باب 8- البيت المعمور

الآيات الطور وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ تفسير قال الطبرسي البيت المعمور هو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة عن ابن عباس و مجاهد

 و روي أيضا عن أمير المؤمنين ع قال و يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا

 و عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي ص قال البيت المعمور في السماء الدنيا و في السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخل فيه جبرئيل كل يوم طلعت فيه الشمس و إذا خرج انتفض انتفاضة جرت منه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلوا فيه فيفعلون ثم لا يعودون إليه أبدا

 و عن ابن عباس قال قال رسول الله ص البيت الذي في السماء يقال له الضراح و هو بفناء البيت الحرام لو سقط سقط عليه يدخله   كل يوم ألف ملك لا يعودون إليه أبدا

و قيل البيت المعمور هو الكعبة البيت الحرام معمور بالحج و العمرة عن الحسن و هو أول مسجد وضع للعبادة في الأرض

1-  محاسبة النفس، للسيد علي بن طاوس ره نقلا من كتاب خطب أمير المؤمنين ع لعبد العزيز الجلودي بإسناده قال سأل ابن الكواء أمير المؤمنين ع عن البيت المعمور و السقف المرفوع قال ع ويلك ذلك الضراح بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة من لؤلؤة واحدة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة فيه كتاب أهل الجنة عن يمين الباب يكتبون أعمال أهل الجنة و فيه كتاب أهل النار عن يسار الباب يكتبون أعمال أهل النار بأقلام سود فإذا كان مقدار العشاء ارتفع الملكان فيسمعون منهما ما عمل الرجل فذلك قوله تعالى هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

 بيان فيسمعون أي الملائكة الذين عن يمين الباب و يساره منهما أي من الملكين الكاتبين هذا كِتابُنا قال الطبرسي ره يعني ديوان الحفظة    يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ أي يشهد عليكم بالحق و المعنى يبينه بيانا شافيا حتى كأنه ناطق إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أي نستكتب الحفظة ما كنتم تعملون في دار الدنيا و الاستنساخ الأمر بالنسخ مثل الاستكتاب و قيل المراد بالكتاب اللوح المحفوظ يشهد بما قضى فيه من خير و شر و على هذا فيكون معنى نستنسخ أن الحفظة تستنسخ الخزنة ما هو مدون عندها من أعمال العباد و هو قول ابن عباس

2-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال قلت له لم سمي البيت العتيق قال إن الله عز و جل أنزل الحجر الأسود لآدم من الجنة و كان البيت درة بيضاء فرفعه الله إلى السماء و بقي أسه فهو بحيال هذا البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا فأمر الله إبراهيم و إسماعيل ببنيان البيت على القواعد و إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق

3-  تفسير علي بن إبراهيم، وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ قال هو في السماء الرابعة   و هو الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا

4-  العلل، عن علي بن حاتم عن القاسم بن محمد عن حمدان بن الحسين عن الحسين بن الوليد عن أبي بكر عن حنان بن سدير عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع قال قلت له لم صار الطواف سبعة أشواط قال لأن الله تبارك و تعالى قال للملائكة إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً فردوا على الله تبارك و تعالى و قالوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ قال الله إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ و كان لا يحجبهم عن نوره فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام فلاذوا بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم و تاب عليهم و جعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة فجعله مثابة و أمنا و وضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فجعله مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على العباد لكل ألف سنة شوطا واحدا

5-  العلل، في علل ابن سنان عن الرضا ع علة الطواف بالبيت أن الله تبارك و تعالى قال للملائكة إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ فردوا على الله تبارك و تعالى هذا الجواب فعلموا أنهم أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش و استغفروا فأحب الله عز و جل أن يتعبد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى البيت المعمور بحذاء الضراح ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور ثم أمر آدم ع فطاف به فتاب الله عليه فجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة

6-  الكفعمي و البرسي بإسناديهما عن موسى بن جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين ع عن النبي ص قال قال جبرئيل و الذي بعثك بالحق نبيا   إن الله تعالى بنى في السماء الرابعة بيتا يقال له البيت المعمور يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك و يخرجون منه و لا يعودون إليه إلى يوم القيامة الخبر

7-  الدر المنثور، قال أخرج الأزرقي عن علي بن الحسين ع أن رجلا سأله ما بدء هذا الطواف بهذا البيت لم كان و حيث كان فقال أما بدء هذا الطواف بهذا البيت فإن الله قال لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً فقالت الملائكة أي رب أ خليفة من غيرنا ممن يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ و يتحاسدون و يتباغضون و يتباغون أي رب اجعل ذلك الخليفة منا فنحن لا نفسد فيها و لا نسفك الدماء و لا نتباغض و لا نتحاسد و لا نتباغى وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ و نطيعك و لا نعصيك قالَ الله تعالى إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ قال فظنت الملائكة أن ما قالوا رد على ربهم عز و جل و أنه قد غضب عليهم من قولهم فلاذوا بالعرش ثلاث ساعات فنظر الله إليهم فنزلت الرحمة عليهم فوضع الله سبحانه تحت العرش بيتا على أربع أساطين من زبرجد و غشاهن بياقوتة حمراء و سمي البيت الضراح ثم قال الله للملائكة طوفوا بهذا البيت و دعوا العرش فطافت الملائكة بالبيت و تركوا العرش فصار أهون عليهم و هو البيت المعمور الذي ذكره الله يدخله كل يوم و ليلة سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدا ثم إن الله تعالى بعث ملائكته فقال ابنوا لي بيتا في الأرض بمثاله و قدره فأمر الله سبحانه من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور

8-  و عن مقاتل يرفع الحديث إلى النبي ص أن آدم قال أي رب   أعرف شقوتي لا أرى شيئا من نورك نعبد فأنزل الله عليه البيت المعمور على عرض البيت و موضعه من ياقوت الجنة و لكن طوله بين السماء و الأرض و أمره أن يطوف به فأذهب عنهم الهم الذي كان قبل ذلك ثم رفع على عهد نوح ع

9-  و عن ابن عباس قال قال رسول الله ص البيت المعمور الذي في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة حذاء الكعبة الحرام

 و عن أنس مثله

10-  و عن أبي هريرة عن النبي ص قال في السماء الدنيا بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة و في السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبرئيل كل يوم فينغمس انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة يجري منه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا و يولى عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة

11-  و عن ابن عباس قال قال رسول الله ص البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام لو سقط سقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يروه قط و إن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة

    -12  و عن خالد بن مرة أن رجلا قال لعلي ع ما البيت المعمور قال بيت في السماء يقال له الضراح و هو بحيال الكعبة حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه أبدا

13-  و عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليا ع عن البيت المعمور ما هو قال ذاك الضراح بيت فوق سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة

14-  و عن ابن عباس قال هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة يصلي فيه كل ليلة سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه

15-  و عن الضحاك قال أنزل من الجنة و كان يعمر بمكة فلما كان الغرق رفعه الله فهو في السماء السادسة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك

 بيان مقتضى الجمع بين الأخبار مع صحة جميعها القول بتحقق البيت في جميع تلك المواضع و سيأتي كثير من الأخبار المتعلقة بالباب في باب الملائكة