باب 17- نوادر أخبار بني إسرائيل

 الآيات البقرة يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ المائدة وَ لَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ و قال تعالى لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَ فَرِيقاً يَقْتُلُونَ وَ حَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَ صَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ الجاثية وَ لَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ وَ آتَيْناهُمْبَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ الحشر كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَ ذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ تفسير قال الطبرسي رحمه الله عن ابن عباس قال كان في بني إسرائيل عابد اسمه برصيصا عبد الله زمانا من الدهر حتى كان يؤتى بالمجانين يداويهم و يعوذهم فيبرءون على يده و إنه أتي بامرأة في شرف قد جنت و كان لها إخوة فأتوه بها و كانت عنده فلم يزل به الشيطان يزين له حتى وقع عليها فحملت فلما استبان حملها قتلها و دفنها فلما فعل ذلك ذهب الشيطان حتى لقي أحد إخوتها فأخبره بالذي فعل الراهب و أنه دفنها في مكان كذا ثم أتى بقية إخوتها رجلا رجلا فذكر ذلك له فجعل الرجل يلقى أخاه فيقول و الله لقد أتاني آت ذكر لي شيئا يكبر علي ذكره فذكره بعضهم لبعض حتى بلغ ذلك ملكهم فسار الملك و الناس فاستنزلوه فأقر لهم بالذي فعل فأمر به فصلب فلما رفع على خشبته تمثل له الشيطان فقال أنا الذي ألقيتك في هذا فهل أنت مطيعي فيما أقول لك أخلصك مما أنت فيه قال نعم قال اسجد لي سجدة واحدة فقال كيف أسجد لك و أنا على هذه الحالة فقال أكتفي منك بالإيماء فأومأ له بالسجود فكفر بالله و قتل الرجل فأشار الله تعالى إلى قصته في هذه الآية

 1-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن الوشاء عن أبي جميلة عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل عابد يقال له جريح و كان يتعبد في صومعة فجاءته أمه و هو يصلي فدعته فلم يجبها فانصرفت ثم أتته و دعته فلم يلتفت إليها فانصرفت ثم أتته و دعته فلم يجبها و لم يكلمها فانصرفت و هي تقول أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك فلما كان من الغد جاءت فاجرة و قعدت عند صومعته قد أخذها الطلق فادعت أن الولد من جريح ففشا في بني إسرائيل أن من كان يلوم الناس على الزنا قد زنى و أمر الملك بصلبه فأقبلت أمه إليه تلطم وجهها فقال لها اسكتي إنما هذا لدعوتك فقال الناس لما سمعوا ذلك منه و كيف لنا بذلك قال هاتوا الصبي فجاءوا به فأخذه فقال من أبوك فقال فلان الراعي لبني فلان فأكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح فحلف جريح ألا يفارق أمه يخدمها

 2-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين عن النعمان بن يحيى الأزرق عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن ملكا من بني إسرائيل قال لأبنين مدينة لا يعيبها أحد فلما فرغ من بنائها اجتمع رأيهم على أنهم لم يروا مثلها قط فقال له رجل لو أمنتني على نفسي أخبرتك بعيبها فقال لك الأمان فقال لها عيبان أحدهما أنك تهلك عنها و الثاني أنها تخرب من بعدك فقال الملك و أي عيب أعيب من هذا ثم قال فما نصنع قال تبني ما يبقى و لا يفنى و تكون شابا لا تهرم أبدا فقال الملك لابنته ذلك فقالت ما صدقك أحد غيره من أهل مملكتك

 3-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن بكير عن عبد الملك بن أعين عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل رجل و كان له بنتان فزوجهما من رجلين واحد زراع و آخر يعمل الفخار ثم إنه زارهما فبدأ بامرأة زراع فقال لها كيف حالك قالت قد زرع زوجي زرعا كثيرا فإن جاء الله بالسماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالا ثم ذهب إلى الأخرى فسألها عن حالها فقالت قد عمل زوجي فخارا كثيرا فإن أمسك الله السماء عنا فنحن أحسن بني إسرائيل حالا فانصرف و هو يقول اللهم أنت لهما

 4-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن الوشاء عن الحسن بن الجهم عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كان في بني إسرائيل رجل يكثر أن يقول الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين فغاظ إبليس ذلك فبعث إليه شيطانا فقال قل العاقبة للأغنياء فجاءه فقال ذلك فتحاكما إلى أول من يطلع عليهما على قطع يد الذي يحكم عليه فلقيا شخصا فأخبراه بحالهما فقال العاقبة للأغنياء فرجع و هو يحمد الله و يقول العاقبة للمتقين فقال له تعود أيضا فقال نعم على يدي الأخرى فخرجا فطلع الآخر فحكم عليه أيضا فقطعت يده الأخرى و عاد أيضا يحمد الله و يقول العاقبة للمتقين فقال له تحاكمني على ضرب العنق فقال نعم فخرجا فرأيا مثالا فوقفا عليه فقال إني كنت حاكمت هذا و قصا عليه قصتهما قال فمسح يديه فعادتا ثم ضرب عنق ذلك الخبيث و قال هكذا العاقبة للمتقين

 5-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري عن أحمد بن محمد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال كان قاض في بني إسرائيل و كان يقضي بالحق فيهم فلما حضرته الوفاة قال لامرأته إذ مت فاغسليني و كفنيني و غطي وجهي و ضعيني على سريري فإنك لا ترين سوءا إن شاء الله تعالى فلما مات فعلت ما كان أمرها به ثم مكثت بعد ذلك حينا ثم إنها كشفت عن وجهه فإذا دودة تقرض من منخره ففزعت من ذلك فلما كان بالليل أتاها في منامها يعني رأته في النوم فقال لها فزعت مما رأيت قالت أجل قال و الله ما هو إلا في أخيك و ذلك أنه أتاني و معه خصم له فلما جلسا قلت اللهم اجعل الحق له فلما اختصما كان الحق له ففرحت فأصابني ما رأيت لموضع هواي مع موافقة الحق له

 6-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع أن قوما من بني إسرائيل قالوا لنبي لهم ادع لنا ربك يمطر علينا السماء إذا أردنا فسأل ربه ذلك فوعده أن يفعل فأمطر السماء عليهم كلما أرادوا فزرعوا فنمت زروعهم و حسنت فلما حصدوا لم يجدوا شيئا فقالوا إنما سألنا المطر للمنفعة فأوحى الله تعالى أنهم لم يرضوا بتدبيري لهم أو نحو هذا

