باب 1- وصيته ص عند قرب وفاته و فيه تجهيز جيش أسامة و بعض النوادر

1-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن يوسف بن الحكم عن داود بن رشيد عن سلمة بن صالح عن عبد الملك بن عبد الرحمن عن الأسعد بن طليق قال سمعت الحسين بن العربي يحدث غير مرة عن عبد الله بن مسعود قال نعى إلينا حبيبنا و نبينا ص نفسه فأبي و أمي و نفسي له الفداء قبل موته بشهر فلما دنا الفراق جمعنا في بيت فنظر إلينا فدمعت عيناه ثم قال مرحبا بكم حياكم الله حفظكم الله نصركم الله نفعكم الله هداكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله رزقكم الله رفعكم الله أوصيكم بتقوى الله و أوصى الله بكم إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أن لا تعلوا على الله في عباده و بلاده فإن الله تعالى قال لي و لكم تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ و قال سبحانه أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ قلنا متى يا نبي الله أجلك قال دنا الأجل و المنقلب إلى الله و إلى سدرة المنتهى و جنة المأوى و العرش الأعلى و الكأس الأوفى و العيش الأهنأ قلنا فمن يغسلك قال أخي و أهل بيتي الأدنى فالأدنى

2-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ ابن الصلت عن ابن عقدة عن محمد بن سليمان عن إسماعيل بن أبان عن عبد الله بن مسلم الملائي عن أبيه عن إبراهيم بن علقمة بن الأسود عن عائشة قالت قال رسول الله ص لما حضره الموت ادعوا لي حبيبي فقلت ادعوا له ابن أبي طالب فو الله ما يريد غيره فلما جاءه فرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه فلم يزل محتضنه حتى قبض و يده عليه

 بيان احتضن الصبي جعله في حضنه و هو بالكسر ما دون الإبط إلى الكشح

3-  ع، ]علل الشرائع[ ماجيلويه عن محمد العطار عن سهل عن محمد بن الوليد الصيرفي عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده ع قال لما حضرت رسول الله ص الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال للعباس يا عم محمد تأخذ تراث محمد و تقضي دينه و تنجز عداته فرد عليه و قال يا رسول الله أنا شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك و أنت تباري الريح قال فأطرق ع هنيهة ثم قال يا عباس أ تأخذ تراث رسول الله و تنجز عداته و تؤدي دينه فقال بأبي أنت و أمي أنا شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك و أنت تباري الريح فقال رسول الله ص أما أنا سأعطيها من يأخذ بحقها ثم قال يا علي يا أخا محمد أ تنجز عداة محمد و تقضي دينه و تأخذ تراثه قال نعم بأبي أنت و أمي قال فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من إصبعه فقال تختم بهذا في حياتي قال فنظرت إلى الخاتم حين وضعه علي ع في إصبعه اليمنى فصاح رسول الله ص يا بلال علي بالمغفر و الدرع و الراية و سيفي ذي الفقار و عمامتي السحاب و البرد و الأبرقة و القضيب فو الله ما رأيتها قبل ساعتي تيك يعني الأبرقة كادت تخطف الأبصار فإذا هي من أبرق الجنة فقال يا علي إن جبرئيل أتاني بها فقال يا محمد اجعلها في حلقة الدرع و استوفر بها مكان المنطقة ثم دعا بزوجي نعال عربيين إحداهما مخصوفة و الأخرى غير مخصوفة و القميص الذي أسري به فيه و القميص الذي خرج فيه يوم أحد و القلانس الثلاث قلنسوة السفر و قلنسوة العيدين و قلنسوة كان يلبسها و يقعد مع أصحابه ثم قال رسول الله ص يا بلال علي بالبغلتين الشهباء و الدلدل و الناقتين العضباء و الصهباء و الفرسين الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول الله ص لحوائج الناس يبعث رسول الله ص الرجل في حاجته فيركبه و حيزوم و هو الذي يقول أقدم حيزوم و الحمار اليعفور ثم قال يا علي اقبضها في حياتي حتى لا ينازعك فيها أحد بعدي ثم قال أبو عبد الله ع إن أول شي‏ء مات من الدواب حماره اليعفور توفي ساعة قبض رسول الله ص قطع خطامه ثم مر يركض و أتى بئر بني خطمة بقبا فرمى بنفسه فيها فكانت قبره ثم قال أبو عبد الله ع إن يعفور كلم رسول الله فقال بأبي أنت و أمي إن أبي حدثني عن أبيه عن جده أنه كان مع نوح في السفينة فنظر إليه يوما نوح ع و مسح يده على وجهه ثم قال يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين و خاتمهم و الحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار

 كا، ]الكافي[ محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل مثله. بيان باراه عارضه و يقال فلان يباري الريح سخاء. قوله قال فنظرت أي العباس و الأبرق الحبل الذي فيه لونان و كل شي‏ء اجتمع فيه سواد و بياض قوله ص و استوفر بها أي اطلب وفور الثياب و كثرتها بها أو البسها وافرة كاملة و يحتمل أن يكون بالزاي من قولهم استوفز في قعدته انتصب فيها غير مطمئن و توفز بالأمر تهيأ و في الكافي استذفر بها من الذفر و هي الريح الطيبة لطيب ريحها و في بعض النسخ استثفر بها من ثفر الدابة استعير للمنطقة و لعله أظهر. قوله و هو الذي يقول أي جبرئيل كما مر في غزوة أحد أو النبي ص كان يقول له أقدم حيزوم فيجيب و يقبل و على الأول يدل على أن خطاب جبرئيل كان لفرس النبي ص لا لفرس نفسه كما فهمه الأكثر قال الجوهري الحيزوم اسم فرس من خيل الملائكة أقول قد مر تفسير سائر أجزاء الخبر من أسماء الدواب و غيرها في باب أسمائه ص

4-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ عبيد بن كثير معنعنا عن جابر الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله ص في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة ع بأبي و أمي أنت أرسلي إلى بعلك فادعيه لي فقالت فاطمة للحسين انطلق إلى أبيك فقل يدعوك جدي قال فانطلق إليه الحسين فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع حتى دخل على رسول الله ص و فاطمة ع عنده و هي تقول وا كرباه لكربك يا أبتاه فقال لها رسول الله ص لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة إن النبي ص لا يشق عليه الجيب و لا يخمش عليه الوجه و لا يدعى عليه بالويل و لكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم تدمع العينان و قد يوجع القلب و لا نقول ما يسخط الرب و إنا بك يا إبراهيم لمحزونون و لو عاش إبراهيم لكان نبيا ثم قال يا علي ادن مني فدنا منه فقال أدخل أذنك في في ففعل فقال يا أخي أ لم تسمع قول الله في كتابه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ قال بلى يا رسول الله قال هم أنت و شيعتك يجيئون غرا محجلين شباعا مرويين أ و لم تسمع قول الله في كتابه إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ قال بلى يا رسول الله قال هم عدوك و شيعتهم يجوزون يوم القيامة ظمأ مظمئين أشقياء معذبين كفارا منافقين ذلك لك و لشيعتك و هذا لعدوك و لشيعتهم هكذا روى جابر الأنصاري رضي الله عنه

  أقول روى الحسن بن سليمان في كتاب المحتضر من تفسير محمد بن العباس بن مروان عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن إبراهيم بن عاصم عن الحسن بن عبد الله عن مصعب بن سلام عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع عن جابر مثله

5-  ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن سعد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد عن إبراهيم بن إسحاق الأزدي عن أبيه قال أتيت الأعمش سليمان بن مهران أسأله عن وصية رسول الله ص فقال ائت محمد بن عبد الله فاسأله قال فأتيته فحدثني عن زيد بن علي ع قال لما حضرت رسول الله ص الوفاة و رأسه في حجر علي ع و البيت غاص بمن فيه من المهاجرين و الأنصار و العباس قاعد قدامه فقال رسول الله ص يا عباس أ تقبل وصيتي و تقضي ديني و تنجز موعدي فقال إني امرؤ كبير السن كثير العيال لا مال لي فأعادها عليه ثلاثا كل ذلك يردها عليه فقال رسول الله سأعطيها رجلا يأخذها بحقها لا يقول مثل ما تقول ثم قال يا علي أ تقبل وصيتي و تقضي ديني و تنجز موعدي قال فخنقته العبرة و لم يستطع أن يجيبه و لقد رأى رأس رسول الله ص يذهب و يجي‏ء في حجره ثم أعاد عليه فقال له علي ع نعم بأبي أنت و أمي يا رسول الله فقال يا بلال ائت بدرع رسول الله فأتى بها ثم قال يا بلال ائت براية رسول الله ص فأتى بها ثم قال يا بلال ائت ببغلة رسول الله بسرجها و لجامها فأتى بها ثم قال يا علي قم فاقبض هذا بشهادة من في البيت من المهاجرين و الأنصار كي لا ينازعك فيه أحد من بعدي قال فقام علي ع حتى استودع جميع ذلك في منزله ثم رجع

6-  ع، ]علل الشرائع[ ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن إبراهيم بن إسحاق عن أبيه عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي ع قال لما حضر رسول الله ص الوفاة قال للعباس أ تقبل وصيتي و تقضي ديني و تنجز موعدي قال إني امرؤ كبير السن ذو عيال لا مال لي فأعادها عليه ثلاثا فردها فقال رسول الله ص لأعطينها رجلا يأخذها بحقها لا يقول مثل ما تقول ثم قال يا علي أ تقبل وصيتي و تقضي ديني و تنجز موعدي قال فخنقته العبرة ثم أعاد عليه فقال علي نعم يا رسول الله فقال يا بلال ائت بدرع رسول الله فأتى بها ثم قال يا بلال ائت بسيف رسول الله فأتى به ثم قال يا بلال ائت براية رسول الله فأتى بها قال حتى تفقد عصابة كان يعصب بها بطنه في الحرب فأتى بها ثم قال يا بلال ائت ببغلة رسول الله بسرجها و لجامها فأتى بها ثم قال لعلي قم فاقبض هذا بشهادة من هنا من المهاجرين و الأنصار حتى لا ينازعك فيه أحد من بعدي قال فقام علي ع و حمل ذلك حتى استودعه منزله ثم رجع

7-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن أحمد بن إدريس عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن راشد بن يحيى عن علي بن إسماعيل عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا الحسن أن أبا جعفر ع يقول في هذه الآية وَ لا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ قال إن رسول الله ص قال لفاطمة ع إذا أنا مت فلا تخمشي علي وجها و لا ترخي علي شعرا و لا تنادي بالويل و لا تقيمي علي نائحة ثم قال هذا المعروف الذي قال الله عز و جل في كتابه وَ لا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ

8-  بشا، ]بشارة المصطفى[ يحيى بن محمد الجواني عن جعفر بن محمد الحسيني عن محمد بن عبد الله الحافظ عن عمر بن إبراهيم الكلابي عن حمدون بن عيسى عن يحيى بن سليمان عن عباد بن عبد الصمد عن الحسن عن أنس قال جاءت فاطمة و معها الحسن و الحسين ع إلى النبي ص في المرض الذي قبض فيه فانكبت عليه فاطمة و ألصقت صدرها بصدره و جعلت تبكي فقال لها النبي يا فاطمة و نهاها عن البكاء فانطلقت إلى البيت فقال النبي ص و يستعبر الدموع اللهم أهل بيتي و أنا مستودعهم كل مؤمن ثلاث مرات

9-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى و محمد بن عبد الجبار عن محمد البرقي عن فضالة عن ابن عميرة عن الحضرمي عن مولاه حمزة بن رافع عن أم سلمة زوج النبي ص قالت قال رسول الله ص في مرضه الذي توفي فيه ادعوا لي خليلي فأرسلت عائشة إلى أبيها فلما جاء غطى رسول الله ص وجهه و قال ادعوا لي خليلي فرجع أبو بكر و بعثت حفصة إلى أبيها فلما جاء غطى رسول الله ص وجهه و قال ادعوا لي خليلي فرجع عمر و أرسلت فاطمة إلى علي ع فلما جاء قام رسول الله ص فدخل ثم جلل عليا ع بثوبه قال علي ع فحدثني بألف حديث يفتح كل حديث ألف حديث حتى عرقت و عرق رسول الله ص فسال علي عرقه و سال عليه عرقي

 ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الجبار مثله ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى و ابن عبد الجبار مثله

10-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن اليقطيني و إبراهيم بن إسحاق معا عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع قال سمعته يقول إن رسول الله ص علمني ألف باب من الحلال و الحرام و مما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة كل باب منها يفتح ألف ألف باب حتى علمت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب

11-  ل، ]الخصال[ ابن موسى عن علي بن الحسن الهنجاني عن سعد بن كثير عن أبي لهيعة عن رشيد بن سعد عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجبلي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله ص في مرضه الذي توفي فيه ادعوا لي أخي قال فأرسلوا إلى علي ع فدخل فوليا وجوههما إلى الحائط و ردا عليهما ثوبا فأسر إليه و الناس محتوشون وراء الباب فخرج علي ع فقال له رجل من الناس أسر إليك نبي الله شيئا قال نعم أسر إلي ألف باب في كل باب ألف باب فقال وعيته قال نعم و عقلته قال فما السواد الذي في القمر قال إن الله عز و جل قال وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً قال له الرجل عقلت يا علي

12-  ل، ]الخصال[ أبي و العطار و ابن الوليد جميعا عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير و الحسن بن علي بن فضال عن المثنى بن الوليد عن ابن حازم عن بكر بن حبيب عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص في مرضه الذي قبض فيه ادعوا لي خليلي فأرسلت عائشة و حفصة إلى أبويهما فلما جاءا غطى رسول الله ص وجهه و رأسه فانصرفا فكشف رسول الله ص رأسه فقال ادعوا لي خليلي فأرسلت حفصة إلى أبيها و عائشة إلى أبيها فلما جاءا غطى رسول الله رأسه فانطلقا و قالا ما نرى رسول الله أرادنا قالتا أجل إنما قال ادعوا لي خليلي أو قال حبيبي فرجونا أن تكونا أنتما هما فجاء أمير المؤمنين ع و ألزق رسول الله ص صدره بصدره و أومأ إلى أذنه فحدثه بألف حديث لكل حديث ألف باب

 ير، ]بصائر الدرجات[ ابن أبي الخطاب مثله

13-  ل، ]الخصال[ ابن موسى و السناني و المكتب و الوراق جميعا عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبي معاوية عن سليمان بن مهران عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع قال لما حضرت رسول الله ص الوفاة دعاني فلما دخلت عليه قال لي يا علي أنت وصيي و خليفتي على أهلي و أمتي في حياتي و بعد موتي وليك وليي و وليي ولي الله و عدوك عدوي و عدوي عدو الله يا علي المنكر لإمامتك بعدي كالمنكر لرسالتي في حياتي لأنك مني و أنا منك ثم أدناني فأسر إلي ألف باب من العلم كل باب يفتح ألف باب

 أقول سيأتي سائر أخبار الباب في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع

14-  ل، ]الخصال[ أبي عن سعد عن ابن عيسى و عبد الله بن عامر عن ابن أبي نجران عن صفوان بن يحيى عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال لما مرض رسول الله ص مرضه الذي توفي فيه بعث إلى علي ع فلما جاء أكب عليه فلم يزل يحدثه و يحدثه فلما خرج لقياه فقالا بما حدثك صاحبك فقال حدثني بباب يفتح ألف باب كل باب منها يفتح ألف باب

 ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن عامر مثله

15-  ل، ]الخصال[ العطار عن أبيه عن ابن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن يحيى بن معمر عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص في مرضه الذي توفي فيه ادعوا لي خليلي فأرسلتا إلى أبويهما فلما نظر إليهما أعرض عنهما و قال ادعوا لي خليلي فأرسل إلى علي ع فلما نظر إليه أكب عليه يحدثه فلما خرج لقياه و قالا ما حدثك خليلك قال حدثني ألف باب و كل باب يفتح ألف باب

 ير، ]بصائر الدرجات[ ابن أبي الخطاب مثله

16-  ل، ]الخصال[ أبي و العطار و ابن الوليد جميعا عن سعد عن السندي بن محمد عن صفوان عن محمد بن بشير عن أبيه بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص في مرضه الذي توفي فيه ادعوا لي خليلي فأرسلتا إلى أبويهما فلما رآهما أعرض بوجهه عنهما ثم قال ادعوا لي خليلي فأرسلتا إلى علي ع فلما جاء أكب عليه فلم يزل يحدثه و يحدثه فلما خرج لقياه فقالا له ما حدثك قال حدثني بباب يفتح له ألف باب كل باب يفتح ألف باب

 ير، ]بصائر الدرجات[ السندي بن محمد عن صفوان عن محمد بن بشير و لا أعلمه إلا أني سمعته عن بشير مثله

17-  ل، ]الخصال[ الثلاثة عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال جاء أبو بكر و عمر إلى أمير المؤمنين ع حين دفن فاطمة ع في حديث طويل قال لهما فيه أما ما ذكرتما أني لم أشهدكما أمر رسول الله ص فإنه قال لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره فلم أكن لأريكما به لذلك و أما إكبابي عليه فإنه علمني ألف حرف الحرف يفتح ألف حرف فلم أكن لأطلعكما على سر رسول الله ص

18-  ير، ]بصائر الدرجات[ البزنطي عن أبان بن عثمان عن عيسى بن عبد الله و ثابت عن حنظلة عن أبي عبد الله ع قال خطب رسول الله ص يوما بعد أن صلى الفجر في المسجد و عليه قميصة سوداء فأمر فيه و نهى و وعظ فيه و ذكر ثم قال يا فاطمة اعلمي فإني لا أملك من الله شيئا و سمع الناس صوته و تساروا و مرأى رسول الله ص و سمعهم نساؤه من وراء الجدر فهن يمشطن و قلن قد برئ رسول الله ص فقلت لأبي عبد الله ع توفي ذلك اليوم قال نعم قلت فأين ما يرويه الناس أنه علم عليا ع ألف باب كل باب فتح ألف باب قال كان ذلك قبل يومئذ

 19-  عم، ]إعلام الورى[ شا، ]الإرشاد[ ثم كان مما أكد النبي ص لأمير المؤمنين ع من الفضل و تخصصه منه بجليل رتبته ما تلا حجة الوداع من الأمور المجددة لرسول الله ص و الأحداث التي اتفقت بقضاء الله و قدره و ذلك أنه ص تحقق من دنو أجله ما كان قدم الذكر به لأمته فجعل ع يقوم مقاما بعد مقام في المسلمين يحذرهم الفتنة بعده و الخلاف عليه و يؤكد وصايتهم بالتمسك بسنته و الإجماع عليها و الوفاق و يحثهم على الاقتداء بعترته و الطاعة لهم و النصرة و الحراسة و الاعتصام بهم في الدين و يزجرهم عن الاختلاف و الارتداد و كان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواية على اتفاق و اجتماع قوله يا أيها الناس إني فرطكم و أنتم واردون علي الحوض ألا و إني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقياني و سألت ربي ذلك فأعطانيه ألا و إني قد تركتهما فيكم كتاب الله و عترتي أهل بيتي فلا تسبقوهم فتفرقوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم أيها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار ألا و إن علي بن أبي طالب أخي و وصيي يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فكان ص يقوم مجلسا بعد مجلس بمثل هذا الكلام و نحوه ثم إنه عقد لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة و أمره و ندبه أن يخرج بجمهور الأمة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم و اجتمع رأيه على إخراج جماعة من مقدمي المهاجرين و الأنصار في معسكره حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته من يختلف في الرئاسة و يطمع في التقدم على الناس بالأمارة و يستتب الأمر لمن استخلفه من بعده و لا ينازعه في حقه منازع فعقد له الإمرة على ما ذكرناه و جد في إخراجهم و أمر أسامة بالبروز عن المدينة بمعسكره إلى الجرف و حث الناس على الخروج إليه و المسير معه و حذرهم من التلوم و الإبطاء عنه فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها

فلما أحس بالمرض الذي عراه أخذ بيد علي بن أبي طالب و اتبعه جماعة من الناس و توجه إلى البقيع فقال للذي اتبعه إنني قد أمرت بالاستغفار لأهل البقيع فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم و قال السلام عليكم أهل القبور ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ثم استغفر لأهل البقيع طويلا و أقبل على أمير المؤمنين ع فقال إن جبرئيل ع كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة و قد عرضه علي العام مرتين و لا أراه إلا لحضور أجلي ثم قال يا علي إني خيرت بين خزائن الدنيا و الخلود فيها أو الجنة فاخترت لقاء ربي و الجنة فإذا أنا مت فاستر عورتي فإنه لا يراها أحد إلا أكمه ثم عاد إلى منزله فمكث ثلاثة أيام موعوكا

ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين ع بيمنى يديه و على الفضل بن عباس باليد الأخرى حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال معاشر الناس و قد حان مني خفوق من بين أظهركم فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إياها و من كان له علي دين فليخبرني به معاشر الناس ليس بين الله و بين أحد شي‏ء يعطيه به خيرا أو يصرف عنه به شرا إلا العمل أيها الناس لا يدعي مدع و لا يتمنى متمن و الذي بعثني بالحق نبيا لا ينجي إلا عمل مع رحمة و لو عصيت لهويت اللهم هل بلغت ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ثم دخل بيته

و كان إذ ذاك في بيت أم سلمة رضي الله عنها فأقام به يوما أو يومين فجاءت عائشة إليها تسألها أن تنقله إلى بيتها لتتولى تعليله و سألت أزواج النبي ص في ذلك فأذن لها فانتقل إلى البيت الذي أسكنه عائشة و استمر به المرض فيه أياما و ثقل فجاء بلال عند صلاة الصبح و رسول الله ص مغمور بالمرض فنادى الصلاة يرحمكم الله فأؤذن رسول الله بندائه فقال يصلي بالناس بعضهم فإني مشغول بنفسي فقالت عائشة مروا أبا بكر و قالت حفصة مروا عمر

