باب 8- آخر في رؤية النبي ص و أوصيائه ع و سائر الأنبياء و الأولياء في المنام

1-  العيون، و المجالس، للصدوق عن محمد بن إبراهيم الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا ع قال له رجل من أهل خراسان يا ابن رسول الله رأيت رسول الله ص في المنام كأنه يقول لي كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي و استحفظتم وديعتي و غيب في ترابكم نجمي فقال له الرضا ع أنا المدفون في أرضكم و أنا بضعة من نبيكم و أنا الوديعة و النجم ألا فمن زارني و هو يعرف ما أوجب الله تبارك و تعالى من حقي و طاعتي فأنا و آبائي شفعاؤه يوم القيامة و من كنا شفعاءه يوم القيامة نجا و لو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن و الإنس

 و لقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه ع أن رسول الله ص قال من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي و لا في صورة أحد من أوصيائي و لا في صورة أحد من شيعتهم و إن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة

 تبيان يدل الخبر على عدم تمثل الشيطان في المنام بصورة النبي ص و الأئمة بل بصورة شيعتهم أيضا و لعله محمول على خلص شيعتهم كسلمان و أبي ذر و المقداد و أضرابهم و قد روى المخالفون أيضا مثله بأسانيد عن ابن عمر و أبي   هريرة و ابن مسعود و جابر و أبي سعيد و أبي قتادة عن النبي ص برواية أبي داود و البخاري و مسلم و الترمذي بألفاظ مختلفة منها من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة و لا يتمثل الشيطان بي و منها من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي و منها من رآني في النوم فقد رآني فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي و في رواية أن يتشبه بي و منها من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتراءى بي. و قال في النهاية الحق ضد الباطل و منه الحديث من رآني فقد رأى الحق أي رؤيا صادقة ليست من أضغاث الأحلام و قيل فقد رآني حقيقة غير مشتبه انتهى. و اعلم أن العلماء اختلفوا في أن المراد رؤيتهم ع في صورهم الأصلية أو بأي صورة كانت و لا يخفى أن ظاهر حديث الرضا ع التعميم لأن الرائي لم يكن رأى النبي ص و لم يسأله ع في أي صورة رأيته و حمله على أنه ع علم أنه رآه بصورته الأصلية بعيد عن السياق فإن من رأى أحدا من الأئمة ع في المنام لم يحصل له علم في المنام بأنه رآه و يقال في العرف و اللغة إنه رآهم و إن رأى الشخص الواحد بصور مختلفة فيقال رآه بصورة فلان و لا يعدون هذا الكلام من المتناقض. و العامة أيضا اختلفوا في ذلك فمنهم من قال المراد رؤيته ص بصورته الأصلية و أيدوه عن ابن سيرين أنه إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي ص قال صف لي الذي رأيته فإن وصف له صفة لا يعرفها قال لم تره و بعضهم قال بالتعميم و أيده بما رووه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص من رآني في المنام فقد رآني فإني أرى في كل صورة. و قال القرطبي اختلف في معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء قال و هذا قول يدرك فساده بأوائل العقول و يلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها و أن لا يراه رائيان في آن

    واحد في مكانين و أن يحيا الآن و يخرج من قبره و يمشي في الأسواق و يخاطب الناس و يخاطبونه و يلزم من ذلك أن يخلو قبره عن جسده فلا يبقى فيه منه شي‏ء و يزار مجرد القبر و يسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل و النهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره و هذه جهالات لا يلتزمها من له أدنى مسكة من العقل و قالت طائفة معناه أن من رآه على صورته التي كان عليها و يلزم منه أن من رآه على غير صفته أن يكون رؤياه من الأضغاث و من المعلوم أنه يرى في النوم على حالة تخالف حاله في الدنيا من الأحوال اللائقة و تقع تلك الرؤيا حقا كما لو رأى امتلاء دارا بجسمه مثلا فإنه يدل على امتلاء تلك الدار بالخير و لو تمكن الشيطان من التمثل بشي‏ء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله فإن الشيطان لا يتمثل بي فالأولى تنزه رؤياه و كذا رؤيا شي‏ء منه أو مما ينسب إليه عن ذلك فهو أبلغ في الحرمة و أليق بالعصمة كما عصم من الشيطان في يقظته قال و الصحيح في تأويل هذا الحديث أن مقصوده أن رؤيته في كل حالة ليست باطلة و لا أضغاث أحلام بل هي حق في نفسها و لو رأى على غير صورته فتصور تلك الصورة ليس من الشيطان بل هو من قبل الله قال و هذا قول القاضي أبي بكر و غيره و يؤيده قوله فقد رأى الحق أي رأى الحق الذي قصد إعلام الرائي فيه فإن كانت على ظاهرها و إلا سعى في تأويلها و لا يهمل أمرها لأنها إما بشرى بخير أو إنذار من شر و إما تنبيه على حكم ينفع له في دينه أو دنياه. و قال الغزالي لا يريد أنه رأى بل رأى مثالا صار آلة يتأدى بها معنى في نفسي إليه و صار واسطة بيني و بينه في تعريف الحق إياه بل البدن في اليقظة أيضا ليس إلا آلة النفس و الحق أن ما يراه حقيقة روحه المقدس ص و يعلم الرائي كونه ص بخلق علم لا غير.