  -7  و قال قال أبو عبد الله ع كان ورشان يفرخ في شجرة و كان رجل يأتيه إذا أدرك الفرخان فيأخذ الفرخين فشكا ذلك الورشان إلى الله تعالى فقال إني سأكفيكه قال فأفرخ الورشان و جاء الرجل و معه رغيفان فصعد الشجرة و عرض له سائل فأعطاه أحد الرغيفين ثم صعد فأخذ الفرخين و نزل بهما فسلمه الله لما تصدق به

 8-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا كان في بني إسرائيل قد دعا الله أن يرزقه غلاما يدعو ثلاثا و ثلاثين سنة فلما رأى أن الله تعالى لا يجيبه قال يا رب أ بعيد أنا منك فلا تسمع مني أم قريب أنت فلا تجيبني فأتاه آت في منامه فقال له إنك تدعو الله بلسان بذي و قلب علق غير نقي و بنية غير صادقة فاقلع من بذائك و ليتق الله قلبك و لتحسن نيتك قال ففعل الرجل ذلك فدعا الله عز و جل فولد له غلام

 كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى مثله

 9-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل رجل عاقل كثير المال و كان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجة عفيفة و كان له ابنان من زوجة غير عفيفة فلما حضرته الوفاة قال لهم هذا مالي لواحد منكم فلما توفي قال الكبير أنا ذلك الواحد و قال الأوسط أنا ذلك و قال الأصغر أنا ذلك فاختصموا إلى قاضيهم قال ليس عندي في أمركم شي‏ء انطلقوا إلى بني غنام الإخوة الثلاثة فانتهوا إلى واحد منهم فرأوا شيخا كبيرا فقال لهم ادخلوا إلى أخي فلان فهو أكبر مني فاسألوه فدخلوا عليه فخرج شيخ كهل فقال سلوا أخي الأكبر مني فدخلوا على الثالث فإذا هو في المنظر أصغر فسألوه أولا عن حالهم ثم مبينا لهم فقال أما أخي الذي رأيتموه أولا هو الأصغر و إن له امرأة سوء تسوؤه و قد صبر عليها مخافة أن يبتلي ببلاء لا صبر له عليه فهرمته و أما الثاني أخي فإن عنده زوجة تسوؤه و تسره فهو متماسك الشباب و أما أنا فزوجتي تسرني و لا تسوؤني و لم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتي فشبابي معها متماسك و أما حديثكم الذي هو حديث أبيكم فانطلقوا أولا و بعثروا قبره و استخرجوا عظامه و أحرقوها ثم عودوا لأقضي بينكم فانصرفوا فأخذ الصبي سيف أبيه و أخذ الإخوان المعاول فلما أن هما بذلك قال لهم الصغير لا تبعثروا قبر أبي و أنا أدع لكما حصتي فانصرفوا إلى القاضي فقال يقنعكما هذا ايتوني بالمال فقال للصغير خذ المال فلو كانا ابنيه لدخلها من الرقة كما دخل على الصغير

 10-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي الحسن موسى ع قال كان في بني إسرائيل رجل صالح و كانت له امرأة صالحة فرأى في النوم أن الله تعالى قد وقت لك من العمر كذا و كذا سنة و جعل نصف عمرك في سعة و جعل النصف الآخر في ضيق فاختر لنفسك إما النصف الأول و إما النصف الأخير فقال الرجل إن لي زوجة صالحة و هي شريكي في المعاش فأشورها في ذلك و تعود إلي فأخبرك فلما أصبح الرجل قال لزوجته رأيت في النوم كذا و كذا فقالت يا فلان اختر النصف الأول و تعجل العافية لعل الله سيرحمنا و يتم لنا النعمة فلما كان في الليلة الثانية أتى الآتي فقال ما اخترت فقال اخترت النصف الأول فقال ذلك لك فأقبلت الدنيا عليه من كل وجه و لما ظهرت نعمته قالت له زوجته قرابتك و المحتاجون فصلهم و برهم و جارك و أخوك فلان فهبهم فلما مضى نصف العمر و جاز حد الوقت رأى الرجل الذي رآه أولا في النوم فقال إن الله تعالى قد شكر لك ذلك و لك تمام عمرك سعة مثل ما مضى

 11-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال خرجت امرأة بغى على شباب من بني إسرائيل فأفتنتهم فقال بعضهم لو كان العابد فلانا رآها أفتنته و سمعت مقالتهم فقالت و الله لا أنصرف إلى منزلي حتى أفتنه فمضت نحوه في الليل فدقت عليه فقال آوى عندك فأبى عليها فقالت إن بعض شباب بني إسرائيل راودوني عن نفسي فإن أدخلتني و إلا لحقوني و فضحوني فلما سمع مقالتها فتح لها فلما دخلت عليه رمت بثيابها فلما رأى جمالها و هيئتها وقعت في نفسه فضرب يده عليها ثم رجعت إليه نفسه و قد كان يوقد تحت قدر له فأقبل حتى وضع يده على النار فقالت أي شي‏ء تصنع فقال أحرقها لأنها عملت العمل فخرجت حتى أتت جماعة بني إسرائيل فقالت ألحقوا فلانا فقد وضع يده على النار فأقبلوا فلحقوه و قد احترقت يده

 12-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله ع أن عابدا كان في بني إسرائيل فأضاف امرأة من بني إسرائيل فهم بها فأقبل كلما هم بها قرب إصبعا من أصابعه إلى النار فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح قال لها اخرجي لبئس الضيف كنت لي

 13-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال كان في بني إسرائيل رجل و كان محتاجا فألحت عليه امرأته في طلب الرزق فابتهل إلى الله في الرزق فرأى في النوم أيما أحب إليك درهمان من حل أو ألفان من حرام فقال درهمان من حل فقال تحت رأسك فانتبه فرأى الدرهمين تحت رأسه فأخذهما و اشترى بدرهم سمكة فأقبل إلى منزله فلما رأته المرأة أقبلت عليه كاللائمة و أقسمت أن لا تمسها فقام الرجل إليها فلما شق بطنها إذا بدرتين فباعهما بأربعين ألف درهم

