باب 18- بعض أحوال ملوك الأرض

الآيات الدخان أَ هُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ ق وَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَ قَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ تفسير قال الطبرسي رحمه الله أَ هُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ أي أ مشركو قريش أظهر نعمة و أكثر أموالا و أعز في القوة و القدرة أم قوم تبع الحميري الذي سار بالجيوش حتى حيز الحيرة ثم أتى سمرقند فهدمها ثم بناها و كان إذا كتب كتب باسم الذي ملك برا و بحرا و ضحا و ريحا عن قتادة و سمي تبعا لكثرة أتباعه من الناس و قيل سمي تبعا لأنه تبع من قبله من ملوك اليمن و التبابعة اسم ملوك اليمن فتبع لقب له كما يقال خاقان لملك الترك و قيصر لملك الروم و اسمه أسعد أبو كرب.

 و روى سهل بن سعد عن النبي ص أنه قال لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم

و قال كعب نعم الرجل الصالح ذم الله قومه و لم يذمه.

 و روى الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله ع قال إن تبعا قال للأوس و الخزرج كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي أما أنا لو أدركته لخدمته و خرجت معه

 1-  ع، ]علل الشرائع[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ سأل الشامي أمير المؤمنين ع لم سمي تبع تبعا فقال لأنه كان غلاما كاتبا و كان يكتب لملك كان قبله فكان إذا كتب كتب بسم الله الذي خلق ضحا و ريحا فقال الملك اكتب و ابدأ باسم ملك الرعد فقال لا أبدأ إلا باسم إلهي ثم أعطف على حاجتك فشكر الله عز و جل له ذلك فأعطاه ملك ذلك الملك فتابعه الناس على ذلك فسمي تبعا

 2-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ و يروي أن عبيد بن الأبرص الأسدي قال للمنذر بن ماء السحاب حين حيره و أراد قتله إن شئت من الأكحل و إن شئت من الأبجل و إن شئت من الوريد فقال أبيت اللعن ثلاث خصال كسحائب عاد و لا خير فيها لمرتاد

 بيان الأكحل هو عرق الحياة أو عرق في اليد و الأبجل عرق غليظ في الرجل أو في اليد بإزاء الأكحل و الوريدان عرقان في العنق و قال الجزري في قوله أبيت اللعن كان هذا في تحايا الملوك في الجاهلية و الدعاء لهم و معناه أبيت أن تفعل فعلا تلعن بسببه و تذم

 3-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام عن جابر عن سلمان الفارسي رضي الله عنهما يحدث أنه كان في ملوك فارس ملك يقال له روذين جبار عنيد عات فلما اشتد في ملكه فساده في الأرض ابتلاه الله بالصداع في شق رأسه الأيمن حتى منعه من المطعم و المشرب فاستغاث و ذل و دعا وزراءه فشكا إليهم ذلك فأسقوه الأدوية و أيس من سكونه فعند ذلك بعث الله نبيا فقال له اذهب إلى روذين عبدي الجبار في هيئة الأطباء و ابتدئه بالتعظيم له و الرفق به و منه سرعة الشفاء بلا دواء تسقيه و لا كي تكويه فإذا رأيته قد أقبل بوجهه إليك فقل إن شفاء دائك في دم صبي رضيع بين أبويه يذبحانه لك طائعين غير مكرهين فتأخذ من دمه ثلاث قطرات فتسعط به في منخرك الأيمن تبرأ من ساعتك ففعل النبي ذلك فقال الملك ما أعرف في الناس هذا قال إن بذلت العطية وجدت البغية قال فبعث الملك بالرسل في ذلك فوجدوا جنينا بين أبويه محتاجين فأرغبهما في العطية فانطلقا بالصبي إلى الملك فدعا بطاس من فضة و شفرة و قال لأمه أمسكي ابنك في حجرك فأنطق الله الصبي و قال أيها الملك كفهما عن ذبحي فبئس الوالدان هما أيها الملك إن الصبي الضعيف إذا ضيم كان أبواه يدفعان عنه و إن أبوي ظلماني فإياك أن تعينهما على ظلمي ففزع الملك فزعا شديدا أذهب عنه الداء و نام روذين في تلك الحالة فرأى في النوم من يقول له إن الإله الأعظم أنطق الصبي و منعك و منع أبويه من ذبحه و هو ابتلاك بالشقيقة لنزعك من سوء السيرة في البلاد و هو الذي ردك إلى الصحة و وعظك بما أسمعك فانتبه و لم يجد وجعا و علم أن كله من الله تعالى فسار في البلاد بالعدل

