باب 10- نفي الغلو في النبي و الأئمة صلوات الله عليه و عليهم و بيان معاني التفويض و ما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها و ما ينبغي

 الآيات آل عمران ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَ لا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِيِّينَ أَرْباباً أَ يَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ النساء يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ المائدة لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلى قوله تعالى قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ الرعد أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ الروم 40-  اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ تفسير ما كانَ لِبَشَرٍ قيل تكذيب و رد على عبدة عيسى ع و قيل إن أبا رافع القرظي و السيد النجراني قالا يا محمد أ تريد أن نعبدك و نتخذك ربا فقال ص معاذ الله أن نعبد غير الله و أن نأمر بغير عبادة الله فما بذلك بعثني و لا بذلك أمرني فنزلت و قيل قال رجل يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أ فلا نسجد لك قال لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله و لكن أكرموا نبيكم و اعرفوا الحق لأهله وَ لكِنْ كُونُوا أي و لكن يقول كونوا رَبَّانِيِّينَ الرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف و النون كاللحياني و هو الكامل في العلم و العمل بِما كُنْتُمْ أي بسبب كونكم معلمين الكتاب و كونكم دارسين له وَ لا يَأْمُرَكُمْ بالنصب عطفا على ثُمَّ يَقُولَ و لا مزيدة لتأكيد النفي في قوله ما كانَ أو بالرفع على الاستئناف أو الحال أَ يَأْمُرُكُمْ أي البشر أو الرب تعالى لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ باتخاذ عيسى إلها إِلَّا الْحَقَّ أي تنزيهه سبحانه عن الصاحبة و الولد قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ أي قبل مبعث محمد ص وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ بعد مبعثه ص لما كذبوه. قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ يدل على عدم جواز نسبة الخلق إلى الأنبياء و الأئمة ع و كذا قوله تعالى هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ يدل على عدم جواز نسبة الخلق و الرزق و الإماتة و الإحياء إلى غيره سبحانه و أنه شرك. أقول دلالة تلك الآيات على نفي الغلو و التفويض بالمعاني التي سنذكرها ظاهرة و الآيات الدالة على ذلك أكثر من أن تحصى إذ جميع آيات الخلق و دلائل التوحيد و الآيات الواردة في كفر النصارى و بطلان مذهبهم دالة عليه فلم نتعرض لإيرادها و تفسيرها و بيان وجه دلالتها لوضوح الأمر و الله يهدي إلى سواء السبيل

 1-  كش، ]رجال الكشي[ سعد عن الطيالسي عن ابن أبي نجران عن ابن سنان قال قال أبو عبد الله ع إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا و يسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس كان رسول الله ص أصدق البرية لهجة و كان مسيلمة يكذب عليه و كان أمير المؤمنين ع أصدق من برأ الله بعد رسول الله ص و كان الذي يكذب عليه و يعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبإ لعنه الله و كان أبو عبد الله الحسين بن علي ع قد ابتلي بالمختار ثم ذكر أبو عبد الله ع الحارث الشامي و بنان فقال كانا يكذبان على علي بن الحسين ع ثم ذكره المغيرة بن سعيد و بزيعا و السري و أبا الخطاب و معمرا و بشار الشعيري و حمزة الترمذي و صائد النهدي فقال لعنهم الله إنا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي كفانا الله مئونة كل كذاب و أذاقهم حر الحديد

 بيان عاجز الرأي أي ضعيف العقل يعتقد فيهم ما يكذبه العقل المستقيم

 2-  كش، ]رجال الكشي[ أحمد بن علي عن سهل عن عبد الرحمن بن حماد عن ابن فضال عن غالب بن عثمان عن عمار بن أبي عتبة قال هلكت بنت لأبي الخطاب فلما دفنها اطلع يونس بن ظبيان في قبرها فقال السلام عليك يا بنت رسول الله

 3-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن قولويه عن سعد عن محمد بن عيسى عن يونس قال سمعت رجلا من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضا ع عن يونس بن ظبيان أنه قال كنت في بعض الليالي و أنا في الطواف فإذا نداء من فوق رأسي يا يونس إني أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي فرفعت رأسي فأذاج فغضب أبو الحسن ع غضبا لم يملك نفسه ثم قال للرجل اخرج عني لعنك الله و لعن من حدثك و لعن يونس بن ظبيان ألف لعنة تتبعها ألف لعنة كل لعنة منها تبلغك قعر جهنم أشهد ما ناداه إلا شيطان أما إن يونس مع أبي الخطاب في أشد العذاب مقرونان و أصحابهما إلى ذلك الشيطان مع فرعون و آل فرعون في أشد العذاب سمعت ذلك من أبي ع فقال يونس فقام الرجل من عنده فما بلغ الباب إلا عشر خطا حتى صرع مغشيا عليه قد قاء رجيعه و حمل ميتا فقال أبو الحسن ع أتاه ملك بيده عمود فضرب على هامته ضربة قلب منها مثانتها حتى قاء رجيعه و عجل الله بروحه إلى الهاوية و ألحقه بصاحبه الذي حدثه يونس بن ظبيان و رأى الشيطان الذي كان يتراءى له

 بيان من الطيارة أي الذين طاروا إلى الغلو فأذاج أي جبرئيل

 4-  كتاب المناقب، لمحمد بن أحمد بن شاذان بإسناده إلى الصادق عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص يا علي مثلك في أمتي مثل المسيح عيسى ابن مريم افترق قومه ثلاث فرق فرقة مؤمنون و هم الحواريون و فرقة عادوه و هم اليهود و فرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان و إن أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق ففرقة شيعتك و هم المؤمنون و فرقة عدوك و هم الشاكون و فرقة تغلو فيك و هم الجاحدون و أنت في الجنة يا علي و شيعتك و محب شيعتك و عدوك و الغالي في النار

 5-  نوادر الراوندي، بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله ص لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا

 6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن العطار عن أبيه عن أحمد بن محمد البرقي عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن مسلم عن فضيل بن يسار قال الصادق ع احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدوهم فإن الغلاة شر خلق يصغرون عظمة الله و يدعون الربوبية لعباد الله و الله إن الغلاة لشر من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا ثم قال ع إلينا يرجع الغالي فلا نقبله و بنا يلحق المقصر فنقبله فقيل له كيف ذلك يا ابن رسول الله قال الغالي قد اعتاد ترك الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج فلا يقدر على ترك عادته و على الرجوع إلى طاعة الله عز و جل أبدا و إن المقصر إذ عرف عمل و أطاع

 7-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الحسين بن عبيد الله عن علي بن محمد العلوي عن أحمد بن علي بن إبراهيم عن أبيه عن جده إبراهيم بن هاشم عن أحمد الأزدي عن عبد الصمد بن بشير عن ابن طريف عن ابن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع اللهم إني بري‏ء من الغلاة كبراءة عيسى ابن مريم من النصارى اللهم اخذلهم أبدا و لا تنصر منهم أحدا

 8-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الفامي عن محمد الحميري عن أبيه عن ابن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع قال من قال بالتشبيه و الجبر فهو كافر مشرك و نحن منه برآء في الدنيا و الآخرة يا ابن خالد إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه و الجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله تعالى فمن أحبهم فقد أبغضنا و من أبغضهم فقد أحبنا و من والاهم فقد عادانا و من عاداهم فقد والانا و من وصلهم فقد قطعنا و من قطعهم فقد وصلنا و من جفاهم فقد برنا و من برهم فقد جفانا و من أكرمهم فقد أهاننا و من أهانهم فقد أكرمنا و من قبلهم فقد ردنا و من ردهم فقد قبلنا و من أحسن إليهم فقد أساء إلينا و من أساء إليهم فقد أحسن إلينا و من صدقهم فقد كذبنا و من كذبهم فقد صدقنا و من أعطاهم فقد حرمنا و من حرمهم فقد أعطانا يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا و لا نصيرا

 9-  ج، ]الإحتجاج[ و مما خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه ردا على الغلاة من التوقيع جوابا لكتاب كتب إليه على يدي محمد بن علي بن هلال الكرخي يا محمد بن علي تعالى الله عز و جل عما يصفون سبحانه و بحمده ليس نحن شركاءه في علمه و لا في قدرته بل لا يعلم الغيب غيره كما قال في محكم كتابه تبارك و تعالى قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ و أنا و جميع آبائي من الأولين آدم و نوح و إبراهيم و موسى و غيرهم من النبيين و من الآخرين محمد رسول الله و علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و غيرهم ممن مضى من الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين إلى مبلغ أيامي و منتهى عصري عبيد الله عز و جل يقول الله عز و جل وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى يا محمد بن علي قد آذانا جهلاء الشيعة و حمقاؤهم و من دينه جناح البعوضة أرجح منه و أشهد الله الذي لا إله إلا هو و كفى به شهيدا و محمدا رسوله و ملائكته و أنبياءه و أولياءه و أشهدك و أشهد كل من سمع كتابي هذا أني بري‏ء إلى الله و إلى رسوله ممن يقول إنا نعلم الغيب أو نشارك الله في ملكه أو يحلنا محلا سوى المحل الذي نصبه الله لنا و خلقنا له أو يتعدى بنا عما قد فسرته لك و بينته في صدر كتابي و أشهدكم أن كل من نتبرأ منه فإن الله يبرأ منه و ملائكته و رسله و أولياءه و جعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب أمانة في عنقك و عنق من سمعه أن لا يكتمه من أحد من موالي و شيعتي حتى يظهر على هذا التوقيع الكل من الموالي لعل الله عز و جل يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحق و ينتهوا عما لا يعلمون منتهى أمره و لا يبلغ منتهاه فكل من فهم كتابي و لم يرجع إلى ما قد أمرته و نهيته فلقد حلت عليه اللعنة من الله و ممن ذكرت من عباده الصالحين

 بيان المراد من نفي علم الغيب عنهم أنهم لا يعلمونه من غير وحي و إلهام و أما ما كان من ذلك فلا يمكن نفيه إذ كانت عمدة معجزات الأنبياء و الأوصياء ع الإخبار عن المغيبات و قد استثناهم الله تعالى في قوله إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ و سيأتي تمام القول في ذلك إن شاء الله تعالى

 10-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال قلت للرضا ع يا ابن رسول الله ما شي‏ء يحكيه عنكم الناس قال و ما هو قلت يقولون إنكم تدعون أن الناس لكم عبيد فقال اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أنت شاهد بأني لم أقل ذلك قط و لا سمعت أحدا من آبائي ع قال قط و أنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأمة و إن هذه منها ثم أقبل علي فقال يا عبد السلام إذا كان الناس كلهم عبيدنا على ما حكوه عنا فممن نبيعهم فقلت يا ابن رسول الله صدقت ثم قال يا عبد السلام أ منكر أنت لما أوجب الله عز و جل لنا من الولاية كما ينكره غيرك قلت معاذ الله بل أنا مقر بولايتكم

 11-  ب، ]قرب الإسناد[ هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبيه ع قال قال رسول الله ص صنفان لا تنالهما شفاعتي سلطان غشوم عسوف و غال في الدين مارق منه غير تائب و لا نازع

 بيان الغشم الظلم كالعسف و مرق منه خرج قوله و لا نازع أي لا ينزع نفسه منه و في بعض النسخ بالباء الموحدة و الراء المهملة أي غير فائق في العلم

 12-  ب، ]قرب الإسناد[ الطيالسي عن الفضيل بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول اتقوا الله و عظموا الله و عظموا رسوله ص و لا تفضلوا على رسول الله ص أحدا فإن الله تبارك و تعالى قد فضله و أحبوا أهل بيت نبيكم حبا مقتصدا و لا تغلوا و لا تفرقوا و لا تقولوا ما لا نقول فإنكم إن قلتم و قلنا متم و متنا ثم بعثكم الله و بعثنا فكنا حيث يشاء الله و كنتم

 بيان أي حيث يشاء الله في مكان غير مكاننا أو محرومين عن لقائنا هذا إذا كان المراد بقوله قلتم و قلنا قلتم غير قولنا كما هو الظاهر و إن كان المعنى قلتم مثل قولنا كان المعنى كنتم معنا أو حيث كنا أو هو عطف على كنا

 13-  ل، ]الخصال[ ابن الوليد عن محمد العطار عن الأشعري عن محمد بن عبد الجبار رفعه إلى رسول الله ص أنه قال رجلان لا تنالهما شفاعتي صاحب سلطان عسوف غشوم و غال في الدين مارق

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مغفل بن يسار عن النبي ص مثله

 14-  ل، ]الخصال[ محمد بن علي بن بشار عن المظفر بن أحمد و علي بن محمد بن سليمان معا عن علي بن جعفر البغدادي عن جعفر بن محمد بن مالك عن الحسن بن راشد عن علي بن سالم عن أبيه قال قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه و يصدقه على قوله إن أبي حدثني عن أبيه عن جده إن رسول الله ص قال صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام الغلاة و القدرية

 15-  ل، ]الخصال[ الأربعمائة قال أمير المؤمنين ع إياكم و الغلو فينا قولوا إنا عبيد مربوبون و قولوا في فضلنا ما شئتم

 16-  ل، ]الخصال[ أبي و ابن الوليد معا عن محمد العطار و أحمد بن إدريس معا عن الأشعري عن ابن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن داود بن أبي يزيد عن رجل عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ قال هم سبعة المغيرة و بيان و صائد و حمزة بن عمارة البربري و الحارث الشامي و عبد الله بن الحارث و أبو الخطاب

 بيان المغيرة و هو ابن سعيد من الغلاة المشهورين و قد وردت أخبار كثيرة في لعنه و سيأتي بعضها و بيان في بعض النسخ بالباء الموحدة ثم المثناة و في بعضها ثم النون و هو الذي ذكره الكشي بالنون

 و روى بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول لعن الله بنان البيان و إن بنانا لعنه الله كان يكذب على أبي أشهد كان أبي علي بن الحسين ع عبدا صالحا

أقول قال مؤلف كتاب ميزان الاعتدال من علماء المخالفين بيان الزنديق قال ابن نمير قتله خالد بن عبد الله القسري و أحرقه بالنار. قلت هذا بيان بن سمعان النهدي من بني تميم ظهر بالعراق بعد المائة و قال بإلهية علي ع و أن جزءا إلهيا متحد بناسوته ثم من بعده في ابنه محمد بن الحنفية ثم في أبي هاشم ولد محمد بن الحنفية ثم من بعده في بيان هذا و كتب بيان كتابا إلى أبي جعفر الباقر ع يدعوه إلى نفسه و أنه نبي انتهى كلامه. و الصائد هو النهدي الذي لعنه الصادق ع مرارا و حمزة من الكذابين الملعونين و سيأتي لعنه و كذا الحارث و ابنه و أبو الخطاب محمد بن أبي زينب ملعونون على لسان الأئمة ع و سيأتي بعض أحوالهم

 17-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن الحسن بن الجهم قال قال المأمون للرضا ع بلغني أن قوما يغلون فيكم و يتجاوزون فيكم الحد فقال الرضا ع حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تبارك و تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا قال الله تبارك و تعالى ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَ لا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِيِّينَ أَرْباباً أَ يَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ و قال علي ع يهلك في اثنان و لا ذنب لي محب مفرط و مبغض مفرط و إنا لنبرأ إلى الله عز و جل ممن يغلو فينا فيرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى ابن مريم ع من النصارى قال الله عز و جل وَ إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ و قال عز و جل لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ و قال عز و جل مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَ أُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ و معناه أنهما كانا يتغوطان فمن ادعى للأنبياء ربوبية أو ادعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة فنحن برآء منه في الدنيا و الآخرة

  -18  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد الصيرفي قال قال أبو الحسن ع من قال بالتناسخ فهو كافر ثم قال لعن الله الغلاة ألا كانوا مجوسا ألا كانوا نصارى ألا كانوا قدرية ألا كانوا مرجئة ألا كانوا حرورية ثم قال ع لا تقاعدوهم و لا تصادقوهم و ابرءوا منهم برئ الله منهم

 بيان قوله ألا كانوا مجوسا أي هم شر من هؤلاء

 19-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ محمد بن علي بن بشار عن المظفر بن أحمد عن العباس بن محمد بن القاسم عن الحسن بن سهل عن محمد بن حامد عن أبي هاشم الجعفري قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن الغلاة و المفوضة فقال الغلاة كفار و المفوضة مشركون من جالسهم أو خالطهم أو واكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج إليهم أو أمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز و جل و ولاية الرسول ص و ولايتنا أهل البيت

