باب 14- آداب العشرة معه ص و تفخيمه و توقيره في حياته و بعد وفاته ص

الآيات النور إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ الأحزاب يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَّ وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً إلى قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً إلى قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَ كانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً الفتح إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا الحجرات يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَ لا تَجْهَرُوا  لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ المجادلة أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَ يَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَ إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَ تَناجَوْا بِالْبِرِّ وَ التَّقْوى وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَ إِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ اللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ تفسير قال البيضاوي إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ أي الكاملون في الإيمان الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ من صميم قلوبهم وَ إِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ كالجمعة و الأعياد و الحروب و المشاورة في الأمور لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ يستأذنوا رسول الله ص فيأذن لهم و اعتباره في كمال الإيمان لأنه كالمصداق لصحته و المميز للمخلص فيه و المنافق

   فإن ديدنه التسلل و الفرار و لتعظيم الجرم في الذهاب عن مجلسه بغير إذنه و لذلك أعاده مؤكدا على أسلوب أبلغ فقال إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فإنه يفيد أن المستأذن مؤمن لا محالة و أن الذاهب بغير إذن ليس كذلك فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ ما يعرض لهم من المهام و فيه أيضا مبالغة و تضييق للأمر فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ تفويض للأمر إلى رأي الرسول ص و استدل به على أن بعض الأحكام مفوضة إلى رأيه و من منع ذلك قيد المشية بأن تكون تابعة لعلمه بصدقه و كأن المعنى فأذن لمن علمت أن له عذرا وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ بعد الإذن فإن الاستئذان و لو لعذر قصور لأنه تقديم لأمر الدنيا على أمر الدين إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لفرطات العباد رَحِيمٌ بالتيسير عليهم لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً لا تقيسوا دعاءه إياكم على دعاء بعضكم بعضا في جواز الإعراض و المساهلة في الإجابة و الرجوع بغير إذن فإن المبادرة إلى إجابته واجبة و المراجعة بغير إذنه محرمة و قيل لا تجعلوا نداءه و تسميته كنداء بعضكم بعضا باسمه و رفع الصوت و النداء وراء الحجرات و لكن بلقبه المعظم مثل يا نبي الله و يا رسول الله مع التوقير و التواضع و خفض الصوت أو لا تجعلوا دعاءه عليكم كدعاء بعضكم على بعض فلا تبالوا بسخطه فإنه مستجاب أو لا تجعلوا دعاءه لله كدعاء صغيركم كبيركم يجيبه مرة و يرده أخرى فإن دعاءه موجب قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ يتسللون قليلا قليلا من الجماعة و نظير تسلل تدرج لِواذاً ملاوذة بأن يستتر بعضهم ببعض حتى يخرج أو يلوذ بمن يؤذن له فينطلق معه كأنه تابعة و انتصابه على الحال فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ بترك مقتضاه و يذهبون سمتا على خلاف سمته و عن لتضمنه معنى الإعراض أو يصدون عن أمره دون المؤمنين من خالفه عن الأمر إذا صد عنه دونه و حذف المفعول لأن المقصود بيان المخالف عنه و الضمير لله فإن الأمر  له حقيقة أو للرسول فإنه المقصود بالذكر أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ محنة في الدنيا أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ في الآخرة. و قال في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ أي إلا وقت أن يؤذن لكم أو إلا مأذونا لكم إِلى طَعامٍ متعلق بيؤذن لأنه متضمن معنى يدعى للإشعار بأنه لا يحسن الدخول على الطعام من غير دعوة و إن أذن كما أشعر به قوله غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ غير منتظرين وقته أو إدراكه حال من فاعل لا تدخلوا أو المجرور في لكم و قرئ بالجر صفة لطعام وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا تفرقوا و لا تمكثوا و الآية خطاب لقوم كانوا يتحينون طعام رسول الله ص فيدخلون و يقعدون منتظرين لإدراكه مخصوصة بهم و بأمثالهم و إلا لما جاز لأحد أن يدخل بيوته بالإذن لغير الطعام و لا اللبث بعد الطعام لمهم وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ بعضكم بعضا أو لحديث أهل البيت بالتسمع له إِنَّ ذلِكُمْ اللبث كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ لتضييق المنزل عليه و على أهله و اشتغاله في ما لا يعنيه فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ من إخراجكم بقوله وَ اللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ يعني أن إخراجكم حق فينبغي أن لا يترك حياء كما لم يتركه الله ترك الحيي فأمركم بالخروج وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً شيئا ينتفع به فَسْئَلُوهُنَّ المتاع مِنْ وَراءِ حِجابٍ ستر ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَّ من الخواطر الشيطانية وَ ما كانَ لَكُمْ و ما صح لكم أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ أن تفعلوا ما يكرهه وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً من بعد وفاته أو فراقه إِنَّ ذلِكُمْ يعني إيذاءه و نكاح نسائه كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً ذنبا عظيما إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً لنكاحهن على ألسنتكم أَوْ تُخْفُوهُ في صدوركم فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً فيعلم ذلك فيجازيكم به لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ  وَ لا أَبْنائِهِنَّ وَ لا إِخْوانِهِنَّ وَ لا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَ لا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ

