باب 11- الممدوح من البلدان و المذموم منها و غرائبها

 الآيات يونس وَ لَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ الأنبياء وَ نَجَّيْناهُ وَ لُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ و قال تعالى وَ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها المؤمنون وَ آوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ القصص آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً إلى قوله تعالى فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ سبأ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ إلى قوله تعالى وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً النازعات إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً البلد لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ التين وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ تفسير مُبَوَّأَ صِدْقٍ أي مكانا محمودا حسنا و هو بيت المقدس و الشام و   قيل يريد به مصر و قال علي بن إبراهيم ردهم إلى مصر و غرق فرعون وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أي النعم اللذيذة إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ قيل هي أرض الشام أي نجينا إبراهيم و لوطا من كوثا إلى الشام و إنما قال بارَكْنا فِيها لأنها بلاد خصب و قيل إلى أرض بيت المقدس لأن بها مقام الأنبياء و الحاصل أن أكثر أنبياء بني إسرائيل بعثوا في الشام و بيت المقدس فانتشرت في العالمين شرائعهم التي هي مبادئ الخيرات الدينية و الدنيوية و قيل نجاهما إلى مكة كما قال إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ روي ذلك عن ابن عباس إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها و هي أرض الشام لأنها كانت مأواه كما ذكره المفسرون وَ آوَيْناهُما أي عيسى و أمه إِلى رَبْوَةٍ قال الطبرسي ره أي جعلنا مأواهما مكانا مرتفعا مستويا واسعا و الربوة هي الرملة من فلسطين عن أبي هريرة و قيل دمشق عن سعيد بن المسيب و قيل مصر عن ابن زيد و قيل بيت المقدس عن قتادة و كعب قال كعب و هي أقرب الأرض إلى السماء و قيل هي حيرة الكوفة و سوادها و القرار مسجد الكوفة و المعين الفرات عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قيل ذاتِ قَرارٍ أي ذات موضع قرار أي هي أرض مستوية يستقر عليها ساكنوها و قيل ذات ثمار لأنه لأجل الثمار يستقر فيها ساكنوها وَ مَعِينٍ ماء جار و ظاهر للعيون. فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ قال الطبرسي ره هي البقعة التي قال فيها لموسى فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً و إنما كانت مباركة لأنها معدن الوحي و الرسالة و كلام الله تعالى و قيل مباركة كثيرة الثمار و الأشجار و الخير و النعم بها و الأول أصح انتهى و أقول

 روي في التهذيب عن الصادق ع أنه قال    شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ الذي ذكره الله في القرآن هو الفرات و الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ هي كربلاء

 بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ قيل أي هذه بلدة نزهة أرضها عذبة تخرج النبات و ليست بسبخة و ليس فيها شي‏ء من الهوام المؤذية و قيل أراد به صحة هوائها و عذوبة مائها و سلامة تربتها و أنه ليس فيها حر يؤذي في القيظ و برد يؤذي في الشتاء وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها أي بالتوسعة على أهلها أو بما مر و هي قرى الشام و في تفسير علي بن إبراهيم هي مكة قُرىً ظاهِرَةً أي متواصلة يظهر بعضها لبعض و قد مر تأويل الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها بالأئمة ع و القرى الظاهرة برواة أخبارهم و فقهاء شيعتهم و السير بالعلم آمِنِينَ من الشك و الضلال بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ أي المطهر طُوىً اسم الوادي الذي كلم الله فيه موسى ع. لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ قال الطبرسي ره أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ و أنت يا محمد مقيم به و هو محلك و هذا تنبيه على أن شرف البلد بشرف من حل فيه من الرسول الداعي إلى توحيده و إخلاص عبادته و بيان أن تعظيمه له و قسمه به لأجله ص و لكونه حالا فيه كما سميت المدينة طيبة لأنها طابت به حيا و ميتا و قيل معناه لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ و أنت حل فيه منتهك الحرمة فلم يبق للبلد حرمة حيث هتك حرمتك عن أبي مسلم

 و هو مروي عن أبي عبد الله ع قال كانت قريش تعظم البلد و تستحل محمدا فيه فقال لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ يريد أنهم استحلوك فيه فكذبوك و شتموك و كانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه و يتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا من رسول الله ص ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم

و قال قدس سره في قوله سبحانه وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ أقسم الله سبحانه بالتين الذي يؤكل و الزيتون الذي يعصر منه الزيت عن ابن عباس و غيره و قيل التين الجبل   الذي عليه دمشق و الزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس عن قتادة و قال عكرمة هما جبلان و إنما سميا بهما لأنهما نبتا بهما و قيل التين مسجد دمشق و الزيتون بيت المقدس عن كعب الأحبار و غيره و قيل التين مسجد نوح ع الذي بنى على الجودي و الزيتون بيت المقدس عن ابن عباس و قيل التين مسجد الحرام و الزيتون المسجد الأقصى عن الضحاك وَ طُورِ سِينِينَ يعني الجبل الذي كلم الله عليه موسى ع عن الحسن و سينين و سيناء واحد و قيل إن سينين معناه المبارك الحسن كأنه قيل جبل الخير الكثير لأنه إضافة تعريف عن مجاهد و قتادة و قيل معناه كثير النبات و الشجر عن عكرمة و قيل إن كل جبل فيه شجر مثمر فهو سينين و سيناء بلغة النبط عن مقاتل و روي عن موسى بن جعفر ع و طور سيناء وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ يعني مكة البلد الحرام يأمن فيه الخائف في الجاهلية و الإسلام فالأمين بمعنى المؤمن مؤمن من يدخله و قيل هو بمعنى الآمن و يؤيده قوله أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً

1-  الكشي، قال وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن ميمون بن عبد الله عن أبي عبد الله ع قال إن عليا ع لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها ثم قال لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا و أسرعها خرابا و أشدها عذابا فيك الداء الدوي قيل ما هو يا أمير المؤمنين قال كلام القدر الذي فيه الفرية على الله و بغضنا أهل البيت و فيه سخط الله و سخط نبيه و كذبهم علينا أهل البيت و استحلالهم الكذب علينا

2-  معاني الأخبار، و الخصال، عن الحسين بن إدريس عن أبيه عن   محمد بن أحمد الأشعري عن أبي عبد الله الرازي عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الأول ع قال قال رسول الله ص إن الله اختار من البلدان أربعة فقال عز و جل وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ف التِّينِ المدينة وَ الزَّيْتُونِ بيت المقدس وَ طُورِ سِينِينَ الكوفة وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ مكة الخبر

 بيان لعله إنما كنى عن المدينة بالتين لوفوره و جودته فيها أو لكونها من أشارف البلاد كما أن التين من أفاضل الثمار كما سيأتي و كنى عن الكوفة بطور سينين لأن ظهرها و هو النجف كان محل مناجاة سيد الأوصياء كما أن الطور كان محل مناجاة الكليم أو لأن الجبل الذي سأل عليه موسى الرؤية فتقطع وقع جزء منه هناك كما ورد في بعض الأخبار أو أنه لما أراد ابن نوح أن يعتصم بهذا الجبل تقطع فصار بعضها في طور سيناء أو أنه هو طور سيناء حقيقة و غلط فيه المفسرون و اللغويون

 كما روى الشيخ في التهذيب بإسناده عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال كان في وصية أمير المؤمنين ع أن أخرجوني إلى الظهر فإذا تصوبت أقدامكم و استقبلتكم ريح فادفنوني و هو أول طور سيناء ففعلوا ذلك

3-  المجالس، لابن الشيخ عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن محمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن بن أبي فاختة عن أبي عبد الله ع قال لما قتل الحسين ع بكت عليه السماوات السبع و الأرضون السبع و ما فيهن و ما بينهن و من يتقلب في الجنة و النار و ما يرى و ما لا يرى إلا ثلاثة أشياء البصرة و دمشق و آل الحكم بن العاص الخبر

 بيان بكاء البلاد و البقاع بكاء أهلها و ظهور آثار الحزن فيهم

4-  العلل، في خبر الشامي أنه سأل أمير المؤمنين ع عن أكرم واد على وجه الأرض فقال له واد يقال له سرانديب سقط فيه آدم من السماء و   سأله عن شر واد على وجه الأرض فقال واد باليمن يقال له برهوت و هو من أودية جهنم

 بيان قال في النهاية في حديث علي شر بئر في الأرض برهوت هي بفتح الباء و الراء بئر عميقة بحضرموت لا يستطاع النزول إلى قعرها و قيل برهوت بضم الباء و سكون الراء فتكون تاؤها على الأول زائدة و على الثاني أصلية أخرجه الهروي عن علي و أخرجه الطبراني في المعجم عن ابن عباس عن النبي ص و قال الفيروزآبادي برهوت واد و بئر بحضرموت انتهى و كونه من أودية جهنم لشباهته بها و لتعذيب أرواح الكفار فيه كما ورد في الأخبار و يحتمل أن يكون لجهنم طريق إليه

5-  الخصال، عن أحمد بن الحسن القطان و علي بن أحمد بن موسى عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان عن بكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن جعفر بن محمد ع قال ستة عشر صنفا من أمة جدي لا يحبونا و لا يحببونا إلى الناس إلى أن قال و أهل مدينة تدعى سجستان هم لنا أهل عداوة و نصب و هم شر الخلق و الخليقة عليهم من العذاب ما على فرعون و هامان و قارون و أهل مدينة تدعى الري هم أعداء الله و أعداء رسوله و أعداء أهل بيته يرون حرب أهل بيت رسول الله ص جهادا و ما لهم مغنما و لهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا و الآخرة وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ و أهل مدينة تدعى الموصل هم شر من على وجه الأرض و أهل مدينة تسمى الزوراء تبنى في آخر الزمان يستشفون بدمائنا و يتقربون ببغضنا يوالون في عداوتنا و يرون حربنا فرضا و قتالنا حتما يا بني فاحذر هؤلاء ثم احذرهم فإنه لا يخلو اثنان منهم بأحد من أهلك إلا هموا بقتله الخبر

 بيان الموصل بفتح الميم و سكون الواو معروف و الزوراء يطلق على دجلة   بغداد و على بغداد لأن أبوابها الداخلة جعلت مزورة عن الخارجة و يمكن أن تتبدل أحوال أهل هذه البلاد باختلاف الأزمنة و يكون ما ذكر في الخبر حالهم في ذلك الزمان

