باب 17- قصص ذي الكفل ع

الآيات الأنبياء وَ إِسْماعِيلَ وَ إِدْرِيسَ وَ ذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ وَ أَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ ص وَ ذَا الْكِفْلِ وَ كُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ

 1-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن الطالقاني عن أحمد بن قيس عن أحمد بن محمد بن أبي البهلول عن الفضل بن نفيس عن الحسن بن شجاع عن سليمان بن الربيع عن بارح بن أحمد عن مقاتل بن سليمان عن عبد الله بن سعد عن عبد الله بن عمر قال سئل رسول الله ص فقيل له ما كان ذو الكفل فقال كان رجل من حضرموت و اسمه عويديا بن إدريم قال من يلي أمر الناس بعدي على أن لا يغضب قال فقام فتى فقال أنا فلم يلتفت إليه ثم قال كذلك فقام الفتى فمات ذلك النبي و بقي ذلك الفتى و جعله الله نبيا و كان الفتى يقضي أول النهار فقال إبليس لأتباعه من له فقال واحد منهم يقال له الأبيض أنا فقال إبليس فاذهب إليه لعلك تغضبه فلما انتصف النهار جاء الأبيض إلى ذي الكفل و قد أخذ مضجعه فصاح و قال إني مظلوم فقال قل له تعال فقال لا أنصرف قال فأعطاه خاتمه فقال اذهب و أتني بصاحبك فذهب حتى إذا كان من الغد جاء تلك الساعة التي أخذ هو مضجعه فصاح إني مظلوم و إن خصمي لم يلتفت إلى خاتمك فقال له الحاجب ويحك دعه ينم فإنه لم ينم البارحة و لا أمس قال لا أدعه ينام و أنا مظلوم فدخل الحاجب و أعلمه فكتب له كتابا و ختمه و دفعه إليه فذهب حتى إذا كان من الغد حين أخذ مضجعه جاء فصاح فقال ما التفت إلى شي‏ء من أمرك و لم يزل يصيح حتى قام و أخذ بيده في يوم شديد الحر لو وضعت فيه بضعة لحم على الشمس لنضجت فلما رأى الأبيض ذلك انتزع يده من يده و يئس منه أن يغضب فأنزل الله تعالى جل و علا قصته على نبيه ليصبر على الأذى كما صبر الأنبياء ع على البلاء

 بيان لعله سقط من أول الخبر شي‏ء و رأيت في بعض الكتب هكذا لما كبر اليسع ع قال لو أني استخلفت رجلا يعمل على الناس في حياتي فانظر كيف يعمل فجمع الناس فقال لهم من يتقبل مني ثلاثا أستخلفه بعدي أن يصوم النهار و يقوم الليل و لا يغضب فقام رجل تزدريه الأعين فقال أنا فرده ثم قال في اليوم الثاني كذلك فسكت الناس و قام ذلك الرجل و قال أنا فاستخلفه فجعل إبليس يقول للشياطين عليكم بفلان و ساق الحديث نحوا مما مر أقول فظهر أن القائل نبي آخر غير ذي الكفل و القائل الذي وفى بالعهد و لم يغضب هو ذو الكفل ع

 2-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن الدقاق عن الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسني قال كتبت إلى أبي جعفر الثاني ع أسأله عن ذي الكفل ما اسمه و هل كان من المرسلين فكتب صلوات الله و سلامه عليه بعث الله تعالى جل ذكره مائة ألف نبي و أربعة و عشرين ألف نبي المرسلون منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و إن ذا الكفل منهم صلوات الله عليهم و كان بعد سليمان بن داود ع و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود و لم يغضب إلا لله عز و جل و كان اسمه عويديا و هو الذي ذكره الله تعالى جلت عظمته في كتابه حيث قال وَ اذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ ذَا الْكِفْلِ وَ كُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ

  بيان قال الشيخ أمين الدين الطبرسي أما ذو الكفل فاختلف فيه فقيل إنه كان رجلا صالحا و لم يكن نبيا و لكنه تكفل لنبي صوم النهار و قيام الليل و أن لا يغضب و يعمل بالحق فوفى بذلك فشكر الله ذلك له عن أبي موسى الأشعري و قتادة و مجاهد و قيل هو نبي اسمه ذو الكفل عن الحسن قال و لم يقص الله خبره مفصلا و قيل هو إلياس عن ابن عباس و قيل كان نبيا و سمي ذا الكفل بمعنى أنه ذو الضعف فله ضعف ثواب غيره ممن هو في زمانه لشرف عمله عن الجبائي و قيل هو اليسع بن خطوب الذي كان مع إلياس و ليس اليسع الذي ذكره الله في القرآن تكفل لملك جبار إن هو تاب دخل الجنة و دفع إليه كتابا بذلك فتاب الملك و كان اسمه كنعان فسمي ذا الكفل و الكفل في اللغة الخط. و في كتاب النبوة بالإسناد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني و ذكر نحوا مما مر انتهى. و قال البيضاوي وَ ذَا الْكِفْلِ يعني إلياس و قيل يوشع و قيل زكريا. أقول و قال بعض المؤرخين إنه بشر بن أيوب الصابر و ذهب أكثرهم إلى أنه كان وصي اليسع و قد مر في الباب الأول أنه يوشع و قد مر منا فيه كلام و إنما أوردناه في تلك المرتبة تبعا لأكثر المؤرخين و إن كان يظهر من الخبر أنه كان بعد سليمان ع و ذكر المسعودي أن حزقيل و إلياس و ذا الكفل و أيوب كانوا بعد سليمان ع و قبل المسيح ع. و قال الثعلبي في كتاب العرائس و قال بعضهم ذو الكفل بشر بن أيوب الصابر بعثه الله بعد أبيه رسولا إلى أرض الروم فآمنوا به و صدقوه و اتبعوه ثم إن الله تعالى أمره بالجهاد فكاعوا عن ذلك و ضعفوا و قالوا يا بشر إنا قوم نحب الحياة و نكره الموت و مع ذلك نكره أن نعصي الله و رسوله فإن سألت الله تعالى أن يطيل أعمارنا

  و لا يميتنا إلا إذا شئنا لنعبده و نجاهد أعداءه فقال لهم بشر بن أيوب لقد سألتموني عظيما و كلفتموني شططا ثم إنه قام و صلى و دعا و قال إلهي أمرتني أن نجاهد أعداءك و أنت تعلم أني لا أملك إلا نفسي و أن قومي قد سألوني ما أنت أعلم به مني فلا تأخذني بجريرة غيري فإني أعوذ برضاك من سخطك و بعفوك من عقوبتك قال و أوحى الله تعالى إليه يا بشر إني سمعت مقالة قومك و إني قد أعطيتهم ما سألوني فطولت أعمارهم فلا يموتون إلا إذا شاءوا فكن كفيلا لهم مني بذلك فبلغهم بشر رسالة الله فسمي ذا الكفل ثم إنهم توالدوا و كثروا و نموا حتى ضاقت بهم بلادهم و تنغصت عليهم معيشتهم و تأذوا بكثرتهم فسألوا بشرا أن يدعو الله تعالى أن يردهم إلى آجالهم فأوحى الله تعالى إلى بشر أ ما علم قومك أن اختياري لهم خير من اختيارهم لأنفسهم ثم ردهم إلى أعمارهم فماتوا بآجالهم قال فلذلك كثرت الروم حتى يقال إن الدنيا خمسة أسداسها الروم و سموا روما لأنهم نسبوا إلى جدهم روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم ع قال وهب و كان بشر بن أيوب مقيما بالشام عمره حتى مات و كان عمره خمسا و تسعين سنة. و قال السيد بن طاوس في سعد السعود قيل إنه تكفل لله تعالى جل جلاله أن لا يغضبه قومه فسمي ذا الكفل و قيل تكفل لنبي من الأنبياء أن لا يغضب فاجتهد إبليس أن يغضبه بكل طريق فلم يقدر فسمي ذا الكفل لوفائه لنبي زمانه أنه لا يغضب