باب 6- ما أوحي إليه و صدر عنه من الحكم و فيه قصة نفش الغنم

الآيات الأنبياء وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَ كُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَ عِلْماً تفسير قال الطبرسي رحمه الله اختلف في الحكم فقيل إنه زرع وقعت فيه الغنم ليلا فأكلته و قيل كان كرما قد بدت عناقيده عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قال الجبائي أوحى الله إلى سليمان ع بما نسخ به حكم داود ع و لم يكن ذلك عن اجتهاد و هو المعول عليه عندنا

 1-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن الصفار عن القاشاني عن الأصبهاني عن المنقري عن سفيان بن نجيح عن أبي جعفر ع قال قال سليمان بن داود ع أوتينا ما أوتي الناس و ما لم يؤتوا و علمنا ما علم الناس و ما لم يعلموا فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في المغيب و المشهد و القصد في الغنى و الفقر و كلمة الحق في الرضا و الغضب و التضرع إلى الله عز و جل على كل حال

  -2  فس، ]تفسير القمي[ وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ

 فإنه حدثني أبي عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كان في بني إسرائيل رجل كان له كرم و نفشت فيه غنم لرجل آخر بالليل و قضمته و أفسدته فجاء صاحب الكرم إلى داود ع فاستعدى على صاحب الغنم فقال داود ع اذهبا إلى سليمان ليحكم بينكما فذهبا إليه فقال سليمان إن كانت الغنم أكلت الأصل و الفرع فعلى صاحب الغنم أن يدفع إلى صاحب الكرم الغنم و ما في بطنها و إن كانت ذهبت بالفرع و لم تذهب بالأصل فإنه يدفع ولدها إلى صاحب الكرم و كان هذا حكم داود و إنما أراد أن يعرف بني إسرائيل أن سليمان ع وصيه بعده و لم يختلفا في الحكم و لو اختلف حكمهما لقال و كنا لحكمهما شاهدين

 بيان نفشت الغنم أي رعت ليلا بلا راع

 3-  سن، ]المحاسن[ بعض أصحابنا عن البزنطي عن جميل بن دراج عن زرارة عن أبي جعفر ع في قول الله تبارك و تعالى وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ قال لم يحكما إنما كانا يتناظران فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ

 يه، ]من لا يحضر الفقيه[ بسنده الصحيح عن جميل عن زرارة مثله

 4-  يه، ]من لا يحضر الفقيه[ بسنده الصحيح عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلبي قال سألت يا أبا الحسن ع عن قول الله تعالى وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ قال كان حكم داود ع رقاب الغنم و الذي فهم الله عز و جل سليمان أن يحكم لصاحب الحرث باللبن و الصوف ذلك العام كله

 5-  يب، ]تهذيب الأحكام[ الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن المعلى أبي عثمان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ فقال لا يكون النفش إلا بالليل إن على صاحب الحرث أن يحفظ الحرث بالنهار و ليس على صاحب الماشية حفظها بالنهار إنما رعيها و أرزاقها بالنهار فما أفسدت فليس عليها و على صاحب الماشية حفظ الماشية بالليل عن حرث الناس فما أفسدت بالليل فقد ضمنوا و هو النفش و إن داود ع حكم للذي أصاب زرعه رقاب الغنم و حكم سليمان ع الرسل و الثلة و هو اللبن و الصوف في ذلك العام

 6-  يب، ]تهذيب الأحكام[ الحسين عن عبد الله بن بحر عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت قول الله عز و جل وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ قلت حين حكما في الحرث كانت قضية واحدة فقال إنه كان أوحى الله عز و جل إلى النبيين قبل داود إلى أن بعث الله داود ع أي غنم نفشت في الحرث فلصاحب الحرث رقاب الغنم و لا يكون النفش إلا بالليل و إن على صاحب الزرع أن يحفظ بالنهار و على صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل فحكم داود ع بما حكمت به الأنبياء ع من قبله و أوحى الله تعالى إلى سليمان أي غنم نفشت في الزرع فليس لصاحب الزرع إلا ما خرج من بطونها و كذلك جرت السنة بعد سليمان ع و هو قول الله عز و جل وَ كُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَ عِلْماً فحكم كل واحد منهما بحكم الله عز و جل

