باب 2- آخر في وصف الملائكة المقربين

 الآيات الشعراء 193-  نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ النجم 5-  عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى التكوير إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ. تفسير نَزَلَ بِهِ قال الطبرسي رحمه الله أي نزل الله بالقرآن الرُّوحُ الْأَمِينُ يعني جبرئيل ع و هو أمين الله عليه لا يغيره و لا يبدله و سماه روحا لأنه يحيي به الدين و قيل لأنه يحيي به الأرواح بما ينزل من البركات و قيل لأنه جسم روحاني عَلى قَلْبِكَ يا محمد و هذا على سبيل التوسع لأنه تعالى يسمعه جبرئيل فيحفظه فينزل به على الرسول فيقرئه عليه فيعيه و يحفظه   بقلبه فكأنه نزل به على قلبه و قيل معناه لقنك الله حق تلقينه و ثبته على قلبك و جعل قلبك وعاء له. و قال البيضاوي القلب إن أراد به الروح فذاك و إن أراد به العضو فتخصيصه لأن المعاني الروحانية إنما تنزل أولا على الروح ثم تنتقل منه إلى القلب لما بينهما من التعلق ثم تتصعد إلى الدماغ فينتقش بها لوح المتخيلة و الروح الأمين جبرئيل فإنه أمين على وحيه لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ عما يؤدي إلى عذاب من فعل أو ترك. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى قال الطبرسي رحمه الله يعني به جبرئيل ع أي القوي في نفسه و خلقه ذُو مِرَّةٍ أي ذو قوة و شدة في خلقه عن الكلبي و قال من قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود فرفعها إلى السماء ثم قلبها و من شدته صيحته لقوم ثمود حتى أهلكوا و قيل معناه ذو صحة و خلق حسن عن ابن عباس و غيره و قيل شديد القوى في ذات الله ذُو مِرَّةٍ أي صحة في الجسم سليم من الآفات و العيوب و قيل ذُو مِرَّةٍ أي ذو مرور في الهواء ذاهبا و جائيا نازلا و صاعدا فَاسْتَوى جبرئيل على الصورة التي خلق عليها بعد انحداره إلى محمد ص وَ هُوَ كناية عن جبرئيل أيضا بِالْأُفُقِ الْأَعْلى يعني أفق المشرق و المراد بالأعلى جانب المشرق و هو فوق جانب المغرب في صعيد الأرض لا في الهواء. قالوا إن جبرئيل ع كان يأتي النبي ص في صورة الآدميين فسأله رسول الله ص أن يريه نفسه على صورته التي خلق عليها فأراه نفسه مرتين مرة في الأرض و مرة في السماء أما في الأرض ففي الأفق الأعلى و ذلك أن محمدا ص كان بحراء فطلع له جبرئيل ع من المشرق فسد الأفق إلى المغرب فخر

    النبي ص مغشيا عليه فنزل جبرئيل في صورة الآدميين فضمه إلى نفسه و هو قوله ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى و تقديره ثم دنا أي قرب بعد بعده و علوه في الأفق الأعلى فدنا من محمد ص. قال الحسن و قتادة ثم دنا جبرئيل بعد استوائه بالأفق الأعلى من الأرض فنزل إلى محمد ص و قال الزجاج معنى دنا و تدلى واحد لأن معنى دنا قرب و تدلى زاد في القرب و قيل إن المعنى استوى جبرئيل أي ارتفع و علا إلى السماء بعد أن علم محمدا ص عن ابن مسيب و قيل استوى أي اعتدل واقفا في الهواء بعد أن كان ينزل بسرعة ليراه النبي ص. و قيل معناه استوى جبرئيل ع و محمد بالأفق الأعلى يعني السماء الدنيا ليلة المعراج فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أي كان ما بين جبرئيل ع و بين رسول الله ص قاب قوسين و القوس ما يرمى به و خصت بالذكر على عادتهم يقال قاب قوس و قاد قوس و قيل معناه كان قدر ذراعين كما روي عن النبي ص فمعنى القوس ما يقاس به و الذراع يقاس به أَوْ أَدْنى قال الزجاج إن العباد قد خوطبوا على لغتهم و مقدار فهمهم و قيل لهم في هذا ما يقال للذي يحزز فالمعنى فكان على ما تقدرونه أنتم قدر قوسين أو أقل من ذلك و قال عبد الله بن مسعود إن رسول الله ص رأى جبرئيل و له ستمائة جناح. و قال في قوله تعالى إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ أي إن القرآن قول رسول كريم على ربه و هو جبرئيل ع و هو كلام الله أنزله على لسانه ذِي قُوَّةٍ أي فيما كلف و أمر به من العلم و العمل و تبليغ الرسالة و قيل ذي قدرة في نفسه و من قوته قلع ديار قوم لوط بقوادم جناحه حتى بلغ بها السماء ثم قلبها عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ معناه متمكن عند الله صاحب العرش و خالقه رفيع المنزلة عظيم القدر عنده كما يقال فلان مكين عند السلطان و المكانة القرب مُطاعٍ ثَمَّ أي في السماء تطيعه ملائكة السماء قالوا و من طاعة الملائكة لجبرئيل ع أنه أمر خازن الجنة ليلة المعراج حتى فتح لمحمد ص أبوابها فدخلها و رأى ما فيها و أمر   خازن النار ففتح له عنها حتى نظر إليها أَمِينٍ أي على وحي الله و رسالته إلى أنبيائه