 14-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن حمران عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل جبار و إنه أقعد في قبره و رد إليه روحه فقيل له إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله قال لا أطيقها فلم يزالوا ينقصونه من الجلد و هو يقول لا أطيق حتى صاروا إلى واحدة قال لا أطيقها قالوا لن نصرفها عنك قال فلما ذا تجلدونني قالوا مررت يوما بعبد لله ضعيف مسكين مقهور فاستغاث بك فلم تغثه و لم تدفع عنه قال فجلدوه جلدة واحدة فامتلأ قبره نارا

 15-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن ابن أسباط عن أبي إسحاق الخراساني عن وهب بن منبه قال رووا أن رجلا من بني إسرائيل بنى قصرا فجوده و شيده ثم صنع طعاما فدعا الأغنياء و ترك الفقراء فكان إذا جاء الفقير قيل لكل واحد منهم إن هذا طعام لم يصنع لك و لا لأشباهك قال فبعث الله ملكين في زي الفقراء فقيل لهما مثل ذلك ثم أمرهما الله تعالى بأن يأتيا في زي الأغنياء فأدخلا و أكرما و أجلسا في الصدر فأمرهما الله تعالى أن يخسفا المدينة و من فيها

  -16  و بإسناده أن بني إسرائيل الصغير منهم و الكبير كانوا يمشون بالعصي مخافة أن يختال أحد في مشيته

 17-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن ماجيلويه عن عمه عن الكوفي عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل عابد و كان محارفا تنفق عليه امرأته فجاءها يوما فدفعت إليه غزلا فذهب فلا يشتري بشي‏ء فجاء إلى البحر فإذا هو بصياد قد اصطاد سمكا كثيرا فأعطاه الغزل و قال انتفع في شبكتك فدفع إليه سمكة فأخذها و خرج بها إلى زوجته فلما شقها بدت من جوفها لؤلؤة فباعها بعشرين ألف درهم

 18-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن محبوب عن داود الرقي عن أبي عبد الله ع قال كان أبو جعفر ع يقول نعم الأرض الشام و بئس القوم أهلها اليوم و بئس البلاد مصر أما أنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل و لم يكن دخل بنو إسرائيل مصر إلا من سخطة و معصية منهم لله لأن الله عز و جل قال ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ يعني الشام فأبوا أن يدخلوها و عصوا فتاهوا في الأرض أربعين سنة قال و ما كان خروجهم من مصر و دخولهم الشام إلا من بعد توبتهم و رضا الله عنهم ثم قال أبو جعفر إني أكره أن آكل شيئا طبخ في فخار مصر و ما أحب أن أغسل رأسي من طينها مخافة أن تورثني تربتها الذل و تذهب بغيرتي

 19-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن أبي عيسى عن الحسين بن سيف عن أخيه علي عن أبيه عن محمد بن مارد عن عبد الأعلى بن أعين قال قلت لأبي عبد الله ع حديث يرويه الناس أن رسول الله ص قال حدث عن بني إسرائيل و لا حرج قال نعم قلت فنحدث بما سمعنا عن بني إسرائيل و لا حرج علينا قال أ ما سمعت ما قال كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع قلت كيف هذا قال ما كان في الكتاب أنه كان في بني إسرائيل فحدث أنه كان في هذه الأمة و لا حرج

 بيان قال الجزري فيه حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج أي لا بأس و لا إثم عليكم أن تحدثوا عنهم ما سمعتم و إن استحال أن يكون في هذه الأمة مثل ما روي أن ثيابهم كانت تطول و أن النار كانت تنزل من السماء فتأكل القربان و غير ذلك لا أن يحدث عنهم بالكذب و يشهد لهذا التأويل ما جاء في بعض رواياته فإن فيهم العجائب. و قيل معناه أن الحديث عنهم إذا أديته كما سمعته حقا كان أو باطلا لم يكن عليك إثم لطول العهد و وقوع الفترة بخلاف الحديث عن النبي ص لأنه إنما يكون بعد العلم بصحة روايته و عدالة راويه. و قيل معناه أن الحديث عنهم ليس على الوجوب لأن قوله ص في أول الحديث بلغوا عني على الوجوب ثم أتبعه بقوله و حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج أي لا حرج عليكم إن لم تحدثوا عنهم

 20-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن محمد بن سنان عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف من أمر الدنيا شيئا فنخر إبليس نخرة فاجتمع إليه جنوده فقال من لي بفلان فقال بعضهم أنا فقال من أين تأتيه فقال من ناحية النساء قال لست له لم يجرب النساء فقال له آخر فأنا له قال من أين تأتيه قال من ناحية الشراب و اللذات قال لست له ليس هذا بهذا قال آخر فأنا له قال من أين تأتيه قال من ناحية البر قال انطلق فأنت صاحبه فانطلق إلى موضع الرجل فأقام حذاءه يصلي قال و كان الرجل ينام و الشيطان لا ينام و يستريح و الشيطان لا يستريح فتحول إليه الرجل و قد تقاصرت إليه نفسه و استصغر عمله فقال يا عبد الله بأي شي‏ء قويت على هذه الصلاة فلم يجبه ثم أعاد عليه فلم يجبه ثم أعاد عليه فقال يا عبد الله إني أذنبت ذنبا و أنا تائب منه فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة قال فأخبرني بذنبك حتى أعمله و أتوب فإذا فعلته قويت على الصلاة قال ادخل المدينة فسل عن فلانة البغية فأعطها درهمين و نل منها قال و من أين لي درهمين ما أدري ما الدرهمين فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين فناوله إياهما فقام فدخل المدينة بجلابيبه يسأل عن منزل فلانة البغية فأرشده الناس و ظنوا أنه جاء يعظها فأرشدوه فجاء إليها فرمى إليها بالدرهمين و قال قومي فقامت فدخلت منزلها و قالت ادخل و قالت إنك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلي في مثلها فأخبرني بخبرك فأخبرها فقالت له يا عبد الله إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة و ليس كل من طلب التوبة وجدها و إنما ينبغي أن يكون هذا شيطانا مثل لك فانصرف فإنك لا ترى شيئا فانصرف و ماتت من ليلتها فأصبحت فإذا على بابها مكتوب احضروا فلانة فإنها من أهل الجنة فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لا يدفنونها ارتيابا في أمرها فأوحى الله عز و جل إلى نبي من الأنبياء لا أعلمه إلا موسى بن عمران ع أن ائت فلانة فصل عليها و مر الناس أن يصلوا عليها فإني قد غفرت لها و أوجبت لها الجنة بتثبيطها عبدي فلانا عن معصيتي