6-  العلل، عن علي بن عبد الوراق عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى و الفضل بن عامر عن سليمان بن مقبل عن محمد بن زياد الأزدي عن عيسى بن عبد الله الأشعري عن الصادق جعفر بن محمد ع قال حدثني أبي عن جدي عن أبيه قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الأيمن فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران و أطيب ريحا من المسك فإذا فيها شيخ على رأسه برنس فقلت لجبرئيل ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لونا من الزعفران و أطيب ريحا من المسك قال بقعة شيعتك و شيعة وصيك علي فقلت من الشيخ صاحب البرنس قال إبليس قلت فما يريد منهم قال يريد أن يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين و يدعوهم إلى الفسق و الفجور فقلت يا جبرئيل اهو بنا إليهم فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف و البصر اللامح فقلت قم يا ملعون فشارك أعداءهم في أموالهم و أولادهم و نسائهم فإن شيعتي و شيعة علي ليس لك عليهم سلطان فسميت قم

 بيان البرنس قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام ذكره الجوهري

7-  الإختصاص، روى علي بن محمد العسكري عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء الرابعة نظرت إلى قبة من لؤلؤ لها أربعة أركان و أربعة أبواب كأنها من إستبرق أخضر قلت يا جبرئيل ما هذه القبة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها فقال حبيبي محمد هذه صورة مدينة يقال لها قم يجتمع فيها عباد الله المؤمنون ينتظرون محمدا و شفاعته للقيامة و الحساب يجري عليهم الغم و الهم و الأحزان و المكاره قال فسألت علي بن محمد العسكري ع متى ينتظرون الفرج قال إذا ظهر الماء على وجه الأرض

    تاريخ قم، عن أبي مقاتل الديلمي عنه ع مثله بيان المراد به إما ظهور الماء في أصل البلد أو لم يكن في هذا الزمان فيه ماء جار أصلا كما ذكر في تاريخ قم مبدأ حدوث الوادي بقم و إنه كانت فيه قنوات و لم يكن فيه نهر جار

8-  تفسير علي بن إبراهيم، عن الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله عن آبائه صلوات الله عليهم قال لما بلغ أمير المؤمنين ع أمر معاوية و أنه في مائة ألف قال من أي القوم قالوا من أهل الشام قال لا تقولوا من أهل الشام و لكن قولوا من أهل الشوم هم أبناء مصر لعنوا على لسان داود ع فجعل الله مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ الخبر

 بيان يمكن الجمع بين الآيات و الأخبار الواردة في مدح الشام و مصر و ذمه بما أومأنا إليه سابقا من اختلاف أحوال أهله في الأزمان فإنه كان في أول الزمان محل الأنبياء و الصلحاء فكان من البلاد المباركة الشريفة فلما صار أهله من أشقى الناس و أكفرهم صار من شر البلاد كما أن يوم عاشوراء كان من الأيام المتبركة كما يظهر من بعض الأخبار فلما قتل فيه الحسين ع صار من أنحس الأيام

9-  قرب الإسناد، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطي قال قلت للرضا عليه السلام إن أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة قال و كيف ذلك قلت جعلت فداك يزعمون أنه يحشر من جيلهم سبعون ألفا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ... بِغَيْرِ حِسابٍ قال لا لعمري ما ذاك كذلك و ما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر و لا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها و لقد أوحى الله تبارك و تعالى إلى موسى ع أن يخرج عظام يوسف منها فاستدل موسى على من يعرف القبر فدل على امرأة عمياء زمنة فسألها موسى أن تدله عليه فأبت إلا على خصلتين فيدعو الله فيذهب زمانتها و يصيرها معه في الجنة في الدرجة التي هو فيها فأعظم ذلك موسى فأوحى الله إليه   و ما يعظم عليك من هذا أعطها ما سألت ففعل فتوعدته طلوع القمر فحبس الله القمر حتى جاء موسى لموعده فأخرجه من النيل في سفط مرمر فحمله موسى ع و لقد قال رسول الله ص لا تغسلوا رءوسكم بطينها و لا تأكلوا في فخارها فإنه يورث الذلة و يذهب الغيرة قلنا له قد قال ذلك رسول الله ص فقال نعم

 العياشي، عن علي بن أسباط عن الرضا ع مثله

10-  البصائر، عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة

 بيان أي قبولا كاملا كما في الخبر الآتي

11-  البصائر، عن يعقوب بن يزيد عن ابن سنان عن عتيبة بياع القصب عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن ولايتنا عرضت على السماوات و الأرض و الجبال و الأمصار ما قبلها قبول أهل الكوفة

12-  النهج، ]نهج البلاغة[ من كلام له ع في ذكر الكوفة كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي تعركين بالنوازل و تركبين بالزلازل و إني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل و رماه بقاتل

 بيان الأديم الجلد أو مدبوغة و عكاظ بالضم موضع بناحية مكة كانت العرب تجتمع في كل سنة و يقيمون به سوقا مدة شهر و يتعاكظون أي يتفاخرون و يتناشدون و ينسب إليه الأديم لكثرة البيع فيه و الأديم العكاظي مستحكم الدباغ شديد المد و ذلك وجه الشبه و العرك الدلك و الحك و عركه أي حمل عليه الشر و عركت القوم في الحرب إذا مارستهم حتى أتعبتهم و النوازل المصائب و الشدائد و الزلازل البلايا و تركبين على بناء المجهول كالفعلين السابقين   أي تجعلين مركوبة لها أو بها على أن تكون الباء للسببية كالسابقة و الشدائد التي أصابت الكوفة و أهلها معروفة مذكورة في السير

 و روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال هذه مدينتنا و محلنا و مقر شيعتنا

 و عن الصادق ع أنه قال تربة تحبنا و نحبها

 و عنه ع اللهم ارم من رماها و عاد من عاداها

و قال محمد الحسين الكيدري في شرح النهج فمن الجبابرة الذين ابتلاهم الله بشاغل فيها زياد و قد جمع الناس في المسجد ليلعن عليا صلوات الله عليه فخرج الحاجب و قال انصرفوا فإن الأمير مشغول و قد أصابه الفالج في هذه الساعة و ابنه عبيد الله بن زياد و قد أصابه الجذام و الحجاج بن يوسف و قد تولدت الحيات في بطنه حتى هلك و عمر بن هبيرة و ابنه يوسف و قد أصابهما البرص و خالد القسري و قد حبس فطولب حتى مات جوعا و أما الذين رماهم الله بقاتل فعبد الله بن زياد و مصعب بن الزبير و أبو السرايا و غيرهم قتلوا جميعا و يزيد بن المهلب قتل على أسوإ حال

13-  القصص، بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن محبوب عن داود الرقي عن أبي عبد الله ع قال كان أبو جعفر صلوات الله عليهما يقول نعم الأرض الشام و بئس القوم أهلها اليوم و بئس البلاد مصر أما إنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل و لم يكن دخل بنو إسرائيل مصر إلا من سخطة و معصية منهم لله لأن الله عز و جل قال ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ يعني الشام فأبوا أن يدخلوها و عصوا فتاهوا في الأرض أربعين سنة قال و ما كان خروجهم من مصر و دخولهم الشام إلا من بعد توبتهم و رضا الله عنهم ثم قال أبو جعفر صلوات الله عليه إني أكره أن آكل شيئا طبخ في فخار مصر و ما أحب أن أغسل رأسي من طينها مخافة أن تورثني تربتها الذل و تذهب بغيرتي

 العياشي، عن داود مثله

14-  القصص، بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن الحسين بن أحمد عن أبي إبراهيم الموصلي قال قلت لأبي   عبد الله ع إن بني ينازعني مصر فقال ما لك و مصر أ ما علمت أنها مصر الحتوف و لا أحسبه إلا قال يساق إليها أقصر الناس أعمارا

15-  و منه، بهذا الإسناد عن ابن أسباط عن أحمد بن محمد بن الحضير عن يحيى بن عبد الله بن الحسن رفعه قال قال رسول الله ص انتحوا مصر و لا تطلبوا المكث فيها و لا أحسبه إلا قال و هو يورث الدياثة

 بيان قال في القاموس نحاه قصده كانتحاه

16-  القصص، بالإسناد المتقدم عن ابن أسباط عن أبي الحسن ع قال لا تأكلوا في فخارها و لا تغسلوا رءوسكم بطينها فإنها تورث الذلة و تذهب بالغيرة

17-  كامل الزيارة، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن الحسين بن عبيد الله عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن عبد الجبار عن أبي سعيد عن الحسين بن ثوير و يونس و أبي سلمة السراج و المفضل بن عمر قالوا سمعنا أبا عبد الله ع يقول لما مضى أبو عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليهما بكى عليه جميع ما خلق الله إلا ثلاثة أشياء البصرة و دمشق و آل عثمان

18-  الكشي، عن محمد بن مسعود و علي بن محمد معا عن الحسين بن عبيد الله عن عبد الله بن علي عن أحمد بن حمزة عن عمران القمي عن حماد الناب قال كنا عند أبي عبد الله ع و نحن جماعة إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي فسأله و بره و بشه فلما أن قام قلت لأبي عبد الله ع من هذا الذي بررت به هذا البر فقال من أهل البيت النجباء يعني أهل قم ما أرادهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله

19-  و منه، بهذا الإسناد عن أحمد بن حمزة عن المرزبان بن عمران عن أبان بن عثمان قال دخل عمران بن عبد الله على أبي عبد الله ع فقال له كيف أنت و كيف ولدك و كيف أهلك و كيف بنو عمك و كيف أهل بيتك ثم حدثه مليا فلما خرج قيل لأبي عبد الله ع من هذا قال هذا نجيب قوم النجباء ما   نصب لهم جبار إلا قصمه الله

