باب 12- نادر

 أقول وجدت في بعض الكتب القديمة هذه الرواية فأوردتها بلفظها و وجدتها أيضا في كتاب ذكر الأقاليم و البلدان و الجبال و الأنهار و الأشجار مع اختلاف يسير في المضمون و تباين كثير في الألفاظ أشرت إلى بعضها في سياق الرواية و هي هذه

 مسائل عبد الله بن سلام و كان اسمه إسماويل فسماه النبي ص عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما بعث النبي ص أمر عليا أن يكتب كتابا إلى الكفار و إلى النصارى و إلى اليهود فكتب كتابا أملاه جبرئيل على النبي ص فكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من محمد رسول الله إلى يهود خيبر أما بعد ف إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ... وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَ السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم ختم الكتاب و أرسله إلى يهود خيبر فلما وصل الكتاب إليهم أتوا إلى شيخهم ابن سلام فقالوا يا ابن سلام هذا كتاب محمد إليك فاقرأه علينا فقرأه عليهم فقال لهم ما تريدون من هذا الكلام و قد أرى فيه علامات وجدنا في التوراة أن هذا الذي بشرنا به موسى بن عمران فقالوا ينسخ كتابنا و يحرم علينا ما أحل لنا من قبل فقال لهم ابن سلام يا قوم اخترتم الدنيا على الآخرة و العذاب على المغفرة فقالوا يا ابن سلام لو كان محمد على ديننا لكان أحب إلينا من غيره فقال أنا أروح إليه و أسأله عن أشياء من التوراة فإن أجابني عنها دخلت في دينه و خليت دين اليهودية و قام و أخذ التوراة و استخرج منها ألف مسألة و أربعمائة مسألة و أربع مسائل من غامض المسائل فأخذها و أتى بها إلى محمد و هو في مسجده فقال السلام عليك يا محمد و على أصحابك فقالوا و عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى السلام و رحمة الله و بركاته من أنت يا هذا الرجل قال أنا عبد الله بن سلام و   أنا من رسل بني إسرائيل و ممن قرأ التوراة و أنا رسول اليهود إليك مع شي‏ء لتبينه لنا ما هو و أنت من المحسنين فقال النبي ص اجلس يا ابن سلام و سل عما شئت و إن شئت أخبرتك عما تسألني عنه فقال أخبرني يا محمد فإنني أزداد فيك يقينا فقال يا ابن سلام جئت تسألني عن ألف مسألة و أربعمائة مسألة و أربع مسائل نسختها من التوراة فنكس عبد الله بن سلام رأسه و بكى و قال صدقت يا محمد فقال أ نبي أنت أم رسول فقال يا ابن سلام إن الله بعثني نبيا و رسولا و أنا خاتم النبيين أ فما قرأت في التوراة مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً الآية و أنزل على ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ قال صدقت يا محمد أخبرني أ كليم أنت أم وحي قال يا ابن سلام بل وحي يأتيني به جبرائيل عن رب العالمين قال صدقت يا محمد أخبرني كم خلق الله نبيا من بني آدم قال يا ابن سلام خلق الله مائة ألف نبي و أربعة و عشرين ألف نبي قال صدقت يا محمد أخبرني كم المرسلون منهم قال يا ابن سلام كان المرسلون ثلاثمائة و ثلاثة عشر قال صدقت يا محمد فأخبرني من كان أول الأنبياء قال آدم قال صدقت يا محمد أخبرني آدم كان نبيا مرسلا قال نعم أ فما قرأت في التوراة قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ الآية قال صدقت يا محمد فأخبرني عن رسل العرب كم كانوا قال ستة أولهم إبراهيم و إسماعيل و لوط و صالح و شعيب و محمد قال صدقت يا محمد فأخبرني كم كان بين موسى و عيسى من نبي قال ألف قال صدقت يا محمد فعلى أي دين كانوا قال على دين الله تعالى و دين ملائكته و دين الإسلام قال و ما الإسلام و ما الإيمان قال أما الإسلام فتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و الإقرار بأن محمدا عبده و رسوله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج إلى بيت الله الحرام إن استطعت إليه سبيلا و أما الإيمان فتؤمن بالله و ملائكته و الكتاب و النبيين و البعث بعد الموت و القدر

   خيره و شره من الله تعالى قال صدقت يا محمد أخبرني كم من دين الله تعالى قال دين واحد و هو الإسلام قال صدقت يا محمد فبم كانت الشرائع قال كانت مختلفة في الأمم الماضية قال صدقت يا محمد فأهل الجنة يدخلون بالإسلام أم بالإيمان أم بأعمالهم قال يا ابن سلام استوجبوا الجنة بالإيمان و يدخلون برحمة الله و يقسمونها بأعمالهم قال صدقت يا محمد فأخبرني كم أنزل الله كتابا قال يا ابن سلام أنزل الله مائة كتاب و أربعة كتب قال صدقت يا محمد فأخبرني على من أنزلت هذه الكتب قال يا ابن سلام أنزل الله عز و جل على آدم أربع عشرة صحيفة و أنزل على إبراهيم عشرين صحيفة و في قول أربع عشرة صحيفة و على شيث بن آدم خمسين صحيفة و أنزل على إدريس ثلاثين صحيفة و أنزل الزبور على داود و أنزل التوراة على موسى و أنزل الإنجيل على عيسى و أنزل علي الفرقان قال صدقت يا محمد فهل أنزل عليك كتابا قال نعم قال و أي كتاب هو قال الفرقان قال يا محمد لم سماه الرب فرقانا قال يا ابن سلام لأنه يفرق الآيات و السور و أنزل بغير الألواح و غير الصحف و التوراة و الإنجيل و الزبور كلها جملة في الألواح قال صدقت يا محمد فهل في كتابك شي‏ء من هذه الصحف قال نعم يا ابن سلام قال ما هو يا محمد فقرأ النبي ص قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى إلى قوله صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى قال صدقت يا محمد فأخبرني ما ابتداء القرآن و ما ختمه قال يا ابن سلام ابتداؤه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و ختمه صدق الله العلي العظيم قال صدقت يا محمد فأخبرني عن خمسة أشياء خلقها الله بيده ما هي قال يا ابن سلام إن الله عز و جل خلق جنة عدن بيده و غرس شجرة طوبى بيده و صور آدم بيده و كتب التوراة بيده و بنى السماوات بيده قال صدقت يا محمد وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ قال صدقت قال يا ابن سلام أ ما سمعت قوله تعالى وَ السَّماءَ   بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ

قال صدقت يا محمد أخبرني من أخبرك بهذا قال أخبرني جبرائيل قال عن من قال عن ميكائيل قال عن من قال عن إسرافيل قال عن من قال عن اللوح المحفوظ قال عن من قال عن القلم قال عن من قال عن رب العالمين قال و كيف ذلك يا محمد قال النبي ص يأمر الله القلم يكتب في اللوح و ينزل في اللوح على إسرافيل و يبلغ إسرافيل ميكائيل و يبلغ ميكائيل جبرائيل قال صدقت يا محمد فأخبرني عن جبرائيل في زي الذكران أم في زي الإناث قال يا ابن سلام بل هو في زي الذكران قال فأخبرني ما طعامه و ما شرابه قال يا ابن سلام طعامه التسبيح و شرابه التهليل قال صدقت يا محمد فأخبرني ما طوله و ما عرضه و ما صفته و ما لباسه قال يا ابن سلام على قدر الملائكة لا بالطويل الأعلى و لا بالقصير الأدنى أغر مكحول ضوؤه كضوء النهار عند ظلمة الليل له أربعة و عشرون جناحا خضراء مكللة بالدر و الياقوت مختومة باللؤلؤ عليه و شاح بطانته من إستبرق و ظهارته الوقار و الكرامة وجهه كالزعفران أقنى الأنف مدور الحدق لا يأكل و لا يشرب و لا يمل و لا يسهو و هو قائم بوحي الله تعالى إلى يوم القيامة قال صدقت يا محمد فأخبرني عن بدء خلق الدنيا و أخبرني عن بدء خلق آدم كيف خلقه الله تعالى قال نعم يا ابن سلام إن الله سبحانه و تعالى تقدست أسماؤه و لا إله غيره خلقه من طين بيده و خلق الطين من الزبد و خلق الزبد من الموج و خلق الموج من الماء قال صدقت يا محمد فأخبرني عن آدم لم سمي آدم قال يا ابن سلام لأنه خلق من طين الأرض و أديمها قال صدقت يا محمد فآدم خلق من الطين كله أو بعضه أو من طين واحد قال يا ابن سلام بل خلقه الله من الطين كله و لو أن آدم خلق من طين واحد لما عرف بعضهم بعضا و كانوا على صورة واحدة قال صدقت يا محمد هل لهم مثل بذلك في الدنيا قال نعم يا ابن سلام   أ فما تنظر إلى التراب منه أبيض و منه أسود و منه أحمر و منه أصفر و منه أشقر و منه أغبر و منه أزرق و فيه عذب و خشن و فيه لين و كذلك بنو آدم فيهم خشن و فيهم لين و فيهم عذب كذلك التراب قال صدقت يا محمد فأخبرني من آدم لما خلقه الله عز و جل من أين دخلت الروح فيه قال يا ابن سلام دخلت من فيه قال صدقت يا محمد أ دخلت فيه على رضا أم على كره قال يا ابن سلام أدخله الله كرها و يخرجها كرها قال صدقت يا محمد ما قال الله لآدم قال يا ابن سلام قال الله لآدم يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ قال صدقت يا محمد فكم أكل منها حبة قال حبتين قال و كم أكلت حواء قال حبتين قال صدقت يا محمد فأخبرني ما صفة الشجرة و كم لها غصن و كم كان طول السنبلة قال يا ابن سلام كان لها ثلاثة أغصان و كان طول كل سنبلة ثلاثة أشبار قال صدقت يا محمد فكم سنبلة فرك منها آدم قال سنبلة واحدة قال صدقت يا محمد فكم كان في السنبلة من حبة قال كان فيها خمس حبات قال فأخبرني ما صفة الحبة قال يا ابن سلام كانت بمنزلة البيض الكبار قال فأخبرني عن الحبة التي بقيت مع آدم ما صنع بها قال يا ابن سلام أنزلت مع آدم من الجنة فزرع آدم تلك الحبة فتناسل من تلك الحبة البركة قال صدقت يا محمد فأخبرني عن آدم أين أهبط من الأرض قال أهبط بالهند قال صدقت يا محمد فأين أهبطت حواء قال بجدة قال صدقت يا محمد فأين أهبطت الحبة قال بأصبهان قال صدقت يا محمد فأين أهبط إبليس قال ببيسان قال صدقت يا محمد قال ما أغزر علمك و ما أصدق لسانك فأخبرني ما كان لباس آدم لما أهبط من الجنة قال ثلاث أوراق من ورق الجنة متوشحا بالواحدة متزرا بالأخرى متعمما بالثالثة قال صدقت يا محمد فأخبرني في أي مكان اجتمعا قال بعرفات

