باب 8- عمر آدم و وفاته و وصيته إلى شيث و قصصه ع

 1-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد عن عبد الله بن سنان قال لما قدم أبو عبد الله ع على أبي العباس و هو بالحيرة خرج يوما يريد عيسى بن موسى فاستقبله بين الحيرة و الكوفة و معه ابن شبرمة القاضي فقال أين يا أبا عبد الله فقال أردتك فقال قصر الله خطوك قال فمضى معه فقال له ابن شبرمة ما تقول يا أبا عبد الله في شي‏ء سألني عنه الأمير فلم يكن عندي فيه شي‏ء فقال و ما هو قال سألني عن أول كتاب كتب في الأرض قال نعم إن الله عز و جل عرض على آدم ذريته عرض العين في صور الذر نبيا فنبيا و ملكا فملكا و مؤمنا فمؤمنا و كافرا فكافرا فلما انتهى إلى داود ع قال من هذا الذي نبأته و كرمته و قصرت عمره قال فأوحى الله عز و جل إليه هذا ابنك داود عمره أربعون سنة و أني قد كتبت الآجال و قسمت الأرزاق و أنا أمحو ما أشاء و أثبت و عندي أم الكتاب فإن جعلت له شيئا من عمرك ألحقته له قال يا رب قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة قال فقال الله عز و جل لجبرئيل و ميكائيل و ملك الموت اكتبوا عليه كتابا فإنه سينسى قال فكتبوا عليه كتابا و ختموه بأجنحتهم من طينة عليين قال فلما حضرت آدم ع الوفاة أتاه ملك الموت فقال آدم يا ملك الموت ما جاء بك قال جئت لأقبض روحك قال قد بقي من عمري ستون سنة فقال إنك جعلتها لابنك داود قال و نزل عليه جبرئيل و أخرج له الكتاب فقال أبو عبد الله ع فمن أجل ذلك إذا أخرج الصك على المديون ذل المديون فقبض روحه

 2-  ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر ع أن الله عز و جل عرض على آدم أسماء الأنبياء و أعمارهم قال فمر بآدم اسم داود النبي ع فإذا عمره في العالم أربعون سنة فقال آدم ع يا رب ما أقل عمر داود و ما أكثر عمري يا رب إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة أ تثبت له ذلك قال نعم يا آدم قال فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة فأنفذ ذلك له و أثبتها له عندك و اطرحها من عمري قال أبو جعفر ع فأثبت الله عز و جل لداود في عمره ثلاثين سنة و كانت له عند الله مثبتة فذلك قول الله عز و جل يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ قال فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم و أثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا قال فمضى عمر آدم ع فهبط ملك الموت لقبض روحه فقال له آدم يا ملك الموت إنه قد بقي من عمري ثلاثون سنة فقال له ملك الموت يا آدم أ لم تجعلها لابنك داود النبي ع و طرحتها من عمرك حين عرض عليك أسماء الأنبياء من ذريتك و عرضت عليك أعمارهم و أنت يومئذ بوادي الدخياء قال فقال له آدم ع ما أذكر هذا قال فقال له ملك الموت يا آدم لا تجحد أ لم تسأل الله عز و جل أن يثبتها لداود و يمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور و محاها من عمرك في الذكر قال آدم ع حتى أعلم ذلك قال أبو جعفر ع و كان آدم صادقا لم يذكر و لم يجحد فمن ذلك اليوم أمر الله تبارك و تعالى العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا و تعاملوا إلى أجل مسمى لنسيان آدم و جحوده ما جعل على نفسه

 بيان هذان الخبران مع اختلافهما مخالفان لما هو المشهور عند متكلمي الإمامية من نفي السهو عنهم ع مطلقا بل أجمعوا عليه و المخالف كالصدوق رحمه الله حيث جوز الإسهاء معروف كما عرفت و لا يبعد حملهما على التقية لأنهم رووه بطرق متعددة

  -3  يب، ]تهذيب الأحكام[ أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن خلف بن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال لما مات آدم ع فبلغ إلى الصلاة عليه قال هبة الله لجبرئيل تقدم يا رسول الله فصل على نبي الله فقال جبرئيل ع إن الله أمرنا بالسجود لأبيك فلسنا نتقدم أبرار ولده و أنت من أبرهم فتقدم فكبر عليه خمسا عدة الصلوات التي فرضها الله على أمة محمد ص و هي السنة الجارية في ولده إلى يوم القيامة