 استئناف لمن لا يجب الاحتجاب عنهم روي أنه لما نزلت آية الحجاب قال الآباء و الأبناء و الأقارب يا رسول الله أو نكلمهن أيضا من وراء حجاب فنزلت و إنما لم يذكر العم و الخال لأنهما بمنزلة الوالدين و لذلك سمي العم أبا أو لأنه كره ترك الاحتجاب منهما مخافة أن يصفا لأبنائهما وَ لا نِسائِهِنَّ و لا نساء المؤمنات وَ لا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ من العبيد و الإماء و قيل من الإماء خاصة وَ اتَّقِينَ اللَّهَ فيما أمرتن به إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيداً لا تخفى عليه خافية. إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ قال الطبرسي رحمه الله معناه أن الله يصلي على النبي و يثني عليه بالثناء الجميل و يبجله بأعظم التبجيل و ملائكته يصلون عليه و يثنون عليه بأحسن الثناء و يدعون له بأزكى الدعاء يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً

 قال أبو حمزة الثمالي حدثني السدي و حميد بن سعد الأنصاري و بريد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال لما نزلت هذه الآية قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه كيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد و بارك على محمد و آل محمد كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد

 و عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن هذه الآية فقلت كيف صلاة الله على رسوله فقال يا أبا محمد تزكيته له في السماوات العلى فقلت قد عرفت صلاتنا عليه فكيف التسليم فقال هو التسليم له في الأمور

فعلى هذا يكون معنى قوله وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً انقادوا لأمره و ابذلوا الجهد في  طاعته و جميع ما يأمركم به و قيل معناه سلموا عليه بالدعاء أي قولوا السلام عليك يا رسول الله. إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ قيل هم المنافقون و الكافرون و الذين وصفوا الله بما لا يليق به و كذبوا رسله و كذبوا عليه و إن الله عز و جل لا يلحقه أذى و لكن لما كانت مخالفة الأمر فيما بيننا تسمى إيذاء خوطبنا بما نتعارفه و قيل معناه يؤذون رسول الله فقدم ذكر الله على وجه التعظيم إذ جعل أذى رسوله أذى له تشريفا له و تكريما لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ أي يبعدهم الله من رحمته و يحل بهم وبال نقمته بحرمان زيادات الهدى في الدنيا و الخلود في النار في الآخرة وَ أَعَدَّ لَهُمْ في الآخرة عَذاباً مُهِيناً أي مذلا و لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى أي لا تؤذوا محمدا كما آذى بنو إسرائيل موسى ع. أقول قد مضى إيذاؤهم موسى ع في كتاب النبوة. و قال رحمه الله في قوله تعالى وَ تُعَزِّرُوهُ أي تنصروه بالسيف و اللسان و الهاء تعود إلى النبي ص وَ تُوَقِّرُوهُ أي تعظموه و تبجلوه وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا أي تصلوا لله بالغدوة و العشي و كثير من القراء اختاروا الوقف على وَ تُوَقِّرُوهُ لاختلاف الضمير فيه و فيما بعده و قيل وَ تُعَزِّرُوهُ أي و تنصروا الله وَ تُوَقِّرُوهُ أي و تعظموه و تطيعوه فتكون الكنايات متفقة

