باب 1- نقش خاتمهما و علل تسميتهما و فضائلهما و سننهما و بعض أحوالهما

الآيات البقرة وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ قَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ آل عمران وَ أَنْزَلَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ هود وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً و قال وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ إبراهيم وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ مريم وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَ نادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا وَ وَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا الأنبياء وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَ هارُونَ الْفُرْقانَ وَ ضِياءً وَ ذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ التنزيل وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَ جَعَلْناهُ هُدىً  لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ الأحزاب يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَ كانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً الصافات وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَ هارُونَ وَ نَجَّيْناهُما وَ قَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَ نَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ وَ آتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَ هَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ وَ تَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ المؤمن وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَ أَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ هُدىً وَ ذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ السجدة وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ الأحقاف وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً تفسير قال الطبرسي قدس سره إِماماً أي يؤتم به في أمور الدين وَ رَحْمَةً أي نعمة من الله على عباده أو ذا رحمة أي سبب الرحمة لمن آمن به الْكِتابَ يعني التوراة فَاخْتُلِفَ فِيهِ أي قومه اختلفوا في صحته وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ أي لو لا خبر الله السابق بأنه يؤخر الجزاء إلى يوم القيامة للمصلحة لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ أي لعجل الثواب و العقاب لأهله وَ إِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ أي من وعد الله و وعيده بِأَيَّامِ اللَّهِ أي بوقائع الله في الأمم الخالية و إهلاك من هلك منهم أو بنعم الله في سائر أيامه كما روي عن أبي عبد الله ع أو الأعم منهما فِي الْكِتابِ أي القرآن إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً قرأ أهل الكوفة بفتح اللام أي أخلصه الله بالنبوة و الباقون بكسرها أي أخلص العبادة لله أو نفسه لأداء الرسالة   مِنْ جانِبِ الطُّورِ الطور جبل بالشام ناداه الله من جانبه اليمين و هو يمين موسى و قيل من الجانب الأيمن من الطور يريد حيث أقبل من مدين و رأى النار في الشجرة و هو قوله يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ. وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا أي مناجيا كليما قال ابن عباس قربه الله و كلمه و معنى هذا التقريب أنه أسمعه كلامه و قيل قربه حتى سمع صرير القلم الذي كتبت به التوراة و قيل قَرَّبْناهُ أي رفعنا منزلته حتى صار محله منا في الكرامة محل من قربه مولاه في مجلس كرامته فهو تقريب كرامة و اصطفاء لا تقريب مسافة و إدناء وَ وَهَبْنا لَهُ أي أنعمنا عليه بأخيه هارون و أشركناه في أمره الْفُرْقانَ أي التوراة يفرق بين الحق و الباطل و قيل البرهان الذي يفرق به بين حق موسى و باطل فرعون و قيل هو فلق البحر وَ ضِياءً هو من صفة التوراة أيضا أي استضاءوا بها حتى اهتدوا في دينهم. فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ أي في شك من لقائك موسى ليلة الإسراء بك إلى السماء عن ابن عباس

 و قد ورد في الحديث أنه قال رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شبوة و رأيت عيسى ابن مريم رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة و البياض سبط الرأس

