باب 33- غزوة عمرو بن معديكرب

 1-  شا، ]الإرشاد[ لما عاد رسول الله ص من تبوك إلى المدينة قدم إليه عمرو بن معديكرب فقال له النبي ص أسلم يا عمرو يؤمنك الله من الفزع الأكبر قال يا محمد و ما الفزع الأكبر فإني لا أفزع فقال يا عمرو إنه ليس كما تظن و تحسب إن الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلا نشر و لا حي إلا مات إلا ما شاء الله ثم يصاح بهم صيحة أخرى فينشر من مات و يصفون جميعا و تنشق السماء و تهد الأرض و تخر الجبال هدا و ترمي النار بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلا انخلع قلبه و ذكر ذنبه و شغل بنفسه إلا من شاء الله فأين أنت يا عمرو من هذا قال ألا إني أسمع أمرا عظيما فآمن بالله و رسوله و آمن معه من قومه ناس و رجعوا إلى قومهم ثم إن عمرو بن معديكرب نظر إلى أبي بن عثعث الخثعمي فأخذ برقبته ثم جاء به إلى النبي ص فقال أعدني على هذا الفاجر الذي قتل والدي فقال رسول الله ص أهدر الإسلام ما كان في الجاهلية فانصرف عمرو مرتدا فأغار على قوم من بني الحارث بن كعب و مضى إلى قومه فاستدعى رسول الله ص علي بن أبي طالب ع و أمره على المهاجرين و أنفذه إلى بني زبيد و أرسل خالد بن الوليد في الأعراب و أمره أن يعمد لجعفي فإذا التقيا فأمير الناس أمير المؤمنين ع فسار أمير المؤمنين ع و استعمل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص و استعمل خالد على مقدمته أبا موسى الأشعري فأما جعفي فإنها لما سمعت بالجيش افترقت فرقتين فذهبت فرقة إلى اليمن و انضمت الفرقة الأخرى إلى بني زبيد فبلغ ذلك أمير المؤمنين ع فكتب إلى خالد بن الوليد أن قف حيث أدركك رسولي فلم يقف فكتب إلى خالد بن سعيد بن العاص تعرض له حتى تحبسه فاعترض له خالد حتى حبسه و أدركه أمير المؤمنين ع فعنفه على خلافه ثم سار حتى لقي بني زبيد بواد يقال له كثير فلما رآه بنو زبيد قالوا لعمرو كيف أنت يا با ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي فأخذ منك الأتاوة قال سيعلم إن لقيني قال و خرج عمرو فقال من يبارز فنهض إليه أمير المؤمنين ع و قام إليه خالد بن سعيد و قال له دعني يا أبا الحسن بأبي أنت و أمي أبارزه فقال له أمير المؤمنين ع إن كنت ترى أن لي عليك طاعة فقف مكانك فوقف ثم برز إليه أمير المؤمنين ع فصاح به صيحة فانهزم عمرو و قتل أخاه و ابن أخيه و أخذت امرأته ركانة بنت سلامة و سبى منهم نسوان و انصرف أمير المؤمنين ع و خلف على بني زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم و يؤمن من عاد إليه من هرابهم مسلما فرجع عمرو بن معديكرب و استأذن على

  خالد بن سعيد فأذن له فعاد إلى الإسلام فكلمه في امرأته و ولده فوهبهم له و قد كان عمرو لما وقف بباب خالد بن سعيد وجد جزورا قد نحرت فجمع قوائهما ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعا و كان يسمى سيفه الصمصامة فلما وهب خالد بن سعيد لعمرو امرأته و ولده وهب له عمرو الصمصامة و كان أمير المؤمنين ع قد اصطفى من السبي جارية فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبي ص و قال له تقدم الجيش إليه فأعلمه بما فعل علي من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه و قع فيه فسار بريدة حتى انتهى إلى باب رسول الله ص فلقيه عمر بن الخطاب فسأله عن حال غزوتهم و عن الذي أقدمه فأخبره أنه إنما جاء ليقع في علي ع و ذكر له اصطفاءه الجارية من الخمس لنفسه فقال له عمر امض لما جئت له فإنه سيغضب لابنته مما صنع علي ع فدخل بريدة على النبي ص و معه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة فجعل يقرؤه و وجه رسول الله ص يتغير فقال بريدة يا رسول الله إنك إن رخصت للناس في مثل هذا ذهبت فيئهم فقال النبي ص ويحك يا بريدة أحدثت نفاقا إن علي بن أبي طالب ع يحل له من الفي‏ء ما يحل لي إن علي بن أبي طالب خير الناس لك و لقومك و خير من أخلف بعدي لكافة أمتي يا بريدة احذر أن تبغض عليا فيبغضك الله قال بريدة فتمنيت أن الأرض انشقت لي فسخت فيها و قلت أعوذ بالله من سخط الله و سخط رسول الله يا رسول الله استغفر لي فلن أبغضن عليا أبدا و لا أقول فيه إلا خيرا فاستغفر له النبي ص

 عم، ]إعلام الورى[ مثله مع اختصار.

 بيان الأتاوة بالفتح الخراج

2-  في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين ع و شرحه أن عمرو بن معديكرب خاطب عليا

الآن حين تقلصت منك الكلى إذ حر نارك في الوقيعة يسطع‏و الخيل لاحقة الأياطل شزب قب البطون ثنيها و الأقرع‏يحملن فرسانا كراما في الوغى لا ينكلون إذا الرجال تكعكع‏إني امرؤ أحمي حماي بعزة و إذا تكون شديدة لا أجزع‏و أنا المظفر في المواطن كلها و أنا شهاب في الحوادث يلمع‏من يلقني يلقى المنية و الردى و حياض موت ليس عنه مذيع‏فاحذر مصاولتي و جانب موقفي إني لدى الهيجا أضر و أنفع

فأجابه ع

يا عمرو قد حمي الوطيس و أضرمت نار عليك و هاج أمر مفظع‏و تساقت الأبطال كأس منية فيها ذراريح و سم منقع‏فإليك عني لا ينالك مخلبي فتكون كالأمس الذي لا يرجع‏إني امرؤ أحمي حماي بعزة و الله يخفض من يشاء و يرفع‏إني إلى قصد الهدى و سبيله و إلى شرائع دينه أتسرع‏و رضيت بالقرآن وحيا منزلا و بربنا ربا يضر و ينفع‏فينا رسول الله أيد بالهدى فلواؤه حتى القيامة يلمع

 توضيح تقلص انضم و انزوى و الوقيعة القتال و لحق لحوقا ضمر و الأيطل الخاصرة و الشزب الضوامر و الأقب الضامر البطن و الثني ما دخل في الثالثة في غير الإبل و فيها في السادسة و الأقرع التام و التكعكع الجبن و الاحتباس و أذاع الناس ما في الحوض شربوه و الوطيس التنور و التساقي أن يسقي كل منهما صاحبه و الذراح و الذروح بالضم دويبة حمراء منقوطة بسواد تطير و هي من السموم و الجمع ذراريح