 إيضاح فنخر إبليس أي مد الصوت في خياشيمه و قوله تقاصرت إليه نفسه أي ظهر له التقصير من نفسه يقال تقاصر أي أظهر القصر و الجلباب القميص و ثوب واسع للمرأة دون الملحفة أو ما تغطي به ثيابها من فوق كالملحفة و قوله لا أعلمه الشك فيه من الراوي

 21-  كا، ]الكافي[ أحمد بن محمد بن أحمد عن علي بن الحسن عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال كان في بني إسرائيل رجل عابد و كان محارفا لا يتوجه في شي‏ء فيصيب فيه شيئا فأنفقت عليه امرأته حتى لم يبق عندها شي‏ء فجاءوا يوما من الأيام فدفعت إليه نصلا من غزل و قالت له ما عندي غيره انطلق فبعه و اشتر لنا شيئا نأكله فانطلق بالنصل الغزل ليبيعه فوجد السوق قد غلقت و وجد المشترين قد قاموا و انصرفوا فقال لو أتيت هذا الماء فتوضأت منه و صببت علي منه و انصرفت فجاء إلى البحر و إذا هو بصياد قد ألقى شبكته فأخرجها و ليس فيها إلا سمكة رديئة قد مكثت عنده حتى صارت رخوة منتنة فقال له بعني هذه السمكة و أعطيك هذا الغزل تنتفع به في شبكتك قال نعم فأخذ السمكة و دفع إليه الغزل و انصرف بالسمكة إلى منزله فأخبر زوجته الخبر فأخذت السمكة لتصلحها فلما شقتها بدت من جوفها لؤلؤة فدعت زوجها فأرته إياها فأخذها فانطلق بها إلى السوق فباعها بعشرين ألف درهم و انصرف إلى منزله بالمال فوضعه فإذا سائل يدق الباب و يقول يا أهل الدار تصدقوا رحمكم الله على المسكين فقال له الرجل ادخل فدخل فقال له خذ إحدى الكيسين فأخذ أحد الكيسين و انطلق فقالت له امرأته سبحان الله بينما نحن مياسير إذ ذهبت بنصف يسارنا فلم يكن ذلك بأسرع من أن دق السائل الباب فقال له الرجل ادخل فدخل فوضع الكيس في مكانه ثم قال كل هنيئا مريئا إنما أنا ملك من ملائكة ربك إنما أراد ربك أن يبلوك فوجدك شاكرا ثم ذهب

 توضيح رجل محارف أي محدود محروم و هو خلاف قولك مبارك و النصل الغزل قد خرج من المغزل

 22-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن علي بن حديد عن جميل عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سأله حمران فقال جعلني الله فداك لو حدثتنا متى يكون هذا الأمر فسررنا به قال يا حمران إن لك أصدقاء و إخوانا و معارف إن رجلا كان فيما مضى من العلماء و كان له ابن لم يكن يرغب في علم أبيه و لا يسأله عن شي‏ء و كان له جار يأتيه و يسأله و يأخذ عنه فحضر الرجل الموت فدعا ابنه فقال يا بني إنك قد كنت تزهد فيما عندي و تقل رغبتك فيه و لم تكن تسألني عن شي‏ء و لي جار قد كان يأتيني و يسألني و يأخذ مني و يحفظ عني فإن احتجت إلى شي‏ء فأته و عرفه جاره فهلك الرجل و بقي ابنه فرأى ملك ذلك الزمان رؤيا فسأل عن الرجل فقيل له قد هلك فقال الملك هل ترك ولدا فقيل له نعم ترك ابنا فقال ايتوني به فبعث إليه ليأتي الملك فقال الغلام و الله ما أدري لما يدعوني الملك و ما عندي علم و لئن سألني عن شي‏ء لأفتضحن فذكر ما كان أوصاه أبوه به فأتى الرجل الذي كان يأخذ العلم من أبيه فقال له إن الملك قد بعث إلي يسألني و لست أدري فيم بعث إلي و قد كان أبي أمرني أن آتيك إن احتجت إلى شي‏ء فقال الرجل و لكني أدري فيما بعث إليك فإن أخبرتك فما أخرج الله لك من شي‏ء فهو بيني و بينك فقال نعم فاستحلفه و استوثق منه أن يفي فأوثق له الغلام فقال إنه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا فقل له هذا زمان الذئب فأتاه الغلام فقال له الملك أ تدري لما أرسلت إليك فقال أرسلت إلي تريد أن تسألني عن رؤيا رأيتها أي زمان هذا فقال له الملك صدقت فأخبرني أي زمان هذا فقال له زمان الذئب فأمر له بجائزة فقبضها الغلام و انصرف إلى منزله و أبى أن يفي لصاحبه و قال لعلي لا أنفد هذا المال و لا آكله حتى أهلك و لعلي لا أحتاج و لا أسأل عن مثل هذا الذي سألت عنه فمكث ما شاء الله ثم إن الملك رأى رؤيا فبعث إليه يدعوه فندم على ما صنع و قال و الله ما عندي علم آتيه به و ما أدري كيف أصنع بصاحبي و قد غدرت به و لم أف له ثم قال لآتينه على كل حال و لأعتذرن إليه و لأحلفن له فلعله يخبرني فأتاه فقال إني قد صنعت