 قال حسين عرضت هذين الحديثين على أحمد بن حمزة فقال أعرفهما و لا أحفظ من رواهما لي

20-  كتاب تاريخ قم تأليف الحسن بن محمد بن الحسن القمي، قال روى سعد بن عبد الله بن أبي خلف عن الحسن بن محمد بن سعد عن الحسن بن علي الخزاعي عن عبد الله بن سنان سئل أبو عبد الله ع أين بلاد الجبل فإنا قد روينا أنه إذا رد إليكم الأمر يخسف ببعضها فقال إن فيها موضعا يقال له بحر و يسمى بقم و هو معدن شيعتنا فأما الري فويل له من جناحيه و إن الأمن فيه من جهة قم و أهله قيل و ما جناحاه قال ع أحدهما بغداد و الآخر خراسان فإنه تلتقي فيه سيوف الخراسانيين و سيوف البغداديين فيعجل الله عقوبتهم و يهلكهم فيأوي أهل الري إلى قم فيؤويهم أهله ثم ينتقلون منه إلى موضع يقال له أردستان

21-  و بإسناده عن عبد الواحد البصري عن أبي وائل عن عبد الله الليثي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال كنت ذات يوم جالسا عند النبي ص إذ دخل عليه علي بن أبي طالب ع فقال ص إلي يا أبا الحسن ثم اعتنقه و قبل ما بين عينيه و قال يا علي إن الله عز اسمه عرض ولايتك على السماوات فسبقت إليها السماء السابعة فزينها بالعرش ثم سبقت إليها السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور ثم سبقت إليها السماء الدنيا فزينها بالكواكب ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليها مكة فزينها بالكعبة ثم سبقت إليها المدينة فزينها بي ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بك ثم سبق إليها قم فزينها بالعرب و فتح إليه بابا من أبواب الجنة

22-  و عن محمد بن قتيبة الهمداني و الحسن بن علي الكشمارجاني عن علي بن النعمان عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ عن أبي عبد الله ع قال   إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد و بالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد و احتج ببلدة قم على سائر البلاد و بأهلها على جميع أهل المشرق و المغرب من الجن و الإنس و لم يدع الله قم و أهله مستضعفا بل وفقهم و أيدهم ثم قال إن الدين و أهله بقم ذليل و لو لا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم و بطل أهله فلم يكن حجة على سائر البلاد و إذا كان كذلك لم تستقر السماء و الأرض و لم ينظروا طرفة عين و إن البلايا مدفوعة عن قم و أهله و سيأتي زمان تكون بلدة قم و أهلها حجة على الخلائق و ذلك في زمان غيبة قائمنا ع إلى ظهوره و لو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها و إن الملائكة لتدفع البلايا عن قم و أهله و ما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين و شغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدو و ينسي الله الجبارين في دولتهم ذكر قم و أهله كما نسوا ذكر الله

23-  ثم قال و روي بأسانيد عن الصادق ع أنه ذكر كوفة و قال ستخلو كوفة من المؤمنين و يأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم و تصير معدنا للعلم و الفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال و ذلك عند قرب ظهور قائمنا فيجعل الله قم و أهله قائمين مقام الحجة و لو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها و لم يبق في الأرض حجة فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق و المغرب فيتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين و العلم ثم يظهر القائم ع و يسير سببا لنقمة الله و سخطه على العباد لأن الله لا ينتقم من العباد إلا بعد إنكارهم حجة

24-  و عن أبي مقاتل الديلمي نقيب الري قال سمعت أبا الحسن علي بن محمد ع يقول إنما سمي قم به لأنه لما وصلت السفينة إليه في طوفان نوح ع قامت و هو قطعة من بيت المقدس

25-  و عن الحسن بن يوسف عن خالد بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال   إن الله اختار من جميع البلاد كوفة و قم و تفليس

26-  و عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن رجل عن أبي عبد الله ع قال إذا عمت البلدان الفتن فعليكم بقم و حواليها و نواحيها فإن البلاء مدفوع عنها

27-  و عن أحمد بن خزرج بن سعد عن أخيه موسى بن خزرج قال قال لي أبو الحسن الرضا ع أ تعرف موضعا يقال له وراردهار قلت نعم و لي فيه ضيعتان فقال الزمه و تمسك به ثم قال ثلاث مرات نعم الموضع وراردهار

28-  و عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن سعد بن سعد الأشعري عن جماعة عن أبي عبد الله ع قال إذا عمت البلايا فالأمن في كوفة و نواحيها من السواد و قم من الجبل و نعم الموضع قم للخائف الطائف

29-  و عن محمد بن سهل بن اليسع عن أبيه عن جده عن أبي عبد الله ع قال إذا فقد الأمن من العباد و ركب الناس على الخيول و اعتزلوا النساء و الطيب فالهرب الهرب عن جوارهم فقلت جعلت فداك إلى أين قال إلى الكوفة و نواحيها أو إلى قم و حواليها فإن البلاء مدفوع عنهما

30-  و عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة بن أعين عن الصادق ع قال أهل خراسان أعلامنا و أهل قم أنصارنا و أهل كوفة أوتادنا و أهل هذا السواد منا و نحن منهم

31-  و عن سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسني عن إسحاق الناصح مولى جعفر عن أبي الحسن الأول ع قال قم عش آل محمد و مأوى شيعتهم و لكن سيهلك جماعة من شبابهم بمعصية آبائهم و الاستخفاف و السخرية بكبرائهم و مشايخهم و مع ذلك يدفع الله عنهم شر الأعادي و كل سوء

32-  و عن سهل عن الحسين بن محمد الكوفي عن محمد بن حمزة بن القاسم العلوي عن عبد الله بن العباس الهاشمي عن محمد بن جعفر عن أبيه الصادق ع   قال إذا أصابتكم بلية و عناء فعليكم بقم فإنه مأوى الفاطميين و مستراح المؤمنين و سيأتي زمان ينفر أولياؤنا و محبونا عنا و يبعدون منا و ذلك مصلحة لهم لكيلا يعرفوا بولايتنا و يحقنوا بذلك دماءهم و أموالهم و ما أراد أحد بقم و أهله سوءا إلا أذله الله و أبعده من رحمته

33-  و عن سهل عن أحمد بن عيسى البزاز القمي عن أبي إسحاق العلاف النيشابوري عن واسط بن سليمان عن أبي الحسن الرضا ع قال إن للجنة ثمانية أبواب و لأهل قم واحد منها فطوبى لهم ثم طوبى لهم ثم طوبى لهم

34-  و عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال كنا عنده جالسين إذ قال مبتدئا خراسان خراسان سجستان سجستان كأني أنظر إلى أهلهما راكبين على الجمال مسرعين إلى قم

35-  و عن يعقوب بن يزيد عن أبي الحسن الكرخي عن سليمان بن صالح قال كنا ذات يوم عند أبي عبد الله ع فذكر فتن بني عباس و ما يصيب الناس منهم فقلنا جعلنا فداك فأين المفزع و المفر في ذلك الزمان فقال إلى الكوفة و حواليها و إلى قم و نواحيها ثم قال في قم شيعتنا و موالينا و تكثر فيها العمارة و يقصده الناس و يجتمعون فيه حتى يكون الجمر بين بلدتهم

 و في بعض روايات الشيعة أن قم يبلغ من العمارة إلى أن يشترى موضع فرس بألف درهم

36-  و في خطبة الملاحم لأمير المؤمنين ع التي خطب بها بعد وقعة الجمل بالبصرة قال يخرج الحسني صاحب طبرستان مع جم كثير من خيله و رجله حتى يأتي نيسابور فيفتحها و يقسم أبوابها ثم يأتي أصبهان ثم إلى قم فيقع بينه و بين أهل قم وقعة عظيمة يقتل فيها خلق كثير فينهزم أهل قم فينهب الحسني أموالهم و يسبي ذراريهم و نساءهم و يخرب دورهم فيفزع أهل قم إلى جبل يقال لها وراردهار فيقيم الحسني ببلدهم أربعين يوما و يقتل منهم عشرين رجلا و يصلب منهم رجلين ثم يرحل عنهم

    -37  و عن علي بن عيسى عن أيوب بن يحيى الجندل عن أبي الحسن الأول ع قال رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق يجتمع معه قوم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح العواصف و لا يملون من الحرب و لا يجبنون و على الله يتوكلون وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ

38-  و بإسناده عن عفان البصري عن أبي عبد الله ع قال قال لي أ تدري لم سمي قم قلت الله و رسوله و أنت أعلم قال إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه و يقومون معه و يستقيمون عليه و ينصرونه

39-  و عن علي بن عيسى عن علي بن محمد الربيع عن صفوان بن يحيى بياع السابري قال كنت يوما عند أبي الحسن ع فجرى ذكر قم و أهله و ميلهم إلى المهدي ع فترحم عليهم و قال رضي الله عنهم ثم قال إن للجنة ثمانية أبواب و واحد منها لأهل قم و هم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد خمر الله تعالى ولايتنا في طينتهم

40-  و روى بعض أصحابنا قال كنت عند أبي عبد الله ع جالسا إذ قرأ هذه الآية فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولًا فقلنا جعلنا فداك من هؤلاء فقال ثلاث مرات هم و الله أهل قم

41-  و روي عن عدة من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله ع و قالوا نحن من أهل الري فقال مرحبا بإخواننا من أهل قم فقالوا نحن من أهل الري فأعاد الكلام قالوا ذلك مرارا و أجابهم بمثل ما أجاب به أولا فقال إن لله حرما و هو مكة و إن للرسول حرما و هو المدينة و إن لأمير المؤمنين حرما و هو الكوفة و إن لنا حرما و هو بلدة قم و ستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة   فمن زارها وجبت له الجنة قال الراوي و كان هذا الكلام منه قبل أن يولد الكاظم عليه السلام

42-  و في روايات الشيعة أن رسول الله ص لما أسري به رأى إبليس باركا بهذه البقعة فقال له قم يا ملعون فسميت بذلك

43-  و روي عن الأئمة ع لو لا القميون لضاع الدين

44-  و روي مرفوعا إلى محمد بن يعقوب الكليني بإسناده إلى علي بن موسى الرضا ع قال إذا عمت البلدان الفتن فعليكم بقم و حواليها و نواحيها فإن البلاء مرفوع عنها

45-  و قال ع لزكريا بن آدم القمي حين قال الشيخ عنده يا سيدي إني أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثرت السفهاء فقال لا تفعل فإن البلاء يدفع بك عن أهل قم كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم ع

