باب 7- آخر و هو من الباب الأول و فيه ما ظهر من إعجازه ص في بركة أعضائه الشريفة و تكثير الطعام و الشراب

1-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن أحمد بن يحيى الصوفي عن عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن عبد الله بن عاصم بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه قال كنا بإزاء الروم إذ أصاب الناس جوع فجاءت الأنصار إلى رسول الله فاستأذنوه في نحر الإبل فأرسل رسول الله ص إلى عمر بن الخطاب فقال ما ترى فإن الأنصار جاءوني يستأذنوني في نحر الإبل فقال يا نبي الله فكيف لنا إذا لقينا العدو غدا رجالا جياعا فقال ما ترى قال مر أبا طلحة فليناد في الناس بعزمة منك لا يبقى أحد عنده طعام إلا جاء به و بسط الأنطاع فجعل الرجل يجي‏ء بالمد و نصف المد فنظرت إلى جميع ما جاءوا به فقلت سبعة و عشرون صاعا ثمانية و عشرون صاعا لا يجاوز الثلاثين و اجتمع الناس يومئذ إلى  رسول الله ص و هم يومئذ أربعة آلاف رجل فدعا رسول الله ص بأكثر دعاء ما سمعته قط ثم أدخل يده في الطعام ثم قال للقوم لا يبادرن أحدكم صاحبه و لا يأخذن أحدكم حتى يذكر اسم الله فقامت أول رفقة فقال اذكروا اسم الله ثم خذوا فأخذوا فملئوا كل وعاء و كل شي‏ء ثم قام الناس فأخذوا كل وعاء و كل شي‏ء ثم بقي طعام كثير فقال رسول الله ص أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و الذي نفسي بيده لا يقولها أحد إلا حرمه الله على النار

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو هريرة و أبو سعيد و واثلة بن الأسقع و عبد الله بن عاصم و بلال و عمر بن الخطاب مثله

 2-  فس، ]تفسير القمي[ عن جابر قال علمت في غزوة الخندق أن رسول الله ص مقوى أي جائع لما رأيت على بطنه الحجر فقلت يا رسول الله هل لك في الغداء قال ما عندك يا جابر فقلت عناق و صاع من شعير فقال تقدم و أصلح ما عندك قال جابر فجئت إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير و ذبحت العنز و سلختها و أمرتها أن تخبز و تطبخ و تشوي فلما فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله ص فقلت بأبي و أمي أنت يا رسول الله قد فرغنا فأحضر مع من أحببت فقام ص إلى شفير الخندق ثم قال يا معشر المهاجرين و الأنصار أجيبوا جابرا و كان في الخندق سبع مائة رجل فخرجوا كلهم ثم لم يمر بأحد من المهاجرين و الأنصار إلا قال أجيبوا جابرا قال جابر فتقدمت و قلت لأهلي قد و الله أتاك رسول الله ص بما لا قبل لك به فقالت أعلمته  أنت ما عندنا قال نعم قالت فهو أعلم بما أتى قال جابر فدخل رسول الله ص فنظر في القدر ثم قال اغرفي و أبقي ثم نظر في التنور ثم قال أخرجي و أبقي ثم دعا بصحفة فثرد فيها و غرف فقال يا جابر أدخل علي عشرة عشرة فأدخلت عشرة فأكلوا حتى نهلوا و ما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم ثم قال يا جابر علي بالذراع فأتيته بالذراع فأكلوه ثم قال أدخل عشرة فأدخلتهم حتى أكلوا و نهلوا و ما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم ثم قال علي بالذراع فأكلوا و خرجوا ثم قال أدخل علي عشرة فأدخلتهم فأكلوا حتى نهلوا و ما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم ثم قال يا جابر علي بالذراع فأتيته فقلت يا رسول الله كم للشاة من الذراع قال ذراعان فقلت و الذي بعثك بالحق لقد آتيتك بثلاثة فقال أما لو سكت يا جابر لأكل الناس كلهم من الذراع قال جابر فأقبلت أدخل عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم و بقي و الله لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياما

 بيان قال الجوهري ما لي به قبل أي طاقة و الصحفة كالقصعة و ثردت الخبز كسرته

 3-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن حبيب بن الحسن عن محمد بن عبد الحميد العطار عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن الصادق عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم قال خرجنا مع النبي ص في غزاة و عطش الناس و لم يكن في المنزل ماء و كان في إناء قليل ماء فوضع أصابعه فيه فتحلب منها الماء حتى روي الناس و الإبل و الخيل فتزود الناس و كان في العسكر اثنا عشر ألف بعير و من الخيل اثنا عشر ألف فرس و من الناس ثلاثون ألفا

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ مرسلا مثله و ذكر أنه كان في غزوة تبوك

   -4  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن محمد بن هارون عن موسى بن هارون عن حماد بن زيد عن هشام عن محمد عن أنس قال أرسلتني أم سليم يعني أمه على شي‏ء صنعته و هو مد من شعير طحنته و عصرت عليه من عكة كان فيها سمن فقام النبي ص و من معه فدخل عليها فقال ص أدخل علي عشرة عشرة فدخلوا فأكلوا و شبعوا حتى أتى عليهم قال فقلت لأنس كم كانوا قال أربعين