   قال صدقت يا محمد فأخبرني خلقت حواء من آدم أم آدم من حواء قال يا ابن سلام خلقت حواء من آدم و لو أن خلق من حواء لكان الطلاق بيد النساء و لم يكن بيد الرجال قال فأخبرني خلقت من كله أو من بعضه قال خلقت من بعضه و لو خلقت من كله لكان القضاء في النساء و لم يكن في الرجال قال صدقت يا محمد فأخبرني عن باطنه خلقت أم من ظاهره قال يا ابن سلام بل خلقت من باطنه و لو خلقت من ظاهره لكشفت النساء من أبدانهن كما تكشف الرجال قال فمن يمينه خلقت أم من شماله قال بل خلقت من شماله و لو خلقت من يمينه لكان حظ الأنثى مثل حظ الذكر و شهادتها كشهادته و من أجل ذلك جعل الله لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ قال فأخبرني من أي موضع خلقت قال يا ابن سلام خلقت من ضلعه الأقصر قال صدقت يا محمد فأخبرني من كان يسكن الأرض قبل آدم قال الجن قال فبعد الجن قال الملائكة قال فبعد الملائكة قال آدم و ذريته قال و كم كان بين الجن و بين آدم قال سبعة آلاف سنة قال صدقت يا محمد فأخبرني عن آدم فهل حج إلى بيت الله الحرام قال نعم قال فمن حلق رأس آدم قال جبرئيل قال صدقت يا محمد فأخبرني هل اختتن آدم أم لا قال نعم يا ابن سلام ختن نفسه بيده قال صدقت يا محمد فأخبرني عن الدنيا لم سميت دنيا قال يا ابن سلام لأن الدنيا خلقت من دون الآخرة و لو خلقت مع الآخرة لم تفن كما لم تفن الآخرة قال صدقت يا محمد فأخبرني عن القيامة لم سميت قيامة قال يا ابن سلام لأن مقام الخلائق فيها للحساب قال فأخبرني لم سميت الآخرة آخرة قال لأنها متأخرة عنها بعد الدنيا لا يوصف سنوها و لا تحصى أيامها و لا يموت ساكنها قال صدقت يا محمد فأخبرني عن أول يوم خلق الله تعالى الدنيا فيه قال يوم الأحد قال و لم سماه أحدا قال لأن الله واحد أحد فرد صمد لم يتخذ صاحبة و لا ولدا قال صدقت يا محمد فالإثنين لم   سمي إثنين قال لأنه ثاني يوم الدنيا قال فالثلاثاء لم سمي ثلاثاء قال لأنه ثالث يوم الدنيا قال فالأربعاء لم سمي أربعاء قال لأنه رابع يوم الدنيا قال فالخميس لم سمي خميسا قال لأنه خامس يوم الدنيا قال فالجمعة لم سمي جمعة قال لأنه يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ و هو سادس يوم من أيام الدنيا قال فالسبت لم سمي سبتا قال يا ابن سلام لأنه يوم يوكل فيه ملك لأنه مع كل عبد ملكان ملك عن يمينه و ملك عن شماله فالذي عن يمينه يكتب الحسنات و الذي عن شماله يكتب السيئات قال صدقت يا محمد فأخبرني عن مقعد الملكين من العبد و ما قلمهما و ما دواتهما و ما لوحهما و ما مدادهما قال يا ابن سلام مقعدهما على كتفيه و قلمهما لسانه و دواتهما فوه و مدادهما ريقه و لوحهما فؤاده يكتبان أعماله إلى مماته قال صدقت يا محمد فأخبرني ما خلق الله في ذلك اليوم قال ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ قال فأخبرني كم طول القلم و كم عرضه و كم أسنانه قال يا ابن سلام طول القلم خمسمائة عام و له ثلاثون سنا يخرج المداد من بين أسنانه و يجري في اللوح المحفوظ ما يكون و ما هو كائن إلى يوم القيامة بأمر الله عز و جل قال صدقت يا محمد كم لحظة لله عز و جل في كل يوم و ليلة قال يا ابن سلام ثلاثمائة و ستون لحظة يمضي و يقضي و يرفع و يضع و يسعد و يشقي و يعز و يذل و يعلي و يقهر و يغني و يفقر قال صدقت يا محمد فأخبرني ما خلق الله تعالى بعد ذلك قال يا ابن سلام السماء السابعة مما يلي العرش و أمرها أن ترتفع إلى مكانها فارتفعت ثم خلق الستة الباقية و أمر كل سماء أن تستقر مكانها فاستقرت قال صدقت يا محمد فلم سماها سماء قال لارتفاعها قال فأخبرني ما بال سماء الدنيا خضراء قال يا ابن سلام اخضرت من جبل قاف قال صدقت يا محمد فأخبرني مم خلقت قال خلقت من موج مكفوف قال و ما الموج المكفوف قال يا ابن سلام ماء قائم لا اضطراب له و كانت الأصل دخانا قال صدقت يا محمد فأخبرني عن السماوات أ لها أبواب قال نعم لها أبواب

   و هي مغلقة و لها مفاتيح و هي مخزونة قال صدقت يا محمد فأخبرني عن أبواب السماء ما هي قال ذهب قال فما أقفالها قال من نور قال فمفاتيحها قال بسم الله العظيم قال صدقت يا محمد فأخبرني عن طول كل سماء و عرضها و كم ارتفاعها و ما سكانها قال يا ابن سلام طول كل سماء خمسمائة عام و عرضها كذلك و بين كل سماء إلى سماء خمسمائة عام و سكان كل سماء جند من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله تعالى قال صدقت يا محمد فأخبرني عن السماء الثانية مما خلقت قال من الغمام قال صدقت يا محمد فأخبرني عن السماء الثالثة مم خلقت قال من زبرجدة خضراء قال فالرابعة قال من ذهب أحمر قال صدقت يا محمد فالخامسة قال من ياقوتة حمراء قال فالسادسة قال من فضة بيضاء قال فالسابعة قال من ذهب قال صدقت يا محمد فأخبرني ما فوق السماء السابعة قال بحر الحيوان قال فما فوقه قال بحر الظلمة قال فما فوقه قال بحر النور قال فما فوقه قال الحجب قال فما فوقه قال سدرة المنتهى قال فما فوق سدرة المنتهى قال جنة المأوى قال فما فوق جنة المأوى قال حجاب المجد قال فما فوق حجاب المجد قال حجاب الحمد قال فما فوق حجاب الحمد قال حجاب الجبروت قال فما فوق حجاب الجبروت قال حجاب العز قال فما فوق حجاب العز قال حجاب العظمة قال فما فوق حجاب العظمة قال حجاب الكبرياء قال فما فوق حجاب الكبرياء قال الكرسي قال صدقت يا محمد قال قد أوتيت علوم الأولين و الآخرين و إنك لتنطق بالحق اليقين قال فما فوق الكرسي قال العرش قال فما فوق العرش قال الله تعالى و هو فوق الفوق و علمه تحت التحت قال صدقت يا محمد قال فأخبرني هل يستوي مخلوق على عرشه قال معاذ الله يا ابن سلام قال صدقت يا محمد فأخبرني عن الشمس و القمر أ هما مؤمنان أم كافران قال يا ابن سلام بل هما مؤمنان طائعان لله عز و جل مسخران تحت قهر المشية قال صدقت يا محمد قال فأخبرني ما بال الشمس و القمر لا يستويان في الضوء و النور قال يا ابن سلام إن الله محا آية الليل و جعل آية النهار مبصرة نعمة من الله و فضلا و لو لا ذلك ما عرف الليل من النهار و لا النهار من الليل