 الذي صنعت و لم أف لك بما كان بيني و بينك و تفرق ما كان في يدي و قد احتجت إليك فأنشدك الله أن لا تخذلني أنا أوثق لك أن لا يخرج لي شي‏ء إلا كان بيني و بينك و قد بعث إلي الملك و لست أدري عما يسألني فقال إنه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا فقل له إن هذا زمان الكبش فأتى الملك فدخل عليه فقال لما بعثت إليك فقال إنك رأيت رؤيا و إنك تريد أن تسألني أي زمان هذا فقال له صدقت فأخبرني أي زمان هذا فقال هذا زمان الكبش فأمر له بصلة فقبضها و انصرف إلى منزله و تدبر رأيه في أن يفي لصاحبه أو لا يفي فهم مرة أن يفعل و مرة أن لا يفعل ثم قال لعلي لا أحتاج إليه بعد هذه المرة أبدا و أجمع رأيه على الغدر و ترك الوفاء فمكث ما شاء الله ثم إن الملك رأى رؤيا فبعث إليه فندم على ما صنع فيما بينه و بين صاحبه و قال بعد غدر مرتين كيف أصنع و ليس عندي علم ثم أجمع رأيه على إتيان الرجل فأتاه فناشده الله تبارك و تعالى و سأله أن يعلمه و أخبره أن هذه المرة يفي له و أوثق له و قال لا تدعني على هذه الحال فإني لا أعود إلى الغدر و سأفي لك فاستوثق منه فقال إنه يدعوك يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا فإذا سألك فأخبره أنه زمان الميزان قال فأتى الملك فدخل عليه فقال له لم بعثت إليك فقال إنك رأيت رؤيا و تريد أن تسألني أي زمان هذا فقال صدقت فأخبرني أي زمان هذا قال هذا زمان الميزان فأمر له بصلة فقبضها و انطلق بها إلى الرجل فوضعها بين يديه و قال قد جئتك بما خرج لي فقاسمنيه فقال له العالم إن الزمان الأول كان زمان الذئب و إنك كنت من الذئاب و إن الزمان الثاني كان زمان الكبش يهم و لا يفعل و كذلك كنت أنت تهم و لا تفي و كان هذا زمان الميزان و كنت فيه على الوفاء فاقبض مالك لا حاجة لي فيه و رده عليه

  بيان قوله ع إن لك أصدقاء و إخوانا لعل المقصود من إيراد الحكاية بيان أن هذا الزمان ليس زمان الوفاء بالعهود فإن عرفتك زمان ظهور الأمر فلك أصدقاء و معارف فتحدثهم به فيشيع الخبر بين الناس و ينتهي إلى الفساد و العهد بالكتمان لا ينفع لأنك لا تفي به إذ لم يأت بعد زمان الميزان. أو المعنى أن لك معارف فانظر إليهم هل يوافقونك في أمر أو يفون بعهدك في شي‏ء فكيف يظهر الإمام ع في مثل هذا الزمان. أو المراد أنه يمكنك استعلام ذلك فانظر في حال معارفك و إخوانك فمهما رأيت منهم العزم على الانقياد و الطاعة و التسليم التام لإمامهم فاعلم أنه زمان ظهور القائم عجل الله تعالى فرجه فإن قيامه مشروط بذلك و أهل كل زمان يكون عامتهم على حالة واحدة كما يظهر من القصة. قوله و لكني أدري لعل علمه كان بإخبار ذلك العالم و كان العالم أخذه من الأنبياء حيث أخبروا بوحي السماء أن الملك سيرى تلك الأحلام و هذه تعبيرها أو بأن أخذ من العالم نوعا من العلم يمكنه استنباط أمثال تلك الأمور به على أنه يحتمل أن يكون نبيا علم ذلك بالوحي

 23-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم قال سمعت أبا الحسن ع يقول إن رجلا في بني إسرائيل عبد الله أربعين سنة ثم قرب قربانا فلم يقبل منه فقال لنفسه و ما أوتيت إلا منك و ما الذنب إلا لك قال فأوحى الله تبارك و تعالى إليه ذمك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة

 24-  نبه، ]تنبيه الخاطر[ بنى ملك في بني إسرائيل مدينة فتنوق في بنائها ثم صنع للناس طعاما و نصب على باب المدينة من يسأل عنها فلم يعبها إلا ثلاثة عليهم الأكسية فإنهم قالوا رأينا عيبين فسألهم فقالوا تخرب و يموت صاحبها فقال هل تعلمون دارا تسلم من هذين العيبين قالوا نعم الآخرة فخلى ملكه و تعبد معهم زمانا ثم ودعهم فقالوا هل رأيت منا ما تكرهه قال لا و لكن عرفتموني فإنكم تكرموني فأصحب من لا يعرفني

 25-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر ع قال إن فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبدين و كانت العبادة في أولاد ملوك بني إسرائيل و إنهم خرجوا يسيرون في البلاد ليعتبروا فمروا بقبر على ظهر طريق قد سفى عليه السافي ليس يتبين منه إلا رسمه فقالوا لو دعونا الله الساعة فينشر لنا صاحب هذا القبر فساءلناه كيف وجد طعم الموت فدعوا الله و كان دعاؤهم الذي دعوا الله به أنت إلهنا يا ربنا ليس لنا إله غيرك و البديع الدائم غير الغافل الحي الذي لا يموت لك في كل يوم شأن تعلم كل شي‏ء بغير تعليم انشر لنا هذا الميت بقدرتك قال فخرج من ذلك القبر رجل أبيض الرأس و اللحية ينفض رأسه من التراب فزعا شاخصا بصره إلى السماء فقال لهم ما يوقفكم على قبري فقالوا دعوناك لنسألك كيف وجدت طعم الموت فقال لهم لقد سكنت في قبري تسعا و تسعين سنة ما ذهب عني ألم الموت و كربه و لا خرج مرارة طعم الموت من حلقي فقالوا له مت يوم مت و أنت على ما نرى أبيض الرأس و اللحية قال لا و لكن لما سمعت الصيحة اخرج اجتمعت تربة عظامي إلى روحي فبقيت فيه فخرجت فزعا شاخصا بصري مهطعا إلى صوت الداعي فابيض لذلك رأسي و لحيتي

 26-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن علي بن أسباط عن الحسن بن الجهم قال قال أبو الحسن ع قال أبو جعفر ع إن رجلا من بني إسرائيل كان له ابن و كان له محبا فأتي في منامه فقيل له إن ابنك ليلة يدخل بأهله يموت قال فلما كان تلك الليلة و بنى عليه أبوه توقع أبوه ذلك فأصبح ابنه سليما فأتاه أبوه فقال يا بني هل عملت البارحة شيئا من الخير قال لا إلا أن سائلا أتى الباب و قد كانوا ادخروا لي طعاما فأعطيته السائل فقال بهذا دفع عنك