 4-  ك، ]إكمال الدين[ أبي و ابن الوليد معا عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله ص إن جبرئيل نزل علي بكتاب فيه خبر الملوك ملوك الأرض قبلي و خبر من بعث قبلي من الأنبياء و الرسل و هو حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة إليه قال لما ملك أشبخ بن أشجان و كان يسمى الكيس و ملك مائتين و ستا و ستين سنة ففي سنة إحدى و خمسين من ملكه بعث الله عيسى ابن مريم ع و استودعه النور و العلم و الحكمة و جميع علوم الأنبياء قبله و زاده الإنجيل و بعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه و حكمته و إلى الإيمان بالله و برسوله فأبى أكثرهم إلا طغيانا و كفرا فلما لم يؤمنوا به دعا ربه و عزم عليه فمسخ منهم شياطين ليريهم آية فيعتبروا فلم يزدهم ذلك إلا طغيانا و كفرا فأتى بيت المقدس يدعوهم و يرغبهم فيما عند الله ثلاثا و ثلاثين سنة حتى طلبته اليهود و ادعت أنها عذبته و دفنته في الأرض حيا و ادعى بعضهم أنهم قتلوه و صلبوه و ما كان الله ليجعل لهم عليه سلطانا و إنما شبه لهم و ما قدروا على عذابه و دفنه و لا على قتله و صلبه قوله عز و جل إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا فلم يقتدروا على قتله و صلبه لأنهم لو قدروا على ذلك كان تكذيبا لقوله بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ بعد أن توفاه ع فلما أراد الله أن يرفعه أوحى إليه أن يستودع نور الله و حكمته و علم كتابه شمعون بن حمون الصفا خليفته على المؤمنين ففعل ذلك فلم يزل شمعون يقوم بأمر الله عز و جل و يهتدي بجميع مقال عيسى ع في قومه من بني إسرائيل و يجاهد الكفار فمن أطاعه و آمن به و بما جاء به كان مؤمنا و من جحده و عصاه كان كافرا حتى استخلص ربنا عز و جل و بعث في عباده نبيا من الصالحين و هو يحيى بن زكريا ع فمضى شمعون و ملك عند ذلك أردشير بن أشكان أربع عشرة سنة و عشرة أشهر و في ثمانية سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن زكريا ع فلما أراد الله أن يقبضه أوحى إليه أن يجعل الوصية في ولد شمعون و يأمر الحواريين و أصحاب عيسى ع بالقيام معه ففعل ذلك و عندها ملك سابور بن أردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله و علم الله و نوره و تفصيل حكمته في ذرية يعقوب بن شمعون و معه الحواريون من أصحاب عيسى ع و عند ذلك ملك بخت‏نصر مائة سنة و سبعا و ثمانين سنة و قتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا ع و خرب بيت المقدس و تفرقت اليهود في البلدان و في سبع و أربعين سنة من ملكه بعث الله العزير نبيا إلى أهل القرى التي أمات الله أهلها ثم بعثهم له و كانوا من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت فنزلوا في جوار عزير و كانوا مؤمنين و كان عزير يختلف إليهم و يسمع كلامهم و إيمانهم و أحبهم على ذلك و آخاهم عليه فغاب عنهم يوما واحدا ثم أتاهم فوجدهم موتى صرعى فحزن عليهم و قال أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها تعجبا منه حيث أصابهم و قد ماتوا أجمعين في يوم واحد فَأَماتَهُ اللَّهُ عند ذلك مِائَةَ عامٍ و هي مائة سنة ثُمَّ بَعَثَهُ الله و إياهم و كانوا مائة ألف مقاتل ثم قتلهم الله أجمعين لم يفلت منهم واحد على يدي بخت‏نصر ثم ملك مهرويه بن بخت‏نصر ست عشرة سنة و عشرين يوما فأخذ عند ذلك دانيال و حفر له جبا في الأرض و طرح فيه دانيال و أصحابه و شيعته من المؤمنين و ألقى عليهم النيران فلما رأى أن النار لا تقربهم و لا تحرقهم استودعهم الجب و فيه الأسد و السباع و عذبهم بكل نوع من العذاب حتى خلصهم الله منه و هم الذين