   قال صدقت يا محمد فأخبرني عن الليل لم سمي ليلا قال لأنه يلايل الرجال من النساء جعله الله ألفا و لباسا قال صدقت يا محمد فأخبرني لم سمي النهار نهارا قال يا ابن سلام لأن فيه كل من الخلق يطلب معاشه قال صدقت يا محمد قال فأخبرني عن النجوم كم جزءا هي قال يا ابن سلام ثلاثة أجزاء جزء منها بأركان العرش يصل ضوؤها إلى السماء السابعة و الجزء الثاني بسماء الدنيا كأمثال القناديل المعلقة و هي تضي‏ء لسكانها و ترمي الشياطين بشررها إذا استرقوا السمع و الجزء الثالث معلقة في الهواء و هي ضوء البحار و ما فيها و ما عليها قال صدقت يا محمد فأخبرني ما بال النجوم تبان صغارا و كبارا قال يا ابن سلام لأن بينها و بين سماء الدنيا بحارا تضرب الرياح أمواجها فتبان من تحتها صغارا أو كبارا و مقدار النجوم كلها مقدار واحد قال صدقت يا محمد فأخبرني كم ريحا بيننا و بين سماء الدنيا قال ثلاثة أرياح الريح العقيم التي أرسلت على قوم عاد حملت الأشجار و الثمار و الريح التي هي سوداء مظلمة يعذب بها أهل النار و ريح تحمل البحار و ريح لأهل الأرض بها حملت الأشجار و الثمار تغدو في جوانبها و لو لا تلك الريح لاحترقت الأرض و الجبال من حر الشمس قال صدقت يا محمد فأخبرني عن حملة العرش كم هم صنفا قال ثمانون صنفا طول كل صنف ألف ألف فرسخ و عرضه خمسمائة عام و رءوسهم تحت العرش و أقدامهم تحت سبع أرضين و لو أن طائرا يطير من أذن أحدهم اليمنى إلى اليسرى ألف سنة من سنين الدنيا لم يبلغ إلى الأذن الآخر حتى يموت هرما أي شيخا لهم ثياب من در و ياقوت شعرهم كالزعفران طعامهم التسبيح و شرابهم التهليل و الصنف الأول نصفه ثلج و نصفه نار لا يذيب النار الثلج و لا الثلج يطفئ النار و الصنف الثاني نصفه رعد و نصفه برق و الصنف الثالث نصفه ماء و نصفه مدر لا الماء يذيب المدر و لا المدر يذيب الماء و الصنف الرابع نصفه ريح و نصفه ماء لا الريح يهيج الماء و لا الماء يسبق الريح قال صدقت يا محمد فأخبرني عن طائر يطير بين السماء و الأرض ليس له في السماء مكان و لا في الأرض مسكن ما هم يا محمد قال يا ابن سلام تلك حيات   أعرافها كأعراف الخيل تبيض في الجو على أذنابها و تفرخ على مناكبها في الهواء إلى يوم القيامة قال صدقت يا محمد فأخبرني عن مولود أشد من أبيه قال يا ابن سلام ذلك الحديد يولد من الحجر و هو أشد من الحجر قال صدقت يا محمد قال فأخبرني عن بقعة أصابتها الشمس مرة واحدة فلا تعود إليها إلى يوم القيامة قال يا ابن سلام ذلك موضع أغرق الله فيه فرعون حين انفلق البحر و انطبق عليه قال صدقت يا محمد فأخبرني عن بيت له اثنا عشر بابا أخرج منه اثنا عشر عينا لاثني عشر سبطا قال النبي ص لما جاوز موسى بني إسرائيل البحر و دخل بهم إلى البرية فشكوا إلى موسى العطش فمر بحجر مربع فأوحى الله إليه أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فضرب به موسى فانفجر مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً لاثني عشر سبطا من بني إسرائيل قال صدقت يا محمد فأخبرني عن نبي لا من الجن و الإنس و لا من الطير و لا من الوحش قال يا ابن سلام ذلك النملة التي أنذرت قومها حين قالت يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ قال صدقت يا محمد فأخبرني عن من أوحى الله إليه لا من الجن و لا من الملائكة و لا من الإنس و لا من الوحش ما هو قال يا ابن سلام النحل أوحى الله إليها أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا يَعْرِشُونَ قال صدقت يا محمد قال فأخبرني ما أوحى الله إليه من الأرض ما هو قال يا ابن سلام أوحى الله إلى جبل طور سيناء أن ارفع موسى إلى السماء حتى يتناول الألواح من رب العالمين قال صدقت يا محمد فأخبرني عن مخلوق أوله عود و آخره روح قال يا ابن سلام تلك عصا موسى بن عمران أمره الله أن يلقيها في بيت المقدس فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى قال صدقت يا محمد فأخبرني عن ثلاث ذكور لم يولدوا عن فحل قال يا ابن سلام ذلك عيسى ابن مريم و آدم و كبش إسماعيل قال صدقت يا محمد فأخبرني

   عن وسط الدنيا في أي موضع هو قال بيت المقدس قال و كيف ذلك قال لأن فيه المحشر و المنشر و الصراط و الميزان قال صدقت يا محمد قال فأخبرني عن الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ما هو قال يا ابن سلام السفن المبنية في البحر أ ما قرأت في التوراة وَ حَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ قال صدقت يا محمد قال ما الألواح قال الأشجار التي سفقت طولا هي الألواح فأخبرني عن الدسر قال يا ابن سلام المسامير و العوارض من الحديد قال صدقت يا محمد قال فأخبرني كم كان طول السفينة و كم عرضها و كم كان ارتفاعها قال يا ابن سلام كان طولها ثلاثمائة ذراع و عرضها مائة و خمسين ذراعا و ارتفاعها مائتي ذراع قال صدقت يا محمد قال فأخبرني من أين ركبها نوح قال من العراق قال أين ثبت قال طافت بالبيت العتيق أسبوعا و ببيت المقدس أسبوعا وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ قال صدقت يا محمد قال فأخبرني عن البيت المعمور أين كان لما أغرق الله الدنيا قال يا ابن سلام رفعه الله تعالى إلى السماء السابعة قبل الطوفان قال صدقت يا محمد قال فأخبرني أين كانت الصخرة وقت الطوفان قال و أمر الله تعالى أبا قبيس أن يحمل الصخرة في بطنه قال فالبيت المقدس لما أغرق الله الدنيا أين كان قال في جبل أبي قبيس قال صدقت يا محمد فأخبرني عن مولود لم يشبه أباه و ربما أشبه خاله و ربما أشبه عمه قال يا ابن سلام إذا جامع الرجل امرأته فإن غلبت شهوة المرأة على شهوة الرجل خرج الولد إلى خاله و إن غلبت شهوة الرجل على شهوة المرأة خرج إلى عمه و إن استويا خرج الولد إلى أمه و أبيه قال صدقت يا محمد

 أقول في الرواية الأخرى هكذا قال فأخبرني عن المولود إذا لم يشبه أباه و ربما يشبه خاله و عمه قال إذا جامع الرجل امرأته فإن غلبت شهوة الرجل شهوة المرأة خرج الرجل بأبيه أشبه و إن غلبت شهوة المرأة خرج الولد بأمه أشبه و إن استويا خرج شبيها بهما فإن سبقت شهوة الرجل خرج الولد بعمه أشبه و إن سبقت   شهوة المرأة كان الولد بخاله أشبه قال صدقت