 4-  كا، ]الكافي[ العدة عن ابن أحمد عن أبي نجران عن المفضل عن جابر عن أبي جعفر ع قال إن ما بين الركن و المقام لمشحون من قبور الأنبياء و إن آدم لفي حرم الله عز و جل

 5-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن أبي عيسى و البرقي معا عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن سفيان بن السمط عن أبي عبد الله ع قال إن آدم ع اشتكى فاشتهى فاكهة فانطلق هبة الله يطلب له فاكهة فاستقبل جبرئيل فقال له أين تذهب يا هبة الله فقال إن آدم يشتكي و إنه اشتهى فاكهة قال له فارجع فإن الله عز و جل قد قبض روحه قال فرجع فوجده قد قبضه الله فغسلته الملائكة ثم وضع و أمر هبة الله أن يتقدم و يصلي عليه فتقدم فصلى عليه و الملائكة خلفه و أوحى الله عز و جل إليه أن يكبر عليه خمسا و أن يسله و أن يسوي قبره ثم قال هكذا فاصنعوا بموتاكم

 6-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن سماعة قال قال أبو عبد الله ع لما مات آدم و شمت به إبليس و قابيل فاجتمعا في الأرض فجعل إبليس و قابيل المعازف و الملاهي شماتة بآدم ع فكل ما كان في الأرض من هذا الضرب الذي يتلذذ به الناس فإنما هو من ذاك

 7-  يب، ]تهذيب الأحكام[ سمعت مرسلا من الشيوخ و مذاكرة و لم يحضرني الآن إسناده أن آدم ع لما أهبطه الله من جنة المأوى إلى الأرض استوحش فسأل الله تعالى أن يؤنسه بشي‏ء من أشجار الجنة فأنزل الله تعالى إليه النخلة فكان يأنس بها في حياته فلما حضرته الوفاة قال لولده إني كنت آنس بها في حياتي و أرجو الأنس بها بعد وفاتي فإذا مت فخذوا منها جريدا و شقوه بنصفين وضعوهما معي في أكفاني ففعل ولده ذلك و فعلته الأنبياء بعده ثم اندرس ذلك في الجاهلية فأحياه النبي ص و فعله فصارت سنة متبعة

 8-  ل، ]الخصال[ سيجي‏ء في أخبار فضل يوم الجمعة عن أبي لبابة عن النبي ص أن آدم ع توفي يوم الجمعة

 9-  فس، ]تفسير القمي[ الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله عن آبائه ع في خبر طويل أنه عرض ملك الروم على الحسن بن علي ع صور الأنبياء فعرض عليه صنما في صفة حسنة فقال الحسن ع هذه صفة شيث بن آدم ع و كان أول من بعث و بلغ عمره في الدنيا ألف سنة و أربعين يوما

 بيان أول من بعث أي بعد آدم ع أو من ذريته قال في الكامل قيل إن شيثا كان لم يزل مقيما بمكة يحج و يعتمر إلى أن مات و إنه كان قد جمع ما أنزل عليه و على أبيه آدم من الصحف و عمل بما فيها و إنه بنى الكعبة بالحجارة و الطين و قيل إنه لما مرض أوصى إلى ابنه أنوش و مات فدفن مع أبويه بغار أبي قيس و كان مولده لمضي مائتي سنة و خمس و ثلاثين سنة من عمر آدم و قيل غير ذلك و كانت وفاته و قد أتت له تسعمائة سنة و اثنتا عشرة سنة

 10-  مع، ]معاني الأخبار[ ل، ]الخصال[ في خبر أبي ذر عن النبي ص أن أربعة من الأنبياء سريانيون آدم و شيث و إدريس و نوح و أن الله تعالى أنزل على شيث خمسين صحيفة