 20-  ج، ]الإحتجاج[ م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ في قوله تعالى غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ قال أمير المؤمنين ع أمر الله عز و جل عباده أن يسألوه طريق المنعم عليهم و هم النبيون و الصديقون و الشهداء و الصالحون و أن يستعيذوا من طريق المغضوب عليهم و هم اليهود الذين قال الله فيهم هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ و أن يستعيذوا من طريق الضالين و هم الذين قال الله فيهم قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ و هم النصارى ثم قال أمير المؤمنين ع كل من كفر بالله فهو مغضوب عليه و ضال عن سبيل الله و قال الرضا ع كذلك و زاد فيه فقال و من تجاوز بأمير المؤمنين ع العبودية فهو من المغضوب عليهم و من الضالين و قال أمير المؤمنين ع لا تتجاوزوا بنا العبودية ثم قولوا ما شئتم و لن تبلغوا و إياكم و الغلو كغلو النصارى فإني بري‏ء من الغالين فقام إليه رجل فقال له يا ابن رسول الله صف لنا ربك فإن من قبلنا قد اختلفوا علينا فقال الرضا ع إنه من يصف ربه بالقياس فإنه لا يزال الدهر في الالتباس مائلا عن المنهاج طاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل ثم قال أعرفه بما عرف به نفسه أعرفه من غير رؤية و أصفه بما وصف به نفسه أصفه من غيره صورة لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس معروف بالآيات بعيد بغير تشبيه و متدان في بعده بلا نظير لا يتوهم ديمومته و لا يمثل بخليقته و لا يجوز في قضيته الخلق إلى ما علم منهم منقادون و على ما سطر في المكنون من كتابه ماضون لا يعلمون بخلاف ما علم منهم و لا غيره يريدون فهو قريب غير ملتزق و بعيد غير متقص يحقق و لا يمثل و يوحد و لا يبعض يعرف بالآيات و يثبت بالعلامات و لا إله غيره الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ فقال الرجل بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله فإن معي من ينتحل موالاتكم و يزعم أن هذه كلها صفات علي ع و أنه هو الله رب العالمين قال فلما سمعها الرضا ع ارتعدت فرائصه و تصبب عرقا و قال سبحان الله سبحان الله عما يقول الظالمون و الكافرون علوا كبيرا أ و ليس كان علي ع آكلا في الآكلين و شاربا في الشاربين و ناكحا في الناكحين و محدثا في المحدثين و كان مع ذلك مصليا خاضعا بين يدي الله ذليلا و إليه أواها منيبا أ فمن كان هذه صفته يكون إلها فإن كان هذا إلها فليس منكم أحد إلا و هو إله لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على حدث كل موصوف بها فقال الرجل يا ابن رسول الله إنهم يزعمون أن عليا لما أظهر من نفسه المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله دل على أنه إله و لما ظهر لهم بصفات المحدثين العاجزين لبس ذلك عليهم و امتحنهم ليعرفوه و ليكون إيمانهم به اختيارا من أنفسهم فقال الرضا ع أول ما هاهنا أنهم لا ينفصلون ممن قلب هذا عليهم فقال لما ظهر منه الفقر و الفاقة دل على أن من هذه صفاته و شاركه فيها الضعفاء المحتاجون لا تكون المعجزات فعله فعلم بهذا أن الذي ظهر منه من المعجزات إنما كانت فعل القادر الذي لا يشبه المخلوقين لا فعل المحدث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف ثم قال الرضا ع إن هؤلاء الضلال الكفرة ما أتوا إلا من قبل جهلهم بمقدار أنفسهم حتى اشتد إعجابهم بها و كثر تعظيمهم لما يكون منها فاستبدوا بآرائهم الفاسدة و اقتصروا على عقولهم المسلوك بها غير سبيل الواجب حتى استصغروا قدر الله و احتقروا أمره و تهاونوا بعظيم شأنه إذ لم يعلموا أنه القادر بنفسه الغني بذاته التي ليست قدرته مستعارة و لا غناه مستفادا و الذي من شاء أفقره و من شاء أغناه و من شاء أعجزه بعد القدرة و أفقره بعد الغنى فنظروا إلى عبد قد اختصه الله بقدرته ليبين بها فضله عنده و آثره بكرامته ليوجب بها حجته على خلقه و ليجعل ما آتاه من ذلك ثوابا على طاعته و باعثا على

 اتباع أمره و مؤمنا عباده المكلفين من غلط من نصبه عليهم حجة و لهم قدوة و كانوا كطلاب ملك من ملوك الدنيا ينتجعون فضله و يأملون نائله و يرجون التفيؤ بظله و الانتعاش بمعروفه و الانقلاب إلى أهلهم بجزيل عطائه الذي يعينهم على كلب الدنيا و ينقذهم من التعرض لدني المكاسب و خسيس المطالب فبينا هم يسألون عن طريق الملك ليترصدوه و قد وجهوا الرغبة نحوه و تعلقت قلوبهم برؤيته إذ قيل سيطلع عليكم في جيوشه و مواكبه و خيله و رجله فإذا رأيتموه فأعطوه من التعظيم حقه و من الإقرار بالمملكة واجبة و إياكم أن تسموا باسمه غيره و تعظموا سواه كتعظيمه فتكونوا قد بخستم الملك حقه و أزريتم عليه و استحققتم بذلك منه عظيم عقوبته فقالوا نحن كذلك فاعلون جهدنا و طاقتنا فما لبثوا أن طلع عليهم بعض عبيد الملك في خيل قد ضمها إليه سيده و رجل قد جعلهم في جملته و أموال قد حباه بها فنظر هؤلاء و هم للملك طالبون و استكبروا ما رأوه بهذا العبد من نعم سيده و رفعوه عن أن يكون من هو المنعم عليه بما وجدوا معه عبدا فأقبلوا يحيونه تحية الملك و يسمونه باسمه و يجحدون أن يكون فوقه ملك أو له مالك فأقبل عليهم العبد المنعم عليه و سائر جنوده بالزجر و النهي عن ذلك و البراءة مما يسمونه به و يخبرونهم بأن الملك هو الذي أنعم عليه بهذا و اختصه به و إن قولكم ما تقولون يوجب عليكم سخط الملك عذابه و يفيتكم كل ما أملتموه من جهته و أقبل هؤلاء القوم يكذبونهم و يردون عليهم قولهم فما زال كذلك حتى غضب عليهم الملك لما وجد هؤلاء قد ساووا به عبده و أزروا عليه في مملكته و بخسوه حق تعظيمه فحشرهم أجمعين إلى حبسه و وكل بهم من يسومهم سوء العذاب فكذلك هؤلاء وجدوا أمير المؤمنين عبدا أكرمه الله ليبين فضله و يقيم حجته فصغر عندهم خالقهم أن يكون جعل عليا له عبدا و أكبروا عليا عن أن يكون الله عز و جل له ربا فسموه بغير اسمه فنهاهم هو و أتباعه من أهل ملته و شيعته و قالوا لهم يا هؤلاء إن عليا و ولده عباد مكرمون مخلوقون مدبرون لا يقدرون إلا على ما أقدرهم عليه الله رب العالمين و لا يملكون إلا ما ملكهم لا يملكون موتا و لا حياة و لا نشورا و لا قبضا و لا بسطا و لا حركة و لا سكونا إلا ما أقدرهم عليه و طوقهم و إن ربهم و خالقهم يجل عن صفات المحدثين و يتعالى عن نعوت المحدودين فإن من اتخذهم أو واحدا منهم أربابا من دون الله فهو من الكافرين و قد ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ فأبى القوم إلا جماحا و امتدوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ فبطلت أمانيهم و خابت مطالبهم و بقوا في العذاب الأليم

 تبيين قوله ع و لن تبلغوا أي بعد ما أثبتم لنا العبودية كل ما قلتم في وصفنا كنتم مقصرين في حقنا و لن تبلغوا ما نستحقه من التوصيف. قوله ع طاعنا بالطاء المهملة أي ذاهبا كثيرا يقال طعن في الوادي أي ذهب و في السن أي عمر طويلا و في بعض النسخ بالمعجمة من الظعن بمعنى السير. قوله ع غير متقص التقصي بلوغ الغاية في البعد أي ليس بعده بعدا مكانيا يوصف بذلك أو ليس بعدا ينافي القرب قوله ما أتوا على بناء المجهول أي ما أهلكوا و البخس النقص و الإزراء التحقير. و قوله ع يفيتكم على بناء الإفعال من الفوت و في بعض النسخ يفوتكم و هو أظهر و جمح الفرس كمنع جماحا بالكسر اعتز فارسه و غلبه

 21-  جا، ]المجالس للمفيد[ ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الحسين بن حمزة العلوي عن محمد الحميري عن أبيه عن ابن عيسى عن مروك بن عبيد عن محمد بن زيد الطبري قال كنت قائما على رأس الرضا علي بن موسى ع بخراسان و عنده جماعة من بني هاشم منهم إسحاق بن العباس بن موسى فقال له يا إسحاق بلغني أنكم تقولون إن الناس عبيد لنا لا و قرابتي من رسول الله ص ما قلته قط و لا سمعته من أحد من آبائي و لا بلغني عن أحد منهم قاله لكنا نقول الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين فليبلغ الشاهد الغائب

 22-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن الحسين بن بردة عن أبي عبد الله ع و عن جعفر بن بشير الخزاز عن إسماعيل بن عبد العزيز قال قال أبو عبد الله ع يا إسماعيل ضع لي في المتوضإ ماء قال فقمت فوضعت له قال فدخل قال فقلت في نفسي أنا أقول فيه كذا و كذا و يدخل المتوضأ يتوضأ قال فلم يلبث أن خرج فقال يا إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم اجعلونا مخلوقين و قولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا فقال إسماعيل و كنت أقول إنه و أقول و أقول

 بيان كذا و كذا أي إنه رب و رازق و خالق و مثل هذا كما أنه المراد بقوله كنت أقول إنه و أقول

 23-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبيه عمران قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لعن الله أبا الخطاب و لعن الله من قتل معه و لعن الله من بقي منهم و لعن الله من دخل قلبه رحمة لهم

 24-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن أيوب بن نوح عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله ع قال كنت جالسا عند أبي عبد الله ع و ميسر عنده و نحن في سنة ثمان و ثلاثين و مائة فقال له ميسر بياع الزطي جعلت فداك عجبت لقوم كانوا يأتون معنا إلى هذا الموضع فانقطعت آثارهم و فنيت آجالهم قال و من هم قلت أبو الخطاب و أصحابه و كان متكئا فجلس فرفع إصبعه إلى السماء ثم قال على أبي الخطاب لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ فأشهد بالله أنه كافر فاسق مشرك و أنه يحشر مع فرعون في أشد العذاب غُدُوًّا وَ عَشِيًّا ثم قال أما و الله إني لأنفس على أجساد أصليت معه النار

 بيان الزطي بضم الزاي و إهمال الطاء المشددة نوع من الثياب قال في المغرب الزط جيل من الهند إليهم ينسب الثياب الزطية و في الصحاح الزط جيل من الناس الواحد زطي و قال في القاموس الزط بالضم جيل من الهند معرب جت و القياس يقتضي فتح معربه أيضا الواحد زطي. و أما قول العلامة في الإيضاح بياع الزطي بكسر الطاء المهملة المخففة و تشديد الياء و سمعت من السيد السعيد جمال الدين أحمد بن طاوس رحمه الله بضم الزاي و فتح الطاء المهملة المخففة و مقصورا فلا مساغ له في الصحة إلا إذا قيل بتخفيف الطاء المكسورة و تشديد الياء للنسبة إلى زوطي من بلاد العراق و منه ما ربما يقال الزطي خشب يشبه الغرب منسوب إلى زوطة قرية بأرض واسط كذا ذكره السيد الداماد رحمه الله. و قال قوله لأنفس بفتح الفاء على صيغة المتكلم من النفاسة تقول نفست به بالكسر من باب فرح أي بخلت و ضننت و نفست عليه الشي‏ء نفاسة إذا لم تره له أهلا قاله في القاموس و النهاية و غيرهما. و على أجساد أي على أشخاص أو على نفوس تجسدت و تجسمت لفرط تعلقها بالجسد و توغلها في المحسوسات و الجسمانيات و أصليت معه النار على ما لم يسم فاعله من أصليته في النار إذا ألقيته فيها و نصب النار على نزع الخافض و في نسخة أصيبت مكان أصليت انتهى

 25-  كش، ]رجال الكشي[ وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن حماد بن عثمان عن زرارة قال قال أبو عبد الله ع أخبرني عن حمزة أ يزعم أن أبي آتيه قلت نعم قال كذب و الله ما يأتيه إلا المتكون إن إبليس سلط شيطانا يقال له المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء إن شاء في صورة كبيرة و إن شاء في صورة صغيرة و لا و الله ما يستطيع أن يجي‏ء في صورة أبي ع

 26-  كش، ]رجال الكشي[ سعد عن عبد الله بن علي بن عامر بإسناد له عن أبي عبد الله ع قال قال تراءى و الله إبليس لأبي الخطاب على سور المدينة أو المسجد فكأني أنظر إليه و هو يقول إيها تظفر الآن إيها تظفر الآن

 بيان قال في النهاية إيه كلمة يراد بها الاستزادة و هي مبنية على الكسر فإذا وصلت نونت فقلت إيه حدثنا فإذا قلت إيها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت و قد ترد المنصوبة بمعنى التصديق و الرضا بالشي‏ء. أقول الظاهر أن إبليس إنما قال له ذلك عند ما أتى العسكر لقتله فحرضه على القتال ليكون أدعى لقتله فالمعنى اسكت و لا تتكلم بكلمة توبة و استكانة فإنك تظفر عليهم الآن و يحتمل الرضا و التصديق أيضا و قرأ السيد الداماد تطفر بالطاء المهملة و قال إيها بكسر الهمزة و إسكان المثناة من تحت و بالتنوين على النصب كلمة أمر بالسكوت و الكف عن الشي‏ء و الانتهاء عنه و تطفر بإهمال الطاء و كسر الفاء و قيل بضمها أيضا من طفر يطفر أي وثب وثبة سواء كان من فوق أو إلى فوق كما يطفر الإنسان حائطا أو من حائط قال في المغرب و قيل الوثبة من فوق و الطفرة إلى فوق

 27-  كش، ]رجال الكشي[ سعد عن أحمد بن محمد عن أبيه و ابن يزيد و الحسين بن سعيد جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن حفص بن عمرو النخعي قال كنت جالسا عند أبي عبد الله ع فقال له رجل جعلت فداك إن أبا منصور حدثني أنه رفع إلى ربه و تمسح على رأسه و قال له بالفارسية يا پسر فقال له أبو عبد الله ع حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص قال إن إبليس اتخذ عرشا فيما بين السماء و الأرض و اتخذ زبانية بعدد الملائكة فإذا دعا رجلا فأجابه وطئ عقبه و تخطت إليه الأقدام تراءى له إبليس و رفع إليه و إن أبا منصور كان رسول إبليس لعن الله أبا منصور لعن الله أبا منصور ثلاثا

 28-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن البزنطي عن الحسن بن موسى عن زرارة قال دخلت على أبي جعفر ع فسألني ما عندك من أحاديث الشيعة قلت إن عندي منها شيئا كثيرا قد هممت أن أوقد لها نارا ثم أحرقها قال و لم هات ما أنكرت منها فخطر على بالي الأمور فقال لي ما كان علم الملائكة حيث قالت أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ

 بيان لعل زرارة كان ينكر أحاديث من فضائلهم لا يحتملها عقله فنبهه ع بذكر قصة الملائكة و إنكارهم فضل آدم عليهم و عدم بلوغهم إلى معرفة فضله على أن نفي هذه الأمور من قلة المعرفة و لا ينبغي أن يكذب المرء بما لم يحط به علمه بل لا بد أن يكون في مقام التسليم فمع قصور الملائكة مع علو شأنهم عن معرفة آدم لا يبعد عجزك عن معرفة الأئمة ع

 29-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عامر بن معقل عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال يا أبا حمزة لا تضعوا عليا دون ما وضعه الله و لا ترفعوه فوق ما رفعه الله كفى لعلي أن يقاتل أهل الكرة و أن يزوج أهل الجنة

 لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد مثله

 30-  ير، ]بصائر الدرجات[ الخشاب عن إسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن كامل التمار قال كنت عند أبي عبد الله ع ذات يوم فقال لي يا كامل اجعل لنا ربا نؤب إليه و قولوا فينا ما شئتم قال قلت نجعل لكم ربا تؤبون إليه و نقول فيكم ما شئنا قال فاستوى جالسا ثم قال و عسى أن نقول ما خرج إليكم من علمنا إلا ألفا غير معطوفة

 بيان قوله ع غير معطوفة أي نصف حرف كناية عن نهاية القلة فإن الألف بالخط الكوفي نصفه مستقيم و نصفه معطوف هكذا ا و قيل أي ألف ليس بعده شي‏ء و قيل ألف ليس قبله صفر أي باب واحد و الأول هو الصواب و المسموع من أولي الألباب

  -31  سن، ]المحاسن[ أبي عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع في قول الله وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً قال لا تبذروا ولاية علي ع

 بيان يحتمل أن تكون كناية عن ترك الغلو و الإسراف في القول فيه ع و أن يكون أمرا بالتقية و ترك الإفشاء عند المخالفين و الأول أظهر

 32-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قال الله تعالى لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ و قال أمير المؤمنين ع اللهم إني بري‏ء من الغلاة كبراءة عيسى ابن مريم من النصارى اللهم اخذلهم أبدا و لا تنصر منهم أحدا

 33-  الصادق ع الغلاة شر خلق الله يصغرون عظمة الله و يدعون الربوبية لعباد الله و الله إن الغلاة لشر من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا

 34-  روى أحمد بن حنبل في المبتدإ و أبو السعادات في فضائل العشرة أن النبي ص قال يا علي مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم أحبه قوم فأفرطوا فيه و أبغضه قوم فأفرطوا فيه قال فنزل الوحي وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ

 35-  أبو سعد الواعظ في شرف النبي ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ لو لا أني أخاف أن يقال فيك ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالة لا تمر بملإ من المسلمين إلا أخذوا تراب نعليك و فضل وضوئك يستشفون به و لكن حسبك أن تكون مني و أنا منك ترثني و أرثك الخبر رواه أبو بصير عن الصادق ع

 36-  أمير المؤمنين ع يهلك في اثنان محب غال و مبغض قال

 37-  و عنه ع يهلك في رجلان محب مفرط يقرظني بما ليس لي و مبغض يحمله شنآني على أن يبهتني

 بيان قال في النهاية التقريظ مدح الحي و وصفه ثم روى هذا الخبر عنه ع

 38-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ روي أن سبعين رجلا من الزط أتوه يعني أمير المؤمنين ع بعد قتال أهل البصرة يدعونه إلها بلسانهم و سجدوا له فقال لهم ويلكم لا تفعلوا إنما أنا مخلوق مثلكم فأبوا عليه فقال لئن لم ترجعوا عما قلتم في و تتوبوا إلى الله لأقتلنكم قال فأبوا فخد ع لهم أخاديد و أوقد نارا فكان قنبر يحمل الرجل بعد الرجل على منكبه فيقذفه في النار ثم قال

إني إذا أبصرت أمرا منكرا أوقدت نارا و دعوت قنبراثم احتفرت حفرا فحفرا و قنبر يحطم حطما منكرا

ثم أحيا ذلك رجل اسمه محمد بن نصير النميري البصري زعم أن الله تعالى لم يظهره إلا في هذا العصر و أنه علي وحده فالشرذمة النصيرية ينتمون إليه و هم قوم إباحية تركوا العبادات و الشرعيات و استحلت المنهيات و المحرمات و من مقالهم أن اليهود على الحق و لسنا منهم و أن النصارى على الحق و لسنا منهم

 39-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن قولويه عن سعد عن محمد بن عثمان عن يونس عن عبد الله بن سنان عن أبيه عن أبي جعفر ع أن عبد الله بن سبإ كان يدعي النبوة و يزعم أن أمير المؤمنين ع هو الله تعالى عن ذلك فبلغ ذلك أمير المؤمنين ع فدعاه و سأله فأقر بذلك و قال نعم أنت هو و قد كان ألقي في روعي أنك أنت الله و أني نبي فقال له أمير المؤمنين ع ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك و تب فأبى فحبسه و استتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار و قال إن الشيطان استهواه فكان يأتيه و يلقي في روعه ذلك

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن ابن سنان مثله

 40-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن قولويه عن سعد عن ابن يزيد و محمد بن عيسى عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب الأزدي عن أبان بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لعن الله عبد الله بن سبإ إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين و كان و الله أمير المؤمنين ع عبدا لله طائعا الويل لمن كذب علينا و إن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم نبرأ إلى الله منهم

 41-  كش، ]رجال الكشي[ بهذا الإسناد عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير و ابن عيسى عن أبيه و الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الثمالي قال قال علي بن الحسين ع لعن الله من كذب علينا إني ذكرت عبد الله بن سبإ فقامت كل شعرة في جسدي لقد ادعى أمرا عظيما ما له لعنه الله كان علي ع و الله عبدا لله صالحا أخو رسول الله ص ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله و لرسوله و ما نال رسول الله ص الكرامة من الله إلا بطاعته لله

 42-  كش، ]رجال الكشي[ بهذا الإسناد عن محمد بن خالد الطيالسي عن ابن أبي نجران عن عبد الله قال قال أبو عبد الله ع إنا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا و يسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس كان رسول الله ص أصدق الناس لهجة و أصدق البرية كلها و كان مسيلمة يكذب عليه و كان أمير المؤمنين ع أصدق من برأ الله بعد رسول الله و كان الذي يكذب عليه و يعمل في تكذيب صدقه و يفتري على الله الكذب عبد الله بن سبإ

 و ذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبإ كان يهوديا فأسلم و والى عليا ع و كان يقول و هو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله ص في علي ع مثل ذلك. و كان أول من أشهر بالقول بفرض إمامة علي ع و أظهر البراءة من أعدائه و كاشف مخالفيه و أكفرهم فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع و الرفض مأخوذ من اليهودية

 43-  كش، ]رجال الكشي[ الحسين بن الحسن بن بندار عن سعد عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى و ابن أبي الخطاب جميعا عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن مسمع أبي سيار عن رجل عن أبي جعفر ع قال إن عليا ع لما فرغ من قتال أهل البصرة أتاه سبعون رجلا من الزط فسلموا عليه و كلموه بلسانهم فرد عليهم بلسانهم و قال لهم إني لست كما قلتم أنا عبد الله مخلوق قال فأبوا عليه و قالوا له أنت أنت هو فقال لهم لئن لم ترجعوا عما قلتم في و تتوبوا إلى الله تعالى لأقتلنكم قال فأبوا أن يرجعوا أو يتوبوا فأمر أن يحفر لهم آبار فحفرت ثم خرق بعضها إلى بعض ثم قذفهم فيها ثم طم رءوسها ثم ألهب النار في بئر منها ليس فيها أحد فدخل الدخان عليهم فماتوا

 بيان الزط جنس من السودان و الهنود

 44-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن الحسين بن إشكيب عن محمد بن أورمة عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن ضريس قال قال لي أبو خالد الكابلي أما إني سأحدثك بحديث إن رأيتموه و أنا حي قبلت صلعتي و إن مت قبل أن تراه ترحمت علي و دعوت لي سمعت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول إن اليهود أحبوا عزيرا حتى قالوا فيه ما قالوا فلا عزير منهم و لا هم من عزير و إن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا فلا عيسى منهم و لا هم من عيسى و أنا على سنة من ذلك قوما من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير و ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم فلا هم منا و لا نحن منهم

 بيان قوله قبلت صلعتي أي قبلت رأسي و ناصيتي الصلعاء تكريما لي لما عرفت من صدقي و الصلع انحسار شعر مقدم الرأس و في بعض النسخ فقلت صدقني أي قال لي صدقا و لعله تصحيف

  -45  كشف، ]كشف الغمة[ من كتاب الدلائل للحميري عن مالك الجهني قال كنا بالمدينة حين أجليت الشيعة و صاروا فرقا فتنحينا عن المدينة ناحية ثم خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم و ما قالت الشيعة إلى أن خطر ببالنا الربوبية فما شعرنا بشي‏ء إذا نحن بأبي عبد الله ع واقف على حمار فلم ندر من أين جاء فقال يا مالك و يا خالد متى أحدثتما الكلام في الربوبية فقلنا ما خطر ببالنا إلا الساعة فقال اعلما أن لنا ربا يكلؤنا بالليل و النهار نعبده يا مالك و يا خالد قولوا فينا ما شئتم و اجعلونا مخلوقين فكررها علينا مرارا و هو واقف على حماره

 46-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن قولويه عن سعد عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال قال أبو عبد الله ع يوما لأصحابه لعن الله المغيرة بن سعيد و لعن الله يهودية كان يختلف إليها يتعلم منها السحر و الشعبذة و المخاريق إن المغيرة كذب على أبي ع فسلبه الله الإيمان و إن قوما كذبوا على ما لهم أذاقهم الله حر الحديد فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا و اصطفانا ما نقدر على ضر و لا نفع و إن رحمنا فبرحمته و إن عذبنا فبذنوبنا و الله ما لنا على الله من حجة و لا معنا من الله براءة و إنا لميتون و مقبرون و منشرون و مبعوثون و موقوفون و مسئولون ويلهم ما لهم لعنهم الله لقد آذوا الله و آذوا رسوله ص في قبره و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي صلوات الله عليهم و ها أنا ذا بين أظهركم لحم رسول الله و جلد رسول الله ص أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا يأمنون و أفزع ينامون على فرشهم و أنا خائف ساهر وجل أتقلقل بين الجبال و البراري أبرأ إلى الله مما قال في الأجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله و الله لو ابتلوا بنا و أمرناهم بذلك لكان الواجب أن لا يقبلوه فكيف و هم يروني خائفا وجلا أستعدي الله عليهم و أتبرأ إلى الله منهم أشهدكم أني امرؤ ولدني رسول الله ص و ما معي براءة من الله إن أطعته رحمني و إن عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه

 بيان الشعبذة و الشعوذة خفة في اليد و أخذ كالسحر يرى الشي‏ء بغير ما عليه أصله في رأي العين و المخاريق جمع مخراق و هو في الأصل ثوب يلف و يضرب به الصبيان بعضهم بعضا و التخريق كثرة الكذب و التخرق خلق الكذب. قوله ع براءة أي خط و سند و صك للنجاة و الفوز و الأجدع بالجيم مقطوع الأنف أو الأذن أو اليد أو الشفة و في بعض النسخ بالخاء المعجمة بمعنى الأحمق أو هو من الخدعة. و البراد لعله بمعنى عامل السوهان أو مستعمله قال الفيروزآبادي برد الحديد سحله و المبرد كمنبر السوهان و في بعض النسخ السراد أي عامل الدرع و في بعضها الزراد بالزاي المعجمة بمعناه. قوله ابتلوا بنا على بناء المفعول أي لو كنا أمرناهم بذلك على فرض المحال فكانوا هم مبتلين بذلك مرددين بين مخالفتنا و بين قبوله منا و الوقوع في البدعة لكان الواجب عليهم أن لا يقبلوه منا فكيف و إنا ننهاهم عن ذلك و هم يروننا مرعوبين وجلين من الله تعالى مستعدين الله عليهم فيما يكذبون علينا من الاستعداء بمعنى طلب العدوى و الانتقام و الإعانة قوله أو أشد عذابه الترديد من الراوي

 47-  كش، ]رجال الكشي[ الحسين بن الحسن بن بندار عن سعد عن ابن عيسى و اليقطيني عن ابن أبي عمير قال حدثنا بعض أصحابنا قال قلت لأبي عبد الله ع زعم أبو هارون المكفوف أنك قلت له إن كنت تريد القديم فذاك لا يدركه أحد و إن كنت تريد الذي خلق و رزق فذاك محمد بن علي فقال كذب علي عليه لعنة الله ما من خالق إلا الله وحده لا شريك له حق على الله أن يذيقنا الموت و الذي لا يهلك هو الله خالق الخلق بارئ البرية

 48-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن الحسن و عثمان معا عن محمد بن زياد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن أبي مالك الحضرمي عن أبي العباس البقباق قال تذاكر ابن أبي يعفور و معلى بن خنيس فقال ابن أبي يعفور الأوصياء علماء أبرار أتقياء و قال ابن خنيس الأوصياء أنبياء قال فدخلا على أبي عبد الله ع قال فلما استقر مجلسهما قال فبدأهما أبو عبد الله ع فقال يا عبد الله أبرأ مما قال إنا أنبياء

 49-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن حمدان بن أحمد عن معاوية بن حكيم و حدثني محمد بن الحسن البراثي و عثمان بن حامد عن محمد بن يزداد عن معاوية بن حكيم عن أبيه عن جده قال بلغني عن أبي الخطاب أشياء فدخلت على أبي عبد الله ع فدخل أبو الخطاب و أنا عنده أو دخلت و هو عنده فلما أن بقيت أنا و هو في المجلس قلت لأبي عبد الله ع إن أبا الخطاب روى عنك كذا و كذا قال كذب قال فأقبلت أروي ما روى شيئا شيئا مما سمعناه و أنكرناه إلا سألت عنه فجعل يقول كذب و زحف أبو الخطاب حتى ضرب بيده إلى لحية أبي عبد الله ع فضربت يده و قلت خل يدك عن لحيته فقال أبو الخطاب يا أبا القاسم لا تقوم قال أبو عبد الله ع له حاجة حتى قال ثلاث مرات كل ذلك يقول أبو عبد الله ع له حاجة فقال أبو عبد الله ع إنما أراد أن يقول لك يخبرني و يكتمك فأبلغ أصحابي كذا و كذا و أبلغهم كذا و كذا قال قلت و إني لا أحفظ هذا فأقول ما حفظت و ما لم أحفظ قلت أحسن ما يحضرني قال نعم المصلح ليس بكذاب

 قال أبو عمرو الكشي هذا غلط و وهم في الحديث إن شاء الله لقد أتى معاوية بشي‏ء منكر لا تقبله العقول إن مثل أبي الخطاب لا يحدث نفسه بضرب يده إلى أقل عبد لأبي عبد الله ع فكيف هو صلى الله عليه

 بيان قوله إلا سألت الاستثناء من مقدار أي ما بقي شي‏ء إلا سألت عنه و يحتمل أن يكون ما في قوله ما روى للنفي فالاستثناء منه قوله يا أبا القاسم لا تقوم أبو القاسم كنية لمعاوية بن عمار الذي هو جد معاوية بن حكيم و كان غرض الملعون أن يقوم معاوية و يخلو هو به ع ثم يقول بيني و بينه ع أسرار لا يظهرها عندكم فلذا قال ع له حاجة أي لمعاوية حاجة عندي لا يقوم الآن. و أما تجويزه ع لمعاوية أن يقول ما لم يسمع فإما على النقل بالمعنى أو جوز له أن يقول أشياء من قبل نفسه يعلم أنه يصير سببا لردعهم عن اتباع أهل البدع و أما استبعاد الكشي فلعله لم يكن على وجه الإهانة بل على وجه الإكرام كما هو الشائع عندهم لكنه بعيد

 50-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن ابن يزيد عن ابن أبي عمر عن ابن المغيرة قال كنت عند أبي الحسن ع أنا و يحيى بن عبد الله بن الحسين فقال يحيى جعلت فداك إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب فقال سبحان الله ضع يدك على رأسي فو الله ما بقيت في جسدي شعرة و لا في رأسي إلا قامت قال ثم قال لا و الله ما هي إلا رواية عن رسول الله ص

 51-  كش، ]رجال الكشي[ بهذا الإسناد عن ابن أبي عمير عن عبد الصمد بن بشير عن مصادف قال لما لبى القوم الذين لبوا بالكوفة دخلت على أبي عبد الله ع فأخبرته بذلك فخر ساجدا و الزق جؤجؤه بالأرض و بكى و أقبل يلوذ بإصبعه و يقول بل عبد لله قن داخر مرارا كثيرة ثم رفع رأسه و دموعه تسيل على لحيته فندمت على إخباري إياه فقلت جعلت فداك و ما عليك أنت من ذا فقال يا مصادف إن عيسى لو سكت عما قالت النصارى فيه لكان حقا على الله أن يصم سمعه و يعمي بصره و لو سكت عما قال أبو الخطاب لكان حقا على الله أن يصم سمعي و يعمي بصري

 بيان قوله لما لبى أي قالوا لبيك جعفر بن محمد لبيك كما يلبون لله كما سيأتي في الأخبار. و قال السيد الداماد رحمه الله هذا تصحيف و تحريف بل هو أتي القوم الذين أتوا على بناء المجهول أي أصابتهم الداهية و دخلت عليهم البلية و لعله رحمه الله لم يتفطن بما ذكرنا و غفل عن الخبر الذي سننقله عن الكافي

 52-  كش، ]رجال الكشي[ بهذا الإسناد عن ابن أبي عمير عن شعيب عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع إنهم يقولون قال و ما يقولون قلت يقولون يعلم قطر المطر و عدد النجوم و ورق الشجر و وزن ما في البحر و عدد التراب فرفع يده إلى السماء و قال سبحان الله سبحان الله لا و الله ما يعلم هذا إلا الله

 53-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن عبد الله بن محمد بن خالد عن علي بن حسان عن بعض أصحابنا رفعه إلى عبد الله ع قال ذكر جعفر بن واقد و نفر من أصحاب أبي الخطاب فقيل إنه صار إلي يتردد و قال فيهم وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ قال هو الإمام فقال أبو عبد الله ع لا و الله لا يؤويني و إياه سقف بيت أبدا هم شر من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا و الله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شي‏ء قط و إن عزيرا جال في صدره ما قالت اليهود فمحي اسمه من النبوة و الله لو أن عيسى أقر بما قالت النصارى لأورثه الله صمما إلى يوم القيامة و الله لو أقررت بما يقول في أهل الكوفة لأخذتني الأرض و ما أنا إلا عبد مملوك لا أقدر على ضر شي‏ء و لا نفع

 بيان قوله يتردد أي قال رجل من الحاضرين كان أبو الخطاب يتردد و يختلف إلي لإضلالي و كان يقول فيهم أي نزلت فيهم هذه الآية فكان يعطف قوله تعالى وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ على قوله وَ هُوَ الَّذِي ليكون جملة أخرى أي و في الأرض إله آخر. قوله قال أي قال أبو الخطاب هو الإمام أي الإله الذي في الأرض الإمام و يحتمل إرجاع الضمائر إلى ابن واقد و في بعض النسخ يترود بالراء المهملة ثم الواو ثم الدال أي يطلب إضلالي من المراودة بمعنى الطلب كقوله تعالى وَ راوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ و في بعضها إلى مرود و قال بعض الفضلاء أي إلى قوم من المردة و في بعضها إلى نمرود فيكون كناية عن بعض الكفرة الموافقين له في الرأي و الأصح ما صححنا أولا و ثانيا موافقا للنسخ المعتبرة و الخبر يدل على عدم نبوة عزير و الله يعلم