 رجعنا إلى الرواية الأولى قال فأخبرني هل يعذب الله عبده بلا حجة قال معاذ الله يا ابن سلام إن الله تبارك و تعالى عدل لا يجور في قضائه قال صدقت قال فأخبرني عن أطفال المشركين في الجنة أم في النار قال يا ابن سلام الله أولى بهم و لكن إذا كان يوم القيامة و جمع الخلق لفصل القضاء أمر الله تعالى بأطفال المشركين فيؤتى بهم فيقول لهم عبادي و أبناء عبادي و إمائي من ربكم و ما دينكم و ما أعمالكم فيقولون اللهم أنت ربنا و أنت خالقنا و لم نكن شيئا و أمتنا و لم تجعل لنا لسانا ننطق به و لا عقلا نعقل به و لا قوة في الأعضاء نتعبد بها و لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا فيقول الله لهم و هو أجل قائل فالآن لكم ألسنة و عقول و قوة للحركة في الأعضاء فإن أمرتكم بأمر يا عبادي تفعلوه فيقولون السمع و الطاعة لك يا إلهنا و خالقنا و رازقنا و مالكنا فيأمر الله تعالى مالكا فتزجر جهنم حتى تفور و يأمر أطفال المشركين ألقوا أنفسكم في تلك النار فمن سبق له في علم الله أن يكون سعيدا ألقى نفسه فيها فتكون النار عليه بردا و سلاما كما كانت على إبراهيم خليل الرحمن و من سبق له في علم الله أن يكون شقيا امتنع أن يلقي نفسه في تلك النار فيكونون تبعا لآبائهم و أمهاتهم في النار و الفرقة الأخرى يخرجون إلى الجنة مع المؤمنين قال صدقت قال بررت و بينت و أزلت الشك يا محمد فزدني يقينا فأخبرني عن الأرض لم سميت أرضا قال لأنها أرض يداس عليها قال فمم خلقت قال من زبرجد قال فالزبرجدة مم خلقت قال من الموج قال فالموج مم خلق قال من البحر قال صدقت يا محمد فكيف ذلك قال إن الله عز و جل لما خلق البحر أمر الريح أن تضرب الأمواج بعضها في بعض فاضطرب الأمواج حتى ظهر الزبد ثم أمرها أن تجتمع فاجتمعت ثم أمرها أن تلين فلانت ثم أمرها أن تعتدل فاعتدلت ثم أمرها أن تمتد فامتدت فصارت أرضا قال صدقت يا محمد فأخبرني من أين سكونها قال من جبل قاف و هو أصل أوتاد الأرض التي نحن عليها قال فأخبرني ما تحت هذه الأرض قال تحتها ثور قال و ما صفته قال يا ابن سلام له أربع قوائم و هو قائم على صخرة بيضاء قال فأخبرني

   ما صفته قال يا ابن سلام له أربعون قرنا و أربعون سنا رأسه بالمشرق و ذنبه بالمغرب و هو ساجد لله تعالى إلى يوم القيامة من القرن إلى القرن مسيرة خمسين ألف سنة قال صدقت يا محمد فأخبرني ما تحت الصخرة قال تحتها جبل يقال له الصعود قال و لمن ذلك الجبل قال لأهل النار يصعده المشركون إلى يوم القيامة و هو مسيرة ألف سنة حتى إذا بلغوا أعلى ذلك الجبل ضربوا بمقامع فيسقطون إلى أسفله فيسحبون على وجوههم قال صدقت يا محمد فأخبرني ما تحت ذلك الجبل قال أرض قال و ما اسمها قال جارية قال و ما تحتها قال بحر قال و ما اسمه قال سهك قال صدقت يا محمد قال فما تحت ذلك البحر قال أرض قال و ما اسمها قال ناعمة قال و ما تحتها قال بحر قال و ما اسمه قال الزاخر قال و ما تحته قال أرض قال و ما اسمها قال فسيحة قال فصف لي هذه الأرض قال يا ابن سلام هي أرض بيضاء كالشمس و ريحها كالمسك و ضوؤها كالقمر و نباتها كالزعفران يحشرون عليها المتقون يوم القيامة قال صدقت يا محمد قال فأخبرني أين تكون هذه الأرض التي نحن عليها اليوم قال النبي ص يا ابن سلام تبدل هذه الأرض غيرها قال صدقت يا محمد فأخبرني ما تحت تلك الأرض قال البحر قال و ما اسمه قال القمقام قال و ما فيه قال الحوت قال و ما اسمه قال يهموت قال صدقت يا محمد قال فصف لي الحوت قال يا ابن سلام رأسه بالمشرق و ذنبه بالمغرب قال فما على ظهره قال الأرض و البحار و الظلمة و الجبال قال فما بين عينيه قال سبعة أبحر في كل بحر سبعون ألف مدينة في كل مدينة ألف لواء تحت كل لواء سبعون ألف ملك قال فما يقولون قال يقولون لا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ و هو حي لا يموت بيده الخير وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ قال صدقت يا محمد فأخبرني ما تحت الريح قال الظلمة قال فما تحت الظلمة قال   الثرى قال فما تحت الثرى قال لا يعلمه إلا الله عز و جل قال صدقت يا محمد فأخبرني عن ثلاث من رياض الجنة في الأرض أين تكون قال يا ابن سلام أولها مكة و ثانيها بيت المقدس و ثالثها مدينة محمد قال صدقت يا محمد فأخبرني عن أربع مدائن من مدائن الجنة في الدنيا قال أولها إرم ذات العماد و الثانية المنصورية و هي مدينة بالشام و الثالثة قيسارية و هي مدينة بساحل البحر في الشام و الرابعة هي البلقاء و هي أرمنية قال صدقت يا محمد فأخبرني عن أربع منابر من منابر الجنة في الدنيا أي موضع هي قال يا ابن سلام أولها قيروان و هي إفريقية و الثانية باب الأبواب و هي بأرض أرمنية و الثالثة عبدان و هي بأرض العراق و الرابعة بخراسان و هي خلف نهر يقال له جيحون قال صدقت يا محمد فأخبرني عن أربع مدائن من مدائن جهنم في الدنيا قال يا ابن سلام أولها مدينة فرعون في أرض مصر و الثانية أنطاكية و هي بأرض الشام و الثالثة بأرض سيحان و هي بأرض أرمنية الرابعة المدائن و هي بأرض العراق قال صدقت يا محمد قال فأخبرني عن أربعة أنهار في الدنيا و هي من أنهار الجنة قال أولها الفرات و هو بأرض الشام و الثاني النيل و هو بأرض مصر و الثالث نهر سيحان و هو نهر الهند و الرابع جيحون و هو بأرض بلخ قال صدقت يا محمد فأخبرني عن شي‏ء لا شي‏ء و شي‏ء و شي‏ء بعض شي‏ء و شي‏ء لا يفنى منه شي‏ء قال يا ابن سلام أما شي‏ء لا شي‏ء فهي الدنيا يذهب نعيمها و يموت ساكنها و يخمد ضوؤها و أما الشي‏ء بعض الشي‏ء وقوف الخلائق في صعيد واحد فهو شي‏ء بعض شي‏ء و أما شي‏ء لا يفنى منه شي‏ء فالجنة و النار لا يفنى

