باب 3- الأرواح التي فيهم و أنهم مؤيدون بروح القدس و نور إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ و بيان نزول السورة فيهم عليهم السلام

 الآيات النحل يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ الإسراء وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا المؤمن يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ النبأ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا

 1-  فس، ]تفسير القمي[ وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال هو ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص و هو مع الأئمة ع

 2-  و في خبر آخر هو من الملكوت

 3-  فس، ]تفسير القمي[ رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ قال روح القدس و هو خاص لرسول الله ص و الأئمة صلوات الله عليهم

 4-  فس، ]تفسير القمي[ وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ قال روح القدس هي التي قال الصادق ع في قوله وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ  الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال هو ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص و هو مع الأئمة ثم كنى عن أمير المؤمنين ع فقال وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا و الدليل على أن النور أمير المؤمنين ع قوله وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ الآية

 أقول سيأتي في باب جهات علومهم أنه قال الصادق ع و إن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل و ميكائيل

 5-  فس، ]تفسير القمي[ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ هم الأئمة وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ قال ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل و كان مع رسول الله ص و هو مع الأئمة عليهم السلام

 6-  فس، ]تفسير القمي[ جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ قال السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين ع و الطارق الذي يطرق الأئمة من عند ربهم مما يحدث بالليل و النهار و هو الروح الذي مع الأئمة يسددهم قلت و النَّجْمُ الثَّاقِبُ قال ذاك رسول الله ص

 7-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري عن الحسن بن الجهم عن الرضا ع قال إن الله عز و جل أيدنا بروح منه مقدسة مطهرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممن مضى إلا مع رسول الله ص و هي مع الأئمة منا تسددهم و توفقهم و هو عمود من نور بيننا و بين الله عز و جل الخبر

   -8  فس، ]تفسير القمي[ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله رُوحُ الْقُدُسِ قال الروح هو جبرئيل و القدس الطاهر لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا هم آل محمد ص وَ هُدىً وَ بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ

 9-  ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن حسان عن علي بن عطية الزيات يرفعه إلى أمير المؤمنين ع أنه قال إن لله نهرا دون عرشه و دون النهر الذي دون عرشه نور من نوره و إن في حافتي النهر روحين مخلوقين روح القدس و روح من أمره و إن لله عشر طينات خمسة من الجنة و خمسة من الأرض ففسر الجنان و فسر الأرض ثم قال ما من نبي و لا ملك إلا و من بعد جبله نفخ فيه من إحدى الروحين و جعل النبي ص من إحدى الطينتين فقلت لأبي الحسن ع ما الجبل قال الخلق غيرنا أهل البيت فإن الله خلقنا من العشر الطينات جميعا و نفخ فينا من الروحين جميعا فأطيب بها طيبا

 10-  و روى غيره عن أبي الصامت قال طين الجنان جنة عدن و جنة المأوى و النعيم و الفردوس و الخلد و طين الأرض مكة و المدينة و الكوفة و بيت المقدس و الحير

 كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن علي بن حسان و محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب و غيره عن علي بن حسان عن علي بن عطية عن علي بن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام و ذكر مثله  بيان حافتا النهر بتخفيف الفاء جانباه قوله ففسر الجنان أي بما سيأتي في رواية أبي الصامت قوله ع إلا و من بعد جبله في الكافي و لا ملك من بعده جبله إلا نفخ فقوله من بعده أي من بعد النبي ص فإن الملك بعده في الرتبة و إرجاع الضمير إلى الله بعيد و يقال جبله الله أي خلقه و جبله على الشي‏ء تبعه عليه و جبره. قوله و جعل النبي ص إنما لم يذكر الملك هنا لأنه ليس للملك جسد مثل جسد الإنسان قوله ما الجبل هو بسكون الباء سؤال عن مصدر الفعل المتقدم على ما في الكافي و قوله الخلق غيرنا الأظهر عندي أن قوله الخلق تفسير للجبل و قوله غيرنا تتمة للكلام السابق على الاستثناء المنقطع و إنما اعترض السؤال و الجواب بين الكلام قبل تمامه. و قال الشيخ البهائي قدس الله روحه يعني مادة بدننا لا تسمى جبلة لأنها خلقت من العشر طينات و قيل حاصله أن مصداق الجبل في الكلام المتقدم خلق غيرنا أهل البيت لأن الله تعالى خلق طينتنا من عشر طينات و لأجل ذلك شيعتنا منتشرة في الأرضين و السماوات. أقول و هذا أيضا وجه قريب و قوله فأطيب بها طيبا صيغة التعجب و في بعض النسخ طينا بالنون و نصبه على التميز أي ما أطيبها من طينة. و روى غيره كلام الصفار و الضمير لعلي أو للزيات و ضمير قال لأمير المؤمنين أو الباقر أو الصادق عليهم السلام لأن أبا الصامت راويهما و الحير حائر الحسين ع

 11-  ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن منا لمن يعاين معاينة و إن  منا لمن ينقر في قلبه كيت و كيت و إن منا لمن يسمع كوقع السلسلة تقع في الطست قال قلت فالذين يعاينون ما هم قال خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل

 12-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن إسحاق عن الحسن بن عباس بن جريش عن أبي جعفر ع قال سأل أبا عبد الله ع رجل من أهل بيته عن سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر فقال ويلك سألت عن عظيم إياك و السؤال عن مثل هذا فقام الرجل قال فأتيته يوما فأقبلت عليه فسألته فقال إنا أنزلناه نور عند الأنبياء و الأوصياء لا يريدون حاجة من السماء و لا من الأرض إلا ذكروها لذلك النور فأتاهم بها فإن مما ذكر علي بن أبي طالب ع من الحوائج أنه قال لأبي بكر يوما لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ فأشهد أن رسول الله مات شهيدا فإياك أن تقول إنه ميت و الله ليأتينك فاتق الله إذا جاءك الشيطان غير متمثل به فبعث به أبو بكر فقال إن جاءني و الله أطعته و خرجت مما أنا فيه قال و ذكر أمير المؤمنين ع لذلك النور فعرج إلى أرواح النبيين فإذا محمد ص قد ألبس وجهه ذلك النور و أتى و هو يقول يا أبا بكر آمن بعلي ع و بأحد عشر من ولده إنهم مثلي إلا النبوة و تب إلى الله برد ما في يديك إليهم فإنه لا حق لك فيه قال ثم ذهب فلم ير فقال أبو بكر أجمع الناس فأخطبهم بما رأيت و أبرأ إلى الله مما أنا فيه إليك  يا علي على أن تؤمنني قال ما أنت بفاعل و لو لا أنك تنسى ما رأيت لفعلت قال فانطلق أبو بكر إلى عمر و رجع نور إنا أنزلناه إلى علي ع فقال له قد اجتمع أبو بكر مع عمر فقلت أ و علم النور قال إن له لسانا ناطقا و بصرا نافذا يتجسس الأخبار للأوصياء و يستمع الأسرار و يأتيهم بتفسير كل أمر يكتتم به أعداؤهم فلما أخبر أبو بكر الخبر عمر قال سحرك و إنها لفي بني هاشم لقديمة قال ثم قاما يخبران الناس فما دريا ما يقولان قلت لما ذا قال لأنهما قد نسياه و جاء النور فأخبر عليا ع خبرهما فقال بعدا لهما كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ

 بيان قوله ع لفعلت لعل المعنى لفعلت أشياء أخر من التشنيع و النسبة إلى السحر و غيرهما كما يومي إليه آخر الخبر و يمكن أن يقرأ على صيغة المتكلم لكنه يأبى عنه ما بعده في الجملة

 13-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر عن جابر الجعفي قال قال أبو عبد الله ع يا جابر إن الله خلق الناس ثلاثة أصناف و هو قول الله تعالى وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فالسابقون هو رسول الله ص و خاصة الله من خلقه جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه بعثوا أنبياء و أيدهم بروح الإيمان فبه خافوا الله و أيدهم بروح القوة فبه قووا على طاعة الله و أيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله و كرهوا معصيته و جعل فيهم روح المدرج الذي يذهب به الناس و يجيئون  و جعل في المؤمنين أصحاب الميمنة روح الإيمان فبه خافوا الله و جعل فيهم روح القوة فبه قووا على الطاعة من الله و جعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله و جعل فيهم روح المدرج الذي يذهب الناس به و يجيئون

 تبين أَزْواجاً أي أصنافا ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ الاستفهام للتعجب من علو حالهم و الجملة الاستفهامية خبر بإقامة الظاهر مقام الضمير و سموا بذلك لأنهم عند الميثاق كانوا على اليمين أو يكونون في الحشر عن يمين العرش أو يؤتون صحائفهم بأيمانهم أو لأنهم أهل اليمن و البركة و أصحاب المشأمة على خلاف ذلك وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أي الذين سبقوا إلى الإيمان و الطاعة أو إلى حيازة الفضائل أو الأنبياء و الأوصياء فإنهم مقدمو أهل الإيمان هم الذين عرفت حالهم و مآلهم و الذين سبقوا إلى الجنة أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ أي الذين قربت درجاتهم في الجنة و أعليت مراتبهم و خاصة الله أي سائر الأنبياء و جميع الأوصياء الذين اختصهم الله لخلافته. ثم اعلم أن الروح يطلق على النفس الناطقة و على النفس الحيوانية السارية في البدن و على خلق عظيم إما من جنس الملائكة أو أعظم منهم و الأرواح المذكورة هنا يمكن أن تكون أرواحا مختلفة متباينة بعضها في البدن و بعضها خارجة عنه أو يكون المراد بالجميع النفس الناطقة باعتبار أعمالها و أحوالها و درجاتها و مراتبها أو أطلقت على تلك الأحوال و الدرجات كما أنه تطلق عليها النفس الأمارة و اللوامة و الملهمة و المطمئنة بحسب درجاتها و مراتبها في الطاعة و العقل الهيولاني و بالملكة و بالفعل و المستفاد بحسب مراتبها في العلم و المعرفة. و يحتمل أن تكون روح القوة و الشهوة و المدرج كلها الروح الحيوانية و روح الإيمان و روح القدس النفس الناطقة بحسب كمالاتها أو تكون الأربعة سوى روح  القدس مراتب النفس و روح القدس الخلق الأعظم و يحتمل أن يكون ارتباط روح القدس متفرعا على حصول تلك الحالة القدسية للنفس فتطلق روح القدس على النفس في تلك الحالة و على تلك الحالة و على الجوهر القدسي الذي يحصل له الارتباط بالنفس في تلك الحالة كما تقول الحكماء في ارتباط النفس بالعقل الفعل بزعمهم و به يؤولون أكثر الآيات و الأخبار اعتمادا على عقولهم القاصرة و أفكارهم الخاسرة. فبه قووا على طاعة الله أقول روح القوة روح بها يقوون على الأعمال و هي مشتركة بين الفريقين لكن لما كان أصحاب اليمين يصرفونها إلى طاعة الله عبر عنها كذلك و كذا روح الشهوة هي ما يصير سببا للميل إلى المشتهيات فأصحاب الشمال يستعملونها في المشتهيات الجسمانية و أصحاب اليمين في اللذات الروحانية و عدم ذكر أصحاب المشأمة لظهور أحوالهم مما مر لأنه ليس لهم روح القدس و لا روح الإيمان ففيهم الثلاثة الباقية التي هي موجودة في الحيوانات أيضا كما قال سبحانه إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا و سيأتي تفصيل القول في ذلك في كتاب السماء و العالم إن شاء الله تعالى