 ذكرهم الله في كتابه فقال قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ فلما أراد الله أن يقبض دانيال ع أمره أن يستودع نور الله و حكمته مكيخا بن دانيال ففعل و عند ذلك ملك هرمز ثلاثا و ستين سنة و ثلاثة أشهر و أربعة أيام و ملك بعده بهرام ستا و عشرين و ولي أمر الله مكيخا بن دانيال و أصحابه المؤمنون و شيعته الصديقون غير أنهم لا يستطيعون أن يظهروا الإيمان في ذلك الزمان و لا أن ينطقوا به و عند ذلك ملك بهرام بن بهرام سبع سنين و في زمانه انقطعت الرسل و كانت الفترة و ولي أمر الله يومئذ مكيخا بن دانيال و أصحابه المؤمنون فلما أراد الله أن يقبضه أوحى إليه في منامه أن يستودع نور الله و حكمته أنشوا بن مكيخا و كانت الفترة بين عيسى عليه السلام و بين محمد ص أربعمائة سنة و ثمانين سنة و أولياء الله يومئذ في الأرض ذرية أنشوا بن مكيخا يرث ذلك منهم واحد بعد واحد ممن يختاره الجبار عز و جل فعند ذلك ملك سابور بن هرمز اثنتين و تسعين سنة و هو أول من عقد التاج و لبسه و ولي أمر الله يومئذ أنشوا بن مكيخا و ملك بعد أردشير أخو سابور سنتين و في زمانه بعث الله عز و جل الفتية أهل الكهف و الرقيم و ولي أمر الله يومئذ دسيحا بن أنشوا بن مكيخا و عند ذلك ملك سابور بن أردشير خمسين سنة و ولي أمر الله يومئذ في الأرض دسيحا بن أنشوا و ملك بعده يزدجرد بن سابور إحدى و عشرين سنة و خمسة أشهر و تسعة عشر يوما و ولي أمر الله يومئذ في الأرض دسيحا بن أنشوا فلما أراد الله تبارك و تعالى أن يقبض دسيحا أوحى إليه في منامه أن يستودع علم الله و نوره و تفصيل حكمته نسطورس بن دسيحا ففعل و عند ذلك ملك بهرام جور ستا و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و ثمانية عشر يوما و ولي أمر الله في الأرض نسطورس بن دسيحا و عند ذلك ملك فيروز بن يزدجرد بن بهرام سبعا و عشرين سنة و ولي أمر الله في الأرض نسطورس بن دسيحا و أصحابه المؤمنون فلما أراد الله عز و جل أن يقبضه إليه أوحى إليه في منامه أن يستودع علم الله و نوره و حكمته و كتبه مرعيدا و عند ذلك ملك فلاس بن فيروز أربع سنين و ولي أمر الله مرعيدا و ملك قباد بن فيروز و ثلاثا و أربعين سنة و ملك بعده جاماسف أخو قباد ستا و أربعين سنة و ولي أمر الله في الأرض يومئذ مرعيدا و عند ذلك ملك كسرى بن قباد ستا و أربعين سنة و ثمانية أشهر و ولي أمر الله يومئذ مرعيدا و أصحابه و شيعته المؤمنون فلما أراد الله عز و جل أن يقبض مرعيدا أوحى إليه في منامه أن يستودع نور الله و حكمته بحيرا الراهب ففعل و عند ذلك ملك هرمز بن كسرى ثمان و ثلاثين سنة و ولي أمر الله يومئذ بحيرا و أصحابه المؤمنون و شيعته الصديقون و عند ذلك ملك كسرى بن هرمز أبرويز و ولي أمر الله يومئذ في الأرض بحيرا حتى إذا طالت المدة و انقطع الوحي و استخف بالنعم و استوجب الغير و درس الدين و تركت الصلاة و اقتربت الساعة و كثرت الفرق و صار الناس في حيرة و ظلمة و أديان مختلفة و أمور متشتتة و سبل ملتبسة و مضت تلك القرون كلها فمضى صدر منها على منهاج نبيها و بدل آخرها نعمة الله كفرا و طاعته عدوانا فعند ذلك استخلص الله عز و جل لنبوته و رسالته من الشجرة المشرفة الطيبة و الجرثومة المتخيرة التي اصطفاها الله عز و جل في سابق علمه و نافذ قوله قبل ابتداء خلقها و جعلها منتهى خيرته و غاية صفوته و معدن خاصته محمدا ص و اختصه بالنبوة و اصطفاه بالرسالة و أظهر بدينه الحق ليفصل بين عباد الله القضاء و يعطي في الحق جزيل العطاء و يحارب أعداء رب السماء و جمع عند ذلك ربنا تبارك و تعالى لمحمد ص علم الماضين و زاده من عنده القرآن الحكيم بلسان عربي مبين لا يأتيه الباطل منبين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فيه خبر الماضين و علم الباقين