 11-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة عن النوفلي عن علي بن داود اليعقوبي عن مقاتل بن مقاتل عمن سمع زرارة يقول سئل أبو عبد الله ع عن بدء النسل من آدم ع كيف كان و عن بدء النسل من ذرية آدم و ساق الحديث إلى آخر ما أوردنا في باب تزويج آدم ثم قال فلم يلبث آدم ع بعد ذلك إلا يسيرا حتى مرض فدعا شيثا و قال يا بني إن أجلي قد حضر و أنا مريض و إن ربي قد أنزل من سلطانه ما قد ترى و قد عهد إلي فيما قد عهد أن أجعلك وصيي و خازن ما استودعني و هذا كتاب الوصية تحت رأسي و فيه أثر العلم و اسم الله الأكبر فإذا أنا مت فخذ الصحيفة و إياك أن يطلع عليها أحد و أن تنظر فيها إلى قابل في مثل هذا اليوم الذي يصير إليك فيه و فيها جميع ما تحتاج إليه من أمور دينك و دنياك و كان آدم ع نزل بالصحيفة التي فيها الوصية من الجنة ثم قال آدم ع لشيث يا بني إني قد اشتهيت ثمرة من ثمار الجنة فاصعد إلى جبل الحديد فانظر من لقيته من الملائكة فأقرئه مني السلام و قل له إن أبي مريض و هو يستهديكم من ثمار الجنة قال فمضى حتى صعد إلى الجبل فإذا هو بجبرئيل في قبائل من الملائكة فبدأه جبرئيل بالسلام ثم قال إلى أين يا شيث فقال له شيث و من أنت يا عبد الله قال أنا الروح الأمين جبرئيل فقال إن أبي مريض و قد أرسلني إليكم و هو يقرئكم السلام و يستهديكم من ثمار الجنة فقال له جبرئيل ع و على أبيك السلام يا شيث أما إنه قد قبض و إنما نزلت لشأنه فعظم الله على مصيبتك فيه أجرك و أحسن على العزاء منه صبرك و آنس بمكانه منك عظيم وحشتك ارجع فرجع معهم و معهم كل ما يصلح به أمر آدم ع قد جاءوا به من الجنة فلما صاروا إلى آدم ع كان أول ما صنع شيث إن أخذ صحيفة الوصية من تحت رأس آدم ع فشدها على بطنه فقال جبرئيل ع من مثلك يا شيث قد أعطاك الله سرور كرامته و ألبسك لباس عافيته فلعمري لقد خصك الله منه بأمر جليل ثم إن جبرئيل ع و شيثا أخذا في غسله و أراه جبرئيل كيف يغسله حتى فرغ ثم أراه كيف يكفنه و يحنطه حتى فرغ ثم أراه كيف يحفر له ثم إن جبرئيل أخذ بيد شيث فأقامه للصلاة عليه كما نقوم اليوم نحن ثم قال كبر على أبيك سبعين تكبيرة و علمه كيف يصنع ثم إن جبرئيل ع أمر الملائكة أن يصطفوا قياما خلف شيث كما يصطف اليوم خلف المصلي على الميت فقال شيث ع يا جبرئيل و يستقيم هذا لي و أنت من الله بالمكان الذي أنت و معك عظماء الملائكة فقال جبرئيل يا شيث أ لم تعلم أن الله تعالى لما خلف أباك آدم أوقفه بين الملائكة و أمرنا بالسجود له فكان إمامنا ليكون ذلك سنة في ذريته و قد قبضه اليوم و أنت وصيه و وارث علمه و أنت تقوم مقامه فكيف نتقدمك و أنت إمامنا فصلى بهم عليه كما أمره ثم أراه كيف يدفنه فلما فرغ من دفنه و ذهب جبرئيل ع و من معه ليصعدوا من حيث جاءوا بكى شيث و نادى يا وحشتاه فقال له جبرئيل لا وحشة عليك مع الله تعالى يا شيث بل نحن نازلون عليك بأمر ربك و هو يؤنسك فلا تحزن و أحسن ظنك بربك فإنه بك لطيف و عليك شفيق ثم صعد جبرئيل و من معه و هبط قابيل من الجبل و كان على الجبل هاربا من أبيه آدم ع أيام حياته لا يقدر أن ينظر إليه فلقي شيثا فقال يا شيث إني إنما قتلت هابيل أخي لأن قربانه تقبل و لم يتقبل قرباني و خفت أن يصير بالمكان الذي قد صرت أنت اليوم فيه و قد صرت بحيث أكره و إن تكلمت بشي‏ء مما عهد إليك به أبي لأقتلنك كما قتلت هابيل قال زرارة ثم قال أبو عبد الله ع بيده إلى فمه فأمسكه يعلمنا أي هكذا أنا ساكت فلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة معشر شيعتنا فتمكنوا عدوكم من رقابكم

