باب 15- غزوة ذات الرقاع و غزوة عسفان

الآيات النساء وَ إِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ إلى قوله النساء كِتاباً مَوْقُوتاً. تفسير قال الطبرسي رحمه الله بعد تفسير الآيات في صلاة الخوف و في الآية دلالة على صدق النبي ص و صحة نبوته و ذلك أنها نزلت و النبي ص بعسفان و المشركون بضجنان فتوافقوا فصلى النبي ص بأصحابه صلاة الظهر بتمام الركوع و السجود فهم المشركون أن يغيروا عليهم فقال بعضهم إن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من هذه يعنون صلاة العصر فأنزل الله عليه هذه الآية فصلى بهم العصر صلاة الخوف و كان ذلك سبب إسلام خالد بن الوليد و ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره أن النبي ص غزا محاربا و بني أنمار فهزمهم الله و أحرزوا الذراري و الأموال فنزل رسول الله ص و المسلمون و لا يرون من العدو أحدا فوضعوا أسلحتهم و خرج رسول الله ص لبعض حاجته و قد وضع سلاحه فجعل بينه و بين أصحابه الوادي فأتى قبل أن يفرغ من حاجته السيل في الوادي و السماء ترش فحال الوادي بين رسول الله ص و بين أصحابه و جلس في ظل سمرة فبصر به غورث بن الحارث المحاربي فقال له أصحابه يا غورث هذا محمد قد انقطع من أصحابه فقال قتلني الله إن لم أقتله و انحدر من الجبل و معه السيف و لم يشعر به رسول الله ص إلا و هو قائم على رأسه و معه السيف قد سله من غمده و قال يا محمد من يعصمك مني الآن فقال رسول الله ص الله فانكب عدو الله لوجهه فقام رسول الله ص فأخذ سيفه و قال يا غورث من يمنعك مني الآن قال لا أحد قال أ تشهد أن لا إله إلا الله و أني عبد الله و رسوله قال لا و لكني أعهد أن لا أقاتلك أبدا و لا أعين عليك عدوا فأعطاه رسول الله ص سيفه فقال له غورث و الله لأنت خير مني قال ص إني أحق بذلك و خرج غورث إلى أصحابه فقالوا يا غورث لقد رأيناك قائما على رأسه

  بالسيف فما منعك منه قال الله أهويت له بالسيف لأضربه فما أدري من زلخني بين كتفي فخررت لوجهي و خر سيفي و سبقني إليه محمد فأخذه و لم يلبث الوادي أن سكن فقطع رسول الله ص إلى أصحابه فأخبرهم الخبر و قرأ عليهم إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ الآية. بيان في القاموس الزلخ المزلة تزل منها الأقدام لندوته أو ملاسته و زلخه بالرمح زجه و زلخه تزليخا ملسه

 1-  عم، ]إعلام الورى[ ثم كانت بعد غزوة بني النضير غزوة بني لحيان و هي الغزوة التي صلى فيها صلاة الخوف بعسفان حين أتاه الخبر من السماء بما هم به المشركون و قيل إن هذه الغزوة كانت بعد غزوة بني قريظة ثم كانت غزوة ذات الرقاع بعد غزوة بني النضير بشهرين قال البخاري إنها كانت بعد خيبر لقي بها جمعا من غطفان و لم يكن بينهما حرب و قد خاف الناس بعضهم بعضا حتى صلى رسول الله ص صلاة الخوف ثم انصرف بالناس و قيل إنما سميت ذات الرقاع لأنه جبل فيه بقع حمرة و سواد و بياض فسمي ذات الرقاع و قيل إنما سميت بذلك لأن أقدامهم نقبت فيها فكانوا يلفون على أرجلهم الخرق