فقال رسول الله ص حين سمع كلامهما و رأى حرص كل واحد منهما على التنويه بأبيها و افتتانهما بذلك و رسول الله ص حي اكففن فإنكن صويحبات يوسف

ثم قام ص مبادرا خوفا من تقدم أحد الرجلين و قد كان ص أمرهما بالخروج مع أسامة و لم يك عنده أنهما قد تخلفا فلما سمع من عائشة و حفصة ما سمع علم أنهما متأخران عن أمره فبدر لكف الفتنة و إزالة الشبهة فقام ص و إنه لا يستقل على الأرض من الضعف فأخذ بيده علي بن أبي طالب و الفضل بن العباس فاعتمد عليهما و رجلاه يخطان الأرض من الضعف فلما خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب فأومأ إليه بيده أن تأخر عنه فتأخر أبو بكر و قام رسول الله ص مقامه فكبر و ابتدأ الصلاة التي كان ابتدأها أبو بكر و لم يبن على ما مضى من فعاله فلما سلم انصرف إلى منزله

و استدعى أبا بكر و عمر و جماعة من حضر المسجد من المسلمين ثم قال أ لم آمر أن تنفذوا جيش أسامة فقالوا بلى يا رسول الله قال فلم تأخرتم عن أمري قال أبو بكر إني كنت قد خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا و قال عمر يا رسول الله إني لم أخرج لأنني لم أحب أن أسأل عنك الركب فقال النبي ص نفذوا جيش أسامة نفذوا جيش أسامة يكررها ثلاث مرات

ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه و الأسف فمكث هنيهة مغمى عليه و بكى المسلمون و ارتفع النحيب من أزواجه و ولده و نساء المسلمين و جميع من حضر من المسلمين

فأفاق رسول الله ص فنظر إليهم ثم قال ايتوني بدواة و كتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا

ثم أغمي عليه فقام بعض من حضر يلتمس دواة و كتفا فقال له عمر ارجع فإنه يهجر فرجع و ندم من حضر على ما كان منهم من التضجيع في إحضار الدواة و الكتف و تلاوموا بينهم و قالوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لقد أشفقنا من خلاف رسول الله ص

فلما أفاق ص قال بعضهم أ لا نأتيك بدواة و كتف يا رسول الله فقال أ بعد الذي قلتم لا و لكني أوصيكم بأهل بيتي خيرا و أعرض بوجهه عن القوم

فنهضوا و بقي عنده العباس و الفضل بن العباس و علي بن أبي طالب و أهل بيته خاصة فقال له العباس يا رسول الله إن يكن هذا الأمر فينا مستقرا من بعدك فبشرنا و إن كنت تعلم أنا نغلب عليه فأوص بنا فقال أنتم المستضعفون من بعدي و أصمت فنهض القوم و هم يبكون قد يئسوا من النبي ص فلما خرجوا من عنده

 قال ص ردوا علي أخي و عمي العباس فأنفذوا من دعاهما فحضرا فلما استقر بهما المجلس قال ص يا عم رسول الله تقبل وصيتي و تنجز عدتي و تقضي ديني فقال العباس يا رسول الله عمك شيخ كبير ذو عيال كثير و أنت تباري الريح سخاء و كرما و عليك وعد لا ينهض به عمك فأقبل على علي بن أبي طالب ع فقال له يا أخي تقبل وصيتي و تنجز عدتي و تقضي عني ديني و تقوم بأمر أهلي من بعدي فقال نعم يا رسول الله فقال له ادن مني فدنا منه فضمه إليه ثم نزع خاتمه من يده فقال له خذ هذا فضعه في يدك و دعا بسيفه و درعه و جميع لأمته فدفع ذلك إليه و التمس عصابة كان يشدها على بطنه إذا لبس سلاحه و خرج إلى الحرب فجي‏ء بها إليه فدفعها إلى أمير المؤمنين ع و قال له امض على اسم الله إلى منزلك

فلما كان من الغد حجب الناس عنه و ثقل في مرضه و كان أمير المؤمنين ع لا يفارقه إلا لضرورة فقام في بعض شئونه فأفاق رسول الله ص إفاقة فافتقد عليا ع فقال و أزواجه حوله ادعوا لي أخي و صاحبي و عاوده الضعف فأصمت فقالت عائشة ادعوا له أبا بكر فدعي و دخل عليه و قعد عند رأسه فلما فتح عينه نظر إليه فأعرض عنه بوجهه فقام أبو بكر فقال لو كان له إلي حاجة لأفضى بها إلي فلما خرج أعاد رسول الله ص القول ثانية و قال ادعوا لي أخي و صاحبي فقالت حفصة ادعوا له عمر فدعي فلما حضر و رآه رسول الله ص أعرض عنه فانصرف ثم قال ادعوا لي أخي و صاحبي فقالت أم سلمة رضي الله عنها ادعوا له عليا ع فإنه لا يريد غيره فدعي أمير المؤمنين ع

فلما دنا منه أومأ إليه فأكب عليه فناجاه رسول الله ص طويلا ثم قام فجلس ناحية حتى أغفي رسول الله ص فلما أغفي خرج فقال له الناس ما الذي أوعز إليك يا أبا الحسن فقال علمني ألف باب من العلم فتح لي كل باب ألف باب و أوصاني بما أنا قائم به إن شاء الله تعالى ثم ثقل و حضره الموت و أمير المؤمنين ع حاضر عنده فلما قرب خروج نفسه قال له ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك و امسح بها وجهك ثم وجهني إلى القبلة و تول أمري و صل على أول الناس و لا تفارقني حتى تواريني في رمسي و استعن بالله تعالى فأخذ علي ع رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه فأكبت فاطمة ع تنظر في وجهه و تندبه و تبكي و تقول

و أبيض يستسقى الغمام بوجهه . ثمال اليتامى عصمة للأرامل.

ففتح رسول الله ص عينه و قال بصوت ضئيل يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه و لكن قولي وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فبكت طويلا فأومأ إليها بالدنو منه فدنت منه فأسر إليها شيئا تهلل وجهها له ثم قبض ص و يد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه ص فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ثم وجهه و غمضه و مد عليه إزاره و اشتغل بالنظر في أمره فجاءت الرواية أنه قيل لفاطمة ع ما الذي أسر إليك رسول الله ص فسري عنك به ما كنت عليه من الحزن و القلق بوفاته قالت إنه أخبرني أنني أول أهل بيته لحوقا به و أنه لن تطول المدة لي بعده حتى أدركه فسري ذلك عني

 بيان قال الجزري في حديث خطبته ص في مرضه قد دنا مني خفوق من بين أظهركم أي حركة و قرب ارتحال يريد الإنذار بموته و قال الجوهري التضجيع في الأمر التقصير فيه و قال أوعزت إليه في كذا أي تقدمت و قال انسرى عنه الهم انكشف و سري عنه مثله

20-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن عباس و السدي لما نزل قوله تعالى إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ قال رسول الله ص ليتني أعلم متى يكون ذلك فنزل سورة النصر فكان يسكت بين التكبير و القراءة بعد نزولها فيقول سبحان الله و بحمده أستغفر الله و أتوب إليه فقيل له في ذلك فقال أما إن نفسي نعيت إلي ثم بكى بكاء شديدا فقيل يا رسول الله أ و تبكي من الموت و قد غفر الله لك ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قال فأين هول المطلع و أين ضيقة القبر و ظلمة اللحد و أين القيامة و الأهوال فعاش بعد نزول هذه السورة عاما

 الأسباب و النزول عن الواحدي أنه روى عكرمة عن ابن عباس قال لما أقبل رسول الله ص من غزوة حنين و أنزل الله سورة الفتح قال يا علي بن أبي طالب و يا فاطمة إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ إلى آخر السورة

 و قال السدي و ابن عباس ثم نزلت لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ الآية فعاش بعدها ستة أشهر فلما خرج إلى حجة الوداع نزلت عليه في الطريق يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ الآية فسميت آية الصيف ثم نزل عليه و هو واقف بعرفة الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ فعاش بعدها أحدا و ثمانين يوما ثم نزلت عليه آيات الربا ثم نزلت بعدها وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ و هي آخر آية نزلت من السماء فعاش بعدها أحدا و عشرين يوما قال ابن جريح تسع ليال و قال ابن جبير و مقاتل سبع ليال و قال الله تعالى تسلية للنبي ص وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ و قال وَ ما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ

 لما مرض النبي ص مرضه الذي توفي فيه و ذلك يوم السبت أو يوم الأحد من صفر أخذ بيد علي و تبعه جماعة من أصحابه و توجه إلى البقيع ثم قال السلام عليكم أهل القبور و ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها إن جبرئيل كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة و قد عرضه علي العام مرتين و لا أراه إلا لحضور أجلي ثم خرج يوم الأربعاء معصوب الرأس متكئا على علي بيمنى يديه و على الفضل باليد الأخرى فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإنه قد حان مني خفوق من بين أظهركم فمن كانت له عندي عدة فليأتني أعطه إياها و من كان له علي دين فليخبرني به فقام رجل فقال يا رسول الله إن لي عندك عدة إني تزوجت فوعدتني أن تعطيني ثلاثة أواقي فقال انحلها يا فضل ثم نزل فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر فخطب ثم قال معاشر أصحابي أي نبي كنت لكم أ لم أجاهد بين أظهركم إلى آخر ما أوردنا في باب وفاته ص

21-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ ابن بطة و الطبري و مسلم و البخاري و اللفظ له أنه سمع ابن عباس يقول يوم الخميس و ما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقال اشتد برسول الله ص وجعه يوم الخميس فقال ائتوني بدواة و كتف أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا و لا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله ص

و في رواية مسلم و الطبري قالوا إن رسول الله يهجر يونس الديلمي وصى النبي ص فقال قائلهم قد ظل يهجر سيد البشر

 البخاري و مسلم في خبر أنه قال عمر النبي قد غلب عليه الوجع و عندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل ذلك البيت و اختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله كتابا لن تضلوا بعده و منهم من يقول القول ما قال عمر فلما كثر اللغط و الاختلاف عند النبي ص قال قوموا فكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله و بين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم

 مسند أبي يعلى و فضائل أحمد عن أم سلمة في خبر و الذي تحلف به أم سلمة أن كان آخر عهدا برسول الله ص علي ع و كان رسول الله بعثه في حاجة غداة قبض فكان يقول جاء علي ثلاث مرات قال فجاء قبل طلوع الشمس فخرجنا من البيت لما عرفنا أن له إليه حاجة فأكب عليه علي ع فكان آخر الناس به عهدا و جعل يساره و يناجيه

