باب 13- غرائب أفعالهم و أحوالهم و وجوب التسليم لهم في جميع ذلك

 الكهف قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ‏ءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً إلى آخر القصة. تفسير أقول في هذه القصة تنبيه لمن عقل و تفكر للتسليم في كل ما روي من أقوال أهل البيت ع و أفعالهم مما لا يوافق عقول عامة الخلق و تأباه أفهامهم و عدم المبادرة إلى ردها و إنكارها و قد مر في باب التسليم و فضل المسلمين ما فيه كفاية لمن له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد

 1-  خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن ابن عيسى بإسناده إلى المفضل قال قال أبو عبد الله ع ما جاءكم منا مما يجوز أن يكون في المخلوقين و لم تعلموه و لم تفهموه فلا تجحدوه و ردوه إلينا و ما جاءكم عنا مما لا يجوز أن تكون في المخلوقين فاجحدوه و لا تردوه إلينا

 2-  خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن أيوب بن نوح و الحسن بن علي بن عبد الله عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد عن يحيى بن زكريا عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول من سره أن يستكمل الإيمان فليقل القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد ع فيما أسروا و فيما أعلنوا و فيما بلغني و فيما لم يبلغني

 3-  خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن ابن عيسى و ابن أبي الخطاب و غيرهما عن البزنطي عن هشام بن سالم عن ابن طريف قال قلت لأبي جعفر ع ما تقول فيمن أخذ عنكم علما فنسيه قال لا حجة عليه إنما الحجة على من سمع منا حديثا فأنكره أو بلغه فلم يؤمن به و كفر فأما النسيان فهو موضوع عنكم

 4-  خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن ابن أبي الخطاب و الخشاب و اليقطيني جميعا عن ابن أسباط عن ابن عميرة عن الحضرمي عن الحجاج الخيبري قال قلت لأبي عبد الله ع إنا نكون في الموضع فيروى عنكم الحديث العظيم فيقول بعضنا لبعض القول قولهم فيشق ذلك على بعضنا فقال كأنك تريد أن تكون إماما يقتدى بك أو به من رد إلينا فقد سلم

 5-  خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى و ابن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا قال هم الأئمة و يجري فيمن استقام من شيعتنا و سلم لأمرنا و كتم حديثنا عند عدونا تستقبله الملائكة بالبشرى من الله بالجنة و قد و الله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين استقاموا و سلموا لأمرنا و كتموا حديثنا و لم يذيعوه عند عدونا و لم يشكوا فيه كما شككتم فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة

 6-  خص، ]منتخب البصائر[ بالإسناد عن ابن محبوب عن جميل بن دراج عن الحذاء قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن أحب أصحابي إلي أفقههم و أورعهم و أكتمهم لحديثنا و إن أسوأهم عندي حالا و أمقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا و يروي عنا فلم يحتمله قلبه و اشمأز منه جحده و أكفر من دان به و لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج و إلينا أسند فيكون بذلك خارجا من ديننا

 7-  خص، ]منتخب البصائر[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ علي بن عبد الصمد عن أبيه عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الجوزي عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر قال قال أبو جعفر ع قال رسول الله ص إن حديث آل محمد عظيم صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد ص فلانت له قلوبكم و عرفتموه فاقبلوه و ما اشمأزت له قلوبكم و أنكرتموه فردوه إلى الله و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمد ص و إنما الهالك أن يحدث أحدكم بالحديث أو بشي‏ء لا يحتمله فيقول و الله ما كان هذا و الله ما كان هذا و الإنكار لفضائلهم هو الكفر

 8-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى عن ابن أبي نصر عن محمد بن حمران عن الأسود بن سعيد قال قال لي أبو جعفر ع يا أسود بن سعيد إن بيننا و بين كل أرض ترا مثل تر البناء فإذا أمرنا في الأرض بأمر جذبنا ذلك التر فأقبلت الأرض بقليبها و أسواقها و دورها حتى تنفذ فيها ما نؤمر به من أمر الله تعالى

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن الأسود مثله بيان في القاموس التر بالضم الخيط يقدر به البناء و قال القليب البئر أو العادية القديمة منها و يؤنث و الجمع أقلبة و قلب و قلب

 9-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الملك القمي عن إدريس عن الصادق ع قال سمعته يقول إن منا أهل البيت لمن الدنيا عنده بمثل هذه و عقد بيده عشرة

 بيان عقد العشرة بحساب العقود هو أن تضع رأس ظفر السبابة على مفصل أنملة الإبهام ليصير الإصبعان معا كحلقة مدورة أي الدنيا عند الإمام ع كهذا الحلقة في أن له أن يتصرف فيها بإذن الله تعالى كيف شاء أو في علمه بما فيها و أحاطته بها

 10-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن إسماعيل عن موسى بن طلحة عن حمزة بن عبد المطلب بن عبد الله الجعفي قال دخلت على الرضا ع و معي صحيفة أو قرطاس فيه عن جعفر ع أن الدنيا مثلت لصاحب هذا الأمر في مثل فلقة الجوزة فقال يا حمزة ذا و الله حق فانقلوه إلى أديم

 بيان الفلقة بالكسر القطعة و الأديم الجلد المدبوغ

 11-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله ع إن الدنيا تمثل للإمام في مثل فلقة الجوز فما يعرض لشي‏ء منها و إنه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء فلا يعزب عنه منها شي‏ء

 12-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن خالد عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن أبي الحسن ع قال كتبت في ظهر قرطاس أن الدنيا ممثلة للإمام كفلقة الجوزة فدفعته إلى أبي الحسن ع و قلت جعلت فداك إن أصحابنا رووا حديثا ما أنكرته غير أني أحببت أن أسمعه منك قال فنظر فيه ثم طواه حتى ظننت أنه قد شق عليه ثم قال هو حق فحوله في أديم

 13-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب قال كنت عند أبي عبد الله ع حيث دخل عليه رجل من علماء أهل اليمن فقال أبو عبد الله ع يا يماني أ فيكم علماء قال نعم قال فأي شي‏ء يبلغ من علم علمائكم قال إنه ليسير في ليلة واحدة مسيرة شهرين يزجر الطير و يقفو الآثار فقال له فعالم المدينة أعلم من عالمكم قال فأي شي‏ء يبلغ من علم عالمكم بالمدينة قال إنه يسير في صباح واحد مسيرة سنة كالشمس إذا أمرت إنها اليوم غير مأمورة و لكن إذا أمرت تقطع اثني عشر شمسا و اثني عشر قمرا و اثني عشر مشرقا و اثني عشر مغربا و اثني عشر برا و اثني عشر بحرا و اثني عشر عالما قال فما بقي في يدي اليماني فما درى ما يقول و كف أبو عبد الله ع

 بيان في القاموس زجر الطائر تفأل به و تطير فنهره و الزجر العيافة و التكهن و في النهاية الزجر للطير هو التيمن و التشؤم و التفؤل لطيرانها كالسانح و البارح و هو نوع من الكهانة و العيافة

 14-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن أبان بن تغلب قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال له يا أخا أهل اليمن عندكم علماء قال نعم قال فما بلغ من علم عالمكم قال يسير في ليلة مسيرة شهرين يزجر الطير و يقفو الأثر فقال أبو عبد الله ع عالم المدينة أعلم من عالمكم قال فما بلغ من علم عالم المدينة قال يسير في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة حتى يقطع اثني عشر ألف عالما مثل عالمكم هذا ما يعلمون أن الله خلق آدم و لا إبليس قال فيعرفونكم قال نعم ما افترض عليهم إلا ولايتنا و البراءة من عدونا

 15-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا منا صلى العتمة بالمدينة و أتى قوم موسى في شي‏ء تشاجر بينهم و عاد من ليلته و صلى الغداة بالمدينة

 16-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن جابر قال كنت يوما عند أبي جعفر ع جالسا فالتفت إلي فقال لي يا جابر أ لك حمار فيقطع ما بين المشرق و المغرب في ليلة فقلت له لا جعلت فداك فقال إني لأعرف بالمدينة له حمار يركبه فيأتي المشرق و المغرب في ليلة

  -17  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة و عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم بن الحارث عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إن الأوصياء لتطوى لهم الأرض و يعلمون ما عند أصحابهم

 18-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ الحجال عن اللؤلؤي عن ابن سنان عن العلاء عن محمد بن مسلم قال سمعته يقول إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل إنطاق الأرض إلى الفئة الذين قال الله في كتابه وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ لمشاجرة كانت بينهم فأصلح بينهم و رجع

