باب 4- قصة هود ع و قومه عاد

الآيات الأعراف وَ إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَ إِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَ لكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَ أَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَ اذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَ زادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قالُوا أَ جِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَ نَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَ غَضَبٌ أَ تُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ فَأَنْجَيْناهُ وَ الَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَ قَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ ما كانُوا مُؤْمِنِينَ هود وَ إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ وَ يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَ ما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَ ما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَ اشْهَدُوا أَنِّي بَرِي‏ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَ يَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَ لا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ حَفِيظٌ وَ لَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَ نَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ وَ تِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَ عَصَوْا رُسُلَهُ وَ اتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ أُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ

 المؤمنون ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ وَ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَ أَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَ يَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَ لَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ أَ يَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَ كُنْتُمْ تُراباً وَ عِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَ ما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَ ما يَسْتَأْخِرُونَ ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَ جَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ. أقول على بعض التفاسير تناسب تلك الآيات قصة صالح ع. الشعراء كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَ لا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ وَ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَ تَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَ إِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ وَ اتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَ بَنِينَ وَ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَ وَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ السجدة فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ قالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَ هُمْ لا يُنْصَرُونَ الأحقاف وَ اذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَ قَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قالُوا أَ جِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَ أُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْ‏ءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ وَ لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَ جَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَ أَبْصاراً وَ أَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَ لا أَبْصارُهُمْ وَ لا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ الذاريات وَ فِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ما تَذَرُ مِنْ شَيْ‏ءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ القمر كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ الحاقة كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عادٌ بِالْقارِعَةِ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ وَ أَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ. تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ إِلى عادٍ هو عاد بن عوص بن آدم بن سام بن نوح أَخاهُمْ يعني في النسب هُوداً هو هود بن شالح بن أرفخشد بن

  سام بن نوح عن محمد بن إسحاق و قيل هود بن عبد الله بن رباح بن حلوث بن عاد بن عوص بن آدم بن سام بن نوح و كذا هو في كتاب النبوة فِي سَفاهَةٍ أي جهالة أَمِينٌ أي ثقة مأمون في تبليغ الرسالة فلا أكذب و لا أغير أو كنت مأمونا فيكم فكيف تكذبونني إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ أي جعلكم سكان الأرض مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ و هلاكهم بالعصيان وَ زادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً أي طولا و قوة عن ابن عباس قال الكلبي كان أطولهم مائة ذراع و أقصرهم ستين ذراعا و قيل كان أقصرهم اثني عشر ذراعا و قال أبو جعفر الباقر ع كانوا كأنهم النخل الطوال فكان الرجل منهم ينحو الجبل بيده فيهدم منه قطعة و قيل كانوا أطول من غيرهم بمقدار أن يمد الإنسان يده فوق رأسه باسطا بِما تَعِدُنا أي من العذاب إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ في أنك رسول الله إلينا و في نزول العذاب بنا لو لم نترك عبادة الأصنام قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ أي وجب عليكم و حل بكم لا محالة فهو كالواقع مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ أي عذاب وَ غَضَبٌ إرادة عقاب أَ تُجادِلُونَنِي أي تخاصمونني فِي أَسْماءٍ أي في أصنام صنعتموها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ و اخترعتم لها أسماء فسميتموها آلهة و قيل معناه تسميتهم لبعضها أنه يسقيهم المطر و الآخر أنه يأتيهم بالرزق و الآخر أنه يشفي المرضى و الآخر أنه يصحبهم في السفر مِنْ سُلْطانٍ أي حجة و برهان فَانْتَظِرُوا عذاب الله وَ قَطَعْنا أي استأصلناهم فلم يبق لهم نسل و لا ذرية.

 و روى أبو حمزة الثمالي عن سالم عن أبي جعفر ع قال إن لله تبارك و تعالى بيت ريح مقفل عليه لو فتح لأذرت ما بين السماء و الأرض ما أرسل على قوم عاد إلا قدر الخاتم