 5-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص مر بامرأة يقال لها أم معبد لها شرف في قومها نزل بها فاعتذرت بأنه ما عندها إلا عنز لم تر لها قطرة لبن منذ سنة للجدب فمسح ضرعها و رواهم من لبنها و أبقى لهم لبنها و خيرا كثيرا ثم أسلم أهلها لذلك

 6-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه أتى امرأة من العرب يقال لها أم شريك فاجتهدت في قراه و إكرامه فأخرجت عكة لها فيها بقايا سمن فالتمست فيها فلم تجد شيئا فأخذها فحركها بيده فامتلأت سمنا عذبا و هي تعالجها قبل ذلك لا يخرج منها شي‏ء فأروت القوم منها و أبقت فضلا عندها كافيا و بقي لها النبي ص شرفا تتوارثه الأعقاب و أمر أن لا يشدوا رأس العكة

 7-  عم، ]إعلام الورى[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أصحابه ص يوم الأحزاب صاروا بعرض العطب لفناء الأزواد فهيأ رجل قوت رجل أو رجلين لا أكثر من ذلك فدعا النبي ص فانقلبت القوم و هم ألوف معه فدخل فقال غطوا إناءكم فغطوه ثم دعا و برك عليه فأكلوا جميعا و شبعوا و الطعام بهيئته

   -8  عم، ]إعلام الورى[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أصحابه شكوا إليه في غزوة تبوك نفاد أزوادهم فدعا بفضله زاد لهم فلم يوجد إلا بضع عشرة تمرة فطرحت بين يديه فمسها بيده و دعا ربه ثم صاح في الناس فانحفلوا و قال كلوا بسم الله فأكل القوم و هم ألوف فصاروا كأشبع ما كانوا و ملئوا مزاودهم و أوعيتهم و التمرات بحالها كهيئتها يرونها عيانا لا شبهة فيه

 9-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه ص ورد في غزاته هذه على ماء قليل لا يبل حلق واحد من القوم و هم عطاش فشكوا ذلك إليه فأخذ من كنانته سهما فأمر بغرزه في أسفل الركي ففاز الماء إلى أعلى الركي فارتووا للمقام و استقوا للظعن و هم ثلاثون ألفا و رجال من المنافقين حضور متحيرين

 10-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أصحابه ص كانوا معه في سفر فشكوا إليه أن لا ماء معهم و أنهم بسبيل هلاك فقال كلا إن معي ربي عليه توكلي و إليه مفزعي فدعا بركوة فطلب ماء فلم يوجد إلا فضله في الركوة و ما كانت تروي رجلا فوضع كفه فيه فنبع الماء من بين أصابعه يجري فصيح في الناس فسقوا و استسقوا و شربوا حتى نهلوا و علوا و هم ألوف و هو يقول أشهد أني رسول الله حقا

   بيان قال الجوهري النهل الشرب الأول و قد نهل بالكسر و أنهلته أنا لأن الإبل تسقى في أول الورد فترد إلى العطن ثم تسقى الثانية و هي العلل فترد إلى المرعى يقال عله يعله و يعله و عل بنفسه يتعدى و لا يتعدى و أعل القوم شربت إبلهم العلل

 11-  عم، ]إعلام الورى[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن قوما شكوا إليه ملوحة مائهم فأشرف على بئرهم و تفل فيها و كانت مع ملوحتها غائرة فانفجرت بالماء العذب فها هي يتوارثها أهلها يعدونها أعظم مكارمهم و هذه البئر بظاهر مكة بموضع يسمى الزاهر و اسمها العسيلة و كان مما أكد الله صدقه فيه أن قوم مسيلمة لما بلغهم ذلك سألوه مثلها فأتى بئرا فتفل فيها فغار ماؤها ملحا أجاجا كبول الحمير فهي بحالها إلى اليوم معروفة الأهل و المكان

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ من لطائف القصص مثله بيان قال الفيروزآبادي الزاهر موضع بين مكة و التنعيم و قال العسيلة كجهينة ماء شرقي سميراء

 12-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن سلمان الفارسي أتاه فأخبر أنه قد كاتب مواليه على كذا و كذا ودية و هي صغار النخل كلها تعلق و كان العلوق أمرا غير مضمون عند العاملين على ما جرت به عادتهم لو لا ما علم من تأييد الله لنبيه فأمر سلمان بضمان ذلك لهم فجمعها لهم ثم قام ع و غرسها بيده فما سقطت واحدة منها و بقيت علما معجزا يستشفى  بتمرها و ترجى بركاتها و أعطاه تبرة من ذهب كبيضة الديك فقال اذهب بها و أوف منها أصحاب الديون فقال متعجبا مستقلا لها و أين تقع هذه مما علي فأدارها على لسانه ثم أعطاها إياه و قد كانت في هيئتها الأولى و وزنها لا يفي بربع حقهم فذهب بها فأوفى القوم منها حقوقهم