 14-  ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن يحيى بن صالح عن محمد بن خالد الأسدي عن الحسن بن إبراهيم عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع قال في الأنبياء و الأوصياء خمسة أرواح روح البدن و روح القدس و روح القوة و روح الشهوة و روح الإيمان و في المؤمنين أربعة أرواح أفقدها روح القدس روح البدن و روح القوة و روح الشهوة و روح الإيمان و في الكفار ثلاثة أرواح روح البدن روح القوة و روح الشهوة ثم قال روح الإيمان يلازم الجسد ما لم يعمل بكبيرة فإذا عمل بكبيرة  فارقه الروح و روح القدس من سكن فيه فإنه لا يعمل بكبيرة أبدا

 15-  ير، ]بصائر الدرجات[ بعض أصحابنا عن محمد بن عمر عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن علم العالم فقال يا جابر إن في الأنبياء و الأوصياء خمسة أرواح روح القدس و روح الإيمان و روح الحياة و روح القوة و روح الشهوة فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى ثم قال يا جابر إن هذه الأرواح يصيبها الحدثان إلا أن روح القدس لا يلهو و لا يلعب

 بيان روح الحياة هنا هي روح المدرج. و في الصحاح حدث أمر أي وقع و الحدث و الحادثة و الحدثان كله بمعنى و المراد هنا ما يمنعها عن أعمالها كرفع بعض الشهوات عند الشيخوخة و ضعف القوى بها و بالأمراض و مفارقة روح الإيمان بارتكاب الكبائر و أما من أعطي روح القدس فلا يصيبه ما يمنعه عن العلم و المعرفة و لا يلهو أي لا يغفل و لا يسهو عن أمر و لا يلعب أي لا يرتكب أمرا لا منفعة فيه

 16-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن معروف عن القاسم بن عروة عن محمد بن حمران عن بعض أصحابه قال سألت أبا عبد الله ع فقلت جعلت فداك تسألون عن الشي‏ء فلا يكون عندكم علمه فقال ربما كان ذلك قال قلت كيف تصنعون قال تتلقانا به روح القدس

 17-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن محمد البرقي و الأهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي  عن بشير الدهان عن حمران بن أعين عن جعيد الهمداني قال سألت علي بن الحسين عليه السلام بأي حكم تحكمون قال نحكم بحكم آل داود فإن عيينا شيئا تلقانا به روح القدس

 بيان قوله ع بحكم آل داود أي نحكم بعلمنا و لا نسأل بينة كما كان داود ع أحيانا يفعله

 18-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن الساباطي قال قلت لأبي عبد الله ع بما تحكمون إذا حكمتم فقال بحكم الله و حكم داود فإذا ورد علينا شي‏ء ليس عندنا تلقانا به روح القدس

 19-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن البرقي عن أبي الجهم عن أسباط عن أبي عبد الله ع قال قلت تسألون عن الشي‏ء فلا يكون عندكم علمه قال ربما كان ذلك قلت كيف تصنعون قال تلقانا به روح القدس

 20-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله ع أنبياء أنتم قال لا قلت فقد حدثني من لا أتهم أنك قلت إنا أنبياء قال من هو أبو الخطاب قال قلت نعم قال كنت إذا أهجر قال قلت فبما تحكمون قال بحكم آل داود فإذا ورد علينا شي‏ء ليس عندنا تلقانا به روح القدس

 بيان قوله ع كنت إذا أهجر أي لم أقل ذلك و كذب علي إذ لو قلت ذلك لكان هذيانا و لا يصدر مثله عن مثلي

 21-  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار أو غيره قال قلت لأبي عبد الله ع فبما تحكمون إذا حكمتم فقال بحكم الله و حكم داود و حكم محمد ص فإذا ورد علينا ما ليس في كتاب علي ع تلقانا به روح القدس و ألهمنا الله إلهاما

   -22  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن محمد البرقي عن ابن سنان أو غيره عن بشير عن حمران جعيد الهمداني و كان جعيد ممن خرج مع الحسين ع بكربلاء قال فقلت للحسين ع جعلت فداك بأي شي‏ء تحكمون قال يا جعيد نحكم بحكم آل داود فإذا عيينا عن شي‏ء تلقانا به روح القدس

 23-  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن الحسن بن علي عن علي بن عبد العزيز عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك إن الناس يزعمون أن رسول الله ص وجه عليا ع إلى اليمن ليقضي بينهم فقال علي ع فما وردت علي قضية إلا حكمت فيها بحكم الله و حكم رسول الله ص فقال صدقوا قلت و كيف ذاك و لم يكن أنزل القرآن كله و قد كان رسول الله ص غائبا عنه فقال تتلقاه به روح القدس

 24-  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أبو علي أحمد بن إسحاق عن الحسن بن العباس بن جريش عن أبي جعفر الثاني ع قال قال أبو جعفر الباقر ع إن الأوصياء محدثون يحدثهم روح القدس و لا يرونه و كان علي ع يعرض على روح القدس ما يسأل عنه فيوجس في نفسه أن قد أصبت بالجواب فيخبر فيكون كما قال

 25-  ير، ]بصائر الدرجات[ الحسين بن محمد عن المعلى عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان  عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله ع سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره فقال يا مفضل إن الله تبارك و تعالى جعل للنبي ص خمسة أرواح روح الحياة فبه دب و درج و روح القوة فبه نهض و جاهد و روح الشهوة فبه أكل و شرب و أتى النساء من الحلال و روح الإيمان فبه أمر و عدل و روح القدس فبه حمل النبوة فإذا قبض النبي ص انتقل روح القدس فصار في الإمام و روح القدس لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يسهو و الأربعة الأرواح تنام و تلهو و تغفل و تسهو و روح القدس ثابت يرى به ما في شرق الأرض و غربها و برها و بحرها قلت جعلت فداك يتناول الإمام ما ببغداد بيده قال نعم و ما دون العرش

 خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن إسماعيل بن محمد البصري عن عبد الله بن إدريس مثله

 26-  ير، ]بصائر الدرجات[ بعض أصحابنا عن موسى بن عمر عن محمد بن بشار عن عمار بن مروان عن جابر قال قال أبو جعفر ع إن الله خلق الأنبياء و الأئمة على خمسة أرواح روح الإيمان و روح الحياة و روح القوة و روح الشهوة و روح القدس فروح القدس من الله و سائر هذه الأرواح يصيبها الحدثان فروح القدس لا يلهو و لا يتغير و لا يلعب و بروح القدس علموا يا جابر ما دون العرش إلى ما تحت الثرى

 خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن موسى بن عمر مثله

   -27  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك أخبرني عن قول الله تبارك و تعالى وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ قال يا أبا محمد خلق و الله أعظم من جبرئيل و ميكائيل و قد كان مع رسول الله ص يخبره و يسدده و هو مع الأئمة ع يخبرهم و يسددهم

 28-  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تبارك و تعالى وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ قال خلق من خلق الله أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص يخبره و يسدده و هو مع الأئمة من بعده

 29-  ير، ]بصائر الدرجات[ العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن أبان بن تغلب قال الروح خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص يسدده و يوفقه و هو مع الأئمة من بعده

 30-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن عيسى عن عبد الله بن طلحة قال قلت لأبي عبد الله ع أخبرني يا ابن رسول الله عن العلم الذي تحدثونا به أ من صحف عندكم أم من رواية يرويها بعضكم عن بعض أو كيف حال العلم عندكم قال يا عبد الله الأمر أعظم من ذلك و أجل أ ما تقرأ كتاب الله قلت بلى قال أ ما تقرأ   وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ أ فترون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان قال قلت هكذا نقرؤها قال نعم قد كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان حتى بعث الله تلك الروح فعلمه بها العلم و الفهم و كذلك تجري تلك الروح إذا بعثها الله إلى عبد علمه بها العلم و الفهم

 ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله ع مثله ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن ابن سنان أو غيره عن عبد الله بن طلحة مثله

 31-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الروح خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص يسدده و يرشده و هو مع الأوصياء من بعده

 32-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن أسباط بياع الزطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال له رجل من أهل هيت قول الله عز و جل وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ قال فقال ملك منذ أنزل الله ذلك الملك لم يصعد إلى السماء كان مع رسول الله ص و هو مع الأئمة يسددهم

 33-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن صفوان عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير قال قلت قول الله وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا قال هو خلق أعظم من  جبرئيل و ميكائيل وكل بمحمد ص يخبره و يسدده و هو مع الأئمة يخبرهم و يسددهم

 34-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى عن البزنطي عن عاصم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ فقال خلق من خلق الله أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص يخبره و يسدده و هو مع الأئمة من بعده

 35-  ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن جبلة عن أبي الصباح قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إنه كان مع رسول الله ص خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان يوفقه و يسدده و هو مع الأئمة من بعده

 36-  ير، ]بصائر الدرجات[ البرقي عن أبي الجهم عن ابن أسباط قال سأل أبا عبد الله ع رجل و أنا حاضر عن قول الله تعالى وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا فقال منذ أنزل الله ذلك الروح على محمد ص لم يصعد إلى السماء و إنه لفينا

 ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن ابن أسباط مثله

 37-  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا فقال أبو جعفر ع منذ أنزل الله ذلك الروح على نبيه ص ما صعد إلى السماء و إنه لفينا

   -38  ير، ]بصائر الدرجات[ سلمة بن الخطاب عن يحيى بن إبراهيم عن أسباط بن سالم قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه رجل من أهل هيت فقال أصلحك الله قول الله تبارك و تعالى في كتابه وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا قال ع ذلك فينا منذ هبطه الله إلى الأرض و ما يعرج إلى السماء

 39-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير قال سمعت أبا جعفر ع و سئل عن قول الله تبارك و تعالى وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا فقال الروح الذي قال الله وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا فإنه هبط من السماء على محمد ص ثم لم يصعد إلى السماء منذ هبط إلى الأرض

 40-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر قال قلت لأبي عبد الله ع أخبرني عن العلم الذي تعلمونه أ هو شي‏ء تعلمونه من أفواه الرجال بعضكم من بعض أو شي‏ء مكتوب عندكم من رسول الله ص فقال الأمر أعظم من ذلك أ ما سمعت قول الله عز و جل في كتابه وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ قال قلت بلى قال فلما أعطاه الله تلك الروح علم بها و كذلك هي إذا انتهت إلى عبد علم بها العلم و الفهم يعرض بنفسه ع