 2-  أقول قال ابن الأثير في الكامل أقام رسول الله ص بالمدينة بعد بني النضير شهري ربيع ثم غزا نجدا يريد بني محارب و بني ثعلبة من غطفان و هي غزوة ذات الرقاع فلقي المشركين و لم يكن قتال و خاف الناس بعضهم بعضا فنزلت صلاة الخوف و أصاب المسلمون امرأة منهم و كان زوجها غائبا فلما أتى أهله أخبر الخبر فحلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب رسول الله ص فخرج يتبع أثر رسول الله ص فنزل رسول الله فقال من يحرسنا الليلة فانتدب رجل من المهاجرين و رجل من الأنصار فأقاما بفم شعب نزله النبي ص فاضطجع المهاجري و حرس الأنصاري أول الليل و قام يصلي و جاء زوج المرأة فرأى شخصه فرماه بسهم فوضعه فيه فانتزعه و ثبت قائما يصلي ثم رماه بسهم آخر فأصابه فنزعه و ثبت يصلي ثم رماه الثالث فوضعه فيه فانتزعه ثم ركع و سجد ثم أيقظ صاحبه و أعلمه فوثب فلما رآهما الرجل عرف أنهما علما به فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري قال سبحان الله أ لا أيقظتني أول ما رماك قال كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها فلما تتابع علي الرمي و ركعت أعلمتك و ايم الله لو لا خوف أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله ص بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها و قيل إن هذه الغزوة كانت في المحرم سنة خمس

 3-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ غزوة بني لحيان في جمادى الأولى و كان بينهما الرمي بالحجارة و صلى فيها صلاة الخوف بعسفان و يقال في ذات الرقاع مع غطفان و كان ذلك بعد النضير بشهرين و قال البخاري بعد خيبر و لم يكن حرب

 4-  أقول قال الكازروني في حوادث السنة الخامسة و فيها كانت غزاة ذات الرقاع و كان سببها أن قادما قدم المدينة بجلب له فأخبر أصحاب رسول الله ص أن أنمارا و ثعلبة قد جمعوا لهم الجموع فبلغ ذلك رسول الله ص فخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرم في أربعمائة و قيل في سبعمائة فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع و هي جبل فلم يجد إلا نسوة فأخذهن و فيهن جارية وضيئة و هربت الأعراب إلى رءوس الجبال و خاف المسلمون أن يغيروا عليهم فصلى بهم النبي ص صلاة الخوف و كان أول ما صلاها و انصرف راجعا إلى المدينة فابتاع من جابر بن عبد الله جملا بأوقية و شرط له ظهره إلى المدينة و سأله عن دين أبيه فأخبره فقال إذا قربت المدينة و أردت أن تجد نخلك فآذني و استغفر رسول الله ص في تلك الليلة خمسا و عشرين مرة و في الترمذي سبعين مرة

 و في مسلم من حديث أبي نضرة عن جابر قال فقال رسول الله ص أ تبيعنيه بكذا و كذا و الله يغفر لك فما زال يزيدني و الله يغفر لك قال أبو نضرة و كانت كلمة تقولها المسلمون افعل كذا و الله يغفر لك و كانت غيبته خمس عشرة ليلة

  -5  و قال ابن الأثير في جمادى الأولى من السنة السادسة خرج رسول الله ص إلى بني لحيان يطلب بأصحاب الرجيع خبيب بن عدي و أصحابه و أظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوة غرة و أسرع السير حتى نزل على منازل بني لحيان بين أثح و عسفان فوجدهم قد حذروا و تمنعوا في رءوس الجبال فلما أخطأه ما أراد منهم خرج في مائتي راكب حتى نزل عسفان تخويفا لأهل مكة و أرسل فارسين من الصحابة حتى بلغا كراع الغميم ثم عاد

 6-  كا، ]الكافي[ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن محمد بن أيوب و علي عن أبيه جميعا عن البزنطي عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال نزل رسول الله ص في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد فأقبل سيل فحال بينه و بين أصحابه فرآه رجل من المشركين و المسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل فقال رجل من المشركين لقومه أنا أقتل محمدا فجاء و شد على رسول الله ص بالسيف ثم قال من ينجيك مني يا محمد فقال ربي و ربك فنسفه جبرئيل ع عن فرسه فسقط على ظهره فقام رسول الله فأخذ السيف و جلس على صدره و قال من ينجيك مني يا غورث فقال جودك و كرمك يا محمد فتركه و قام و هو يقول و الله لأنت خير مني و أكرم

 عم، ]إعلام الورى[ مرسلا مثله بيان النسف القلع