 توضيح قوله تعلق أي تحبل و تثمر و التبر بالكسر ما كان من الذهب غير مضروب

 13-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أنس قال خرجت مع النبي ص إلى السوق و معي عشرة دراهم و أراد ص أن يشتري عباءة و رأى جارية تبكي و تقول سقط مني درهمان في زحام السوق و لا أجسر أن أرجع إلى مولاي فقال لي ص أعطها درهمين فأعطيتها فلما اشترى ص عباءة بعشرة دراهم وزنت ما بقي معي فإذا هي عشرة كاملة

 14-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أبا هريرة قال أتيت رسول الله ص يوما بتمرات فقلت ادع الله لي بالبركة فيهن فدعا ثم قال خذهن فاجعلهن في المزود إذا أردت شيئا فأدخل يدك فيه و لا تنثره قال فلقد حملت من ذلك التمر أوسقا و كنا نأكل و نطعم و كان لا يفارق حقوي فارتكبت مأثما فانقطع و ذهب و هو أنه كتم الشهادة لعلي ع ثم تاب فدعا له علي ع فصار كما كان فلما خرج إلى معاوية ذهب و انقطع

 15-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أياس بن سلمة عن أبيه قال خرجت إلى النبي ص و أنا غلام حدث و تركت أهلي و مالي إلى الله و رسوله فقدمنا الحديبية مع النبي ص  حتى قعد على مياهها و هي قليلة قال فإما بصق فيها و إما دعا فما نزفت بعد

 16-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص كان يخرج في الليلة ثلاث مرات إلى المسجد فخرج في آخر ليلة و كان يبيت عند المنبر مساكين فدعا بجارية تقوم على نسائه فقال ائتيني بما عندكم فأتته ببرمة ليس فيها إلا شي‏ء يسير فوضعها ثم أيقظ عشرة و قال كلوا بسم الله فأكلوا حتى شبعوا ثم أيقظ عشرة فقال كلوا بسم الله فأكلوا حتى شبعوا ثم هكذا و بقي في القدر بقية فقال اذهبي بهذا إليهم

 17-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يأتي مراضع فاطمة فيتفل في أفواههم و يقول لفاطمة لا ترضعيهم

 18-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن سلمان قال كنت صائما فلم أقدر إلا على الماء ثلاثا فأخبرت رسول الله ص بذلك فقال اذهب بنا قال فمررنا فلم نصب شيئا إلا عنزة فقال رسول الله لصاحبها قربها قال حائل قال قربها فقربها فمسح موضع ضرعها فانسدلت قال قرب قعبك فجاء به فملأه لبنا فأعطاه صاحب العنز فقال اشرب ثم ملأ القدح فناولني إياه فشربته ثم أخذ القدح فملأه فشرب

 19-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه ص كان في سفر فمر على بعير قد أعيا و أقام على أصحابه فدعا بماء فتمضمض منه في إناء و توضأ و قال افتح فاه و صبه في فيه و على رأسه ثم قال اللهم احمل جلادا و عامرا و رفيقهما و هما صاحبا الجمل فركبوه و إنه ليهتز بهم أمام الخيل

 20-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عليا ع قال دخلت السوق فابتعت لحما بدرهم و ذرة بدرهم فأتيت بهما فاطمة ع حتى إذا فرغت من الخبز و الطبخ قالت لو أتيت أبي  فدعوته فخرجت و هو مضطجع يقول أعوذ بالله من الجوع ضجيعا فقلت يا رسول الله عندنا طعام فاتكأ علي و مضينا نحو فاطمة ع فلما دخلنا قال هلمي طعامك يا فاطمة فقدمت إليه البرمة و القرص فغطى القرص و قال اللهم بارك لنا في طعامنا ثم قال اغرفي لعائشة فغرفت ثم قال اغرفي لأم سلمة فما زالت تغرف حتى وجهت إلى النساء التسع بقرصة قرصة و مرق ثم قال اغرفي لأبيك و بعلك ثم قال اغرفي و أهدي لجيرانك ففعلت و بقي عندهم ما يأكلون أياما

 21-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه أقبل إلى الحديبية و في الطريق وشل بقدر ما يروي الراكب و الراكبين و قال من سبقنا إلى الماء فلا يسقين فلما انتهى إلى الماء دعا بقدح فتمضمض فيه ثم صبه في الماء فشربوا و ملئوا أداواهم و مياضيهم و توضئوا فقال النبي ص لئن بقيتم أو من بقي منكم ليسمعن يسقي ما بين يديه من كثرة مائه فوجدوا من ذلك ما قال

 22-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن بنت عبد الله بن رواحة الأنصاري مرت به أيام حفرهم الخندق فقال لها من تريدين فقالت آتى عبد الله بهذه التمرات فقال هاتيهن فنثرت في كفه ثم دعا بالأنطاع ثم نادى هلموا فكلوا فأكلوا فشبعوا و حملوا ما أرادوا معهم و دفع ما بقي إليها

 23-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه كان في سفر فأجهد الناس جوعا فقال من كان معه زاد فليأتنا فأتاه نفر بمقدار صاع فدعا بالأزر و الأنطاع ثم صفف التمر عليها و دعا ربه فأكثر الله ذلك التمر حتى كان أزوادهم إلى المدينة