   من الجنة نعيمها و لا ينقص من النار عذابها فمن قال من العباد أن نعيمها يفنى أو عذاب الله ينقضي فهو كافر بالله في كل شي‏ء قال صدقت يا محمد فأخبرني عن جبل قاف ما خلفه و ما دونه قال يا ابن سلام خلفه أرض ذهب و سبعون أرضا من فضة و سبعة أرضين من مسك قال فما سكان هذه الأرضين قال الملائكة قال كم طول كل أرض منها و كم عرضها قال طول كل أرض منها عشرة آلاف سنة و عرضها كذلك قال صدقت يا محمد فما وراء ذلك قال حجاب الريح قال فما وراء ذلك قال من صح كيف محيط بالدنيا كلها تسبح الله تعالى قال صدقت يا محمد فأخبرني عن أهل الجنة يأكلون و يشربون و لا يتغوطون و لا يبولون قال نعم يا ابن سلام مثلهم في الدنيا كمثل الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه و يشرب مما تشربه و لا يبول و لا يتغوط و لو راث في بطنها و بال لانشق بطنها قال صدقت يا محمد فأخبرني عن أنهار الجنة ما هي قال يا ابن سلام لبن لم يتغير طعمه و خمر و عسل مصفى و ماء غير آسن قال صدقت يا محمد فجامدة هي أم جارية قال بل جارية بين أشجارها قال فهل تنقص أم تزيد قال لا يا ابن سلام قال فهل لذلك مثل في الدنيا قال نعم قال و ما هو قال يا ابن سلام انظر إلى البحار تمطر فيها السماء و تمدها الأنهار من الأرض فلا تزيد و لا تنقص قال صف لي أنهار الجنة قال يا ابن سلام في الجنة نهر يقال له الكوثر رائحته أطيب من رائحة المسك الأذفر و العنبر حصاه الدر و الياقوت عليه ختام من اللؤلؤ الأبيض و هو منزل أولياء الله تعالى قال صدقت يا محمد فصف لي أشجار الجنة قال في الجنة شجرة يقال لها طوبى أصلها من در و أغصانها من الزبرجد و ثمرها الجوهر ليس في الجنة غرفة و لا حجرة و لا موضع إلا و هي متدلية عليه قال صدقت يا محمد فهل في الدنيا لها من مثل قال نعم الشمس المشرقة تشرق على بقاع الدنيا و لا يخلو من شعاعها مكان قال صدقت يا محمد فهل في الجنة ريح قال نعم يا ابن سلام   فيها ريح واحدة خلقت من نور مكتوب عليها الحياة و اللذات يقال لها البهاء فإذا اشتاق أهل الجنة أن يزوروا ربهم هبت تلك الريح عليهم التي لم تخلق من حر و لا من برد بل خلقت من نور العرش تنفخ في وجوههم فتبهي وجوههم و تطيب قلوبهم و يزدادوا نورا على نورهم و تضرب أبواب الجنان و تجري الأنهار و تسبح الأشجار و تغرد الأطيار فلو أن من في السماوات و الأرض قيام يسمعون ما في الجنة من سرور و طرب لمات الخلائق شوقا إلى الجنة و الملائكة يدخلون عليهم فيقولون كما قال الله عز و جل في محكم كتابه العزيز سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ قال صدقت يا محمد قال فأخبرني عن أرض الجنة ما هي قال يا ابن سلام أرضها من ذهب و ترابها المسك و العنبر و رضراضها الدر و الياقوت و سقفها عرش الرحمن قال صدقت يا محمد فأخبرني مما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها قال يا ابن سلام يأكلون من كبد الحوت الذي يحمل الأرض و ما عليها و اسمه بهموت قال صدقت يا محمد قال فأخبرني عن أهل الجنة كيف يصرفون ما يأكلون من ثمارها و كيف يخرج من أجوافهم قال يا ابن سلام ليس يخرج من أجوافهم شي‏ء بل عرقا صبا أطيب من المسك و أزكى من العنبر و لو أن عرق رجل من أهل الجنة مزج به البحار لأسكر ما بين السماء و الأرض من طيب رائحته قال صدقت يا محمد فأخبرني عن لواء الحمد ما صفته و كم طوله و كم ارتفاعه قال يا ابن سلام طوله ألف سنة و أسنانه من ياقوتة حمراء و ياقوتة خضراء قوائمه من فضة بيضاء له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة بالمشرق و ذؤابة بالمغرب و الثالثة في وسط الدنيا قال صدقت يا محمد فأخبرني كم سطر فيه مكتوب قال ثلاثة أسطر السطر الأول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و السطر