 54-  كش، ]رجال الكشي[ سعد عن ابن عيسى عن الأهوازي عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال إن بنانا و السري و بزيعا لعنهم الله تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدمي من قرنه إلى سرته قال فقلت إن بنانا يتأول هذه الآية وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ أن الذي في الأرض غير إله السماء و إله السماء غير إله الأرض و أن إله السماء أعظم من إله الأرض و أن أهل الأرض يعرفون فضل إله السماء و يعظمونه فقال و الله ما هو إلا الله وحده لا شريك له إله في السماوات و إله في الأرضين كذب بنان عليه لعنة الله صغر الله جل جلاله و صغر عظمته

 55-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و إبراهيم عن العبيدي عن ابن أبي عمير عن المفضل بن يزيد قال قال أبو عبد الله ع و ذكر أصحاب أبي الخطاب و الغلاة فقال لي يا مفضل لا تقاعدوهم و لا تؤاكلوهم و لا تشاربوهم و لا تصافحوهم و لا توارثوهم

 56-  و قالا حدثنا العنبري عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع و ذكر الغلاة و قال إن فيهم من يكذب حتى أن الشيطان ليحتاج إلى كذبه

 بيان قوله ع و لا توارثوهم أي لا تعطوهم الميراث فإنهم مشركون لا يرثون من المسلم أو لا تواصلوهم بالمصاهرة الموجبة للتوارث و صحف بعض الأفاضل و قرأ لا تؤاثروهم من الأثر بمعنى الخبر أي لا تحادثوهم و لا تفاوضوهم بالآثار و الأخبار

 57-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن عبد الله بن محمد بن خالد عن الوشاء عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال من قال بأننا أنبياء فعليه لعنة الله و من شك في ذلك فعليه لعنة الله

 58-  كش، ]رجال الكشي[ الحسين بن الحسن بن بندار و محمد بن قولويه معا عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول لعن الله بنان التبان و إن بنانا لعنه الله كان يكذب على أبي ع أشهد أن أبي علي بن الحسين كان عبدا صالحا

 59-  كش، ]رجال الكشي[ سعد عن محمد بن الحسين و الحسن بن موسى عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عمن حدثه من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لعن الله المغيرة بن سعيد إنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا و لعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا و إليه مآبنا و معادنا و بيده نواصينا

 60-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن جعفر بن عثمان عن أبي بصير قال قال لي أبو عبد الله ع يا أبا محمد أبرأ ممن يزعم أنا أرباب قلت برئ الله منه فقال أبرأ ممن يزعم أنا أنبياء قلت برئ الله منه

 61-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و إبراهيم عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن حمزة قال أبو جعفر محمد بن عيسى و لقد لقيت محمدا رفعه إلى أبي عبد الله ع قال جاء رجل إلى رسول الله ص فقال السلام عليك يا ربي فقال ما لك لعنك الله ربي و ربك الله أما و الله لكنت ما علمتك لجبانا في الحرب لئيما في السلم

 بيان في السلم بالكسر أي المسالمة و المصالحة أي ما كنت لئيما فيها بأن تنقض العهد أو بفتح السين و الألف بعد اللام أي كنت لا تبخل بالسلام و لعل غرضه تحسر أو تعجب من خروجه عن الدين مع اتصافه بمحاسن الأخلاق و يحتمل أن يكون ما علمتك معترضة بين اسم كان و خبره و لم تكن ما نافية و المعنى كنت ما دمت عرفتك و علمت أحوالك على هذين الخلقين الدنيين فمذهبك موافق لأخلاقك

 62-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن الحسين بن إشكيب عن ابن أورمة عن محمد بن خالد البرقي عن أبي طالب القمي عن حنان بن سدير عن أبيه قال قالت لأبي عبد الله ع إن قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآنا يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ قال يا سدير سمعي و بصري و شعري و بشري و لحمي و دمي من هؤلاء براء برئ الله منهم و رسوله ما هؤلاء على ديني و دين آبائي و الله لا يجمعني و إياهم يوم القيامة إلا هو عليهم ساخط قال قلت فما أنتم جعلت فداك قال خزان علم الله و تراجمة وحي الله و نحن قوم معصومون أمر الله بطاعتنا و نهى عن معصيتنا نحن الحجة البالغة على من دون السماء و فوق الأرض

 قال الحسين بن إشكيب سمعت من أبي طالب عن سدير إن شاء الله. بيان لعله أولوا الرسل بالأئمة و العمل الصالح بخلق ما هو المصلحة في نظام العالم أو الرسل باتباع الأئمة ع و الأظهر أنه سقط من الخبر شي‏ء.

 و يؤيده ما رواه الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن البرقي عن أبي طالب عن سدير قال قلت لأبي عبد الله ع إن قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآنا وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ فقال يا سدير سمعي و بصري و بشري و لحمي و دمي و شعري براء و برئ الله منهم ما هؤلاء على ديني و لا على دين آبائي و الله لا يجمعني الله و إياهم يوم القيامة إلا و هو ساخط عليهم قال قلت و عندنا قوم يزعمون أنكم رسل يقرءون علينا بذلك قرآنا يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ و ساق الحديث إلى آخر ما مر

و وجه الاستدلال على كونهم رسلا بالآية لجمعية الرسل زعما منهم أن الخطاب إنما يتوجه إلى الحاضرين أو إلى من سيوجد أيضا بتبعية الحاضرين و الجواب أنها نداء و خطاب لجميع الأنبياء لا على أنهم خوطبوا بذلك دفعة بل على أن كلا منهم خوطب في زمانه و قيل النداء لعيسى الذي مر ذكره في الآية السابقة و الجمع للتعظيم

 63-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن الحسن البراثي و عثمان بن حامد معا عن محمد بن يزداد عن محمد بن الحسين عن موسى بن يسار عن عبد الله بن شريك عن أبيه قال بينا علي ع عند امرأة له من عنزة و هي أم عمرو إذ أتاه قنبر فقال إن عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم فقال أدخلهم قال فدخلوا عليه فقال لهم ما تقولون فقالوا إنك ربنا و أنت الذي خلقتنا و أنت الذي رزقتنا فقال ويلكم لا تفعلوا إنما أنا مخلوق مثلكم فأبوا أن يفعلوا فقال لهم ويلكم ربي و ربكم الله ويلكم توبوا و ارجعوا فقالوا لا نرجع عن مقالتنا أنت ربنا ترزقنا و أنت خلقتنا فقال يا قنبر ائتني بالفعلة فخرج قنبر فأتاه بعشرة رجال مع الزبل و المرور فأمر أن يحفروا لهم في الأرض فلما حفروا خدا أمر بالحطب و النار فطرح فيه حتى صار نارا تتوقد قال لهم توبوا قالوا لا نرجع فقذف على بعضهم ثم قذف بقيتهم في النار قال علي ع

إذا أبصرت شيئا منكرا أوقدت ناري و دعوت قنبرا

 بيان قال الفيروزآبادي الزبيل كأمير و سكين و قنديل و قد يفتح القفة أو الجراب أو الوعاء و الجمع ككتب و قال المر بالفتح المسحاة و قال الخد الحفرة المستطيلة في الأرض

 64-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد القمي عن الأشعري عن محمد بن الحسين عن موسى بن سلام عن حبيب الخثعمي عن ابن أبي يعفور قال كنت عند أبي عبد الله ع فاستأذن عليه رجل حسن الهيئة فقال اتق السفلة فما تقارت بي الأرض حتى خرجت فسألت عنه فوجدته غاليا

 بيان قوله فما تقارت بي الأرض كذا في بعض النسخ تفاعل من القرار يقال قر في المكان و استقر و تقار أي ثبت و سكن و في بعضها فما تقارب في الأرض و لعل المعنى أنه لم يقرب إلى مكانه الذي أراد و الظاهر أنه تصحيف. و قال السيد الداماد قدس الله روحه تفأرت بالفاء أو بالقاف و تشديد الهمزة قبل الراء من باب التفعل و أصله ليس من المهموز بل من الأجوف و خرجت بالتشديد من التخريج بمعنى استبطان الأمر و استخراجه من مظانه و استكشافه يعني ما انتشرت و ما مشيت و ما ذهبت و ما ضربت في الأرض حتى استكشفت أمر الرجل و استعملت حاله و اختبرته و فتشت عن دخلته و سألت الأقوام و استخبرتهم عنه فوجدته فاسدا غاليا فظهر أن مولانا الصادق ع كان قد ألهمه الله ذلك. يقال فار بالفاء فوارا بالضم و فوارنا بالتحريك أي انتشر و هاج و الفائر المنتشر و الهائج وقار بالقاف أي مشى على أطراف قدميه لئلا يسمع صوتهما وقار أيضا إذا نفر و ذهب وقار القصيد إذ خيله و حدث به نفسه و اقتور الشي‏ء إذا قطعه مستديرا قال ذلك كله القاموس و غيره. و في بعض النسخ فما تقاررت حتى خرجت بالقاف على التفاعل و تخفيف خرجت من الخروج انتهى كلامه رفع مقامه و لا يخفى ما فيه من التصحيف و التكلف مع أن قلب الواو بالهمزة في تلك الأفعال غير معهود

 65-  كش، ]رجال الكشي[ الحسين بن الحسن بن بندار عن سعد بن عبد الله عن ابن أبي الخطاب و الحسن بن موسى عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان قال دخل حجر بن زائدة و عامر بن جذاعة الأزدي على أبي عبد الله ع فقالا له جعلنا فداك إن المفضل بن عمر يقول إنكم تقدرون أرزاق العباد فقال و الله ما يقدر أرزاقنا إلا الله و لقد احتجت إلى طعام لعيالي فضاق صدري و أبلغت إلي الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي لعنه الله و برئ منه قالا أ فنلعنه و نتبرأ منه قال نعم فلعناه و برئنا منه برئ الله و رسوله منه

 66-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و إبراهيم ابنا نصير عن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن المفضل بن عمر أنه كان بشر أنكما لمن المرسلين

 بيان في بعض النسخ بشر من البشارة و في بعضها يسر من الإسرار أي كان يقول ذلك سرا و في بعضها كان يشير من الإشارة و الظاهر أنه كان إنه مكان أنكما أي كان يدعي نبوة نفسه من قبل الصادق ع و على النسخة لعل الخطاب إلى الكاظم ع فإن علي بن الحكم من أصحابه أي يدعي أنك و أباك من المرسلين

 67-  كش، ]رجال الكشي[ قال أبو عمرو الكشي قال يحيى بن عبد الحميد الحماني في كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنين ع قلت لشريك إن أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف الحديث فقال أخبرك القصة كان جعفر بن محمد رجلا صالحا مسلما ورعا فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه و يخرجون من عنده و يقولون حدثنا جعفر بن محمد و يحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلون الناس بذلك و يأخذون منهم الدراهم كانوا يأتون من ذلك بكل منكر فسمعت العوام بذلك منهم فمنهم من هلك و منهم من أنكر و هؤلاء مثل المفضل بن عمر و بنان و عمر النبطي و غيرهم ذكروا أن جعفرا حدثهم أن معرفة الإمام تكفي من الصوم و الصلاة و حدثهم عن أبيه عن جده و أنه حدثهم ع قبل يوم القيامة و أن عليا ع في السحاب يطير مع الريح و أنه كان يتكلم بعد الموت و أنه كان يتحرك على المغتسل و أن إله السماء و إله الأرض الإمام فجعلوا لله شريكا جهال ضلال و الله ما قال جعفر شيئا من هذا قط كان جعفر أتقى لله و أورع من ذلك فسمع الناس ذلك فضعفوه و لو رأيت جعفرا لعلمت أنه واحد الناس

 توضيح قوله ع ع ه رمز عن الرجعة أي أنه حدثهم عن أبيه عن جده بالرجعة عند ظهور القائم ع قبل يوم القيامة و في بعض النسخ عن قبل أي حدثهم بما يكون إلى يوم القيامة قوله إنه واحد الناس أي وحيد دهره لا ثاني له في الجلالة و لا نظير له في الناس قال في الصحاح فلان واحد دهره لا نظير له و قال استأحد الرجل انفرد

 68-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن إسحاق بن محمد عن عبد الله بن القاسم عن خالد الجوان قال كنت أنا و المفضل بن عمر و ناس من أصحابنا بالمدينة و قد تكلمنا في الربوبية قال فقلنا مروا إلى باب أبي عبد الله ع حتى نسأله قال فقمنا بالباب قال فخرج إلينا و هو يقول بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ

 بيان قوله في الربوبية أي ربوبية الأئمة ع

 69-  كش، ]رجال الكشي[ روى محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن الحسن بن علي الصيرفي عن صالح بن سهل قال كنت أقول في أبي عبد الله ع بالربوبية فدخلت فلما نظر إلي قال يا صالح إنا و الله عبيد مخلوقون لنا رب نعبده و إن لم نعبده عذبنا

  -70  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن المدائني عن أبي عبد الله ع قال قال يا مرازم من بشار قلت بياع الشعير قال لعن الله بشارا قال ثم قال لي يا مرازم قل لهم ويلكم توبوا إلى الله فإنكم كافرون مشركون

 71-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و إبراهيم ابنا نصير عن محمد بن عيسى عن صفوان عن مرازم قال قال لي أبو عبد الله ع تعرف مبشر بشير يتوهم الاسم قال الشعيري فقلت بشار فقال بشار قلت نعم جار لي قال إن اليهود قالوا ما قالوا و وحدوا الله و إن النصارى قالوا ما قالوا و وحدوا الله و إن بشارا قال قولا عظيما فإذا قدمت الكوفة قل له يقول لك جعفر يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا بري‏ء منك قال مرازم فلما قدمت الكوفة فوضعت متاعي و جئت إليه فدعوت الجارية فقلت قولي لأبي إسماعيل هذا مرازم فخرج إلي فقلت له يقول لك جعفر بن محمد يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا بري‏ء منك فقال لي و قد ذكرني سيدي قال قلت نعم ذكرك بهذا الذي قلت لك فقال جزاك الله خيرا و فعل بك و أقبل يدعو لي و مقالة بشار هي مقالة العلياوية يقولون إن عليا هو رب و ظهر بالعلوية و الهاشمية و أظهر أنه عبده و رسوله بالمحمدية و وافق أصحاب أبي الخطاب في أربعة أشخاص علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أن معنى الأشخاص الثلاثة فاطمة و الحسن و الحسين تلبيس و في الحقيقة شخص علي لأنه أول هذه الأشخاص في الإمامة و الكبر و أنكروا شخص محمد ص و زعموا أن محمدا عبد ع و ع ب و أقاموا محمدا مقام ما أقامت المخمسة سلمان و جعلوه رسولا لمحمد ص فوافقهم في الإباحات و التعطيل و التناسخ و العليائية سمتها المخمسة العليائية و زعموا أن بشار الشعيري لما أنكر ربوبية محمد و جعلها في علي و جعل محمدا ع ع و أنكر رسالة سلمان مسخ في صورة طير يقال له عليا يكون في البحر فلذلك سموهم العليائية

  بيان قوله لتوهم الاسم أي سمي بشارا مبشرا مرة و بشيرا أخرى للتوهم و الشك في اسمه و لعله ع تعمد ذلك لإظهار غاية المباينة و عدم الارتباط و الموافقة التي كان يدعيها الملعون قوله و وحدوا الله أي بزعمهم مع أنهم مشركون فهذا أيضا مثلهم في دعوى التوحيد أو أنهم مع قولهم بكون عزير و عيسى ابن الله موحدون لا ينسبون الخلق و الرزق إلا إلى الله تعالى و هؤلاء ينسبونها إلى غيره تعالى فهم بريئون من التوحيد من كل وجه. قوله إن عليا ع هو رب أقول النسخ هنا مختلفة غاية الاختلاف ففي بعضها أن عليا هو رب و ظهر بالعلوية و الهاشمية و أظهر أنه عبده و رسوله بالمحمدية فالمعنى أنهم لعنهم الله ادعوا ربوبية علي ع و قالوا إنه ظهر مرة بصورة علي و مرة بصورة محمد و أظهر أنه عبد الله مع أنه عين الله و أظهر رسوله بالمحمدية مع أنه عينه. و في بعض النسخ و هرب و ظهر بالعلوية الهاشمية و أظهر وليه من عنده و رسوله بالمحمدية أي هرب علي مع ربوبيته من السماء و ظهر بصورة علي و أظهر رسوله بالمحمدية و سمى وليه باسم نفسه و أظهر نفسه في الولاية قوله و أنكروا شخص محمد ص أي أصحاب أبي الخطاب وافقوا هؤلاء في ألوهية أربعة و أنكروا ألوهية محمد و زعموا أن محمدا عبد ع و ع ب فالعين رمز علي و ب رمز الرب أي زعموا أن محمد عبد علي و علي هو الرب تعالى عن ذلك. و أقاموا محمدا مقام ما أقامت المخمسة سلمان فإنهم قالوا بربوبية محمد و جعلوا سلمان رسوله و قالوا بانتقال الربوبية من محمد إلى فاطمة و علي ثم الحسن ثم الحسين. قوله و جعل محمدا ع ع أي عبد علي و يحتمل التعاكس في مذهبي العلياوية و أصحاب أبي الخطاب

 72-  كش، ]رجال الكشي[ الحسين بن الحسن بن بندار عن سعد عن ابن أبي الخطاب و الخشاب عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع إن بشار الشعيري شيطان ابن شيطان خرج من البحر فأغوى أصحابي