 24-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن جابر قال استشهد والدي بين يدي رسول الله ص يوم أحد و هو ابن مائتي سنة و كان عليه دين فلقيني رسول الله ص يوما فقال ما فعل دين أبيك  فقلت على حاله فقال لمن هذا قلت لفلان اليهودي قال متى حينه قلت وقت جفاف التمر قال إذا جف التمر فلا تحدث فيه حتى تعلمني و اجعل كل صنف من التمر على حدة ففعلت ذلك و أخبرته ص فصار معي إلى التمر و أخذ من كل صنف قبضة بيده و ردها فيه ثم قال هات اليهودي فدعوته فقال له رسول الله اختر من هذا التمر أي صنف شئت فخذ دينك منه فقال اليهودي و أي مقدار لهذا التمر كله حتى آخذ صنفا بينه و لعل كله لا يفي بديني فقال النبي ص اختر أي صنف شئت فابتدئ به فأومأ إلى صنف الصيحاني فقال أبتدئ به فقال بسم الله فلم يزل يكيل منه حتى استوفى منه دينه كله و الصنف على حاله ما نقص منه شي‏ء ثم قال ص يا جابر هل بقي لأحد عليك شي‏ء من دينه قلت لا قال فاحمل تمرك بارك الله لك فيه فحملته إلى منزلي و كفانا السنة كلها فكنا نبيع منه لنفقتنا و مئونتنا و نأكل منه و نهب منه و نهدي إلى وقت التمر الجديد و التمر على حاله إلى أن جاءنا الجديد

 25-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن جابر قال لما اجتمعت الأحزاب من العرب لحرب الخندق و استشار النبي ص المهاجرين و الأنصار في ذلك فقال سلمان إن العجم إذا حزبها أمر مثل هذا اتخذوا الخنادق حول بلدانهم و جعلوا القتال من وجه واحد فأوحى الله إليه أن يفعل مثل ما قال سلمان فخط رسول الله ص الخندق حول المدينة و قسمه بين المهاجرين و الأنصار بالذراع فجعل لكل عشرة منهم عشرة أذرع قال جابر فظهرت يوما من الخط لنا صخرة عظيمة لم يمكن كسرها و لا كانت المعاول تعمل فيها فأرسلني أصحابي إلى رسول الله ص لأخبره بخبرها فصرت إليه فوجدته مستلقيا و قد شد على بطنه الحجر فأخبرته بخبر الحجر فقام مسرعا فأخذ الماء في فمه فرشه على الصخرة  ثم ضرب المعول بيده وسط الصخرة ضربة برقت منها برقة فنظر المسلمون فيها إلى قصور اليمن و بلدانها ثم ضربها ضربة أخرى فبرقت برقة أخرى نظر المسلمون فيها إلى قصور العراق و فارس و مدنها ثم ضربها الثالثة فانهارت الصخرة قطعا فقال رسول الله ص ما الذي رأيتم في كل برقة قالوا رأينا في الأولى كذا و في الثانية كذا و في الثالثة كذا قال سيفتح الله عليكم ما رأيتموه قال جابر و كان في منزلي صاع من شعير و شاة مشدودة فصرت إلى أهلي فقلت رأيت الحجر على بطن رسول الله ص و أظنه جائعا فلو أصلحنا هذا الشعير و هذه الشاة و دعونا رسول الله ص إلينا كان لنا قربة عند الله قالت فاذهب فأعلمه فإن أذن فعلناه فذهبت فقلت له يا رسول الله إن رأيت أن تجعل غداءك اليوم عندنا قال و ما عندك قلت صاع من الشعير و شاة قال أ فأصير إليك مع من أحب أو أنا وحدي قال فكرهت أن أقول أنت وحدك قلت بل مع من تحب و ظننته يريد عليا ع بذلك فرجعت إلى أهلي فقلت أصلحي أنت الشعير و أنا أصلح الشاة ففرغنا من ذلك و جعلنا الشاة كلها قطعا في قدر واحدة و ماء و ملحا و خبزت أهلي ذلك الدقيق فصرت إليه و قلت يا رسول الله قد أصلحنا ذلك فوقف على شفير الخندق و نادى بأعلى صوته يا معشر المسلمين أجيبوا دعوة جابر فخرج جميع المهاجرين و الأنصار فخرج النبي ص و الناس و لم يكن يمر بملإ من أهل المدينة إلا قال أجيبوا دعوة جابر فأسرعت إلى أهلي و قلت قد أتانا ما لا قبل لنا به و عرفتها خبر الجماعة فقالت أ لست قد عرفت رسول الله ما عندنا قلت بلى قالت فلا عليك هو أعلم بما يفعل فكانت أهلي أفقه مني فأمر رسول الله ص الناس بالجلوس خارج الدار و دخل هو و علي الدار فنظر في التنور و الخبز فيه فتفل فيه و كشف القدر فنظر فيها ثم قال للمرأة اقلعي من التنور رغيفا رغيفا و ناوليني واحدا  بعد واحد فجعلت تقلع رغيفا و تناوله إياه و هو و علي يثردان في الجفنة ثم تعود المرأة إلى التنور فتجد مكان الرغيف الذي قلعته رغيفا آخر فلما امتلأت الجفنة بالثريد غرف عليها من القدر و قال أدخل علي عشرة من الناس فدخلوا و أكلوا حتى شبعوا ثم قال يا جابر ايتني بالذراع ثم قال أدخل علي عشرة فدخلوا و أكلوا حتى شبعوا و الثريد بحاله ثم قال هات الذراع فأتيته به فقال أدخل عشرة فأكلوا و شبعوا ثم قال هات الذراع قلت كم للشاة من ذراع قال ذراعان قلت قد آتيت بثلاث أذرع قال لو سكت لأكل الجميع من الذراع فلم يزل يدخل عشرة و يخرج عشرة حتى أكل الناس جميعا ثم قال تعال حتى نأكل نحن و أنت فأكلت أنا و محمد ص و علي ع و خرجنا و الخبز في التنور بحاله و القدر على حالها و الثريد في الجفنة على حاله فعشنا أياما بذلك