 27-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول كان رجل من بني إسرائيل و لم يكن له ولد فولد له غلام و قيل له إنه يموت ليلة عرسه فمكث الغلام فلما كان ليلة عرسه نظر إلى شيخ كبير ضعيف فرحمه الغلام فدعاه فأطعمه فقال له السائل أحييتني أحياك الله قال فأتاه آت في النوم فقال له سل ابنك ما صنع فسأله فخبره بصنعه قال فأتاه الآتي مرة أخرى في النوم فقال له إن الله أحيا لك ابنك بما صنع بالشيخ

 28-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن علي بن حبيش عن عباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي غندر عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل فبينا هو يصلي و هو في عبادته إذ بصر بغلامين صبيين قد أخذا ديكا و هما ينتفان ريشه فأقبل على ما هو فيه من العبادة و لم ينههما عن ذلك فأوحى الله إلى الأرض أن سيخي بعبدي فساخت به الأرض فهو يهوي أبد الآبدين و دهر الداهرين

 29-  و بهذا الإسناد عن الحسين عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الله أهبط ملكين إلى قرية ليهلكهم فإذا هما برجل تحت الليل قائم يتضرع إلى الله و يتعبد قال فقال أحد الملكين للآخر إني أعاود ربي في هذا الرجل و قال الآخر بل تمضي لما أمرت و لا تعاود ربي فيما قد أمر به قال فعاود الآخر ربه في ذلك فأوحى الله إلى الذي لم يعاود ربه فيما أمره أن أهلكه معهم فقد حل به معهم سخطي إن هذا لم يتمعر وجهه قط غضبا لي و الملك الذي عاود ربه فيما أمر سخط الله عليه فأهبط في جزيرة فهو حتى الساعة فيها ساخط عليه ربه

 بيان تمعر وجهه تغير

 30-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال كان ملك في بني إسرائيل و كان له قاض و للقاضي أخ و كان رجل صدق و له امرأة قد ولدتها الأنبياء فأراد الملك أن يبعث رجلا في حاجة فقال للقاضي ابغني رجلا ثقة فقال ما أعلم أحدا أوثق من أخي فدعاه ليبعثه فكره ذلك الرجل و قال لأخيه إني أكره أن أضيع امرأتي فعزم عليه فلم يجد بدا من الخروج فقال لأخيه يا أخي إني لست أخلف شيئا أهم علي من امرأتي فاخلفني فيها و تول قضاء حاجتها قال نعم فخرج الرجل و قد كانت المرأة كارهة لخروجه فكان القاضي يأتيها و يسألها عن حوائجها و يقوم لها فأعجبته فدعاها إلى نفسه فأبت عليه فحلف عليها لئن لم تفعل ليخبرن الملك أنها قد فجرت فقالت اصنع ما بدا لك لست أجيبك إلى شي‏ء مما طلبت فأتى الملك فقال إن امرأة أخي قد فجرت و قد حق ذلك عندي فقال له الملك طهرها فجاء إليها فقال إن الملك قد أمرني برجمك فما تقولين تجيبني و إلا رجمتك فقالت لست أجيبك فاصنع ما بدا لك فأخرجها فحفر لها فرجمها و معه الناس فلما ظن أنها قد ماتت تركها و انصرف و جن بها الليل و كان بها رمق فتحركت فخرجت من الحفيرة ثم مشت على وجهها حتى خرجت من المدينة فانتهت إلى دير فيه ديراني فنامت على باب الدير فلما أصبح الديراني فتح الباب فرآها فسألها عن قصتها فخبرته فرحمها فأدخلها الدير و كان له ابن صغير لم يكن له غيره و كان حسن الحال فداواها حتى برئت من علتها و اندملت ثم دفع إليها ابنه فكانت تربيه و كان للديراني قهرمان يقوم بأمره فأعجبته فدعاها إلى نفسه فأبت فجهد بها فأبت فقال لئن لم تفعلي لأجهدن في قتلك فقالت اصنع ما بدا لك فعمد إلى الصبي فدق عنقه و أتى الديراني فلما رآه قال لها ما هذا فقد تعلمين صنيعي بك فأخبرته بالقصة فقال لها ليس تطيب نفسي أن تكوني عندي فاخرجي فأخرجها ليلا و دفع إليها عشرين درهما و قال لها تزودي هذه الله حسبك فخرجت ليلا فأصبحت في قرية فإذا فيها مصلوب على خشبة و هو حي فسألت عن قصته فقالوا عليه دين عشرون درهما و من كان عليه دين عندنا لصاحبه صلب حتى يؤدي إلى صاحبه فأخرجت العشرين درهما و دفعتها إلى غريمه و قالت لا تقتلوه فأنزلوه عن الخشبة فقال لها ما أحد أعظم علي منة منك نجيتني من الصلب و من الموت فأنا معك حيثما ذهبت فمضى معها و مضت حتى انتهيا إلى ساحل البحر فرأى جماعة و سفنا فقال لها اجلسي حتى أذهب أنا أعمل لهم و أستطعم و آتيك به فأتاهم فقال لهم ما في سفينتكم هذه قالوا في هذه تجارات و جوهر و عنبر و أشياء من التجارة و أما هذه فنحن فيها قال و كم يبلغ ما في سفينتكم قالوا كثيرا لا نحصيه قال فإن