 73-  كش، ]رجال الكشي[ سعد عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع لبشار الشعيري أن اخرج عني لعنك الله و الله لا يظلني و إياك سقف بيت أبدا فلما خرج قال ويله ألا قال بما قالت اليهود ألا قال بما قالت النصارى ألا قال بما قالت المجوس أو بما قالت الصابئة و الله ما صغر الله تصغير هذا الفاجر أحد إنه شيطان ابن شيطان خرج من البحر ليغوي أصحابي و شيعتي فاحذروه و ليبلغ الشاهد الغائب أني عبد الله بن عبد الله عبد قن ابن أمة ضمتني الأصلاب و الأرحام و إني لميت و إني لمبعوث ثم موقوف ثم مسئول و الله لأسألن عما قال في هذا الكذاب و ادعاه علي يا ويله ما له أرعبه الله فلقد أمن على فراشه و أفزعني و أقلقني عن رقادي أ و تدرون أني لم أقول ذلك أقول ذلك لأستقر في قبري

 بيان القن العبد الخالص و الويل الحزن و النكال و الهلاك و الهاء للضمير لا للسكت و الإرعاب إفعال من الرعب أي أوقعه الله في الرعب و الخوف قوله أ و تدرون بواو الزينة المفتوحة بعد همزة الاستفهام و في نسخة أ تدرون بإسقاط الواو و في نسخة أخرى و تدرون بإسقاط الهمزة لأستقر في قبري أي لا أعذب فيه

 74-  كش، ]رجال الكشي[ طاهر بن عيسى عن الشجاعي عن الحسين بن بشار عن داود الرقي قال قال لي داود ترى ما تقول الغلاة الطيارة و ما يذكرون عن شرطة الخميس عن أمير المؤمنين ع و ما يحكي عن أصحابه عنه فذلك و الله أراني أكبر منه و لكن أمرني أن لا أذكره لأحد قال و قلت له إني قد كبرت و دق عظمي أحب أن يختم عمري بقتل فيكم فقال و ما من هذا بد إن لم يكن في العاجلة يكون في الآجلة

 بيان قوله فذلك و الله أراني أي الصادق ع أراني من الغرائب و المعجزات أكبر مما يروي هؤلاء قوله ع في الآجلة أي في الرجعة

 75-  كش، ]رجال الكشي[ قالوا إن محمد بن بشير لما مضى أبو الحسن ع و وقف عليه الواقفة جاء محمد بن بشير و كان صاحب شعبذة و مخاريق معروفا بذلك فادعى أنه يقول بالوقف على موسى بن جعفر و إن موسى ع كان ظاهرا بين الخلق يرونه جميعا يتراءى لأهل النور بالنور و لأهل الكدورة بالكدورة في مثل خلقهم بالإنسانية و البشرية اللحمانية ثم حجب الخلق جميعا عن إدراكه و هو قائم بينهم موجود كما كان غير أنهم محجوبون عنه و عن إدراكه كالذي كانوا يدركونه و كان محمد بن بشير هذا من أهل الكوفة من موالي بني أسد و له أصحاب قالوا إن موسى بن جعفر ع لم يمت و لم يحبس و إنه غاب و استتر و هو القائم المهدي و إنه في وقت غيبته استخلف على الأمة محمد بن بشير و جعله وصيه و أعطاه خاتمه و علمه جميع ما تحتاج إليه رعيته من أمر دينهم و دنياهم و فوض إليه جميع أمره و أقامه مقام نفسه فمحمد بن بشير الإمام بعده

 76-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن قولويه عن سعد بن عبد الله القمي عن محمد بن عيسى بن عبيد عن عثمان بن عيسى الكلابي أنه سمع محمد بن بشير يقول الظاهر من الإنسان آدم و الباطن أزلي و قال إنه كان يقول بالاثنين و إن هشام بن سالم ناظره عليه فأقر به و لم ينكره و إن محمد بن بشير لما مات أوصى إلى ابنه سميع بن محمد فهو الإمام و من أوصى إليه سميع فهو إمام مفترض طاعته على الأمة إلى وقت خروج موسى بن جعفر و ظهوره فيما يلزم الناس من حقوقه في أموالهم و غير ذلك مما يتقربون به إلى الله تعالى فالفرض عليهم أداؤه إلى أوصياء محمد بن بشير إلى قيام القائم و زعموا أن علي بن موسى و كل من ادعى الإمامة من ولده و ولد موسى بن جعفر مبطلون كاذبون غير طيبي الولادة فنفوهم عن أنسابهم و كفروهم لدعواهم الإمامة و كفروا القائلين بإمامتهم و استحلوا دماءهم و أموالهم و زعموا أن الفرض عليهم من الله تعالى إقامة الصلاة و الخمس و صوم شهر رمضان و أنكروا الزكاة و الحج و سائر الفرائض و قالوا بإباحات المحارم و الفروج و الغلمان و اعتلوا في ذلك بقول الله عز و جل أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً و قالوا بالتناسخ و الأئمة عندهم واحدا واحدا إنما هم منتقلون من قرن إلى قرن و المواساة بينهم واجبة في كل ما ملكوه من مال أو خراج أو غير ذلك و كل ما أوصى به رجل في سبيل الله فهو لسميع بن محمد و أوصيائه من بعده و مذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة من الواقفة و هم أيضا قالوا بالحلال و زعموا أن كل من انتسب إلى محمد فهم بيوت و ظروف و أن محمدا هو رب من انتسب إليه و أنه لم يلد و لم يولد و أنه محتجب في هذه الحجب و زعمت هذه الفرقة و المخمسة و العلياوية و أصحاب أبي الخطاب أن كل من انتسب إلى أنه من آل محمد فهو مبطل في نسبه مفتر على الله كاذب و أنهم الذين قال الله تعالى فيهم إنهم يهود و نصارى في قوله وَ قالَتِ الْيَهُودُ وَ النَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ محمد في مذهب الخطابية و علي في مذهب العلياوية فهم ممن خلق هذين كاذبين فيما ادعوا من النسب إذ كان محمد عندهم و علي هو رب لا يلد و لا يولد الله جل و تعالى عما يصفون و عما يقولون علوا كبيرا و كان سبب قتل محمد بن بشير لعنه الله أنه كان معه شعبذة و مخاريق و كان يظهر للواقفة أنه ممن وقف على علي بن موسى و كان يقول في موسى بالربوبية و يدعي في نفسه أنه نبي و كانت عنده صورة قد عملها و أقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن موسى ع من ثياب حرير قد طلاها بالأدوية و عالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيها بصورة إنسان و كان يطويها فإذا أراد الشعبذة نفخ فيها فأقامها فكان يقول لأصحابه إن أبا الحسن عندي فإن أحببتم أن تروه و تعلموه و أنني نبي فهلموا أعرضه عليكم فكان يدخلهم البيت و الصورة مطوية معه فيقول لهم

 هل ترون في البيت مقيما أو ترون فيه غيركم و غيري فيقولون لا و ليس في البيت أحد فيقول فأخرجوا فيخرجون من البيت فيصير هو وراء الستر و يسبل الستر بينه و بينهم ثم يقدم تلك الصورة ثم يرفع الستر بينه و بينهم فينظرون إلى صورة قائمة و شخص كأنه شخص أبي الحسن ع لا ينكرون منه شيئا و يقف هو منه بالقرب فيريهم من طريق الشعبذة أنه يكلمه و يناجيه و يدنو منه كأنه يساره ثم يغمزهم أن يتنحوا فيتنحون و يسبل الستر بينه و بينهم فلا يرون شيئا و كانت معه أشياء عجيبة من صنوف الشعبذة ما لم يروا مثلها فهلكوا بها فكانت هذه حاله مدة حتى رفع خبره إلى بعض الخلفاء أحسبه هارون أو غيره ممن كان بعده من الخلفاء و أنه زنديق فأخذه و أراد ضرب عنقه فقال يا أمير المؤمنين استبقني فإني أتخذ لك شيئا ترغب الملوك فيها فأطلقه فكان أول ما اتخذ له الدوالي فإنه عمد إلى الدوالي فسواها و علقها و جعلها الزيبق بين تلك الألواح فكانت الدوالي تمتلي من الماء فتميل الألواح و ينقلب الزيبق من تلك الألواح فتتبع الدوالي لهذا فكانت تعمل من غير مستعمل لها و يصيب الماء في البستان فأعجبه ذلك مع أشياء عملها يضاهي الله بها في خلقه الجنة فقواه و جعل له مرتبة ثم إنه يوما من الأيام انكسر بعض تلك الألواح فخرج منها الزيبق فتعطلت فاستراب أمره و ظهر عليه التعطيل و الإباحات و قد كان أبو عبد الله و أبو الحسن ع يدعوان الله عليه و يسألانه أن يذيقه حر الحديد فأذاقه الله حر الحديد بعد أن عذب بأنواع العذاب قال أبو عمرو حدث بهذه الحكاية محمد بن عيسى العبيدي رواية له و بعضها عن يونس بن عبد الرحمن و كان هاشم بن أبي هاشم قد تعلم منه بعض تلك المخاريق فصار داعيه إليه من بعده

 توضيح قوله فهم بيوت و ظروف أي كل من انتسب إليه من الأئمة من صهره و أولاده فليس بينهم و بينه نسب بل هو رب لهم لكن حل فيهم فهم بمنزلة البيت و الظروف له قوله إذ كان محمد عندهم أي عند الخطابية و علي أي عند العلياوية و إسبال الستر إرخاؤه و إرساله. فإن قيل أ ليس ظهور المعجزة على يد الكاذب على أصول أهل العدل قبيحا و به يثبتون النبوة و الإمامة فكيف جرى على يد هذا الملعون هذه الأمور الغريبة أو ليس هذا إغراء على القبيح قلت نجيب عنه بوجهين الأول أن هذه لم تكن معجزة خارقة للعادة بل كانت شعبذة يكثر ظهورها من جهال الخلق و أدانيهم و من افتتن بهذا فإنما هو لتقصير في التأمل و التصفح أو لأغراض باطلة دعته إلى ذلك. و الثاني أن ظهور المعجزة إنما يقبح على يد الكاذب إذ ادعى أمرا ممكنا لا يحكم العقل باستحالته و هذا كان يدعي ألوهية بشر محدث مؤلف محتاج و هذا مما يحكم جميع العقول باستحالته فليس في هذا إغراء على القبيح بوجه

 77-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن قولويه عن سعد بن عبد الله القمي عن محمد بن عبد الله المسمعي عن علي بن حديد المدائني قال سمعت من يسأل أبا الحسن الأول ع فقال إني سمعت محمد بن بشير يقول إنك لست موسى بن جعفر الذي أنت إمامنا و حجتنا فيما بيننا و بين الله تعالى قال فقال لعنه الله ثلاثا أذاقه الله حر الحديد قتله الله أخبث ما يكون من قتلة فقلت له جعلت فداك إذا أنا سمعت ذلك منه أ و ليس حلال لي دمه مباح كما أبيح دم الساب لرسول الله ص و للإمام فقال نعم حل و الله حل و الله دمه و أباحه لك و لمن سمع ذلك منه قلت أ و ليس ذلك بساب لك فقال هذا ساب الله و ساب لرسول الله و ساب لآبائي و سابي و أي سب ليس يقصر عن هذا و لا يفوقه هذا القول فقلت أ رأيت إذا أنا لم أخف أني أغمز بذلك بريئا ثم لم أفعل و لم أقتله ما علي من الوزر فقال يكون عليك وزره أضعافا مضاعفة من غير أن ينقص من وزره شي‏ء أ ما علمت أن أفضل الشهداء درجة يوم القيامة من نصر الله و رسوله ص بظهر الغيب و رد عن الله و رسوله ص

 بيان قوله ع ليس يقصر عن هذا المراد بالقصور القصور في الركاكة و القبح قوله إني أغمز أي أصير سببا لتهمة بري‏ء أو ضرره قال في القاموس غمز بالرجل سعى به شرا و فيه مغمز أي مطعن أو مطمع و المغموز المتهم و في بعض النسخ بالراء المهملة أي يصير فعلي سببا لأن يشمل البلاء بريئا من قولهم غمره بالماء أي غطاه و في بعضها أعم من العموم بمعنى الشمول و هو قريب من الثاني

  -78  كش، ]رجال الكشي[ بالإسناد المتقدم عن سعد عن الطيالسي عن البطائني قال سمعت أبا الحسن ع يقول لعن الله محمد بن بشير و أذاقه الله حر الحديد إنه يكذب علي برئ الله منه و برئت إلى الله منه اللهم إني أبرأ إليك مما يدعي في ابن بشير اللهم أرحني منه ثم قال يا علي ما أحد اجترأ أن يتعمد علينا الكذب إلا أذاقه الله حر الحديد إن بنانا كذب على علي بن الحسين ع فأذاقه الله حر الحديد و إن المغيرة بن سعيد كذب على أبي جعفر ع فأذاقه الله حر الحديد و إن أبا الخطاب كذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد و إن محمد بن بشير لعنه الله يكذب علي برئت إلى الله منه اللهم إني أبرأ إليك مما يدعيه في محمد بن بشير اللهم أرحني منه اللهم إني أسألك أن تخلصني من هذا الرجس النجس محمد بن بشير فقد شارك الشيطان أباه في رحم أمه قال علي بن أبي حمزة فما رأيت أحدا قتل بأسوإ قتلة من محمد بن بشير لعنه الله

 79-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن محمد بن نصير قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى كتب إليه في قوم يتكلمون و يقرءون أحاديث و ينسبونها إليك و إلى آبائك فيها ما تشمئز منها القلوب و لا يجوز لنا ردها إذ كانوا يروونها عن آبائك و لا قبولها لما فيها و ينسبون الأرض إلى قوم يذكرون أنهم من مواليك و هو رجل يقال له علي بن حسكة و آخر يقال له القاسم اليقطيني و من أقاويلهم أنهم يقولون إن قول الله عز و جل إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ معناها رجل لا ركوع و لا سجود و كذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد درهم و لا إخراج مال و أشياء من الفرائض و السنن و المعاصي تأولوها و صيروها على الحد الذي ذكرت فإن رأيت أن تبين لنا و تمن علينا بما فيه السلامة لمواليك و نجاتهم من هذه الأقاويل التي تخرجهم إلى الهلاك فكتب ع ليس هذا ديننا فاعتزله

 بيان المكتوب إليه أبو محمد العسكري ع قوله و ينسبون الأرض أي خلقها أو تدبيرها أو حجيتها و لا يبعد أن يكون تصحيف الأخبار أو الأمر

 80-  كش، ]رجال الكشي[ وجدت بخط جبرئيل بن أحمد الفاريابي حدثني موسى بن جعفر بن وهب عن إبراهيم بن شيبة قال كتبت إليه جعلت فداك أن عندنا قوما يختلفون في معرفة فضلكم بأقاويل مختلفة تشمئز منها القلوب و تضيق لها الصدور و يروون في ذلك الأحاديث لا يجوز لنا الإقرار بها لما فيها من القول العظيم و لا يجوز ردها و لا الجحود لها إذ نسبت إلى آبائك فنحن وقوف عليها من ذلك لأنهم يقولون و يتأولون معنى قوله عز و جل إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ و قوله عز و جل وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ أن الصلاة معناها رجل لا ركوع و لا سجود و كذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم و لا إخراج مال و أشياء تشبهها من الفرائض و السنن و المعاصي تأولوها و صيروها على هذا الحد الذي ذكرت فإن رأيت أن تمن على مواليك بما فيه سلامتهم و نجاتهم من الأقاويل التي تصيرهم إلى العطب و الهلاك و الذين ادعوا هذه الأشياء ادعوا أنهم أولياء و دعوا إلى طاعتهم منهم علي بن حسكة و القاسم اليقطيني فما تقول في القبول منهم جميعا فكتب إليه ليس هذا ديننا فاعتزله قال نصر بن الصباح علي بن حسكة الجواز كان أستاد القاسم الشعراني اليقطيني من الغلاة الكبار ملعون

 81-  كش، ]رجال الكشي[ سعد عن سهل بن زياد الآدمي عن محمد بن عيسى قال كتب إلي أبو الحسن العسكري ع ابتداء منه لعن الله القاسم اليقطيني و لعن الله علي بن حسكة القمي إن شيطانا تراءى للقاسم فيوحي إليه زخرف القول غرورا

 82-  كش، ]رجال الكشي[ الحسين بن الحسن بن بندار القمي عن سهل بن زياد الآدمي قال كتب بعض أصحابنا إلى أبي الحسن العسكري ع جعلت فداك يا سيدي إن علي بن حسكة يدعي أنه من أوليائك و أنك أنت الأول القديم و أنه بابك و نبيك أمرته أن يدعو إلى ذلك و يزعم أن الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم كل ذلك معرفتك و معرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدعي من البابية و النبوة فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستعباد بالصوم و الصلاة و الحج و ذكر جميع شرائع الدين أن معنى ذلك كله ما ثبت لك و ما إليه ناس كثير فإن رأيت أن تمن على مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة قال فكتب ع كذب ابن حسكة عليه لعنة الله و بحسبك أني لا أعرفه في موالي ما له لعنه الله فو الله ما بعث الله محمدا و الأنبياء من قبله إلا بالحنيفية و الصلاة و الزكاة و الحج و الصيام و الولاية و ما دعا محمد ص إلا إلى الله وحده لا شريك له و كذلك نحن الأوصياء من ولده عبيد الله لا نشرك به شيئا إن أطعناه رحمنا و إن عصيناه عذبنا ما لنا على الله من حجة بل الحجة لله علينا و على جميع خلقه أبرأ إلى الله ممن يقول ذلك و أنتفي إلى الله من هذا القول فاهجروهم لعنهم الله و ألجئوهم إلى أضيق الطريق و إن وجدت من أحد منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخرة

 بيان الإلجاء إلى أضيق الطريق كناية عن إتمام الحجة عليهم أو تشهيرهم و تكذيبهم أو انتهاز الفرصة بهم لقتلهم و الشدخ كسر الشي‏ء الأجوف

 83-  كش، ]رجال الكشي[ قال نصر بن الصباح موسى السواق له أصحاب علياوية يقعون في السيد محمد رسول الله ص و علي بن الحسكة الجواز القمي كان أستاد القاسم الشعراني اليقطيني و ابن بابا و محمد بن موسى الشريعي كانا من تلامذة علي بن حسكة ملعونون لعنهم الله و ذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من الكذابين المشهورين علي بن حسكة و فارس بن حاتم القزويني

 أقول ثم روى الكشي روايات في لعن فارس و أن أبا الحسن العسكري ع أمر جنيدا بقتله فقتله و حرض على قتل جماعة أخرى من الغلاة كأبي السمهري و ابن أبي الزرقاء

 84-  كش، ]رجال الكشي[ ذكر أبو محمد الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من الكذابين المشهورين ابن بابا القمي

 قال سعد حدثني العبيدي قال كتب إلي العسكري ع ابتداء منه أبرأ إلى الله من الفهري و الحسن بن محمد بن بابا القمي فابرأ منهما فإني محذرك و جميع موالي و إني ألعنهما عليهما لعنة الله مستأكلين يأكلان بنا الناس فتانين مؤذيين آذاهما الله و أركسهما في الفتنة ركسا يزعم ابن بابا أني بعثته نبيا و أنه باب ويله لعنه الله سخر منه الشيطان فأغواه فلعن الله من قبل منه ذلك يا محمد إن قدرت أن تشدخ رأسه بحجر فافعل فإنه قد آذاني آذاه الله في الدنيا و الآخرة و قال أبو عمرو فقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير الفهري النميري و ذلك أنه ادعى أنه نبي رسول و أن علي بن محمد العسكري أرسله و كان يقول بالتناسخ و الغلو في أبي الحسن ع و يقول فيه بالربوبية و يقول بإباحة المحارم و يحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم و يقول إنه من الفاعل و المفعول به أحد الشهوات و الطيبات إن الله لم يحرم شيئا من ذلك و كان محمد بن موسى بن الحسن بن فرات يقوي أسبابه و يعضده و ذكر أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عيانا و غلام له على ظهره و أنه عاتبه على ذلك فقال إن هذا من اللذات و هو من التواضع لله و ترك التجبر و افترق الناس فيه بعده فرقا

 85-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن قولويه و الحسين بن الحسن بن بندار القمي عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن مهزيار و محمد بن عيسى بن عبيد عن علي بن مهزيار قال سمعت أبا جعفر ع يقول و قد ذكر عنده أبو الخطاب لعن الله أبا الخطاب و لعن أصحابه و لعن الشاكين في لعنه و لعن من وقف في ذلك و شك فيه ثم قال هذا أبو العمرو و جعفر بن واقد و هاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس فصاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطاب لعنه الله و لعنهم معه و لعن من قبل ذلك منهم يا علي لا تتحرجن من لعنهم لعنهم الله فإن الله قد لعنهم ثم قال قال رسول الله ص من يأجم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله

 بيان أجمه كضربه كرهه

 86-  كش، ]رجال الكشي[ الحسين بن الحسن القمي عن سعد عن العبيدي عن يونس قال قال أبو الحسن الرضا ع يا يونس أ ما ترى إلى محمد بن فرات و ما يكذب علي فقلت أبعده الله و أسحقه و أشقاه فقال قد فعل الله ذلك به أذاقه الله حر الحديد كما أذاق من كان قبله ممن كذب علينا يا يونس إنما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي و تأمرهم بلعنه و البراءة منه فإن الله بري‏ء منه

 87-  قال سعد و حدثني ابن العبيد عن أخيه جعفر بن عيسى و علي بن إسماعيل الميثمي عن أبي الحسن الرضا ع أنه قال آذاني محمد بن الفرات آذاه الله و أذاقه حر الحديد آذاني لعنه الله أذى ما آذى أبو الخطاب جعفر بن محمد ع بمثله و ما كذب علينا خطابي مثل ما كذب محمد بن الفرات و الله ما أحد يكذب إلينا إلا و يذيقه الله حر الحديد

 قال محمد بن عيسى فأخبراني و غيرهما أنه ما لبث محمد بن فرات إلا قليلا حتى قتله إبراهيم بن شكلة أخبث قتلة و كان محمد بن فرات يدعي أنه باب و أنه نبي و كان القاسم اليقطيني و علي بن حسكة القمي كذلك يدعيان لعنهما الله

 88-  كش، ]رجال الكشي[ قال نصر بن الصباح قال لي السجادة الحسن بن علي بن أبي عثمان يوما ما تقول في محمد بن أبي زينب و محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ص أيهما أفضل قال قلت له قل أنت فقال بل محمد بن أبي زينب أ لا ترى أن الله عز و جل عاتب في القرآن محمد بن عبد الله في مواضع و لم يعاتب محمد بن أبي زينب فقال لمحمد بن عبد الله وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ الآية و في غيرهما و لم يعاتب محمد بن أبي زينب بشي‏ء من أشباه ذلك قال أبو عمرو على السجادة لعنة الله و لعنة اللاعنين و لعنة الملائكة و الناس أجمعين فلقد كان من العليائية الذين يقعون في رسول الله ص و ليس لهم في الإسلام نصيب

 89-  ختص، ]الإختصاص[ في الدعاء اللهم لا تجعلنا من الذين تقدموا فمرقوا و لا من الذين تأخروا فمحقوا و اجعلنا من النمرقة الأوسط

 90-  كا، ]الكافي[ العدة عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن بعض أصحاب أبي عبد الله ع قال خرج إلينا أبو عبد الله ع و هو مغضب فقال إني خرجت آنفا في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي لبيك جعفر بن محمد لبيك فرجعت عودي على بدئي إلى منزلي خائفا ذعرا مما قال حتى سجدت في مسجدي لربي و عفرت له وجهي و ذللت له نفسي و برئت إليه مما هتف بي و لو أن عيسى ابن مريم عدا ما قال الله فيه إذا لصم صمما لا يسمع بعده أبدا و عمي عمي لا يبصر بعده أبدا و خرس خرسا لا يتكلم بعده أبدا ثم قال لعن الله أبا الخطاب و قتله بالحديد

 91-  كش، ]رجال الكشي[ أحمد بن علي السلولي عن ابن عيسى عن صفوان عن عنبسة بن مصعب قال قال لي أبو عبد الله ع أي شي‏ء سمعت من أبي الخطاب قال سمعته يقول إنك وضعت يدك على صدره و قلت له عه و لا تنس و أنك تعلم الغيب و أنك قلت له عيبة علمنا و موضع سرنا أمين على أحيائنا و أمواتنا قال لا و الله ما مس شي‏ء من جسدي جسده إلا يده و أما قوله إني قلت أعلم الغيب فو الله الذي لا إله إلا هو ما أعلم فلا آجرني الله في أمواتي و لا بارك لي في أحيائي إن كنت قلت له قال و قدامه جويرية سوداء تدرج قال لقد كان مني إلى أم هذه أو إلى هذه كخطة القلم فأتتني هذه فلو كنت أعلم الغيب ما كانت تأتيني و لقد قاسمت مع عبد الله بن الحسن حائطا بيني و بينه فأصابه السهل و الشرب و أصابني الجبل و أما قوله إني قلت هو عيبة علمنا و موضع سرنا أمين على أحيائنا و أمواتنا فلا آجرني الله في أمواتي و لا بارك لي في أحيائي إن كنت قلت له شيئا من هذا قط

 بيان قوله لا آجرني الله على بناء المجرد من باب نصر أو بناء الإفعال كما صرح بهما في النهاية و الأساس أي لا أعطاني في مصيبة أمواتي المثوبات التي وعدها أربابها فإنه من أعظم الخسران و الحرمان و لا بارك لي في أحيائي أي لم يعطني بركة فيمن هو حي من أتباعي و أولادي و عشيرتي و في بعض النسخ في حياتي و الأول أظهر. قوله ع كخطة القلم أي كان مني إلى أم هذه الجارية مسحة قليلة بقدر خط القلم بإرادة المقاربة فأتتني هذه الجارية فحال إتيانها بيني و بين ما أريد لو كنت أعلم الغيب لفعلت ذلك في مكان ما كانت تأتيني. و الراوي شك في أنه ع قال كان مني إلى أم هذه الجارية كخطة القلم فأتتني هذه أو قال إلى هذه الجارية كخطة القلم فأتتني أمها فلذا ردد في أول الكلام و أحال في آخر الكلام أحد الشقين على الظهور و اكتفى بذكر أحدهما. و يحتمل أن يكون المعنى كان بيني و بين أم هذه الجارية المسافة بقدر ما يخط بالقلم فلما قربت منها بهذا الحد أتتني و حالت بيني و بينها و التقريب كما مر و كون خطة القلم كناية عن المقاربة بعيد و يمكن أن يكون المراد كانت بيني و بينها مسافة قليلة بقدر ما يخط بالقلم و كنت أطلبها للتأديب أو غيره فلم أعرف مكانها حتى أتتني بنفسها. و في بعض النسخ لحظ القلم باللام و الحاء المهملة و الظاء المعجمة أي كان مني إليها أمر بأن تلحظ القلم الذي فات مني فأتتني به و في بعضها بخط القلم و في بعضها بخبط القلم أي الترديد في الكلام بسبب خط النساخ فيحتمل أن يكون فاتتني في الموضعين أي كان مني إليها شي‏ء من الضرب و التهديد للتأديب ففاتتني و لم أطلع على مكانها و على هذه النسخة أيضا يمكن تأويله بهذا المعنى أي فاتتني ثم أتتني بنفسها. و يؤيده ما رواه في الكافي أنه ع قال يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إلا الله لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي. و لا يخفى أن قوله هذه ثانيا يزيد تكلف بعض التوجيهات

 92-  كش، ]رجال الكشي[ ذكرت الطيارة الغالية في بعض كتبها عن المفضل أنه قال لقد قتل مع أبي إسماعيل يعني أبا الخطاب سبعون نبيا كلهم رأى و هلك نبيا فيه و إن المفضل قال دخلنا على أبي عبد الله ع و نحن اثنا عشر رجلا قال فجعل أبو عبد الله ع يسلم على رجل رجل منا و يسمي كل رجل منا باسم نبي و قال لبعضنا السلام عليك يا نوح و قال لبعضنا السلام عليك يا إبراهيم و كان آخر من سلم عليه قال السلام عليك يا يونس ثم قال لا تخاير بين الأنبياء

  تبيين قولهم كلهم رأى النسخ هنا مختلفة ففي بعضها قد رأى و هلك نبيا فيه أي كلهم رأى الله و هلك مع النبوة في سبيل الله أو في إعانة أبي الخطاب و في بعضها و هلك و يشافهه و هو أظهر و في بعضها و هلل و يشافهه أي قال لا إله إلا الله و هو يشافه الله تَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً و على التقادير يحتمل إرجاع الضمائر إلى الصادق ع بناء على قولهم بألوهيته. و صحح السيد الداماد هكذا و هلل بنباوته ثم قال قال علامة الزمخشري في الفائق النباوة و النبوة الارتفاع و الشرف و كلهم كلا إفراديا بالرفع على الابتداء أي كل واحد منهم رأى و هلل على صيغة المعلوم أي رأى معبوده بالمنظر الأعلى من الكبرياء و الربوبية و نفسه في الدرجة الرفيعة من النباوة و النبوة و جرى على لسانه كلمة التهليل تدهشا و تحيرا و استعظاما و تعجبا أو على صيغة المجهول أي إذا رأى قيل لا إله إلا الله تعجبا من نباوته و استعظاما إذ كل من يرى شيئا عظيما يتعجب منه و يقول لا إله إلا الله.

 قال ابن الأثير في النهاية و في جامع الأصول، في حديث عمران بن الحصين قال قال رسول الله ص النظر إلى وجه علي عبادة

قيل معناه أن عليا ع كان إذا برز قال الناس لا إله إلا الله ما أشرف هذا الفتى لا إله إلا الله ما أكرم هذا الفتى أي أتقى لا إله إلا الله ما أشجع هذا الفتى فكان رؤيته تحملهم على كلمة التوحيد. قوله لا تخاير أي لا تفاضل و لعلهم لعنهم الله إنما وضعوا هذه التتمة لئلا يتفضل بعضهم على بعض

 93-  كش، ]رجال الكشي[ طاهر بن عيسى عن جعفر بن محمد عن الشجاعي عن الحمادي رفعه إلى أبي عبد الله ع أنه سئل عن التناسخ قال فمن نسخ الأول

  بيان قال السيد الداماد قدس الله روحه إشارة إلى برهان إبطال التناسخ على القوانين الحكمية و الأصول البرهانية تقريره أن القول بالتناسخ إنما يستتب لو قيل بأزلية النفس المدبرة للأجساد المختلفة المتعاقبة على التناقل و التناسخ و بلا تناهي تلك الأجساد المتناسخة بالعدد من جهة الأزل كما هو المشهور من مذهب الذاهبين إليه و البراهين الناهضة على استحالة اللانهاية العددية بالفعل مع تحقق الترتب و الاجتماع في الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع المعبر عنه بوعاء الزمان أعني الدهر و إن لم يتصحح الترتب التعاقبي بحسب ظرف السيلان و التدريج و الفوت و اللحوق أعني الزمان. و قد استبان ذلك في الأفق المبين و الصراط المستقيم و تقويم الإيمان و قبسات حق اليقين و غيرها من كتبنا و صحفنا فإذن لا محيص لسلسلة الأجساد المترتبة من مبدإ معين هو الجسد الأول في جهة الأزل يستحق باستعداده المزاجي أن يتعلق به نفس مجردة تعلق التدبير و التصرف فيكون ذلك مناط حدوث فيضانها عن جود المفيض الفياض الحق جل سلطانه. و إذا انكشف ذلك فقد انصرح أن كل جسد هيولاني بخصوصية مزاجه الجسماني و استحقاقه الاستعدادي يكون مستحقا لجوهر مجرد بخصوصه يدبره و يتعلق به و يتصرف فيه و يتسلط عليه فليتثبت انتهى و قد مر بعض القول فيه في كتاب التوحيد

 94-  كش، ]رجال الكشي[ محمد بن مسعود عن علي بن محمد بن يزيد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي نصر عن علي بن عقبة عن أبيه قال دخلت على أبي عبد الله ع فسلمت و جلست فقال لي و كان في مجلسك هذا أبو الخطاب و معه سبعون رجلا كله إليهم يتألم منهم شيئا فرحمتهم فقلت لهم أ لا أخبركم بفضائل المسلم فلا أحسب أصغرهم إلا قال بلى جعلت فداك قلت من فضائل المسلم أن يقال له فلان قارئ لكتاب الله عز و جل و فلان ذو حظ من ورع و فلان يجتهد في عبادته لربه فهذه فضائل المسلم ما لكم و للرئاسات إنما المسلمون رأس واحد إياكم و الرجال فإن الرجال للرجال مهلكة فإني سمعت أبي ع يقول إن شيطانا يقال له المذهب يأتي في كل صورة إلا أنه لا يأتي في صورة نبي و لا وصي نبي و لا أحسبه إلا و قد تراءى لصاحبكم فاحذروه فبلغني أنهم قتلوا معه فأبعدهم الله و أسحقهم إنه لا يهلك على الله إلا هالك

 بيان قوله ع كلهم إليه يتألم كذا في أكثر النسخ على صيغة التفعل من الألم و في بعض النسخ ينالهم و الظاهر أن فيه سقطا و تحريفا و قال السيد الداماد رحمه الله أي كلهم مسلمون إليه ينالهم منهم شي‏ء بالنون من النيل أي يصيبهم من تلقاء أنفسهم مصيبة و في نسخة يثالم بالمثلثة على المفاعلة من الثلمة و منهم للتعدية أو بمعنى فيهم أو من زائدة للدعاء و المعنى يثالمهم شي‏ء و يوقع فيهم ثلمة قوله فلا أحسب أصغرهم أي لم أظن أحدا أنه أصغرهم إلا أجاب بهذا الجواب و في بعض النسخ فلا أحسب إلا أصغرهم. قال قوله ع إنما المسلمون رأس واحد أي جميعهم في حكم رأس واحد فلا ينبغي لهم إلا رئيس واحد و يمكن أن يقدر المضاف أي ذو رأس واحد و في بعض النسخ إنما للمسلمين رأس واحد أي إنما لهم جميعا رئيس واحد و مطاع واحد. قوله ع لا يهلك أي لا يرد على الله هالكا إلا من هو هالك بحسب شقاوته و سوء طينته و في الصحيفة فالهالك منا من هلك عليه و قد بسطنا القول فيه في الفرائد الطريفة