و كان هود و صالح و شعيب و إسماعيل و نبينا ص يتكلمون بالعربية يُرْسِلِ السَّماءَ أي المطر عَلَيْكُمْ مِدْراراً أي متتابعا متواترا دارا قيل إنهم كانوا قد أجدبوا فوعدهم هود أنهم إن تابوا أخصبت بلادهم و أمرعت وهادهم و أثمرت أشجارهم و زكت ثمارهم بنزول الغيث وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ فسرت القوة هاهنا بالمال و الولد و الشدة و قيل قوة في إيمانكم إلى قوة في أبدانكم وَ لا تَتَوَلَّوْا عما أدعوكم إليه مُجْرِمِينَ أي كافرين بِبَيِّنَةٍ أي بحجة و معجزة عَنْ قَوْلِكَ أي بقولك و إنما نفوا البينة عنادا و تقليدا إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ أي لسنا نقول فيك إلا أنه أصابك بعض آلِهَتِنا بِسُوءٍ فخبل عقلك لسبك إياها فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ أي فاحتالوا و اجتهدوا أنتم و آلهتكم في إنزال مكروه بي ثم لا تمهلوني و هذا من أعظم الآيات أن يكون الرسول وحده و أمته متعاونة عليه فلا يستطيع واحد منهم ضره إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها كناية عن القهر و القدرة لأن من أخذ بناصية غيره فقد قهره و أذله إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ أي على عدل فيما يعامل به عباده و في تدبير عباده على طريق مستقيم لا عوج فيه وَ يَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ أي يهلككم ربي بكفركم و يستبدل بكم قوما غيركم يوحدونه وَ لا تَضُرُّونَهُ إذا استخلف غيركم أو لا تضرونه بتوليكم و أعراضكم شَيْئاً و لا ضرر عليه في إهلاككم لأنه لم يخلقكم لحاجة منه إليكم وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قيل كانوا أربعة آلاف بِرَحْمَةٍ مِنَّا أي بما أريناهم من الهدى أن تعلق بآمنوا أو بنعمة إن تعلق بأنجينا مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ أي عذاب الآخرة أو الدنيا و الغليظ الثقيل العظيم وَ اتَّبَعُوا أي بعد إهلاكهم في الدنيا بالإبعاد عن الرحمة فإن الله أبعدهم من رحمته و تعبد المؤمنين باللعن عليهم. مِنْ بَعْدِهِمْ أي من بعد قوم نوح قَرْناً آخَرِينَ القرن أهل العصر يعني قوم هود و قيل ثمود لأنهم أهلكوا بالصيحة وَ أَتْرَفْناهُمْ أي نعمناهم بضروب الملاذ عَمَّا قَلِيلٍ أي عن قليل من الزمان و ما مزيدة أي عند نزول العذاب فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ صاح بهم جبرئيل ع صيحة واحدة ماتوا عن آخرهم بِالْحَقِّ باستحقاقهم العقاب فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً هو ما جاء به السيل من نبات قد يبس أي فجعلناهم هلكى قد يبسوا كما يبس الغثاء و همدوا فَبُعْداً أي ألزم الله بعدا من الرحمة لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ المشركين تَتْرا أي متواترة يتبع بعضها بعضا أَحادِيثَ أي يتحدث بهم على طريق المثل في الشر.  بِكُلِّ رِيعٍ أي بكل مكان مرتفع أو بكل طريق آيَةً تَعْبَثُونَ أي بناء لا تحتاجون إليه لسكناكم و قيل إنهم كانوا يبنون بالمواضع المرتفعة ليشرفوا على المارة و السابلة فيسخروا منهم و يعبثوا بهم و قيل إن هذا في بنيان الحمام أنكر هود عليهم اتخاذهم بروجا للحمام عبثا وَ تَتَّخِذُونَ مَصانِعَ أي حصونا و قصورا مشيدة و قيل مأخذ الماء تحت الأرض لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ أي كأنكم تخلدون فيها وَ إِذا بَطَشْتُمْ البطش الأخذ باليد أي إذا بطشتم بأحد تريدون إنزال عقوبة به عاقبتموه عقوبة من يريد التجبر بارتكاب العظائم و قيل أي إذا عاقبتم قتلتم أَمَدَّكُمْ الإمداد اتباع الثاني بما قبله شيئا بعد شي‏ء على انتظام إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ أي كذب الأولين الذين ادعوا النبوة أو هذا الذي نحن عليه مما ذكرت عادة الأولين من قبلنا. فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ أي نكدات مشومات و قيل ذوات غبار و تراب حتى لا يكاد يبصر بعضهم بعضا و قيل باردات و العرب يسمي البرد نحسا. لِتَأْفِكَنا أي لتصرفنا إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ أي هو يعلم متى يأتيكم العذاب عارِضاً أي سحابا يعرض في ناحية السماء ثم يطبق السماء مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالوا كانت عاد قد حبس عنهم المطر أياما فساق الله إليهم سحابة سوداء أخرجت عليهم من واد لهم يقال له المغيث فَلَمَّا رَأَوْهُ استبشروا قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا فقال هود بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ من العذاب تُدَمِّرُ أي تهلك كُلَّ شَيْ‏ءٍ مرت به من الناس و الدواب و الأموال و اعتزل هود و من معه في حظيرة لم يصبهم من تلك الريح إلا ما تلين على الجلود و تلتذ به الأنفس و إنها لتمر على عاد بالظعن ما بين السماء و الأرض حتى ترى الظعينة كأنها جرادة فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ أي في الذي ما مكناكم فيه من قوة الأبدان و بسطة الأجسام و طول العمر

  و كثرة الأموال و قيل معناه فيما مكناكم فيه و إن مزيدة أي من الطاعات و الإيمان وَ حاقَ بِهِمْ أي حل بهم. الرِّيحَ الْعَقِيمَ هي التي عقمت عن أن تأتي بخير كَالرَّمِيمِ أي كالشي‏ء الهالك البالي و هو نبات الأرض إذا يبس و ديس و قيل هو العظم البالي السحيق. وَ نُذُرِ أي و إنذاري إياهم مُسْتَمِرٍّ أي دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسته سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حتى أتت عليهم و قيل إنه كان في يوم أربعاء في آخر الشهر لا يدور رواه العياشي بالإسناد عن أبي جعفر ع تَنْزِعُ النَّاسَ أي تقتلع هذه الريح الناس ثم ترمي بهم على رءوسهم فتدق رقابهم فيصيرون كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ أي أسافل نخل منقلع لأن رءوسهم سقطت عن أبدانهم و قيل معناه تنزعهم من حفر حفروها ليمتنعوا بها عن الريح و قيل تنزع أرواح الناس. بِالْقارِعَةِ أي بيوم القيامة عاتِيَةٍ عتت على خزانها في شدة الهبوب و روى الزهري عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال ما يخرج من الريح شي‏ء إلا عليها خزان يعلمون قدرها و عددها و كيلها حتى كانت التي أرسلت على عاد فاندفق منها فهم لا يعلمون قدرها غضبا لله فلذلك سميت عاتية سَخَّرَها عَلَيْهِمْ أي سلطها و أرسلها عليهم سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ قال وهب و هي التي تسميها العرب أيام العجوز ذات برد و رياح شديدة و إنما نسبت إلى العجوز لأن عجوزا دخلت سربا فتبعتها الريح فقتلتها اليوم الثامن من نزول العذاب و انقطع العذاب في اليوم الثامن فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها أي في تلك الأيام و الليالي صَرْعى أي مصروعين هلكى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ أي أصول نخل بالية نخرة و قيل خالية الأجواف و قيل ساقطة مِنْ باقِيَةٍ أي من نفس باقية و قيل من بقاء  -1  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ هو هود بن عبد الله بن رباح بن جلوث بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح أقول كذا ذكره صاحب الكامل أيضا ثم قال و من الناس من يزعم أن هود هو عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح

 2-  فس، ]تفسير القمي[ وَ إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ قال إن عادا كانت بلادهم في البادية من الشقوق إلى الأجفر أربعة منازل و كان لهم زرع و نخل كثير و لهم أعمار طويلة و أجسام طويلة فعبدوا الأصنام و بعث الله إليهم هودا يدعوهم إلى الإسلام و خلع الأنداد فأبوا و لم يؤمنوا بهود و آذوه فكف السماء عنهم سبع سنين حتى قحطوا و كان هود زراعا و كان يسقي الزرع فجاء قوم إلى بابه يريدونه فخرجت عليهم امرأته شمطاء عوراء فقالت من أنتم فقالوا نحن من بلاد كذا و كذا أجدبت بلادنا فجئنا إلى هود نسأله أن يدعو الله لنا حتى تمطر و تخصب بلادنا فقالت لو استجيب لهود لدعا لنفسه فقد احترق زرعه لقلة الماء قالوا فأين هو قالت هو في موضع كذا و كذا فجاءوا إليه فقالوا يا نبي الله قد أجدبت بلادنا و لم نمطر فاسأل الله أن تخصب بلادنا و نمطر فتهيأ للصلاة و صلى و دعا لهم فقال لهم ارجعوا فقد أمطرتم فأخصبت بلادكم فقالوا يا نبي الله إنا رأينا عجبا و ما رأيتم قالوا رأينا في منزلك امرأة شمطاء عوراء قالت لنا من أنتم و من تريدون قلنا جئنا إلى نبي الله هود ليدعو الله لنا فنمطر فقالت لو كان هود داعيا لدعا لنفسه فإن زرعه قد احترق فقال هود ذاك امرأتي و أنا أدعو الله لها بطول البقاء فقالوا فكيف ذلك قال لأنه ما خلق الله مؤمنا إلا و له عدو يؤذيه و هي عدوتي فلئن يكون عدوي ممن أملكه خير من أن يكون عدوي ممن يملكني فبقي هود في قومه يدعوهم إلى الله و ينهاهم عن عبادة الأصنام حتى تخصب بلادهم و أنزل الله عليهم المطر و هو قوله عز و جل وَ يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ فقالوا كما حكى الله عز و جل يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَ ما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَ ما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ إلى آخر الآية فلما لم يؤمنوا أرسل الله عليهم الريح الصرصر يعني الباردة و هو قوله في سورة القمر كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ و حكى في سورة الحاقة فقال وَ أَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً قال كان القمر منحوسا بزحل سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ

 فحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر ع قال الريح العقيم تخرج من تحت الأرضين السبع و ما خرج منها شي‏ء قط إلا على قوم عاد حين غضب الله عليهم فأمر الخزان أن يخرجوا منها مثل سعة الخاتم فعصت على الخزنة فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد فضج الخزنة إلى الله من ذلك و قالوا يا ربنا إنها قد عتت علينا و نحن نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك و عمار بلادك فبعث الله جبرئيل فردها بجناحه و قال لها اخرجي على ما أمرت به فرجعت و خرجت على ما أمرت به فأهلكت قوم عاد و من كان بحضرتهم

  بيان الأجفر موضع بين الخزيمة و فيد. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى صَرْصَراً أي شديدة الهبوب عن ابن زيد و قيل باردة عن ابن عباس و قتادة من الصر و هو البرد. و قال في قوله تعالى حُسُوماً أي ولاء متتابعة ليست لها فترة عن ابن عباس و ابن مسعود و الحسن و مجاهد و قتادة كأنه تتابع عليهم الشر حتى استأصلهم و قيل دائمة عن الكلبي و مقاتل و قيل قاطعة قطعتهم قطعا حتى أهلكتهم عن الخليل و قيل مشائيم نكدا قليلة الخير حسمت الخير عن أهلها عن عطية انتهى. أقول لعل الخبر مبني على القول الأخير إن كان تفسيرا لقوله تعالى حُسُوماً كما هو الظاهر