 معي شيئا هو خير مما في سفينتكم قالوا و ما معك قال جارية لم تروا مثلها قط قالوا فبعناها قال نعم على شرط أن يذهب بعضكم فينظر إليها ثم يجيئني فيشتريها و لا يعلمها و يدفع إلي الثمن و لا يعلمها حتى أمضي أنا فقالوا ذلك لك فبعثوا من نظر إليها فقال ما رأيت مثلها قط فاشتروها منه بعشرة آلاف درهم و دفعوا إليه الدراهم فمضى بها فلما أمعن أتوها فقالوا لها قومي و ادخلي السفينة قالت و لم قالوا قد اشتريناك من مولاك قالت ما هو بمولاي قالوا لتقومين أو لنحملنك فقامت و مضت معهم فلما انتهوا إلى الساحل لم يأمن بعضهم بعضا عليها فجعلوها في السفينة التي فيها الجوهر و التجارة و ركبوا هم في السفينة الأخرى فدفعوها فبعث الله عز و جل عليهم رياحا فغرقتهم و سفينتهم و نجت السفينة التي كانت فيها حتى انتهت إلى جزيرة من جزائر البحر و ربطت السفينة ثم دارت في الجزيرة فإذا فيها ماء و شجر فيه ثمر فقالت هذا ماء أشرب منه و ثمر آكل منه أعبد الله في هذا الموضع فأوحى الله عز و جل إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن يأتي ذلك الملك فيقول إن في جزيرة من جزائر البحر خلقا من خلقي فاخرج أنت و من في مملكتك حتى تأتوا خلقي هذا فتقروا له بذنوبكم ثم تسألوا ذلك الخلق أن يغفر لكم فإن غفر لكم غفرت لكم فخرج الملك بأهل مملكته إلى تلك الجزيرة فرأوا امرأة فتقدم إليها الملك فقال لها إن قاضي هذا أتاني فخبرني أن امرأة أخيه فجرت فأمرته برجمها و لم يقم عندي البينة فأخاف أن أكون قد تقدمت على ما لا يحل لي فأحب أن تستغفري لي فقالت غفر الله لك اجلس ثم أتى زوجها و لا يعرفها فقال إنه كان لي امرأة و كان من فضلها و صلاحها و إني خرجت عنها و هي كارهة لذلك فاستخلفت أخي عليها فلما رجعت سألت عنها فأخبرني أخي أنها فجرت فرجمها و أنا أخاف أن أكون قد ضيعتها فاستغفري لي فقالت غفر الله لك اجلس فأجلسته إلى جنب الملك ثم أتى القاضي فقال إنه كان لأخي امرأة و إنها أعجبتني فدعوتها إلى الفجور فأبت فأعلمت الملك أنها قد فجرت و أمرني برجمها فرجمتها و أنا كاذب عليها فاستغفري لي قالت غفر الله لك ثم أقبلت على زوجها فقالت اسمع ثم تقدم الديراني فقص قصته و قال أخرجتها بالليل و أنا أخاف أن تكون قد لقيها سبع فقتلها فقالت غفر الله لك اجلس ثم تقدم القهرمان فقص قصته فقالت للديراني اسمع غفر الله لك ثم تقدم المصلوب فقص قصته فقالت لا غفر الله لك قال ثم أقبلت على زوجها فقالت أنا امرأتك و كل ما سمعت فإنما هو قصتي و ليست لي حاجة في الرجال فأنا أحب أن تأخذ هذه السفينة و ما فيها و تخلي سبيلي فأعبد الله عز و جل في هذه الجزيرة فقد ترى ما لقيت من الرجال ففعل و أخذ السفينة و ما فيها و خلى سبيلها و انصرف الملك و أهل مملكته

 31-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله ع فلان من عبادته و دينه و فضله كذا فقال كيف عقله قلت لا أدري فقال إن الثواب على قدر العقل إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر طاهرة الماء و إن ملكا من الملائكة مر به فقال يا رب أرني ثواب عبدك هذا فأراه الله ذلك فاستقله الملك فأوحى الله إليه أن اصحبه فأتاه الملك في صورة إنسي فقال له من أنت فقال أنا رجل عابد بلغني مكانك و عبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك فكان معه يومه ذلك فلما أصبح قال له الملك إن مكانك لنزه و ما يصلح إلا للعبادة فقال له العابد إن لمكاننا هذا عيبا فقال له و ما هو قال ليس لربنا بهيمة فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فإن هذا الحشيش يضيع فقال له الملك و ما لربك حمار فقال لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش فأوحى الله إلى الملك إنما أثيبه على قدر عقله

 32-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن الحسين عن محمد بن سنان عن أبي سعيد المكاري عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع قال إن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم فلم ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى ألجأت إلى جزيرة من جزائر البحر و كان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق و لم يدع لله حرمة إلا انتهكها فلم يعلم إلا و المرأة قائمة على رأسه فرفع رأسه إليها فقال إنسية أم جنية فقالت إنسية فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله فلما أن هم بها اضطربت فقال لها ما لك تضطربين فقالت أفرق من هذا و أومأت بيدها إلى السماء قال فصنعت من هذا شيئا قالت لا و عزته قال فأنت تفرقين منه هذا الفرق و لم تصنعي من هذا شيئا و إنما استكرهتك استكراها فأنا و الله أولى بهذا الفرق و الخوف و أحق منك قال فقام و لم يحدث شيئا و رجع إلى أهله و ليس له همة إلا التوبة و المراجعة فبينما هو يمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق فحميت عليهما الشمس فقال الراهب للشاب ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس فقال الشاب ما أعلم أن لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئا قال فأدعو أنا و تؤمن أنت قال نعم فأقبل الراهب يدعو و الشاب يؤمن فما كان بأسرع من أن أظلتهما غمامة فمشيا تحتها مليا من النهار ثم انفرجت الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة و أخذ الراهب في واحدة فإذا السحاب مع الشاب فقال الراهب أنت خير مني لك استجيب و لم يستجب لي فخبرني ما قصتك فأخبره بخبر المرأة فقال غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف فانظر كيف تكون فيما تستقبل

 33-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا ع قال إن الرجل كان إذا تعبد في بني إسرائيل لم يعد عابدا حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين

 34-  كا، ]الكافي[ العدة عن البرقي عن أبيه عن أبي عمارة قال روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس عانبا بما يصلحهم

 35-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل جميعا عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري قال أبطأت عن الحج فقال لي أبو عبد الله ع ما بطأ بك عن الحج فقلت جعلت فداك تكفلت برجل فخفرني فقال ما لك و الكفالات أ ما علمت أنها أهلكت القرون الأولى ثم قال إن قوما أذنبوا ذنوبا كثيرة فأشفقوا منها و خافوا خوفا شديدا فجاء آخرون فقالوا ذنوبكم علينا فأنزل الله عز و جل عليهم العذاب ثم قال تبارك و تعالى خافوني و اجترأتم علي