 و قال رحمه الله في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا نزلت في وفد تميم و هم عطارد بن حاجب بن زرارة في أشراف من بني تميم منهم الأقرع بن حابس و الزبرقان بن بدر و عمرو بن الأهتم و قيس بن عاصم في وفد عظيم فلما دخلوا المسجد نادوا  رسول الله ص من وراء الحجرات أن اخرج إلينا يا محمد فآذى ذلك رسول الله ص فخرج إليهم فقالوا جئناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا و خطيبنا قال أذنت فقام عطارد بن حاجب و قال الحمد لله الذي جعلنا ملوكا الذي له الفضل علينا و الذي وهب لنا أموالا عظاما نفعل بها المعروف و جعلنا أعز أهل المشرق و أكثر عددا و عدة فمن مثلنا في الناس فمن فاخرنا فليعد مثل ما عددنا و لو شئنا لأكثرنا من الكلام و لكنا نستحيي من الإكثار ثم جلس فقال رسول الله ص لثابت بن قيس بن شماس قم فأجبه فقام فقال الحمد لله الذي خلق السماوات و الأرض خلقة و قضى فيه أمره و وسع كرسيه علمه و لم يكن شي‏ء قط إلا من فضله ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكا و اصطفى من خير خلقه رسولا أكرمه نسبا و أصدقه حديثا و أفضله حسبا فأنزل عليه كتابا و ائتمنه على خلقه فكان خيرة الله على العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان بالله فآمن به المهاجرون من قومه و ذوي رحمه أكرم الناس أحسابا و أحسنهم وجوها فكان أول الخلق إجابة و استجاب لله حين دعاه رسول الله ص فنحن أنصار رسول الله و ردؤه نقاتل الناس حتى يؤمنوا فمن آمن بالله و رسوله منع ماله و دمه و من نكث جاهدناه في الله أبدا و كان قتله علينا يسيرا أقول هذا و أستغفر الله للمؤمنين و المؤمنات و السلام عليكم ثم قام الزبرقان بن بدر ينشد و أجابه حسان بن ثابت فلما فرغ حسان من قوله قال الأقرع إن هذا الرجل خطيبه أخطب من خطيبنا و شاعره أشعر من شاعرنا و  أصواتهم أعلى من أصواتنا فلما فرغوا أجازهم رسول الله ص فأحسن جوائزهم و أسلموا عن ابن إسحاق و قيل إنهم ناس من بني العنبر كان النبي ص أصاب من ذراريهم فأقبلوا في فدائهم فقدموا المدينة و دخلوا المسجد و عجلوا أن يخرج إليهم النبي ص فجعلوا يقولون يا محمد اخرج إلينا عن أبي حمزة الثمالي عن عكرمة عن ابن عباس

 بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ بين اليدين عبارة عن الأمام و معناه لا تقطعوا أمرا دون الله و رسوله و لا تعجلوا به و قدم هاهنا بمعنى تقدم و هو لازم و قيل معناه لا تمكنوا أحدا يمشي أمام رسول الله ص بل كونوا تبعا له و أخروا أقوالكم و أفعالكم عن قوله و فعله و قال الحسن نزل في قوم ذبحوا الأضحية قبل العيد فأمرهم رسول الله ص بالإعادة و قال ابن عباس نهوا أن يتكلموا قبل كلامه أي إذا كنتم جالسين في مجلس رسول الله ص فسئل عن مسألة فلا تسبقوه بالجواب حتى يجيب النبي ص أولا و قيل معناه لا تسبقوه بقول و لا فعل حتى يأمركم به و الأولى حمل الآية على الجميع لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ لأن فيه أحد شيئين إما نوع استخفاف به فهو الكفر و إما سوء الأدب فهو خلاف التعظيم المأمور به وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ أي غضوا أصواتكم عند مخاطبتكم إياه و في مجلسه فإنه ليس مثلكم إذ يجب تعظيمه و توقيره من كل وجه و قيل معناه لا تقولوا له يا محمد كما يخاطب بعضكم بعضا بل خاطبوه بالتعظيم و التبجيل و قولوا يا رسول الله أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ أي كراهة أن تحبط أو لئلا تحبط وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ أنكم أحبطتم أعمالكم بجهر صوتكم على صوته و ترك تعظيمه إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أي يخفضون أصواتهم في مجلسه إجلالا له أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى أي اختبرها فأخلصها للتقوى و قيل معناه أنه علم خلوص نياتهم و قيل معناه عاملهم معاملة المختبر بما تعبدهم به من هذه العبادة فخلصوا على الاختبار كما يخلص جيد الذهب بالنار لَهُمْ مَغْفِرَةٌ من الله لذنوبهم وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ على طاعاتهم إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ و هم  الجفاة من بني تميم لم يعلموا في أي حجرة هو فكانوا يطوفون على الحجرات و ينادونه أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ إذ لم يعرفوا مقدار النبي ص و لا ما استحقه من التوقير فهم بمنزلة البهائم وَ لَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ من أن ينادوك من وراء الحجرات. قوله تعالى مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ قال البيضاوي ما يقع من تناجي ثلاثة و يجوز أن يقدر مضاف أو يأول نجوى بمتناجين و يجعل ثلاثة صفة لها إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ إلا أن الله يجعلهم أربعة من حيث إنه يشاركهم في الاطلاع عليها وَ لا خَمْسَةٍ و لا نجوى خمسة إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ و تخصيص العددين إما لخصوص الواقعة فإن الآية نزلت في تناجي المنافقين أو لأن الله وتر يحب الوتر و الثلاثة أول الأوتار أو لأن التشاور لا بد له من اثنين يكونان كالمتنازعين و ثالث يتوسط بينهما وَ لا أَدْنى مِنْ ذلِكَ و لا أقل مما ذكر كالواحد و الاثنين وَ لا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ يعلم ما يجري بينهم أَيْنَ ما كانُوا فإن علمه بالأشياء ليس لقرب مكاني حتى يتفاوت باختلاف الأمكنة ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ تفضيحا لهم و تقريرا لما يستحقونه من الجزاء. و قال الطبرسي رحمه الله في قوله أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى نزلت في اليهود و المنافقين إنهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين و ينظرون إلى المؤمنين و يتغامزون بأعينهم فإذا رأى المؤمنون نجواهم قالوا ما نراهم إلا و قد بلغهم عن أقربائنا و إخواننا الذين خرجوا في السرايا قتل أو مصيبة أو هزيمة فيقع ذلك في قلوبهم و يحزنهم فلما طال ذلك شكوا إلى رسول الله ص فأمرهم أن لا يتناجوا دون المسلمين فلم ينتهوا عن ذلك و عادوا إلى مناجاتهم فنزلت الآية وَ يَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ في مخالفة الرسول و هو قوله وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ و ذلك أنه نهاهم عن النجوى فعصوه أو يوصي بعضهم بعضا بترك أمر الرسول و المعصية له وَ إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ و ذلك أن اليهود كانوا يأتون

   النبي ص فيقولون السام عليك و السام الموت و هم يوهمونه أنهم يقولون السلام عليك و كان النبي ص يرد على من قال ذلك و يقول و عليك وَ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ أي يقول بعضهم لبعض لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ أي لو كان هذا نبيا فهلا يعذبنا الله و لا يستجيب له فينا قوله عليكم حَسْبُهُمْ أي كافيهم جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها يوم القيامة و يحترقون فيها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ أي فبئس المرجع و المآل جهنم وَ تَناجَوْا بِالْبِرِّ وَ التَّقْوى أي بأفعال الخير و الطاعة و اتقاء معاصي الله إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ يعني نجوى المنافقين و الكفار لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا بتوهمهم أنها في نكبة أصابتهم وَ لَيْسَ الشيطان أو التناجي بِضارِّهِمْ أي المؤمنين شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ أي بعلم الله و قيل بأمر الله لأن سببه بأمره و هو الجهاد إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا

 قال قتادة كانوا يتنافسون في مجلس رسول الله ص فإذا رأوا من جاءهم مقبلا ضنوا بمجالسهم عند رسول الله فأمرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض و قال المقاتلان كان رسول الله ص في الصفة و في المكان ضيق و ذلك يوم الجمعة و كان رسول الله ص يكرم أهل بدر من المهاجرين و الأنصار فجاء أناس من أهل بدر و فيهم ثابت بن قيس بن شماس و قد سبقوا في المجلس فقاموا حيال النبي ص فقالوا السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته فرد عليهم النبي ص ثم سلموا على القوم بعد ذلك فردوا عليهم فقاموا على أرجلهم ينظرون إلى القوم فلم يفسحوا لهم فشق ذلك على النبي ص فقال لمن حوله من المهاجرين و الأنصار من غير أهل بدر قم يا فلان قم يا فلان بقدر النفر الذين كانوا بين يديه من أهل بدر فشق ذلك على من أقيم من مجلسه و عرف الكراهية في وجوههم و قال المنافقون للمسلمين أ لستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس فو الله ما عدل على هؤلاء إن  قوما أخذوا مجالسهم و أحبوا القرب من نبيهم فأقامهم و أجلس من أبطأ عنه مقامهم فنزلت الآية

و التفسح التوسع في المجالس هو مجلس النبي ص و قيل مجالس الذكر كلها فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ أي فتوسعوا يوسع الله مجالسكم في الجنة وَ إِذا قِيلَ انْشُزُوا ارتفعوا و قوموا و وسعوا على إخوانكم فَانْشُزُوا أي فافعلوا ذلك و قيل معناه و إذا قيل لكم انهضوا إلى الصلاة و الجهاد و عمل الخير فَانْشُزُوا و لا تقصروا و إذا قيل لكم ارتفعوا في المجلس و توسعوا للداخل فافعلوا أو إذا نودي للصلاة فانهضوا و قيل وردت في قوم كانوا يطلبون المكث عنده ص فيكون كل واحد منهم يحب أن يكون آخر خارج فأمرهم الله أن يقوموا إذا قيل لهم انشزوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ قال ابن عباس يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات و قيل معناه لكي يرفع الله الذين آمنوا منكم بطاعتهم لرسول الله ص درجة و الذين أوتوا العلم بفضل علمهم و سابقتهم درجات في الجنة و قيل درجات في مجلس رسول الله ص فأمره الله سبحانه أن يقرب العلماء من نفسه فوق المؤمنين الذين لا يعلمون ليتبين فضل العلماء على غيرهم إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً أي إذا ساررتم الرسول فقدموا قبل أن تساروه صدقة و أراد بذلك تعظيم النبي ص و أن يكون ذلك سببا لأن يتصدقوا فيؤجروا و تخفيفا عنه ص قال المفسرون فلما نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا ضن كثير من الناس فكفوا عن المسألة فلم يناجه أحد إلا علي بن أبي طالب ع قال مجاهد و ما كان إلا ساعة و قال مقاتل كان ذلك ليال عشرا ثم نسخت بما بعدها و كانت الصدقة مفوضة إليهم غير مقدرة  

 و قال البيضاوي عن علي ع إن في كتاب الله آية ما عمل بها أحد غيري كان لي دينار فصرفته فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم

 ذلِكَ أي التصدق خَيْرٌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ أي لأنفسكم من الريبة و حب المال و هو يشعر بالندبية لكن قوله فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أي لمن لم يجد حيث رخص لنفي المناجاة بلا تصدق أدل على الوجوب أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ أ خفتم الفقر من تقديم الصدقة أو أ خفتم التقدير لما يعدكم الشيطان عليه من الفقر فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ بأن رخص لكم أن لا تفعلوه و فيه إشعار بأن إشفاقهم ذنب تجاوز الله عنه لما رأى منهم مما قام مقام توبتهم و إذ على بابها و قيل بمعنى إذا أو إن