 فتكونوا عبيدا لهم بعد إذ أنتم أربابهم و ساداتهم فإن في التقية منهم لكم ردا عما قد أصبحوا فيه من الفضائح بأعمالهم الخبيثة علانية و ما يرون منكم من تورعكم عن المحارم و تنزهكم عن الأشربة السوء و المعاصي و كثرة الحج و الصلاة و ترك كلامهم

 12-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن علي بن الحسين ع قال إن ابن آدم حين قتل أخاه قتل شرهما خيرهما فوهب الله لآدم ولدا فسماه هبة الله و كان وصيه فلما حضر آدم ع وفاته قال يا هبة الله قال لبيك قال انطلق إلى جبرئيل فقل إن أبي آدم يقرئك السلام و يستطعمك من طعام الجنة و قد اشتاق إلى ذلك فخرج هبة الله فاستقبله جبرئيل فأبلغه ما أرسله به أبوه إليه فقال له جبرئيل رحم الله أباك فرجع هبة الله و قد قبض الله تعالى آدم ع فخرج به هبة الله و صلى عليه و كبر عليه خمسا و سبعين تكبيرة سبعين لآدم و خمسة لأولاده من بعده

 بيان يمكن الجمع بين تلك الأخبار بأنه أمر بالتكبير عليه خمسا و سبعين خمسا وجوبا ليجري في أولاده و سبعين استحبابا لخصوصه ع فخبر ابن السمط محمول على ما أمر به وجوبا و خبر زرارة على ما خص آدم ع به

 13-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن متيل عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و كرام بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن الصادق ع قال أوحى الله إلى آدم ع أن قابيل عدو الله قتل أخاه و أنى أعقبك منه غلاما يكون خليفتك و يرث علمك و يكون عالم الأرض و ربانيها بعدك و هو الذي يدعى في الكتب شيثا و سماه أبا محمد هبة الله و هو اسمه بالعربية و كان آدم بشر بنوح ع و قال إنه سيأتي نبي من بعدي اسمه نوح فمن بلغه منكم فليسلم له فإن قومه يهلكون بالغرق إلا من آمن به و صدقه فيما قيل لهم و ما أمروا به

