باب 11- نفي السهو عنهم عليهم السلام

 1-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن الهروي قال قلت للرضا ع يا ابن رسول الله إن في الكوفة قوما يزعمون أن النبي ص لم يقع عليه السهو في صلاته فقال كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله لا إله إلا هو

 2-  سر، ]السرائر[ ابن محبوب عن حماد عن ربعي عن الفضيل قال ذكرت لأبي عبد الله ع السهو فقال و ينفلت من ذلك أحد ربما أقعدت الخادم خلفي يحفظ على صلاتي

 3-  يب، ]تهذيب الأحكام[ محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع هل سجد رسول الله ص سجدتي السهو قط فقال لا و لا يسجدهما فقيه

 بيان قد مضى القول في المجلد السادس في عصمتهم ع عن السهو و النسيان و جملة القول فيه أن أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء و الأئمة صلوات الله عليهم من الذنوب الصغيرة و الكبيرة عمدا و خطأ و نسيانا قبل النبوة و الإمامة و بعدهما بل من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله تعالى و لم يخالف في ذلك إلا الصدوق محمد بن بابويه و شيخه ابن الوليد قدس الله روحهما فإنهما جوزا الإسهاء من الله تعالى لا السهو الذي يكون من الشيطان في غير ما يتعلق بالتبليغ و بيان الأحكام و قالوا إن خروجهما لا يخل بالإجماع لكونهما معروفي النسب. و أما السهو في غير ما يتعلق بالواجبات و المحرمات كالمباحات و المكروهات فظاهر أكثر أصحابنا أيضا تحقق الإجماع على عدم صدوره عنهم و استدلوا أيضا بكونه سببا لنفور الخلق منهم و عدم الاعتداد بأفعالهم و أقوالهم و هو ينافي اللطف و بالآيات و الأخبار الدالة على أنهم ع لا يقولون و لا يفعلون شيئا إلا بوحي من الله تعالى و يدل أيضا عليه عموم ما دل على وجوب التأسي بهم في جميع أقوالهم و أفعالهم و لزوم متابعتهم. و يدل عليه الأخبار الدالة على أنهم مؤيدون بروح القدس و أنه لا يلهو و لا يسهو و لا يلعب و قد مر في صفات الإمام عن الرضا ع فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن من الخطإ و الزلل و العثار.

 و سيأتي في تفسير النعماني في كتاب القرآن بإسناده عن إسماعيل بن جابر عن الصادق ع عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه قال في بيان صفات الإمام فمنها أن يعلم إمام المتولي عليه أنه معصوم من الذنوب كلها صغيرها و كبيرها لا يزل في الفتيا و لا يخطئ في الجواب و لا يسهو و لا ينسى و لا يلهو بشي‏ء من أمر الدنيا و ساق الحديث إلى أن قال ع عدلوا عن أخذ الأحكام عن أهلها ممن فرض الله طاعتهم ممن لا يزل و لا يخطئ و لا ينسى

و غيرها من الأخبار الدالة بفحاويها على تنزههم عنه و بالجملة المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار و الآيات على صدور السهو عنهم ع و إطباق الأصحاب إلا من شذ منهم على عدم الجواز مع شهادة بعض الآيات و الأخبار و الدلائل الكلامية عليه و قد بسطنا القول في ذلك في المجلد السادس فإذا أردت الاطلاع عليه فارجع إليه