 1-  فس، ]تفسير القمي[ قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ إلى قوله حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ فإنها نزلت في قوم كانوا إذا جمعهم رسول الله ص لأمر من الأمور في بعث يبعثه أو حرب قد حضرت يتفرقون بغير إذنه فنهاهم الله عز و جل عن ذلك و قوله فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ قال نزلت في حنظلة بن أبي عامر و ذلك أنه تزوج في الليلة التي كان في صبحها حرب أحد فاستأذن رسول الله ص أن يقيم عند أهله فأنزل الله هذه الآية فأقام عند أهله ثم أصبح و هو جنب فحضر القتال فاستشهد فقال رسول الله ص رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحاف فضة بين السماء و الأرض فكان يسمى غسيل الملائكة قوله لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قال لا تدعوا رسول الله كما يدعو بعضكم بعضا ثم قال فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ يعني بلية أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ قال القتل

 و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله لا تَجْعَلُوا دُعاءَ  الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً يقول لا تقولوا يا محمد و لا يا أبا القاسم و لكن قولوا يا نبي الله و يا رسول الله قال الله فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أي يعصون أمره

 2-  فس، ]تفسير القمي[ قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ فإنه لما تزوج رسول الله ص بزينب بنت جحش و كان يحبها فأولم و دعا أصحابه و كان أصحابه إذا أكلوا كانوا يحبون أن يتحدثوا عند رسول الله ص و كان يحب أن يخلو مع زينب فأنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ و ذلك أنهم كانوا يدخلون بلا إذن فقال عز و جل إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى قوله مِنْ وَراءِ حِجابٍ قوله وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ الآية فإنه كان سبب نزولها أنه لما أنزل الله النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ و حرم الله نساء النبي على المسلمين غضب طلحة فقال يحرم محمد علينا نساءه و يتزوج هو بنسائنا لئن أمات الله محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا فأنزل الله وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إلى قوله كانَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً ثم رخص لقوم معروفين الدخول عليهن بغير إذن فقال لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ إلى قوله عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيداً ثم ذكر ما فضل الله نبيه فقال إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ إلى قوله تَسْلِيماً قال ع صلوات الله عليه تزكية له و ثناء عليه و صلوات الملائكة مدحهم له و صلاة الناس دعاؤهم له و التصديق و الإقرار بفضله و قوله وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً يعني سلموا له بالولاية و بما جاء به قوله إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ قال نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين ع حقه و أخذ حق فاطمة ع و آذاها و قد قال النبي ص من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي و من آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي و من آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله و هو  قول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ الآية

 3-  فس، ]تفسير القمي[ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا الآية نزلت في وفد تميم كانوا إذا قدموا على رسول الله ص وقفوا على باب حجرته فنادوا يا محمد اخرج إلينا و كانوا إذا خرج رسول الله ص تقدموه في المشي و كانوا إذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته و يقولون يا محمد يا محمد ما تقول في كذا و كذا كما يكلمون بعضهم بعضا فأنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلى قوله إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ بنو تميم

 4-  فس، ]تفسير القمي[ قال علي بن إبراهيم في قوله أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ قال كان أصحاب رسول الله ص يأتونه فيسألونه أن يسأل الله لهم و كانوا يسألون ما لا يحل لهم فأنزل الله وَ يَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ و قولهم له إذا أتوه أنعم صباحا و أنعم مساء و هي تحية أهل الجاهلية فأنزل الله وَ إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ فقال لهم رسول الله ص قد أبدلنا الله بخير من ذلك تحية أهل الجنة السلام عليكم قوله فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ قال كان رسول الله ص إذا دخل المسجد يقوم له الناس فنهاهم الله أن يقوموا له فقال فَافْسَحُوا أي وسعوا له في المجلس وَ إِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يعني إذا قال قوموا فقوموا قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً قال إذا سألتم رسول الله ص حاجة فتصدقوا بين يدي حاجتكم ليكون أقضى لحوائجكم فلم يفعل ذلك أحد إلا أمير المؤمنين ع فإنه تصدق بدينار و ناجى رسول الله ص بعشر نجوات