   الثاني الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و السطر الثالث لا إله إلا الله محمد رسول الله قال صدقت يا محمد فأخبرني عن الجنة و النار أيتهما خلق الله قبل قال يا ابن سلام خلق الله الجنة قبل النار و لو خلق النار قبل الجنة لخلق العذاب قبل الرحمة قال فأخبرني عن الجنة أين هي قال في السماء السابعة و النار في تخوم الأرض السفلى قال صدقت يا محمد فأخبرني كم للجنة من باب و كم للنار من باب قال يا ابن سلام للجنة ثمانية أبواب و للنار سبعة أبواب قال فأخبرني كم بين الباب و الباب من الجنة قال مسيرة ألف سنة قال و كم ارتفاعه قال خمسمائة عام عليه سرادق من ذهب بطانته من زمرد على كل باب جند من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله تعالى قال فأخبرني فما يقولون قال يقولون طوبى لأهل الجنة و ما يلقون من نعيم الله قال فصف لي من يدخل الجنة قال يا ابن سلام يدخلونها أبناء ثلاثين و بنات ثلاثين سنة في حسن يوسف و طول آدم و خلق محمد قال فصف لي بعض نعيم أهل الجنة قال إن أدنى من في الجنة و ليس في الجنة دني لو نزل به جميع من في الأرض لأوسعهم طعاما و لا ينقص منه شي‏ء و لو أن رجلا من أهل الجنة يبصق في البحار المالحة لعذبت و لو نزل من ذؤابته من السماء إلى الأرض بلغ ضوؤها كضوء الشمس و نور القمر قال صدقت يا محمد فصف لي الحور العين قال يا ابن سلام الحور العين بيض الوجوه فحام العيون بمنزلة جناح النسر صفاؤهن كصفاء اللؤلؤ الأبيض الذي في الصدف الذي لم تمسه الأيدي قال فصف لي النار قال يا ابن سلام أوقد عليها ألف عام حتى احمرت و ألف عام حتى ابيضت و ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ممزوجة بغضب الله تعالى لا يهدأ لهيبها و لا يخمد جمرها يا ابن سلام لو أن جمرة من جمرها ألقيت في دار الدنيا لألهبت ما بين المشرق و المغرب لعظم خلقها و هي سبعة أطباق الطبقة الأولى للمنافقين و الثانية للمجوس و الثالثة للنصارى و الرابعة لليهود و الخامسة سقر و السادسة السعير و أمسك النبي ص

   عن السابعة و بكى حتى ارفضت دموعه على لحيته و قال أما السابعة و هي أهونها لأهل الكبائر من أمتي قال صدقت يا محمد فأخبرني عن القيامة و كيف تقوم قال يا ابن سلام إذا كان يوم القيامة كورت الشمس و اسودت و طمست النجوم و سيرت الجبال و عطلت العشار و بدلت الأرض غير الأرض قال صدقت يا محمد قال النبي ص يقام الخلائق لفصل القضاء و يمد الصراط و ينصب الميزان و تنشر الدواوين و يبرز الرب لفصل القضاء قال صدقت يا محمد فأخبرني كيف يميت الله الخلائق يوم القيامة قال يا ابن سلام يأمر الله ملك الموت فيقف على صخرة بيت المقدس فيضع يمينه على السماوات و يده اليسرى تحت الثرى و يصيح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ملك مقرب و لا إنس و لا جان و لا طائر يطير إلا خر ميتا فتبقى السماوات خالية من سكانها و الأرض خرابا من عمارها و العشار معطلة و البحار جامدة حيتانها و الجبال مدكدكة و الشمس منكسفة و النجوم منطمسة قال صدقت يا محمد فأخبرني عن ملك الموت هل يذوق الموت أم لا قال يا ابن سلام إذا أمات الله الخلائق و لم يبق شي‏ء له روح يقول الله عز و جل يا ملك الموت من أبقيته من خلقي و هو أعلم فيقول يا رب أنت أعلم مني بما بقي من خلقك ما خلق إلا و قد ذاق الموت إلا عبدك الضعيف ملك الموت فيقول الله عز و جل يا ملك الموت أذقت عبادي و أنبيائي و أوليائي و رسلي الموت و قد سبق في علمي القديم و أنا علام الغيوب أن كل شي‏ء هالك إلا وجهي و هذه نوبتك فيقول إلهي و سيدي ارحم عبدك ملك الموت فإنه ضعيف فيقول الله عز و جل له يا ملك الموت ضع يمينك تحت خدك الأيمن بين الجنة و النار و مت قال عبد الله بن سلام بأبي أنت و أمي يا رسول الله و كم بين الجنة و النار قال مسيرة ثلاثين ألف سنة من سنين الدنيا فيضطجع ملك الموت على يمينه و يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن و يده الشمال على وجهه و يصرخ صرخة فلو أن أهل السماوات و الأرض أحياء لماتوا لشدة صرخته قال صدقت يا محمد   فأخبرني ما يصنع الله بالسماوات إذا مات سكانها قال يطويها بيمينه كطي السجل للكتب ثم يقول الله جل جلاله و تقدست أسماؤه و لا إله غيره و لا معبود سواه أين الملوك و أبناء الملوك أين الجبابرة و أبناء الجبابرة فلا يجيبه أحد ثم يقول لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيرد على نفسه الملك لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ قال صدقت يا محمد فأخبرني كيف يحشر الله الخلائق يوم القيامة بعد موتهم قال النبي ص يا ابن سلام يحيي الله إسرافيل و هو أول من يحييه من خدمه و هو صاحب الصور أولا فيأمره الله عز و جل أن ينفخ في الصور قال فأخبرني ما يقول إسرافيل في الصور قال يا ابن سلام يقول أيتها العظام البالية و الأعضاء المتفرقة و الشعور المنفصلة هلموا إلى العرض على الله تعالى الملك الجبار خالق السماوات و الأرض ثم ينفخ في الصور أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ قال فكم طول كل نفخة قال مسيرة أربعين ألف سنة قال صدقت يا محمد فكم كلمة يتكلم فيه إسرافيل قال ست كلمات قال و ما تلك الكلمات قال الكلمة الأولى يكون الناس طينا و الثانية يكونون صورا و الكلمة الثالثة تستوي الأبدان و الكلمة الرابعة يجري الدم في العروق و الكلمة الخامسة ينبت الشعر و الكلمة السادسة قوموا فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ قال صدقت يا محمد فأخبرني كيف يقوم الخلائق يوم القيامة من القبور قال يا ابن سلام يقومون عراة حفاة أبدانهم خالية بطونهم ظلمة أبصارهم وجلة قال الرجال ينظرون إلى النساء و النساء ينظرون إلى الرجال قال هيهات يا ابن سلام لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ من شدة هول القيامة قال صدقت يا محمد ثم أمسك ابن سلام عن الكلام قال النبي ص سل عما شئت يا ابن سلام فقال الحمد لله الذي من علي بالنظر إلى

