ينظر فيه و يحرك رأسه فقلت يا جبرئيل من هذا فقال ملك الموت ع

 4-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال رسول الله ص إذا كان يوم القيامة يقول الله عز و جل لملك الموت يا ملك الموت و عزتي و جلالي و ارتفاعي في علوي لأذيقنك طعم الموت كما أذقت عبادي

 5-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن علي بن محمد عن داود عن الرضا عن آبائه ع عن النبي ص مثله

 6-  يد، ]التوحيد[ القطان عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن أحمد بن يعقوب بن مطر عن محمد بن الحسن بن عبد العزيز عن أبيه عن طلحة بن زيد عن عبد الله بن عبيد عن أبي معمر السعداني في خبر من أتى أمير المؤمنين ع مدعيا للتناقض في القرآن قال ع أما قوله قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ و قوله اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها و قوله تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا يُفَرِّطُونَ و قوله الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ و قوله الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ فإن الله تبارك و تعالى يدبر الأمور كيف يشاء و يوكل من خلقه من يشاء بما يشاء أما ملك الموت فإن الله عز و جل يوكله بخاصته من يشاء من خلقه و يوكل رسله من الملائكة خاصة بمن يشاء من خلقه تبارك و تعالى و الملائكة الذين سماهم الله عز و جل وكلهم بخاصة من يشاء من خلقه إنه تبارك و تعالى يدبر الأمور كيف يشاء و ليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس لأن منهم القوي  و الضعيف و لأن منه ما يطاق حمله و منه ما لا يطاق حمله إلا من يسهل الله له حمله و أعانه عليه من خاصة أوليائه و إنما يكفيك أن تعلم أن الله المحيي المميت و أنه يتوفى الأنفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته و غيرهم

 أقول تمامه في كتاب القرآن

 7-  شي، ]تفسير العياشي[ عن حمران قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ قال هو الذي سمي لملك الموت ع في ليلة القدر

 8-  جع، ]جامع الأخبار[ قال إبراهيم الخليل ع لملك الموت هل تستطيع أن تريني صورتك التي تقبض فيها روح الفاجر قال لا تطيق ذلك قال بلى قال فأعرض عني فأعرض عنه ثم التفت فإذا هو برجل أسود قائم الشعر منتن الريح أسود الثياب يخرج من فيه و مناخره لهيب النار و الدخان فغشي على إبراهيم ثم أفاق فقال لو لم يلق الفاجر عند موته إلا صورة وجهك لكان حسبه

 9-  نهج، ]نهج البلاغة[ من خطبة له ع ذكر فيها ملك الموت هل تحس به إذا دخل منزلا أم هل تراه إذا توفى أحدا بل كيف يتوفى الجنين في بطن أمه أ يلج عليه من بعض جوارحها أم الروح أجابته بإذن ربها أم هو ساكن معه في أحشائها كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله

 10-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال قال أبو عبد الله عليه السلام ما من أهل بيت شعر و لا وبر إلا و ملك الموت يتصفحهم في كل يوم خمس مرات

 بيان لعل الأظهر مدر مكان وبر

 11-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن لحظة ملك  الموت قال أ ما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكتة فما يتكلم أحد منهم فتلك لحظة ملك الموت حيث يلحظهم

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ ابن علوان مثله

 12-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال سئل أبو عبد الله ع عن ملك الموت يقال الأرض بين يديه كالقصعة يمد يده حيث يشاء فقال نعم

 13-  يه، ]من لا يحضر الفقيه[ قال الصادق ع قيل لملك الموت ع كيف تقبض الأرواح و بعضها في المغرب و بعضها في المشرق في ساعة واحدة فقال أدعوها فتجيبني قال و قال ملك الموت ع إن الدنيا بين يدي كالقصعة بين يدي أحدكم يتناول منها ما يشاء و الدنيا عندي كالدرهم في كف أحدكم يقلبه كيف شاء

 14-  ل، ]الخصال[ ابن إدريس عن أبيه عن محمد بن أحمد عن أبي عبد الله الرازي عن ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الأول ع قال قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالى اختار من كل شي‏ء أربعة اختار من الملائكة جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت ع

 15-  يه، ]من لا يحضر الفقيه[ سئل الصادق ع عن قول الله عز و جل اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها و عن قول الله عز و جل قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ و عن قول الله عز و جل الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ و الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ و عن قول الله عز و جل تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا و عن قول الله عز و جل وَ لَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ و قد يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه إلا الله عز و جل فكيف هذا فقال إن الله تبارك و تعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الإنس يبعثهم في حوائجهم فتتوفاهم الملائكة و يتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو و يتوفاه الله عز و جل من ملك الموت

   -16  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أسباط بن سالم مولى أبان قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك يعلم ملك الموت بقبض من يقبض قال لا إنما هي صكاك تنزل من السماء اقبض نفس فلان بن فلان

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن فضال عن علي بن عقبة مثله

 17-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن علي بن إسماعيل الميثمي عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قلت لأبي عبد الله ع قول الله عز و جل إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا قال فما هو عندك قلت عدد الأيام قال إن الآباء و الأمهات يحصون ذلك لا و لكنه عدد الأنفاس

 18-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله ع قال إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ إلى قوله تَعْمَلُونَ قال تعد السنين ثم تعد الشهور ثم تعد الأيام ثم تعد الساعات ثم يعد النفس ف إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ

 ب، ]قرب الإسناد[ ابن سعد عن الأزدي مثله