 و في الحديث أن رسول الله ص قال لجبرئيل ما أحسن ما أثنى عليك ربك ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ فما كانت قوتك و ما كانت أمانتك فقال أما قوتي بعثت إلى مدائن لوط فهي أربع مدائن و في كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري فحملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج و نباح الكلاب ثم هويت بهن فقلبتهن و أما أمانتي فإني لم أومر بشي‏ء فعدوته إلى غيره

 وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ أي رأى محمد ص جبرئيل على صورته التي خلقه الله تعالى عليها حيث تطلع الشمس و هو الأفق الأعلى من ناحية المشرق وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ قرأ أهل البصرة غير سهل و ابن كثير و الكسائي بالظاء و الباقون بالضاد فعلى الأول المعنى أنه ليس على وحي الله تعالى و ما يخبر به من الأخبار بمتهم فإن أحواله ناطقة بالصدق و الأمانة و على الثاني أي ليس ببخيل فيما يؤدي عن الله إذ يعلمه كما علمه الله تعالى

1-  مجالس الصدوق، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال إن رسول الله ص لما أسري به إلى السماء انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور و هو قول الله عز و جل خَلَقَ... الظُّلُماتِ وَ النُّورَ فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرئيل يا محمد اعبر على بركة الله فقد نور الله لك بصرك و مد لك أمامك فإن هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب و لا نبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منه فأنفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك و تعالى منها   ملكا مقربا له عشرون ألف وجه و أربعون ألف لسان كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر

2-  تفسير علي بن إبراهيم، في خبر المعراج قال جبرئيل أقرب الخلق إلى الله أنا و إسرافيل

3-  و منه، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يمينا و لا شمالا مقبلا عليه ثبة كهيئة الحرير فقلت من هذا يا جبرئيل فقال هذا ملك الموت مشغول في قبض الأرواح فقلت أدنني منه يا جبرئيل لأكلمه فأدناني منه فقلت له يا ملك الموت أ كل من هو مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه قال نعم قلت و تحضرهم بنفسك قال نعم ما الدنيا كلها عندي فيما سخره الله لي و مكنني منها إلا كدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء و ما من دار في الدنيا إلا و أدخلها في كل يوم خمس مرات و أقول إذا بكى أهل البيت على ميتهم لا تبكوا عليه فإن لي إليكم عودة و عودة حتى لا يبقى منكم أحد قال رسول الله ص كفى بالموت طامة يا جبرئيل فقال جبرئيل ما بعد الموت أطم و أعظم من الموت

4-  و منه، في قوله تعالى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى قال رأى جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل له ستمائة جناح قد ملأ ما بين السماء و الأرض

5-  التوحيد، عن أبيه عن سعد عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان المنقري عن حفص بن غياث أو غيره قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله   عز و جل لَقَدْ رَأى الآية و ذكر مثله

6-  معاني الأخبار، قال جبرئيل معناه عبد الله و ميكائيل معناه عبيد الله و كذلك معنى إسرافيل عبيد الله

7-  الخصال، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمد بن أحمد عن أبي عبد الله الرازي عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الأول قال قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالى اختار من كل شي‏ء أربعة اختار من الملائكة جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت الخبر

