باب 34- بعث أمير المؤمنين ع إلى اليمن

1-  عم، ]إعلام الورى[ بعث رسول الله ص عليا ع إلى اليمن ليدعوهم إلى الإسلام و قيل ليخمس ركازهم و يعلمهم الأحكام و يبين لهم الحلال و الحرام و إلى أهل نجران ليجمع صدقاتهم و يقدم عليه بجزيتهم

 و روى الحاكم أبو عبد الله الحافظ بإسناده رفعه إلى عمرو بن شاس الأسلمي قال كنت مع علي بن أبي طالب ع في جملة فجفاني علي ع بعض الجفاء فوجدت عليه في نفسي فلما قدمت المدينة اشتكيته عند من لقيته فأقبلت يوما و رسول الله ص جالس في المسجد فنظر إلي حتى جلست إليه فقال يا عمرو بن شاس لقد آذيتني فقلت إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أعوذ بالله و الإسلام أن أوذي رسول الله فقال من آذى عليا فقد آذاني و قد كان بعث قبله رسول الله ص خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه قال البراء فكنت مع علي ع فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا فصلى بنا علي ع ثم صفنا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا فقرأ عليهم كتاب رسول الله ص فأسلمت همدان كلها فكتب علي ع إلى رسول الله ص فلما قرأ الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه فقال ع السلام على همدان السلام على همدان

 أخرجه البخاري في الصحيح و روى الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي ع قال بعثني رسول الله ص إلى اليمن قلت يا رسول الله تبعثني و أنا شاب أقضي بينهم و لا أدري ما القضاء قال فضرب بيده في صدري و قال اللهم اهد قلبه و ثبت لسانه فو الذي نفسي بيده ما شككت في قضاء بين اثنين

2-  كا، ]الكافي[ العدة عن سهل و أحمد بن محمد جميعا عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول أهدى أمير المؤمنين إلى رسول الله ص أربعة أفراس من اليمن فقال سمها لي فقال هي ألوان مختلفة فقال ففيها وضح قال نعم فيها أشقر به وضح قال فأمسكه علي قال و فيها كميتان أوضحان فقال أعطهما ابنيك قال و الرابع أدهم بهيم قال بعه و استخلف به نفقة لعيالك إنما يمن الخيل في ذوات الأوضاح

3-  كا، ]الكافي[ علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع بعثني رسول الله ص إلى اليمن و قال لي يا علي لا تقاتلن أحدا حتى تدعوه و ايم الله لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس و غربت و لك ولاؤه يا علي

 بيان قوله ص و لك ولاؤه أي لك ميراثه إن لم يكن له وارث و عليك خطاؤه

4-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن عبد الرزاق بن سليمان عن الفضل بن الفضل الأشعري عن الرضا عن آبائه ع أن رسول الله ص بعث عليا ع إلى اليمن فقال له و هو يوصيه يا علي أوصيك بالدعاء فإن معه الإجابة و بالشكر فإن معه المزيد و إياك عن أن تخفر عهدا و تعين عليه و أنهاك عن المكر فإنه لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ و أنهاك عن البغي فإنه من بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ

  -5  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن ابن موسى عن الأسدي عن النخعي عن إبراهيم بن الحكم عن عمرو بن جبير عن أبيه عن الباقر ع قال بعث النبي ص عليا إلى اليمن فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن فنفح رجلا فقتله فأخذه أولياؤه و رفعوا إلى علي ع فأقام صاحب الفرس البينة أن الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله فأبطل علي ع دم الرجل فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبي ص يشكون عليا فيما حكم عليهم فقالوا إن عليا ظلمنا و أبطل دم صاحبنا فقال رسول الله ص إن عليا ليس بظلام و لم يخلق علي للظلم و إن الولاية من بعدي لعلي و الحكم حكمه و القول قوله لا يرد حكمه و قوله و ولايته إلا كافر و لا يرضى بحكمه و ولايته إلا مؤمن فلما سمع الناس قول رسول الله ص قالوا يا رسول الله رضينا بقول علي و حكمه فقال رسول الله ص هو توبتكم مما قلتم

6-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن موسى عن أحمد بن محمد المعروف بغزال عن محمد بن عمر الجرجاني يرفعه إلى عبد الرحمن بن أحمد السلماني عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال دعاني رسول الله ص فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم فقلت له يا رسول الله إنهم قوم كثير و أنا شاب حدث فقال لي يا علي إذا صرت بأعلى عقبة فيق فناد بأعلى صوتك يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله ص يقرئكم السلام قال فذهبت فلما صرت بأعلى عقبة فيق أشرفت على اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي يا شجر يا مدر يا ثرى محمد ص يقرئكم السلام قال فلم يبق شجرة و لا مدرة و لا ثرى إلا ارتجت بصوت واحد و على محمد رسول الله و عليك السلام فاضطربت قوائم القوم و ارتعدت ركبهم و وقع السلاح من أيديهم و أقبلوا مسرعين فأصلحت بينهم و انصرفت

  بيان قال الفيروزآبادي أفيق كأمير قرية بين حوران و الغور و منه عقبة أفيق و لا تقل فيق و أشرعت الرمح قبله سددت و تنكب القوس ألقاها على منكبه. أقول سيأتي بأسانيد في أبواب معجزات أمير المؤمنين

7-  شا، ]الإرشاد[ من فضائل أمير المؤمنين ما أجمع عليه أهل السيرة أن النبي ص بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام و أنفذ معه جماعة من المسلمين فيهم البراء بن عازب رحمه الله و أقام خالد على القوم ستة أشهر يدعوهم فلم يجبه أحد منهم فساء ذلك رسول الله ص فدعا أمير المؤمنين ع و أمره أن يقفل خالدا و من معه و قال له إن أراد أحد ممن مع خالد أن يعقب معك فاتركه قال البراء فكنت ممن عقب معه فلما انتهينا إلى أوائل أهل اليمن و بلغ القوم الخبر فجمعوا له فصلى بنا علي بن أبي طالب ع الفجر ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله و أثنى عليه ثم قرأ على القوم كتاب رسول الله ص فأسلمت همدان كلها في يوم واحد و كتب بذلك أمير المؤمنين ع إلى رسول الله ص فلما قرأ كتابه استبشر و ابتهج و خر ساجدا شكرا لله تعالى ثم رفع رأسه و جلس و قال السلام على همدان ثم تتابع بعد إسلام همدان أهل اليمن على الإسلام

 د، ]العدد القوية[ عن البراء بن عازب مثله. بيان القفول الرجوع و أقفله رده و أرجعه. أقول و ذكر ابن الأثير في الكامل هذه القصة في وقائع السنة العاشرة نحوا مما ذكره المفيد رحمه الله