 بيان جرثومة الشي‏ء بالضم أصله

 5-  ك، ]إكمال الدين[ علي بن عبد الله الأسواري عن مكي بن أحمد قال سمعت إسحاق بن إبراهيم الطوسي يقول و كان قد أتى عليه سبع و تسعون سنة على باب يحيى بن منصور قال رأيت سربايك ملك الهند في بلد تسمى صوح فسألته كم أتى عليك من السنين قال تسعمائة سنة و خمس و عشرون سنة و هو مسلم فزعم أن النبي ص أنفذ إليه عشرة من أصحابه منهم حذيفة بن اليمان و عمرو بن العاص و أسامة بن زيد و أبو موسى الأشعري و صهيب الرومي و سفينة و غيرهم يدعونه فدعوه إلى الإسلام فأجاب و أسلم و قبل كتاب النبي ص فقلت له كيف تصلي مع هذا بهذا الضعف فقال لي قال الله عز و جل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ الآية فقلت له ما طعامك فقال لي آكل ماء اللحم و الكراث و سألته هل يخرج منك شي‏ء فقال في كل أسبوع مرة شي‏ء يسير و سألته عن أسنانه فقال أبدلتها عشرين مرة و رأيت له في إسطبله شيئا من الدواب أكبر من الفيل يقال له زندفيل فقلت له ما تصنع بهذا قال يحمل ثياب الخدم إلى القصار و مملكته مسيرة أربع سنين في مثلها و مدينته طولها خمسون فرسخا في مثلها و على كل باب منها عسكر مائة ألف و عشرين ألفا إذا وقع في إحدى الأبواب حدث خرجت تلك الفرقة إلى الحرب لا تستعين بغيرها و هو في وسط المدينة و سمعته يقول دخلت المغرب فبلغت إلى الرمل رمل عالج و صرت إلى قوم موسى ع فرأيت سطوح بيوتهم مستوية و بيدر الطعام خارج القرية يأخذون منه القوت و الباقي يتركونه هناك و قبورهم في دورهم و بساتينهم من المدينة على فرسخين ليس فيهم شيخ و لا شيخة و لم أر فيهم علة و لا يعتلون إلى أن يموتوا و لهم أسواق إذا أراد الإنسان منهم شراء شي‏ء صار إلى السوق فوزن لنفسه و أخذ ما يصيبه و صاحبه غير حاضر و إذا أرادوا الصلاة حضروا فصلوا و انصرفوا لا يكون بينهم خصومة و لا كلام يكره إلا ذكر الله عز و جل و الصلاة و ذكر الموت

 6-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار قال حدثني إسماعيل بن جابر قال كنت فيما بين مكة و المدينة أنا و صاحب لي فتذاكرنا الأنصار فقال أحدنا هم نزاع من قبائل و قال أحدنا هم من أهل اليمن قال فانتهينا إلى أبي عبد الله ع و هو جالس في ظل شجرة فابتدأ الحديث و لم نسأله فقال إن تبعا لما أن جاء من قبل العراق جاء معه العلماء و أبناء الأنبياء فلما انتهى إلى هذا الوادي لهذيل أتاه ناس من بعض القبائل فقالوا إنك تأتي أهل بلدة قد لعبوا بالناس زمانا طويلا حتى اتخذوا بلادهم حرما و بنيتهم ربا أو ربة فقال إن كان كما تقولون قتلت مقاتليهم و سبيت ذريتهم و هدمت بنيتهم قال فسالت عيناه حتى وقعتا على خديه قال فدعا العلماء و أبناء الأنبياء فقال انظروني فأخبروني لما أصابني هذا قال فأبوا أن يخبروه حتى عزم عليهم قالوا حدثنا بأي شي‏ء حدثت نفسك قال حدثت نفسي أن أقتل مقاتليهم و أسبي ذريتهم و أهدم بنيتهم فقالوا إنا لا نرى الذين أصابك إلا لذلك قال و لم هذا قالوا لأن البلد حرم الله و البيت بيت الله و سكانه ذرية إبراهيم خليل الرحمن ع فقال صدقتم فما مخرجي مما وقعت فيه قالوا تحدث نفسك بغير ذلك فعسى الله أن يرد عليك قال فحدث نفسه بخير فرجعت حدقتاه حتى ثبتتا مكانهما قال فدعا بالقوم الذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم ثم أتى البيت و كساه و أطعم الطعام ثلاثين يوما كل يوم مائة جزور حتى حملت الجفان إلى السباع في رءوس الجبال و نثرت الأعلاف في الأودية للوحش ثم انصرف من مكة إلى المدينة فأنزل بها قوما من أهل اليمن من غسان و هم الأنصار و في رواية أخرى كساه النطاع و طيبه