8-  تفسير علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله ع قال كان بينا رسول الله جالسا و عنده جبرئيل ع إذ حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء فانتقع لونه حتى صار كأنه كركم ثم لاذ برسول الله ص فنظر رسول الله إلى حيث جبرئيل فإذا شي‏ء قد ملأ بين الخافقين مقبلا حتى كان كقاب من الأرض ثم قال يا محمد إني رسول الله إليك أخيرك أن تكون ملكا رسولا أحب إليك أو أن تكون عبدا رسولا فالتفت رسول الله ص إلى جبرئيل و قد رجع إليه لونه فقال جبرئيل بل كن عبدا رسولا فقال رسول الله بل أكون عبدا رسولا فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ثم رفع الأخرى فوضعها في الثانية ثم رفع اليمنى فوضعها في الثالثة ثم هكذا حتى انتهى إلى السماء السابعة بعد كل سماء خطوة و كلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل الصر فالتفت رسول الله   ص إلى جبرئيل ع فقال قد رأيتك ذعرا و ما رأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك فقال يا نبي الله لا تلمني أ تدري من هذا قال لا قال هذا إسرافيل حاجب الرب و لم ينزل من مكانه منذ خلق الله السماوات و الأرض و لما رأيته منحطا ظننت أنه جاء بقيام الساعة فكان الذي رأيت من تغير لوني لذلك فلما رأيت ما اصطفاك الله به رجع إلي لوني و نفسي أ ما رأيته كلما ارتفع صغر إنه ليس شي‏ء يدنو من الرب إلا صغر لعظمته إن هذا حاجب الرب و أقرب خلق الله منه و اللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء فإذا تكلم الرب تبارك و تعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثم ألقاه إلينا فنسعى به في السماوات و الأرض إنه لأدنى خلق الرحمن منه و بيني و بينه تسعون حجابا من نور تقطع دونها الأبصار ما لا يعد و لا يوصف و إني لأقرب الخلق منه و بيني و بينه مسيرة ألف عام

 بيان قال الجوهري حان له أن يفعل كذا يحين حينا أي آن و حان حينه أي قرب وقته و قال قال الكسائي امتقع لونه إذا تغير من حزن أو فزع قال و كذلك انتقع و ابتقع و بالميم أجود و قال الكركم الزعفران و قال لاذ به لواذا و لياذا أي لجأ إليه و عاذ به و في القاموس الصر طائر كالعصفور و أصغر يدنو من الرب أي من موضع مناجاته أو من عرشه سبحانه ما لا يعد و لا يوصف أي دونها و قبل الوصول إليها ما لا يعد و لا يوصف انقطع عندها الأبصار و لا تقدر على النظر إليها و في بعض النسخ ما يعد بدون لا فيمكن أن يكون بدلا من تسعون حجابا و ما موصولة أي يحيط به العدد دون الوصف و المراد بالحجب إما الحجب المعنوية كما مر أو المراد بينه و بين   عرشه أو بين منتهى خلقه أو بين محل يصدر منه الوحي. أقول و رأيت بخط بعض المشايخ هذا الحديث منقولا من كتاب مدينة العلم للصدوق رحمه الله بحذف الإسناد عن جابر مثله

9-  و منه، أيضا عن الصادق ع قال إذا أمر الله ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا فيما يأمره به صارت رجله في السماء السابعة و الأخرى في الأرض السابعة

10-  و منه عن الصادق ع قال إن الله خلق حية قد أحدقت بالسماوات و الأرض قد جمعت رأسها و ذنبها تحت العرش فإذا رأت معاصي العباد أسفت و استأذنت أن تبلع السماوات و الأرض

11-  القصص، بالإسناد المتقدم في باب العوالم عن أبي جعفر ع أنه قال إن الله خلق الملائكة روحانيين لهم أجنحة يطيرون بها حيث يشاء الله فأسكنهم فيما بين أطباق السماوات يقدسونه الليل و النهار و اصطفى منهم إسرافيل و ميكائيل و جبرئيل

12-  صحيفة الرضا، عنه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لما أسري بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا رجل له في المشرق و رجل له في المغرب و بيده لوح ينظر فيه و يحرك رأسه فقلت يا جبرئيل من هذا قال هذا ملك الموت

13-  الخرائج، عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن الحسن بن علي عن جعفر بن بشير عن معتب غلام الصادق ع قال كنت مع أبي عبد الله ع بالعريض فجاء يمشي حتى دخل مسجدا كان يعبد الله فيه أبوه و هو يصلي في موضع من المسجد فلما انصرف قال يا معتب ترى هذا الموضع قلت نعم قال بينما أبي ع قائم يصلي في هذا المكان إذ دخل شيخ يمشي حسن السمت فجلس فبينما هو جالس إذ جاء رجل آدم حسن الوجه و التمسه فقال للشيخ ما يجلسك ليس بهذا أمرت فقاما و انطلقا و تواريا عني فلم أر شيئا فقال يا بني   هل رأيت الشيخ و صاحبه فقلت نعم فمن الشيخ و صاحبه قال الشيخ ملك الموت و الذي جاء فأخرجه جبرئيل