فعلى هذا فقد وعد ص أنه سيلقى موسى ع قبل أن يموت و قيل فلا تكن في مرية من لقاء موسى إياك في الآخرة و قيل  من لقاء موسى الكتاب و قيل من لقاء الأذى كما لقي موسى وَ جَعَلْناهُ أي موسى أو الكتاب وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً أي رؤساء في الخير يقتدى بهم يهدون إلى أفعال الخير بإذن الله و قيل هم الأنبياء الذين كانوا فيهم لَمَّا صَبَرُوا أي لما صبروا جعلوا أئمة وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ لا يشكون فيها. وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَ هارُونَ أي بالنبوة و النجاة من فرعون و غيرهما من النعم الدنيوية و الأخروية مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ من تسخير قوم فرعون إياهم و استعمالهم في الأعمال الشاقة و قيل من الغرق الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ يعني التوراة الداعي إلى نفسه بما فيه من البيان وَ تَرَكْنا عَلَيْهِما الثناء الجميل فِي الْآخِرِينَ بأن قلنا سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ موسى اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هو الماء و سى الشجر و سمي بذلك لأن التابوت الذي كان فيه موسى وجد عند الماء و الشجر وجدته جواري آسية و قد خرجن ليغتسلن و هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ع. و قال الثعلبي هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ع قال أهل العلم بأخبار الأولين و سير الماضين ولد ليعقوب ع لاوي و قد مضى من عمره تسع و ثمانون سنة ثم إن لاوي بن يعقوب نكح نابتة بنت ماوي بن يشجر فولدت له عرشون و مرزي و مردي و قاهث بن لاوي و ولد للاوي قاهث بعد أن مضى من عمره  ست و أربعون سنة فنكح قاهث بن لاوي قاهي بنت مبنير بن بتويل بن إلياس فولدت له يصهر و تزوج يصهر شمبت بنت بتاويت بن بركيا بن يقشان بن إبراهيم فولدت له عمران و قد مضى من عمره ستون سنة و كان عمر يصهر مائة و سبعا و أربعين سنة فنكح عمران بن يصهر نخيب بنت أشموئيل بن بركيا بن يقشان بن إبراهيم فولدت له هارون و موسى و اختلف في اسم أمهما فقال محمد بن إسحاق نخيب و قيل أفاحية و قيل بوخائيد و هو المشهور و كان عمر عمران مائة و سبعا و ثلاثين سنة و ولد له موسى و قد مضى من عمره سبعون سنة و نحوه ذكر ابن الأثير في الكامل

 1-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع في خبر المعراج عن النبي ع قال ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلا أعظم منه حوله ثلاثة من أمته فأعجبتني كثرتهم فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا المجيب لقومه هارون بن عمران فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات  ثم صعدنا إلى السماء السادسة و إذا فيها رجل آدم طويل كأنه من شبوة و لو أن عليه قميصين لنفذ شعره فيهما و سمعته يقول يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على الله و هذا رجل أكرم على الله مني فقلت من هذا يا جبرئيل فقال أخوك موسى بن عمران فسلمت عليه و سلم علي و استغفرت له و استغفر لي و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات

 بيان شبوة أبو قبيلة و موضع بالبادية و حصن باليمن أو واد بين مأرب و حضرموت كذا ذكره الفيروزآبادي و لعله ص شبهه بإحدى هذه الطوائف في الأدمة و طول القامة.

 2-  فس، ]تفسير القمي[ في خبر الحسن بن علي ع مع ملك الروم أنه عرض على الحسن ع صور الأنبياء فعرض عليه صنما قال ع هذه صفة موسى بن عمران و كان عمره مائتين و أربعين سنة و كان بينه و بين إبراهيم خمسمائة سنة

 3-  ل، ]الخصال[ ابن إدريس عن أبيه عن الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الأول ع عن النبي ص قال إن الله اختار من الأنبياء أربعة للسيف إبراهيم و داود و موسى و أنا و اختار من البيوتات أربعة فقال عز و جل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ الخبر

 4-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ع، ]علل الشرائع[ ل، ]الخصال[ سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن قول الله عز و جل يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ من هم فقال ع قابيل يفر من هابيل  و الذي يفر من أمه موسى و الذي يفر من أبيه إبراهيم و الذي يفر من صاحبته لوط و الذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان

 قال الصدوق رحمه الله إنما يفر موسى من أمه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها. بيان يمكن أن يتجوز في الأم كما ارتكب ذلك في الأب و يكون المراد بعض مربياته في بيت فرعون.

 5-  ل، ]الخصال[ في خبر أبي ذر قال رسول الله ص أول نبي من بني إسرائيل موسى و آخرهم عيسى و ستمائة نبي

 أقول قد مر نقش خاتمه في نقوش خواتيم الأنبياء

 6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المظفر بن محمد الخراساني عن محمد بن جعفر العلوي عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال أوحى الله إلى موسى بن عمران ع أ تدري يا موسى لم انتجبتك من خلقي و اصطفيتك لكلامي فقال لا يا رب فأوحى الله إليه أني اطلعت إلى الأرض فلم أجد عليها أشد تواضعا لي منك فخر موسى ساجدا و عفر خديه في التراب تذللا منه لربه عز و جل فأوحى الله إليه ارفع رأسك يا موسى و أمر يدك في موضع سجودك و امسح بها وجهك و ما نالته من بدنك فإنه أمان من كل سقم و داء و آفة و عاهة