 36-  دعوات الراوندي، روي أن عابد في بني إسرائيل سأل الله تبارك و تعالى فقال يا رب ما حالي عندك أ خير فأزداد في خيري أو شر فاستعتب قبل الموت قال فأتاه آت فقال له ليس لك عند الله خير قال يا رب و أين عملي قال كنت إذا عملت خيرا أخبرت الناس به فليس لك منه إلا الذي رضيت به لنفسك قال فشق ذلك عليه و أحزنه قال فكرر الله إليه الرسول فقال يقول الله تبارك و تعالى فمن الآن فاشتر مني نفسك فيما تستقبل بصدقة تخرجها عن كل عرق كل يوم صدقة قال يا رب أ و يطيق هذا أحد فقال تعالى لست أكلفك إلا ما تطيق قال فما ذا يا رب فقال سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله تقول هذا كل يوم ثلاث مائة و ستين مرة يكون كل كلمة صدقة عن كل عرق من عروقك قال فلما رأى بشارة ذلك قال يا رب زدني قال إن زدت زدتك

 37-  ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ النضر عن درست عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال إن الله بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على أهلها فلما انتهيا إلى المدينة وجدا رجلا يدعو الله و يتضرع إليه فقال أحدهما للآخر أ ما ترى هذا الداعي فقال قد رأيته و لكن أمضي لما أمرني به ربي فقال و لكني لا أحدث شيئا حتى أرجع إلى ربي فعاد إلى الله تبارك و تعالى فقال يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعوك و يتضرع إليك فقال امض لما أمرتك به فإن ذلك رجل لم يتمعر وجهه غضبا لي قط

  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن النضر مثله

 38-  ختص، ]الإختصاص[ الصدوق عن أبيه عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن علي بن جميل الغنوي عن أبي حمزة الثمالي قال كان رجل من أبناء النبيين له ثروة من مال و كان ينفق على أهل الضعف و أهل المسكنة و أهل الحاجة فلم يلبث أن مات فقامت امرأته في ماله كقيامه فلم يلبث المال أن نفد و نشأ له ابن فلم يمر على أحد إلا ترحم على أبيه و سأل الله أن يخيره فجاء إلى أمه فقال ما كان حال أبي فإني لا أمر على أحد إلا ترحم عليه و سأل الله أن يخيرني فقالت إن أباك كان رجلا صالحا و كان له مال كثير فكان ينفق على أهل الضعف و أهل المسكنة و أهل الحاجة فلما أن مات قمت في ماله كقيامه فلم يلبث المال أن نفد قال لها يا أمة إن أبي كان مأجورا فيما ينفق و كنت آثمة قالت و لم يا بني فقال كان أبي ينفق ماله و كنت تنفقين مال غيرك قالت صدقت يا بني و ما أراك تضيق علي قال أنت في حل و سعة فهل عندك شي‏ء نلتمس به من فضل الله قالت عندي مائة درهم فقال إن الله تبارك و تعالى إذا أراد أن يبارك في شي‏ء بارك فأعطته المائة درهم فأخذها ثم خرج يلتمس من فضل الله عز و جل فمر برجل ميت على ظهر الطريق من أحسن ما يكون هيئة فقال أريد تجارة بعد هذا أن آخذه و أغسله و أكفنه و أصلي عليه و أقبره ففعل فأنفق عليه ثمانين درهما و بقيت معه عشرون درهما فخرج على وجهه يلتمس به من فضل الله فاستقبله رجل فقال أين تريد يا عبد الله فقال أريد ألتمس من فضل الله قال و ما معك شي‏ء تلتمس من فضل الله قال نعم معي عشرون درهما قال و أين يقع منك عشرون درهما قال إن الله تبارك و تعالى إذا أراد أن يبارك في شي‏ء بارك فيه قال صدقت ثم قال فأرشدك و تشركني قال نعم قال فإن أهل هذه الدار يضيفونك فاستضفهم فإنه كلما جاءك الخادم معه هر أسود فقل له تبيع هذا الهر و ألح عليه فإنك ستضجره فيقول أبيعكه بعشرين درهما فإذا باعكه فأعطه العشرين درهما و خذه فاذبحه و خذ رأسه فأحرقه ثم خذ دماغه ثم توجه إلى مدينة كذا و كذا فإن ملكهم أعمى فأخبرهم أنك تعالجه و لا يرهبنك ما ترى من القتلى و المصلبين فإن أولئك كان يختبرهم على علاجه فإذا لم ير شيئا قتلهم فلا يهولنك و أخبر بأنك تعالجه و اشترط عليه فعالجه و لا تزده أول يوم من كحله فإنه سيقول لك زدني فلا تفعل ثم اكحله من الغد أخرى فإنك سترى ما تحب فيقول لك زدني فلا تفعل فلما أن فعل ذلك برئ فقال أفدتني ملكي و رددته علي و قد زوجتك ابنتي قال إن لي أما قال فأقم معي ما بدا لك فإذا أردت الخروج فاخرج قال فأقام في ملكه سنة يدبره بأحسن تدبير و أحسن سيرة فلما أن حال عليه الحول قال له إني أريد الانصراف فلم يدع شيئا إلا زوده من كراع و غنم و آنية و متاع ثم خرج حتى انتهى إلى الموضع الذي رأى فيه الرجل فإذا الرجل قاعد على حاله فقال ما وفيت فقال الرجل فاجعلني في حل مما مضى قال ثم جمع الأشياء ففرقها فرقتين ثم قال تخير فتخير أحدهما ثم قال وفيت قال لا قال و لم قال المرأة مما أصبت قال صدقت فخذ ما في يدي لك مكان المرأة قال و لا آخذ ما ليس لي و لا أتكثر به قال فوضع على رأسها المنشار ثم قال اختر فقال قد وفيت و كل ما معك و كل ما جئت به فهو لك و إنما بعثني الله تبارك و تعالى لأكافيك عن الميت الذي كان على الطريق فهذا مكافاتك عليه

 39-  كنز الفوائد، للكراجكي عن عبد الله بن موهب قال أصاب بعض عمال معاوية محفرا بمصر احتفره بعض أهلها لحاجتهم فأفضى بهم ذلك إلى مخضب عظيم مطبق فظنوه مالا فبعث العامل إليه أمناءه ليحفروا ما فيه فلما فتحوه أصابوا شابا عليه جبة صوف و كساء صوف و خف إلى نصف ساقه و أصابوا عند رأسه كتابا بالعبرانية فيه أنا حبيب بن ناجز صاحب رسول الله موسى بن عمران ع من أراد أن يأخذ بالناموس الأكبر فليخالف بني إسرائيل فإنهم قد تؤاكلوا الحكم و عملوا بالهوى و باعوا الرضا و تركوا المنهاج الذي أخذ عليه ميثاقهم