 26-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أعرابيا جاء إليه فشكا إليه نضوب ماء بئرهم فأخذ حصاة أو حصاتين و فركها بأنامله ثم أعطاها الأعرابي و قال ارمها بالبئر فلما رماها فيها فار الماء إلى رأسها

 بيان نضب الماء نضوبا أي غار في الأرض و سفل

 27-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن زياد بن الحارث الصيدائي صاحب النبي ص أنه بعث جيشا إلى قومي فقلت يا رسول الله اردد الجيش و أنا لك بإسلام قومي فرده فكتبت إليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم فقال ص إنك لمطاع في قومك قلت بل الله  هداهم للإسلام فكتب إلي كتابا يؤمرني قلت مر لي بشي‏ء من صدقاتهم فكتب و كان في سفر له فنزل منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم فقال لا خير في الإمارة لرجل مؤمن ثم أتاه آخر فقال أعطني فقال من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس و داء في البطن فقال أعطني من الصدقة فقال إن الله لم يرض فيها بحكم نبي و لا غيره حتى حكم هو فيها فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيناك حقك قال الصيدائي فدخل في نفسي من ذلك شي‏ء فأتيته بالكتابين قال فدلني على رجل أؤمره عليكم فدللته على رجل من الوفد ثم قلنا إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها و اجتمعنا عليها و إذا كان الصيف قل ماؤها و تفرقنا على مياه حولنا و قد أسلمنا و كل من حولنا لنا أعداء فادع الله لنا في بئرنا أن لا تمنعنا ماءها فنجتمع عليها و لا نتفرق فدعا بسبع حصيات ففركهن في يده و دعا فيهن ثم قال اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة و اذكروا اسم الله قال زياد ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعر البئر ببركة رسول الله

 بيان قوله بإسلام أي ضامن أو كفيل أو رهن بإسلام قومي

 28-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ رأى ص عمرة بنت رواحة تذهب بتميرات إلى أبيها يوم الخندق فقال اجعليها على يدي ثم جعلها على نطع فجعل يربو حتى أكل منه ثلاثة آلاف رجل

 و منه حديث علي بن أبي طالب ع و قد طبخ له ضلعا وقت بيعة العشيرة

   البخاري عن جابر الأنصاري في حديث حفر الخندق فلما رأيت ضعف النبي ص طبخت جديا و خبزت صاع شعير و قلت رسول الله تكرمني بكذا و كذا فقال لا ترفع القدر من النار و لا الخبز من التنور ثم قال يا قوم قوموا إلى بيت جابر فأتوا و هم سبعمائة رجل و في رواية ثمانمائة و في رواية ألف رجل فلم يكن موضع الجلوس فكان يشير إلى الحائط و الحائط يبعد حتى تمكنوا فجعل يطعمهم بنفسه حتى شبعوا و لم يزل يأكل و يهدي إلى قومنا أجمع فلما خرجوا أتيت القدر فإذا هو مملو و التنور محشو

 روى أنس أنه أرسلني أبو طلحة إلى النبي ص لما رأى فيه أثر الجوع فلما رآني قال أرسلك أبو طلحة قلت نعم فقال لمن معه قوموا فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله ص بالناس و ليس عندنا من الطعام ما نطعمهم فقال ص يا أم سليم هلمي بما عندك فجاءت بأقراص من شعير فأمر به ففت و عصرت أم سليم عكة سمن فأخذها النبي ص ثم وضع يده على رأس الثريد و كان يدعو بعشرة عشرة فأكلوا حتى شبعوا و كانوا سبعين أو ثمانين رجلا

 و روى أبو هريرة في أصحاب الصفة و قد وضعت بين أيديهم صحفة فوضع النبي ص يده فيها فأكلوا و بقيت ملأى فيها أثر الأصابع

 و مثله حديث ثابت البناني عن أنس في عرس زينب بنت جحش

 و روي أن أم شريك أهدت إلى النبي ص عكة فيها سمن فأمر النبي ص الخادم ففرغها و ردها خالية فجاءت أم شريك و وجدت العكة ملأى فلم تزل تأخذ منها السمن زمانا طويلا و أبقى لها شرفا و أعطى ص لعجوز قصعة فيها عسل فكانت تأكل و لا يفنى فيوما من الأيام حولت ما كان فيها إلى إناء ففني سريعا فجاءت إلى النبي ص و أخبرته بذلك فقال  ص إن الأول كان من فعل الله و صنعه و الثاني كان من فعلك