 توضيح قوله ع قبل إنطاق الأرض كأنه جمع النطاق و المراد بها الجبال التي أحيطت بالأرض كالمنطقة و قد عبر في بعض الأخبار عن جبل قاف بالنطاقة الخضراء و في بعض النسخ قبل انطباق الأرض أي من جهة انطباق الأرض بعضها على بعض كناية عن طيها و الأول أظهر

 19-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن البرقي عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا منا أتى قوم موسى في شي‏ء كان بينهم فأصلح بينهم فمر برجل معقول عليه ثياب مسوح معه عشرة موكلين به يستقبلون به في الشتاء الشمال و يصبون عليه الماء البارد و يستقبل به في الحر عين الشمس يدار به معها حيثما دارت و يوقد حوله النيران كلما مات من العشرة واحد أضاف أهل القرية إليه آخر فالناس يموتون و العشرة لا ينقصون فقال ما أمرك قال إن كنت عالما فما أعرفك بي قال علاء قال محمد بن مسلم و يروون أنه ابن آدم و يروون أنه أبو جعفر ع كان صاحب هذا الأمر

 20-  ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن العباس الوراق عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن ليث المرادي عن سدير يحدث فأتيته فقلت إن ليث المرادي حدثني عنك بحديث فقال و ما هو قلت أخبرني عنك أنك كنت مع أبي جعفر ع في سقيفة بابه إذ مر أعرابي من أهل اليمن فسأله أبو جعفر من عالم أهل اليمن فأقبل يحدث عن الكهنة و السحرة و أشباههم فلما قام الأعرابي قال له أبو جعفر و لكن أخبرك عن عالم أهل المدينة أنه يذهب إلى مطلع الشمس و يجي‏ء في ليلة و أنه ذهب إليها ليلة فأتاها فإذا رجل معقول برجل و إذا عشرة موكلون به أما في البرد فيرشون عليه الماء البارد و يروحونه و أما في الصيف فيصبون على رأسه الزيت و يستقبلون به عين الشمس فقال للعشرة ما أنتم و ما هذا فقالوا لا ندري إلا أنا موكلون به فإذا مات منا واحد خلفه آخر فقال للرجل ما أنت فقال إن كنت عالما فقد عرفتني و إن لم تكن عالما فلست أخبرك فلما انصرف من فراتكم فقلت فراتنا فرات الكوفة قال نعم فراتكم فرات الكوفة و لو لا أني كرهت أن أشهرك دققت عليك بابك فسكت

 21-  ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن داود النهدي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن ع أنه سمعه يقول لو أوذن لنا لأخبرنا بفضلنا قال قلت له العلم منه قال فقال لي العلم أيسر من ذلك

 22-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إني لأعرف من لو قام على شاطئ البحر لندب بدواب البحر و بأمهاتها و عماتها و خالاتها

 23-  ير، ]بصائر الدرجات[ بعض أصحابنا عن أحمد بن محمد السياري عن غير واحد من أصحابنا قال خرج عن أبي الحسن الثالث ع أنه قال إن الله جعل قلوب الأئمة موردا لإرادته فإذا شاء الله شيئا شاءوه و هو قول الله وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ

 24-  مل، ]كامل الزيارات[ محمد الحميري عن أبيه عن علي بن محمد بن سليمان عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد عن عبد الله الأصم عن عبد الله بن بكر الأرجاني قال صحبت أبا عبد الله ع في طريق مكة من المدينة فنزلنا منزلا يقال له عسفان ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق وحش فقلت له يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا فقال لي يا ابن بكر أ تدري أي جبل هذا قلت لا قال هذا جبل يقال له الكمد و هو على واد من أودية جهنم و فيه قتلة أبي الحسين ع استودعهم فيه تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين و الصديد و الحميم و ما يخرج من جب الحوى و ما يخرج من الفلق و ما يخرج من أثام و ما يخرج من طينة الخبال و ما يخرج من جهنم و ما يخرج من لظى و من الحطمة و ما يخرج من سقر و ما يخرج من الحميم و ما يخرج من الهاوية و ما يخرج من السعير و في نسخة أخرى و ما يخرج من جهنم و ما يخرج من لظى و ما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به إلا رأيتهما يستغيثان إلي و إني لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما هؤلاء إنما فعلوا ما أسستما لم ترحمونا إذ وليتم و قتلتمونا و حرمتمونا وثبتم على حقنا و استبددتم بالأمر دوننا فلا رحم الله من يرحمكما ذوقا وبال ما قدمتما و ما الله بظلام للعبيد و أشدهما تضرعا و استكانة الثاني فربما وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما في قلبي و ربما طويت الجبل الذي هما فيه و هو جبل الكمد قال قلت له جعلت فداك فإذا طويت الجبل فما تسمع قال أسمع أصواتهما يناديان عرج علينا نكلمك فإنا نتوب و أسمع من الجبل صارخا يصرخ بي أجبهما و قل لهما اخْسَؤُا فِيها وَ لا تُكَلِّمُونِ قال قلت له جعلت فداك و من معهم قال كل فرعون عتا على الله و حكى الله عنه فعاله و كل من علم العباد الكفر قلت من هم قال نحو بولس الذي علم اليهود أن يد الله مغلولة و نحو نسطور الذي علم النصارى أن المسيح ابن الله و قال لهم هم ثلاثة و نحو فرعون موسى الذي قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى و نحو نمرود الذي قال قهرت أهل الأرض و قتلت من في السماء و قاتل أمير المؤمنين و قاتل فاطمة و محسن و قاتل الحسن و الحسين ع فأما معاوية و عمر فما يطمعان في الخلاص و معهم كل من نصب لنا العداوة و أعان علينا بلسانه و يده و ماله قلت له جعلت فداك فأنت تسمع ذا كله و لا تفزع قال يا ابن بكر إن قلوبنا غير قلوب الناس إنا مصفون مصطفون نرى ما لا يرى الناس و نسمع ما لا يسمعون و إن الملائكة تنزل علينا في رحالنا و تقلب على فرشنا و تشهد و تحضر موتانا و تأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون و تصلي معنا و تدعو لنا و تلقي علينا أجنحتهم و تتقلب على أجنحتها صبياننا و تمنع الدواب أن تصل إلينا و تأتينا مما في الأرض من كل نبات في زمانه و تسقينا من ماء كل أرض نجد ذلك في آنيتنا و ما من يوم و لا ساعة و لا وقت صلاة إلا و هي تنبهنا لها و ما من ليلة تأتي علينا إلا و أخبار كل أرض عندنا و ما يحدث فيها و أخبار الجن و أخبار أهل الهواء من الملائكة و ما ملك يموت في الأرض و يقوم غيره إلا أتينا بخبره و كيف سيرته في الذين قبله و ما من أرض من ستة أرضين إلى السابعة إلا و نحن نؤتى بخبرهم فقلت له جعلت فداك فما منتهى هذا الجبل قال إلى الأرض السادسة و فيها جهنم على واد من أوديته عليه حفظة أكثر من نجوم السماء و قطر المطر

 و عدد ما في البحار و عدد الثرى قد وكل ملك منهم بشي‏ء و هو مقيم عليه لا يفارقه قلت جعلت فداك إليكم جميعا يلقون الأخبار قال لا إنما يلقى ذاك إلى صاحب الأمر و إنا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم فيه فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا و أمرت الذين يحفظون ناحيته أن يقسروه فإن كان من الجن من أهل الخلاف و الكفر أوثقته و عذبته حتى تصير إلى ما حكمنا به قلت جعلت فداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق و المغرب قال يا ابن بكر فكيف يكون حجة على ما بين قطريها و هو لا يراهم و لا يحكم فيهم و كيف تكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم و لا يقدرون عليه و كيف يكون مؤديا عن الله و شاهدا على الخلق و هو لا يراهم و كيف يكون حجة عليهم و هو محجوب عنهم و قد حيل بينهم و بينه أن يقوم بأمر ربه فيهم و الله يقول وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ يعني به من على الأرض و الحجة من بعد النبي يقوم مقامه و هو الدليل على ما تشاجرت فيه الأمة و الأخذ بحقوق الناس و القيام بأمر الله و المنصف لبعضهم من بعض فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله و هو يقول سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق و قال ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها فأي آية أكبر منا و الله إن بني هاشم و قريشا لتعرف ما أعطانا الله و لكن الحسد أهلكهم كما أهلك إبليس و إنهم ليأتونا إذا اضطروا و خافوا على أنفسهم فيسألونا فنوضح لهم فيقولون نشهد أنكم أهل العلم ثم يخرجون فيقولون ما رأينا أضل ممن اتبع هؤلاء و يقبل مقالاتهم قلت جعلت فداك أخبرني عن الحسين لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئا قال يا ابن بكر ما أعظم مسائلك الحسين مع أبيه و أمه و أخيه الحسن في منزل رسول الله ص يحيون كما يحيا و يرزقون كما يرزق فلو نبش في أيامه لوجد فأما اليوم فهو حي عند ربه ينظر إلى معسكره و ينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله و إنه لعلى يمين العرش متعلق يقول يا رب أنجز لي و ما وعدتني و إنه لينظر إلى زواره و هو أعرف بهم و بأسمائهم و أسماء آبائهم و بدرجاتهم و بمنزلتهم عند الله من أحدكم بولده و ما في رحله و إنه ليرى من يبكيه فيستغفر له رحمة له و يسأل آباءه الاستغفار له و يقول لو تعلم أيها الباكي ما أعد لك لفرحت أكثر مما جزعت و يستغفر له رحمة له كل من سمع بكاءه من الملائكة في السماء و في الحائر و ينقلب و ما عليه من ذنب

 ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى و ابن معروف عن ابن المغيرة عن الأصم عن الأرجاني مثله إلى قوله و هو مقيم عليه لا يفارقه

 25-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى أبو القاسم بن قولويه عن محمد بن يعقوب عن محمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن علي بن خالد قال كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتى من ناحية الشام مكبولا و قالوا إنه تنبأ فأتيت الباب و ناديت البوابين حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم و عقل فقلت له ما قصتك قال إني كنت بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال إنه نصب فيه رأس الحسين ع فبينما أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله إذا نظرت شخصا بين يدي فنظرت إليه فقال لي قم فقمت معه فمشى بي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة قال أ تعرف هذا المسجد قلت نعم هذا مسجد الكوفة فصلى و صليت معه ثم خرج و خرجت معه فمشى بي قليلا و إذا نحن بمسجد الرسول ص فسلم على رسول الله ص و سلمت و صلى و صليت معه ثم خرج و خرجت معه فمشى بي قليلا و إذا نحن بمكة و طاف بالبيت فطفت معه فخرج و مشى بي قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله فيه بالشام و غاب الشخص عن عيني فتعجبت مما رأيت فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به و دعاني فأجبته و فعل كما فعل في العام الأول فلما أراد مفارقتي بالشام قلت سألتك بالذي أقدرك على ما رأيت من أنت قال أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر فحدثت من كان يصير إلي بخبره فرقي ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيات فبعث إلي فأخذني و كبلني في الحديد و حملني إلى العراق و حبست كما ترى و ادعي علي المحال فقلت أرفع عنك القصة إليه قال ارفع فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها و رفعتها إلى الزيات فوقع في ظهرها قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة إلى المدينة إلى مكة أن يخرجك من حبسي قال علي بن خالد فغمني ذلك من أمره و رققت له و انصرفت محزونا فلما أصبحت باكرت الحبس لأعلمه بالحال و آمره بالصبر و العزاء فوجدت الجند و الحراس و صاحب السجن و خلقا كثيرا من الناس يهرعون فسألت عنهم و عن الحال فقيل إن المحمول من الشام المتنبئ فقد البارحة من الحبس فلا يدرى خسفت به الأرض أو اختطفته الطير و كان هذا المرسل أعني علي بن خالد زيديا فقال بالإمامة و حسن اعتقاده

 ختص، ]الإختصاص[ محمد بن حسان مثله

 26-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ أخبرنا جماعة منهم محمد بن علي النيشابوري و محمد بن علي بن عبد الصمد عن أبي الحسن بن عبد الصمد عن أحمد بن محمد المعمري عن محمد بن علي بن الحسين عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال أتى الحسين ع أناس فقالوا له يا أبا عبد الله حدثنا بفضلكم الذي جعل الله لكم فقال إنكم لا تحتملونه و لا تطيقونه قالوا بلى نحتمل قال إن كنتم صادقين فليتنح اثنان و أحدث واحدا فإن احتمله حدثتكم فتنحى اثنان و حدث واحدا فقام طائر العقل و مر على وجهه و كلمه صاحباه فلم يرد عليهما شيئا و انصرفوا

 27-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ بهذا الإسناد قال أتى رجل الحسين بن علي ع فقال حدثني بفضلكم الذي جعل الله لكم فقال إنك لن تطيق حمله قال بلى حدثني يا ابن رسول الله أني أحتمله فحدثه بحديث فما فرغ الحسين ع ما حديثه حتى ابيض رأس الرجل و لحيته و أنسى الحديث فقال الحسين ع أدركته رحمة الله حيث أنسى الحديث

 28-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر ففزع إلى علي ع أصحابه فقعد علي ع على تلعة و قال كأنكم قد هالكم و حرك شفتيه و ضرب الأرض بيده ثم قال ما لك اسكني فسكنت ثم قال أنا الرجل الذي قال الله تعالى إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ الآيات فأنا الإنسان الذي أقول لها ما لك يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها إياي تحدث

 29-  و في خبر آخر أنه قال لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله في كتابه لأجابتني و لكنها ليست بتلك

 30-  و في رواية سعيد بن المسيب و عباية بن ربعي أن عليا ع ضرب الأرض برجله فتحركت فقال اسكني فلم يأن لك ثم قرأ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها

 بيان التلعة بالفتح المرتفع من الأرض فلم يأن لك أي ليس هذا وقت زلزلتك العظمى التي أخبر الله عنك فإنها في القيامة

 31-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شكا أبو هريرة إلى أمير المؤمنين ع شوق أولاده فأمره ع بغض الطرف فلما فتحها كان في المدينة في داره فجلس فيها هنيئة فنظر إلى علي ع في سطحه و هو يقول هلم ننصرف و غض طرفه فوجد نفسه في الكوفة فاستعجب أبو هريرة فقال أمير المؤمنين ع إن آصف أورد تختا من مسافة شهرين بمقدار طرفة عين إلى سليمان و أنا وصي رسول الله ص

 بيان التخت بهذا المعنى عجمي و الذي في اللغة وعاء يصان فيه الثياب

 32-  ختص، ]الإختصاص[ عبد الله بن عامر بن سعيد عن الربيع عن جعفر بن بشير عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا منا أتى قوم موسى في شي‏ء كان بينهم فأصلح بينهم و رجع

 33-  ختص، ]الإختصاص[ ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال قال يا جابر أ لك حمار يسير بك فيبلغ بك من المشرق إلى المغرب في يوم واحد فقلت جعلت فداك يا أبا جعفر و أنى لي هذا فقال أبو جعفر ذاك أمير المؤمنين ع أ لم تسمع قول رسول الله ص في علي ع و الله لتبلغن الأسباب و الله لتركبن السحاب

 34-  ختص، ]الإختصاص[ ابن أبي الخطاب عن موسى بن سعدان عن حفص الأبيض التمار قال دخلت على أبي عبد الله ع أيام قتل معلى بن خنيس و صلبه رحمه الله فقال لي يا حفص إني أمرت المعلى بن خنيس بأمر فخالفني فابتلي بالحديد إني نظرت إليه يوما و هو كئيب حزين فقلت ما لك يا معلى كأنك ذكرت أهلك و مالك و عيالك فقال أجل فقلت ادن مني فدنا مني فمسحت وجهه فقلت أين تراك فقال أراني في بيتي هذه زوجتي و هؤلاء ولدي فتركته حتى تملأ منهم و استترت منه حتى نال ما ينال الرجل من أهله ثم قلت له ادن مني فدنا مني فمسحت وجهه فقلت أين تراك فقال أراني معك في المدينة و هذا بيتك فقلت له يا معلى إن لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه و دنياه يا معلى لا تكونوا أسراء في أيدي الناس بحديثنا إن شاءوا منوا عليكم و إن شاءوا قتلوكم يا معلى إن من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه و رزقه الله العزة في الناس و من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل يا معلى و أنت مقتول فاستعد

 35-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ الحسين بن أحمد بن سلمة اللؤلؤي عن الحسن بن علي بن بقاح عن ابن جبلة عن ابن سنان قال سألت أبا عبد الله ع عن الحوض فقال هو حوض ما بين بصري إلى صنعا أ تحب أن تراه فقلت له نعم قال فأخذ بيدي و أخرجني إلى ظهر المدينة ثم ضرب برجله فنظرت إلى نهر يجري من جانبه هذا ماء أبيض من الثلج و من جانبه هذا لبن أبيض من الثلج و في وسطه خمر أحسن من الياقوت فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن و الماء فقلت جعلت فداك من أين يخرج هذا و من أين مجراه فقال هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنها في الجنة عين من ماء و عين من لبن و عين من خمر يجري في هذا النهر و رأيت حافاته عليها شجر فيهن جوار معلقات برءوسهن ما رأيت شيئا أحسن منهن و بأيديهن آنية ما رأيت أحسن منها ليست من آنية الدنيا فدنا من إحداهن فأومأ إليها لتسقيه فنظرت إليها و قد مالت لتغرف من النهر فمالت الشجرة معها فاغترفت ثم ناولته فشرب ثم ناولها و أومأ إليها فمالت لتعرف فمالت الشجرة معها فاغترفت ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان ألين منه و لا ألذ و كانت رائحته رائحة المسك و نظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب فقلت له جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط و ما كنت أرى أن الأمر هكذا فقال هذا من أقل ما أعده الله لشيعتنا إن المؤمن إذا توفي صارت روحه إلى هذا النهر و رعت في رياضه و شربت من شرابه و إن عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت فأخلدت في عذابه و أطعمت من زقومه و سقيت من حميمه فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي

 36-  ع، ]علل الشرائع[ علي بن حاتم عن إسماعيل بن علي بن قدامة عن أحمد بن علي بن ناصح عن جعفر بن محمد الأرمني عن الحسن بن عبد الوهاب عن علي بن حديد المدائني عمن حدثه عن المفضل قال سألت جعفر بن محمد ع عن الطفل يضحك من غير عجب و يبكي من غير ألم فقال يا مفضل ما من طفل إلا و هو يرى الإمام و يناجيه فبكاؤه لغيبة الإمام عنه و ضحكه إذا أقبل إليه حتى إذا أطلق لسانه أغلق ذلك الباب عنه و ضرب على قلبه بالنسيان

  -37  كتاب المحتضر للحسن بن سليمان، مما رواه من كتاب نوادر الحكمة يرفعه إلى عمار بن ياسر قال قال رسول الله ص ليلة أسري بي إلى السماء و صرت كقاب قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى أوحى الله عز و جل إلي يا محمد من أحب خلقي إليك قلت يا رب أنت أعلم فقال عز و جل أنا أعلم و لكن أريد أن أسمعه من فيك فقلت ابن عمي علي بن أبي طالب فأوحى الله عز و جل إلي أن التفت فالتفت فإذا بعلي واقف معي و قد خرقت حجب السماوات و علي واقف رافع رأسه يسمع ما يقول فخررت لله تعالى ساجدا

 38-  من كتاب اللبات لابن الشريفة الواسطي، يرفعه إلى ميثم التمار قال بينما أنا في السوق إذ أتى أصبغ بن نباتة قال ويحك يا ميثم لقد سمعت من أمير المؤمنين ع حديثا صعبا شديدا قلت و ما هو قال سمعته يقول إن حديث أهل البيت صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان فقمت من فورتي فأتيت عليا ع فقلت يا أمير المؤمنين حديث أخبرني به أصبغ عنك قد ضقت به ذرعا فقال ع ما هو فأخبرته به فتبسم ثم قال اجلس يا ميثم أ و كل علم يحتمله عالم إن الله تعالى قال للملائكة إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم قال قلت و إن هذا أعظم من ذلك قال و الأخرى أن موسى بن عمران أنزل الله عليه التوراة فظن أن لا أحد أعلم منه فأخبره أن في خلقه أعلم منه و ذلك إذ خاف على نبيه العجب قال فدعا ربه أن يرشده إلى العالم قال فجمع الله بينه و بين الخضر ع فخرق السفينة فلم يحتمل ذلك موسى و قتل الغلام فلم يحتمله و أقام الجدار فلم يحتمله و أما النبيون فإن نبينا ص أخذ يوم غدير خم بيدي فقال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه فهل رأيت احتملوا ذلك إلا من عصم الله منهم فأبشروا ثم أبشروا فإن الله قد خصكم بما لم يخص به الملائكة و النبيين و المرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله ص و علمه فحدثوا عن فضلنا و لا حرج و عن عظيم أمرنا و لا إثم قال قال رسول الله ص أمرنا معاشر الأنبياء أن نخاطب الناس على قدر عقولهم

 بيان لعل المراد بآخر الخبر أن كل ما رويتم في فضلنا فهو دون درجتنا لأنا نكلم الناس على قدر عقولهم أو المعنى أنا كلفنا بذلك و لم تكلفوا بذلك فقولوا في فضلنا ما شئتم و هو بعيد

 39-  و روي أيضا من كتاب الخصائص لابن البطريق، رفعه إلى الحارث قال قال علي ع نحن أهل البيت لا نقاس بالناس فقام رجل فأتى عبد الله بن العباس فأخبره بذلك فقال صدق علي أ و ليس كان النبي ص لا يقاس بالناس ثم قال ابن عباس نزلت هذه الآية في علي ع إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ

 40-  و من كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق، عن البزنطي عن محمد بن حمران عن أسود بن سعيد قال كنت عند أبي جعفر ع فقال مبتدئا من غير أن أسأله نحن حجة الله و نحن باب الله و نحن لسان الله و نحن وجه الله و نحن عين الله في خلقه و نحن ولاة أمر الله في عباده ثم قال يا أسود بن سعيد إن بيننا و بين كل أرض ترا مثل تر البناء فإذا أمرنا في أمرنا جذبنا ذلك التر فأقبلت إلينا الأرض بقلبها و أسواقها و دورها حتى ننفذ فيها ما نؤمر فيها من أمر الله تعالى

  -41  و منه يرفعه إلى ابن أبي عمير عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال لو أذن لنا أن نعلم الناس حالنا عند الله و منزلتنا منه لما احتملتم فقال له في العلم فقال العلم أيسر من ذلك إن الإمام وكر لإرادة الله عز و جل لا يشاء إلا من يشاء الله

 42-  و من نوادر الحكمة، يرفعه إلى إسحاق القمي قال قال أبو عبد الله ع لحمران بن أعين يا حمران إن الدنيا عند الإمام و السماوات و الأرضين إلا هكذا و أشار بيده إلى راحته يعرف ظاهرها و باطنها و داخلها و خارجها و رطبها و يابسها

 بيان إن الدنيا إن نافية أو حرف النفي ساقط أو مقدر أو إلا زائدة

 43-  المحتضر، من نوادر الحكمة يرفعه إلى أبي بصير قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه المفضل بن عمر فقال مسألة يا ابن رسول الله قال سل يا مفضل قال ما منتهى علم العالم قال قد سألت جسيما و لقد سألت عظيما ما السماء الدنيا في السماء الثانية إلا كحلقة درع ملقاة في أرض فلاة و كذلك كل سماء عند سماء أخرى و كذا السماء السابعة عند الظلمة و لا الظلمة عند النور و لا ذلك كله في الهواء و لا الأرضين بعضها في بعض و لا مثل ذلك كله في علم العالم يعني الإمام مثل مد من خردل دققته دقا ثم ضربته بالماء حتى إذا اختلط و رغا أخذت منه لعقة بإصبعك و لا علم العالم في علم الله تعالى إلا مثل مد من خردل دققته دقا ثم ضربته بالماء حتى إذ اختلط و رغا انتهزت منه برأس إبرة نهزة ثم قال ع يكفيك من هذه البيان بأقله و أنت بأخبار الأمور تصيب

 44-  و من كتاب السيد حسن بن كبش، بإسناده عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع يا أبا محمد إن عندنا سرا من سر الله و علما من علم الله لا يحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان و الله ما كلف الله أحدا ذلك الحمل غيرنا و لا استعبد بذلك أحد غيرنا و إن عندنا سرا من سر الله و علما من علم الله أمرنا الله بتبليغه فبلغنا عن الله عز و جل ما أمرنا بتبليغه ما نجد له موضعا و لا أهلا و لا حمالة يحملونه حتى خلق الله لذلك أقواما خلقوا من طينة خلق منها محمد ص و ذريته و من نور خلق الله منه محمدا و ذريته و صنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا ص فبلغناهم عن الله عز و جل ما أمرنا بتبليغه فقبلوه و احتملوا ذلك و بلغهم ذلك عنا فقبلوه و احتملوه و بلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا و حديثنا فلو لا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك و لا و الله ما احتملوه ثم قال إن الله خلق قوما لجهنم و النار فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم فاشمأزوا من ذلك و نفرت قلوبهم و ردوه علينا و لم يحتملوه و كذبوا به و قالوا ساحِرٌ كَذَّابٌ ف طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ و أنساهم ذلك ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به و قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ ليكون ذلك دفعا عن أوليائه و أهل طاعته و لو لا ذلك ما عبد الله في أرضه فأمرنا بالكف عنهم و الكتمان منهم فاكتموا ممن أمر الله بالكف عنهم و استروا عمن أمر الله بالستر و الكتمان منهم قال ثم رفع يده و بكى و قال اللهم إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ فاجعل محياهم محيانا و مماتهم مماتنا و لا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم فإنك إن فجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك