باب 16- قصة إلياس و إليا و اليسع ع

 الآيات الأنعام وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى وَ عِيسى وَ إِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَ إِسْماعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ لُوطاً وَ كلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ الصافات وَ إِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ لا تَتَّقُونَ أَ تَدْعُونَ بَعْلًا وَ تَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَ رَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى إِلْ‏ياسِينَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ص وَ اذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ ذَا الْكِفْلِ وَ كُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ تفسير قيل البعل اسم صنم كان لأهل بك من الشام و هو البلد الذي يقال له الآن بعلبك و قيل البعل الرب بلغة اليمن و المعنى أ تدعون بعض البعول فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ أي في العذاب و إِلْ‏ياسِينَ قيل لغة في إلياس و قيل جمع له يراد به هو و أتباعه و قرأ نافع و ابن عامر و يعقوب على إضافة آل إلى ياسين فيكون ياسين أبا إلياس أو محمدا ص و سيأتي الأخير في كتاب الإمامة في تفاسير أهل البيت ع

 1-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال أتينا باب أبي عبد الله ع و نحن نريد الإذن عليه فسمعناه يتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكى فبكينا لبكائه ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه فقلت أصلحك الله أتيناك نريد الإذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنه بالسريانية ثم بكيت فبكينا لبكائك فقال نعم ذكرت إلياس النبي ع و كان من عباد أنبياء بني إسرائيل فقلت كما كان يقول في سجوده ثم اندفع فيه بالسريانية فما رأينا و الله قسا و لا جاثليقا أفصح لهجة منه به ثم فسره لنا بالعربية فقال كان يقول في سجوده أ تراك معذبي و قد أظمأت لك هواجري أ تراك معذبي و قد عفرت لك في التراب وجهي أ تراك معذبي و قد اجتنبت لك المعاصي أ تراك معذبي و قد أسهرت لك ليلي قال فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك قال فقال إن قلت لا أعذبك ثم عذبتني ما ذا أ لست عبدك و أنت ربي فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإني غير معذبك فإني إذا وعدت وعدا وفيت به

 2-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن وهب بن منبه عن ابن عباس رضي الله عنه قال إن يوشع بن نون بوأ بني إسرائيل الشام بعد موسى ع و قسمها بينهم فسار منهم سبط ببعلبك بأرضها و هو السبط الذي منه إلياس النبي فبعثه الله إليهم و عليهم يومئذ ملك فتنهم بعبادة صنم يقال له بعل و ذلك قوله وَ إِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَ لا تَتَّقُونَ أَ تَدْعُونَ بَعْلًا وَ تَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَ رَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ و كان للملك زوجة فاجرة يستخلفها إذا غاب فتقضى بين الناس و كان لها كاتب حكيم قد خلص من يدها ثلاث مائة مؤمن كانت تريد قتلهم و لم يعلم على وجه الأرض أنثى أزنى منها و قد تزوجت سبعة ملوك من بني إسرائيل حتى ولدت تسعين ولدا سوى ولد ولدها و كان لزوجها جار صالح من بني إسرائيل و كان له بستان يعيش به إلى جانب قصر الملك و كان الملك يكرمه فسافر مرة فاغتنمت امرأته و قتلت العبد الصالح و أخذت بستانه غصبا من أهله و ولده و كان ذلك سبب سخط الله عليهم فلما قدم زوجها أخبرته الخبر فقال لها ما أصبت فبعث الله إلياس النبي يدعوهم إلى عبادة الله فكذبوه و طردوه و أهانوه و أخافوه و صبر عليهم و احتمل أذاهم و دعاهم إلى الله تعالى فلم يزدهم إلا طغيانا فآلى الله على نفسه أن يهلك الملك و الزانية إن لم يتوبوا إليه و أخبرهما بذلك فاشتد غضبهم عليه و هموا بتعذيبه و قتله فهرب منهم فلحق بأصعب جبل فبقي فيه وحده سبع سنين يأكل من نبات الأرض و ثمار الشجر و الله يخفي مكانه فأمرض الله ابنا للملك مرضا شديدا حتى يئس منه و كان أعز ولده إليه فاستشفعوا إلى عبدة الصنم ليستشفعوا له فلم ينفع فبعثوا الناس إلى حد الجبل الذي فيه إلياس ع فكانوا يقولون اهبط إلينا و اشفع لنا فنزل إلياس من الجبل و قال إن الله أرسلني إليكم و إلى من وراءكم فاسمعوا رسالة ربكم يقول الله ارجعوا إلى الملك فقولوا له إني أنا الله لا إله إلا أنا إله بني إسرائيل الذي خلقهم و أنا الذي أرزقهم و أحييهم و أميتهم و أضرهم و أنفعهم و تطلب الشفاء لابنك من غيري فلما صاروا إلى الملك و قصوا عليه القصة امتلأ غيظا فقال ما الذي منعكم أن تبطشوا به حين لقيتموه و توثقوه و تأتوني به فإنه عدوي قالوا لما صار معنا قذف في قلوبنا الرعب عنه فندب خمسين من قومه من ذوي البطش و أوصاهم بالاحتيال له و إطماعه في أنهم آمنوا به ليغتر بهم فيمكنهم من نفسه فانطلقوا حتى ارتقوا ذلك الجبل الذي فيه إلياس ع ثم تفرقوا فيه و هم ينادونه بأعلى صوتهم و يقولون يا نبي الله أبرز لنا فإنا آمنا بك فلما سمع إلياس مقالتهم طمع في إيمانهم فكان في مغارة فقال اللهم إن كانوا صادقين فيما يقولون فأذن لي في النزول إليهم و إن كانوا كاذبين فاكفنيهم و ارمهم بنار تحرقهم فما استتم قوله حتى حصبوا بالنار من فوقهم فاحترقوا فبلغ الملك خبرهم فاشتد غيظه فانتدب كاتب امرأته المؤمن و بعث معه جماعة إلى الجبل و قال له قد آن أن أتوب فانطلق لنا إليه حتى يرجع إلينا يأمرنا