46-  و عن سهل بن زياد عن علي بن إبراهيم الجعفري عن محمد بن الفضيل عن عدة من أصحابه عن الصادق جعفر بن محمد ع قال إن لعلى قم ملكا رفرف عليها بجناحيه لا يريدها جبار بسوء إلا أذابه الله كذوب الملح في الماء ثم أشار إلى عيسى بن عبد الله فقال سلام الله على أهل قم يسقي الله بلادهم الغيث و ينزل الله عليهم البركات و يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ هم أهل ركوع و سجود و قيام و قعود هم الفقهاء العلماء الفهماء هم أهل الدراية و الرواية و حسن العبادة

47-  و قال أبو عبد الله الفقيه الهمداني في كتاب البلدان إن أبا موسى الأشعري روى أنه سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع عن أسلم المدن و خير المواضع عند نزول الفتن و ظهور السيف فقال أسلم المواضع يومئذ أرض الجبل فإذا اضطربت خراسان و وقعت الحرب بين أهل جرجان و طبرستان و خربت سجستان فأسلم المواضع يومئذ قصبة قم تلك البلدة التي يخرج منها أنصار خير الناس أبا و أما و جدا و جدة و عما و عمة تلك التي تسمى الزهراء بها موضع قدم جبرئيل و هو الموضع الذي نبع منه الماء   الذي من شرب منه أمن من الداء و من ذلك الماء عجن الطين الذي عمل منه كهيئة الطير و منه يغتسل الرضا ع و من ذلك الموضع يخرج كبش إبراهيم و عصا موسى و خاتم سليمان

48-  و من روايات الشيعة في فضل قم و أهلها ما رواه الحسن بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه بأسانيد ذكرها عن أبي عبد الله الصادق ع أن رجلا دخل عليه فقال يا ابن رسول الله إني أريد أن أسألك عن مسألة لم يسألك أحد قبلي و لا يسألك أحد بعدي فقال عساك تسألني عن الحشر و النشر فقال الرجل إي و الذي بعث محمدا بالحق بشيرا و نذيرا ما أسألك إلا عنه فقال محشر الناس كلهم إلى بيت المقدس إلا بقعة بأرض الجبل يقال لها قم فإنهم يحاسبون في حفرهم و يحشرون من حفرهم إلى الجنة ثم قال أهل قم مغفور لهم قال فوثب الرجل على رجليه و قال يا ابن رسول الله هذا خاصة لأهل قم قال نعم و من يقول بمقالتهم ثم قال أزيدك قال نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص نظرت إلى بقعة بأرض الجبل خضراء أحسن لونا من الزعفران و أطيب رائحة من المسك و إذا فيها شيخ بارك على رأسه برنس فقلت حبيبي جبرئيل ما هذه البقعة قال فيها شيعة وصيك علي بن أبي طالب قلت فمن الشيخ البارك فيها قال ذلك إبليس اللعين عليه اللعنة قلت فما يريد منهم قال يريد أن يصدهم عن ولاية وصيك علي و يدعوهم إلى الفسق و الفجور فقلت يا جبرئيل اهو بنا إليه فأهوى بنا إليه في أسرع من برق خاطف فقلت له قم يا ملعون فشارك المرجئة في نسائهم و أموالهم لأن أهل قم شيعتي و شيعة وصيي علي بن أبي طالب

49-  و روى محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن الحسن الحضرمي عن محمد بن بهلول عن أبي مسلم العبدي عن أبي عبد الله الصادق ع قال تربة قم مقدسة و أهلها منا و نحن منهم لا يريدهم جبار بسوء إلا عجلت عقوبته ما لم يخونوا   إخوانهم فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم جبابرة سوء أما إنهم أنصار قائمنا و دعاة حقنا ثم رفع رأسه إلى السماء و قال اللهم اعصمهم من كل فتنة و نجهم من كل هلكة

 ثم ذكر صاحب التاريخ المشاهد و القبور الواقعة في بلدة قم فقال منها قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر ع و روي أن زيارتها تعادل الجنة. و روى مشايخ قم أنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا ع من المدينة إلى المرو في سنة مائتين خرجت فاطمة أخته في سنة إحدى و مائتين تطلبه فلما وصلت إلى ساوه مرضت فسألت كم بيني و بين قم قالوا عشرة فراسخ فأمرت خادمها فذهب بها إلى قم و أنزلها في بيت موسى بن خزرج بن سعد و الأصح أنه لما وصل الخبر إلى آل سعد اتفقوا و خرجوا إليها أن يطلبوا منها النزول في بلدة قم فخرج من بينهم موسى بن خزرج فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها و جرها إلى قم و أنزلها في داره فكانت فيها ستة عشر يوما ثم مضت إلى رحمة الله و رضوانه فدفنها موسى بعد التغسيل و التكفين في أرض له و هي التي الآن مدفنها و بنى على قبرها سقفا من البواري إلى أن بنت زينب بنت الجواد ع عليها قبة و حدثني الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أنه لما توفيت فاطمة رضي الله عنها و غسلوها و كفنوها ذهبوا بها إلى بابلان و وضعوها على سرداب حفروه لها فاختلف آل سعد بينهم في من يدخل السرداب و يدفنها فيه فاتفقوا على خادم لهم شيخ كبير صالح يقال له قادر فلما بعثوا إليها رأوا راكبين سريعين متلثمين يأتيان من جانب الرملة فلما قربا من الجنازة نزلا و صليا عليها و دخلا السرداب و أخذا الجنازة فدفناها ثم خرجا و ركبا و ذهبا و لم يعلم أحد من هما و المحراب الذي كانت فاطمة ع تصلي إليها موجود إلى الآن في دار موسى بن الخزرج ثم ماتت أم محمد بنت موسى بن محمد بن علي الرضا ع فدفنوها في جنب فاطمة رضي الله عنها   ثم توفيت ميمونة أختها فدفنوها هناك أيضا و بنوا عليهما أيضا قبة و دفن فيها أم إسحاق جارية محمد و أم حبيب جارية محمد بن أحمد الرضا و أخت محمد بن موسى ثم قال و منها قبر أبي جعفر موسى بن محمد بن علي الرضا ع قال و هو أول من دخل من السادات الرضوية قم و كان مبرقعا دائما فأخرجه العرب من قم ثم اعتذروا منه و أدخلوه و أكرموه و اشتروا من أموالهم له دارا و مزارع و حسن حاله و اشترى من ماله أيضا قرى و مزارع فجاءت إليه أخواته زينب و أم محمد و ميمونة بنات الجواد عليه السلام ثم بريهية بنت موسى فدفن كلهن عند فاطمة رضي الله عنها و توفي موسى ليلة الأربعاء ثامن شهر ربيع الآخر من سنة ست و تسعين و مائتين و دفن في الموضع المعروف أنه مدفنه و منها قبر أبي علي محمد بن أحمد بن موسى بن محمد بن علي الرضا عليه السلام توفي في سنة خمس عشرة و ثلاثمائة و دفن في مقبرة محمد بن موسى ثم ذكر مقابر كثير من السادات الرضوية و كثير من أولاد محمد بن جعفر الصادق ع و كثير من أحفاد علي بن جعفر و قبور كثير من السادات الحسنية و كان أكثر أهل قم من الأشعريين

 و قال رسول الله ص اللهم اغفر للأشعريين صغيرهم و كبيرهم

 و قال الأشعريون مني و أنا منهم

 و روي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أبي البختري عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال قال رسول الله ص الأزد و الأشعريون و كندة مني لا يعدلون و لا يجبنون

 و بهذا الإسناد عن أبي البختري عن الزهري عن زيد بن أسلم قال قال رسول الله ص للأشعريين لما قدموا أنتم المهاجرون إلى الأنبياء من ولد إسماعيل

ثم ذكر أخبارا كثيرة في فضائلهم ثم قال من مفاخرهم إن أول من أظهر التشيع بقم موسى بن عبد الله بن سعد الأشعري. و منها

 أنه قال الرضا ع لزكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري إن الله يدفع البلاء بك عن أهل قم كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسى بن جعفر ع

و منها أنهم وقفوا المزارع و العقارات الكثيرة على الأئمة ع و منها أنهم أول من بعث الخمس إليهم و منها أنهم ع أكرموا جماعة كثيرة منهم بالهدايا و التحف و الأكفان كأبي جرير زكريا بن إدريس و زكريا بن آدم و عيسى بن عبد الله بن   سعد و غيرهم ممن يطول بذكرهم الكلام و شرفوا بعضهم بالخواتيم و الخلع و أنهم اشتروا من دعبل الخزاعي ثوب الرضا ع بألف دينار من الذهب و منها أن الصادق عليه السلام قال لعمران بن عبد الله أظلك الله يوم لا ظل إلا ظله انتهى ما أخرجته من تاريخ قم و مؤلفه من علماء الإمامية. بيان يظهر من هذا التاريخ أن وراردهار اسم بعض رساتيق قم و توابعه و قال فيه سبع عشرة قرية و كان من رساتيق أصبهان فألحق بقم و الجمر اسم نهر من الأنهار التي كانت قبل بناء بلدة قم كما يلوح من التاريخ

 و روى الكشي خبر زكريا بن آدم عن محمد بن قولويه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن حمزة عن زكريا بن آدم قال قلت للرضا ع إني أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم فقال لا تفعل فإن أهل بيتك يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم عليه السلام

50-  المجازات النبوية، قال النبي ص أمرت بقرية تأكل القرى تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد

 يريد ع الهجرة إلى المدينة قال السيد ره فقوله أمرت بقرية تأكل القرى مجاز و المراد أن أهلها يقهرون أهل القرى فيملكون بلادهم و أموالهم فكأنهم بهذه الأحوال يأكلونهم و خرج هذا القول على طريقة للعرب معروفة لأنهم يقولون أكل فلان جاره إذا عدا عليه فانتهك حرمته و اصطفى حريبته و على ذلك قول علقة بن عقيل بن علقة لأبيه في أبيات

أكلت بيتك أكل الضب حتى وجدت مدارة الكل الوبيل.