14-  و منه، عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان بن عثمان عن زرارة قال قال أبو عبد الله ع بينما أنا في الدار مع جارية لي إذ أقبل رجل قاطب بوجهه فلما رأيته علمت أنه ملك الموت فاستقبله رجل آخر أطلق منه وجها و أطلق منه بشرا فقال له ليس بذا أمرت فبينما أنا أحدث الجارية إذ قبضت

 بيان ليس بهذا أمرت أي بالتأخير أو بملاقاة غير المتوفى أو بالقطوب للإمام و في الخبر السابق يحتمل الجلوس أو قبض الإمام ع مع الاحتمالين الأولين و الله يعلم

15-  المتهجد، في تعقيب صلاة أمير المؤمنين و باسمك المكتوب على جبهة إسرافيل و بقوة ذلك الاسم الذي ينفخ به إسرافيل في الصور و أسألك باسمك المكتوب على راحة رضوان خازن الجنان

16-  الإختصاص، بإسناده عن ابن عباس قال عبد الله بن سلام للنبي ص فيما سأله من أخبرك قال النبي ص جبرئيل قال عمن قال قال عن ميكائيل قال عمن قال قال عن إسرافيل قال عمن قال قال عن اللوح المحفوظ قال عمن قال عن القلم قال عمن قال قال عن رب العالمين قال صدقت فأخبرني عن جبرئيل في زي الإناث أم في زي الذكور قال في زي الذكور قال فأخبرني ما طعامه قال طعامه التسبيح و شرابه التهليل قال صدقت يا محمد فأخبرني ما طول جبرئيل قال إنه على قدر بين الملائكة ليس بالطويل العالي و لا بالقصير المتداني   له ثمانون ذؤابة و قصة جعدة و هلال بين عينيه أغر أدعج محجل ضوؤه بين الملائكة كضوء النهار عند ظلمة الليل له أربع و عشرون جناحا خضراء مشبكة بالدر و الياقوت مختمة باللؤلؤ و عليه وشاح بطانته الرحمة و أزراره الكرامة ظهارته الوقار ريشه الزعفران واضح الجبين أقنى الأنف سائل الخدين مدور اللحيين حسن القامة لا يأكل و لا يشرب و لا يمل و لا يسهو قام بوحي الله إلى يوم القيامة قال صدقت يا محمد ثم ساق الحديث إلى أن قال و ما الثلاثة قال ص جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و هم رؤساء الملائكة و هم على وحي رب العالمين

 بيان طعامه التسبيح أي يتقوون بالتسبيح و التهليل كما يتقوى الإنسان بالطعام و الشراب و لا يبقى بدونهما و القصة بالضم شعر الناصية ذكره الجوهري و قال الغرة بالضم بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم يقال فرس أغر و الأغر الأبيض و رجل أغر أي شريف و قال الدعج شدة سواد العين مع سعتها و الأدعج من الرجال الأسود و قال التحجيل بياض في قوائم الفرس أو في ثلاث منها أو في رجليه قل أو كثر بعد أن يجاوز الأرساغ و لا يجاوز الركبتين و العرقوبين لأنها مواضع الأحجال و هي الخلاخيل و القيود يقال فرس محجل و قال الوشاح ينسج من أديم عريضا و يرصع بالجواهر و تشده المرأة بين عاتقها و كشحها انتهى و المراد بالوشاح إما المعنوي فالصفات ظاهرة أو الصوري فالمعنى أن بطانته علامة رحمة الله له أو للعباد و كذا الباقيتان و القنى احديداب في الأنف

17-  الكافي، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن حنان بن سدير عن أبي جعفر ع قال قلت له أخبرني عن قول يعقوب لبنيه اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ أ كان يعلم أنه حي و قد   فارقه منذ عشرين سنة قال نعم قال قلت كيف علم قال إنه دعا في السحر و سأل الله أن يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه بريال و هو ملك الموت فقال له بريال ما حاجتك يا يعقوب قال له أخبرني عن الأرواح التي تقبضها مجتمعة أو متفرقة قال بل أقبضها متفرقة روحا روحا قال أخبرني فهل مر بك روح يوسف فيما مر بك قال لا فعلم يعقوب أنه حي فعند ذلك قال لولده اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَ أَخِيهِ