 14-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر ع قال لما علم آدم ع بقتل هابيل جزع عليه جزعا شديدا فشكا ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله تعالى إليه أني واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل فولدته حواء فلما كان يوم السابع سماه آدم ع شيثا فأوحى الله تعالى إليه يا آدم إنما هذا الغلام هبة مني إليك فسمه هبة الله فسماه آدم به فلما جاء وقت وفاة آدم ع أوحى الله تعالى إليه أني متوفيك فأوص إلى خير ولدك و هو هبتي الذي وهبته لك فأوص إليه و سلم إليه ما علمتك من الأسماء فإني أحب أن لا يخلو الأرض من عالم يعلم علمي و يقضي بحكمي اجعله حجة لي على خلقي فجمع آدم ع ولده جميعا من الرجال و النساء ثم قال لهم يا ولدي إن الله تعالى أوحى إلي أني متوفيك و أمرني أن أوصي إلى خير ولدي و إنه هبة الله و إن الله اختاره لي و لكم من بعدي فاسمعوا له و أطيعوا أمره فإنه وصيي و خليفتي عليكم فقالوا جميعا نسمع له و نطيع أمره و لا نخالفه قال و أمر آدم ع بتابوت ثم جعل فيه علمه و الأسماء و الوصية ثم دفعه إلى هبة الله فقال له انظر إذا أنا مت يا هبة الله فاغسلني و كفني و صل علي و أدخلني حفرتي و إذا حضرت وفاتك و أحسست بذلك من نفسك فالتمس خير ولدك و أكثرهم لك صحبة و أفضلهم فأوص إليه بما أوصيت به إليك و لا تدع الأرض بغير عالم منا أهل البيت يا بني إن الله تعالى أهبطني إلى الأرض و جعلني خليفة فيها و حجة له على خلقه و جعلتك حجة الله في أرضه من بعدي فلا تخرجن من الدنيا حتى تجعل لله حجة على خلقه و وصيا من بعدك و سلم إليه التابوت و ما فيه كما سلمت إليك و أعلمه أنه سيكون من ذريتي رجل نبي اسمه نوح يكون في نبوته الطوفان و الغرق فأوص وصيك أن يحتفظ بالتابوت و بما فيه فإذا حضرته وفاته فمره أن يوصي إلى خير ولده و ليضع كل وصي وصيته في التابوت و ليوص بذلك بعضهم إلى بعض فمن أدرك منهم نبوة نوح فليركب معه و ليحمل التابوت و ما فيه إلى فلكه و لا يتخلف عنه واحد و احذر يا هبة الله و أنتم يا ولدي الملعون قابيل فلما كان اليوم الذي أخبره الله أنه متوفيه تهيأ آدم ع للموت و أذعن به فهبط ملك الموت فقال آدم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أني عبد الله و خليفته في أرضه ابتدأني بإحسانه و أسجد لي ملائكته و علمني الأسماء كلها ثم أسكنني جنته و لم يكن جعلها لي دار قرار و لا منزل استيطان و إنما خلقني لأسكن الأرض للذي أراد من التقدير و التدبير و قد كان نزل جبرئيل ع بكفن آدم من الجنة و الحنوط و المسحاة معه قال و نزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك ليحضروا جنازة آدم فغسله هبة الله و جبرئيل و كفنه و حنطه ثم قال جبرئيل لهبة الله تقدم فصل على أبيك و كبر عليه خمسا و سبعين تكبيرة فحفرت الملائكة ثم أدخلوه حفرته فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله تعالى فلما حضرته وفاته أوصى إلى ابنه قينان و سلم إليه التابوت فقام قينان في إخوته و ولد أبيه بطاعة الله تعالى و تقدس فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه يرد و سلم إليه التابوت و جميع ما فيه و تقدم إليه في نبوة نوح ع فلما حضرت وفاة يرد أوصى إلى ابنه أخنوخ و هو إدريس و سلم إليه التابوت و جميع ما فيه و الوصية فقام أخنوخ به فلما قرب أجله أوحى الله تعالى إليه أني رافعك إلى السماء فأوص إلى ابنك خرقاسيل ففعل فقام خرقاسيل بوصية أخنوخ فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه نوح ع و سلم إليه التابوت فلم يزل التابوت عند نوح حتى حمله معه في سفينته فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه سام و سلم إليه التابوت و جميع ما فيه

 شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام عن حبيب مثله مع زيادات أوردناها في باب ذكر الأوصياء من لدن آدم في كتاب الإمامة

 15-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن ابن الوليد عن سعد عن ابن عيسى عن الحسن بن علي عن عمر عن أبان بن عثمان عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال أرسل آدم ابنه إلى جبرئيل ع فقال قل له يقول لك أبي أطعمني من زيت الزيتون التي في موضع كذا و كذا من الجنة فلقاه جبرئيل فقال له ارجع إلى أبيك فقد قبض و أمرنا بإجهازه و الصلاة عليه قال فلما جهزوه قال جبرئيل تقدم يا هبة الله فصل على أبيك فتقدم و كبر عليه خمسا و سبعين تكبيرة سبعين تفضيلا لآدم ع و خمسا للسنة قال و آدم ع لم يزل يعبد الله بمكة حتى إذا أراد أن يقبضه بعث إليه الملائكة معهم سرير و حنوط و كفن من الجنة فلما رأت حواء ع الملائكة ذهبت لتدخل بينه و بينهم فقال لها آدم خلي بيني و بين رسل ربي فقبض فغسلوه بالسدر و الماء ثم لحدوا قبره و قال هذا سنة ولده من بعده فكان عمره منذ خلقه الله إلى أن قبضه تسعمائة و ستا و ثلاثين سنة و دفن بمكة و كان بين آدم و نوح ع ألف و خمسمائة سنة

 16-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال قبض آدم ع و كبر عليه ثلاثين تكبيرة فرفع خمس و عشرون بقي السنة علينا خمسا و كان رسول الله يكبر على أهل بدر سبعا و تسعا