 و من ذلك قوله ع في غزوة الحديبية ويح قريش أكلهم الحرب يريد أنها قد أفنت رجالهم و انتهكت أموالهم فكانت من هذا الوجه كأنها آكلة لهم قال ذلك في حديث طويل و المراد بقوله تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد إن أهلها يتمحضون فينتفي عنها الأشرار و يبقى فيها الأخيار و يفارقها الأخلاط   و الأقشاب و لا يصبر عليها إلا الصميم و اللباب فيكون بمنزلة الكير الذي ينفي الأخباث و الأدران و يخلص الرصاص و هذا أيضا مجاز و قد ورد هذا الخبر بلفظ آخر

 ذكره عمر بن عبد العزيز قال سمعنا عن رسول الله ص أنه قال المدينة تنفي خبث الرجال كما ينفي الكير خبث الحديد

و المعنى في اللفظين واحد

51-  كتاب جعفر بن محمد بن شريح، عن المعلى الطحان عن محمد بن زياد عن ميمون عن ابن عباس عن النبي ص أنه كان إذا دخل عليه أناس من اليمن قال مرحبا برهط شعيب و أحبار موسى

52-  و عنه قال سمعت قيس بن الربيع يرفعه إلى النبي ص قال حضرموت خير من الحارثيين

53-  مجالس الشيخ، عن أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن عبد الله بن الوليد قال دخلنا على أبي عبد الله ع فسلمنا عليه و جلسنا بين يديه فسألنا من أنتم قلنا من أهل الكوفة فقال أما إنه ليس من بلد من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ثم هذه العصابة خاصة إن الله هداكم لأمر جهله الناس أحببتمونا و أبغضنا الناس و صدقتمونا و كذبنا الناس و اتبعتمونا و خالفنا الناس فجعل الله محياكم محيانا و مماتكم مماتنا الخبر

 بيان ثم هذه العصابة أي هم فيها أكثر من غيرها من البلدان و المراد عصابة الشيعة فإن المحب أعم منها و العصابة بالكسر الجماعة من الناس

54-  مجالس الشيخ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري عن التلعكبري عن محمد بن همام عن عبد الله الحميري عن الطيالسي عن زريق الخلقاني قال كنت عند أبي عبد الله ع يوما إذ دخل عليه رجلان من أهل الكوفة من أصحابنا فقال أبو عبد الله عليه السلام أ تعرفهما قلت نعم هما من مواليك فقال نعم و الحمد لله الذي جعل أجلة موالي بالعراق الخبر

55-  أقول وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي رحمه الله قال   الشيخ محمد بن مكي قدس الله روحه وجد بخط جمال الدين ابن المطهر وجدت بخط والدي ره قال وجدت رقعة عليها مكتوب بخط عتيق ما صورته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا ما أخبرنا به الشيخ الأجل العالم عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي إملاء من لفظه عند نزوله بالحلة السيفية و قد وردها حاجا سنة أربع و سبعين و خمسمائة و رأيته يلتفت يمنة و يسرة فسألته عن سبب ذلك قال إنني لأعلم أن لمدينتكم هذه فضلا جزيلا قلت و ما هو قال أخبرني أبي عن أبيه عن جعفر بن محمد بن قولويه عن الكليني قال حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي حمزة الثمالي عن الأصبغ بن نباتة قال صحبت مولاي أمير المؤمنين ع عند وروده إلى صفين و قد وقف على تل عرير ثم أومأ إلى أجمة ما بين بابل و التل و قال مدينة و أي مدينة فقلت له يا مولاي أراك تذكر مدينة أ كان هاهنا مدينة و انمحت آثارها فقال لا و لكن ستكون مدينة يقال لها الحلة السيفية يمدنها رجل من بني أسد يظهر بها قوم أخيار لو أقسم أحدهم على الله لأبر قسمه

 بيان عرير بالمهملتين أي مفرد و في القاموس العرير الغريب في القول أو بالمعجمتين أي منيع رفيع و الحلة بالكسر بلدة معروفة و وصفها بالسيفية لأنها بناها سيف الدولة

56-  و وجدت أيضا بخط الشيخ المتقدم نقلا من خط الشهيد قدس سره قال الراوندي قال الباقر ع إن الله وضع تحت العرش أربعة أساطين و سماه الضراح ثم بعث ملائكة فأمرهم ببناء بيت في الأرض بمثاله و قدره فلما كان الطوفان رفع فكانت الأنبياء يحجونه و لا يعلمون مكانه حتى بوأه الله لإبراهيم فأعلمه مكانه فبناه من خمسة أجبل من حراء و ثبير و لبنان و جبل الطور و جبل الخمر

 قال الطبري و هو جبل بدمشق. بيان قال الفيروزآبادي الخمر بالتحريك جبل بالقدس و قال لبنان   بالضم جبل بالشام

57-  كنز الكراجكي، قال روى الشريف أبو محمد الحسن بن محمد الحسيني عن علي بن عثمان الأشج المعروف بأبي الدنيا قال حدثني أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص من أحب أهل اليمن فقد أحبني و من أبغضهم فقد أبغضني

58-  شرح النهج لابن ميثم، قال لما فرغ أمير المؤمنين ع من حرب الجمل خطب الناس بالبصرة فحمد الله و أثنى عليه و صلى على النبي ص ثم قال يا أهل البصرة يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا و على الله تمام الرابعة يا جند المرأة و أعوان البهيمة رغا فأجبتم و عقر فانهزمتم أخلاقكم دقاق و دينكم نفاق و ماؤكم زعاق بلادكم أنتن بلاد الله تربة و أبعدها من السماء بها تسعة أعشار الشر المحتبس فيها بذنبه و الخارج منها بعفو الله كأني أنظر إلى قريتكم هذه و قد طبقها الماء حتى ما يرى منها إلا شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر و ساق إلى قوله إذا هم رأوا البصرة قد تحولت أخصاصها دورا و آجامها قصورا فالهرب الهرب فإنه لا بصرة لكم يومئذ   ثم التفت عن يمينه فقال كم بينكم و بين الأبلة فقال له المنذر بن الجارود فداك أبي و أمي أربعة فراسخ قال له صدقت فو الذي بعث محمدا ص و أكرمه بالنبوة و خصه بالرسالة و عجل بروحه إلى الجنة لقد سمعت منه كما تسمعون مني أن قال يا علي هل علمت أن بين التي تسمى البصرة و التي تسمى الأبلة أربعة فراسخ و سيكون في التي تسمى الأبلة موضع أصحاب العشور يقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألف شهيد هم يومئذ بمنزلة شهداء بدر فقال له المنذر يا أمير المؤمنين و من يقتلهم فداك أبي و أمي قال يقتلهم إخوان و هم جيل كأنهم الشياطين سود ألوانهم منتنة أرواحهم شديد كلبهم قليل سلبهم طوبى لمن قتلوه ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم هم أذلة عند المتكبرين من أهل ذلك الزمان مجهولون في الأرض معروفون في السماء تبكي السماء عليهم و سكانها و الأرض و سكانها ثم هملت عيناه بالبكاء ثم قال ويحك يا بصرة من جيش لا رهج له و لا حس فقال له المنذر يا أمير المؤمنين و ما الذي يصيبهم من قبل الغرق مما ذكرت و ما الويح فقال هما بابان فالويح باب رحمة و الويل باب عذاب يا ابن الجارود نعم تارات عظيمة منها عصبة يقتل بعضها بعضا و منها فتنة يكون بها إخراب منازل و خراب ديار و انتهاك أموال و سباء نساء يذبحن ذبحا يا ويل أمرهن حديث عجيب و منها أن يستحل بها الدجال الأكبر الأعور الممسوح العين اليمنى و الأخرى كأنها ممزوجة بالدم لكأنها في الحمرة علقة ناتئ الحدقة كهيئة حبة العنب الطافية على الماء فيتبعه من أهلها عدة من قتل بالأبلة من الشهداء أناجيلهم في صدورهم يقتل من يقتل و يهرب من يهرب ثم رجف ثم قذف ثم خسف ثم مسخ ثم الجوع الأغبر ثم الموت الأحمر و هو الغرق يا منذر إن للبصرة ثلاثة أسماء سوى البصرة في الزبر الأول لا يعلمها إلا العلماء منها الخريبة و منها تدمر و منها المؤتفكة و ساق إلى أن قال يا أهل البصرة إن الله لم يجعل لأحد من أمصار المسلمين خطة شرف و لا كرم إلا و قد جعل

   فيكم أفضل ذلك و زادكم من فضله بمنه ما ليس لهم أنتم أقوم الناس قبلة قبلتكم على المقام حيث يقوم الإمام بمكة و قارئكم أقرأ الناس و زاهدكم أزهد الناس و عابدكم أعبد الناس و تاجركم أتجر الناس و أصدقهم في تجارته و متصدقكم أكرم الناس صدقة و غنيكم أشد الناس بذلا و تواضعا و شريفكم أحسن الناس خلقا و أنتم أكثر الناس جوارا و أقلهم تكلفا لما لا يعنيه و أحرصهم على الصلاة في جماعة ثمرتكم أكثر الثمار و أموالكم أكثر الأموال و صغاركم أكيس الأولاد و نساؤكم أمنع النساء و أحسنهن تبعلا سخر لكم الماء يغدو عليكم و يروح صلاحا لمعاشكم و البحر سببا لكثرة أموالكم فلو صبرتم و استقمتم لكانت شجرة طوبى لكم مقيلا و ظِلًّا ظَلِيلًا غير أن حكم الله ماض و قضاءه نافذ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ هُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ يقول الله وَ إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً ثم ساق الخطبة إلى قوله إن رسول الله ص قال لي يوما و ليس معه غيري إن جبرئيل الروح الأمين حملني على منكبه الأيمن حتى أراني الأرض و من عليها و أعطاني أقاليدها و علمني ما فيها و ما قد كان على ظهرها و ما يكون إلى يوم القيامة و لم يكبر ذلك علي كما لم يكبر على أبي آدم علمه الأسماء كلها و لم تعلمها الملائكة المقربون و إني رأيت بقعة على شاطئ البحر تسمى البصرة فإذا هي أبعد الأرض من السماء و أقربها من الماء و إنها لأسرع الأرض خرابا و أخشنها ترابا و أشدها عذابا و لقد خسف بها في القرون الخالية مرارا و ليأتين عليها زمان و إن لكم يا أهل البصرة و ما حولكم من القرى من الماء ليوما عظيما بلاؤه و إني لأعلم موضع منفجره من قريتكم هذه ثم أمور قبل ذلك تدهمكم عظيمة أخفيت عنكم و علمناها فمن خرج عنها عند دنو غرقها فبرحمة من الله سبقت له و من بقي فيها غير مرابط بها فبذنبه و ما الله بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ

 توضيح المؤتفكة المنقلبة و الانقلاب هنا إما حقيقة كقرى قوم لوط أو لأنها غرقت كأنها انقلبت طبقها الماء بالتشديد أي غطاها و عمها و   الأخصاص جمع خص بالضم بيت يعمل من الخشب و القصب و الآجام جمع أجمة بالتحريك و هي منبت القصب و قيل هي الشجر الكثير الملتف و الأبلة بضم الهمزة و الباء و تشديد اللام الموضع الذي به مدينة البصرة اليوم و كان من قرى البصرة و بساتينها يومئذ و كانوا يعدونه إحدى الجنات الأربع و في الأبلة اليوم موضع العشارين حسب ما أخبر به و الجيل بالكسر الصنف من الناس و قيل كل قوم يختصون بلغة فهم جيل و الأرواح جمع الريح بمعنى الرائحة و الكلب بالتحريك الشر و الأذى و شبه جنون يعرض لمن عضه الكلب الكلب و السلب بالتحريك ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون عليه و معه من سلاح و ثياب و دابة و غيرها ينفر لجهادهم أي يخرج لقتالهم و يقال هملت عينه أي فاضت بالدمع و الرهج بالتحريك الغبار و الحس بالكسر صوت المشي و الصوت الخفي و هو إشارة إلى صاحب الزنج كما مر و التارات جمر التارة بمعنى المرة أي فتن عظيمة مرة بعد أخرى و العصبة بالضم الجماعة أو بالتحريك بمعنى الأقرباء و انتهاك الأموال أخذها بما لا يحل و سباء النساء بالكسر و المد أسرهن و يستحل بها الدجال أي يتخذها منزلا و يسكنها و الدجال من الدجل و هو الخلط و التلبيس و الكذب و وصفه بالأكبر يدل على تعدد من يدعي الأباطيل و الأعور من ذهب إحدى عينيه و الممسوح صفة مخصصة للأعور و الناتئ المرتفع و طفا على الماء علا و لم يرسب و الرجفة الزلزلة و الاضطراب و القذف الرمي بالحجارة و نحوها و الخسف الذهاب في الأرض و خسف المكان أن يغيب في الأرض و المسخ تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها و وصف الجوع بالأغبر إما لأن الجوع يكون في السنين المجدبة و سنوا الجدب تسمى غبرا لاغبرار آفاقها من قلة الأمطار و أرضيها من عدم النبات أو لأن وجه الجائع يشبه الوجه المغبر و الموت الأحمر يعبر به في الأكثر عن القتل و فسر هنا بالغرق و الخريبة بضم الخاء المعجمة و فتح الراء المهملة و الباء الموحدة علم محلة من محال البصرة كانوا يسمونها البصرة الصغرى و تدمر كتنصر من الدمار بمعنى الهلاك و في اللغة أنها بلد بالشام   و الخطة بالضم الأمر و القصة و الأقاليد جمع إقليد بالكسر و هو المفتاح و لم يكبر ذلك علي أي قويت عليه و قدرت أو لم أستعظمها من فضل ربي و التنوين في زمان لتفخيم أي زمان شديد فظيع و المرابطة الإرصاد لحفظ الثغر

59-  أقول و روى القاضي نور الله التستري قدس الله روحه في كتاب مجالس المؤمنين عن الصادق ع أنه قال إن لله حرما و هو مكة ألا إن لرسول الله حرما و هو المدينة ألا و إن لأمير المؤمنين حرما و هو الكوفة ألا و إن قم الكوفة الصغيرة ألا إن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قم تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى و تدخل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم

60-  و عن سعد بن سعد عن الرضا ع قال يا سعد من زارها فله الجنة

61-  و عنه ع قال إذا عمت البلدان الفتن و البلايا فعليكم بقم و حواليها و نواحيها فإن البلايا مدفوع عنها

62-  و عن الرضا ع قال للجنة ثمانية أبواب فثلاثة منها لأهل قم فطوبى لهم ثم طوبى لهم

63-  و عن أمير المؤمنين ع أنه قال صلوات الله على أهل قم و رحمة الله على أهل قم سقى الله بلادهم الغيث إلى آخر ما مر عن الصادق ع

64-  و أقول روى الشيخ الأجل عبد الجليل الرازي في كتاب القصص بإسناده عن النبي ص قال لما عرج بي إلى السماء مررت بأرض بيضاء كافورية شممت بها رائحة طيبة فقلت يا جبرئيل ما هذه البقعة قال يقال لها آبة عرضت عليها رسالتك و ولاية ذريتك فقبلت و إن الله يخلق منها رجالا يتولونك و يتولون ذريتك فبارك الله عليها و على أهلها

65-  معجم البلدان، قال روي أنه في التوراة مكتوب الري باب من أبواب الأرض و إليها متجر الخلق

 و قال الأصمعي الري عروس الدنيا و إليها متجر   الناس

 قال و روي عن جعفر الصادق ع أن الري و قزوين و ساوه ملعونات مشئومات

66-  كشف الغمة، عن ابن أعثم الكوفي عن أمير المؤمنين ع أنه قال ويحا للطالقان فإن لله تعالى بها كنوزا ليست من ذهب و لا فضة و لكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته و هم أنصار المهدي في آخر الزمان

67-  و أقول وجدت في أصل عتيق من أصول أصحابنا أظن أنه لوالد الصدوق أو ممن عاصره عن عبد العزيز بن جعفر بن محمد عن عبد العزيز بن يونس الموصلي عن إبراهيم بن الحسين عن محمد بن خلف عن موسى بن إبراهيم عن الكاظم عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص قزوين باب من أبواب الجنة

68-  الدر المنثور، من عدة كتب عن ابن عباس قال قال رسول الله ص لمكة ما أطيبك من بلده و أحبك إلي لو لا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت

 و في رواية أخرى ما سكنت غيرك

69-  و عن عبد الرحمن بن سابط قال لما أراد رسول الله ص أن ينطلق إلى المدينة استلم الحجر و قام وسط المسجد و التفت إلى البيت فقال إني لأعلم ما وضع الله في الأرض بيتا أحب إليه منك و ما في الأرض بلد أحب إليه منك و ما خرجت عنك رغبة و لكن الذين كفروا هم أخرجوني

70-  كتاب قسمة أقاليم الأرض و بلدانها تأليف بعض المخالفين قال بلد المهدي مدينة حسنة حصينة بناها المهدي الفاطمي و حصنها و جعل لها أبوابا من حديد في كل باب ما يزيد على المائة قنطار و لما بناها و أحكمها قال الآن أمنت على الفاطميين

 بيان أقول لهذه المدينة قصة طويلة غريبة أوردتها في كتاب الغيبة

71-  و من كتاب المذكور، قال دخل ذو القرنين جزيرة عظيمة فوجد بها قوما قد أنحلتهم العبادة حتى صاروا كالحمم السود فسلم عليهم فردوا عليه السلام فسألهم ما عيشكم يا قوم في هذا المكان قالوا ما رزقنا الله من الأسماك و أنواع النبات و نشرب من هذه   المياه العذبة قال لهم أ لا أنقلكم إلى عيشة أطيب مما أنتم فيه و أخصب فقالوا له و ما نصنع به إن عندنا في جزيرتنا هذه ما يغني جميع العالم و يكفيهم لو صاروا إليه و أقبلوا عليه قال و ما هو فانطلقوا إلى واد لا نهاية لطوله و عرضه و هو منضد من ألوان الدر و الياقوت و الزبرجد و البلخش و الأحجار التي لم تر في الدنيا و الجواهر التي لا تقوم و رأى شيئا لا يحتمله العقول و لا يوصف و لو اجتمع العالم على نقله أو بعضه لعجزوا فقال لا إله إلا الله و سبحان من له الملك العظيم و يخلق الله ما لا يعلمه الخلائق ثم انطلقوا به من شفير ذلك الوادي حتى أتوا به إلى مستو واسع من الأرض به أصناف الأشجار و أنواع الثمار و ألوان الأزهار و أجناس الأطيار و خرير الأنهار و أفياء و ظلال و نسيم ذو اعتدال و نزه و رياض و جنات و غياض فلما رأى ذو القرنين ذلك سبح الله العظيم و استصغر أمر الوادي و ما به من الجواهر عند ذلك المنظر البهيج الزاهر فلما تعجب قالوا له في ملك ملك في الدنيا بعض ما ترى قال لا و حق عالم السر و النجوى فقالوا كل هذا بين أيدينا و لا تميل أنفسنا إلى شي‏ء من ذلك و اقتنعنا بما نقوى به على عبادة الرب الخالق و من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه فسر عنا و دعنا بحالنا أرشدنا الله و إياك ثم ودعوه و فارقوه و قالوا له دونك و الوادي فاحمل منه ما تريد فأبى أن يأخذ من ذلك شيئا قال ثم أتى ذو القرنين جزيرة عظيمة فرأى بها قوما لباسهم ورق الشجر و بيوتهم كهوف في الصخر و الحجر فسألهم عن مسائل في الحكمة فأجابوه بأحسن جواب و ألطف خطاب فقال لهم سلوا حوائجكم لتقضى فقالوا له نسألك الخلد في الدنيا أني فقال و أنى به لنفسي و من لا يقدر على زيادة نفس من أنفاسه كيف يبلغكم الخلد فقال كبيرهم نسألك صحة في أبداننا ما بقينا فقال و هذا أيضا لا أقدر عليه فقالوا فعرفنا بقية أعمارنا فقال لا أعرف ذلك لروحي فكيف بكم فقالوا له فرغنا نطلب ذلك ممن يقدر على ذلك و أعظم من ذلك و جعل الناس ينظرون إلى كثرة جنوده و عظمة موكبه و بينهم شيخ صعلوك لا يرفع رأسه فقال له ذو القرنين ما لك لا تنظر إلى ما ينظر إليه الناس قال الشيخ ما أعجبني الملك الذي رأيته قبلك حتى أنظر إليك و إلى ملكك فقال   و ما ذاك قال الشيخ كان عندنا ملك و آخر صعلوك فماتا في يوم واحد ثم جئت إليهما و اجتهدت أن أعرف الملك من الصعلوك فلم أعرفه قال فتركهم ذو القرنين و انصرف عنهم