 بيان فتحسسوا التحسس طلب الإحساس أي تعرفوا منهما و تفحصوا عن حالهما تقبضها مجتمعة لعل السؤال عن الاجتماع و التفرق في الأخذ لأنه إذا قبضها مجتمعة يمكن أن يغفل عن خصوص كل واحد بخلاف ما إذا أخذ روحا روحا أو لأنه إذا قبضها مجتمعة يمكن أن تسلم إليه بعد مرور الأيام ليجتمع عدد كثير منها و لما يصل روح يوسف ع إليه بعد ذلك و هذا الملك إما عزرائيل يقبض الأرواح من أعوانه أو غيره و يقبض منه و الأخير أظهر

18-  الكافي، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن ميسرة عن الحكم بن عيينة عن أبي جعفر ع قال إن في الجنة نهرا يغتمس فيه جبرئيل كل غداة ثم يخرج منه فينفض فيخلق الله عز و جل من كل قطرة منه تقطر ملكا

19-  و منه، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين أبي العلا الخفاف عن أبي عبد الله ع قال لما انهزم الناس يوم أحد و ساق الحديث الطويل إلى أن قال قال النبي ص يا رب وعدتني أن تظهر دينك و إن شئت لم يعيك فأقبل علي ع إلى النبي ص فقال يا رسول الله أسمع دويا شديدا و أسمع أقدم حيزوم و ما أهم أضرب أحدا إلا   سقط ميتا قبل أن أضرب فقال هذا جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في الملائكة ثم جاءه جبرئيل فوقف إلى جنب رسول الله ص فقال يا محمد إن هذه هي المواساة فقال إن عليا مني و أنا منه فقال جبرئيل ع و أنا منكما ثم انهزم الناس و ساق الحديث إلى قوله فأتبعهم جبرئيل ع فكلما سمعوا وقع حوافر فرسه جدوا في السير فكان يتلوهم فإذا ارتحلوا قال هو ذا عسكر محمد قد أقبل فدخل أبو سفيان مكة فأخبرهم الخبر و جاء الرعاة و الحطابون فدخلوا مكة فقالوا رأينا عسكر محمد كلما رحل أبو سفيان و نزلوا يقدمهم فارس على فرس أشقر يطلب آثارهم فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه إلى آخر الخبر

20-  و منه، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن داود بن فرقد عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و كروبيل ع فمروا بإبراهيم ع و هم معتمون فسلموا عليه فلم يعرفهم و رأى هيئة حسنة فقال لا يخدم هؤلاء أحدا إلا أنا بنفسي و كان صاحب أضياف فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه ثم قربه إليهم فَلَمَّا وضعه بين أيديهم و رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً فلما رأى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه و عن رأسه فعرفه إبراهيم فقال أنت هو فقال نعم و مرت امرأته سارة فبشرها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ فقالت ما قال الله فأجابوها بما في الكتاب العزيز فقال إبراهيم ع لهم فيما ذا جئتم قالوا له في إهلاك قوم لوط و ساق الحديث إلى أن قال فأتوا لوطا و هو في زراعة له قرب المدينة فسلموا عليه و هم معتمون فلما رآهم رأى هيئة حسنة عليهم عمائم بيض و ثياب بيض فقال لهم المنزل فقالوا نعم فتقدمهم و مشوا خلفه فندم على عرضه عليهم المنزل و قال أي شي‏ء صنعت آتي بهم قومي و أنا أعرفهم فالتفت إليهم فقال إنكم تأتون شرارا من خلق الله و ساق إلى قوله فلما رأتهم امرأته رأت هيئة   حسنة فصعدت فوق السطح و صفقت فلم يسمعوا فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون إلى الباب و ساق إلى قوله فكاثروه حتى دخلوا البيت فأهوى جبرئيل نحوهم بإصبعه فذهبت أعينهم و ساق إلى قوله ثم اقتلعها جبرئيل ع بجناحه من سبع أرضين ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب و صياح الديكة ثم قلبها و أمطر عليها و على من حول المدينة حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ

21-  و منه، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبي جعفر ع قال لما اتخذ الله عز و جل إبراهيم خليلا أتاه بشراه بالخلة فجاءه ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماء و دهنا فدخل إبراهيم ع الدار فاستقبله خارجا من الدار و كان إبراهيم رجلا غيورا و كان إذا خرج في حاجة أغلق بابه و أخذ مفتاحه معه ثم رجع ففتح فإذا هو برجل أحسن ما يكون من الرجال فأخذ بيده و قال يا عبد الله من أدخلك داري فقال ربها أدخلنيها فقال ربها أحق بها مني فمن أنت قال أنا ملك الموت ففزع إبراهيم و قال جئتني لتسلبني روحي قال لا و لكن اتخذ الله عبدا خليلا فجئت لبشارته فقال من هو لعلي أخدمه حتى أموت قال أنت هو فدخل على سارة فقال لها إن الله تبارك و تعالى اتخذني خليلا