    و قال الكرماني في شرح البخاري فقد رآني أي رؤيته ليست أضغاث أحلام و لا تخييلات الشيطان كما روي فقد رأى الحق ثم الرؤية بخلق الله لا يشترط فيها مواجهة و لا مقابلة فإن قيل كثيرا ما يرى على خلاف صفته و يراه شخصان في حالة في مكانين قلت ذلك ظن الرائي أنه كذلك و قد يظن الظان بعض الخيالات مرئيا لكونه مرتبطا بما يراه عادة فذاته الشريفة هي مرئية قطعا لا خيال فيه و لا ظن فإن قلت الجزاء هو الشرط قلت أراد لازمه أي فليستبشر فإنه رآني و قال الطيبي اتحاد الشرط و الجزاء يدل على المبالغة أي رأى حقيقتي على كمالها قال و قال القاضي لعله مقيد بما رآه على صفته فإن خالف كان رؤيا تأويل رؤيا حقيقة و هو ضعيف انتهى كلماتهم الواهية. و الظاهر أنها ليست رؤية بالحقيقة و إنما هو بحصول الصورة في الحس المشترك أو غيره بقدرة الله تعالى و الغرض من هذه العبارة بيان حقيقة الرؤيا و أنها من الله لا من الشيطان و هذا المعنى هو الشائع في مثل هذه العبارة كأن يقول رجل من أراد أن يراني فلير فلانا أو من رأى فلانا فقد رآني أو من وصل فلانا فقد وصلني فإن كل هذه محمولة على التجوز و المبالغة و لم يرد بها معناها حقيقة. و أما التأويل الذي ذكره المفيد قدس الله روحه فيما نقلنا عنه في الباب السابق فلا يخفى بعده مع أنه غير محتمل في خبر الرضا ع أصلا بل في بعض ألفاظ الروايات العامية أيضا بقي الكلام في أنه هل يكون حجة في الأحكام الشرعية فيه إشكال فإنه

 قد ورد بأسانيد صحيحة عن الصادق ع في حديث الأذان أن دين الله تبارك و تعالى أعز من أن يرى في النوم