 و قال جابر إن رجلا أتى النبي ص يستطعمه فطعمه وسق شعير فما زال الرجل يأكل منه و امرأته و وصيفهما حتى كاله فأتى النبي ص فأخبره فقال لو لم تكيلوه لأكلتم منه و لقام بكم

 جابر بن عبد الله و البراء بن عازب و سلمة بن الأكوع و المسور بن مخرمة فلما نزل النبي ص بالحديبية في ألف و خمسمائة و ذلك في حر شديد قالوا يا رسول الله ما بها من ماء و الوادي يابس و قريش في بلدح في ماء كثير فدعا بدلو من ماء فتوضأ من الدلو و مضمض فاه ثم مج فيه و أمر أن يصب في البئر فجاشت فسقينا و استقينا

 و في رواية فنزع سهما من كنانته فألقاه في البئر ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها و هم جلوس على شفتها

 أبو عوانة و أبو هريرة أنه ص أعطى ناجية بن عمرو نشابة و أمر أن يغرزها في البئر فامتلأ البئر ماء فأتته امرأة و أنشأت

يا أيها الماتح دلوي دونكا إني رأيت الناس يحمدونكايثنون خيرا و يمجدونكا أرجوك للخير كما يرجونكا

فأجابها ناجية

قد علمت جارية بمائيه إني أنا الماتح و اسمي ناجيه‏و طعنة ذات رشاش واهيه طعنتها تحت صدور العاتيه

 و في رواية أنه دفعها إلى البراء بن عازب فقال اغرز هذا السهم في بعض قلب الحديبية فجاءت قريش و معهم سهيل بن عمرو فأشرفوا على القليب و العيون تنبع تحت السهم فقالت ما رأينا كاليوم قط و هذا من سحر محمد قليل فلما أمر الناس بالرحيل قال خذوا حاجتكم من الماء ثم قال للبراء اذهب فرد السهم فلما فرغوا و ارتحلوا  أخذ البراء السهم فجف الماء كأنه لم يكن هناك ماء

 أمير المؤمنين ع إن رسول الله ص أمرني في بعض غزواته و قد نفد الماء يا علي قم و ائت بتور قال فأتيته فوضع يده اليمنى و يدي معها في التور فقال أنبع فنبع

 و في رواية سالم بن أبي الجعد و أنس فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون فشربنا و وسعنا و ذلك في يوم الشجرة و كانوا في ألف و خمسمائة رجل و شكا أصحابه ص إليه في غزوة تبوك من العطش فدفع سهما إلى رجل فقال انزل فاغرزه في الركي ففعل ففار الماء فطما إلى أعلى الركي فارتوى منه ثلاثون ألف رجل في دوابهم و وضع ع يده تحت وشل بوادي المشقق فجعل ينصب في يديه فانخرق الماء حتى سمع له حس كحس الصواعق فشرب الناس و استقوا حاجتهم منه فقال رسول الله ص لئن بقيتم أو بقي منكم أحد ليسمعن بهذا الوادي و هو أخصب ما بين يديه و ما خلفه قيل و هو إلى اليوم كما قاله ص

 و في رواية أبي قتادة كان يتفجر الماء من بين أصابعه لما وضع يده فيها حتى شرب الجيش العظيم و سقوا و تزودوا في غزوة بني المصطلق

 و في رواية علقمة بن عبد الله أنه وضع يده في الإناء فجعل الماء يفور من بين أصابعه فقال حي على الوضوء و البركة من الله فتوضأ القوم كلهم

   و في حديث أبي ليلى شكونا إلى النبي ص من العطش فأمر بحفرة فحفرت فوضع عليها نطعا و وضع يده على النطع و قال هل من ماء فقال لصاحب الإداوة صب الماء على كفي و اذكر اسم الله ففعل فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله ص حتى روي القوم و سقوا ركابهم و شكا إليه الجيش في بعض غزواته فقدان الماء فوضع ص يده في القدح فضاق القدح عن يده فقال للناس اشربوا فشرب الجيش و اسقوا و توضئوا و ملئوا المزاود

 محمد بن المنكدر سمعت جابرا يقول جاء رسول الله ص يعودني و أنا مريض لا أعقل فتوضأ و صب علي من وضوئه فعقلت الخبر و شكا إليه ص طفيل العامري الجذام فدعا بركوة ثم تفل فيها و أمره أن يغتسل به فاغتسل فعاد صحيحا و أتاه ص حسان بن عمرو الخزاعي مجذوما فدعا له بماء فتفل فيه ثم أمره فصبه على نفسه فخرج من علته فأسلم قومه و أتاه ص قيس اللخمي و به برص فتفل عليه فبرأ

 محمد بن خاطب انكب القدر على ساعدي في الصغر فأتت بي أمي إلى النبي ص قالت فتفل في في و مسح على ذراعي و جعل يقول و يتفل أذهب البأس رب الناس و اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما فبرأ بإذن الله

 الفائق إن النبي ص مسح على رأس غلام و قال عش قرنا فعاش مائة و إن امرأة أتته ص بصبي لها للتبرك و كانت به عاهة فمسح يده على رأس الصبي فاستوى شعره و برأ داؤه