 7-  ع، ]علل الشرائع[ الطالقاني عن الحسن بن علي بن زكريا عن محمد بن جيلان قال حدثني أبي عن أبيه و جده عن غياث بن أسيد قال حدثني عمن سمع مقاتل بن سليمان يقول إن الله تبارك و تعالى بارك على موسى بن عمران ع و هو في بطن أمه بثلاث مائة و ستين  بركة فالتقطه فرعون من بين الماء و الشجر و هو التابوت فمن ثم سمي موسى و بلغة القبط الماء مو و الشجر سى فسموه موسى لذلك

 8-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن رجل عن أبي جعفر ع قال أوحى الله عز و جل إلى موسى ع أ تدري لما اصطفيتك بكلامي دون خلقي فقال موسى لا يا رب فقال يا موسى إني قلبت عبادي ظهر البطن فلم أجد فيهم أحدا أذل لي منك نفسا يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بإسناده إلى الصدوق عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير

 9-  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن موسى ع احتبس عنه الوحي أربعين أو ثلاثين صباحا قال فصعد على جبل بالشام يقال له أريحا فقال يا رب إن كنت حبست عني وحيك و كلامك لذنوب بني إسرائيل فغفرانك القديم قال فأوحى الله عز و جل إليه يا موسى بن عمران أ تدري لما اصطفيك لوحيي و كلامي دون خلقي فقال لا علم لي يا رب فقال يا موسى إني اطلعت إلى خلقي اطلاعة فلم أجد في خلقي أشد تواضعا لي منك فمن ثم خصصتك بوحيي و كلامي من بين خلقي قال و كان موسى ع إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الأيمن بالأرض و الأيسر

 10-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن النضر عن صفوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع أن بني إسرائيل كانوا يقولون ليس لموسى ما للرجال و كان موسى إذا أراد الاغتسال ذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد من الناس و كان يوما يغتسل على شط نهر و قد وضع ثيابه على صخرة فأمر الله الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو إسرائيل إليه فعلموا أنه ليس  كما قالوا فأنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا إلى قوله وَجِيهاً

 بيان قال الشيخ الطبرسي رحمه الله اختلفوا فيما أوذي به موسى على أقوال أحدها أن موسى و هارون صعدا الجبل فمات هارون فقالت بنو إسرائيل أنت قتلته فأمر الله الملائكة فحملته حتى مروا به على بني إسرائيل و تكلمت الملائكة بموته حتى عرفوا أنه قد مات و برأه الله من ذلك عن علي ع و ابن عباس و اختاره الجبائي و ثانيها أن موسى ع كان حييا يغتسل وحده فقالوا ما يتستر منا إلا لعيب بجلده إما برص و إما أدرة فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى فرآه بنو إسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا رواه أبو هريرة مرفوعا و قال قوم إن ذلك لا يجوز لأن فيها إشهار النبي و إبداء سوأته على رءوس الأشهاد و ذلك ينفر عنه و ثالثها أن قارون استأجر مومسة لتقذف موسى بنفسها على رءوس الملأ فعصمه الله تعالى من ذلك عن أبي العالية و رابعها أنهم آذوه من حيث إنهم نسبوه إلى السحر و الجنون و الكذب بعد ما رأوا الآيات عن أبي مسلم انتهى و السيد قدس سره رد الثاني بأنه ليس يجوز أن يفعل الله تعالى بنبيه ما ذكروه من هتك العورة لتنزيهه من عاهة أخرى فإنه تعالى قادر على أن ينزهه مما قذفوه به على وجه لا يلحقه معه فضيحة أخرى و ليس يرمى بذلك أنبياء الله من يعرف أقدارهم ثم قال و الذي روي في ذلك من الصحيح معروف و هو أن بني إسرائيل لما مات هارون  ع قرفوه بأنه قتله لأنهم كانوا إلى هارون أميل فبرأه الله تعالى من ذلك بأن أمر الملائكة بأن حملت هارون ميتا و مرت به على بني إسرائيل ناطقة بموته و مبرئة لموسى ع من قتله و هذا الوجه يروى عن أمير المؤمنين ع و روي أيضا أن موسى ع نادى أخاه هارون فخرج من قبره فسأله هل قتله فقال لا ثم عاد انتهى أقول بعد ورود الخبر الحسن كالصحيح لا يتجه الجزم ببطلانه إذا ليس فيه من الفضيحة بعد كونه لتبريه عما نسب إليه ما يلزم الحكم بنفيها و الله يعلم