 41-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن زياد بن أبي الحلال قال كنت سمعت من جابر أحاديث فاضطرب فيها فؤادي و ضقت فيها ضيقا شديدا فقلت و الله إن المستراح لقريب و إني عليه لقوي فابتعت بعيرا و خرجت إلى المدينة و طلبت الإذن على أبي عبد الله ع فأذن لي فلما نظر إلي قال رحم الله جابرا كان يصدق علينا و لعن الله المغيرة فإنه كان يكذب علينا قال ثم قال  فينا روح رسول الله ص

 42-  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سألت أبا عبد الله ع عن العلم ما هو أ علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أو في كتاب عندكم تقرءونه فتعلمون منه فقال الأمر أعظم من ذاك و أجل أ ما سمعت قول الله تبارك تعالى وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ ثم قال و أي شي‏ء يقول أصحابكم في هذه الآية يرون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان حتى بعث الله إليه تلك الروح التي يعطيها الله من يشاء فإذا أعطاها الله عبدا علمه الفهم و العلم

 43-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن ابن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله عز و جل يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فقال جبرئيل الذي نزل على الأنبياء و الروح تكون معهم و مع الأوصياء لا تفارقهم تفقههم و تسددهم من عند الله و إنه لا إله إلا الله محمد رسول الله و بهما عبد الله و استعبد الله على هذا الجن و الإنس و الملائكة و لم يعبد الله ملك و لا نبي و لا إنسان و لا جان إلا بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و ما خلق الله خلقا إلا للعبادة

   خص، ]منتخب البصائر[ سعد عن محمد بن عيسى و محمد بن الحسين و موسى بن عمر عن ابن أسباط مثله ير، ]بصائر الدرجات[ بعض أصحابنا عن موسى بن عمر عن علي بن أسباط هذا الحديث بهذا الإسناد بعينه

 44-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين و محمد بن عيسى عن علي بن أسباط عن الحسين بن أبي العلاء عن سعد الإسكاف قال أتى رجل علي بن أبي طالب ع يسأله عن الروح أ ليس هو جبرئيل فقال له علي ع جبرئيل من الملائكة و الروح غير جبرئيل و كرر ذلك على الرجل فقال له لقد قلت عظيما من القول ما أحد يزعم أن الروح غير جبرئيل فقال له علي ع إنك ضال تروي عن أهل الضلال يقول الله تبارك و تعالى لنبيه ص أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ و الروح غير الملائكة

 45-  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن الحسين عن المختار بن زياد عن أبي جعفر محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال كنت مع أبي عبد الله ع فذكر شيئا من أمر الإمام إذا ولد قال و استوجب زيارة الروح في ليلة القدر فقلت جعلت فداك أ ليس الروح جبرئيل فقال جبرئيل من الملائكة و الروح خلق أعظم من الملائكة أ ليس الله يقول تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ

 46-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن أبي هارون العبدي عن محمد عن الأصبغ بن نباتة قال أتى رجل أمير المؤمنين ع فقال أناس يزعمون أن العبد لا يزني و هو مؤمن و لا يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر و هو مؤمن و لا يأكل الربا و هو مؤمن و لا يسفك الدم الحرام و هو مؤمن فقد كبر هذا  علي و حرج منه صدري حتى زعم أن هذا العبد الذي يصلي إلى قبلتي و يدعو دعوتي و يناكحني و أناكحه و يوارثني و أوارثه فأخرجه من الإيمان من أجل ذنب يسير أصابه فقال له علي ع صدقك أخوك إني سمعت رسول الله ص و هو يقول خلق الله الخلق و هو على ثلاث طبقات و أنزلهم ثلاث منازل فذلك قوله في الكتاب أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ و أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ و السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ فأما ما ذكرت من السابقين فأنبياء مرسلون و غير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح روح القدس و روح الإيمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين و غير مرسلين و بروح الإيمان عبدوا الله و لم يشركوا به شيئا و بروح القوة جاهدوا عدوهم و عالجوا معايشهم و بروح الشهوة أصابوا اللذيذ من الطعام و نكحوا الحلال من شباب النساء و بروح البدن دبوا و درجوا ثم قال تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ فوق بعض دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ثم قال في جماعتهم وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ يقول أكرمهم بها و فضلهم على من سواهم و أما ما ذكرت من أصحاب الميمنة فهم المؤمنون حقا بأعيانهم فجعل فيهم أربعة أرواح روح الإيمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن و لا يزال العبد يستكمل بهذه الأرواح حتى تأتي حالات قال و ما هذه الحالات فقال علي ع أما أولهن فهو كما قال الله   وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً فهذا ينتقص منه جميع الأرواح و ليس من الذي يخرج من دين الله لأن الله الفاعل ذلك به رده إلى أرذل عمره فهو لا يعرف للصلاة وقتا و لا يستطيع التهجد بالليل و لا الصيام بالنهار و لا القيام في صف مع الناس فهذا نقصان من روح الإيمان فليس يضره شي‏ء إن شاء الله و ينتقص منه روح القوة فلا يستطيع جهاد عدوه و لا يستطيع طلب المعيشة و ينتقص منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم لم يحن إليها و لم يقم و يبقى روح البدن فهو يدب و يدرج حتى يأتيه ملك الموت فهذا حال خير لأن الله فعل ذلك به و قد تأتي عليه حالات في قوته و شبابه يهم بالخطيئة فتشجعه روح القوة و تزين له روح الشهوة و تقوده روح البدن حتى توقعه في الخطيئة فإذا مسها انتقص من الإيمان و نقصانه من الإيمان ليس بعائد فيه أبدا أو يتوب فإن تاب و عرف الولاية تاب الله عليه و إن عاد و هو تارك الولاية أدخله الله نار جهنم و أما أصحاب المشأمة فهم اليهود و النصارى قول الله تعالى الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ في منازلهم وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ الرسول من الله إليهم بالحق فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك الذم فسلبهم روح الإيمان و أسكن أبدانهم ثلاثة أرواح روح القوة و روح الشهوة و روح البدن ثم أضافهم إلى الأنعام فقال إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا لأن الدابة إنما تحمل بروح القوة  و تعتلف بروح الشهوة و تسير بروح البدن فقال له السائل أحييت قلبي بإذن الله تعالى

 بيان قال في القاموس دب يدب دبا و دبيبا مشى على هنيئة و قال الجوهري درج الرجل مشى و درج أي مضى

 47-  خص، ]منتخب البصائر[ ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال خلق أعظم من خلق جبرئيل و ميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد ص و هو مع الأئمة يوفقهم و يسددهم و ليس كل ما طلب وجد

 48-  ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع مثله

 توضيح هذا الخبر يدل على اختصاص الروح بالنبي و الأئمة صلوات الله عليهم و قد اشتملت الأخبار السالفة على أن روح القدس يكون في الأنبياء أيضا و يمكن الجمع بوجهين الأول أن يكون روح القدس مشتركا و الروح الذي من أمر الرب مختصا و قد دل على مغايرتهما بعض الأخبار السالفة. و الثاني أن يكون روح القدس نوعا تحته أفراد كثيرة فالفرد الذي في النبي ص و الأئمة ع أو الصنف الذي فيهم لم يكن مع من مضى و على القول بالصنف يرتفع التنافي بين ما دل على كون نقل الروح إلى الإمام بعد فوت النبي ص و بين ما دل على كون الروح مع الإمام من عند ولادته فلا تغفل.  قوله ع و ليس كل ما طلب وجد أي ليس حصول تلك المرتبة الجليلة يتيسر بالطلب بل ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء أو ذلك الروح قد يحضر و قد يغيب و ليس كل ما طلب وجد فلذا قد يتأخر جوابهم حتى يحضر و الأول أظهر

 49-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد ص و هو مع الأئمة و ليس كل ما طلب وجد

 50-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عنه ع مثله

 بيان لعل المراد بالملك في تلك الأخبار مثله في الخلق و الروحانية لا الملك حقيقة

 51-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن فضالة عن عمر بن أبان الكلبي عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا قال هو خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص يوفقه و هو معنا أهل البيت

 ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن حفص الكلبي عن أبي بصير مثله

 52-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن الحسن بن علي عن أسباط بن سالم قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل و هو مع الأئمة

 53-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال  سألت أبا عبد الله ع عن الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي فقال أبو عبد الله ع خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل و هو مع الأئمة يفقههم قلت وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ قال من قدرته

 54-  ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن قوله عز و جل وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله ص و هو مع الأئمة و هو من الملكوت

 بيان أي من السماويات و قيل أي من المجردات و لم يثبت هذا الاصطلاح في الأخبار و لم يثبت وجود مجرد سوى الله تعالى

 55-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن عيسى عن الحسين القلانسي قال سمعته يقول في هذه الآية يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد ص و هو مع الأئمة و ليس كما ظننت

 56-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي بصير مثله

 بيان لعل المراد أنه ليس كما ظننت أنه روح الله حقيقة أو ليس كما ظننت أنه روح سائر الخلق

   -57  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد و ابن يزيد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال إن الله تبارك و تعالى أحد صمد و الصمد الشي‏ء الذي ليس له جوف و إنما الروح خلق من خلقه له بصر و قوة و تأييد يجعله الله في قلوب الرسل و المؤمنين

 58-  شي، ]تفسير العياشي[ عن محمد بن عذافر الصيرفي عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى خلق روح القدس و لم يخلق خلقا أقرب إليه منها و ليست بأكرم خلقه عليه فإذا أراد أمرا ألقاه إليها فألقاه إلى النجوم فجرت به

 بيان قوله ع و ليست بأكرم خلقه عليه أي هي أقرب خلق الله إليه من جهة الوحي و ليست بأكرم خلق الله إذ النبي و الأئمة صلوات عليهم الذين خلق الروح لهم أكرم على الله منها و الظاهر أن المراد بالنجوم الأئمة ع و جريانها به كناية عن عملهم بما يلقي إليهم و نشر ذلك بين الخلق و حملها على النجوم حقيقة لدلالتها على الحوادث بعيد

 59-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قال من ملك بني أمية قال و قوله تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ أي من عند ربهم على محمد و آل محمد بكل أمر سلام

 60-  و روي أيضا عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق بإسناده عن أبي  عبد الله ع قال سمعته يقول قال لي أبي محمد بن علي قرأ علي بن أبي طالب ع إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ و عنده الحسن و الحسين عليهما السلام فقال له الحسين ع يا أبتا كان بها من فيك حلاوة فقال له يا ابن رسول الله و ابني إني أعلم فيها ما لم تعلم أنها لما نزلت بعث إلى جدك رسول الله فقرأها علي ثم ضرب على كتفي الأيمن و قال يا أخي و وصيي و والي أمتي بعدي و حرب أعدائي إلى يوم يبعثون هذه السورة لك من بعدي و لولدك من بعدك إن جبرئيل أخي من الملائكة حدث إلي أحداث أمتي في سنتها و إنه ليحدث ذلك إليك كأحداث النبوة و لها نور ساطع في قلبك و قلوب أوصيائك إلى مطلع فجر القائم ع

 61-  و روي عن أبي جعفر الثاني قال كان علي ع يقول ما اجتمع التيمي و العدوي عند رسول الله ص و هو يقرأ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بتخشع و بكاء إلا و يقولان ما أشد رقتك لهذه السورة فيقول لهما رسول الله ص لما رأت عيني و وعاه قلبي و لما يلقى قلب هذا من بعدي فيقولان و ما الذي رأيت و ما الذي يلقى فيكتب لهما في التراب تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ قال ثم يقول لهما هل بقي شي‏ء بعد قوله مِنْ كُلِّ أَمْرٍ فيقولان لا فيقول فهل تعلمان من المنزل إليه ذلك الأمر فيقولان أنت يا رسول الله فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدي و هل ينزل ذلك الأمر فيها فيقولان نعم فيقول فإلى من فيقولان لا ندري فيأخذ رسول الله ص برأسي و يقول إن لم تدريا فادريا هو هذا من بعدي قال و إنهما كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله ص من شدة ما يداخلهما من الرعب

 62-  و روي بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع أنه قال يا معشر الشيعة خاصموا  بسورة إنا أنزلنا في ليلة القدر تفلجوا فو الله إنها لحجة الله تبارك و تعالى على الخلق بعد رسول الله ص و إنها لسيدة دينكم و إنها لغاية علمنا يا معشر الشيعة خاصموا ب حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله يا معشر الشيعة إن الله تبارك و تعالى يقول وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ فقيل يا أبا جعفر نذير هذه الأمة محمد ص قال صدقت فهل كان نذير و هو حي من البعثة في أقطار الأرض فقال السائل لا فقال أبو جعفر ع أ رأيت أن بعيثه ليس نذيره كما أن رسول الله ص في بعثته من الله تعالى نذير فقال بلى قال فكذلك لم يمت محمد ص إلا و له بعيث نذير فإن قلت لا فقد ضيع رسول الله ص من في أصلاب الرجال من أمته فقال السائل أ و لم يكفهم القرآن قال بلى إن وجدوا له مفسرا قال أ و ما فسره رسول الله ص قال بلى و لكن فسره لرجل واحد و فسر للأمة شأن ذلك الرجل و هو علي بن أبي طالب ع قال السائل يا أبا جعفر كان هذا الأمر خاص لا يحتمله العامة قال نعم أبى الله أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه كما أنه كان رسول الله ص مع خديجة ع مستترا حتى أمر بالإعلان قال السائل أ ينبغي  لصاحب هذا الدين أن يكتم قال أ و ما كتم علي بن أبي طالب ع يوم أسلم مع رسول الله ص حتى أظهر أمره قال بلى قال فكذلك أمرنا حتى يبلغ الكتاب أجله

 63-  و روي أيضا بهذا الإسناد عنه ع أنه قال لقد خلق الله تعالى ليلة القدر أول ما خلق الدنيا و لقد خلق فيها أول نبي يكون و أول وصي يكون و لقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة فمن جحد ذلك فقد رد على الله تعالى علمه لأنه لا يقوم الأنبياء و الرسل و المحدثون إلا أن يكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة مع الحجة التي يأتيهم مع جبرئيل ع قال قلت و المحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة قال أما الأنبياء و الرسل فلا شك في ذلك و لا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا من أن يكون على أهل الأرض حجة ينزل ذلك الأمر في تلك الليلة إلى من أحب من عباده و هو الحجة و ايم الله لقد نزل الملائكة و الروح بالأمر في ليلة القدر على آدم ع و ايم الله ما مات آدم إلا و له وصي و كل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها و وصفه لوصيه من بعده و ايم الله إنه كان ليؤمر النبي فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم إلى محمد ص أن أوص إلى فلان و لقد قال الله تعالى في كتابه لولاة الأمر من بعد محمد ص خاصة وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ إلى قوله هُمُ الْفاسِقُونَ يقول أستخلفكم لعلمي و ديني و عبادتي بعد نبيكم كما استخلفت وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذي يليه يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً يقول  يعبدونني بإيمان أن لا نبي بعد محمد ص فمن قال غير ذلك فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد بالعلم و نحن هم فاسألونا فإن صدقناكم فأقروا و ما أنتم بفاعلين أما علمنا فظاهر و أما إبان أجلنا الذي يظهر فيه الدين منا حتى لا يكون بين الناس اختلاف فإن له أجلا من ممر الليالي و الأيام إذا أتى ظهر الدين و كان الأمر واحدا و ايم الله لقد قضي الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف و لذلك جعلهم الله شهداء على الناس ليشهد محمد ص علينا و لنشهد نحن على شيعتنا و لتشهد شيعتنا على الناس أبى الله أن يكون في حكمه اختلاف أو بين أهل علمه تناقض ثم قال أبو جعفر ع ففضل إيمان المؤمن بحمله إنا أنزلناه و بتفسيرها على من ليس مثله في الإيمان بها كفضل الإنسان على البهائم و إن الله تعالى ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين و لا أعلم في هذا الزمان جهادا إلا الحج و العمرة و الجوار

 64-  كا، ]الكافي[ محمد بن أبي عبد الله و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثاني ع قال قال أبو عبد الله ع بينا أبي ع يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه أسبوعه حتى أدخله إلى دار جنب الصفا فأرسل إلي فكنا ثلاثة فقال مرحبا يا ابن رسول الله ثم وضع يده على رأسي و قال بارك الله فيك يا أمين الله بعد آبائه يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني و إن شئت فأخبرتك و إن شئت سلني و إن شئت سألتك و إن شئت فأصدقني و إن شئت صدقتك قال كل ذلك أشاء قال فإياك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره قال إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه و إن الله عز و جل أبى أن يكون له  علم فيه اختلاف قال هذه مسألتي و قد فسرت طرفا منها أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف من يعلمه قال أما جملة العلم فعند الله جل ذكره و أما ما لا بد للعباد منه فعند الأوصياء قال ففتح الرجل عجرته و استوى جالسا و تهلل وجهه و قال هذه أردت و لها أتيت و زعمت أن علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الأوصياء فكيف يعلمونه قال كما كان رسول الله ص يعلمه إلا أنهم لا يرون ما كان رسول الله ص يرى لأنه كان نبيا و هم محدثون و إنه كان يفد إلى الله جل جلاله فيسمع الوحي و هم لا يسمعون فقال صدقت يا ابن رسول الله سآتيك بمسألة صعبة أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول الله ص قال فضحك أبي ع و قال أبى الله أن يطلع على علمه إلا ممتحنا للإيمان به كما قضى على رسول الله ص أن يصبر على أذى قومه و لا يجاهدهم إلا بأمره فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ و ايم الله أن لو صدع قبل ذلك لكان آمنا و لكنه إنما نظر في الطاعة و خاف الخلاف فلذلك كف فوددت أن عينك تكون مع مهدي هذه الأمة و الملائكة بسيوف آل داود بين السماء و الأرض تعذب أرواح الكفرة من الأموات و تلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء ثم أخرج سيفا ثم قال ها إن هذا منها قال فقال أبي إي و الذي اصطفى محمدا على البشر قال فرد الرجل اعتجاره و قال أنا إلياس ما سألتك عن أمرك و بي به جهالة غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لأصحابك و سأخبرك بآية أنت تعرفها إن خاصموا بها فلجوا قال فقال له أبي إن شئت أخبرتك بها قال قد شئت قال إن شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا إن الله عز و جل يقول لرسوله

   إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إلى آخرها فهل كان رسول الله ص يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو يأتيه به جبرئيل ع في غيرها فإنهم سيقولون لا فقل لهم فهل كان لما علم بد من أن يظهر فيقولون لا فقل لهم فهل كان فيما أظهر رسول الله ص من علم الله عز ذكره اختلاف فإن قالوا لا فقل لهم فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول الله ص فيقولون نعم فإن قالوا لا فقد نقضوا أول كلامهم فقل لهم ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ فإن قالوا من الراسخون في العلم فقل من لا يختلف في علمه فإن قالوا فمن هو ذاك فقل كان رسول الله ص صاحب ذلك فهل بلغ أو لا فإن قالوا قد بلغ فقل فهل مات ص و الخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف فإن قالوا لا فقل إن خليفة رسول الله ص مؤيد و لا يستخلف رسول الله ص إلا من يحكم بحكمه و إلا من يكون مثله إلا النبوة فإن كان رسول الله ص لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده فإن قالوا لك فإن علم رسول الله ص كان من القرآن فقل حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إلى قوله إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ فإن قالوا لك لا يرسل الله عز و جل إلا إلى نبي فقل هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة و الروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى الأرض فإن قالوا من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية فإن قالوا من سماء إلى أرض و أهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك فقل فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه  فإن قالوا فإن الخليفة هو حكمهم فقل اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ إلى قوله خالِدُونَ لعمري ما في الأرض و لا في السماء ولي لله عز ذكره إلا و هو مؤيد و من أيد لم يخط و ما في الأرض عدو لله عز ذكره إلا و هو مخذول و من خذل لم يصب كما أن الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض كذلك لا بد من وال فإن قالوا لا نعرف هذا فقل لهم قولوا ما أحببتم أبى الله بعد محمد أن يترك العباد و لا حجة عليهم قال أبو عبد الله ع ثم وقف فقال هاهنا يا ابن رسول الله باب غامض أ رأيت إن قالوا حجة الله القرآن قال إذن أقول لهم إن القرآن ليس بناطق يأمر و ينهى و لكن للقرآن أهل يأمرون و ينهون و أقول قد عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ما هي في السنة و الحكم الذي ليس فيه اختلاف و ليست في القرآن أبى الله لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض و ليس في حكمه راد لها و مفرج عن أهلها فقال هاهنا يفلجون يا ابن رسول الله أشهد أن الله عز ذكره قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في الأرض أو في أنفسهم من الدين أو غيره فوضع القرآن دليلا قال فقال الرجل هل تدري يا ابن رسول الله دليل ما هو فقال أبو جعفر ع نعم فيه جمل الحدود و تفسيرها عند الحكم فقد أبى الله أن يصيب عبدا بمصيبة في دينه أو في نفسه أو ماله ليس في أرضه من حكم قاض بالصواب في تلك المصيبة قال فقال الرجل أما في هذا الباب فقد فلجتم بحجة إلا أن يفتري خصمكم على الله فيقول ليس لله جل ذكره حجة و لكن أخبرني عن تفسير لِكَيْلا تَأْسَوْا  عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ قال في أبي فلان و أصحابه واحدة مقدمة و واحدة مؤخرة لا تأسوا على ما فاتكم مما خص به علي ع و لا تفرحوا بما آتاكم من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله فقال الرجل أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ثم قام الرجل و ذهب فلم أره