 الطبري في الولاية و الدارقطني في الصحيح و السمعاني في الفضائل و جماعة من رجال الشيعة عن الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن و عبد الله بن عباس و أبي سعيد الخدري و عبد الله بن الحارث و اللفظ للصحيح أن عائشة قالت قال رسول الله ص و هو في بيتها لما حضره الموت ادعوا لي حبيبي فدعوت له أبا بكر فنظر إليه ثم وضع رأسه ثم قال ادعوا لي حبيبي فدعوا له عمر فلما نظر إليه قال ادعوا لي حبيبي فقلت ويلكم ادعوا له علي بن أبي طالب فو الله ما يريد غيره فلما رآه أفرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه و لم يزل يحتضنه حتى قبض و يده عليه

  -22  جا، ]المجالس للمفيد[ عمر بن محمد الصيرفي عن العباس بن المغيرة الجوهري عن أحمد بن منصور الرمادي عن أحمد بن صالح عن عتيبة عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس قال لما حضرت النبي ص الوفاة و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال رسول الله ص هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال لا تأتوه بشي‏ء فإنه قد غلبه الوجع و عندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت و اختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله و منهم من يقول ما قال عمر فلما كثر اللغط و الاختلاف قال رسول الله ص قوموا عني قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة و كان ابن عباس رحمه الله يقول الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ص و بين أن يكتب لنا ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم

 بيان أقول خبر طلب رسول الله ص الدواة و الكتف و منع عمر عن ذلك مع اختلاف ألفاظه متواتر بالمعنى و أورده البخاري و مسلم و غيرهما من محدثي العامة في صحاحهم و قد أورده البخاري في مواضع من صحيحه منها في الصفحة الثانية من مفتتحه و كفى بذلك له كفرا و عنادا و كفى به لمن اتخذه مع ذلك خليفة و إماما جهلا و ضلالا و سيأتي تمام القول في ذلك في باب مثالب الثلاثة إن شاء الله تعالى

23-  جا، ]المجالس للمفيد[ عمر بن محمد الصيرفي عن جعفر بن محمد الحسني عن عيسى بن مهران عن يونس بن محمد عن عبد الرحمن بن الغسيل عن عبد الرحمن بن خلاب الأنصاري عن عكرمة عن عبد الله بن عباس قال إن علي بن أبي طالب ع و العباس بن عبد المطلب و الفضل بن العباس دخلوا على رسول الله ص في مرضه الذي قبض فيه فقالوا يا رسول الله هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها و نساؤها عليك فقال و ما يبكيهم قالوا يخافون أن تموت فقال أعطوني أيديكم فخرج في ملحفة و عصابة حتى جلس على المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما تنكرون من موت نبيكم أ لم أنع إليكم و تنع إليكم أنفسكم لو خلد أحد قبلي ثم بعث إليه لخلدت فيكم إلا أني لاحق بربي و قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله تعالى بين أظهركم تقرءونه صباحا و مساء فلا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا و كونوا إخوانا كما أمركم الله و قد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي و أنا أوصيكم بهم ثم أوصيكم بهذا الحي من الأنصار فقد عرفتم بلاءهم عند الله عز و جل و عند رسوله و عند المؤمنين أ لم يوسعوا في الديار و يشاطروا الثمار و يؤثروا و بهم الخصاصة فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار و ليتجاوز عن مسيئهم و كان آخر مجلس جلسه حتى لقي الله عز و جل

24-  جا، ]المجالس للمفيد[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن الثقفي عن محمد بن مروان عن زيد بن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر ع قال لما حضر النبي ص الوفاة نزل جبرئيل ع فقال له جبرئيل يا رسول الله هل لك في الرجوع قال لا قد بلغت رسالات ربي ثم قال له أ تريد الرجوع إلى الدنيا قال لا بل الرفيق الأعلى ثم قال رسول الله ص للمسلمين و هم مجتمعون حوله أيها الناس لا نبي بعدي و لا سنة بعد سنتي فمن ادعى ذلك فدعواه و بدعته في النار و من ادعى ذلك فاقتلوه و من اتبعه فإنهم في النار أيها الناس أحيوا القصاص و أحيوا الحق و لا تفرقوا و أسلموا و سلموا تسلموا كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ

25-  جا، ]المجالس للمفيد[ علي بن محمد الكاتب عن الزعفراني عن الثقفي عن حفص بن عمر عن زيد بن الحسن الأنماطي عن معروف بن خربوذ قال سمعت أبا عبيد الله مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي ع قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله ص لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه خرج متوكيا على علي بن أبي طالب و ميمونة مولاته فجلس على المنبر ثم قال يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين و سكت فقام رجل فقال يا رسول الله ما هذان الثقلان فغضب حتى أحمر وجهه ثم سكن و قال ما ذكرتهما إلا و أنا أريد أن أخبركم بهما و لكن ربوت فلم أستطع سبب طرفه بيد الله و طرف بأيديكم تعملون فيه كذا ألا و هو القرآن و الثقل الأصغر أهل بيتي ثم قال و ايم الله إني لأقول لكم هذا و رجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم ثم قال و الله لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض و لا يبغضهم عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة فقال أبو جعفر ع إن أبا عبيد الله يأتينا بما يعرف

 بيان الربو التهيج و تواتر النفس الذي يعرض للمسرع في مشيه و حركته

26-  كشف، ]كشف الغمة[ قال أبو ثابت مولى أبي ذر سمعت أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله ص في مرضه الذي قبض فيه يقول و قد امتلأت الحجرة من أصحابه أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي و قد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب الله ربي عز و جل و عترتي أهل بيتي ثم أخذ بيد علي ع فرفعها فقال هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي خليفتان نصيران لا يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألهما ما ذا خلفت فيهما

27-  كتاب الطرف، للسيد علي بن طاوس نقلا من كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير عن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال لما حضرت رسول الله ص الوفاة دعا الأنصار و قال يا معشر الأنصار قد حان الفراق و قد دعيت و أنا مجيب الداعي و قد جاورتم فأحسنتم الجوار و نصرتم فأحسنتم النصرة و واسيتم في الأموال و وسعتم في المسلمين و بذلتم لله مهج النفوس و الله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى و قد بقيت واحدة و هي تمام الأمر و خاتمة العمل العمل معها مقرون إني أرى أن لا افترق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست من أتى بواحدة و ترك الأخرى كان جاحدا للأولى و لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا قالوا يا رسول الله فأين لنا بمعرفتها فلا نمسك عنها فنضل و نرتد عن الإسلام و النعمة من الله و من رسوله علينا فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله و قد بلغت و نصحت و أديت و كنت بنا رءوفا رحيما شفيقا فقال رسول الله ص لهم كتاب الله و أهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن و فيه الحجة و النور و البرهان كلام الله جديد غض طري شاهد و محكم عادل و لنا قائد بحلاله و حرامه و أحكامه يقوم غدا فيحاج أقواما فيزل الله به أقدامهم عن الصراط و احفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا و إن الإسلام سقف تحته دعامة لا يقوم السقف إلا بها فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار أيها الناس الدعامة دعامة الإسلام و ذلك قوله تعالى إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ فالعمل الصالح طاعة الإمام ولي الأمر و التمسك بحبله أيها الناس أ فهمتم الله الله في أهل بيتي مصابيح الظلم و معادن العلم و ينابيع الحكم و مستقر الملائكة منهم وصيي و أميني و وارثي و هو مني بمنزلة هارون من موسى ألا هل بلغت معاشر الأنصار ألا فاسمعوا و من حضر ألا إن فاطمة بابها بابي و بيتها بيتي فمن هتكه فقد هتك حجاب الله قال عيسى فبكى أبو الحسن ع طويلا و قطع بقية كلامه و قال هتك و الله حجاب الله هتك و الله حجاب الله هتك و الله حجاب الله يا أمه صلوات الله عليها ثم قال ع أخبرني أبي عن جدي محمد بن علي قال قد جمع رسول الله ص المهاجرين فقال لهم أيها الناس إني قد دعيت و إني مجيب دعوة الداعي قد اشتقت إلى لقاء ربي و اللحوق بإخواني من الأنبياء و إني أعلمكم أني قد أوصيت إلى وصيي و لم أهملكم إهمال البهائم و لم أترك من أموركم شيئا فقام إليه عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله أوصيت بما أوصى به الأنبياء من قبلك قال نعم فقال له فبأمر من الله أوصيت أم بأمرك قال له اجلس يا عمر أوصيت بأمر الله و أمره طاعته و أوصيت بأمري و أمري طاعة الله و من عصاني فقد عصى الله و من عصى وصيي فقد عصاني و من أطاع وصيي فقد أطاعني و من أطاعني فقد أطاع الله لا ما تريد أنت و صاحبك ثم التفت إلى الناس و هو مغضب فقال أيها الناس اسمعوا وصيتي من آمن بي و صدقني بالنبوة و أني رسول الله فأوصيه بولاية علي بن أبي طالب و طاعته و التصديق له فإن ولايته ولايتي و ولاية ربي قد أبلغتكم فليبلغ الشاهد الغائب إن علي بن أبي طالب هو العلم فمن قصر دون العلم فقد ضل و من تقدمه تقدم إلى النار و من تأخر عن العلم يمينا هلك و من أخذ يسارا غوى وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ فهل سمعتم قالوا نعم

 و بالإسناد المتقدم عن الكاظم عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع دعاني رسول الله ص عند موته و أخرج من كان عنده في البيت غيري و البيت فيه جبرئيل و الملائكة أسمع الحس و لا أرى شيئا فأخذ رسول الله ص كتاب الوصية من يد جبرئيل مختومة فدفعها إلي و أمرني أن أفضها ففعلت و أمرني أن أقرأها فقرأتها فقال إن جبرئيل عندي أتاني بها الساعة من عند ربي فقرأتها فإذا فيها كل ما كان رسول الله ص يوصي به شيئا شيئا ما تغادر حرفا

  و بالإسناد المتقدم عنه عن أبيه عن جده الباقر ع قال قال أمير المؤمنين ع قال كنت مسند النبي ص إلى صدري ليلة من الليالي في مرضه و قد فرغ من وصيته و عنده فاطمة ابنته و قد أمر أزواجه و النساء أن يخرجن من عنده ففعلن فقال يا أبا الحسن تحول من موضعك و كن أمامي قال ففعلت و أسنده جبرئيل ع إلى صدره و جلس ميكائيل ع على يمينه فقال يا علي ضم كفيك بعضها إلى بعض ففعلت فقال لي قد عهدت إليك أحدث العهد لك بمحضر أميني رب العالمين جبرئيل و ميكائيل يا علي بحقهما عليك إلا أنفذت وصيتي على ما فيها و على قبولك إياها بالصبر و الورع على منهاجي و طريقي لا طريق فلان و فلان و خذ ما آتاك الله بقوة و أدخل يده فيما بين كفي و كفاي مضمومتان فكأنه أفرغ بينهما شيئا فقال يا علي قد أفرغت بين يديك الحكمة و قضاء ما يرد عليك و ما هو وارد لا يعزب عنك من أمرك شي‏ء و إذا حضرتك الوفاة فأوص وصيتك إلى من بعدك على ما أوصيك و اصنع هكذا بلا كتاب و لا صحيفة