 بيان لعل ذكر الثلاثين في هذا الخبر للتقية لأنهم رووا ذلك عن ابن عباس كما ذكره صاحب الكامل و غيره

 17-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده إلى وهب قال لما حضر آدم الوفاة أوصى إلى شيث و حفر لآدم في غار في أبي قيس يقال له غار الكنز فلم يزل آدم ع في ذلك الغار حتى كان زمن الغرق استخرجه نوح ع في تابوت و جعله معه في السفينة

  أقول سيأتي خبر طويل في كتاب الإمامة في باب اتصال الوصية من لدن آدم ع

 18-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عمن ذكره عن محمد بن سنان و حدثني محمد الحميري عن أبيه عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى نوح ع و هو في السفينة أن يطوف بالبيت أسبوعا فطاف بالبيت أسبوعا كما أوحى الله إليه ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم ع فحمل التابوت في جوف السفينة حتى طاف بالبيت ما شاء الله أن يطوف ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ففيها قال الله للأرض ابْلَعِي ماءَكِ فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء من مسجدها و تفرق الجمع الذي كان مع نوح في السفينة فأخذ نوح التابوت فدفنه في الغري

 19-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى معا عن الأشعري عن محمد بن يوسف التميمي عن الصادق عن آبائه ع قال قال النبي ص عاش آدم أبو البشر تسعمائة و ثلاثين سنة

 بيان اعلم أن الناس اختلفوا في عمر آدم ع

 فروى العامة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله أنه كان كتب له ألف سنة فوهب ستين لداود ع ثم رجع

و رووا عن ابن عباس أنه وهب من الألف أربعين فجحد فأكمل الله لآدم ألف سنة و لداود ع مائة سنة و رووا مثل ذلك عن جماعة منهم سعيد بن جبير و رووا أنه قال ابن عباس كان عمره تسعمائة و ستا و ثلاثين سنة و أهل التوراة يزعمون أن عمره تسعمائة و ثلاثون سنة و قال ابن الأثير في الكامل على رواية أبي هريرة لم يكن كثير اختلاف بين الحديثين و ما في التوراة فلعل الله ذكر عمره في التوراة سوى ما وهبه لداود انتهى. و قال المسعودي توفي يوم الجمعة لست خلون من نيسان في الساعة التي كان فيها خلقه و كان عمره تسعمائة و ثلاثين سنة انتهى. و ذكر السيد في سعد السعود من صحف إدريس ع مرضه عشرة أيام بالحمى و وفاته يوم الجمعة لأحد عشر يوما خلت من المحرم و دفنه في غار في جبل أبي قبيس و وجهه إلى الكعبة و إن عمره ع من وقت نفخ فيه الروح إلى وفاته ألف سنة و ثلاثين و إن حواء ع مابقيت بعده إلا سنة ثم مرضت خمسة عشر يوما ثم توفيت و دفنت إلى جنب آدم ع ثم قال و نبأ الله شيثا و أنزل عليه خمسين صحيفة فيها دلائل الله و فرائضه و أحكامه و سننه و شرائعه و حدوده فأقام بمكة يتلو تلك الصحف على بني آدم و يعلمها و يعبد الله و يعمر الكعبة فيعتمر في كل شهر و يحج في أوان الحج حتى تم له تسعمائة سنة و اثنتا عشرة سنة فمرض فدعا ابنه أيوس فأوصى به إليه و أمره بتقوى الله ثم توفي فغسله أيوس ابنه و قينان بن أيوس و مهلائيل بن قينان فتقدم أيوس فصلى عليه و دفنوه عن يمين آدم في غار أبي قبيس. ثم قال السيد رضي الله عنه وجدت في السفر الثالث من التوراة أن حياة آدم كانت تسعمائة و ثلاثين سنة و قال محمد بن خالد البرقي رحمه الله إن عمر آدم ع كان تسع مائة و ستا و ثلاثين سنة ذكر ذلك في كتاب البداء عن الصادق ع. أقول يمكن رفع التنافي بين خبري الفضيل و التميمي بأن يكون ع أسقط النيف في الخبر الأخير بأن يكون الغرض ذكر أصل العقود سوى الكسور على أنه يحتمل أن يكون الإسقاط من الرواة