 فصل في بيان التفويض و معانيه

 1-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ماجيلويه عن علي عن أبيه عن ياسر الخادم قال قلت للرضا ع ما تقول في التفويض فقال إن الله تبارك و تعالى فوض إلى نبيه ص أمر دينه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فأما الخلق و الرزق فلا ثم قال ع إن الله عز و جل خالق كل شي‏ء و هو يقول عز و جل الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ

 2-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ محمد بن علي بن بشار عن المظفر بن أحمد عن العباس بن محمد بن القاسم عن الحسن بن سهل عن محمد بن حامد عن أبي هاشم الجعفري قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن الغلاة و المفوضة فقال الغلاة كفار و المفوضة مشركون من جالسهم أو خالطهم أو واكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج إليهم أو أمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم و أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز و جل و ولاية رسول الله ص و ولايتنا أهل البيت

 3-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن يزيد بن عمير بن معاوية الشامي قال دخلت على علي بن موسى الرضا ع بمرو فقلت له يا ابن رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد ع أنه قال لا جبر و لا تفويض أمر بين أمرين فما معناه فقال من زعم أن الله عز و جل يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر و من زعم أن الله عز و جل فوض أمر الخلق و الرزق إلى حججه ع فقد قال بالتفويض و القائل بالجبر كافر و القائل بالتفويض مشرك الخبر

 4-  ج، ]الإحتجاج[ أبو الحسن علي بن أحمد الدلال القمي قال اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عز و جل فوض إلى الأئمة ع أن يخلقوا و يرزقوا فقال قوم هذا محال لا يجوز على الله عز و جل لأن الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عز و جل و قال آخرون بل الله عز و جل أقدر الأئمة على ذلك و فوض إليهم فخلقوا و رزقوا و تنازعوا في ذلك تنازعا شديدا فقال قائل ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان فتسألونه عن ذلك ليوضح لكم الحق فيه فإنه الطريق إلى صاحب الأمر فرضيت الجماعة بأبي جعفر و سلمت و أجابت إلى قوله فكتبوا المسألة و أنفذوها إليه فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته إن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام و قسم الأرزاق لأنه ليس بجسم و لا حال في جسم لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فأما الأئمة ع فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق و يسأله فيرزق إيجابا لمسألتهم و إعظاما لحقهم

 5-  ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي بن عبد الله عن عبيس بن هشام عن عبد الصمد بن بشير عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله ع قال سأله رجل عن الإمام فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان فقال نعم و ذلك أنه سأله رجل عن مسألة فأجاب فيها و سأله رجل آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول ثم سأله آخر عنها فأجابه بغير جواب الأولين ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب هكذا في قراءة علي ع قال قلت أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام قال سبحان الله أ ما تسمع قول الله تعالى في كتابه إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ و هم الأئمة وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ لا يخرج منها أبدا ثم قال نعم إن الإمام إذا نظر إلى رجل عرفه و عرف لونه و إن سمع كلامه من خلف حائط عرفه و عرف ما هو لأن الله يقول وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ فهم العلماء و ليس يسمع شيئا من الألسن إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به

 كا، ]الكافي[ أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس عن عبد الله بن سليمان عنه ع مثله بيان قوله و ذلك أنه كلام الراوي و تقديره ذلك السؤال لأنه سأله و كونه كلامه ع و إرجاع الضمير إلى سليمان بعيد جدا أو أعط هذه القراءة غير مذكورة في الشواذ و كأنه عليها المن بمعنى القطع أو النقص و عرف لونه أي عرف أن لونه أي لون و يدل على أي شي‏ء من الصفات و الأخلاق. أو المراد باللون النوع و على تأويله المراد بقوله إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ إن في الألسن و الألوان المختلفة لآيات و علامات للعلماء الذين هم العالمون حقيقة و هم الأئمة ع يستدلون بها على إيمان الخلق و نفاقهم و سائر صفاتهم و هذا من غرائب علومهم و شئونهم صلوات الله عليهم

 6-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي جعفر ع قال إن الله خلق محمدا عبدا فأدبه حتى إذا بلغ أربعين سنة أوحى إليه و فوض إليه الأشياء فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا

  -7  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر و أبا عبد الله ع يقولان إن الله فوض إلى نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا

 بيان قوله كيف طاعتهم أي للرسول ص أو لله تعالى أو الأعم منهما

 8-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال وضع رسول الله ص دية العين و دية النفس و دية الأنف و حرم النبيذ و كل مسكر فقال له رجل فوضع هذا رسول الله ص من غير أن يكون جاء فيه شي‏ء قال نعم ليعلم من يطع الرسول و يعصيه

 9-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن أحمد بن الحسن بن زياد عن محمد بن الحسن الميثمي عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الله أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا

 ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الجبار عن ابن أبان عن أحمد بن الحسن مثله

 10-  ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن علي بن صامت عن أديم بن الحر قال أديم سأله موسى بن أشيم يعني أبا عبد الله ع عن آية من كتاب الله فخبره بها فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما أخبره قال ابن أشيم فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كنت كاد قلبي يشرح بالسكاكين و قلت تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الحرف الواحد الواو و شبهها و جئت إلى من يخطئ هذا الخطاء كله فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك بعينها فأخبره بخلاف ما أخبرني و الذي سأله بعدي فتجلى عني و علمت أن ذلك تعمد منه فحدثت نفسي بشي‏ء فالتفت إلي أبو عبد الله ع فقال يا ابن أشيم لا تفعل كذا و كذا فحدثني عن الأمر الذي حدثت به نفسي ثم قال يا ابن أشيم إن الله فوض إلى سليمان بن داود ع فقال هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ و فوض إلى نبيه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فما فوض إلى نبيه فقد فوض إلينا يا ابن أشيم فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً أ تدري ما الحرج قلت لا فقال بيده و ضم أصابعه الشي‏ء المصمت الذي لا يخرج منه شي‏ء و لا يدخل فيه شي‏ء

 ختص، ]الإختصاص[ اليقطيني عن النضر مثله ير، ]بصائر الدرجات[ ابن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن أبي بكر عن موسى بن أشيم مثله ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن موسى بن أشيم مثله

  -11  ير، ]بصائر الدرجات[ في نوادر محمد بن سنان قال قال أبو عبد الله ع لا و الله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى الرسول و إلى الأئمة ع فقال إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ و هي جارية في الأوصياء

 ختص، ]الإختصاص[ ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عبد الله بن سنان عنه ع مثله بيان ذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد بقوله تعالى بِما أَراكَ اللَّهُ بما عرفك الله و أوحى به إليك و منهم من زعم أنه يدل على جواز الاجتهاد عليه ع و لا يخفى ضعفه و ظاهر الخبر أنه ع فسر الإراءة بالإلهام و ما يلقي الله في قلوبهم من الأحكام لتدل على التفويض ببعض معانيه كما سيأتي

 12-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن بعض أصحابنا عن ابن عميرة عن الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول من أحللنا له شيئا أصابه من أعمال الظالمين فهو له حلال لأن الأئمة منا مفوض إليهم فما أحلوا فهو حلال و ما حرموا فهو حرام

 ختص، ]الإختصاص[ الطيالسي عن ابن عميرة مثله

 13-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الله أدب نبيه على محبته فقال إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ثم فوض إليه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و قال مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ قال ثم قال و إن نبي الله فوض إلى علي و ائتمنه فسلمتم و جحد الناس و الله لحسبكم أن تقولوا إذا قلنا و تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين الله فما جعل الله لأحد من خير في خلاف أمرنا

 ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن ابن أبي نجران و ابن فضال عن عاصم عن أبي إسحاق مثله إلى قوله و ائتمنه ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى عن ابن أبي نجران عن ابن حميد عن أبي إسحاق النحوي مثله و زاد في آخره فإن أمرنا أمر الله عز و جل

بيان قوله ع على محبته أي على ما أحب و أراد من التأديب أو حال عن الفاعل أي حال كونه تعالى ثابتا على محبته أو عن المفعول أي حال كونه ص ثابتا على محبته تعالى و يحتمل أن يكون على تعليلية أي لحبه تعالى له أو لحبه له تعالى أو علمه بما يوجب حبه لله تعالى أو حبه تعالى له و الأول أظهر الوجوه

 14-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زكريا الزجاجي قال سمعت أبا جعفر ع يذكر أن عليا ع كان فيما ولي بمنزلة سليمان بن داود قال الله تعالى فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ

 كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن الحجال مثله

  -15  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن رفيد مولى ابن هبيرة قال قال أبو عبد الله ع إذا رأيت القائم أعطى رجلا مائة ألف و أعطى آخر درهما فلا يكبر في صدرك فإن الأمر مفوض إليه

 16-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ جعفر الفزاري عن محمد بن جعفر بن عبد الله عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال وجه قوم من المفوضة و المقصرة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد ع قال كامل فقلت في نفسي أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي و قال بمقالتي قال فلما دخلت على سيدي أبي محمد ع نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه فقلت في نفسي ولي الله و حجته يلبس الناعم من الثياب و يأمرنا نحن بمواساة الإخوان و ينهانا عن لبس مثله فقال متبسما يا كامل و حسر ذراعيه فإذا مسح أسود خشن على جلده فقال هذا لله و هذا لكم فسلمت و جلست إلى باب عليه ستر مرخى فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها فقال لي يا كامل بن إبراهيم فاقشعررت من ذلك و ألهمت أن قلت لبيك يا سيدي فقال جئت إلى ولي الله و حجته و بابه تسأله هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك و قال بمقالتك فقلت إي و الله قال إذن و الله يقل داخلها و الله إنه ليدخلها قوم يقال لهم الحقية قلت يا سيدي و من هم قال قوم من حبهم لعلي ع يحلفون بحقه و لا يدرون ما حقه و فضله ثم سكت صلوات الله عليه عني ساعة ثم قال و جئت تسأله عن مقالة المفوضة كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله فإذا شاء شئنا و الله يقول وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ ثم رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه فنظر إلي أبو محمد ع متبسما فقال يا كامل ما جلوسك قد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي فقمت و خرجت و لم أعاينه بعد ذلك قال أبو نعيم فلقيت كاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به

 غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ أحمد بن علي الرازي عن محمد بن علي عن علي بن عبد الله عن الحسن بن وجنا عن أبي نعيم مثله

 17-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر الجعفي قال قرأت عند أبي جعفر ع قول الله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ قال بلى و الله إن له من الأمر شيئا و شيئا و شيئا و ليس حيث ذهبت و لكني أخبرك أن الله تبارك و تعالى لما أمر نبيه ص أن يظهر ولاية علي ع فكر في عداوة قومه له و معرفته بهم و ذلك للذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله كان أول من آمن برسول الله ص و بمن أرسله و كان أنصر الناس لله و لرسوله و أقتلهم لعدوهما و أشدهم بغضا لمن خالفهما و فضل علمه الذي لم يساوه أحد و مناقبه التي لا تحصى شرفا فلما فكر النبي ص في عداوة قومه له في هذه الخصال و حسدهم له عليها ضاق عن ذلك فأخبر الله أنه ليس له من هذا الأمر شي‏ء إنما الأمر فيه إلى الله أن يصير عليا وصيه و ولي الأمر بعده فهذا عنى الله و كيف لا يكون له من الأمر شي‏ء و قد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال و ما حرم فهو حرام قوله ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا

 18-  شي، ]تفسير العياشي[ عن جابر قال قلت لأبي جعفر ع قوله لنبيه ص لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ فسره لي قال فقال أبو جعفر ع لشي‏ء قاله الله و لشي‏ء أراده الله يا جابر إن رسول الله ص كان حريصا على أن يكون علي ع من بعده على الناس و كان عند الله خلاف ما أراد رسول الله ص قال قلت فما معنى ذلك قال نعم عنى بذلك قول الله لرسوله ص لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ يا محمد في علي الأمر في علي و في غيره أ لم أتل عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي إليك الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ إلى قوله وَ لَيَعْلَمَنَّ قال فوض رسول الله ص الأمر إليه

 بيان قوله ع لشي‏ء قاله الله أي إنما قال ليس لك من الأمر شي‏ء في أمر قاله الله و أراده ليس للنبي ص أن يغيره ثم بين أن الآية نزلت في إمامة علي ع حيث أرادها الله تعالى إرادة حتم و لما خاف النبي ص مخالفة الأمة أخر تبليغ ذلك أنزل الله عليه هذه الآية و يدل عليه الخبر السابق و إن كان بعيدا عن سياق هذا الخبر فإن ظاهره أنه ص أراد أن لا يغلب على علي ع بعده أحد و يتمكن من الخلافة و كان في علم الله تعالى و مصلحته أن يفتن الأمة به و يدعهم إلى اختيارهم ليتميز المؤمن من المنافق فأنزل الله تعالى عليه ليس لك من أمر علي ع شي‏ء فإني أعلم بالمصلحة و لا تنافي بينهما. و يمكن حمل كل خبر على ظاهره و حاصلهما أن المراد نفي اختيار النبي ص فيما حتم الله و أوحى إليه فلا ينافي تفويض الأمر إليه في بعض الأشياء

  -19  شي، ]تفسير العياشي[ عن الجرمي عن أبي جعفر ع أنه قرأ ليس لك من الأمر شي‏ء أن تتوب عليهم أو تعذبهم فإنهم ظالمون

 بيان ظاهره أن الآية هكذا نزلت و يحتمل أن يكون الغرض بيان المقصود منها و على الوجهين المعنى أنه تعالى أوحى إليه أن ليس لك في قبول توبتهم و عذابهم اختيار فإنهما منوطان بمشية الله تعالى و مصلحته فلا ينافي اختياره في سائر الأمور

 20-  كشف، ]كشف الغمة[ من مناقب الخوارزمي عن جابر قال قال رسول الله ص إن الله لما خلق السماوات و الأرض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي و ولاية علي بن أبي طالب فقبلتاهما ثم خلق الخلق و فوض إلينا أمر الدين فالسعيد من سعد بنا و الشقي من شقي بنا نحن المحلون لحلاله و المحرمون لحرامه

 21-  من كتاب رياض الجنان، لفضل الله بن محمود الفارسي بالإسناد عن محمد بن سنان قال كنت عند أبي جعفر ع فذكرت اختلاف الشيعة فقال إن الله لم يزل فردا متفردا في الوحدانية ثم خلق محمدا و عليا و فاطمة ع فمكثوا ألف دهر ثم خلق الأشياء و أشهدهم خلقها و أجرى عليها طاعتهم و جعل فيهم ما شاء و فوض أمر الأشياء إليهم في الحكم و التصرف و الإرشاد و الأمر و النهي في الخلق لأنهم الولاة فلهم الأمر و الولاية و الهداية فهم أبوابه و نوابه و حجابه يحللون ما شاء و يحرمون ما شاء و لا يفعلون إلا ما شاء عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ فهذه الديانة التي من تقدمها غرق في بحر الإفراط و من نقصهم عن هذه المراتب التي رتبهم الله فيها زهق في بر التفريط و لم يوف آل محمد حقهم فيما يجب على المؤمن من معرفتهم ثم قال خذها يا محمد فإنها من مخزون العلم و مكنونه

 22-  ختص، ]الإختصاص[ الطيالسي و ابن أبي الخطاب عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال تلوت على أبي جعفر ع هذه الآية من قول الله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ فقال إن رسول الله ص حرص أن يكون علي ولي الأمر من بعده فذلك الذي عنى الله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ و كيف لا يكون له من الأمر شي‏ء و قد فوض الله إليه فقال ما أحل النبي ص فهو حلال و ما حرم النبي ص فهو حرام

 23-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قلت له كيف كان يصنع أمير المؤمنين ع بشارب الخمر قال كان يحده قلت فإن عاد قال كان يحده قلت فإن عاد قال يحده ثلاث مرات فإن عاد كان يقتله قلت كيف كان يصنع بشارب المسكر قال مثل ذلك قلت فمن شرب الخمر كمن شرب المسكر قال سواء فاستعظمت ذلك فقال لا تستعظم ذلك إن الله لما أدب نبيه ص ائتدب ففوض إليه و إن الله حرم مكة و إن رسول الله ص حرم المدينة فأجاز الله له ذلك و إن الله حرم الخمر و إن رسول الله ص حرم المسكر فأجاز الله ذلك كله له و إن الله فرض فرائض من الصلب و إن رسول الله ص أطعم الجد فأجاز الله ذلك له ثم قال حرف و ما حرف مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ

 24-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان قال كنت عند أبي جعفر الثاني ع فأجريت اختلاف الشيعة فقال يا محمد إن الله تبارك و تعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا و عليا و فاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها و أجرى طاعتهم عليها و فوض أمورها إليهم فهم يحلون ما يشاءون و يحرمون ما يشاءون و لن يشاءوا إلا أن يشاء الله تبارك و تعالى ثم قال يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق و من تخلف عنها محق و من لزمها لحق خذها إليك يا محمد