28-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن محمد عن الحارث بن جعفر عن علي بن إسماعيل بن يقطين عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال حدثني موسى بن جعفر ع قال قلت لأبي عبد الله ع أ ليس كان أمير المؤمنين ع كاتب الوصية و رسول الله ص المملي عليه و جبرئيل و الملائكة المقربون شهود قال فأطرق طويلا ثم قال يا أبا الحسن قد كان ما قلت و لكن حين نزل برسول الله ص الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك و تعالى من الملائكة فقال جبرئيل يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا و تشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها يعني عليا ع فأمر النبي ص بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا و فاطمة فيما بين الستر و الباب فقال جبرئيل ع يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول هذا كتاب ما كنت عهدت إليك و شرطت عليك و شهدت به عليك و أشهدت به عليك ملائكتي و كفى بي يا محمد شهيدا قال فارتعدت مفاصل النبي ص و قال يا جبرئيل ربي هو السلام و منه السلام و إليه يعود السلام صدق عز و جل و بر هات الكتاب فدفعه إليه و أمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ع فقال له اقرأه فقرأه حرفا حرفا فقال يا علي هذا عهد ربي تبارك و تعالى إلي و شرطه علي و أمانته و قد بلغت و نصحت و أديت فقال علي ع و أنا أشهد لك بأبي أنت و أمي بالبلاغ و النصيحة و التصديق على ما قلت و يشهد لك به سمعي و بصري و لحمي و دمي فقال جبرئيل ع و أنا لكما على ذلك من الشاهدين فقال رسول الله ص يا علي أخذت وصيتي و عرفتها و ضمنت لله و لي الوفاء بما فيها فقال علي ع نعم بأبي أنت و أمي علي ضمانها و على الله عوني و توفيقي على أدائها فقال رسول الله ص يا علي إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي نعم أشهد فقال النبي ص إن جبرئيل و ميكائيل فيما بيني و بينك الآن و هما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك فقال نعم ليشهدوا و أنا بأبي و أمي أشهدهم فأشهدهم رسول الله ص و كان فيما اشترط عليه النبي ص بأمر جبرئيل ع فيما أمره الله عز و جل أن قال له يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله و رسوله و البراءة و العداوة لمن عادى الله و رسوله و البراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ و على ذهاب حقك و غصب خمسك و انتهاك حرمتك فقال نعم يا رسول الله فقال أمير المؤمنين ع و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي ص يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة و هي حرمة الله و حرمة رسول الله ص و على أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط قال أمير المؤمنين ع فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل ع حتى سقطت على وجهي و قلت نعم قبلت و رضيت و إن انتهكت الحرمة و عطلت السنن و مزق الكتاب و هدمت الكعبة و خضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك ثم دعا رسول الله ص فاطمة و الحسن و الحسين و أعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ع فقالوا مثل قوله فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار و دفعت إلى أمير المؤمنين ع فقلت لأبي الحسن بأبي أنت و أمي أ لا تذكر ما كان في الوصية فقال سنن الله و سنن رسوله ص فقلت أ كان في الوصية توثبهم و خلافهم على أمير المؤمنين ع فقال نعم و الله شي‏ء بشي‏ء و حرف بحرف أ ما سمعت قول الله عز و جل إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ و الله لقد قال رسول الله ص لأمير المؤمنين و فاطمة ع أ ليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما و قبلتماه فقالا بلى و صبرنا على ما ساءنا و غاظنا

 أقول روى السيد علي بن طاوس قدس الله روحه في الطرف هذا الخبر مجملا من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد

29-  و روي أيضا من الكتاب المذكور عن الكاظم عن أبيه ع قال قال علي بن أبي طالب ع كان في وصية رسول الله ص في أولها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا ما عهد محمد بن عبد الله ص و أوصى به و أسنده بأمر الله إلى وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و كان في آخر الوصية شهد جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل على ما أوصى به محمد ص إلى علي بن أبي طالب ع و قبضه وصيه و ضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران ع و على ما ضمن و أدى وصي عيسى ابن مريم و على ما ضمن الأوصياء قبلهم على أن محمدا أفضل النبيين و عليا أفضل الوصيين و أوصى محمد و سلم إلى علي و أقر علي و قبض الوصية على ما أوصى به الأنبياء و سلم محمد الأمر إلى علي بن أبي طالب و هذا أمر الله و طاعته و ولاة الأمر على أن لا نبوة لعلي و لا لغيره بعد محمد وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً

30-  و روي أيضا نقلا عن السيد رضي الدين الموسوي رضي الله عنه من كتاب خصائص الأئمة عن هارون بن موسى عن أحمد بن محمد بن عمار العجلي الكوفي عن عيسى الضرير عن الكاظم عن أبيه ع قال قال رسول الله ص لعلي ع حين دفع إليه الوصية اتخذ لها جوابا غدا بين يدي الله تبارك و تعالى رب العرش فإني محاجك يوم القيامة بكتاب الله حلاله و حرامه و محكمه و متشابهه على ما أنزل الله و على ما أمرتك و على فرائض الله كما أنزلت و على الأحكام من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و اجتنابه مع إقامة حدود الله و شروطه و الأمور كلها و إقام الصلاة لوقتها و إيتاء الزكاة لأهلها و حج البيت و الجهاد في سبيل الله فما أنت قائل يا علي فقال علي بأبي أنت و أمي أرجو بكرامة الله لك و منزلتك عنده و نعمته عليك أن يعينني ربي و يثبتني فلا ألقاك بين يدي الله مقصرا و لا متوانيا و لا مفرطا و لا أمعز وجهك وقاه وجهي و وجوه آبائي و أمهاتي بل تجدني بأبي أنت و أمي مستمرا متبعا لوصيتك و منهاجك و طريقك ما دمت حيا حتى أقدم بها عليك ثم الأول فالأول من ولدي لا مقصرين و لا مفرطين قال علي ع ثم انكببت على وجهه و على صدره و أنا أقول وا وحشتاه بعدك بأبي أنت و أمي و وحشة ابنتك و بنيك بل و أطول غمي بعدك يا أخي انقطعت من منزلي أخبار السماء و فقدت بعدك جبرئيل و ميكائيل فلا أحسن أثرا و لا أسمع حسا فأغمي عليه طويلا ثم أفاق ص قال أبو الحسن فقلت لأبي فما كان بعد إفاقته قال دخل عليه النساء يبكين و ارتفعت الأصوات و ضج الناس بالباب من المهاجرين و الأنصار فبينا هم كذلك إذ نودي أين علي فأقبل حتى دخل عليه قال علي ع فانكببت عليه فقال يا أخي افهم فهمك الله و سددك و أرشدك و وفقك و أعانك و غفر ذنبك و رفع ذكرك اعلم يا أخي أن القوم سيشغلهم عني ما يشغلهم فإنما مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها الله للناس علما و إنما تؤتى من كل فج عميق و نأي سحيق و لا تأتي و إنما أنت علم الهدى و نور الدين و هو نور الله يا أخي و الذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد بعد أن أخبرتهم رجلا رجلا ما افترض الله عليهم من حقك و ألزمهم من طاعتك و كل أجاب و سلم إليك الأمر و إني لأعلم خلاف قولهم فإذا قبضت و فرغت من جميع ما أوصيك به و غيبتني في قبري فالزم بيتك و اجمع القرآن على تأليفه و الفرائض و الأحكام على تنزيله ثم امض على غير لائمة على ما أمرتك به و عليك بالصبر على ما ينزل بك و بها حتى تقدموا علي

31-  و بالإسناد المتقدم عن عيسى الضرير عن الكاظم ع قال قلت لأبي فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله ص قال فقال ثم دعا عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع و قال لمن في بيته اخرجوا عني و قال لأم سلمة كوني على الباب فلا يقربه أحد ففعلت ثم قال يا علي ادن مني فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلا و أخذ بيد علي بيده الأخرى فلما أراد رسول الله ص الكلام غلبته عبرته فلم يقدر على الكلام فبكت فاطمة بكاء شديدا و علي و الحسن و الحسين ع لبكاء رسول الله ص فقالت فاطمة يا رسول الله قد قطعت قلبي و أحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين و الآخرين و يا أمين ربه و رسوله و يا حبيبه و نبيه من لولدي بعدك و لذل ينزل بي بعدك من لعلي أخيك و ناصر الدين من لوحي الله و أمره ثم بكت و أكبت على وجهه فقبلته و أكب عليه علي و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم فرفع رأسه ص إليهم و يدها في يده فوضعها في يد علي و قال له يا أبا الحسن هذه وديعة الله و وديعة رسوله محمد عندك فاحفظ الله و احفظني فيها و إنك لفاعله يا علي هذه و الله سيدة نساء أهل الجنة من الأولين و الآخرين هذه و الله مريم الكبرى أما و الله ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها و لكم فأعطاني ما سألته يا علي انفذ لما أمرتك به فاطمة فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل ع و اعلم يا علي أني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة و كذلك ربي و ملائكته يا علي ويل لمن ظلمها و ويل لمن ابتزها حقها و ويل لمن هتك حرمتها و ويل لمن أحرق بابها و ويل لمن آذى خليلها و ويل لمن شاقها و بارزها اللهم إني منهم بري‏ء و هم مني براء ثم سماهم رسول الله ص و ضم فاطمة إليه و عليا و الحسن و الحسين ع و قال اللهم إني لهم و لمن شايعهم سلم و زعيم بأنهم يدخلون الجنة و عدو و حرب لمن عاداهم و ظلمهم و تقدمهم أو تأخر عنهم و عن شيعتهم زعيم بأنهم يدخلون النار ثم و الله يا فاطمة لا أرضى حتى ترضي ثم لا و الله لا أرضى حتى ترضي ثم لا و الله لا أرضى حتى ترضي قال عيسى فسألت موسى ع و قلت إن الناس قد أكثروا في أن النبي ص أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ثم عمر فأطرق عني طويلا ثم قال ليس كما ذكروا و لكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور و لا ترضى عنها إلا بكشفها فقلت بأبي أنت و أمي إنما أسأل عما أنتفع به في ديني و أتفقه مخافة أن أضل و أنا لا أدري و لكن متى أجد مثلك يكشفها لي فقال إن النبي ص لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره و أغمي عليه و حضرت الصلاة فأؤذن بها فخرجت عائشة فقالت يا عمر اخرج فصل بالناس فقال أبوك أولى بها فقالت صدقت و لكنه رجل لين و أكره أن يواثبه القوم فصل أنت فقال لها عمر بل يصلي هو و أنا أكفيه إن وثب واثب أو تحرك متحرك مع أن محمدا ص مغمى عليه لا أراه يفيق منها و الرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه يريد عليا ع فبادره بالصلاة قبل أن يفيق فإنه إن أفاق