 و ينهانا بما يرضى ربنا و أمر قومه فاعتزلوا الأصنام فانطلق كاتبها و الفئة الذين أنفذهم معه حتى علا الجبل الذي فيه إلياس ثم ناداه فعرف إلياس صوته فأوحى الله تعالى إليه أن أبرز إلى أخيك الصالح و صافحه و حيه فقال المؤمن بعثني إليك هذا الطاغي و قومه و قص عليه ما قالوا ثم قال و إني لخائف إن رجعت إليه و لست معي أن يقتلني فأوحى الله تعالى جل و عز إلى إلياس أن كل شي‏ء جاءك منهم خداع ليظفروا بك و إني أشغله عن هذا المؤمن بأن أميت ابنه فلما قدموا عليه شد الله الوجع على ابنه و أخذ الموت بكظمه و رجع إلياس سالما إلى مكانه فلما ذهب الجزع عن الملك بعد مدة سأل الكاتب عن الذي جاء به فقال ليس لي به علم. ثم إن إلياس ع نزل و استخفى عند أم يونس بن متى ستة أشهر و يونس مولود ثم عاد إلى مكانه فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات ابنها حين فطمته فعظمت مصيبتها فخرجت في طلب إلياس و رقت الجبال حتى وجدت إلياس فقالت إني فجعت بموت ابني و ألهمني الله تعالى عز و علا الاستشفاع بك إليه ليحيي لي ابني فإني تركته بحاله و لم أدفنه و أخفيت مكانه فقال لها و متى مات ابنك قالت اليوم سبعة أيام فانطلق إلياس و سار سبعة أيام أخرى حتى انتهى إلى منزلها فرفع يديه بالدعاء و اجتهد حتى أحيا الله تعالى جلت عظمته بقدرته يونس ع فلما عاش انصرف إلياس و لما صار ابن أربعين سنة أرسله الله إلى قومه كما قال وَ أَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ثم أوحى الله تعالى جل و علا إلى إلياس بعد سبع سنين من يوم أحيا الله يونس سلني أعطك فقال تميتني فتلحقني بآبائي فإني قد مللت بني إسرائيل و أبغضتهم فيك فقال تعالى جلت قدرته ما هذا باليوم الذي أعري منك الأرض و أهلها و إنما قوامها بك و لكن سلني أعطك فقال إلياس فأعطني ثاري من الذين أبغضوني فيك فلا تمطر عليهم سبع سنين قطرة إلا بشفاعتي فاشتد على بني إسرائيل الجوع و ألح عليهم البلاء و أسرع الموت فيهم و علموا أن ذلك من دعوة إلياس ففزعوا إليه و قالوا نحن طوع يدك فهبط إلياس معهم و معه تلميذ له اليسع و جاء إلى الملك فقال أفنيت بني إسرائيل بالقحط فقال قتلهم الذي أغواهم فقال ادع ربك يسقيهم فلما جن الليل قام إلياس ع و دعا الله ثم قال لليسع انظر في أكناف السماء ما ذا ترى فنظر فقال أرى سحابة فقال أبشروا بالسقاء فليحرزوا أنفسهم و أمتعتهم من الغرق فأمطر الله عليهم السماء و أنبتت لهم الأرض فقام إلياس بين أظهرهم و هم صالحون ثم أدركهم الطغيان و البطر فجهدوا حقه و تمردوا فسلط الله عليهم عدوا قصدهم و لم يشعروا به حتى رهقهم فقتل الملك و زوجته و ألقاهما في بستان الذي قتلته زوجة الملك ثم وصى إلياس إلى اليسع و أنبت الله لإلياس الريش و ألبسه النور و رفعه إلى السماء و قذف بكسائه من الجو على اليسع فنبأه الله على بني إسرائيل و أوحى إليه و أيده فكان بنو إسرائيل يعظمونه و يهتدون بهداه

 بيان الكظم محركة الحلق أو الفم أو مخرج النفس و قال الطبرسي اختلف في إلياس فقيل هو إدريس عن ابن مسعود و قتادة و قيل هو من أنبياء بني إسرائيل من ولد هارون بن عمران ابن عم اليسع و هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران عن ابن عباس و محمد بن إسحاق و غيرهما قالوا إنه بعث بعد حزقيل لما عظمت الأحداث في بني إسرائيل و كان يوشع لما فتح الشام بوأها بني إسرائيل و قسمها بينهم فأحل سبطا منهم ببعلبك و هم سبط إلياس بعث فيهم نبيا إليهم فأجابه الملك ثم إن امرأته حملته على أن ارتد و خالف إلياس و طلبه ليقتله فهرب إلى الجبال و البراري و قيل إنه استخلف اليسع على بني إسرائيل و رفعه الله تعالى من بين أظهرهم و قطع عنه لذة الطعام و الشراب و كساه الريش فصار إنسيا ملكيا أرضيا سماويا و سلط الله على الملك و قومه عدوا لهم فقتل الملك و امرأته و بعث الله اليسع رسولا فآمنت به بنو إسرائيل و عظموه و انتهوا إلى أمره عن ابن عباس و قيل إن إلياس صاحب البراري و الخضر صاحب الجزائر و يجتمعان في كل يوم عرفة بعرفات و ذكر وهب أنه ذو الكفل و قيل هو الخضر ع و قال اليسع هو ابن أخطوب بن العجوز

 3-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن عيسى أو غيره عن قتيبة بن مهران عن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص عليكم بالكرفس فإنه طعام إلياس و اليسع و يوشع بن نون

 4-  كا، ]الكافي[ محمد بن أبي عبد الله و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثاني قال قال أبو عبد الله ع بينا أبي يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه أسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا فأرسل إلي فكنا ثلاثة فقال مرحبا يا ابن رسول الله ثم وضع يده على رأسي و قال بارك الله فيك يا أمين الله بعد آبائه يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني و إن شئت فأخبرتك و إن شئت سلني و إن شئت سألتك و إن شئت فأصدقني و إن شئت صدقتك قال كل ذلك أشاء قال فإياك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره قال إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه و إن الله عز و جل أبى أن يكون له علم فيه اختلاف قال هذه مسألتي و قد فسرت طرفا منها أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف من يعلمه قال أما جملة العلم فعند الله جل ذكره و أما ما لا بد للعباد منه فعند الأوصياء قال ففتح الرجل عجرته و استوى جالسا و تهلل وجهه و قال هذه أردت و لها أتيت زعمت أن علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الأوصياء فكيف يعلمونه قال كما كان رسول الله ص يعلمه إلا أنهم لا يرون ما كان رسول الله يرى لأنه كان نبيا و هم محدثون و إنه كان يفد إلى الله جل جلاله فيسمع الوحي و هم لا يسمعون فقال صدقت يا ابن رسول الله سآتيك بمسألة صعبة أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول الله ص قال فضحك أبي ع و قال أبى الله أن يطلع على علمه إلا ممتحنا للإيمان به كما قضى على رسول الله ص أن يصبر على أذى قومه و لا يجاهدهم إلا بأمره فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ و ايم الله أن لو صدع قبل ذلك لكان آمنا و لكنه إنما نظر في الطاعة و خاف الخلاف فلذلك كف فوددت أن عينيك تكون مع مهدي هذه الأمة و الملائكة بسيوف آل داود بين السماء و الأرض يعذب أرواح الكفرة من الأموات و يلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء ثم أخرج سيفا ثم قال ها إن هذا منها قال فقال أبي إي و الذي اصطفى محمدا على البشر قال فرد الرجل اعتجاره و قال أنا إلياس ما سألتك عن أمرك و لي منه جهالة غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لأصحابك و ساق الحديث بطوله إلى أن قال ثم قام الرجل و ذهب فلم أره