 5-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير  عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله تعالى إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً قال قدم علي بن أبي طالب ع بين يدي نجواه صدقة ثم نسختها قوله أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ

 6-  فس، ]تفسير القمي[ عبد الرحمن بن محمد الحسني عن الحسين بن سعيد عن محمد بن مروان عن عبيد بن خنيس عن صباح عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال قال علي ع إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل بها أحد بعدي آية النجوى إنه كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فجعلت أقدم بين يدي كل نجوة أناجيها النبي ص درهما قال فنسختها أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ إلى قوله وَ اللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ

 7-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي بكر الحضرمي و بكر بن أبي بكر عن سليمان بن خالد قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ قال الثاني قوله ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ قال فلان و فلان و أبو فلان أمينهم حين اجتمعوا و دخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا إن مات محمد أن لا يرجع الأمر فيهم أبدا

 8-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن سليمان بن سماعة عن عمه عاصم الكوزي عن أبي عبد الله ع أن النبي ص قال من ولد له أربعة أولاد لم يسم أحدهم باسمي فقد جفاني

   -9  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي هارون مولى آل جعدة قال كنت جليسا لأبي عبد الله ع بالمدينة ففقدني أياما ثم إني جئت إليه فقال لي لم أرك منذ أيام يا أبا هارون فقلت ولد لي غلام فقال بارك الله لك فيه فما سميته قلت سميته محمدا فأقبل بخده نحو الأرض و هو يقول محمد محمد محمد حتى كاد يلصق خده بالأرض ثم قال بنفسي و بولدي و بأمي و بأبوي و بأهل الأرض كلهم جميعا الفداء لرسول الله ص لا تسبه و لا تضربه و لا تسئ إليه و اعلم أنه ليس في الأرض دار فيها اسم محمد إلا و هي تقدس كل يوم

 10-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن صفوان قال كنت عند الرضا ع فعطس فقلت له صلى الله عليك ثم عطس فقلت صلى الله عليك ثم عطس فقلت صلى الله عليك و قلت له جعلت فداك إذا عطس مثلك نقول له كما يقول بعضنا لبعض يرحمك الله أو كما نقول قال نعم أ ليس تقول صلى الله على محمد و آل محمد قلت بلى قال ارحم محمدا و آل محمد قال بلى و قد صلى عليه و رحمه و إنما صلواتنا عليه رحمة لنا و قربة

 11-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه و حسين بن أبي العلاء عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا ذكر النبي ص فأكثروا الصلاة عليه فإنه من صلى على النبي ص صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة و لم يبق شي‏ء مما خلقه الله إلا صلى على العبد لصلاة الله عليه و صلاة ملائكته فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور  قد برئ الله منه و رسوله و أهل بيته

 12-  كا، ]الكافي[ أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي عن عبيس بن هشام عن ثابت عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص من ذكرت عنده فنسي أن يصلي علي خطأ الله به طريق الجنة

 13-  كا، ]الكافي[ محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في حديث طويل في ذكر وفاة الحسن بن علي صلوات الله عليهما قال فلما أن صلى عليه حمل فأدخل المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله ص بلغ عائشة الخبر و قيل لها إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ع ليدفن مع رسول الله ص فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا فوقفت فقالت نحوا ابنكم عن بيتي فإنه لا يدفن فيه شي‏ء و لا يهتك على رسول الله ص حجابه فقال لها الحسين بن علي ع قديما هتكت أنت و أبوك حجاب رسول الله ص و أدخلت بيته من لا يحب رسول الله ص قربه و إن الله سائلك عن ذلك يا عائشة إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله ص ليحدث به عهدا و اعلمي أن أخي أعلم الناس بالله و رسوله و أعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله ص ستره لأن الله تبارك و تعالى يقول يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ و قد أدخلت أنت بيت رسول الله ص الرجال بغير إذنه و قد قال الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ و لعمري لقد ضربت أنت لأبيك و فاروقه عند أذن رسول الله ص المعاول و قال الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى و لعمري لقد أدخل أبوك و فاروقه على رسول الله ص بقربهما منه الأذى و ما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله ص إن الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء و تالله يا عائشة  لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن ع عند أبيه صلوات الله عليهما جائزا فيما بيننا و بين الله لعلمت أنه سيدفن و إن رغم معطسك