 7-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن سليمان عن عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن الإمامة عهد من الله عز و جل معهود لرجال مسمين ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون من بعده إن الله تبارك و تعالى أوحى إلى داود ع أن اتخذ وصيا من أهلك فإنه قد سبق في علمي أن لا أبعث نبيا إلا و له وصي من أهله و كان لداود ع أولاد عدة و فيهم غلام كانت أمه عند داود ع و كان لها محبا فدخل داود ع عليها حين أتاه الوحي فقال لها إن الله عز و جل أوحى إلي يأمرني أن أتخذ وصيا من أهلي فقالت له امرأته فليكن ابني قال ذاك أريد و كان السابق في علم الله المحتوم عنده أنه سليمان فأوحى الله تبارك و تعالى إلى داود أن لا تعجل دون أن يأتيك أمري فلم يلبث داود ع أن ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم و الكرم فأوحى الله عز و جل إلى داود ع أن اجمع ولدك فمن قضى بهذه القضية فأصاب فهو وصيك من بعدك فجمع داود ع ولده فلما أن اقتص الخصمان قال سليمان ع يا صاحب الكرم متى دخلت غنم هذا الرجل كرمك قال دخلته ليلا قال قد قضيت عليك يا صاحب الغنم بأولاد غنمك و أصوافها في عامك هذا ثم قال له داود ع فكيف لم تقض برقاب الغنم و قد قوم ذلك علماء بني إسرائيل فكان ثمن الكرم قيمة الغنم فقال سليمان ع إن الكرم لم يجتث من أصله و إنما أكل حمله و هو عائد في قابل فأوحى الله عز و جل إلى داود ع أن القضاء في هذه القضية ما قضى سليمان به يا داود أردت أمرا و أردنا أمرا غيره فدخل داود ع على امرأته فقال أردنا أمرا و أراد الله غيره و لم يكن إلا ما أراد الله عز و جل فقد رضينا بأمر الله عز و جل و سلمنا و كذلك الأوصياء ع ليس لهم أن يتعدوا بهذا الأمر فيجاوزون صاحبه إلى غيره

 بيان اعلم أنه لما ثبت بالدلائل العقلية عدم جواز الاجتهاد و الرأي على الأنبياء ع و أنهم لا يحكمون إلا بالوحي فلذا ذهب بعض أصحابنا و بعض المعتزلة إلى أنه تعالى أوحى إلى سليمان ع ما نسخ حكم داود ع و كان حكم داود ع أيضا بالوحي و يرد عليه أن شريعة سليمان لم تكن ناسخة فكيف نسخت ما ثبت في شريعة موسى ع. و يمكن الجواب عنه بأنه لم يثبت امتناع نسخ بعض جزئيات الأحكام في زمن غير أولي العزم من الرسل و أما النسخ الكلي و الإتيان بشريعة مبتدأة فهو مختص بأولي العزم منهم مع أنه يمكن أنه يكون موسى ع أخبر بأن هذا الحكم ثابت إلى زمن سليمان ع ثم يتغير الحكم و الأصوب في الجواب أن يقال إن الآية لا تدل على أن سليمان ع حكم بخلاف ما حكم به داود ع بل يحتمل أن يكون المراد إذ يريدان أن يحكما في الحرث كما دلت عليه رواية أبي بصير في التفسير و رواية زرارة فهما كانا يتناظران في ذلك منتظرين للوحي أو كان داود ع عالما بالحكم و كان يسأل سليمان ع ليبين فضله على الناس فأوحى الله ذلك إلى سليمان ع و يؤيده أن في خبر معاوية نسب الحكم برقاب الغنم إلى علماء بني إسرائيل و السؤال الذي اشتمل عليه الخبر محمول على ما ذكرنا من إرادة ظهور فضله على بني إسرائيل. و أما خبر الحلبي فيمكن أن يكون محمولا على التقية و يحتمل أيضا أن يكون المراد بحكم داود الحكم الذي كان شائعا في زمانه أو الحكم الذي كان يلقيه على سليمان ليختبره و يظهر عقله و علمه و كذا القول في سائر الأخبار و الله يعلم

 8-  يه، ]من لا يحضر الفقيه[ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله ص قالت أم سليمان بن داود لسليمان ع يا بني إياك و كثرة النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم القيامة

 9-  نبه، ]تنبيه الخاطر[ قال سليمان بن داود ع لابنه يا بني إياك و المراء فإنه ليست فيه منفعة و هو يهيج بين الإخوان العداوة