و يمكن أن يقال المراد أنه لا يثبت أصل شرعية الأحكام بالنوم بل إنما هي بالوحي الجلي و مع ذلك ينبغي أن يخص بنوم غير الأنبياء و الأئمة ع لما مر أن نومهم بمنزلة الوحي لكن هذه الأخبار ليست بصريحة في وجوب العمل به إذ لعله مع العلم بكونه منهم ع لم يجب العمل به إذ مناط الأحكام الشرعية العلوم الظاهرة كما أن النبي و الأئمة ع كانوا يعرفون كفر   المنافقين و فسق الفاسقين و نجاسة أكثر الأشياء لكن الظاهر أنهم لم يكونوا مأمورين بالعمل بهذا العلم بل كانوا يستندون في تلك الأحكام إلى الأمور الظاهرة من المشاهدة و سماع البينة مع أن الظاهر أن هذا من مسائل الأصول و لا بد فيه من العلم و لا يثبت بأخبار الآحاد المفيدة للظن و أيضا ما يرى في المنام قد يحتاج إلى تعبير و تأويل فلعل ما رآه مما له تعبير و هو لا يعرفه و إن لم يكن من قبيل الأضغاث. و لقد سأل السيد مهنا بن سنان العلامة الحلي قدس الله روحه ما يقول سيدنا فيمن رأى في منامه رسول الله ص أو بعض الأئمة ع و هو يأمره بشي‏ء و ينهاه عن شي‏ء هل يجب عليه امتثال ما أمره به أو اجتناب ما نهاه عنه أم لا يجب ذلك مع ما صح عن سيدنا رسول الله ص أنه قال من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لم يتمثل بي و غير ذلك من الأحاديث. و ما قولكم لو كان ما أمر به أو نهى عنه على خلاف ما في أيدي الناس من ظاهر الشريعة هل بين الحالين فرق أم لا أفتنا في ذلك مبينا جعل الله كل صعب عليك هينا. فأجاب نور الله ضريحه أما ما يخالف الظاهر فلا ينبغي المصير إليه و أما ما يوافق الظاهر فالأولى المتابعة من غير وجوب لأن رؤيته ع لا يعطي وجوب الاتباع في المنام انتهى. و قال البغوي في شرح السنة رؤية النبي ص في المنام حق و كذلك جميع الأنبياء و الملائكة و كذلك الشمس و القمر و النجوم المضيئة و السحاب الذي فيه الغيث و من رأى نزول الملائكة بمكان فهو نصرة لأهله إن كانوا في كرب و جدب و كذلك رؤية الأنبياء و من رأى ملكا يكلمه ببر أو عظة أو بصلة أو يبشره فهو شرف في الدنيا و شهادة في العاقبة و رؤية الأنبياء كالملائكة إلا في الشهادة لأن الأنبياء كانوا يخالطون الناس كما قال إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ الآية و قال في   الشهداء وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ و رؤية النبي ص في مكان سعة لأهله إن كانوا في ضيق و نصرة إن كانوا في ظلم و كذلك الصحابة و التابعين لهم بإحسان و رؤية أهل الدين بركة و خير على قدر منازلهم في الدين و من رأى النبي كثيرا في المنام لم يزل خفيف الحال مقلا في دنيا من غير حاجة فادحة و لا خذلان قال النبي ص إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه و رؤية الإمام إصابة خير و شرف

2-  قرب الإسناد عن معاوية بن حكيم عن الحسن بن علي بن بنت إلياس قال قال أبو الحسن الرضا ع بخراسان رأيت رسول الله ص و التزمته

3-  و بهذا الإسناد عنه ع قال قال لي ابتداء إن أبي كان عندي البارحة قلت أبوك قال أبي قلت أبوك قال في المنام إن جعفرا كان يجي‏ء إلى أبي فيقول يا بني افعل كذا يا بني افعل كذا قال فدخلت عليه بعد ذلك فقال لي يا حسن إن منامنا و يقظتنا واحدة

4-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن النعمان عن سويد القلا عن بشير عن أبي عبد الله ع قال قلت له إني رأيت في المنام أني قلت لك إن القتال مع غير الإمام المفترض الطاعة حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير فقلت لي نعم هو كذلك فقال أبو عبد الله ع هو كذلك

5-  تفسير الفرات، عن سعيد بن عمر القرشي عن الحسين بن عمر الجعفري عن أبيه قال كنت أدمن الحج فأمر على علي بن الحسين ع فأسلم عليه فدخلت   في بعض حججي عليه فقال رأيت رسول الله ص في ليلتي هذه حتى أخذ بيدي فأدخلني الجنة فزوجني حوراء فواقعتها فعلقت فصاح بي رسول الله ص يا علي بن الحسين سم المولود منها زيدا قال فما قمنا من ذلك المجلس حتى أرسل المختار بن أبي عبيد هدية إلى علي بن الحسين ع شراها بثلاثين ألفا فلما رأينا إشعافه بها تفرقنا من المجلس فلما كان من قابل حججت و مررت على علي بن الحسين لأسلم عليه فخرج بزيد على كتفه الأيسر و له ثلاثة أشهر و هو يتلو هذه الآية و يومئ بيده إلى زيد و هو يقول هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا

6-  مجالس الصدوق، عن محمد بن بكران النقاش عن أحمد بن محمد البرد الهمداني عن المنذر بن محمد عن أحمد بن رشيد عن عمه سعيد بن خثيم عن أبي حمزة الثمالي قال حججت فأتيت علي بن الحسين ع فقال يا حمزة أ لا أحدثك عن رؤيا رأيتها رأيت كأني أدخلت الجنة فأوتيت بحوراء لم أر أحسن منها فبينا أنا متكئ على أريكتي إذ سمعت قائلا يقول يا علي بن الحسين ليهنئك زيد ليهنئك زيد قال أبو حمزة ثم حججت بعده فأتيت علي بن الحسين فقرعت الباب ففتح لي و دخلت فإذا هو حامل زيدا على يده أو قال حاملا غلاما على يده فقال لي يا أبا حمزة هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا

7-  كتاب سليم بن قيس، قال قال أمير المؤمنين ع لعبد الله بن عمر ما قال لك أبوك حين دعانا رجلا رجلا فقال أما أدنى شهادتي فإنه قال إن بايعوا أصلع بني هاشم حملهم على المحجة البيضاء و أقامهم على كتاب ربهم و سنة نبيهم ثم قال يا ابن عمر فما قلت أنت عند ذلك قال قلت له فما يمنعك أن تستخلفه قال فما رد عليك قال و رد علي شيئا أكتمه قال علي ع فإن رسول الله ص قد أخبرني به ليلة مات أبوك في منامي و من رأى رسول الله ص فقد رآه في اليقظة قال فما أخبرك قال أنشدك الله يا ابن عمر لئن حدثتك لتصدقن   قال أو أسكت قال فإنه قال لك حين قلت له فما يمنعك أن تستخلفه قال الصحيفة التي كتبناها بيننا و العهد في الكعبة في حجة الوداع فسكت ابن عمر و قال أسألك بحق رسول الله ص لما أمسكت عني الخبر

8-  و منه، عن عبد الرحمن بن غنم الأزدي و ساق قصة وفاة معاذ بن جبل و أبي بكر إلى أن قال دعا بالويل و الثبور و قال هذا محمد و علي صلوات الله عليهما يبشراني بالنار بيده الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة و هو يقول لقد وفيت بها فظاهرت على ولي الله و أصحابك فأبشر بالنار في أسفل السافلين قال سليم فقلت لمحمد بن أبي بكر فمن ترى حدث أمير المؤمنين عن هؤلاء الخمسة بما قالوا قال رسول الله ص إنه يراه في منامه كل ليلة و حديثه إياه في المنام مثل حديثه إياه في اليقظة فإن رسول الله ص قال من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي في نوم و لا يقظة و لا بأحد من أوصيائي إلى يوم القيامة قال سليم فقلت لمحمد بن أبي بكر من حدثك بهذا قال علي ع فقلت سمعت أنا أيضا كما سمعت أنت قلت لمحمد فلعل ملكا من الملائكة حدثه قال أو ذاك و ساقه إلى أن قال سليم فلما قتل محمد بن أبي بكر بمصر و عزينا أمير المؤمنين ع حدثته بما حدثني به محمد و خبرته بما خبرني به عبد الرحمن بن غنم قال صدق محمد رحمه الله أما إنه شهيد يرزق الحديث

9-  مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن المفيد عن الصدوق عن أبيه عن محمد بن القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عمن سمع حنان بن سدير الصيرفي قال سمعت أبي يقول رأيت رسول الله ص فيما يرى النائم و بين يديه طبق مغطى بمنديل فدنوت منه و سلمت عليه فرد السلام ثم كشف المنديل عن الطبق فإذا فيه رطب فجعل يأكل منه فدنوت منه فقلت يا رسول الله ناولني رطبة فناولني واحدة فأكلتها ثم قلت يا رسول الله ناولني أخرى فناولنيها فأكلتها فجعلت كلما أكلت واحدة سألته أخرى حتى أعطاني ثمانية رطبات فأكلتها ثم طلبت منه أخرى فقال لي حسبك قال فانتبهت من منامي فلما كان من   الغد دخلت على جعفر بن محمد الصادق ع و بين يديه طبق مغطى بمنديل كأنه الذي رأيته في المنام بين يدي رسول الله ص فسلمت عليه فرد علي السلام ثم كشف الطبق فإذا فيه رطب فجعل يأكل منه فعجبت لذلك و قلت جعلت فداك ناولني رطبة فناولني فأكلتها ثم طلبت أخرى حتى أكلت ثماني رطبات ثم طلبت منه أخرى فقال لي لو زادك جدي رسول الله ص لزدناك فأخبرته فتبسم تبسم عارف بما كان

10-  و منه، بإسناده عن سلمان في أجوبة أمير المؤمنين ع عن مسائل الجاثليق و ساق إلى أن طلب الجاثليق منه ع المعجز فقال أمير المؤمنين خرجت أيها النصراني من مستقرك مضمرا خلاف ما أظهرت الآن من الطلب و الاسترشاد فأريت في منامك مقامي و حدثت فيه كلامي و حذرت فيه من خلافي و أمرت فيه باتباعي قال صدقت و الله الذي بعث المسيح ما اطلع على ما أخبرتني به غير الله تعالى ثم أسلم و أسلم الذين كانوا معه

 أقول قد مر في أبواب معجزات الأئمة ع أخبار كثيرة في ذلك تركناها مخافة الإطناب و التكرار و ستأتي رؤيا أم داود في باب عمل الاستفتاح