 5-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص لزيد بن أرقم إذا أردت أن يؤمنك الله من الغرق و الحرق و الشرق فقل إذا أصبحت بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله بسم الله ما شاء الله ما يكون من نعمه فمن الله بسم الله ما شاء الله لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم بسم الله ما شاء الله صلى الله على محمد و آله الطيبين فإن من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الحرق و الغرق و الشرق حتى يمسي و من قالها ثلاثا إذا أمسى أمن من الحرق و الغرق و الشرق حتى يصبح و إن الخضر و إلياس ع يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا تفرقا عن هذه الكلمات

 6-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق عن عمار عن الصادق ع قال كان في زمان بني إسرائيل رجل يسمى إليا رئيس على أربع مائة من بني إسرائيل و كان ملك بني إسرائيل هوى امرأة من قوم يعبدون الأصنام من غير بني إسرائيل فخطبها فقالت على أن أحمل الصنم فأعبده في بلدتك فأبى عليها ثم عاودها مرة بعد مرة حتى صار إلى ما أرادت فحولها إليه و معها صنم و جاء معها ثمان مائة رجل يعبدونه فجاء إليا إلى الملك فقال ملكك الله و مد لك في العمر فطغيت و بغيت فلم يلتفت إليه فدعا الله إليا أن لا يسقيهم قطرة فنالهم قحط شديد ثلاث سنين حتى ذبحوا دوابهم فلم يبق لهم من الدواب إلا برذون يركبه الملك و آخر يركبه الوزير و كان قد استتر عند الوزير أصحاب إليا يطعمهم في سرب فأوحى الله تعالى جل ذكره إلى إليا تعرض للملك فإني أريد أن أتوب عليه فأتاه فقال يا إليا ما صنعت بنا قتلت بني إسرائيل فقال إليا تطيعني فيما آمرك به فأخذ عليه العهد فأخرج أصحابه و تقربوا إلى الله تعالى بثورين ثم دعا بالمرأة فذبحها و أحرق الصنم و تاب الملك توبة حسنة حتى لبس الشعر و أرسل إليه المطر و الخصب

 7-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان عن موسى النميري قال جئت إلى باب أبي جعفر ع لأستأذن عليه فسمعنا صوتا حزينا يقرأ بالعبرانية فبكينا حيث سمعنا الصوت و ظننا أنه بعث إلى رجل من أهل الكتاب يستقرئه فأذن لنا فدخلنا عليه فلم نر عنده أحدا فقلنا أصلحك الله سمعنا صوتا بالعبرانية فظننا أنك بعثت إلى رجل من أهل الكتاب تستقرئه قال لا و لكن ذكرت مناجاة إليا لربه فبكيت من ذلك قال قلنا و ما كان مناجاته جعلني الله فداك قال جعل يقول يا رب أ تراك معذبي بعد طول قيامي لك أ تراك معذبي بعد طول صلاتي لك و جعل يعدد أعماله فأوحى الله إليه أني لست أعذبك قال فقال يا رب و ما يمنعك أن تقول لا بعد نعم و أنا عبدك و في قبضتك قال فأوحى الله إليه أني إذا قلت قولا وفيت به