 11-  ع، ]علل الشرائع[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن أبان عمن أخبره عن أبي جعفر ع قال قلت له لم سميت التلبية تلبية قال إجابة أجاب موسى ع ربه

 12-  ع، ]علل الشرائع[ بهذا الإسناد عن حماد عن الحسين بن مختار عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول مر موسى بن عمران ع في سبعين نبيا على فجاج الروحاء عليهم العباء القطوانية يقول لبيك عبدك و ابن عبدك لبيك

 13-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال مر موسى النبي ع بصفائح الروحاء على جمل أحمر خطامه من ليف عليه عباءتان قطوانيتان و هو يقول لبيك يا كريم لبيك الخبر

 بيان الصفح من الجبل مضطجعه و الجمع صفاح و الصفائح حجارة عراض رقاق و الروحاء موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة. و القطوانية عباءة بيضاء قصيرة الخمل منسوبة إلى قطوان محركة موضع بالكوفة.

   -14  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد العطار عن الحسين بن إسحاق التاجر عن علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن عثمان بن عيسى و علي بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ع قال أحرم موسى ع من رملة مصر و مر بصفائح الروحاء محرما يقود ناقته بخطام من ليف فلبى تجيبه الجبال

 15-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ سئل الصادق ع أيهما مات هارون مات قبل أم موسى صلوات الله عليهما قال هارون مات قبل موسى و سئل أيهما كان أكبر هارون أم موسى قال هارون قال و كان اسم ابني هارون شبرا و شبيرا و تفسيرهما بالعربية الحسن و الحسين و قال قال رسول الله ص رأيت إبراهيم و موسى و عيسى صلوات الله عليهم فأما موسى فرجل طوال سبط يشبه رجال الزط و رجال أهل شبوة و أما عيسى فرجل أحمر جعد ربعة قال ثم سكت و قيل له يا رسول الله فإبراهيم قال انظروا إلى صاحبكم يعني نفسه ص

 16-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن البزنطي عن أبان عن زيد الشحام عمن رواه عن أبي جعفر ع قال حج موسى بن عمران و معه سبعون نبيا من بني إسرائيل خطم إبلهم من ليف يلبون و تجيبهم الجبال و على موسى عباءتان قطوانيتان يقول لبيك عبدك ابن عبدك

 17-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد عن الأهوازي عن ابن أبي البلاد عن أبي بلال المكي قال رأيت أبا عبد الله ع دخل الحجر من ناحية الباب فقام يصلي على قدر ذراعين من البيت فقلت له ما رأيت أحدا من أهل بيتك يصلي بحيال الميزاب فقال هذا مصلى شبير و شبر ابني هارون

   -18  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن موسى بن عمران سأل ربه و رفع يديه فقال يا رب أين ذهبت أوذيت فأوحى الله تعالى إليه يا موسى إن في عسكرك غمازا فقال يا رب دلني عليه فأوحى الله تعالى إليه أني أبغض الغماز فكيف أغمز

 قال الثعلبي قال كعب الأحبار كان هارون بن عمران نبي الله رجلا فصيح اللسان بين الكلام و إذا تكلم تكلم بتؤدة و علم و كان أطول من موسى و كان على أرنبته شامة و على طرف لسانه أيضا شامة و كان موسى بن عمران نبي الله رجلا آدم جعدا طويلا كأنه من رجال أزدشنوءة و كان بلسانه عقدة ثقل و كانت فيه سرعة و عجلة و كان أيضا على طرف لسانه شامة سوداء. بيان قال الفيروزآبادي أزدشنوءة و قد تشدد الواو قبيلة سميت لشنآن بينهم.

 19-  فس، ]تفسير القمي[ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ قال أيام الله ثلاثة يوم القائم و يوم الموت و يوم القيامة قوله يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا قال كان في علم الله أنهم يصبرون على ما يصيبهم فجعلهم أئمة

 20-  فس، ]تفسير القمي[ وَ كانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً أي ذا جاه

 أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم قالوا يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في علي و الأئمة كما آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا