باب 18- آخر في أن الاستقامة إنما هي على الولاية

1-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن الحسين بن حميد عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا يقول استكملوا طاعة الله و رسوله و ولاية آل محمد ع ثم استقاموا عليها تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ يوم القيامة أَلَّا  تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فأولئك هم الذين إذا فزعوا يوم القيامة حين يبعثون تتلقاهم الملائكة و يقولون لهم لا تخافوا و لا تحزنوا نحن الذين كنا معكم في الحياة الدنيا لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون

 2-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن خالد عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا الآية قال استقاموا على الأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد

 كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن فضالة عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب مثله

 3-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله عز و جل إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا قال هو و الله ما أنتم عليه و هو قوله تعالى وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً قلت متى تتنزل عليهم الملائكة ب أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ فقال عند الموت و يوم القيامة

 4-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الإمام ع قال رسول الله ص لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه و ظهور ملك الموت له و ذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن و هو في شدة علته و عظيم ضيق صدره بما يخلفه من أمواله و عياله و ما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه  و عياله و قد بقيت في نفسه حزارتها و اقتطع دون أمانيه فلم ينلها فيقول له ملك الموت ما لك تتجرع غصصك فيقول لاضطراب أحوالي و اقتطاعي دون آمالي فيقول له ملك الموت و هل يجزع عاقل من فقد درهم زائف قد اعتاض عنه بألف ألف ضعف الدنيا فيقول لا فيقول له ملك الموت فانظر فوقك فينظر فيرى درجات الجنان و قصورها التي تقصر دونها الأماني فيقول له ملك الموت تلك منازلك و نعمك و أموالك و أهلك و عيالك و من كان من أهلك هاهنا و ذريتك صالحا فهم هناك معك أ فترضى به بدلا مما هاهنا فيقول بلى و الله ثم يقول له انظر فينظر فيرى محمدا و عليا و الطيبين من آلهما في أعلى عليين فيقول له أ و لا تراهم هؤلاء ساداتك و أئمتك هم هناك جلاسك و آناسك أ فما ترضى بهم بدلا مما تفارق هاهنا فيقول بلى و ربي فذلك ما قال الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموها وَ لا تَحْزَنُوا على ما تخلفونه من الذراري و العيال و الأموال فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ هذه منازلكم و هؤلاء ساداتكم آناسكم و جلاسكم نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ

 بيان قال الطبرسي رحمه الله في تفسير هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ أي وحدوا الله تعالى بلسانهم و اعترفوا به و صدقوا أنبياءه ثُمَّ اسْتَقامُوا أي  استمروا على التوحيد أو استقاموا على طاعته.

 و روى محمد بن الفضيل قال سألت أبا الحسن الرضا ع عن الاستقامة قال هي و الله ما أنتم عليه

 تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ يعني عند الموت و روي ذلك عن أبي عبد الله ع. و قيل تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله و قيل في القيامة و قيل عند الموت و في القبر و عند البعث أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا أي يقولون لهم لا تخافوا عقاب الله و لا تحزنوا لفوت الثواب و قيل لا تخافوا مما أمامكم و لا تحزنوا على ما خلفتم من أهل و ولد نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ أي أنصاركم و أحباؤكم فِي الْحَياةِ الدُّنْيا نتولى إيصال الخيرات إليكم من قبل الله تعالى وَ فِي الْآخِرَةِ فلا نفارقكم حتى ندخلكم الجنة و قيل أي نحرسكم في الدنيا و عند الموت و في الآخرة عن أبي جعفر ع. أقول سيأتي تأويل آخر لها في باب أن الملائكة تأتيهم

 5-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله حماد عن سماعة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في قول الله عز و جل وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً يعني استقاموا على الولاية في الأصل عند الأظلة حين أخذ الله الميثاق على ذرية آدم لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً يعني لأسقيناهم من الماء الفرات العذب

 بيان أي صببنا على طينتهم الماء العذب الفرات لا الماء الملح الأجاج كما مر في أخبار الطينة

 6-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ بالإسناد عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله  عز و جل وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً يعني لأمددناهم علما كي يتعلمونه من الأئمة ع

 7-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن مسلم عن بريد العجلي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ قال يعني على الولاية لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً قال لأذقناهم علما كثيرا يتعلمونه من الأئمة ع قلت قوله لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ قال إنما هؤلاء يفتنهم فيه يعني المنافقين

 8-  و روي أيضا عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن يسار عن علي بن حفص عن جابر عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ قال قال الله لجعلنا أظلتهم في الماء العذب لنفتنهم فيه و فتنتهم في علي ع و ما فتنوا فيه و كفروا إلا بما نزل في ولايته

 بيان قال الطبرسي رحمه الله وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ أي على طريقة الإيمان لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً كثيرا من السماء و ذلك بعد ما رفع عنهم المطر سبع سنين و قيل ضرب الماء الغدق مثلا أي لوسعنا عليهم في الدنيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ أي لنختبرهم بذلك.

 و في تفسير أهل البيت ع عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع قول الله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا قال هو و الله ما أنتم عليه و لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً

 و عن بريد العجلي عن أبي عبد الله ع قال معناه لأفدناهم علما كثيرا  يتعلمونه من الأئمة ع

انتهى. أقول استعارة الماء للعلم شائع لكونه سببا لحياة الروح كما أن الماء سبب لحياة البدن