 3-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر ع قال إن لله تعالى رياح رحمة و رياح عذاب فإن شاء الله أن يجعل العذاب من الرياح رحمة فعل قال و لن يجعل الرحمة من الريح عذابا قال و ذلك أنه لم يرحم قوما قط أطاعوه و كانت طاعتهم إياه وبالا عليهم إلا من بعد تحولهم من طاعته قال و كذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم الله بعد ما قد كان قدر عليهم العذاب و قضاه ثم تداركهم برحمته فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة فصرفه عنهم و قد أنزله عليهم و غشيهم و ذلك لما آمنوا به و تضرعوا إليه قال و أما الريح العقيم فإنها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الأرحام و لا شيئا من النبات و هي ريح تخرج من تحت الأرضين السبع و ما خرجت منها ريح قط إلا على قوم عاد و ساق الحديث إلى آخر ما مر

  -4  فس، ]تفسير القمي[ وَ اذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ و الأحقاف من بلاد عاد من الشقوق إلى الأجفر و هي أربعة منازل قال حدثني أبي قال أمر المعتصم أن يحفر بالبطاينة بئر فحفروا ثلاث مائة قامة فلم يظهر الماء فتركه و لم يحفره فلما ولي المتوكل أمر أن يحفر ذلك البئر أبدا حتى يبلغ الماء فحفروا حتى وضعوا في كل مائة قامة بكرة حتى انتهوا إلى صخرة فضربوها بالمعول فانكسرت فخرج عليهم منها ريح باردة فمات من كان بقربها فأخبروا المتوكل بذلك فلم يعلم ما ذاك فقالوا سل ابن الرضا عن ذلك و هو أبو الحسن علي بن محمد العسكري ع فكتب إليه يسأله عن ذلك فقال أبو الحسن تلك بلاد الأحقاف و هم قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح الصرصر ثم حكى الله قول قوم عاد قالُوا أَ جِئْتَنا لِتَأْفِكَنا أي تزيلنا بكذبك عما كان يعبد آباؤنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا من العذاب إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ و كان نبيهم هود و كانت بلادهم كثيرة الخير خصبة فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتى أجدبوا و ذهب خيرهم من بلادهم و كان هود يقول لهم ما حكى الله اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إلى قوله وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ فلم يؤمنوا و عتوا فأوحى الله إلى هود أنه يأتيهم العذاب في وقت كذا و كذا ريح فيها عذاب أليم فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحاب قد أقبلت ففرحوا فقالوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا الساعة يمطر فقال لهم هود ع بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ في قوله فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْ‏ءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فلفظه عام و معناه خاص لأنها تركت أشياء كثيرة لم تدمره و إنما دمرت ما لهم كله فكان كما قال الله فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ و كل هذه الأخبار من هلاك الأمم تخويف و تحذير لأمة محمد ص و أما قوله وَ لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ الآية أي قد أعطيناهم فكفروا فنزل بهم العذاب فاحذروا أن ينزل بكم ما نزل بهم

 5-  يه، ]من لا يحضر الفقيه[ قال علي ع الرياح خمسة منها العقيم فنعوذ بالله من شرها

  و قال رسول الله ص ما خرجت ريح قط إلا بمكيال إلا زمن عاد فإنها عتت على خزانها فخرجت في مثل خرق الإبرة فأهلكت قوم عاد

 6-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب و هاشم بن سالم عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن لله جنودا من الرياح يعذب بها من يشاء ممن عصاه و لكل ريح منها ملك موكل بها فإذا أراد الله أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم بها قال فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب قال و لكل ريح منهن اسم أ ما تسمع قوله تعالى كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ و قال تعالى الرِّيحَ الْعَقِيمَ و قال رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ و قال فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ و ما ذكر من الرياح التي يعذب الله بها من عصاه الخبر

 7-  فس، ]تفسير القمي[ وَ إِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ قال تقتلون بالغضب من غير استحقاق

 8-  فس، ]تفسير القمي[ إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ يعني نوحا و إبراهيم و موسى و عيسى و النبيون وَ مِنْ خَلْفِهِمْ أنت ف قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً لم يبعث بشرا مثلنا

 و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله تعالى فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً و الصرصر الريح الباردة فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ أيام مشائيم

 9-  فس، ]تفسير القمي[ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ و هي التي لا تلقح الشجر و لا تنبت النبات

 10-  فس، ]تفسير القمي[ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً أي باردة

  -11  فس، ]تفسير القمي[ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ أي باردة عاتِيَةٍ قال خرجت أكثر مما أمرت به حُسُوماً قال كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال و ثمانية أيام حتى هلكوا

 12-  ع، ]علل الشرائع[ بالإسناد عن وهب قال إن الريح العقيم تحت هذه الأرض التي نحن عليها قد زمت بسبعين ألف زمام من حديد قد وكل بكل زمام سبعون ألف ملك فلما سلطها الله عز و جل على عاد استأذنت خزنة الريح ربها عز و جل أن تخرج منها مثل منخري الثور و لو أذن الله عز و جل لها ما تركت شيئا على ظهر الأرض إلا أحرقته فأوحى الله عز و جل إلى خزنة الريح أن أخرجوا منها مثل ثقب الخاتم فأهلكوا بها و بها ينسف الله عز و جل الجبال نسفا و التلال و الآكام و المدائن و القصور يوم القيامة و ذلك قوله عز و جل وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً و القاع الذي لا نبات فيه و الصفصف الذي لا عوج فيه و الأمت المرتفع و إنما سميت العقيم لأنها تلقحت بالعذاب و تعقمت عن الرحمة كتعقم الرجل إذا كان عقيما لا يولد له و طحنت تلك القصور و الحصون و المدائن و المصانع حتى عاد ذلك كله رملا دقيقا تسفيه الريح فذلك قوله عز و جل ما تَذَرُ مِنْ شَيْ‏ءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ و إنما كثر الرمل في تلك البلاد لأن الريح طحنت تلك البلاد عصفت عليهم سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ و الحسوم الدائمة و يقال المتتابعة الدائمة و كانت ترفع الرجال و النساء فتهب بهم صعدا ثم ترمي بهم من الجو فيقعون على رءوسهم منكبين تقلع الرجال و النساء من تحت أرجلهم ثم ترفعهم فذلك قوله عز و جل تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ و النزع القلع و كانت الريح تعصف الجبل كما تعصف المساكن فتطحنها ثم تعود رملا دقيقا فمن هناك لا يرى في الرمل جبل و إنما سميت عاد إرم ذات العماد من أجل أنهم كانوا يسلخون العمد من الجبال فيجعلون طول العمد مثل طول الجبل الذي يسلخونه من أسفله إلى أعلاه ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ثم يبنون القصور عليها فسميت ذات العماد لذلك

 13-  ج، ]الإحتجاج[ روي عن علي بن يقطين أنه قال أمر أبو جعفر الدوانيقي يقطين أن يحفر بئرا بقصر العبادي فلم يزل يقطين في حفرها حتى مات أبو جعفر و لم يستنبط منها الماء فأخبر المهدي بذلك فقال له احفر أبدا حتى تستنبط الماء و لو أنفقت عليها جميع ما في بيت المال قال فوجه يقطين أخاه أبا موسى في حفرها فلم يزل يحفر حتى ثقبوا ثقبا في أسفل الأرض فخرجت منه الريح قال فهالهم ذلك فأخبروا به أبا موسى فقال أنزلوني قال و كان رأس البئر أربعين ذراعا في أربعين ذراعا فأجلس في شق محمل و دلي في البئر فلما صار في قعرها نظر إلى هول و سمع دوي الريح في أسفل ذلك فأمرهم أن يوسعوا الخرق فجعلوه شبه الباب العظيم ثم دلي فيه رجلان في شق محمل فقال ائتوني بخبر هنا ما هو قال فنزلا في شق محمل فمكثا مليا ثم حركا الحبل فاصعدا فقال لهما ما رأيتما قالا أمرا عظيما رجالا و نساء و بيوتا و آنية و متاعا كله مسوخ من حجارة فأما الرجال و النساء فعليهم ثيابهم فمن بين قاعد و مضطجع و متكئ فلما مسسناهم إذا ثيابهم تتفشى شبه الهباء و منازل قائمة قال فكتب بذلك أبو موسى إلى المهدي فكتب المهدي إلى المدينة إلى موسى بن جعفر ع يسأله أن يقدم عليه فقدم عليه فأخبره فبكى بكاء شديدا و قال يا أمير المؤمنين هؤلاء بقية قوم عاد غضب الله عليهم فساخت بهم منازلهم هؤلاء أصحاب الأحقاف قال فقال له المهدي يا أبا الحسن و ما الأحقاف قال الرمل

 بيان قال الطبرسي قدس سره الأحقاف جمع حقف و هو الرمل المستطيل العظيم لا يبلغ أن يكون جبلا قال المبرد هو الرمل الكثير المكتنز غير العظيم و فيه اعوجاج ثم قال هو واد بين عمان و مهرة عن ابن عباس و قيل رمال فيما بين عمان إلى حضرموت عن ابن إسحاق و قيل رمال مشرفة على البحر بالشجر من اليمن عن قتادة و قيل أرض خلالها رمال عن الحسن

 14-  مع، ]معاني الأخبار[ معنى هود أنه هدى إلى ما ضل عنه قومه و بعث ليهديهم من ضلالتهم و معنى الريح العقيم التي أهلك الله عز و جل بها عادا أنها تلقحت بالعذاب و تعقمت عن الرحمة كتعقم الرجل إذا كان عقيما لا يولد له فطحنت تلك القصور و الحصون و المدائن و المصانع حتى عاد ذلك كله رملا دقيقا تسفيه الريح و معنى ذات العماد أوتادا كانوا يسلخون العمد من الجبال فيجعلون طول العمد مثل طول الجبل الذي يسلخونه من أسفله إلى أعلاه ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ثم يبنون فوقها القصور فسميت ذات العماد لذلك