 أقول سيأتي أخبار الصلاة عليه ص في كتاب الدعاء و آداب الزيارة في كتاب المزار و عدم الإشراف على قبره ص و سائر الآداب في سائر أبواب الكتاب لا سيما في أحوال زوجاته ص

 14-  و قال القاضي في الشفاء في ذكر عادة الصحابة في توقيره ص قال روى أسامة بن شريك أتيت النبي ص و أصحابه حوله كأنما على رءوسهم الطير

 و قال عروة بن مسعود حين وجهته قريش عام القضية إلى رسول الله ص و رأى من تعظيم أصحابه له و أنه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه و كادوا يقتلون عليه و لا يبصق بصاقا و لا يتنخم نخامة إلا تلقوها بأكفهم فدلكوا بها وجوههم و أجسادهم و لا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها و إذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره و إذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده و ما يحدون النظر إليه تعظيما له فلما رجع إلى قريش قال يا معشر قريش إني أتيت كسرى في ملكه و قيصر في ملكه و النجاشي في ملكه و إني و الله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه

 و عن أنس لقد رأيت رسول الله ص و الحلاق يحلقه و أطاف به أصحابه فما يريدون أن يقع شعره إلا في يد رجل

 و في حديث قيلة فلما رأيت رسول الله ص جالسا القرفصاء أرعدت من الفرق هيبة له و تعظيما

 و في حديث المغيرة كان أصحاب رسول الله ص يقرعون بابه بالأظافير

 و قال البراء بن عازب لقد كنت أريد أن أسأل رسول الله ص عن الأمر فأؤخره سنين من هيبته ثم قال و اعلم أن حرمة النبي ص بعد موته و توقيره و تعظيمه لازم كما كان حال حياته و ذلك عند ذكره ص و ذكر حديثه و سنته و سماع اسمه و سيرته و معاملة آله و عترته و تعظيم أهل بيته و صحابته

 و عن ابن حميد قال ناظر أبو جعفر المنصور مالكا في مسجد رسول الله ص فقال  له مالك يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله عز و جل أدب قوما فقال لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ الآية و مدح قوما فقال إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ الآية و ذم قوما فقال إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ و إن حرمته ميتا كحرمته حيا

 و قال مصعب بن عبد الله قال مالك و لقد كنت أرى جعفر بن محمد ع و كان كثير الدعابة و التبسم فإذا ذكر عنده النبي ص اصفر و ما رأيت يحدث عن رسول الله ص إلا على طهارة و قد كنت أختلف إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال إما مصليا و إما صامتا و إما يقرأ القرآن و لا يتكلم فيما لا يعنيه و كان من العلماء و العباد الذين يخشون الله عز و جل

 15-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالإسناد إلى دارم عن الرضا ع قال سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده ع عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله في قبة من أدم و قد رأيت بلالا الحبشي و قد خرج من عنده و معه فضل وضوء رسول الله ص فابتدره الناس فمن أصاب منه شيئا تمسح به وجهه و من لم يصب منه شيئا أخذ من يدي صاحبه فمسح به وجهه و كذلك فعل بفضل وضوء أمير المؤمنين ع

 16-  طب، ]طب الأئمة عليهم السلام[ محمد بن الحسين عن فضالة عن إسماعيل عن أبي عبد الله عن أبيه ع قال ما اشتكى رسول الله ص وجعا قط إلا كان مفزعه إلى الحجامة

 و قال أبو ظبية حجمت رسول الله ص و أعطاني دينارا و شربت دمه فقال رسول الله ص أ شربت قلت نعم قال و ما حملك على ذلك قلت أتبرك به قال أخذت أمانا من الأوجاع و الأسقام و الفقر و الفاقة و الله ما تمسك النار أبدا