   وجهك المليح فأخبرني إذا كان يوم القيامة أين يحشر الخلائق قال النبي ص يحشر الله الخلائق إلى بيت المقدس قال و كيف ذلك قال يأمر الله عز و جل نارا فتحيط بالدنيا و تضرب وجوه الخلائق فيهربون منها و يمرون على وجوههم فيجتمعون إلى بيت المقدس قال صدقت يا محمد فأخبرني ما يصنع الله بالطفل الصغير و الشيخ الكبير قال يا ابن سلام من كان مؤمنا بالله سارت به الملائكة و انقضت النار عن وجهه و من كان كافرا تلفح وجهه النار حتى يؤتى به إلى بيت المقدس قال صدقت يا محمد فأخبرني كم تكون صفوف الخلائق قال يا ابن سلام مائة و عشرون صفا قال فكم طول كل صف و كم عرضه قال يا ابن سلام طوله مسيرة أربعين ألف سنة و عرضه عشرون ألف سنة قال صدقت يا محمد فأخبرني كم صف المؤمنين و كم صف الكافرين قال صفوف المؤمنين ثلاث صفوف و مائة و سبعة عشر صفا للكافرين قال صدقت يا محمد قال فما صفة المؤمنين و ما صفة الكافرين قال يا ابن سلام أما المؤمنون فغر محجلون من أثر الوضوء و السجود و أما الكافرون فمسودون الوجوه فيؤتى بهم إلى الصراط قال و كم طول الصراط قال مسيرة ثلاثون ألف سنة قال صدقت يا محمد فأخبرني كيف تمر الخلائق على الصراط قال يا ابن سلام يكسو الله الخلائق نورا فأما نور المسلمين و نور المؤمنين فمن نور العرش و نور الملائكة من نور الكرسي و نور الجنة فلا يطفأ نورهم أبدا و أما الكافرون فمن الأرض و الجبال قال فأخبرني عن أول من يجوز على الصراط قال المؤمنون قال صدقت يا محمد فصف لي ذلك قال يا ابن سلام في المؤمنين من يجوز على الصراط عشرين عاما فإذا بلغ أولهم الجنة تركب الكفار على الصراط حتى إذا توسطوا أطفأ الله نورهم فيبقون بلا نور فينادون بالمؤمنين انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ فيقال لهم أ ليس فيكم الأنبياء و الأصحاب و الإخوة فيقولون أ و لم نكن معكم في دار الدنيا قالُوا بَلى وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ وَ ارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ   لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَ لا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ فيأمر الله عز و جل جهنم فتصيح بهم صيحة على وجوههم فيقعون في النار حيارى نادمين و ينجو المؤمنين ببركة الله و عونه قال صدقت يا محمد فأخبرني ما يصنع الله بالموت قال يا ابن سلام إذا استوى أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار أتي بالموت كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة و النار فيقال لأهل الجنة يا أولياء الله هذا الموت أ تعرفونه فيقولون نعم فيقولون لهم نذبحه فيقولون نعم يا ملائكة ربنا اذبحوه حتى لا يكون موت أبدا فيقولون لأهل النار يا أعداء الله هذا الموت هل تعرفونه فيقولون نعم فتقول الملائكة نذبحه فيقولون يا ملائكة ربنا لا تذبحوه و دعوه لعل الله يقضي علينا بالموت فنستريح قال النبي ص و يذبح الموت بين الجنة و النار فييأس أهل النار من الخروج منها و تطمئن قلوب أهل الجنة للخلود فيها فعندي لك أن تسلم قال صدقت يا محمد و نهض على قدميه و قال امدد يدك الشريفة أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنك رسول الله و أن الجنة حق و الميزان حق و الحساب حق و الساعة آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ فكبرت الصحابة عند ذلك و سماه رسول الله عبد الله بن سلام و صار من الصحابة و نقمة على اليهود

 توضيح إنما أوردت هذه الرواية لاشتهارها بين الخاصة و العامة و ذكر الصدوق ره و غيره من أصحابنا أكثر أجزائها بأسانيدهم في مواضع و قد مر بعضها و إنما أوردتها في هذا المجلد لمناسبة أكثر أجزائه لأبوابه و في بعضها مخالفة ما لسائر الأخبار فهي إما محمولة على أنه ص أخبره موافقا لما في كتبهم ليصير سببا لإسلامه   أو غير ذلك من الوجوه و المحامل التي تظهر على الناقد البصير و في بعضها تصحيفات نرجو من الله الظفر بنسخة أخرى لتصحيحها. قوله كان نبيا مرسلا كان المعنى هل كان في الجنة نبيا مرسلا فأجاب ص بأنه كان نبيا مرسلا على الملائكة حيث أمر بإنبائهم و في عد إبراهيم من رسل العرب مخالفة للمشهور قوله فتشهد أي ظاهرا قوله فتؤمن أي باطنا و قلبا. قوله أربعة كتاب لا يوافق الإجمال التفصيل و لعل في أحدهما خطأ أو تصحيفا و سؤاله هل أنزل عليك كتاب بعد قوله و أنزل علي الفرقان لا يخلو من شي‏ء إلا أن يكون حمل ذلك على أنه قدر أنه سينزل و ختمه صدق الله يعني أنه ينبغي أن يختم به لا أنه جزؤه و في القاموس بيسان قرية بالشام و قرية بمرو و موضع باليمامة أقول و في بعض النسخ بالنون و الأول أظهر و له شواهد و لم يكن في الرجال أي مختصا بهم قوله لأن الله واحد كأنه على هذا يعني يوم الأحد يوم الله قوله لأنه يوم لعل المعنى أول يوم مع أن وجه التسمية لا يلزم اطراده قوله و علمه تحت التحت أي أحاط علمه بكل تحت و لا ينافي ارتفاع ذاته و علوه على كل شي‏ء إحاطة علمه بكل شي‏ء مما في العرش أو تحت الثرى. و في القاموس غرد الطائر كفرح و غرد تغريدا و أغرد و تغرد رفع صوته و طرب به و في النهاية الرضراض الحصا الصغار قوله فحام العيون لعله من الفحمة بمعنى السواد و في القاموس العشراء من النوق التي مضت لحملها عشرة أشهر أو ثمانية أو هي كالنفساء من النساء و الجمع عشراوات و عشار و العشار اسم يقع على النوق حتى ينتج بعضها و بعضها ينتظر نتاجها و قال الدكداك و يكسر من الرمل ما تكبس و استوى و ما التبد منه بالأرض أو هي أرض فيها غلظ و

    أرض مدكدكة مدعوكة كثر بها الناس فكثر آثار المال و الأبوال حتى تفسدها انتهى و انقضاض النار عن وجهه كناية عن سرعة ذهابها عنه و عدم إضرارها به كما ينقض الطائر أو الكوكب في الهواء و تلفح وجهه النار أي تحرقه و قال في النهاية فيه أمتي الغر المحجلون أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي و الأقدام استعار أثر الوضوء في الوجه و اليدين و الرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس و يديه و رجليه