   و روى ابن بطة أن الصبي كان المهلب و بلغ ذلك أهل اليمامة فأتت امرأة مسيلمة بصبي لها فمسح رأسه فصلع و بقي نسله إلى يومنا هذا و قطع يد أنصاري و هو عبد الله بن عتيك في حرب أحد فألزقها رسول الله ص و نفخ عليه فصار كما كان و تفل ص في عين علي ع و هو أرمد يوم خيبر فصح من وقته و فقئ في أحد عين قتادة بن ربعي أو قتادة بن النعمان الأنصاري فقال يا رسول الله الغوث الغوث فأخذها بيده فردها مكانها فكانت أصحهما و كانت تعتل الباقية و لا تعتل المردودة فلقب ذا العينين أي له عينان مكان الواحدة فقال الخرنق الأوسي

و منا الذي سالت على الخد عينه فردت بكف المصطفى أحسن الردفعادت كما كانت لأحسن حالها فيا طيب ما عيني و يا طيب ما يدي

و أصيبت رجل بعض أصحابه فمسحها بيده فبرأت من حينها و أصاب محمد بن مسلمة يوم قتل كعب بن الأشرف مثل ذلك في عيني ركبتيه فمسحه رسول الله ص بيده فلم تبن من أختها و أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من الأخرى

 عروة بن الزبير عن زهرة قال أسلمت فأصيب بصرها فقالوا لها أصابك اللات و العزى فرد ص عليها بصرها فقالت قريش لو كان ما جاء محمد خيرا ما سبقتنا إليه زهرة فنزل وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ الآية

 و أنفذ النبي ص عبد الله بن عتيك إلى حصن أبي رافع اليهودي فدخل عليه بغتة فإذا أبو رافع في بيت مظلم لا يدري أين هو فقال أبا رافع قال من هذا فأهوى نحو الصوت فضربه ضربة و خرج فصاح أبو رافع ثم دخل عليه فقال ما هذا الصوت يا أبا رافع  فقال إن رجلا في البيت ضربني فضربه ضربة أخرى فكان ينزل فانكسر ساقه فعصبها فلما انتهى إلى النبي ص فحدثه قال ابسط رجلك فبسطها فمسحها فبرأت

 و روي أن النبي ص تفل في بئر معطلة ففاضت حتى سقي منها بغير دلو و لا رشاء و كانت امرأة متبرزة و فيها وقاحة فرأت رسول الله ص يأكل فسألت لقمة من فلق فيه فأعطاها فصارت ذات حياء بعد ذلك و مسح ص ضرع شاة حائل لا لبن لها فدرت فكان ذلك سبب إسلام ابن مسعود

 أمالي الحاكم أن النبي ص كان يوما قائظا فلما انتبه من نومه دعا بماء فغسل يديه ثم مضمض ماء و مجه إلى عوسجة فأصبحوا و قد غلظت العوسجة و أثمرت و أينعت بثمر أعظم ما يكون في لون الورس و رائحة العنبر و طعم الشهد و الله ما أكل منها جائع إلا شبع و لا ظمآن إلا روي و لا سقيم إلا برأ و لا أكل من ورقها حيوان إلا در لبنها و كان الناس يستشفون من ورقها و كان يقوم مقام الطعام و الشراب و رأينا النماء و البركة في أموالنا فلم يزل كذلك حتى أصبحنا ذات يوم و قد تساقط ثمرها و صفر ورقها فإذا قبض النبي ص فكانت بعد ذلك تثمر دونه في الطعم و العظم و الرائحة و أقامت على ذلك ثلاثين سنة فأصبحنا يوما و قد ذهبت نضارة عيدانها فإذا قتل أمير المؤمنين ع فما أثمرت بعد ذلك قليلا و لا كثيرا فأقامت بعد ذلك مدة طويلة ثم أصبحنا و إذا بها قد نبع من ساقها دم عبيط و ورقها ذابل يقطر ماء كماء اللحم فإذا قتل الحسين ع

 أمالي الطوسي عن زيد بن أرقم في خبر طويل إن النبي ص أصبح طاويا فأتى فاطمة ع فرأى الحسن و الحسين يبكيان من الجوع و جعل يزقهما  بريقه حتى شبعا و ناما فذهب مع علي ع إلى دار أبي الهيثم فقال مرحبا برسول الله ما كنت أحب أن تأتيني و أصحابك إلا و عندي شي‏ء و كان لي شي‏ء ففرقته في الجيران فقال أوصاني جبريل بالجار حتى حسبت أنه سيورثه قال فنظر النبي ص إلى نخلة في جانب الدار فقال يا أبا الهيثم تأذن في هذه النخلة فقال يا رسول الله إنه لفحل و ما حمل شيئا قط شأنك به فقال يا علي ائتني بقدح ماء فشرب منه ثم مج فيه ثم رش على النخلة فتملت أعذاقا من بسر و رطب ما شئنا فقال ابدءوا بالجيران فأكلنا و شربنا ماء باردا حتى روينا فقال يا علي هذا من النعيم الذي يسألون عنه يوم القيامة يا علي تزود لمن وراك لفاطمة و الحسن و الحسين قال فما زالت تلك النخلة عندنا نسميهانخلة الجيران حتى قطعها يزيد عام الحرة