22-  الدر المنثور، عن عدة كتب عن ابن عباس قال بينا رسول الله ص و معه جبرئيل يناجيه إذ انشق أفق السماء فأقبل جبرئيل يتضاءل و يدخل بعضه في بعض و يدنو من الأرض فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه فقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام و يخيرك بين أن تكون نبيا   ملكا و بين أن تكون نبيا عبدا قال رسول الله ص فأشار جبرئيل إلي بيده أن تواضع فعرفت أنه لي ناصح فقلت عبد نبي فعرج ذلك الملك إلى السماء فقلت يا جبرئيل قد كنت أردت أن أسألك عن هذا فرأيت من حالك ما شغلني عن المسألة فمن هذا يا جبرئيل قال هذا إسرافيل خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه لا يرفع طرفه بينه و بين الرب سبعون نورا ما منها نور يدنو منه أحد إلا احترق بين يديه اللوح المحفوظ فإذا أذن الله في شي‏ء في السماء أو في الأرض ارتفع ذلك اللوح فضرب جبهته فينظر فيه فإن كان من عملي أمرني به و إن كان من عمل ميكائيل أمره به و إن كان من عمل ملك الموت أمره به قلت يا جبرئيل على أي شي‏ء أنت قال على الرياح و الجنود قلت على أي شي‏ء ميكائيل قال على النبات و القطر قلت على أي شي‏ء ملك الموت قال على قبض الأنفس و ما ظننت أنه هبط إلا لقيام الساعة و ما ذاك الذي رأيت مني إلا خوفا من قيام الساعة

23-  و عن ابن عباس قال قال رسول الله ص أفضل الملائكة جبرئيل

24-  و عن موسى بن أبي عائشة قال بلغني أن جبرئيل إمام أهل السماء

25-  و عن جابر بن عبد الله قال إن جبرئيل موكل بحاجات العباد فإذا دعاه المؤمن قال يا جبرئيل احبس حاجة عبدي فإني أحبه و أحب صوته و إذا دعا الكافر قال يا جبرئيل اقبض حاجة عبدي فإني أبغضه و أبغض صوته

26-  و عن شريح بن عبيد أن النبي ص لما صعد إلى السماء رأى جبرئيل في خلقته منظوم أجنحته بالزبرجد و اللؤلؤ و الياقوت قال فخيل إلي أن ما بين عينيه قد سد الأفق و كنت أراه قبل ذلك على صور مختلفة و أكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي و كنت أحيانا أراه كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربال

    -27  و عن حذيفة لجبرئيل جناحان و عليه وشاح من در منظوم و هو براق الثنايا أجلى الجبين و رأسه محبك حبك مثل اللؤلؤ كأنه الثلج و قدماه إلى الخضرة

 بيان قال في النهاية رأسه محبك أي شعر رأسه متكثر من الجعودة مثل الماء الساكن و الرمل إذا هبت عليهما الريح فيتجعدان و يصيران طرائق

28-  الدر المنثور، عن ابن عباس عن النبي ص قال ما بين منكبي جبرئيل مسيرة خمسمائة عام للطائر السريع الطيران

29-  و عن وهب أنه سئل عن خلق جبرئيل فذكر أن ما بين منكبيه من ذي إلى ذي خفق الطير سبعمائة عام

30-  و عن ابن شهاب أن رسول الله سأل جبرئيل أن يتراءى له في صورته فقال جبرئيل إنك لن تطيق ذلك قال إني أحب أن تفعل فخرج رسول الله ص إلى المصلى في ليلة مقمرة فأتاه جبرئيل في صورته فغشي على رسول الله ص حين رآه ثم أفاق و جبرئيل مسنده و واضع إحدى يديه على صدره و الأخرى بين كتفيه فقال رسول الله ص ما كنت أرى أن شيئا ممن يخلق هكذا فقال جبرئيل فكيف لو رأيت إسرافيل إن له لاثني عشر جناحا منها جناح في المشرق و جناح في المغرب و إن العرش على كاهله و إنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله حتى يصير مثل الوصع حتى ما يحمل عرشه إلا عظمته

 بيان قال في النهاية فيه إن العرش على منكب إسرافيل و إنه ليتواضع لله حتى يصير مثل الوصع يروى بفتح الصاد و سكونها و هو طائر أصغر من العصفور و الجمع وصعان