72-  العيون، عن تميم بن عبد الله القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي قال كنت عند الرضا ع فدخل عليه قوم من أهل قم فسلموا عليه فرد عليهم و قربهم ثم قال لهم مرحبا بكم و أهلا فأنتم شيعتنا حقا فسيأتي عليكم يوم تزورون فيه تربتي بطوس ألا فمن زارني و هو على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

73-  و منه، عن محمد بن أحمد السناني عن محمد بن جعفر الأسدي عن سهل بن زياد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال سمعت علي بن محمد العسكري ع يقول أهل قم و أهل آبة مغفور لهم لزيارتهم لجدي علي بن موسى الرضا ع بطوس ألا و من زاره فأصابه في طريقه قطرة من السماء حرم الله جسده على النار

74-  الكافي، عن أبي علي الأشعري عن محمد بن سالم و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن أحمد بن النضر و محمد بن يحيى عن محمد بن أبي القاسم عن الحسين بن أبي قتادة جميعا عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال خرج رسول الله ص لعرض الخيل و ساق الحديث إلى قوله فمر بفرس فقال عيينة بن حصين إن من أمر هذا الفرس كيت و كيت فقال رسول الله ص ذرنا فأنا أعلم بالخيل منك فقال و أنا أعلم بالرجال منك فغضب رسول الله ص حتى ظهر الدم في وجهه فقال له فأي الرجل أفضل فقال عيينة بن حصين رجال يكونون بنجد يضعون سيوفهم على عواتقهم و رماحهم على كواثب خيلهم ثم يضربون بها قدما   فقال رسول الله ص كذبت بل رجال أهل اليمن أفضل الإيمان يماني و الحكمة يمانية و لو لا الهجرة لكنت امرأ من أهل اليمن الجفاء و القسوة في الفدادين أصحاب الوبر ربيعة و مضر من حيث يطلع قرن الشمس و مذحج أكثر قبيل يدخلون الجنة و حضرموت خير من عامر بن صعصعة و روى بعضهم خير من الحرث بن معاوية و بجيلة خير من رعل و ذكوان و إن يهلك لحيان فلا أبالي ثم قال لعن الله الملوك الأربعة جمدا و مخوسا و مشرحا و أبضعة و أختهم العمردة و ساق الحديث إلى قوله لعن الله رعلا و ذكوان و عضلا و لحيان و المجذمين من أسد و غطفان و أبا سفيان بن حرب و شهبلا ذا الأسنان و ابني مليكة بن جزيم و مروان و هوذة و هونة

75-  كتاب جعفر بن محمد بن شريح، عن معلى الطحان عن بريد بن يزيد بن جابر عن عبد الله بن بشير عن ابن عيينة بن حصين قال عرض رسول الله ص يوما خيلا و عنده أبي عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر فقال رسول الله ص أنا أبصر بالخيل منك فقال عيينة و أنا أبصر بالرجال منك يا رسول الله فقال النبي ص كيف قال فقال إن خير الرجال الذين يضعون أسيافهم على عواتقهم و يعرضون رماحهم على مناكب خيولهم من أهل نجد فقال النبي ص كذبت إن خير الرجال أهل اليمن و الإيمان يمان و أنا يماني و أكثر قبائل دخول الجنة يوم القيامة مذحج و حضرموت خير من بني الحرث بن معاوية حي من كندة إن يهلك لحيان فلا أبالي فلعن الله الملوك الأربعة جمدا و مخوسا و مشرحا و أبضعة و أختهم العمردة

 بيان قال الجوهري قال أبو عبيدة يقال كان من الأمر كيت و كيت بالفتح   و كيت و كيت بالكسر و التاء فيهما هاء في الأصل فصارت تاء و في النهاية الكواثب جمع كاثبة و هي من الفرس مجتمع كتفيه قدام السرج و قال رجل قدم بضمتين أي شجاع و مضى قدما أي لم يعرج و لم ينثن و قال فيه الإيمان يمان و الحكمة يمانية إنما قال ذلك لأن الإيمان بدا من مكة و هي من تهامة و تهامة من أرض اليمن و لهذا يقال الكعبة اليمانية و قيل إنه قال هذا القول للأنصار لأنهم يمانون و هم نصروا الإيمان و المؤمنين و آووهم فنسب الإيمان إليهم و قال الجوهري اليمن بلاد للعرب و النسبة إليهم يمني و يمان مخففة و الألف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه و بعضهم يقول يماني بالتشديد انتهى و قال في شرح السنة هذا ثناء على أهل اليمن لإسراعهم إلى الإيمان و حسن قبولهم إياه. قوله ص لو لا الهجرة لعل المعنى لو لا أني هجرت عن مكة لكنت اليوم من أهل اليمن إذ مكة منها أو المراد أنه لو لا أن المدينة كانت أولا دار هجرتي و اخترتها بأمر الله لاتخذت اليمن وطنا أو الغرض أنه لو لا أن الهجرة أشرف لعددت نفسي من الأنصار و في النهاية فيه إن الجفاء و القسوة في الفدادين الفدادون بالتشديد هم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم و مواشيهم واحدهم فداد يقال فد الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته و قيل هم المكثرون من الإبل و قيل هم الجمالون و البقارون و الحمارون و الرعيان و قيل إنما هو الفدادين مخففا واحدها فدان مشددا و هي البقر التي يحرث بها و أهلها أهل جفاء و قسوة انتهى. قوله أصحاب الوبر أي أهل البوادي فإن بيوتهم يتخذونها منه قوله من حيث يطلع قرن الشمس قال الجوهري قرن الشمس أعلاها و أول ما يبدو منها في الطلوع انتهى و لعل المراد أهل البوادي من هاتين القبيلتين الكائنتين في مطلع الشمس أي في شرقي المدينة و روي في شرح السنة بإسناده عن عقبة بن عمرو قال أشار رسول الله ص بيده نحو اليمن فقال الإيمان يمان هاهنا إلا أن القسوة و غلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة و مضر

    و بإسناده عن ابن عمر أنه قال رأيت رسول الله ص يشير إلى المشرق و يقول إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان و قال النووي قرنا الشيطان قبل المشرق أي جمعاه المغويان أو شيعتاه من الكفار يريد مزيد تسلطه في المشرق و كان ذلك في عهده ص و يكون حين يخرج الدجال من المشرق و هو في ما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة و مثار الترك العاتية انتهى و لا يبعد أن يكون في هذا الخبر أيضا قرن الشيطان فصحف و قال الجوهري مذحج كمسجد أبو قبيلة من اليمن و قال حضرموت اسم بلد و قبيلة أيضا و هما اسمان جعلا واحدا إن شئت بنيت الاسم الأول على الفتح و أعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف قلت هذا حضرموت و إن شئت أضفت الأول إلى الثاني قلت هذا حضرموت أعربت حضرا و خفضت موتا و كذلك القول في سام أبرص و رام هرمز و قال عامر بن صعصعة أبو قبيلة هو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن و في القاموس بجيلة كسفينة حي باليمن من معد و رعل و ذكوان قبيلتان من بني سليم و قال لحيان أبو قبيلة و قال مخوس كمنبر و مشرح و جمد و أبضعة بنو معديكرب الملوك الأربعة الذين لعنهم رسول الله ص و لعن أختهم العمردة وفدوا مع الأشعث فأسلموا ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجير فقالت نائحتهم يا عين بكى للملوك الأربعة و قال العمرد كعملس الطويل من كل شي‏ء إلى أن قال و بهاء أخت الذين لعنهم النبي ص انتهى و المجذمين لعل المراد بهم المنسوبون إلى الجذيمة و لعل أسدا و غطفان كلتيهما منسوبتان إليها قال الجوهري جذيمة قبيلة من عبد القيس ينسب إليهم جذمي بالتحريك و كذلك إلى جذيمة بني أسد و قال الفيروزآبادي غطفان محركة حي من قيس و لعل شهبلا بالشين المعجمة و الباء الموحدة و في بعض النسخ بالسين المهملة و الياء المثناة اسم و كذا ما بعده إلى آخر الخبر أسماء رجال و أقول قد مضت الأخبار الكثيرة في ذم البصرة في كتب الفتن و سيأتي أخبار مدح الكوفة و الغري و كربلاء و طوس و مكة و المدينة في كتاب المزار و كتاب الحج لم نوردها هاهنا حذرا من التكرار

    -76  إكمال الدين، عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن زيد الشعراني من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه يقول حكى أبو القاسم محمد بن القاسم البصري أن أبا الحسن حمادويه بن أحمد بن طولون كان قد فتح عليه من كنوز مصر ما لم يرزق أحد قبله فأغرى بالهرمين فأشار عليه ثقاته و حاشيته و بطانته أن لا يتعرض لهدم الأهرام فإنه ما تعرض أحد لها فطال عمره فلج في ذلك و أمر ألفا من الفعلة أن يطلبوا الباب و كانوا يعملون سنة حواليه حتى ضجروا و كلوا فلما هموا بالانصراف بعد الإياس منه و ترك العمل وجدوا سربا فقدروا أنه الباب الذي يطلبونه فلما بلغوا آخره وجدوا بلاطة قائمة من مرمر فقدروا أنها الباب فاحتالوا فيها إلى أن قلعوها و أخرجوها فإذا عليها كتابة يونانية فجمعوا حكماء مصر و علماءها فلم يهتدوا لها و كان في القوم رجل يعرف بأبي عبد الله المدائني أحد حفاظ الدنيا و علمائها فقال لأبي الحسن حمادويه بن أحمد أعرف في بلد الحبشة أسقفا قد عمر و أتى عليه ثلاثمائة و ستون سنة يعرف هذا الخط و قد كان عزم على أن يعلمنيه فلحرصي على علم العرب لم أقم عليه و هو باق فكتب أبو الحسن إلى ملك الحبشة يسأله أن يحمل هذا الأسقف إليه فأجابه أن هذا قد طعن في السن و حطمه الزمان و إنما يحفظه هذا الهواء و يخاف عليه أن نقل إلى هواء آخر و إقليم آخر و لحقته حركة و تعب و مشقة السفر أن يتلف و في بقائه لنا شرف و فرج و سكينة فإن كان لكم شي‏ء يقرأه أو يفسره أو مسألة تسألونه فالكتب بذلك فحملت البلاطة في قارب إلى بلد أسوان من الصعيد الأعلى و حملت من أسوان على العجلة إلى بلاد الحبشة و هي قريبة من أسوان فلما وصلت قرأها الأسقف و فسر ما فيها بالحبشية ثم نقلت إلى العربية فإذا فيها مكتوب أنا الريان بن دومغ فسئل أبو عبد الله عن الريان من هو قال هو والد العزيز ملك يوسف ع و اسمه الريان بن دومغ و قد كان   عمر العزيز سبعمائة سنة و عمر الريان والده ألف و سبعمائة سنة و عمر دومغ ثلاثة آلاف سنة فإذا فيها أنا الريان بن دومغ خرجت في طلب علم النيل لأعلم فيضه و منبعه إذ كنت أرى مغيضه فخرجت و معي ممن صحبت أربعة آلاف ألف رجل فسرت ثمانين سنة إلى أن انتهيت إلى الظلمات و البحر المحيط بالدنيا فرأيت النيل يقطع البحر المحيط و يعبر فيه و لم يكن له منفذ و تماوت أصحابي و بقيت في أربعة آلاف رجل فخشيت على ملكي فرجعت إلى مصر و بنيت الأهرام و البرابي و بنيت الهرمين و أودعتهما كنوزي و ذخائري و قلت في ذلك شعرا