 15-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده إلى وهب قال كان من أمر عاد أن كل رمل على ظهر الأرض وضعه الله لشي‏ء من البلاد كان مساكن في زمانها و قد كان الرمل قبل ذلك في البلاد و لكن لم يكن كثيرا حتى كان زمان عاد و إن ذلك الرمل كانت قصورا مشيدة و حصونا و مدائن و مصانع و منازل و بساتين و كانت بلاد عاد أخصب بلاد العرب و أكثرها أنهارا و جنانا فلما غضب الله عليهم و عتوا على الله تعالى و كانوا أصحاب الأوثان يعبدونها من دون الله فأرسل الله عليهم الريح العقيم و إنما سميت العقيم لأنها تلقحت بالعذاب و عقمت عن الرحمة و طحنت تلك القصور و الحصون و المدائن و المصانع حتى عاد ذلك كله رملا دقيقا تسفيه الريح و كانت تلك الريح ترفع الرجال و النساء فتهب بهم صعدا ثم ترمي بهم من الجو فيقعون على رءوسهم منكسين و كانت عاد ثلاث عشرة قبيلة و كان هود ع في حسب عاد و ثروتها و كان أشبه ولد آدم بآدم صلوات الله عليهما و كان رجلا آدم كثير الشعر حسن الوجه و لم يكن أحد من الناس أشبه بآدم منه إلا ما كان من يوسف بن يعقوب ع فلبث هود فيهم زمانا طويلا يدعوهم إلى الله و ينهاهم عن الشرك بالله تعالى و ظلم الناس و يخوفهم بالعذاب فلجوا و كانوا يسكنون أحقاف الرمال و إنه لم يكن أمة أكثر من عاد و لا أشد منهم بطشا فلما رأوا الريح قد أقبلت عليهم قالوا لهود أ تخوفنا بالريح فجمعوا ذراريهم و أموالهم في شعب من تلك الشعاب ثم قاموا على باب ذلك الشعب يردون الريح عن أموالهم و أهاليهم فدخلت الريح من تحت أرجلهم بينهم و بين الأرض حتى قلعتهم فهبت بهم صعدا ثم رمت بهم من الجو ثم رمت بهم الريح في البحر و سلط الله عليهم الذر فدخلت في مسامعهم و جاءهم من الذر ما لا يطاق قبل أن يأخذهم الريح فسيرهم من بلادهم و حال بينهم و بين موادهم حتى أتاهم الله فقد كان سخر لهم من قطع الجبال و الصخور و العمد و القوة على ذلك و العمل به شيئا لم يسخره لأحد كان قبلهم و لا بعدهم و إنما سميت ذات العماد من أجل أنهم يسلخون العمد من الجبال فيجعلون طول العمد مثل طول الجبل الذي يسلخونه منه من أسفله إلى أعلاه ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ثم يبنون فوقها القصور و قد كانوا ينصبون تلك العمد إعلاما في الأرض على قوارع الطريق و كان كثرتهم بالدهناء و يبرين و عالج إلى اليمن إلى حضرموت و سئل وهب عن هود أ كان أبا اليمن الذي ولدهم فقال لا و لكنه أخو اليمن الذي في التوراة تنسب إلى نوح ع فلما كانت العصبية بين العرب و فخرت مضر بأبيها إسماعيل ادعت اليمن هودا أبا ليكون لهم أب و والد من الأنبياء و ليس بأبيهم و لكنه أخوهم و لحق هود و من آمن معه بمكة فلم يزالوا بها حتى ماتوا و كذلك فعل صالح ع بعده و قد سلك فج الروحاء سبعون ألف نبي حجاجا عليهم ثياب الصوف مخطمين إبلهم بحبال الصوف يلبون الله بتلبية شتى منهم هود و صالح و إبراهيم و موسى و شعيب و يونس ص و كان هود رجلا تاجرا

 16-  ك، ]إكمال الدين[ أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و كرام بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال لما بعث الله تعالى هودا أسلم له العقب من ولد سام و أما الآخرون فقالوا من أشد منا قوة فأهلكوا بالريح العقيم و أوصاهم هود و بشرهم بصالح ع

 17-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن ابن أورمة عن سعيد بن جناح عن أيوب بن راشد عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال كانت أعمار قوم هود ع أربعمائة سنة و قد كانوا يعذبون بالقحط ثلاث سنين فلم يرجعوا عما هم عليه فلما رأوا ذلك بعثوا وفدا لهم إلى جبال مكة و كانوا لا يعرفون موضع الكعبة فمضوا و استسقوا فرفعت لهم ثلاث سحابات فقالوا هذه حفا يعني التي ليس فيها ماء و سموا الثانية فاجيا و اختاروا الثالثة التي فيها العذاب قال و الريح عصفت عليهم و كان رئيسهم يقال له الخلجان فقال يا هود ما ترى الريح إذا أقبلت أقبل معها خلق كأمثال الأباعر معها أعمدة هم الذين يفعلون بنا الأفاعيل فقال أولئك الملائكة فقال أ ترى ربك إن نحن آمنا به أن يديلنا منهم فقال لهم هود ع إن الله تعالى لا يديل أهل المعاصي من أهل الطاعة فقال له الخلجان و كيف لي بالرجال الذين هلكوا فقال له هود يبدلك الله بهم من هو خير لك منهم فقال لا خير في الحياة بعدهم فاختار اللحاق بقومه فأهلكه الله تعالى

 بيان كان قولهم حفا من الحفو بمعنى المنع

 18-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن طريف عن ابن نباتة قال خرجنا مع أمير المؤمنين ع إلى نخيلة فإذا أناس من اليهود معهم ميت لهم فقال أمير المؤمنين ع للحسن انظر ما يقول هؤلاء في هذا القبر فقال يقولون هو هود ع فقال كذبوا أنا أعلم به منهم هذا قبر يهودا بن يعقوب ثم قال من هاهنا من مهرة فقال شيخ كبير أنا منهم فقال لهم أين منزلك فقال في مهرة على شاطئ البحر فقال أين هو من الجبل الذي عليه الصومعة قال قريب منه فقال ما يقول قومك فيه فقال يقولون قبر ساحر فقال كذبوا أنا أعلم به منهم ذلك قبر هود ع و هذا قبر يهودا

 بيان اختلف في موضع قبره ع فقيل إنه بغار بحضرموت و روى المؤرخون عن أمير المؤمنين ع أن قبره على تل من رمل أحمر بحضرموت و قيل إنه دفن في مكة في الحجر و سيأتي خبران في كتاب المزار يدلان على أنه ع دفن قريبا من أمير المؤمنين ع في الغري و يمكن الجمع بحمل هذا الخبر على الموضع الذي دفن فيه أولا ثم نقل إلى الغري كآدم ع