 إيضاح فت الشي‏ء كسره و بلدح بفتح الباء و الدال و سكون اللام اسم موضع بالحجاز قرب مكة و قال الجوهري و من أمثالهم في التحزن بالأقارب. لكن على بلدح قوم عجفى. قاله بيهس الملقب بنعامة لما رأى قوما في خصب و أهله في شدة و قال الماتح المستقي و قال قاظ بالمكان و تقيظ به إذا أقام به في الصيف و الطوى الجوع. قوله فتملت أصله تملأت بمعنى امتلأت فخفف

 29-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ البخاري أن النبي ص قال لمديون مر عليه و الديان يطلبونه بالديون صف تمرك كل شي‏ء على حدته ثم جاء فقعد عليه و كال لكل رجل حتى استوفى و بقي التمر كما هو كأن لم يمس و أتى عامر بن كريز يوم الفتح رسول الله بابنه عبد الله بن عامر و هو ابن خمس أو ست فقال يا رسول الله حنكه فقال إن مثله لا يحنك و أخذه و تفل في فيه فجعل يتسوغ ريق رسول الله ص و يتلمظه فقال ص إنه لمستقي فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء و له سقايات معروفة و له النباح و الجحفة و بستان ابن عامر

 و في مسلم عن جابر أن أم مالك كانت تهدي إلى النبي ص في عكة لها سمنا  فيأتيها بنوها فيسألون الأدم و ليس عندهم شي‏ء فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي ص فتجد فيها سمنا فما زال تقيم لها أدم بيتها حتى عصرته فأتت النبي ص فقال عصرتيها قالت نعم قال لو تركتيها ما زال مقيما

 بيان لمظ و تلمظ تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه

 30-  عم، ]إعلام الورى[ من معجزات النبي ص حديث شاة أم معبد و ذلك أن النبي ص لما هاجر من مكة و معه أبو بكر و عامر بن فهيرة و دليلهم عبد الله بن أريقط الليثي فمروا على أم معبد الخزاعية و كانت امرأة برزة تحتبي و تجلس بفناء الخيمة فسألوا تمرا أو لحما ليشتروه فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك و إذا القوم مرملون فقالت لو كان عندنا شي‏ء ما أعوزكم القرى فنظر رسول الله ص في كسر خيمتها فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أ تأذنين في أن أحلبها قالت نعم بأبي أنت و أمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا رسول الله بالشاة فمسح ضرعها و ذكر اسم الله و قال اللهم بارك في شاتها فتفاجت و درت فدعا رسول الله ص بإناء لها يريض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علته الثمال فسقاها فشربت حتى رويت ثم سقى أصحابه فشربوا حتى رووا فشرب آخرهم و قال ساقي القوم آخرهم شربا فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى أراضوا ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا هزلى مخهن قليل فلما رأى اللبن قال من أين لكم هذا و الشاء عازب و لا حلوبة  في البيت قالت لا و الله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت و كيت الخبر بطوله

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ هند بنت الجون و حبيش بن خالد و أبو معبد الخزاعي مثله بيان أرمل القوم نفد زادهم و الكسر بالكسر أسفل شقة البيت التي تلي الأرض من حيث يكسر جانباه عن يمينك و يسارك و التفاج المبالغة في تفريج ما بين الرجلين و هو من الفج الطريق قاله الجزري و قال يريض الرهط أي يرويهم بعض الري من أراض الحوض إذا صب فيه من الماء ما يواري أرضه و قال ثجا أي لبنا سائلا كثيرا و قال الثمال بالضم الرغوة واحده ثمالة و قال حتى أراضوا أي شربوا عللا بعد نهل حتى رووا من أراض الوادي إذا استنقع فيه الماء و قيل أراضوا أي ناموا على الأرض و هو البساط و قيل حتى صبوا اللبن على الأرض و قال الجوهري رجع عوده على بدئه إذا رجع في الطريق الذي جاء منه قوله فغادره أي تركه قوله عازب أي غائب

 31-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن ابن الكواء قال لعلي ع بما كنت وصي محمد ص من بين بني عبد المطلب قال إذن ما الخبر تريد لما نزل على رسول الله ص وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمعنا رسول الله ص و نحن أربعون رجلا فأمرني فأنضجت له رجل شاة و صاعا من طعام أمرني فطحنته و خبزته و أمرني فأدنيته قال ثم قدم عشرة من أجلتهم فأكلوا حتى صدروا و بقي الطعام كما كان و إن منهم لمن يأكل الجذعة و يشرب الفرق فأكلوا منها كلهم أجمعون فقال أبو لهب سحركم صاحبكم فتفرقوا عنه  ثم دعاهم رسول الله ص ثانية ثم قال أيكم يكون أخي و وصيي و وارثي فعرض عليهم فكلهم يأبى حتى انتهى إلي و أنا أصغرهم سنا و أعمشهم عينا و أحمشهم ساقا فقلت أنا فرمى إلي بنعله فلذلك كنت وصيه من بينهم