 65-  و عن أبي عبد الله ع قال بينا أبي ع جالس و عنده نفر إذا استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا ثم قال هل تدرون ما أضحكني قال فقالوا لا قال زعم ابن عباس أنه من الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فقلت له هل رأيت الملائكة يا ابن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا و الآخرة مع الأمن من الخوف و الحزن قال فقال إن الله تبارك و تعالى يقول إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ و قد دخل في هذا جميع الأمة فاستضحكت ثم قلت صدقت يا ابن عباس أنشدك الله هل في حكم الله جل ذكره اختلاف قال فقال لا فقلت ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ثم ذهب و أتى رجل آخر فأطار كفه فأتي به إليك و أنت قاض كيف أنت صانع به قال أقول لهذا القاطع أعطه دية كفه و أقول لهذا المقطوع صالحه على ما شئت و ابعث به إلى ذوي عدل قلت جاء الاختلاف في حكم الله جل ذكره و نقضت القول الأول أبى الله عز ذكره أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود فليس تفسيره في الأرض اقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية الأصابع هكذا حكم الله ليلة ينزل فيها أمره إن جحدتها بعد ما سمعت من رسول الله ص فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب قال فلذلك عمي بصري قال و ما علمك بذلك فو الله إن عمي بصره  إلا من صفقة جناح الملك قال فاستضحكت ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ثم لقيته فقلت يا ابن عباس ما تكلمت بصدق مثل أمس قال لك علي بن أبي طالب إن ليلة القدر في كل سنة و إنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و إن لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله ص فقلت من هم فقال أنا و أحد عشر من صلبي أئمة محدثون فقلت لا أراها كانت إلا مع رسول الله ص فتبدى لك الملك الذي يحدثه فقال كذبت يا عبد الله رأيت عيناي الذي حدثك به علي و لم تره عيناه و لكن وعى قلبه و وقر في سمعه ثم صفقك بجناحيه فعميت قال فقال ابن عباس ما اختلفنا في شي‏ء فحكمه إلى الله فقلت له فهل حكم الله في حكم من حكمه بأمرين قال لا فقلت هاهنا هلكت و أهلكت

 66-  و بهذا الإسناد عن أبي جعفر ع قال قال الله عز و جل في ليلة القدر فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ يقول ينزل فيها كل أمر حكيم و المحكم ليس بشيئين إنما هو شي‏ء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عز و جل و من حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و كذا و في أمر الناس بكذا و كذا و إنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص و المكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

   -67  و بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين ع يقول إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ صدق الله عز و جل أنزل الله القرآن في ليلة القدر وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ قال رسول الله ص لا أدري قال الله عز و جل لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ليس فيها ليلة القدر قال لرسول الله ص و هل تدري لم هي خير من ألف شهر قال لا قال لأنها تنزل فيها الملائكة و الروح بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ و إذا أذن الله عز و جل بشي‏ء فقد رضيه سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ يقول يسلم عليك يا محمد ملائكتي و روحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر ثم قال في بعض كتابه وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً في إنا أنزلناه في ليلة القدر و قال في بعض كتابه وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ يقول في الآية الأولى إن محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز و جل مضت ليلة القدر مع رسول الله ص فهذه فتنة أصابتهم خاصة و بها ارتدوا على أعقابهم لأنهم إن قالوا لم يذهب فلا بد أن يكون لله عز و جل فيها أمر و إذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد

 68-  عن أبي عبد الله ع قال كان علي ع كثيرا ما يقول ما اجتمع التيمي و العدوي و ساق الحديث نحو ما مر إلى قوله إلا الحج و العمرة و الجوار

 قال و قال رجل لأبي جعفر ع يا ابن رسول الله لا تغضب علي قال  لما ذا قال لما أريد أن أسألك عنه قال قل قال و لا تغضب قال و لا أغضب قال أ رأيت قولك في ليلة القدر و تنزل الملائكة و الروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول الله ص قد علمه أو يأتونهم بأمر كان رسول الله ص يعلمه و قد علمت أن رسول الله ص مات و ليس من علمه شي‏ء إلا و علي ع له واع قال أبو جعفر ع ما لي و لك أيها الرجل و من أدخلك علي قال أدخلني القضاء لطلب الدين قال فافهم ما أقول لك إن رسول الله ص لما أسري به لم يهبط حتى أعلمه الله جل ذكره علم ما قد كان و ما سيكون و كان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر و كذلك كان علي بن أبي طالب ع قد علم جمل العلم و يأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول الله ص قال السائل أ و ما كان في الجمل تفسير قال بلى و لكنه إنما يأتي بالأمر من الله تبارك و تعالى في ليالي القدر إلى النبي ص و إلى الأوصياء افعل كذا و كذا لأمر قد كانوا علموه أمروا كيف يعملون فيه قلت فسر لي هذا قال لم يمت رسول الله ص إلا حافظا لجملة العلم و تفسيره قلت فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو قال الأمر و اليسر فيما كان قد علم قال السائل فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا قال هذا مما أمروا بكتمانه و لا يعلم تفسير ما سألت عنه إلا الله عز و جل قال السائل فهل يعلم الأوصياء ما لم يعلم الأنبياء قال لا و كيف يعلم وصي غير علم ما أوصى إليه قال السائل فهل يسعنا أن نقول إن أحدا من الأوصياء يعلم ما لا يعلم الآخر قال لا لم يمت نبي إلا و علمه في جوف وصيه و إنما تنزل الملائكة و الروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد قال السائل و ما كانوا علموا ذلك الحكم قال بلى قد علموه و لكنهم  لا يستطيعون إمضاء شي‏ء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة قال السائل يا أبا جعفر لا أستطيع إنكار هذا قال أبو جعفر ع من أنكره فليس منا قال السائل يا أبا جعفر أ رأيت النبي ص هل كان يأتيه في ليالي القدر شي‏ء لم يكن علمه قال لا يحل لك أن تسألني عن هذا أما علم ما كان و ما سيكون فليس يموت نبي و لا وصي إلا و الوصي الذي بعده يعلمه أما هذا العلم الذي تسأل عنه فإن الله عز و علا أبى أن يطلع الأوصياء عليه إلا أنفسهم قال السائل يا ابن رسول الله كيف أعرف أن ليلة القدر تكون في كل سنة قال إذا أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مائة مرة فإذا أتت ليلة ثلاث و عشرين فإنك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه و قال أبو جعفر ع لما يزور من بعثه الله عز و جل للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين و أرواحهم أكثر مما أن يزور خليفة الله الذي بعثه للعدل و الصواب من الملائكة قيل يا أبا جعفر و كيف يكون شي‏ء أكثر من الملائكة قال كما شاء الله عز و جل قال السائل يا أبا جعفر إني لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث لأنكروه قال كيف ينكرونه قال يقولون إن الملائكة ع أكثر من الشياطين قال صدقت افهم عني ما أقول إنه ليس من يوم و لا ليلة إلا و جميع الجن و الشياطين تزور أئمة الضلالة و يزور إمام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر خلق الله أو قال قيض الله عز و جل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولي الضلالة فأتوه بالإفك و الكذب حتى لعله يصبح فيقول رأيت كذا

  و كذا فلو سأل ولي الأمر عن ذلك لقال رأيت شيطانا أخبرك بكذا و كذا حتى يفسر له تفسيرها و يعلمه الضلالة التي هو عليها و ايم الله إن من صدق بليلة القدر لعلم أنها لنا خاصة لقول رسول الله ص لعلي صلوات الله عليه حين دنا موته هذا وليكم من بعدي فإن أطعتموه رشدتم و لكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر و من آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فإنه لا يسعه في الصدق إلا أن يقول إنها لنا و من لم يقل فإنه كاذب إن الله عز و جل أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح و الملائكة إلى كافر فاسق فإن قال إنه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها فليس قولهم ذلك بشي‏ء و إن قالوا إنه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون أن ينزل شي‏ء إلى غير شي‏ء و إن قالوا و سيقولون ليس هذا بشي‏ء ف قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً

 بيان الاعتجار التنقب ببعض العمامة و يقال قيض الله فلانا بفلان أي جاء به و أتاحه له قوله يا أبا جعفر أي ثم التفت إلى أبي و قال يا أبا جعفر قوله بأمر تضمر لي غيره أي لا تخبرني بشي‏ء يكون في علمك شي‏ء آخر يلزمك لأجله القول بخلاف ما أخبرت كما في أكثر علوم أهل الضلال فإنه يلزمهم أشياء لا يقولون بها أو المعنى أخبرني بعلم يقيني لا يكون عندك احتمال خلافه فقوله ع علمان أي احتمالان متناقضان أو المراد به لا تكتم عني شيئا من الأسرار فقوله ع إنما يفعل ذلك أي في غير مقام التقية و هو بعيد. و يقال تهلل وجهه أي استنار و ظهرت عليه أمارات السرور أن علم ما لا اختلاف فيه العلم مصدر مضاف إلى المفعول و من في قوله من العلم إما للبيان و العلم بمعنى المعلوم أو للتبعيض قوله كما كان رسول الله ص يعلمه أي بعض علومهم  كذلك وفد إليه و عليه قدم و ورد. قوله ع فضحك أبي لعل الضحك كان لهذا النوع من السؤال الذي ظاهره إرادة الامتحان تجاهلا مع علمه بأنه عارف بحاله أو لعده المسألة صعبة و ليست عنده ع كذلك و حاصل الجواب أن ظهور هذا العلم مع رسول الله ص دائما في محل المنع فإنه كان في سنين من أول بعثته مكتتما إلا عن أهله لخوف عدم قبول الخلق منه حتى أمر بإعلانه فكذلك الأئمة ع يكتمون عمن لا يقبل منهم حتى يؤمروا بإعلانه في زمن القائم ع. و يقال صدع بالحق أي تكلم به جهارا و أعرض عن المشركين أي لا تلتفت إلى ما يقولون من استهزاء و غيره في الطاعة أي طاعة الأمة أو طاعة الله. قوله ثم أخرج أي إلياس ع سيفا ثم قال ها و هو حرف تنبيه أو بمعنى خذ إن هذا منها أي من تلك السيوف الشاهرة في زمانه ع لأن إلياس من أعوانه و لعل رد الاعتجار لأنه مأمور بأن لا يراه أحد بعد المعرفة الظاهرة. قوله قوة لأصحابك أي بعد أن تخبرهم به أنت أو أولادك المعصومون قوله إن خاصموا بها أي أصحابك أهل الخلاف فلجوا أي ظفروا و غلبوا. ثم اعلم أن حاصل هذا الاستدلال هو أنه قد ثبت أن الله سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر على نبيه ص و أنه كان ينزل الملائكة و الروح فيها من كل أمر ببيان و تأويل سنة فسنة كما يدل عليه فعل المستقبل الدال على التجدد الاستمراري فنقول هل كان لرسول الله طريق إلى العلم الذي يحتاج إليه الأمة سوى ما يأتيه من السماء من عند الله سبحانه إما في ليلة القدر أو في غيرها أم لا و الأول باطل لقوله تعالى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى فثبت الثاني ثم نقول فهل يجوز أن لا يظهر هذا العلم الذي يحتاج إليه الأمة أم لا بد من ظهوره لهم و الأول باطل لأنه إنما يوحى إليه ليبلغ إليهم و يهديهم إلى الله عز و جل فثبت الثاني ثم نقول فهل

   لذلك العلم النازل من السماء من عند الله إلى الرسول اختلاف بأن يحكم في أمر في زمان بحكم ثم يحكم في ذلك الأمر بعينه في ذلك الزمان بعينه بحكم آخر أم لا و الأول باطل لأن الحكم إنما هو من عند الله عز و جل و هو متعال عن ذلك كما قال تعالى وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً. ثم نقول فمن حكم بحكم فيه اختلاف كالاجتهادات المتناقضة هل وافق رسول الله ص في فعله ذلك أم خالفه و الأول باطل لأنه ص لم يكن في حكمه اختلاف فثبت الثاني. ثم نقول فمن لم يكن في حكمه اختلاف فهل له طريق إلى ذلك الحكم من غير جهة الله إما بغير واسطة أو بواسطة و من دون أن يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف أم لا و الأول باطل فثبت الثاني ثم نقول فهل يعلم تأويل المتشابه إلا الله و الراسخون في العلم الذين ليس في علمهم اختلاف أم لا و الأول باطل لقوله تعالى وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ. ثم نقول فرسول الله الذي هو من الراسخين هل مات و ذهب بعلمه ذلك و لم يبلغ طريق علمه بالمتشابه إلى خليفته أم بلغه و الأول باطل لأنه لو فعل ذلك فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده فثبت الثاني. ثم نقول فهل خليفته من بعد كسائر آحاد الناس يجوز عليه الخطاء و الاختلاف في العلم أم هو مؤيد من عند الله يحكم بحكم رسول الله ص بأن يأتيه الملك فيحدثه من غير وحي و رؤية أو ما يجري مجرى ذلك و هو مثله إلا في النبوة و الأول باطل لعدم إغنائه حينئذ لأن من يجوز عليه الاختلاف لا يؤمن عليه الاختلاف في الحكم و يلزم التضييع من ذلك أيضا فثبت الثاني.  فلا بد من خليفة بعد رسول الله ص راسخ في العلم عالم بتأويل المتشابه مؤيد من عند الله لا يجوز عليه الخطاء و لا الاختلاف في العلم يكون حجة على العباد و هو المطلوب هذا إن جعلنا الكل دليلا واحدا و يحتمل أن يكون دلائل كما سنشير إليه و لعله أظهر. قوله ع أو يأتيه معطوف على يعلمه فينسحب عليه النفي و المعنى هل له علم من غير تينك الجهتين كما عرفت قوله فقد نقضوا أول كلامهم حيث قالوا لا اختلاف فيما أظهر رسول الله من علم الله فهذا يقتضي أن لا يكون في علم من لا يخالفه في العلم أيضا اختلاف و بهذا يتم دليل على وجود الإمام لأن من ليس في علمه اختلاف ليس إلا المعصوم المؤيد من عند الله تعالى. قوله فقل لهم ما يعلم تأويله هذا إما دليل آخر سوى مناقضة كلامهم على أنهم خالفوا رسول الله أو على أصل المدعى أي إثبات الإمام. قوله ع فقل من لا يختلف في علمه لعله استدل ع على ذلك بمدلول لفظ الرسوخ فإنه بمعنى الثبوت و المتزلزل في علمه المنتقل عنه إلى غيره ليس بثابت فيه. قوله ع فإن قالوا لك إن علم رسول الله ص كان من القرآن لعل هذا إيراد على الحجة تقريره أن علم رسول الله ص لعله كان من القرآن فقط و ليس مما يتجدد في ليلة القدر شي‏ء فأجاب ع بأن الله تعالى يقول فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. فهذه الآية تدل على تجدد الفرق و الإرسال في تلك الليلة المباركة بإنزال الملائكة و الروح فيها من السماء إلى الأرض دائما و لا بد من وجود من يرسل إليه الأمر دائما. ثم قوله فإن قالوا لك سؤال آخر تقريره أنه يلزم مما ذكرتم جواز إرسال

   الملائكة إلى غير النبي مع أنه لا يجوز ذلك فأجاب عنه بالمعارضة بمدلول الآية التي لا مرد لها. و قوله ع و أهل الأرض جملة حالية قوله فهل لهم بد لعله مؤيد للدليل السابق بأنه كما أنه لا بد من مؤيد ينزل إليه في ليلة القدر فكذلك لا بد من سيد يتحاكم العباد إليه فإن العقل يحكم بأن الفساد و النزاع بين الخلق لا يرتفع إلا به فهذا مؤيد لنزول الملائكة و الروح على رجل ليعلم ما يفصل به بين العباد و يحتمل أن يكون استئناف دليل آخر على وجود الإمام. فإن قالوا فإن الخليفة التي في كل عصر هو حكمهم بالتحريك فقل إذا لم يكن الخليفة مؤيدا معصوما محفوظا من الخطاء فكيف يخرجه الله و يخرج به عباده من الظلمات إلى النور و قد قال سبحانه اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا الآية. و الحاصل أن من لم يكن عالما بجميع الأحكام و كان ممن يجوز عليه الخطاء فهو أيضا محتاج إلى خليفة آخر لرفع جهله و النزاع الناشي بينه و بين غيره. و أقول يمكن أن يكون الاستدلال بالآية من جهة أنه تعالى نسب إخراج المؤمنين من ظلمات الجهل و الكفر إلى نور العلم إلى نفسه فلا بد من أن يكون من يهديهم منصوبا من قبل الله تعالى مؤيدا من عنده و المنصوب من قبل الناس طاغوت يخرجهم من النور إلى الظلمات لعمري بالفتح قسم بالحياة إلا و هو مؤيد لقوله تعالى يُخْرِجُهُمْ و لما مر أنه لو لم يكن كذلك كان محتاجا إلى إمام آخر كذلك لا بد من وال أي من يلي الأمر و يتلقاه من الملائكة و الروح. فإن قالوا لا نعرف هذا أي الوالي أو الاستدلال المذكور نظير قوله تعالى قالُوا يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ و قولوا ما أحببتم نظير قوله تعالى اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ و قوله تَمَتَّعُوا قَلِيلًا قوله ثم وقف أي ترك أبي الكلام فقال أي  إلياس ع أو ضمير وقف أيضا لإلياس أي قام تعظيما. باب غامض أي شبهة مشكلة استشكلها المخالفون لقول عمر حسبنا كتاب الله و قيل الغامض بمعنى السائر المشهور من قولهم غمض في الأرض أي ذهب و سار إن القرآن ليس بناطق أي ليس القرآن بحيث يفهم منه الأحكام كل من نظر فيه فإن كثيرا من الأحكام ليست في ظاهر القرآن و ما فيه أيضا تختلف فيه الأمة و في فهمه فظهر أن القرآن إنما يفهمه الإمام و هو دليل له على معرفة الأحكام أو المراد أن القرآن لا يكفي لسياسة الأمة و إن سلم أنهم يفهمون معانيه بل لا بد من آمر و ناه و زاجر يحملهم على العمل بالقرآن و يكون معصوما عاملا بجميع ما فيه فقوله ع و أقول قد عرضت مشيرا إلى ما ذكرنا أولا دليل آخر و الحكم الذي ليس فيه اختلاف ضروريات الدين أو السنة المتواترة أو ما أجمعت عليه الأمة و ليست في القرآن أي في ظاهره الذي يفهمه الناس و إن كان في باطنه ما يفهمه الإمام ع. قوله ثم وقف أي أبو جعفر ع فقال أي إلياس قوله أن تظهر أي الفتنة و هو مفعول أبى و قوله و ليس في حكمه جملة حالية و الضمير في حكمه راجع إلى الله قوله في الأرض أي في غير أنفسهم كالمال أو في أنفسهم كالدين أو القصاص إلا أن يفتري خصمكم أي يكابر بعد إتمام الحجة معاندة أو مانعا للطف أو اشتراط التكليف بالعلم. قوله قال في أبي فلان و أصحابه أقول يحتمل وجوها. الأول ما خطر ببالي و هو أن الآية نزلت في أبي بكر و أصحابه أي عمر و عثمان و الخطاب معهم فقوله لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ أي لا تحزنوا على ما فاتكم من النص و التعيين للخلافة و الإمامة و خص علي ع به حيث نص الرسول ص عليه بالخلافة و حرمكم عنها وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ من الخلافة الظاهرية بعد الرسول ص أي مكنكم من غصبها من مستحقها و لم يجبركم على ترك ذلك واحدة مقدمة أي قوله لِكَيْلا تَأْسَوْا إشارة إلى قضية متقدمة و هي النص

   بالخلافة في حياة الرسول ص و واحدة مؤخرة أي قوله وَ لا تَفْرَحُوا إشارة إلى واقعة مؤخرة و هي غصب الخلافة بعد الرسول ص. و لا يخفى شدة انطباق هذا التأويل على الآية حيث قال ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها أي ما يحدث مصيبة و قضية في الأرض و في أنفسكم إلا و قد كتبناها و الحكم المتعلق بها في كتاب من قبل أن نخلق المصيبة أو الأنفس لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ من الخلافة و تعلموا أن الخلافة لا يستحقها إلا من ينزل عليه الملائكة و الروح بالوقائع و الأحكام المكتوبة في ذلك الكتاب و لا تفرحوا بما تيسر لكم من الخلافة و تعلموا أنكم لا تستحقونه و أنه غصب و سيصيبكم وباله. فظهر أن ما ذكره الباقر ع قبل ذلك السؤال أيضا كان إشارة إلى تأويل صدر تلك الآية فلذا سأل إلياس ع عن تتمة الآية و يحتمل وجها آخر مع قطع النظر عما أشار ع إليه أولا بأنا قدرنا المصائب الواردة على الأنفس قبل خلقها و قدرنا الثواب على من وقعت عليه و العقاب على من تسبب لها لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ و تعلموا أنها لم تكن مقدرة لكم فلذا لم يعطكم الرسول ص وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ للعقاب المترتب عليه. الثاني ما أفاده الوالد العلامة قدس الله روحه و هو أن السؤال عن هذه الآية لبيان أنه لا يعلم علم القرآن غير الحكم إذ كل من يسمع تلك الآية يتبادر إلى ذهنه أن الخطابين لواحد لاجتماعهما في محل واحد و الحال أن الخطاب في قوله لِكَيْلا تَأْسَوْا لعلي ع لما فاته من الخلافة و في قوله وَ لا تَفْرَحُوا لأبي بكر و أصحابه لما غصبوا من الخلافة فقوله واحدة مقدمة و واحدة مؤخرة لبيان اتصالهما و انتظامهما في آية واحدة فلذا قال الرجل أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه حيث تعلمون بطون الآيات و تأويلاتها و أسرارها. الثالث ما ذكره المولى محمد أمين الأسترآبادي رحمه الله حيث قال لِكَيْلا تَأْسَوْا

   خطاب مع أهل البيت ع أي لا تحزنوا على مصيبتكم للذي فات عنكم وَ لا تَفْرَحُوا خطاب مع المخالفين أي لا تفرحوا بالخلافة التي أعطاكم الله إياها بسبب سوء اختياركم و إحدى الآيتين مقدمة و الأخرى مؤخرة فاجتمعتا في مكان واحد في تأليف عثمان الرابع ما قيل إن قوله لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ خطاب للشيعة حيث فاتهم خلافة علي ع. وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ خطاب لمخالفيهم حيث أصابتهم الخلافة المغصوبة و إحدى القضيتين مقدمة على الأخرى. أقول إذا تأملت في تلك الوجوه لا يخفى عليك حسن ما ذكرنا أولا و شدة انطباقه على الآية و الخبر أولا و آخرا و الله يعلم حقائق أخبار حججه ع. قوله ع إذا استضحك كأنه مبالغة في الضحك و يقال اغرورقت عيناه أي دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما. قوله ع هل رأيت الملائكة إشارة إلى تتمة الآية إذ هي هكذا إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فيظهر منه أنه ع فسر الآية بأن هذا الخطاب من الملائكة سيكون في الدنيا بحيث يسمعون كلامهم و ذهب جماعة إلى أن الخطاب في الدنيا و هم لا يسمعون أو عند الموت و هم يسمعون و ما ذكره ع ألصق بالآية فالمراد بالاستقامة الاستقامة على الحق في جميع الأقوال و الأفعال و هو ملزوم العصمة قوله ع صدقت أي في قولك إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ لكن لا ينفعك إذ الأخوة لا يستلزم الاشتراك في جميع الكمالات أو قال ذلك على سبيل المماشاة و التسليم أو على التهكم و إنما ضحك ع لوهن كلامه و عدم استقامته. قوله ع و ابعث به إلى ذوي عدل لعل ذلك للأرش و قد قال ابن إدريس و بعض أصحابنا فيه بالأرش و الاختلاف الذي ألزمه ع عليه إما بين قوله صالحه و قوله و ابعث لتنافيهما أو بينهما و بين قوله أعطه دية كفه أو لاختلاف تقويم المقومين فلا يبتني عليه حكم الله و فيه شي‏ء أو المراد بالاختلاف  الحكم بالظن الذي يزول بظن آخر كما مر. قوله اقطع قاطع الكف عمل به أكثر أصحابنا و إن ضعف الخبر عندهم قوله فلذلك عمي بصري هذا اعتراف منه كما يدل عليه ما سيأتي لا استفهام إنكار كما يتراءى من ظاهره ثم بعد اعترافه قال له ع و ما علمك بذلك و قوله فو الله من كلام الباقر ع و قائل فاستضحك أيضا الباقر ع و قوله ما تكلمت بصدق إشارة إلى اعترافه. ثم لما استبعد ابن عباس في اليوم السابق علمه ع بتلك الواقعة ذكر ع تفصيلها بقوله قال لك علي بن أبي طالب ليظهر لابن عباس علمه بتفاصيل تلك الواقعة قوله تتبدا لك الملك يمكن أن يكون المراد ظهور كلامه له و على التقديرين لعله بإعجاز أمير المؤمنين ع فقال أي الملك رأت عيناي ما حدثك به علي ع من نزول الملائكة لأني من جملة الملائكة النازلين عليه و لم تره عينا علي لأنه محدث و لا يرى الملك في وقت إلقاء الحكم. وقر في سمعه كوعد أي سكن و ثبت ثم صفقك أي الملك و هو كلام الباقر عليه السلام و الصفقة الضربة يسمع لها صوت قوله ما اختلفنا في شي‏ء لعل غرضه أن الله يعلم المحق منا و المبطل تعريضا بأنه محق أو غرضه الرجوع إلى القرآن في الأحكام فأجاب ع بأنه لا ينفع لرفع الاختلاف و كان هذه المناظرة بين الباقر ع و ابن عباس في صغره و في حياة أبيه ع إذ ولادته ع كانت في سنة سبع و خمسين و وفاة ابن عباس سنة ثمان و ستين و وفاة سيد الساجدين ع سنة خمس و تسعين. قوله ع و المحكم ليس بشيئين الحكيم فعيل بمعنى مفعول أي المعلوم اليقيني من حكمه كنصره إذا أتقنه كأحكمه و المراد بشيئين أمران متنافيان كما يكون في المظنونات و المراد بالعلم الخاص العلوم اللدنية من المعارف

   الإلهية و بالمكنون العجيب المغيبات البدائية أسرار القضاء و القدر كما سيأتي إن شاء الله. قوله فقد رضيه إما تفسير للإذن بالرضا أو هو لبيان أن من ينزلون عليه هو مرضي لله يسلم عليك التخصيص على المثال أو لأنه كان مصداقه في زمان نزول الآية. قوله ع فهذه فتنة أقول في الآية قراءتان إحداهما لا تُصِيبَنَّ و هي المشهورة و الأخرى لتصيبن باللام المفتوحة و قال الطبرسي هي قراءة أمير المؤمنين ع و زيد بن ثابت و أبو جعفر الباقر ع و غيرهم فعلى الأول قيل إنه جواب الأمر على معنى إن أصابتكم لا تصيب الظالمين منكم خاصة و قيل صفة لفتنة و لا للنفي أو للنهي على إرادة القول و قيل جواب قسم محذوف و قيل إنه نهي بعد الأمر باتقاء الذنب عن التعرض للظلم فإن وباله يصيب الظالم خاصة و قيل كلمة لا زائدة و قيل إن أصلها لتصيبن فزيد الألف للإشباع و على القراءة الثانية جواب القسم. فما ذكره ع شديد الانطباق على القراءة الثانية و كذا ينطبق على بعض محتملات القراءة الأولى ككونه نهيا أو لا زائدة أو مشبعة و أما على سائر المحتملات فيمكن أن يقال إنه لما ظهر من الآية انقسام الفتنة إلى ما يصيب الظالمين خاصة و ما يعمهم و غيرهم فسر ع الأولى بما أصاب الثلاثة الغاصبين للخلافة و أتباعهم الذين أنكروا كون ليلة القدر بعد الرسول ص و وجود إمام بعده تنزل الملائكة و الروح على أحد بعده. و أيده بآية أخرى نزلت في الذين فروا يوم أحد مرتدين على أعقابهم و هم الذين غصبوا الخلافة بعده و أنكروا الإمامة جهارا و أما الفتنة العامة فهي التي شملت عامة الخلق من اشتباه الأمر عليهم و تمسكهم بالبيعة الباطلة و الإجماع المفترى  و التحذير إنما هو عن هذه الفتنة. قوله ع و إنها لسيدة دينكم أي الحجة القوية التي ترجعون إليها في أمر دينكم و إنها لغاية علمنا أي دالة على غاية علمنا قوله فإنها أي الآيات لولاة الأمر أي الأئمة ع و في شأنهم و الإنزال إنما هو عليهم بعده و الإنذار بهم. ثم استشهد ع بقوله وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ حيث يدل على وجود المنذر في كل عصر من الماضين فكيف لا يكون في الأعصار بعده نذير و النبي ص لم يكف لإنذار من بعده بدون نائب يبلغ عنه كما أنه في زمانه ص بعث قوما لإنذار من بعد عنه و الفرق بين بعثته في حال الحياة و المنذر بعد الوفاة أن في الأول لم يشترط العصمة بخلاف الثاني لأنه إن ظهر منهم فسق في حياته كان يمكنه عزلهم بخلاف ما بعد الوفاة. قوله من البعثة هي بالتحريك أي المبعوثين و إبان الشي‏ء بكسر الهمزة و تشديد الباء حينه أو أوله قوله فقد رد على الله عز و جل علمه أي معلومه و هو ما يعلمه من نزول العلوم فيها على الأوصياء أو علمه الذي أهبطه على أوليائه لأن علم الله في الأمور المتجددة في كل سنة لا بد أن ينزل في ليلة القدر إلى الأرض ليكون حجة على الأنبياء و المحدثين لنبوتهم و ولايتهم فالراد لليلة القدر هو الراد على الله علمه الجاحد أن كون علمه في الأرض. قوله ص فلا شك أي في نزول جبرئيل عليهم و إنما أبهم ع الأمر في الأوصياء إما للتقية أو لقصور عقل السائل لئلا يتوهم النبوة فيهم قوله و وصفه أي وصف الأمر لوصيه و في نسخ الكافي و وضع على بناء المعلوم أو المجهول أي وضع الله و قرر نزول الأمر لوصيه و ربما يقرأ و وضع بالتنوين عوضا عن المضاف إليه عطفا على الأمر قوله ع أستخلفكم بصيغة المتكلم بعلمي أي لحفظه.

   قوله ص يعبدونني بإيمان كأنه ع فسر الشرك باعتقاد النبوة في الخليفة فمن قال غير ذلك هذا تفسير لقوله وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ يعني و من كفر بهذا الوعد بأن قال مثل هذا الخليفة لا يكون إلا نبيا و لا نبي بعد محمد فالوعد غير صادق أو كفر بالموعود بأن قال إذا ظهر أمره هذا نبي أو قال ليس بخليفة لإنكار العامة المرتبة المتوسطة بين النبوة و آحاد الرعية. فقد مكن إشارة إلى قوله لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ فهذا يشمل جميعهم و قوله وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ إشارة إلى غلبتهم في زمان القائم ع فظاهر أي في كل زمان و أما إبان أجلنا أي تبديل الأمن بالخوف. قوله و كان الأمر أي الدين واحدا لا اختلاف فيه قوله ع و لذلك أي لعدم الاختلاف جعلهم شهداء لأن شهادة بعضهم على بعض بالحقية لا يكون إلا مع التوافق و كذا على غيرهم لا يتأتى إلا مع ذلك إذ الاختلاف في الشهادة موجب لرد الحكم و يحتمل أن يكون المراد بالمؤمنين الأئمة ع أي حكم الله حكما حتما أن لا يكون بين أئمة المسلمين اختلاف و أن يكونوا مؤيدين من عنده تعالى و لكونهم كذلك جعلهم شهداء على الناس قوله لمن علم أي كون الدفع لكمال عذاب الآخرة و شدته إنما هو لمن علم أنه لا يتوب و أما من علم أنه يتوب فإنما يدفع عنه لعلمه بأنه يتوب قوله ع و الجوار أي المحافظة على الذمة و الأمان أو رعاية حق المجاورين في المنزل أو مطلق المجاورين و المعاشرين و التقية منهم و حسن المعاشرة معهم و الصبر على أذاهم. قوله ع الأمر و اليسر لعل المراد أنه كان يعلم العلوم على الوجه الكلي الذي يمكنه استنباط الجزئيات منه و إنما يأتيه في ليلة القدر تفصيل أفراد تلك الكليات لمزيد التوضيح و لتسهيل الأمر عليه في استعلام الجزئيات ثم ذكر ع بعد ذلك فائدة أخرى لنزول ليلة القدر و هي أن إخبار ما يلزمهم إخباره و إمضاء ما أمروا به من التكاليف موقوف على تكرير الإعلام في ليلة القدر و يحتمل أن يكون المراد

   بالجمل ما يقبل البداء من الأمور و بالتفسير و التفصيل تعيين ما هو محتوم و ما يقبل البداء كما يظهر من سائر الأخبار و لما كان علم البداء غامضا و فهمه مشكلا أبهم ع على السائل و لم يوضحه له فقوله هذا مما أمروا بكتمان أمر البداء من غير أهله لقصور فهمهم أو أنهم قبل أن يعين لهم الأمور البدائية و المحتومة لا يجوز لهم الإخبار بها و لذا قال أمير المؤمنين ع لو لا آية في كتاب الله لأخبرت بما يكون إلى يوم القيامة. فقوله لا يعلم تفسير ما سألت أي لا يعلم ما يكون محتوما و ما ليس بمحتوم في السنة قبل نزول الملائكة و الروح إلا الله و أما قوله ع لا يحل لك فهو إما لقصوره عن فهم معنى البداء أو لأن توضيح ما ينزل في ليلة القدر و العلم بخصوصياته مما لا يمكن لسائر الناس غير الأوصياء ع الإحاطة به و يؤيد هذا قوله فإن الله عز و جل أبى و على الأول يمكن تعميم الأنفس على وجه يشمل خواص أصحابهم و أصحاب أسرارهم مجازا و الحاصل أن توضيح أمر البداء و تفصيله لأكثر الخلق ينافي حكمة البداء و تعيينه إذ هذه الحكمة لا تحصل لهم إلا بجهلهم بأصله ليصير سببا لإتيانهم بالخيرات و تركهم الشرور كما أومأنا إليه في باب البداء أو بالعلم بكنه حقيقة ذلك و هذا العلم لا يتيسر لعامة الخلق و لذا منعوا الناس عن تعلم علم النجوم و التفكر في مسائل القضاء و القدر و هذا بين لمن تأمل فيه و أيضا الإحاطة بتفاصيل كيفيات ما ينزل في ليلة القدر و كنه حقيقتها إنما يتأتى بعد الإحاطة بغرائب أحوالهم و شئونهم و هذا مما تعجز عنه عقول عامة الخلق و لو أحاطوا بشي‏ء من ذلك لطاروا إلى درجة الغلو و الارتفاع و لذا كانوا ع يتقون من شيعتهم أكثر من مخالفيهم و يخفون أحوالهم و أسرارهم منهم خوفا من ذلك

 و لذا قالوا ع إن علمنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان

و في بعض الأخبار لا يحتمله ملك مقرب كما مر و سيأتي. قوله لما يزور كذا ينبغي و في أكثر النسخ لما يرون و هو تصحيف و كذا فيما سيأتي من قوله مما يزور خليفة الله و اللام موطئة للقسم و الموصول مبتدأ و أكثر  خبره و في هذا السؤال و الجواب أيضا تشويش و إعضال و يمكن توجيههما بأن يكون ما يزور أئمة الضلال من الشياطين مع ما يخلق الله منهم في ليلة القدر أكثر من الملائكة النازلين على الإمام و إن كان جميع الملائكة أكثر من الشياطين فيستقيم قوله ع صدقت و يمكن حمل الكلام على جميع الملائكة و قوله صدقت على أن التصديق لقول الشيعة لا لقولهم و هذا أنسب بقوله كما شاء الله لكنه مخالف للأخبار الدالة على أن الملائكة أكثر من سائر الخلق. قوله فلو سأل أي إمام الجور و ولي الأمر و هو المسئول. قوله لقال أي ولي الأمر و قوله رأيت على صيغة الخطاب قوله الذي هو عليها الظاهر أن المراد به خليفة الجور و ضمير عليها راجع إلى الضلالة أو الخلافة و قيل ضمير عليها راجع إلى خليفة الجور و المراد بالخليفة خليفة العدل و لا يخفى بعده على الأول فالمراد بقوله ليس بشي‏ء أن بطلانه ظاهر لما تقدم و على الثاني المراد به أنه مخالف لمذهبهم و قوله و سيقولون جملة حالية نظير قوله تعالى فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا ليس هذا بشي‏ء أي هذا الكلام الأخير أو سائر ما مر مباهتة و عنادا و قيل أي إن قالوا لا ينزل إلى أحد فسيقولون بعد التنبيه إنه ليس بشي‏ء و لا يخفى ما فيه.

 أقول و روى الشيخ شرف الدين رحمه الله في كتاب تأويل الآيات الباهرة بإسناده عن محمد بن جمهور عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قوله عز و جل خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ هو سلطان بني أمية و قال ليلة من إمام عدل خير من ألف شهر من ملك بني أمية و قال تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ أي من عند ربهم على محمد و آل محمد ص بكل أمر سلام

   -69  و روي أيضا عن محمد بن جمهور عن موسى بن بكر عن زرارة عن حمران قال سألت أبا عبد الله ع عما يفرق في ليلة القدر هل هو ما يقدر الله فيها قال لا توصف قدرة الله إلا أنه قال فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ فكيف يكون حكيما إلا ما فرق و لا توصف قدرة الله سبحانه لأنه يحدث ما يشاء و أما قوله لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ يعني فاطمة ع و قوله تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها و الملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد ع و الروح روح القدس و هو في فاطمة ع مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ يقول من كل أمر مسلمة حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ يعني حتى يقوم القائم ع

 70-  قال و في هذا المعنى ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس الله روحه عن رجاله عن عبد الله بن عجلان السكوني قال قال سمعت أبا جعفر ع يقول بيت علي و فاطمة من حجرة رسول الله صلوات الله عليهم و سقف بيتهم عرش رب العالمين و في قعر بيوتهم فرجة مكشوطة إلى العرش معراج الوحي و الملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحا و مساء و في كل ساعة و طرفة عين و الملائكة لا ينقطع فوجهم فوج ينزل و فوج يصعد و إن الله تبارك و تعالى كشط لإبراهيم ع عن السماوات حتى أبصر العرش و زاد الله في قوة ناظرة و إن الله زاد في قوة ناظرة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم و كانوا يبصرون العرش و لا يجدون لبيوتهم سقفا غير العرش فبيوتهم مسقفة بعرش الرحمن و معارج معراج الملائكة و الروح فوج بعد فوج لا انقطاع لهم و ما من بيت من بيوت الأئمة منا إلا و فيه معراج الملائكة لقول الله تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ قال قلت من كل أمر قال بكل أمر قلت هذا التنزيل قال نعم

 71-  قال و روي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال قلت يا رسول الله ليلة  القدر شي‏ء يكون على عهد الأنبياء ينزل فيها عليهم الأمر فإذا مضوا رفعت قال لا بل هي إلى يوم القيامة

 72-  و جاء في حديث المعراج عن الباقر ع أنه قال لما عرج بالنبي ص و علمه الله سبحانه الأذان و الإقامة و الصلاة فلما صلى أمره سبحانه أن يقرأ في الركعة الأولى بالحمد و التوحيد و قال له هذا نسبتي و في الثانية بالحمد و سورة القدر و قال يا محمد هذه نسبتك و نسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة

 73-  و عن الصادق ع أنه قال إنها باقية إلى يوم القيامة لأنها لو رفعت لارتفع القرآن

 بيان قوله ع في الخبر الأول بكل أمر سلام لعل تقديره لهم بكل أمر سلام أي يسلمون على الإمام بسبب كل أمر أو مع كل أمر يفضون إليه و يحتمل أن يكون سلام متعلقا بما بعده و لم يذكر ع تتمة الآية اختصارا قوله ع لا توصف قدرة الله لعله ع لم يبين كيفية التقدير للسائل لما ذكرنا في الخبر السابق من المصالح بل قال ينبغي أن تعلم أن الأمر المحكم المتقن الذي يفضي إلى الإمام لا يكون إلا مفروقا مبينا واضحا غير ملتبس عليه و لكن مع ذلك لا ينافي احتمال البداء في  تلك الأمور أيضا لأنه تعالى يحدث ما يشاء في أي وقت شاء أو المراد أن في تلك الليلة تفرق كل أمر محكم لا بداء فيه و أما سائر الأمور فلله فيه البداء و الحاصل أن في ليلة القدر يميز للإمام ع بين الأمور الحتمية و الأمور التي تحتمل البداء ليخبر بالأمور الأولة حتما و بالأمور الثانية على وجه إن ظهر خلافه لا ينسب إلى الكذب و سيأتي مزيد تحقيق لذلك. و أما تأويله ع ليلة القدر بفاطمة ع فهذا بطن من بطون الآية و تشبيهها بالليلة إما لسترها و عفافها أو لما يغشاها من ظلمات الظلم و الجور و تأويل الفجر بقيام القائم بالثاني أنسب فإنه عند ذلك يسفر الحق و تنجلي عنهم ظلمات الجور و الظلم و عن أبصار الناس أغشية الشبه فيهم و يحتمل أن يكون طلوع الفجر إشارة إلى طلوع الفجر من جهة المغرب الذي هو من علامات ظهوره و المراد بالمؤمنون الأئمة ع و بين ع أنهم إنما سموا ملائكة لأنهم يملكون علم آل محمد ص و يحفظونها و نزولهم فيها كناية عن حصولهم منها موافقا لما ورد في تأويل آية سورة الدخان أن الكتاب المبين أمير المؤمنين ع و الليلة المباركة فاطمة ع فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أي حكيم بعد حكيم و إمام بعد إمام. و قوله مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ على هذا التأويل هي مبتدأ و سلام خبره أي ذات سلامة و من كل أمر متعلق بسلام أي لا يضرها و أولادها ظلم الظالمين و لا ينقص من درجاتهم المعنوية شيئا أو العصمة محفوظة فيهم فهم معصومون من الذنوب و الخطاء و الزلل إلى أن تظهر دولتهم و يتبين لجميع الناس فضلهم