    -31  الدر منثور، عن أبي سعيد عن النبي ص قال إن في الجنة لنهرا ما يدخله جبرئيل من دخلة فيخرج فينتفض إلا خلق الله من كل قطرة تقطر منه ملكا

32-  قال و روي أن جبرئيل أتى النبي ص و هو يبكي فقال له ما يبكيك قال ما لي لا أبكي فو الله ما جفت لي عين منذ خلق الله النار مخافة أن أعصيه فيقذفني فيها و قال ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار

33-  و عن عكرمة قال سأل رسول الله ص جبرئيل عن أكرم الخلق على الله فعرج ثم هبط فقال أكرم الخلق على الله جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت فأما جبرئيل فصاحب الحرب و صاحب المرسلين و أما ميكائيل فصاحب كل قطرة تسقط و كل ورقة تنبت و كل ورقة تسقط و أما ملك الموت فهو موكل بقبض روح كل عبد في بر أو بحر و أما إسرافيل فأمين الله بينه و بينهم

34-  و عن ابن عباس أن جبرئيل وقف على رسول الله ص و عليه عصابة خضراء قد علاها الغبار فقال رسول الله ص ما هذا الغبار الذي أرى على عصابتك قال إني زرت البيت فازدحمت الملائكة على الركن فهذا الغبار الذي ترى مما تثير بأجنحتها

35-  و عن ابن عباس قال جلس رسول الله ص مجلسا فأتاه جبرئيل فجلس بين يدي رسول الله ص واضعا كفيه على ركبتي رسول الله ص فقال يا رسول الله حدثني عن الإسلام قال الإسلام أن تسلم وجهك لله عز و جل و أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله قال فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت فقال يا رسول الله حدثني عن الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و الموت و الحياة بعد الموت و تؤمن بالجنة و النار و الحساب و الميزان و تؤمن بالقدر كله خيره و شره قال فإذا فعلت ذلك فقد آمنت قال يا رسول الله حدثني ما الإحسان قال الإحسان أن تعمل   لله كأنك تراه فإن لم يكن تراه فإنه يراك

36-  و عن أنس و غيره بأسانيد قال بينما رسول الله ص جالسا مع أصحابه إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر يتخلل الناس حتى جلس بين يدي رسول الله ص فوضع يده على ركبة رسول الله ص فقال يا محمد ما الإسلام و ساقوا الحديث مثل ما مر إلى قولهم يا رسول الله متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل و أدبر الرجل فذهب فقال رسول الله ص علي بالرجل فاتبعوه يطلبونه فلم يروا شيئا فقال رسول الله ذلك جبرئيل جاءكم ليعلمكم دينكم

37-  و عن وهب بن منبه قال خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة ثم قال للعرش خذ الصور فتعلق به ثم قال كن فكان إسرافيل فأمره أن يأخذ الصور فأخذه و به ثقب بعدد كل روح مخلوقة و نفس منفوسة لا تخرج روحان من ثقب واحد و في وسط الصور كوة كاستدارة السماء و الأرض و إسرافيل واضع فمه على ذلك الكوة ثم قال له الرب تعالى قد وكلتك بالصور فأنت للنفخة و للصيحة فدخل إسرافيل في مقدم العرش فأدخل رجله اليمنى تحت العرش و قدم اليسرى و لم يطرف منذ خلقه الله ينظر متى يؤمر به

38-  و عن ابن عباس عن النبي ص في قوله تعالى نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ قال الروح الأمين جبرئيل رأيت له ستمائة جناح من لؤلؤ قد نشرهما فيهما مثل ريش الطواويس

39-  و عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص كيف أنعم و قد   التقم صاحب القرن القرن و حنى جبهته و أصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ قال المسلمون فكيف نقول يا رسول الله قال قولوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا

 توضيح قال الجوهري فيه كيف أنعم و صاحب القرن قد التقمه أي كيف أتنعم من النعمة بالفتح و هي المسرة و الفرح و الترفه

40-  الدر المنثور، عن ابن مسعود قال الصور كهيئة القرن ينفخ فيه

41-  و عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص ما طرف صاحب الصور مذ وكل به مستعدا ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر بالصيحة قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينه كوكبان دريان

42-  و عن أبي سعيد قال إن صاحبي الصور بأيديهما قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران

43-  و عنه عن النبي ص قال و ما من صباح إلا و ملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخا

44-  و عن كعب قال إسرافيل له أربعة أجنحة جناحان في الهواء و جناح قد تسرول به و جناح على كاهله و القلم على أذنه فإذا نزل الوحي كتب القلم و درست الملائكة و ملك الصور أسفل منه جاث على إحدى ركبتيه و قد نصب الأخرى فالتقم الصور فحنى ظهره و طرفه إلى إسرافيل و قد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور

    و عن عائشة مثله

45-  و عن ابن عباس قال لما نزلت فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ قال رسول الله ص كيف أنعم و صاحب الصور قد التقم القرن و حنى جبهته يستمع متى يؤمر قالوا كيف نقول يا رسول الله قال قولوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ و عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا

46-  عن قتادة فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ قال فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ

47-  و عن ابن مسعود لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ قال جبرئيل في رفرف أخضر قد سد الأفق

48-  و عنه أيضا قال رأى جبرئيل له ستمائة جناح قد سد الأفق

49-  و عن ابن عباس في الآية قال إنما عنى جبرئيل أن محمدا رآه في صورته عند سدرة المنتهى

50-  و عن معاوية بن قرة قال قال رسول الله ص لجبرئيل ما أحسن ما أثنى عليك ربك ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ما كانت قوتك و ما كانت أمانتك قال أما قوتي فإني بعثت إلى مدائن قوم لوط و هي أربع مدائن و في كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري حملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماء أصوات الدجاج و نباح الكلاب و هويت بهن فقتلتهن و أما أمانتي فلم أومر بشي‏ء فعدوته إلى غيره

51-  و عن أبي صالح في قوله إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ قال جبرئيل مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ قال على سبعين حجابا يدخلها بغير إذن

    -52  و عن الخزرج قال سمعت رسول الله ص يقول و نظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال ملك الموت طب نفسا و قر عينا و اعلم بأني بكل مؤمن رفيق و اعلم أني يا محمد لأقبض روح ابن آدم فإذا صرخ صارخ قمت في الدار و معي روحه فقلت ما هذا الصارخ و الله ما ظلمنا و لا سبقنا أجله و لا استعجلنا قدره و ما لنا في قبضه من ذنب فإن ترضوا بما صنع الله تؤجروا و إن تسخطوا تأثموا و توزروا و إن لنا عندكم عودة بعد عودة فالحذر الحذر و ما من أهل بيت شعر و لا مدر بر و لا فاجر سهل و لا جبل إلا و أنا أتصفحهم في كل يوم و ليلة حتى لأنا أعرف بصغيرهم و كبيرهم منهم بأنفسهم و الله لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو يأذن بقبضها

53-  و عن ابن عباس قال وكل ملك الموت بقبض أرواح الآدميين فهو الذي يلي قبض أرواحهم و ملك في الجن و ملك في الشياطين و ملك في الطير و الوحش و السباع و الحيتان و النمل فهم أربعة أملاك و الملائكة يموتون في الصعقة الأولى و إن ملك الموت يلي قبض أرواحهم ثم يموت و أما الشهداء في البحر فإن الله يلي قبض أرواحهم لا يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه

54-  و عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال دخل النبي ص على رجل من الأنصار يعوده فإذا ملك الموت عند رأسه فقال رسول الله ص يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال أبشر يا محمد فإني بكل مؤمن رفيق و اعلم يا محمد إني لأقبض روح ابن آدم فيصرخ أهله فأقوم في جانب من الدار فأقول و الله ما لي ذنب و إن لي لعودة و عودة الحذر الحذر و ما خلق الله من أهل بيت مدر و لا شعر و لا وبر في بر و لا بحر إلا و أنا أتصفحهم فيه في كل   يوم و ليلة خمس مرات حتى أني لأعرف بصغيرهم و كبيرهم منهم بأنفسهم و الله يا محمد إني لا أقدر أن أقبض روح بعوضة حتى يكون الله تبارك و تعالى الذي يأمر بقبضه

55-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن يونس عن الهيثم بن واقد عن رجل عن أبي عبد الله ع مثله بأدنى تغيير

56-  و عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ع مثله أيضا لكن فيهما خمس مرات عند مواقيت الصلوات

 بيان لا يخفى عدم دلالة هذه الأخبار على كون قابض أرواح الحيوانات ملك الموت فإن الغرض منها المبالغة في عدم قدرته على فعل صغير أو كبير بدون إذنه سبحانه فلا ينافي خبر ابن عباس لكن ليس في أخبارنا تصريح بأحد الطرفين و التوقف في مثله أحوط و قد مضت الأخبار المناسبة لهذا الباب و الذي قبله في كتاب المعاد و غيره