 تبيين اختلاف الشيعة أي في معرفة الأئمة ع و أحوالهم و صفاتهم أو في اعتقادهم بعدد الأئمة فإن الواقفية و الفطحية و الناووسية و بعض الزيدية أيضا من الشيعة و المحق منهم الإمامية و الأول أنسب بالجواب. متفردا بوحدانيته أي بكونه واحدا لا شي‏ء معه فهو مبالغة في التفرد أو الباء للملابسة أو السببية أي كان متفردا بالقدم بسبب أنه الواحد من جميع الجهات و لا يكون كذلك إلا الواجب بالذات فلا بد من قدمه و حدوث ما سواه و الدهر الزمان الطويل و يطلق على ألف سنة. فأشهدهم خلقها أي خلقها بحضرتهم و بعلمهم و هم كانوا مطلعين على أطوار الخلق و أسراره فلذا صاروا مستحقين للإمامة لعلمهم الكامل بالشرائع و الأحكام و علل الخلق و أسرار الغيوب و أئمة الإمامية كلهم موصوفون بتلك الصفات دون سائر الفرق فبه يبطل مذهبهم فيستقيم الجواب على الوجه الثاني أيضا. و لا ينافي هذا قوله تعالى ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ بل يؤيده فإن الضمير في ما أَشْهَدْتُهُمْ راجع إلى الشيطان و ذريته أو إلى المشركين بدليل قوله تعالى سابقا أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي و قوله بعد ذلك وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً فلا ينافي إشهاد الهادين للخلق. قال الطبرسي رحمه الله قيل معنى الآية أنكم اتبعتم الشياطين كما يتبع من يكون عنده علم لا ينال إلا من جهته و أنا ما أطلعتهم على خلق السماوات و الأرض و لا على خلق أنفسهم و لم أعطهم العلم بأنه كيف يخلق الأشياء فمن أين يتبعونهم انتهى. و أجرى طاعتهم عليها أي أوجب و ألزم على جميع الأشياء طاعتهم حتى الجمادات من السماويات و الأرضيات كشق القمر و إقبال الشجر و تسبيح الحصى و أمثالها مما لا يحصى و فوض أمورها إليهم من التحليل و التحريم و العطاء و المنع و إن كان ظاهرها تفويض تدبيرها إليهم فهم يحلون ما يشاءون ظاهره تفويض الأحكام كما سيأتي تحقيقه. و قيل ما شاءوا هو ما علموا أن الله أحله كقوله تعالى يَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ مع أنه لا يفعل إلا الأصلح كما قال و لن يشاءوا إلى آخره و الديانة الاعتقاد المتعلق بأصول الدين من تقدمها أي تجاوزها بالغلو مرق أي خرج من الإسلام و من تخلف عنها أي قصر و لم يعتقدها محق على المعلوم أي أبطل دينه أو على المجهول أي بطل و من لزمها و اعتقد بها لحق أي بالأئمة أو أدرك الحق خذها إليك أي احفظ هذه الديانة لنفسك

 25-  عد، ]العقائد[ اعتقادنا في الغلاة و المفوضة أنهم كفار بالله جل جلاله و أنهم شر من اليهود و النصارى و المجوس و القدرية و الحرورية و من جميع أهل البدع و الأهواء المضلة و أنه ما صغر الله جل جلاله تصغيرهم شي‏ء و قال جل جلاله ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَ لا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِيِّينَ أَرْباباً أَ يَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ و قال الله عز و جل لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ و اعتقادنا في النبي و الأئمة ع أن بعضهم قتلوا بالسيف و بعضهم بالسم و أن ذلك جرى عليهم على الحقيقة و أنه ما شبه أمرهم لا كما يزعمه من يتجاوز الحد فيهم من الناس بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة و الصحة لا على الخيال و الحيلولة و لا على الشك و الشبهة فمن زعم أنهم شبهوا أو أحد منهم فليس من ديننا في شي‏ء و نحن منه براء و قد أخبر النبي ص و الأئمة ع أنهم يقتلون فمن قال إنهم لم يقتلوا فقد كذبهم و من كذبهم فقد كذب الله عز و جل و كفر به و خرج به عن الإسلام وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ

 و كان الرضا ع يقول في دعائه اللهم إني بري‏ء من الحول و القوة و لا حول و لا قوة إلا بك اللهم إني أعوذ بك و أبرأ إليك من الذين ادعوا لنا ما ليس لنا بحق اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا اللهم لك الخلق و منك الرزق و إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اللهم أنت خالقنا و خالق آبائنا الأولين و آبائنا الآخرين اللهم لا تليق الربوبية إلا بك و لا تصلح الإلهية إلا لك فالعن النصارى الذين صغروا عظمتك و العن المضاهئين لقولهم من بريتك اللهم إنا عبيدك و أبناء عبيدك لا نملك لأنفسنا نفعا و لا ضرا و لا موتا و حياة و لا نشورا اللهم من زعم أنا أرباب فنحن منه براء و من زعم أن إلينا الخلق و علينا الرزق فنحن براء منه كبراءة عيسى ابن مريم ع من النصارى اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون فلا تؤاخذنا بما يقولون و اغفر لنا ما يدعون و لا تدع على الأرض منهم ديارا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً

 و روي عن زرارة أنه قال قلت للصادق ع إن رجلا من ولد عبد الله بن سبإ يقول بالتفويض فقال و ما التفويض قلت إن الله تبارك و تعالى خلق محمدا و عليا صلوات الله عليهما ففوض إليهما فخلقا و رزقا و أماتا و أحييا فقال ع كذب عدو الله إذا انصرفت إليه فاتل عليه هذه الآية التي في سورة الرعد أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ فانصرفت إلى الرجل فأخبرته فكأني ألقمته حجرا أو قال فكأنما خرس و قد فوض الله عز و جل إلى نبيه ص أمر دينه فقال عز و جل وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و قد فوض ذلك إلى الأئمة ع و علامة المفوضة و الغلاة و أصنافهم نسبتهم مشايخ قم و علمائهم إلى القول بالتقصير و علامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلي بالعبادة مع تركهم الصلاة و جميع الفرائض و دعوى المعرفة بأسماء الله العظمى و دعوى انطباع الحق لهم و أن الولي إذا خلص و عرف مذهبهم فهو عندهم أفضل من الأنبياء ع و من علامتهم دعوى علم الكيمياء و لم يعلموا منه إلا الدغل و تنفيق الشبه و الرصاص على المسلمين

أقول قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرح هذا الكلام الغلو في اللغة هو تجاوز الحد و الخروج عن القصد قال الله تعالى يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ الآية فنهى عن تجاوز الحد في المسيح و حذر من الخروج عن القصد في القول و جعل ما ادعته النصارى غلوا لتعدية الحد على ما بيناه و الغلاة من المتظاهرين بالإسلام هم الذين نسبوا أمير المؤمنين و الأئمة من ذريته ع إلى الإلهية و النبوة و وصفوهم من الفضل في الدين و الدنيا إلى ما تجاوزوا فيه الحد و خرجوا عن القصد و هم ضلال كفار حكم فيهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالقتل و التحريق بالنار و قضت الأئمة ع عليهم بالإكفار و الخروج عن الإسلام. و المفوضة صنف من الغلاة و قولهم الذي فارقوا به من سواهم من الغلاة اعترافهم بحدوث الأئمة و خلقهم و نفي القدم عنهم و إضافة الخلق و الرزق مع ذلك إليهم و دعواهم أن الله تعالى تفرد بخلقهم خاصة و أنه فوض إليهم خلق العالم بما فيه و جميع الأفعال. و الحلاجية ضرب من أصحاب التصوف و هم أصحاب الإباحة و القول بالحلول و كان الحلاج يتخصص بإظهار التشيع و إن كان ظاهر أمره التصوف و هم قوم ملحدة و زنادقة يموهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم و يدعون للحلاج الأباطيل و يجرون في ذلك مجرى المجوس في دعواهم لزردشت المعجزات و مجرى النصارى في دعواهم لرهبانهم الآيات و البينات و المجوس و النصارى أقرب إلى العمل بالعبادات منهم و هم أبعد من الشرائع و العمل بها من النصارى و المجوس. و أما نصه رحمه الله بالغلو على من نسب مشايخ القميين و علمائهم إلى التقصير فليس نسبة هؤلاء القوم إلى التقصير علامة على غلو الناس إذ في جملة المشار إليهم بالشيخوخية و العلم من كان مقصرا و إنما يجب الحكم بالغلو على من نسب المحقين إلى التقصير سواء كانوا من أهل قم أو غيرها من البلاد و سائر الناس. و قد سمعنا حكاية ظاهرة عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله لم نجد لها دافعا في التقصير و هي ما حكي عنه أنه قال أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي ص و الإمام ع فإن صحت هذه الحكاية عنه فهو مقصر مع أنه من علماء القميين و مشيختهم. و قد وجدنا جماعة وردت إلينا من قم يقصرون تقصيرا ظاهرا في الدين ينزلون الأئمة ع عن مراتبهم و يزعمون أنهم كانوا لا يعرفون كثيرا من الأحكام الدينية حتى ينكت في قلوبهم و رأينا من يقول إنهم كانوا يلجئون في حكم الشريعة إلى الرأي و الظنون و يدعون مع ذلك أنهم من العلماء و هذا هو التقصير الذي لا شبهة فيه. و يكفي في علامة الغلو نفي القائل به عن الأئمة ع سمات الحدوث و حكمه لهم بالإلهية و القدم إذ قالوا بما يقتضي ذلك من خلق أعيان الأجسام و اختراع الجواهر و ما ليس بمقدور العباد من الأعراض و لا نحتاج مع ذلك إلى الحكم عليهم و تحقيق أمرهم بما جعله أبو جعفر رحمه الله تتمة في الغلو على كل حال.

فذلكة

اعلم أن الغلو في النبي و الأئمة ع إنما يكون بالقول بألوهيتهم أو بكونهم شركاء الله تعالى في المعبودية أو في الخلق و الرزق أو أن الله تعالى حل فيهم أو اتحد بهم أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى أو بالقول في الأئمة ع إنهم كانوا أنبياء أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض أو القول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات و لا تكليف معها بترك المعاصي. و القول بكل منها إلحاد و كفر و خروج عن الدين كما دلت عليه الأدلة العقلية و الآيات و الأخبار السالفة و غيرها و قد عرفت أن الأئمة ع تبرءوا منهم و حكموا بكفرهم و أمروا بقتلهم و إن قرع سمعك شي‏ء من الأخبار الموهمة لشي‏ء من ذلك فهي إما مؤولة أو هي من مفتريات الغلاة. و لكن أفرط بعض المتكلمين و المحدثين في الغلو لقصورهم عن معرفة الأئمة ع و عجزهم عن إدراك غرائب أحوالهم و عجائب شئونهم فقدحوا في كثير من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتى قال بعضهم من الغلو نفي السهو عنهم أو القول بأنهم يعلمون ما كان و ما يكون و غير ذلك

 مع أنه قد ورد في أخبار كثيرة لا تقولوا فينا ربا و قولوا ما شئتم و لن تبلغوا

 و ورد أن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان

 و ورد لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله

و غير ذلك مما مر و سيأتي. فلا بد للمؤمن المتدين أن لا يبادر برد ما ورد عنهم من فضائلهم و معجزاتهم و معالي أمورهم إلا إذا ثبت خلافه بضرورة الدين أو بقواطع البراهين أو بالآيات المحكمة أو بالأخبار المتواترة كما مر في باب التسليم و غيره. و أما التفويض فيطلق على معان بعضها منفي عنهم ع و بعضها مثبت لهم فالأول التفويض في الخلق و الرزق و التربية و الإماتة و الإحياء فإن قوما قالوا إن الله تعالى خلقهم و فوض إليهم أمر الخلق فهم يخلقون و يرزقون و يميتون و يحيون و هذا الكلام يحتمل وجهين. أحدهما أن يقال إنهم يفعلون جميع ذلك بقدرتهم و إرادتهم و هم الفاعلون حقيقة و هذا كفر صريح دلت على استحالته الأدلة العقلية و النقلية و لا يستريب عاقل في كفر من قال به. و ثانيهما أن الله تعالى يفعل ذلك مقارنا لإرادتهم كشق القمر و إحياء الموتى و قلب العصا حية و غير ذلك من المعجزات فإن جميع ذلك إنما تحصل بقدرته تعالى مقارنا لإرادتهم لظهور صدقهم فلا يأبى العقل عن أن يكون الله تعالى خلقهم و أكملهم و ألهمهم ما يصلح في نظام العالم ثم خلق كل شي‏ء مقارنا لإرادتهم و مشيتهم. و هذا و إن كان العقل لا يعارضه كفاحا لكن الأخبار السالفة تمنع من القول به فيما عدا المعجزات ظاهرا بل صراحا مع أن القول به قول بما لا يعلم إذ لم يرد ذلك في الأخبار المعتبرة فيما نعلم و ما ورد من الأخبار الدالة على ذلك كخطبة البيان و أمثالها فلم يوجد إلا في كتب الغلاة و أشباههم مع أنه يحتمل أن يكون المراد كونهم علة غائية لإيجاد جميع المكونات و أنه تعالى جعلهم مطاعين في الأرضين و السماوات و يطيعهم بإذن الله تعالى كل شي‏ء حتى الجمادات و أنهم إذا شاءوا أمرا لا يرد الله مشيتهم و لكنهم لا يشاءون إلا أن يشاء الله. و أما ما ورد من الأخبار في نزول الملائكة و الروح لكل أمر إليهم و أنه لا ينزل ملك من السماء لأمر إلا بدأ بهم فليس ذلك لمدخليتهم في ذلك و لا الاستشارة بهم بل لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تعالى شأنه و ليس ذلك إلا لتشريفهم و إكرامهم و إظهار رفعة مقامهم. الثاني التفويض في أمر الدين و هذا أيضا يحتمل وجهين. أحدهما أن يكون الله تعالى فوض إلى النبي و الأئمة ع عموما أن يحلوا ما شاءوا و يحرموا ما شاءوا من غير وحي و إلهام أو يغيروا ما أوحي إليهم بآرائهم و هذا باطل لا يقول به عاقل فإن النبي ص كان ينتظر الوحي أياما كثيرة لجواب سائل و لا يجيبه من عنده و قد قال تعالى وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى. و ثانيهما أنه تعالى لما أكمل نبيه ص بحيث لم يكن يختار من الأمور شيئا إلا ما يوافق الحق و الصواب و لا يحل بباله ما يخالف مشيته تعالى في كل باب فوض إليه تعيين بعض الأمور كالزيادة في الصلاة و تعيين النوافل في الصلاة و الصوم و طعمه الجد و غير ذلك مما مضى و سيأتي إظهارا لشرفه و كرامته عنده و لم يكن أصل التعيين إلا بالوحي و لم يكن الاختيار إلا بإلهام ثم كان يؤكد ما اختاره ص بالوحي و لا فساد في ذلك عقلا و قد دلت النصوص المستفيضة عليه مما تقدم في هذا الباب و في أبواب فضائل نبينا ص من المجلد السادس. و لعل الصدوق رحمه الله أيضا إنما نفى المعنى الأول حيث قال في الفقيه و قد فوض الله عز و جل إلى نبيه ص أمر دينه و لم يفوض إليه تعدي حدوده و أيضا هو رحمه الله قد روى كثيرا من أخبار التفويض في كتبه و لم يتعرض لتأويلها. الثالث تفويض أمور الخلق إليهم من سياستهم و تأديبهم و تكميلهم و تعليمهم و أمر الخلق بإطاعتهم فيما أحبوا و كرهوا و فيما علموا جهة المصلحة فيه و ما يعلموا و هذا حق لقوله تعالى ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و غير ذلك من الآيات و الأخبار

 و عليه يحمل قولهم ع نحن المحللون حلاله و المحرمون حرامه أي بيانهما علينا و يجب على الناس الرجوع فيهما إلينا و بهذا الوجه ورد خبر أبي إسحاق و الميثمي

الرابع تفويض بيان العلوم و الأحكام بما رأوا المصلحة فيها بسبب اختلاف عقولهم أو بسبب التقية فيفتون بعض الناس بالواقع من الأحكام و بعضهم بالتقية و يبينون تفسير الآيات و تأويلها و بيان المعارف بحسب ما يحتمل عقل كل سائل و لهم أن يبينوا و لهم أن يسكتوا

 كما ورد في أخبار كثيرة عليكم المسألة و ليس علينا الجواب

كل ذلك بحسب ما يريهم الله من مصالح الوقت كما ورد في خبر ابن أشيم و غيره و هو أحد معاني خبر محمد بن سنان في تأويل قوله تعالى لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ و لعل تخصيصه بالنبي ص و الأئمة ع لعدم تيسر هذه التوسعة لسائر الأنبياء و الأوصياء ع بل كانوا مكلفين بعدم التقية في بعض الموارد و إن أصابهم الضرر و التفويض بهذا المعنى أيضا ثابت حق بالأخبار المستفيضة. الخامس الاختيار في أن يحكموا بظاهر الشريعة أو بعلمهم و بما يلهمهم الله من الواقع و مخ الحق في كل واقعة و هذا أظهر محامل خبر ابن سنان و عليه أيضا دلت الأخبار. السادس التفويض في العطاء فإن الله تعالى خلق لهم الأرض و ما فيها و جعل لهم الأنفال و الخمس و الصفايا و غيرها فلهم أن يعطوا ما شاءوا و يمنعوا ما شاءوا كما مر في خبر الثمالي و سيأتي في مواضعه و إذا أحطت خبرا بما ذكرنا من معاني التفويض سهل عليك فهم الأخبار الواردة فيه و عرفت ضعف قول من نفى التفويض مطلقا و لما يحط بمعانيه