 19-  و روى أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد عن الأصبغ بن نباتة في حديث رجل من حضرموت أتى أمير المؤمنين ع في أيام أبي بكر فأسلم على يده قال فسأله أمير المؤمنين ع يوما و نحن مجتمعون فقال أ عالم أنت بحضرموت فقال الرجل إن جهلتها لم أعلم شيئا قال أ فتعرف موضع الأحقاف قال كأنك تسأل عن قبر هود النبي ع قال لله درك ما أخطأك قال نعم خرجت في عنفوان شبابي في علة من الحي و نحن نريد أن نأتي قبره لبعد صوته فينا و كثرة من يذكره فسرنا في بلاد الأحقاف أياما و فينا رجل قد عرف الموضع حتى انتهى بنا ذلك الرجل إلى كهف فدخلنا فأمعنا فيه طويلا فانتهينا إلى حجرين قد أطبق أحدهما فوق الآخر و بينهما خلل يدخل منه الرجل النحيف فتحارفت فدخلت فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة طويل الوجه كث اللحية قد يبس فإذا مسست شيئا من جسده أصبته صلبا لم يتغير و رأيت عند رأسه كتابا بالعبرانية فيه مكتوب أنا هود النبي آمنت بالله و أشفقت على عاد بكفرها و ما كان لأمر الله من مرد فقال لنا أمير المؤمنين ع و كذلك سمعته من أبي القاسم ص

 20-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم عن زرعة عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال إذا هاجت الرياح فجاءت بالسافي الأبيض و الأسود و الأصفر فإنه رميم قوم عاد

 21-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن محمد بن هارون عن معاذ بن المثنى عن عبد الله بن أسماء عن جويرية عن سفيان بن منصور عن أبي وائل عن وهب قال لما تم لهود ع أربعون سنة أوحى الله تعالى إليه أن ائت قومك فادعهم إلى عبادتي و توحيدي فإن أجابوك زدتهم قوة و أموالا فبينا هم مجتمعون إذ أتاهم هود ف قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ فقالوا يا هود لقد كنت عندنا ثقة أمينا قال فإني رسول الله إليكم دعوا عبادة الأصنام فلما سمعوا ذلك منه بطشوا به و خنقوه و تركوه كالميت فبقي يومه و ليلته مغشيا عليه فلما أفاق قال يا رب إني قد عملت و قد ترى ما فعل بي قومي فجاء جبرئيل ع فقال يا هود إن الله تعالى يأمرك أن لا تفتر عن دعائهم و قد وعدك أن يلقي في قلوبهم الرعب فلا يقدرون على ضربك بعدها فأتاهم هود فقال لهم قد تجبرتم في الأرض و أكثرتم الفساد فقالوا يا هود اترك هذا القول فإنا إن بطشنا بك الثانية نسيت الأولى فقال دعوا هذا و ارجعوا إلى الله و توبوا إليه فلما رأى القوم ما لبسهم من الرعب علموا أنهم لا يقدرون على ضربه الثانية فاجتمعوا بقوتهم فصاح بهم هود ع صيحة فسقطوا لوجوههم ثم قال هود يا قوم تماديتم في الفكر كما تمادى قوم نوح و خليق أن أدعو عليكم كما دعا نوح على قومه فقالوا يا هود إن آلهة قوم نوح كانوا ضعفاء و إن آلهتنا أقوياء و قد رأيت شدة أجسامنا و كان طول الرجل منهم مائة و عشرين ذراعا بذراعهم و عرضه ستين ذراعا و كان أحدهم يضرب الجبل الصغير فيقطعه فمكث على هذا يدعوهم سبعمائة و ستين سنة فلما أراد الله تعالى إهلاكهم حقف الأحقاف حتى صارت أعظم من الجبال فقال لهم هود يا قوم أ لا ترون هذه الرمان كيف تحقفت إني أخاف أن يكون مأمورة فاغتم هود ع لما رأى من تكذيبهم و نادته الأحقاف قر يا هود عينا فإن لعاد منا يوم سوء فلما سمع هود ذلك قال يا قوم اتقوا الله و اعبدوه فإن لم تؤمنوا صارت هذه الأحقاف عليكم عذابا و نقمة فلما سمعوا ذلك أقبلوا على نقل الأحقاف فلا تزيد إلا كثرة فرجعوا صاغرين فقال هود يا رب قد بلغت رسالاتك فلم يزدادوا إلا كفرا فأوحى الله إليه يا هود إني أمسك عنهم المطر فقال هود ع يا قوم قد وعدني ربي أن يهلككم و مر صوته في الجبال و يسمع الوحش صوته و السباع و الطير فاجتمع كل جنس معها يبكي و يقول يا هود أ تهلكنا مع الهالكين فدعا هود ربه تعالى في أمرها فأوحى الله تعالى إليه أني لا أهلك من لم يعص بذنب من عصاني تعالى الله علوا كبيرا

 بيان قوله بذراعهم أي بذراع أهل زمانهم و قد سبق بعض الوجوه في أبواب قصص آدم ع قوله حقف الأحقاف بالقاف أولا ثم الفاء ثانيا أي جعلها أحقافا بأن جمعها حتى صارت تلولا

 22-  ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ل، ]الخصال[ في أسئلة الشامي عن أمير المؤمنين ع قال أخبرني عن يوم الأربعاء و التطير منه فقال ع آخر أربعاء في الشهر و هو المحاق و ساق الحديث إلى أن قال و يوم الأربعاء أرسل الله عز و جل الريح على قوم عاد و يوم الأربعاء أخذتهم الصيحة

 23-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن هاشم عن أحمد بن عامر الطائي عن الرضا ع قال يوم الأربعاء يوم نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ

 24-  ل، ]الخصال[ محمد بن أحمد البغدادي عن علي بن محمد بن عنبسة عن دارم بن قبيصة عن الرضا ع قال قال رسول الله ص آخر أربعاء في الشهر يوم نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ

 25-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن إبراهيم بن إسحاق عن القاسم عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع يوم الأربعاء يوم نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ

 و بإسناد آخر عن محمد بن مسلم عنه ع مثله

 26-  نوادر الراوندي، بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال رسول الله ص نصرت بالصبا و أهلكت عاد بالدبور

 27-  ك، ]إكمال الدين[ الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن الصادق ع قال لما حضرت نوحا ع الوفاة دعا الشيعة فقال لهم اعلموا أنه ستكون بعدي غيبة تظهر فيها الطواغيت و أن الله عز و جل يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود له سمت و سكينة و وقار يشبهني في خلقي و خلقي و سيهلك الله أعداءكم عند ظهوره بالريح فلم يزالوا يترقبون هودا ع و ينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد فقست قلوب كثير منهم فأظهر الله تعالى ذكره نبيه هودا عند اليأس منهم و تناهي البلاء بهم و أهلك الأعداء بالريح العقيم التي وصفها الله تعالى ذكره فقال  ما تَذَرُ مِنْ شَيْ‏ءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ثم وقعت الغيبة به بعد ذلك إلى أن ظهر صالح ع

 تذنيب قال الشيخ الطبرسي قدس الله روحه جملة ما ذكره السدي و محمد بن إسحاق و غيرهما من المفسرين في قصة هود أن عادا كانوا ينزلون اليمن و كانت مساكنهم منها بالشجر و الأحقاف و هو رمال يقال لها رمل عالج و الدهناء و بيرين ما بين عمان إلى حضرموت و كان لهم زرع و نخل و لهم أعمار طويلة و أجساد عظيمة و كانوا أصحاب أصنام يعبدونها فبعث الله إليهم هودا نبيا و كان من أوسطهم نسبا و أفضلهم حسبا فدعاهم إلى التوحيد و خلع الأنداد فأبوا عليه فكذبوه و آذوه فأمسك الله عنهم المطر سبع سنين و قيل ثلاث سنين حتى قحطوا و كان الناس في ذلك الزمان إذا نزل بهم بلاء أو جهد التجئوا إلى بيت الله الحرام بمكة مسلمهم و كافرهم و أهل مكة يومئذ العماليق من ولد عمليق بن لاوذ بن نوح و كان سيد العماليق إذ ذاك بمكة رجلا يقال له معاوية بن بكر و كانت ع أمة من عاد فبعث عاد وفدا إلى مكة ليستسقوا لهم فنزلوا على معاوية بن بكر و هو بظاهر مكة خارجا من الحرم فأكرمهم و أنزلهم و أقاموا عنده شهرا يشربون الخمر فلما رأى معاوية طول مقامهم و قد بعثهم قومهم يتغوثون من البلاء الذي نزل بهم شق ذلك عليه و قال هلك أخوالي و هؤلاء مقيمون عندي و هم ضيفي أستحيي أن آمرهم بالخروج إلى ما بعثوا إليه و شكا ذلك إلى قينتيه اللتين كانتا تغنيانهم و هما الجرادتان فقالتا قل شعرا نغنيهم به لا يدرون من قاله فقال معاوية بن بكر.  

ألا يا قيل ويحك قم فهينم. لعل الله يسقينا غماما.فيسقي أرض عاد إن عادا. قد أمسوا ما يبينون الكلاما.و إن الوحش تأتيهم جهارا. و لا تخشى لعادي سهاما.و أنتم هاهنا فيما اشتهيتم. نهاركم و ليلكم التماما.فقبح وفدكم من وفد قوم. و لا لقوا التحية و السلاما.

 فلما غنتهم الجرادتان بهذا قال بعضهم لبعض إنما بعثكم قوم يتغوثون بكم من هذا البلاء فادخلوا هذا الحرم و استسقوا لهم فقال رجل منهم قد آمن بهود سرا و الله لا تسقون بدعائكم و لكن إن أطعتم نبيكم سقيتم فزجروه و خرجوا إلى مكة يستسقون بها لعاد و كان قيل بن عنز رأس وفد عاد فقال يا إلهنا إن كان هود صادقا فاسقنا فإنا قد هلكنا فأنشأ الله سحابا ثلاثا بيضاء و حمراء و سوداء ثم ناداه مناد من السماء يا قيل اختر لنفسك و لقومك فاختار السحابة السوداء التي فيها العذاب فساق الله سبحانه تلك السحابة بما فيها من النقمة إلى عاد فلما رأوها استبشروا بها قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا يقول الله تعالى بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ فسخرها الله عليهم سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً أي دائمة فلم تدع من عاد أحدا إلا هلك و اعتزل هود و من معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه و من معه إلا ما تلين عليه الجلود و تلتذ النفوس