 بيان لا يبعد اتحاد إلياس و إليا لتشابه الاسمين و القصص المشتملة عليهما

  -8  ج، ]الإحتجاج[ يد، ]التوحيد[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ في خبر طويل رواه الحسن بن محمد النوفلي عن الرضا ع فيما احتج به على جاثليق النصارى أن قال ع إن اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى ع مشى على الماء و أحيا الموتى و أبرأ الأكمه و الأبرص فلم تتخذه أمته ربا الخبر

 9-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ روي عن أنس أن النبي ص سمع صوتا من قلة جبل اللهم اجعلني من الأمة المرحومة المغفورة فأتى رسول الله ص فإذا بشيخ أشيب قامته ثلاث مائة ذراع فلما رأى رسول الله ص عانقه ثم قال إنني آكل في كل سنة مرة واحدة و هذا أوانه فإذا هو بمائدة أنزل من السماء فأكلا و كان إلياس ع

 10-  فس، ]تفسير القمي[ قوله أَ تَدْعُونَ بَعْلًا قال كان لهم صنم يسمونه بعلا و سأل رجل أعرابيا عن ناقة واقفة فقال لمن هذه الناقة فقال الأعرابي أنا بعلها و سمي الرب بعلا ثم ذكر عز و جل آل محمد ع فقال وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سلام على آل ياسين فقال ياسين محمد و آل محمد الأئمة صلوات الله و سلامه عليهم

 أقول روى الثعلبي بإسناده عن رجل من أهل عسقلان أنه كان يمشي بالأردن عند نصف النهار فرأى رجلا فقال يا عبد الله من أنت فجعل لا يكلمني فقلت يا عبد الله من أنت قال أنا إلياس قال فوقعت علي رعدة فقلت ادع الله أن يرفع عني ما أجد حتى أفهم حديثك و أعقل عنك قال فدعا لي بثمان دعوات يا بر يا رحيم يا حنان يا منان يا حي يا قيوم و دعوتين بالسريانية فلم أفهمهما فرفع الله عني ما كنت أجد فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فقلت له يوحى إليك اليوم قال منذ بعث محمد رسولا فإنه ليس يوحى إلي قال قلت له فكم من الأنبياء اليوم أحياء قال أربعة اثنان في الأرض و اثنان في السماء ففي السماء عيسى و إدريس ع و في الأرض إلياس و الخضر ع قلت كم الأبدال قال ستون رجلا خمسون منهم من لدن عريش المصر إلى شاطئ الفرات و رجلان بالمصيصة و رجل بعسقلان و سبعة في سائر البلاد و كلما أذهب الله تعالى بواحد منهم جاء سبحانه بآخر بهم يدفع الله عن الناس البلاء و بهم يمطرون قلت فالخضر أنى يكون قال في جزائر البحر قلت فهل تلقاه قال نعم قلت أين قال بالموسم قلت فما يكون من حديثكما قال يأخذ من شعري و آخذ من شعره قال و ذاك حين كان بين مروان بن الحكم و بين أهل الشام القتال فقلت فما تقول في مروان بن الحكم قال ما تصنع به رجل جبار عات على الله عز و جل القاتل و المقتول و الشاهد في النار قلت فإني شهدت فلم أطعن برمح و لم أرم بسهم و لم أضرب بسيف و أنا أستغفر الله تعالى من ذلك المقام لن أعود إلى مثله أبدا قال أحسنت هكذا فكن فإني و إياه قاعدان إذ وضع بين يديه رغيفان أشد بياضا من الثلج فأكلت أنا و هو رغيفا و بعض آخر ثم رفع فما رأيت

  أحدا وضعه و لا أحدا رفعه و له ناقة ترعى في واد الأردن فرفع رأسه إليها فما دعاها حتى جاءت فبركت بين يديه فركبها قلت أريد أن أصحبك قال إنك لا تقدر على صحبتي قال إني خلق ما لي زوجة و لا عيال فقال تزوج و إياك و النساء الأربع إياك و الناشزة و المختلعة و الملاعنة و المبارئة و تزوج ما بدا لك من النساء قال قلت إني أحب لقاءك قال إذا رأيتني فقد رأيتني ثم قال لي إني أريد أن أعتكف في بيت المقدس في شهر رمضان ثم حالت بيني و بينه شجرة فو الله ما أدري كيف ذهب