11-  التوحيد للصدوق، بإسناده عن وهب بن وهب القرشي عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع رأيت الخضر ع قبل بدر بليلة فقلت له علمني شيئا أنصر به على الأعداء فقال يا هو يا من لا هو إلا هو فلما أصبحت قصصتها على رسول الله ص فقال يا علي علمت الاسم الأعظم و كان على لساني يوم بدر الخبر

12-  مجالس ابن الشيخ، عن أبيه عن ابن حشيش عن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن مخلد عن أحمد بن ميثم عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن   أبي بكر بن عياش قال إني رأيت في منامي حين وجه موسى بن عيسى إلى قبر الحسين ع من كربه و كرب جميع أرض الحائر و زرع الزرع فيها كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضتني خنازير عشرة تريدني فأغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني فمضيت لوجهي فلما صرت إلى شاهي ضللت الطريق فرأيت هناك عجوزا فقالت لي أين تريد أيها الشيخ قلت أريد الغاضرية قالت لي تنظر هذا الوادي فإنك إذا أتيت إلى آخره اتضح لك الطريق فمضيت و فعلت ذلك فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك فقلت من أين أنت أيها الشيخ فقال لي أنا من أهل هذه القرية فقلت كم تعد من السنين قال ما أحفظ ما مر من سني و عمري و لكن أبعد ذكري أني رأيت الحسين بن علي ع و من كان معه من أهله و من تبعه يمنعون الماء الذي تراه و لا تمنع الكلاب و لا الوحوش شربه فاستفظعت ذلك و قلت له ويحك أنت رأيت هذا قال إي و الذي سمك السماء لقد رأيت هذا أيها الشيخ و عاينته و إنك و أصحابك الذين تعينون على ما قد رأينا مما أقرح عيون المسلمين إن كان في الدنيا مسلم فقلت ويحك و ما هو قال حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه قلت و ما جرى قال أ يكرب قبر ابن النبي ص و يحرث أرضه قلت و أين القبر قال ها هو ذا أنت واقف في أرضه و أما القبر فقد عمي عن أن يعرف موضعه قال ابن عياش و ما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط و لا أتيته في طول عمري فقلت من لي بمعرفته فمضى معي الشيخ حتى وقف بي على حير له باب و آذن و إذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للآذن أريد الدخول على ابن رسول الله ص فقال لا تقدر على الوصول في هذا الوقت قلت و لم قال هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله و محمد رسول الله و معهما جبرئيل و ميكائيل في رعيل من الملائكة كثير قال ابن عياش فانتبهت و قد دخلني روع شديد و حزن و كآبة و مضت بي الأيام حتى كدت أن أنسى المنام ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدين   كان لي على رجل منهم فخرجت و أنا لا أذكر الحديث حتى صرت بقنطرة الكوفة و لقيني عشرة من اللصوص فحين رأيتهم ذكرت الحديث و رعبت من خشيتي لهم فقالوا لي ألق ما معك و انج بنفسك و كان معي نفيقة فقلت ويحكم أنا أبو بكر بن عياش و إنما خرجت في طلب دين لي و الله لا تقطعوني عن طلب ديني و تصرفاتي في نفقتي فإني شديد الإضافة فنادى رجل منهم مولاي و رب الكعبة لا تعرض له ثم قال لبعض فتيانهم كن معه حتى تصير به إلى الطريق الأيمن قال أبو بكر فجعلت أتذكر ما رأيته في المنام و أتعجب من تأويل الخنازير حتى صرت إلى نينوى فرأيت و الله الذي لا إله إلا هو الشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته و هيئته رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء فحين رأيته ذكرت الأمر و الرؤيا فقلت لا إله إلا الله ما كان هذا إلا وحيا ثم سألته كمسألتي إياه في المنام فأجابني بما كان أجابني ثم قال لي امض بنا فمضيت فوقفت معه على الموضع و هو مكروب فلم يفتني شي‏ء من منامي إلا الآذن و الحير فإني لم أر حيرا و لم أر آذنا ثم قال أبو بكر إن أبا حصين حدثني أن رسول الله ص قال من رآني في المنام فإياي رأى فإن الشيطان لا يتشبه بي تمام الخبر

 بيان تقول كرب الأرض إذا قلبتها للحرث و الرعيل القطعة من الخيل و الإضافة الضيافة. أقول و قد مضت أخبار كثيرة من هذا الباب في أبواب معجزات الأئمة و معجزات ضرائحهم المقدسة