و أدرك علمي بعض ما هو كائن و لا علم لي بالغيب و الله أعلم‏و أتقنت ما حاولت إتقان صنعه و أحكمته و الله أقوى و أحكم‏و حاولت علم النيل من بدء فيضه فأعجزني و المرء بالعجز ملجم‏ثمانين شاهورا قطعت مسائحا و حولي بنو حجر و جيش عرمرم‏إلى أن قطعت الجن و الإنس كلهم و عارضني لج من البحر مظلم‏فأيقنت أن لا منفذا بعد منزلي لذي هيئة بعدي و لا متقدم‏فأبت إلى ملكي و أرسيت ناديا بمصر و لا الأيام بؤس و أنعم‏أنا صاحب الأهرام في مصر كلها و باني برابيها بها و المقدم‏تركت بها آثار كفي و حكمتي على الدهر لا تبلى و لا تتهدم‏و فيها كنوز جمة و عجائب و للدهر أمر مرة و تهجم‏سيفتح أقفالي و يبدي عجائبي ولي لربي آخر الدهر يسجم‏بأكناف بيت الله تبدو أموره و لا بد أن يعلو و يسمو به السم‏ثمان و تسع و اثنتان و أربع و تسعون أخرى من قتيل و ملجم

   و من بعد هذا كر تسعون تسعة و تلك البرابي تستخر و تهدم‏و تبدي كنوزي كلها غير أنني أرى كل هذا أن يفرقه الدم‏رمزت مقالي في صخور قطعتها ستفنى و أفنى بعدها ثم أعدم

فحينئذ قال أبو الحسن حمادويه بن أحمد هذا شي‏ء ليس لأحد فيها حيلة إلا القائم من آل محمد ع و ردت البلاطة مكانها كما كانت ثم إن أبا الحسن بعد ذلك بسنة قتله طاهر الخادم على فراشه و هو سكران و من ذلك الوقت عرف خبر الهرمين و من بناهما فهذا أصح ما يقال في خبر النيل و الهرمين

 بيان السرب بالتحريك الحفير تحت الأرض و البلاطة بالفتح الحجارة التي تفرش في الدار و القارب السفينة الصغيرة و الأسوان بالضم و يفتح بلد بالصعيد بمصر كل ذلك ذكره الفيروزآبادي و قال الهرمان بالتحريك بناءان أوليان بناهما إدريس ع لحفظ العلوم فيهما عن الطوفان أو بناء سنان بن المشلشل أو بناء الأوائل لما علموا بالطوفان من جهة النجوم و فيهما كل طب و طلسم و هنالك إهرام صغار كثيرة انتهى و قال أبو ريحان في كتاب الآثار الباقية إن الفرس و عامة المجوس أنكروا الطوفان بكليته و زعموا أن الملك متصل فيه من لدن كيومرث گل شاه الذي هو الإنسان الأول عندهم و وافقهم على إنكارهم إياه الهند و الصين و أصناف الأمم المشرقية و أقر به بعض الفرس و وصفوه بغير الصفة الموصف بها في كتب الأنبياء و قالوا كان من ذلك شي‏ء بالشام و المغرب في زمان طهمورث لم يعم العمران كلها و لم يغرق فيه إلا أمم قليلة و إنه لم يجاوز عقبة حلوان و لم يبلغ ممالك المشرق و قالوا إن أهل المغرب لما أنذر به حكماؤهم بنوا أبنية كالهرمين المبنيتين في أرض مصر و قالوا إذا كانت الآفة من السماء دخلناها و إذا كانت من الأرض صعدناها فزعموا أن آثار ماء الطوفان و تأثيرات الأمواج بينة على أنصاف هذين الهرمين لم يجاوزهما و قيل إن يوسف ع بناهما و جعل فيهما الطعام و   الميرة سني القحط و قالوا إن طهمورث لما اتصل به الإنذار و ذلك قبل كونه بمائتين و إحدى و ثلاثين سنة أمر باختيار موضع في مملكته صحيح الهواء و التربة فلم يجدوا أحق بهذه الصفة من أصبهان فأمر بتجليد العلوم و دفنها في أسلم المواضع منه و قد يشهد لذلك ما وجد في زماننا يجي‏ء من مدينة أصبهان من التلال التي انشقت عن بيوت مملوءة أعدالا كثيرة من لحاء الشجرة التي يلتبس بها القسي و الترسة و يسمى التوز مكتوبة بكتابة لم يدر ما هي و ما فيها انتهى

77-  المناقب، عن محمد بن الفيض عن أبي عبد الله ع قال أبو جعفر الدوانيقي للصادق ع تدري ما هذا قال و ما هو قال جبل هناك يقطر منه في السنة قطرات فيجمد فهو جيد للبياض يكون في العين يكحل به فيذهب بإذن الله تعالى قال نعم أعرفه و إن شئت أخبرتك باسمه و حاله هذا جبل كان عليه نبي من أنبياء بني إسرائيل هاربا من قومه فعبد الله عليه فعلم قومه فقتلوه و هو يبكي على ذلك النبي و هذه القطرات من بكائه له و من الجانب الآخر عين تنبع من ذلك الماء بالليل و النهار و لا يوصل إلى تلك العين

78-  الدر المنثور، قال أخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال عجائب الدنيا أربعة مرآة كانت معلقة بمنارة الإسكندرية فكان يجلس الجالس تحتها فيبصر من بالقسطنطنية و بينهما عرض البحر و فرس كان من نحاس بأرض أندلس قائلا بكفه كذا باسط يده أي ليس خلفي مسلك فلا يطأ تلك البلاد أحد إلا أكلته النمل و منارة من نحاس عليها راكب من نحاس بأرض   عاد فإذا كانت الأشهر الحرم أكرم هطل منه الماء و سقوا و صبوا في الحياض فإذا انقضت الأشهر الحرم انقطع ذلك الماء و شجرة من نحاس عليها سودانية من نحاس بأرض رومية فإذا كان أوان الزيتون صفرت السودانية التي من نحاس فتجي‏ء كل سودانية من الطيارات بثلاث زيتونات زيتونتين برجليها و زيتونة بمنقارها حتى تلقيه على تلك السودانية التي هي من نحاس فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لإدامهم و سرجهم سنتهم إلى قابل

79-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن من وراء اليمن واديا يقال له وادي برهوت و لا يجاوز ذلك الوادي إلا الحيات السود و البوم من الطير في ذلك الوادي بئر يقال لها بلموت يغدى و يراح إليها بأرواح المشركين يسقون من ماء الصديد خلف ذلك الوادي قوم يقال لهم الذريح لما أن بعث الله عز و جل محمدا ص صاح عجل لهم فيهم و ضرب بذنبه و نادى فيهم يا آل الذريح بصوت فصيح أتى رجل بتهامة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله قالوا لأمر ما أنطق الله هذا العجل قال فنادى فيهم ثانية فعزموا على أن يبنوا سفينة فبنوها و نزل فيها سبعة منهم و حملوا من الزاد ما قذف الله في قلوبهم ثم رفعوا شراعا و سيبوها في البحر فما زالت تسير بهم حتى رمت بهم بجدة فأتوا النبي ص فقال لهم النبي ص أنتم أهل الذريح نادى فيكم العجل قالوا نعم قالوا اعرض علينا يا رسول الله الدين و الكتاب فعرض عليهم رسول الله الدين و الكتاب و السنن   و الفرائض و الشرائع كما جاء من عند الله عز ذكره و ولى عليهم رجلا من بني هاشم سيره معهم فما بينهم اختلاف حتى الساعة

80-  حياة الحيوان، الأهرام من عجائب أبنية الدنيا و هي قبور الملوك أرادوا أن يتميزوا على سائر الملوك بعد مماتهم كما تميزوا عليهم في حياتهم قيل إن المأمون لما وصل إلى مصر أمر بنقب أحد الهرمين فنقب بعد جهد جهيد و غرامة نفقة عظيمة فوجد داخله مراق دمها و يعسر سلوكها و وضع في أعلاها بيت مكعب طول كل ضلع من أضلاعه ثمانية أذرع و في وسطه حوض فيه مائة رمة بالية قد أتت عليها العصور فكف عن نقب ما سواه و نقل أن هرمس الأول أخنوخ و هو إدريس ع استدل من أحوال الكواكب على كون الطوفان فأمر ببنيان الأهرام و يقال أنه ابتناها في مدة ستة أشهر و كتب فيها قل لمن يأتي بعدنا يهدمها في ستمائة عام و الهدم أيسر من البنيان و كسوناها الديباج فليكسها الحصر و الحصر أيسر من الديباج و قال ابن الجوزي في كتاب سلوة الأحزان و من عجائب الهرمين أن سمك كل واحد منهما أربعمائة ذراع من رخام و زمرد و فيها مكتوب أنا بنيتها بملكي فمن ادعى قوة فليهدمها فإن الهدم أيسر من البناء قال ابن المنادي بلغنا أنهم قدروا خراج الدنيا مرارا فإذا هو لا يقوم بهدمها و الله أعلم