 خفت أن يأمر عليا بالصلاة فقد سمعت مناجاته منذ الليلة و في آخر كلامه الصلاة الصلاة قال فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ثم ظنوا أنه بأمر رسول الله ص فلم يكبر حتى أفاق ص و قال ادعوا لي العباس فدعي فحمله هو و علي فأخرجاه حتى صلى بالناس و إنه لقاعد ثم حمل فوضع على منبره فلم يجلس بعد ذلك على المنبر و اجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين و الأنصار حتى برزت العواتق من خدورهن فبين باك و صائح و صارخ و مسترجع و النبي ص يخطب ساعة و يسكت ساعة و كان مما ذكر في خطبته أن قال يا معشر المهاجرين و الأنصار و من حضرني في يومي هذا و في ساعتي هذه من الجن و الإنس فليبلغ شاهدكم الغائب ألا قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور و الهدى و البيان ما فرط الله فيه من شي‏ء حجة الله لي عليكم و خلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين و نور الهدى وصيي علي بن أبي طالب ألا هو حبل الله فاعتصموا به جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا عنه وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم و ما بعد اليوم من أحبه و تولاه اليوم و ما بعد اليوم فقد أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ و أدى ما وجب عليه و من عاداه اليوم و ما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى و أصم لا حجة له عند الله أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا و يأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم أمامكم و بيعات الضلالة و الشورى للجهالة ألا و إن هذا الأمر له أصحاب و آيات قد سماهم الله في كتابه و عرفتكم و بلغتكم ما أرسلت به إليكم وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ لا ترجعن بعدي كفارا مرتدين متأولين للكتاب على غير معرفة و تبتدعون السنة بالهوى لأن كل سنة و حدث و كلام خالف القرآن فهو رد و باطل القرآن إمام هدى و له قائد يهدي إليه و يدعو إليه بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ولي الأمر بعدي وليه و وارث علمي و حكمتي و سري و علانيتي و ما ورثه النبيون من قبلي و أنا وارث و مورث فلا تكذبنكم أنفسكم أيها الناس الله الله في أهل بيتي فإنهم أركان الدين و مصابيح الظلم و معدن العلم علي أخي و وارثي و وزيري و أميني و القائم بأمري و الموفي بعهدي على سنتي أول الناس بي إيمانا و آخرهم عهدا عند الموت و أوسطهم لي لقاء يوم القيامة فليبلغ شاهدكم غائبكم ألا و من أم قوما إمامة عمياء و في الأمة من هو أعلم منه فقد كفر أيها الناس و من كانت له قبلي تبعة فها أنا و من كانت له عدة فليأت فيها علي بن أبي طالب فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لأحد علي تباعة

32-  و بالإسناد المتقدم إلى عيسى الضرير عن الكاظم عن أبيه ع قال قال النبي ص في وصيته لعلي ع و الناس حضور حوله أما و الله يا علي ليرجعن أكثر هؤلاء كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض و ما بينك و بين أن ترى ذلك إلا أن يغيب عنك شخصي و قال في مفتاح الوصية يا علي من شاقك من نسائي و أصحابي فقد عصاني و من عصاني فقد عصى الله و أنا منهم بري‏ء فابرأ منهم فقال علي ع نعم قد فعلت فقال اللهم فاشهد يا علي إن القوم يأتمرون بعدي يظلمون و يبيتون على ذلك و من بيت على ذلك فأنا منهم بري‏ء و فيهم نزلت بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَ اللَّهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ

33-  و بهذا الإسناد عن الكاظم عن أبيه ع قال قال رسول الله ص في وصيته لعلي ع يا علي إن فلانة و فلانة ستشاقانك و تبغضانك بعدي و تخرج فلانة عليك في عساكر الحديد و تخلف الأخرى تجمع إليها الجموع هما في الأمر سواء فما أنت صانع يا علي قال يا رسول الله إن فعلتا ذلك تلوت عليهما كتاب الله و هو الحجة فيما بيني و بينهما فإن قبلتا و إلا خبرتهما بالسنة و ما يجب عليهما من طاعتي و حقي المفروض عليهما فإن قبلتاه و إلا أشهدت الله و أشهدتك عليهما و رأيت قتالهما على ضلالتهما قال و تعقر الجمل و إن وقع في النار قلت نعم قال اللهم اشهد ثم قال يا علي إذا فعلتا ما شهد عليهما القرآن فأبنهما مني فإنهما بائنتان و أبواهما شريكان لهما فيما عملتا و فعلتا قال و كان في وصيته ص يا علي اصبر على ظلم الظالمين فإن الكفر يقبل و الردة و النفاق مع الأول منهم ثم الثاني و هو شر منه و أظلم ثم الثالث ثم يجتمع لك شيعة تقاتل بهم الناكثين و القاسطين و المتبعين المضلين و اقنت عليهم هم الأحزاب و شيعتهم

34-  و بالإسناد المتقدم عن الكاظم عن أبيه صلوات الله عليهما قال دعا رسول الله ص علي بن أبي طالب ع قبل وفاته بقليل فأكب عليه فقال أي أخي إن جبرئيل أتاني من عند الله برسالة و أمرني أن أبعثك بها إلى الناس فأخرج إليهم و علمهم و أدبهم من الله و قل من الله و من رسوله أيها الناس يقول لكم رسول الله ص إن جبرئيل أتاني من عند الله برسالة و أمرني أن أبعث بها إليكم مع أميني علي بن أبي طالب ع ألا من ادعى إلى غير أبيه فقد برئ الله منه ألا من توالى إلى غير مواليه فقد برئ الله منه و من تقدم على إمامه أو قدم إماما غير مفترض الطاعة و والى بائرا جائرا عن الإمام فقد ضاد الله في ملكه و الله منه بري‏ء إلى يوم القيامة و لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا ألا هل بلغت ثلاثا و من منع أجيرا أجرته و هو من عرفتم فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة

35-  قال السيد بن طاوس رضي الله عنه روى محمد بن جرير الطبري عن يوسف بن علي البلخي عن أبي سعيد الآدمي عن عبد الكريم بن هلال عن الحسين بن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده ع أن أمير المؤمنين ع قال أمرني رسول الله ص أن أخرج فأنادي في الناس ألا من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله ألا من توالى غير مواليه فعليه لعنة الله ألا و من سب أبويه فعليه لعنة الله قال علي بن أبي طالب ع فخرجت فناديت في الناس كما أمرني النبي ص فقال لي عمر بن الخطاب هل لما ناديت به من تفسير فقلت الله و رسوله أعلم قال فقام عمر و جماعة من أصحاب النبي ص فدخلوا عليه فقال عمر يا رسول الله هل لما نادى علي من تفسير قال نعم أمرته أن ينادي ألا من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله و الله يقول قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فمن ظلمنا فعليه لعنة الله و أمرته أن ينادي من توالى غير مواليه فعليه لعنة الله و الله يقول النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ و من كنت مولاه فعلي مولاه فمن توالى غير علي فعليه لعنة الله و أمرته أن ينادي من سب أبويه فعليه لعنة الله و أنا أشهد الله و أشهدكم أني و عليا أبوا المؤمنين فمن سب أحدنا فعليه لعنة الله فلما خرجوا قال عمر يا أصحاب محمد ما أكد النبي لعلي في الولاية في غدير خم و لا في غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا قال خباب بن الأرت كان هذا الحديث قبل وفاة النبي ص بتسعة عشر يوما

36-  و بالإسناد المقدم عن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال لما كانت الليلة التي قبض النبي ص في صبيحتها دعا عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع و أغلق عليه و عليهم الباب و قال يا فاطمة و أدناها منه فناجاها من الليل طويلا فلما طال ذلك خرج علي و معه الحسن و الحسين و أقاموا بالباب و الناس خلف الباب و نساء النبي ص ينظرن إلى علي ع و معه ابناه فقالت عائشة لأمر ما أخرجك منه رسول الله ص و خلا بابنته دونك في هذه الساعة فقال لها علي ع قد عرفت الذي خلا بها و أرادها له و هو بعض ما كنت فيه و أبوك و صاحباه مما قد سماه فوجمت أن ترد عليه كلمة قال علي ع فما لبثت أن نادتني فاطمة ع فدخلت على النبي ص و هو يجود بنفسه فبكيت و لم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه فقال لي ما يبكيك يا علي ليس هذا أوان البكاء فقد حان الفراق بيني و بينك فأستودعك الله يا أخي فقد اختارني ربي ما عنده و إنما بكائي و غمي و حزني عليك و على هذه أن تضيع بعدي فقد أجمع القوم على ظلمكم و قد أستودعكم الله و قبلكم مني وديعة يا علي إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء و أمرتها أن تلقيها إليك فأنفذها فهي الصادقة الصدوقة ثم ضمها إليه و قبل رأسها و قال فداك أبوك يا فاطمة فعلا صوتها بالبكاء ثم ضمها إليه و قال أما و الله لينتقمن الله ربي و ليغضبن لغضبك فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين ثم بكى رسول الله ص قال علي ع فو الله لقد حسبت بضعة مني قد ذهبت لبكائه حتى هملت عيناه مثل المطر حتى بلت دموعه لحيته و ملاءة كانت عليه و هو يلتزم فاطمة لا يفارقها و رأسه على صدري و أنا مسنده و الحسن و الحسين يقبلان قدميه و يبكيان بأعلا أصواتهما قال علي ع فلو قلت إن جبرئيل في البيت لصدقت لأني كنت أسمع بكاء و نغمة لا أعرفها و كنت أعلم أنها أصوات الملائكة لا أشك فيها لأن جبرئيل لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي ص و لقد رأيت بكاء منها أحسب أن السماوات و الأرضين قد بكت لها ثم قال لها يا بنية الله خليفتي عليكم و هو خير خليفة و الذي بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش الله و ما حوله من الملائكة و السماوات و الأرضون و ما فيهما يا فاطمة و الذي بعثني بالحق لقد حرمت الجنة على الخلائق حتى أدخلها و إنك لأول خلق الله يدخلها بعدي كاسية حالية ناعمة يا فاطمة هنيئا لك و الذي بعثني بالحق إنك لسيدة من يدخلها من النساء و الذي بعثني بالحق إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا صعق فينادى إليها أن يا جهنم يقول لك الجبار اسكني بعزي و استقري حتى تجوز فاطمة بنت محمد ص إلى الجنان لا يغشاها قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ و الذي بعثني بالحق ليدخلن حسن و حسين حسن عن يمينك و حسين عن يسارك و لتشرفن من أعلى الجنان بين يدي الله في المقام الشريف و لواء الحمد مع علي بن أبي طالب ع يكسى إذا كسيت و يحبى إذا حبيت و الذي بعثني بالحق لأقومن بخصومة أعدائك و ليندمن قوم أخذوا حقك و قطعوا مودتك و كذبوا علي و ليختلجن دوني فأقول أمتي أمتي فيقال إنهم بدلوا بعدك و صاروا إلى السعير

37-  و بالإسناد المتقدم عن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال قال علي بن أبي طالب ع كان في الوصية أن يدفع إلي الحنوط فدعاني رسول الله ص قبل وفاته بقليل فقال يا علي و يا فاطمة هذا حنوطي من الجنة دفعه إلي جبرئيل و هو يقرئكما السلام و يقول لكما اقسماه و اعزلا منه لي و لكما قالت لك ثلثه و ليكن الناظر في الباقي علي بن أبي طالب ع فبكى رسول الله ص و ضمها إليه و قال موفقة رشيدة مهدية ملهمة يا علي قل في الباقي قال نصف ما بقي لها و نصف لمن ترى يا رسول الله قال هو لك فاقبضه

38-  و بالإسناد المتقدم عنه عن أبيه ع قال قال رسول الله ص يا علي أ ضمنت ديني تقضيه عني قال نعم قال اللهم فاشهد ثم قال يا علي تغسلني و لا يغسلني غيرك فيعمى بصره قال علي ع و لم يا رسول الله قال كذلك قال جبرئيل ع عن ربي إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره قال علي فكيف أقوى عليك وحدي قال يعينك جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت و إسماعيل صاحب السماء الدنيا قلت فمن يناولني الماء قال الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شي‏ء مني فإنه لا يحل له و لا لغيره من الرجال و النساء النظر إلى عورتي و هي حرام عليهم فإذا فرغت من غسلي فضعني على لوح و أفرغ علي من بئري بئر غرس أربعين دلوا مفتحة الأفواه قال عيسى أو قال أربعين قربة شككت أنا في ذلك قال ثم ضع يدك يا علي على صدري و أحضر معك فاطمة و الحسن و الحسين ع من غير أن ينظروا إلى شي‏ء من عورتي ثم تفهم عند ذلك تفهم ما كان و ما هو كائن إن شاء الله تعالى أ قبلت يا علي قال نعم قال اللهم فاشهد قال يا علي ما أنت صانع لو قد تآمر القوم عليك بعدي و تقدموا عليك و بعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ثم لببت بثوبك تقاد كما يقاد الشارد من الإبل مذموما مخذولا محزونا مهموما و بعد ذلك ينزل بهذه الذل قال فلما سمعت فاطمة ما قال رسول الله ص صرخت و بكت فبكى رسول الله ص لبكائها و قال يا بنية لا تبكين و لا تؤذين جلساءك من الملائكة هذا جبرئيل بكى لبكائك و ميكائيل و صاحب سر الله إسرافيل يا بنية لا تبكين فقد بكت السماوات و الأرض لبكائك فقال علي ع يا رسول الله أنقاد للقوم و أصبر على ما أصابني من غير بيعة لهم ما لم أصب أعوانا لم أناجز القوم فقال رسول الله ص اللهم اشهد فقال يا علي ما أنت صانع بالقرآن و العزائم و الفرائض فقال يا رسول الله أجمعه ثم آتيهم به فإن قبلوه و إلا أشهدت الله عز و جل و أشهدتك عليه قال أشهد قال و كان فيما أوصى به رسول الله ص أن يدفن في بيته الذي قبض فيه و يكفن بثلاثة أثواب أحدها يمان و لا يدخل قبره غير علي ع ثم قال يا علي كن أنت و ابنتي فاطمة و الحسن و الحسين و كبروا خمسا و سبعين تكبيرة و كبر خمسا و انصرف و ذلك بعد أن يؤذن لك في الصلاة قال علي ع بأبي أنت و أمي من يؤذن غدا قال جبرئيل ع يؤذنك قال ثم من جاء من أهل بيتي يصلون علي فوجا فوجا ثم نساؤهم ثم الناس بعد ذلك

39-  و بهذا الإسناد قال قال علي ع لرسول الله ص يا رسول الله أمرتني أن أصيرك في بيتك إن حدث بك حدث قال نعم يا علي بيتي قبري قال علي ع فقلت بأبي و أمي فحد لي أي النواحي أصيرك فيه قال إنك مسخر بالموضع و تراه قالت له عائشة يا رسول الله فأين أسكن قال اسكني أنت بيتا من البيوت إنما هو بيتي ليس لك فيه من الحق إلا ما لغيرك فقري في بيتك و لا تبرجي تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى و لا تقاتلي مولاك و وليك ظالمة شاقة و إنك لفاعليه فبلغ ذلك من قوله عمر فقال لابنته حفصة مري عائشة لا تفاتحه في ذكر علي و لا تراده فإنه قد استهيم فيه في حياته و عند موته إنما البيت بيتك لا ينازعك فيه أحد فإذا قضت المرأة عدتها من زوجها كانت أولى ببيتها تسلك إلى أي المسالك شاءت

40-  و بالإسناد المتقدم عن الكاظم عن أبيه عن جده الباقر ع قال قال أمير المؤمنين ع بينما نحن عند النبي ص و هو يجود بنفسه و هو مسجى بثوب ملاءة خفيفة على وجهه فمكث ما شاء الله أن يمكث و نحن حوله بين باك و مسترجع إذ تكلم و قال ابيضت وجوه و اسودت وجوه و سعد أقوام و شقي آخرون أصحاب الكساء الخمسة أنا سيدهم و لا فخر عترتي أهل بيتي السابقون المقربون يسعد من اتبعهم و شايعهم على ديني و دين آبائي أنجزت وعدك يا رب إلى يوم القيامة في أهل بيتي اسودت وجوه أقوام وردوا ظماء مظمئين إلى نار جهنم مزقوا الثقل الأول الأعظم و أخروا الثقل الأصغر حسابهم على الله كل امرئ بما كسب رهين و ثالث و رابع غلقت الرهون و اسودت الوجوه أصحاب الأموال هلكت الأحزاب قادة الأمة بعضها إلى بعض في النار كتاب دارس و باب مهجور و حكم بغير علم مبغض علي و آل علي في النار و محب علي و آل علي في الجنة ثم سكت

 انتهى ما أخرجناه من كتاب الطرف مما أخرجه من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد و كتاب خصائص الأئمة للسيد الرضي رضي الله عنه و أكثرها مروي في كتاب الصراط المستقيم للشيخ زين الدين البياضي و عيسى و كتابه مذكوران في كتب الرجال و لي إليه أسانيد جمة و بعد اعتبار الكليني رحمه الله الكتاب و اعتماد السيدين عليه لا عبرة بتضعيف بعضهم مع أن ألفاظ الروايات و مضامينها شاهدة على صحتها

41-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن حماد و غيره عن حنان بن سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول نعيت إلى النبي ص نفسه و هو صحيح ليس به وجع قال نزل به الروح الأمين فنادى ع الصلاة جامعة و أمر المهاجرين و الأنصار بالسلاح فاجتمع الناس فصعد النبي فنعى إليهم نفسه ثم قال أذكر الله الوالي من بعدي على أمتي ألا يرحم على جماعة المسلمين فأجل كبيرهم و رحم ضعيفهم و وقر عالمهم و لم يضربهم فيذلهم و لم يفقرهم فيكفرهم و لم يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم و لم يخبزهم في بعوثهم فيقطع نسل أمتي ثم قال قد بلغت و نصحت فاشهدوا قال أبو عبد الله ع هذا آخر كلام تكلم به رسول الله ص على منبره

 بيان قوله ص ألا يرحم يحتمل أن يكون ألا حرف تحضيض و يحتمل أيضا أن تكون لا زائدة كما في قوله تعالى أَلَّا تَسْجُدَ أي أذكره في أن يرحم و أن لا تكون زائدة و يكون المعنى أذكره في عدم الرحم و يحتمل على بعد أن يقرأ بكسر الهمزة بأن تكون إن شرطية أو بأن يكون إلا كلمة استثناء أي أذكره في جميع الأحوال إلا في حال الرحم كما في قولهم أسألك لما فعلت قوله و لم يخبزهم كذا في بعض النسخ و الخبز السوق الشديد و البعوث الجيوش و في بعضها بالجيم و النون من جنزه إذا جمعه و ستره و في قرب الإسناد و لم يجمرهم في ثغورهم و هو أظهر قال الجزري تجمير الجيش جمعهم في الثغور و حبسهم عن العود إلى أهلهم

42-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة الخزاعي عن علي بن إسماعيل عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا جعفر ع يقول تدرون ما قوله وَ لا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ قلت لا قال إن رسول الله ص قال لفاطمة ع إذا أنا مت فلا تخمشي علي وجها و لا ترخي علي شعرا و لا تنادي بالويل و لا تقيمي علي نائحة قال ثم قال هذا المعروف الذي قال الله عز و جل

43-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه و هو يقول لما أن مرض النبي ص المرضة التي قبضه الله فيها دخلت فجلست بين يديه و دخلت عليه فاطمة الزهراء ع فلما رأت ما به خنقتها العبرة حتى فاضت دموعها على خديها فلما أن رآها رسول الله ص قال ما يبكيك يا بنية قالت و كيف لا أبكي و أنا أرى ما بك من الضعف فمن لنا بعدك يا رسول الله قال لها لكم الله فتوكلي عليه و اصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء و أمهاتك من أزواجهم يا فاطمة أ و ما علمت أن الله تعالى اختار أباك فجعله نبيا و بعثه رسولا ثم عليا فزوجتك إياه و جعله وصيا فهو أعظم الناس حقا على المسلمين بعد أبيك و أقدمهم سلما و أعزهم خطرا و أجملهم خلقا و أشدهم في الله و في غضبا و أشجعهم قلبا و أثبتهم و أربطهم جأشا و أسخاهم كفا ففرحت بذلك الزهراء ع فرحا شديدا فقال رسول الله ص هل سررت يا بنية قالت نعم يا رسول الله لقد سررتني و أحزنتني قال كذلك أمور الدنيا يشوب سرورها بحزنها قال أ فلا أزيدك في زوجك من مزيد الخير كله قالت بلى يا رسول الله قال إن عليا أول من آمن بالله و هو ابن عم رسول الله و أخ الرسول و وصي رسول الله و زوج بنت رسول الله و ابناه سبطا رسول الله و عمه سيد الشهداء عم رسول الله و أخوه جعفر الطيار في الجنة ابن عم رسول الله و المهدي الذي يصلي عيسى خلفه منك و منه فهذه يا بنية خصال لم يعطها أحد قبله و لا أحد بعده يا بنتي هل سررتك قالت نعم يا رسول الله قال أ و لا أزيدك مزيد الخير كله قالت بلى قال إن الله تعالى خلق الخلق قسمين فجعلني و زوجك في أخيرهما قسما و ذلك قوله عز و جل فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ثم جعل الاثنين ثلاثا فجعلني و زوجك في أخيرها ثلثا و ذلك قوله وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ

44-  أقول وجدت في كتاب سليم بن قيس عن أبان بن أبي عياش عن سليم قال إني لعند عبد الله بن عباس في بيته و عنده رهط من الشيعة فذكروا رسول الله ص و موته فبكى ابن عباس و قال قال رسول الله ص يوم الإثنين و هو اليوم الذي قبض فيه و حوله أهل بيته و ثلاثون رجلا من أصحابه ايتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي و لا تختلفوا بعدي فقال رجل منهم إن رسول الله يهجر فغضب رسول الله ص و قال إني لأراكم تختلفون و أنا حي فكيف بعد موتي فترك الكتف قال سليم ثم أقبل على ابن عباس فقال يا سليم لو لا ما قال ذلك الرجل لكتب لنا كتابا لا يضل أحد و لا يختلف فقال رجل من القوم و من ذلك الرجل فقال ليس إلى ذلك سبيل فخلوت بابن عباس بعد ما قام القوم فقال هو عمر فقلت قد صدقت قد سمعت عليا ع و سلمان و أبا ذر و المقداد يقولون إنه عمر قال يا سليم اكتم إلا ممن تثق به من إخوانك فإن قلوب هذه الأمة أشربت حب هذين الرجلين كما أشربت قلوب بني إسرائيل حب العجل و السامري

45-  و من الكتاب المذكور عن أبان عن سليم قال سمعت عليا ع يقول أسر إلي رسول الله ص يوم توفي و قد أسندته إلى صدري و رأسه عند أذني و قد أصغت المرأتان لتسمعا الكلام فقال رسول الله اللهم سد مسامعهما ثم قال يا علي أ رأيت قول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ أ تدري من هم قلت الله و رسوله أعلم قال فإنهم شيعتنا و أنصارك و موعدي و موعدهم الحوض يوم القيامة إذا جثت الأمم على ركبها و بدا لله في عرض خلقه فيدعوك و شيعتك فتجيئوني غرا محجلين شباعا مرويين يا علي إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ فهم اليهود و بنو أمية و شيعتهم يبعثون يوم القيامة أشقياء جياعا عطاشا مسودا وجوههم

  -46  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي عن عباد بن يعقوب الأسدي عن إبراهيم بن محمد بن أبي الرواس الخثعمي عن عدي بن زيد الهجري عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمد فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد فحدثني عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع قال كنت عند رسول الله ص في مرضه الذي قبض فيه فكان رأسه في حجري و العباس يذب عن وجه رسول الله ص فأغمي عليه إغماء ثم فتح عينيه فقال يا عباس يا عم رسول الله اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي فقال العباس يا رسول الله أنت أجود من الريح المرسلة و ليس في مالي وفاء لدينك و عداتك فقال النبي ص ذلك ثلاثا يعيده عليه و العباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة قال فقال النبي لأقولنها لمن يقبلها و لا يقول يا عباس مثل مقالتك فقال يا علي اقبل وصيتي و اضمنديني و عداتي قال فخنقتني العبرة و ارتج جسدي و نظرت إلى رأس رسول الله ص يذهب و يجي‏ء في حجري فقطرت دموعي على وجهه و لم أقدر أن أجيبه ثم ثنى فقال يا علي اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي قال قلت نعم بأبي و أمي قال أجلسني فأجلسته فكان ظهره في صدري فقال يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة و وصيي و خليفتي في أهلي ثم قال يا بلال هلم سيفي و درعي و بغلتي و سرجها و لجامها و منطقتي التي أشدها على درعي فجاء بلال بهذه الأشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله ص فقال يا علي قم فاقبض قال فقمت و قام العباس فجلس مكاني فقمت فقبضت ذلك فقال انطلق به إلى منزلك فانطلقت ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله ص قائما فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي فقال هاك يا علي هذا لك في الدنيا و الآخرة و البيت غاص من بني هاشم و المسلمين فقال يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا و لا تحسدوه فتكفروا يا عباس قم من مكان علي فقال تقيم الشيخ و تجلس الغلام فأعادها عليه ثلاث مرات فقام العباس فنهض مغضبا و جلست مكاني فقال رسول الله ص يا عباس يا عم رسول الله لا أخرج من الدنيا و أنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار فرجع فجلس

 كشف، ]كشف الغمة[ عن علي ع مثله إلى قوله فتكفروا ثم قال و عن ثمامة من حديث آخر في معناه فقال يا بلال ايتني بولدي الحسن و الحسين فانطلق فجاء بهما فأسندهما إلى صدره فجعل يشمهما قال علي ع فظننت أنهما قد غماه أي أكرباه فذهبت لأؤخرهما عنه فقال دعهما يشماني و أشمهما و يتزودا مني و أتزود منهما فسيلقيان من بعدي زلزالا و أمرا عضالا فلعن الله من يحيفهما اللهم إني أستودعكهما و صالح المؤمنين

بيان الزلزال بالفتح الشدة و داء عضال و أمر عضال أي شديد أعيا الأطباء

47-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر الرزاز عن أيوب بن نوح عن محمد بن سعيد بن زائدة عن أبي الجارود عن محمد بن علي ع و عن زيد بن علي كليهما عن أبيهما علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب ع قال لما ثقل رسول الله ص في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري و البيت مملو من أصحابه من المهاجرين و الأنصار و العباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه فجعل رسول الله ص يغمى عليه ساعة و يفيق ساعة ثم وجد خفا فأقبل على العباس فقال يا عباس يا عم النبي اقبل وصيتي في أهلي و في أزواجي و اقض ديني و أنجز عداتي و أبرئ ذمتي فقال العباس يا نبي الله أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود و أنت أجود من السحاب الهاطل و الريح المرسلة فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوق له مني فقال رسول الله ص أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها و من لا يقول مثل ما تقول يا علي هاكها خالصة لا يحاقك أحد يا علي اقبل وصيتي و أنجز مواعيدي و أد ديني يا علي اخلفني في أهلي و بلغ عني من بعدي قال علي ع لما نعى إلي نفسه رجف فؤادي و ألقى علي لقوله البكاء فلم أقدر أن أجيبه بشي‏ء ثم عاد لقوله فقال يا علي أ و تقبل وصيتي قال فقلت و قد خنقتني العبرة و لم أكد أن أبين نعم يا رسول الله فقال ص يا بلال ايتني بسوادي ايتني بذي الفقار و درعي ذات الفضول ايتني بمغفري ذي الجبين و رايتي العقاب ايتني بالعنزة و الممشوق فأتى بلال بذلك كله إلا درعه كانت يومئذ مرتهنة ثم قال ايتني بالمرتجز و العضباء ايتني باليعفور و الدلدل فأتى بها فوقفها بالباب ثم قال ايتني بالأتحمية و السحاب فأتى بهما فلم يزل يدعو بشي‏ء شي‏ء فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب فطلبها فأتى بها و البيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين و الأنصار ثم قال يا علي قم فاقبض هذا و مد إصبعه و قال في حياة مني و شهادة من في البيت لكيلا ينازعك أحد من بعدي فقمت و ما أكاد أمشي على قدم حتى استودعت ذلك جميعا منزلي فقال يا علي أجلسني فأجلسته و أسندته إلى صدري قال علي ع فلقد رأيت رسول الله ص و إن رأسه ليثقل ضعفا و هو يقول يسمع أقصى أهل البيت و أدناهم إن أخي و وصيي و وزيري و خليفتي في أهلي علي بن أبي طالب يقضي ديني و ينجز موعدي يا بني هاشم يا بني عبد المطلب لا تبغضوا عليا و لا تخالفوا عن أمره فتضلوا و لا تحسدوه و ترغبوا عنه فتكفروا أضجعني يا علي فأضجعته فقال يا بلال ايتني بولدي الحسن و الحسين فانطلق فجاء بهما فأسندهما إلى صدره فجعل يشمهما قال علي ع فظننت أنهما قد غماه قال أبو الجارود يعني أكرباه فذهبت لأخذهما عنه فقال دعهما يا علي يشماني و أشمهما و يتزودا مني و أتزود منهما فسيلقيان من بعدي زلزالا و أمرا عضالا فلعن الله من يخيفهما اللهم إني أستودعكهما و صالح المؤمنين

  بيان قوله بسوادي كذا في النسخة التي عندنا و لعل المعنى بأمتعتي و أشيائي قال الجوهري سواد الأمير نقله و لفلان سواد أي مال كثير انتهى و الأتحمية ضرب من البرود

48-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن فيروز بن غياث الجلاب بباب الأبواب عن محمد بن الفضل بن مختار البابي عن أبيه عن الحكم بن ظهير عن الثمالي عن القاسم بن عوف عن أبي الطفيل عن سلمان الفارسي رحمه الله قال دخلت على رسول الله ص في مرضه الذي قبض فيه فجلست بين يديه و سألته عما يجد و قمت لأخرج فقال لي اجلس يا سلمان فسيشهدك الله عز و جل أمرا أنه لمن خير الأمور فجلست فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته و رجال من أصحابه و دخلت فاطمة ابنته فيمن دخل فلما رأت ما برسول الله ص من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدها فأبصر ذلك رسول الله ص فقال ما يبكيك يا بنية أقر الله عينك و لا أبكاها قالت و كيف لا أبكي و أنا أرى ما بك من الضعف قال لها يا فاطمة توكلي على الله و اصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء و أمهاتك أزواجهم أ لا أبشرك يا فاطمة قالت بلى يا نبي الله أو قالت يا أبت قال أ ما علمت أن الله تعالى اختار أباك فجعله نبيا و بعثه إلى كافة الخلق رسولا ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه و اتخذته بأمر ربي وزيرا و وصيا يا فاطمة إن عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا و أقدمهم سلما و أعلمهم علما و أحلمهم حلما و أثبتهم في الميزان قدرا فاستبشرت فاطمة ع فأقبل عليها رسول الله ص فقال هل سررتك يا فاطمة قالت نعم يا أبت قال أ فلا أزيدك في بعلك و ابن عمك من مزيد الخبر و فواضله قالت بلى يا نبي الله قال إن عليا أول من آمن بالله عز و جل و رسوله من هذه الأمة هو و خديجة أمك و أول من وازرني على ما جئت به يا فاطمة إن عليا أخي و صفيي و أبو ولدي إن عليا أعطي خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله و لا يعطاها أحد بعده فأحسني عزاك و اعلمي أن أباك لاحق بالله عز و جل قالت يا أبت قد سررتني و أحزنتني قال كذلك يا بنية أمور الدنيا يشوب سرورها حزنها و صفوها كدرها أ فلا أزيدك يا بنية قالت بلى يا رسول الله قال إن الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين فجعلني و عليا في خيرهما قسما و ذلك قوله عز و جل أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ثم جعل القسمين قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة و ذلك قوله عز و جل وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ ثم جعل القبائل بيوتا فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ثم إن الله تعالى اختارني من أهل بيتي و اختار عليا و الحسن و الحسين و اختارك فأنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب و أنت سيدة النساء و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و من ذريتك المهدي يملأ الله عز و جل به الأرض عدلا كما ملئت بمن قلبه جورا