باب 4- وجوب معرفة الإمام و أنه لا يعذر الناس بترك الولاية و أن من مات لا يعرف إمامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية و كفر و نفاق

 1-  سن، ]المحاسن[ أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن بشير الدهان قال قال أبو عبد الله ع قال رسول الله ص من مات و هو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية فعليكم بالطاعة قد رأيتم أصحاب علي و أنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالة لنا كرائم القرآن و نحن أقوام افترض الله طاعتنا و لنا الأنفال و لنا صفو المال

 بيان قوله قد رأيتم أصحاب على أي طاعتهم له فالمراد خواصهم أو رجوعهم عنه و كفرهم بعدم طاعتهم له كالخوارج قوله لنا كرائم القرآن أي نزلت فينا الآيات الكريمة و نفائسها و هي ما تدل على فضل و مدح و المراد بميتة الجاهلية الموت على الحالة التي كانت عليها أهل الجاهلية من الكفر و الجهل بأصول الدين و فروعه

 2-  سن، ]المحاسن[ ابن فضال عن حماد بن عثمان عن أبي اليسع عيسى بن السري قال قال أبو عبد الله ع إن الأرض لا تصلح إلا بالإمام و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية و أحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هذه و أهوى بيده إلى صدره يقول لقد كنت على أمر حسن

 3-  سن، ]المحاسن[ أبي عن النضر عن يحيى الحلبي عن الحسين بن أبي العلا  قال سألت أبا عبد الله ع عن قول رسول الله ص من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية فقال نعم لو أن الناس تبعوا علي بن الحسين ع و تركوا عبد الملك بن مروان اهتدوا فقلنا من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ميتة كفر فقال لا ميتة ضلال

 بيان لعله ع إنما نفى الكفر لأن السائل توهم أنه يجري عليه أحكام الكفر في الدنيا فنفى ذلك و أثبت له الضلال عن الحق في الدنيا و عن الجنة في الآخرة فلا يدخل الجنة أبدا فلا ينافي الأخبار الآتية التي أثبتوا فيها لهم الكفر فإن المراد بها أنهم في حكم الكفار في الآخرة و يحتمل أن يكون نفي الكفر لشمول من لا يعرف من المستضعفين لأن فيهم احتمال النجاة من العذاب فسائر الأخبار محمولة على من سواهم و سيأتي القول في ذلك في كتاب الإيمان و الكفر إن شاء الله تعالى

 4-  سن، ]المحاسن[ النضر عن يحيى عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال أبي من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية

 5-  سن، ]المحاسن[ محمد بن علي عن علي بن النعمان النخعي عن الحارث بن المغيرة النضري قال سمعت عثمان بن المغيرة يقول حدثني الصادق عن علي ع قال قال رسول الله ص من مات بغير إمام جماعة مات ميتة جاهلية قال الحارث بن المغيرة فلقيت جعفر بن محمد ع فقال نعم قلنا فمات ميتة جاهلية قال ميتة كفر و ضلال و نفاق

 6-  سن، ]المحاسن[ أبي عن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل قال سمعت أبا جعفر ع يقول من مات و ليس له إمام فموته ميتة جاهلية و لا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم و من مات و هو عارف لإمامه لا يضره تقدم هذا الأمر  أو تأخره و من مات عارفا لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه

 7-  ك، ]إكمال الدين[ ابن المتوكل عن الحميري عن الحسن بن طريف عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن إسماعيل عن أبي الحسن الرضا ع قال من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية فقلت له كل من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية قال نعم و الواقف كافر و الناصب مشرك

 8-  ني، ]الغيبة للنعماني[ أحمد بن محمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الله ع أنه قال يا يحيى من بات ليلة لا يعرف فيها إمام زمانه مات ميتة جاهلية

 9-  ني، ]الغيبة للنعماني[ ابن عقدة عن علي بن الحسين عن العباس بن عامر عن عبد الملك بن عتبة عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال رسول الله ص من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية

 10-  ني، ]الغيبة للنعماني[ الكليني عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن ع في قوله وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ قال من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى

 11-  ني، ]الغيبة للنعماني[ الكليني عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من ليست إمامته من الله كان مشركا

   -12  ني، ]الغيبة للنعماني[ عبد الواحد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن رياح عن أحمد بن علي الحميري عن الحسين بن أيوب عن عبد الكريم بن الخثعمي عن ابن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله ع رجل يتولاكم و يبرأ من عدوكم و يحلل حلالكم و يحرم حرامكم و يزعم أن الأمر فيكم لم يخرج منكم إلى غيركم إلا أنه يقول إنهم قد اختلفوا فيما بينهم و هم الأئمة القادة و إذا اجتمعوا على رجل فقالوا هذا قلنا هذا فقال ع إن مات على هذا فقد مات ميتة جاهلية

 13-  ني، ]الغيبة للنعماني[ عبد الواحد بن عبد الله عن محمد بن جعفر القرشي عن أبي جعفر الهمداني عن محمد بن سنان عن سماعة بن مهران قال قلت لأبي عبد الله ع رجل يتوالى عليا و يتبرأ من عدوه و يقول كل شي‏ء يقول إلا أنه يقول قد اختلفوا فيما بينهم و هم الأئمة القادة فلست أدري أيهم الإمام و إذا اجتمعوا على رجل أخذت بقوله و قد عرفت أن الأمر فيهم قال إن مات هذا على ذلك مات ميتة جاهلية ثم قال للقرآن تأويل يجري كما يجري الليل و النهار و كما تجري الشمس و القمر فإذا جاء تأويل شي‏ء منه وقع فمنه ما قد جاء و منه ما يجي‏ء

 بيان قوله ع للقرآن تأويل لعل المعنى أن ما نعلمه من بطون القرآن و تأويلاته لا بد من وقوع كل منها في وقته فمن ذلك اجتماع الناس على إمام واحد في زمان القائم و ليس هذا أوانه أو أنه دل القرآن على عدم خلو الزمان من الإمام و لا بد من وقوع ذلك فمنهم من مضى و منهم من يأتي

   -14  ني، ]الغيبة للنعماني[ ابن عقدة عن يحيى بن زكريا عن علي بن سيف عن أبيه عن حمران قال وصفت لأبي عبد الله ع رجلا يتوالى أمير المؤمنين ع و يتبرأ من عدوه و يقول كل شي‏ء يقول إلا أنه يقول إنهم اختلفوا فيما بينهم و هم الأئمة القادة و لست أدري أيهم الإمام و إذا اجتمعوا على وجه واحد أخذنا بقوله و قد عرفت أن الأمر فيهم رحمهم الله جميعا فقال إن مات هذا مات ميتة جاهلية

 و عن علي بن سيف عن أخيه الحسين عن معاذ بن مسلم عن أبي عبد الله ع مثله

 15-  كش، ]رجال الكشي[ حمدويه و إبراهيم عن أيوب بن نوح عن صفوان عن فضيل الأعور عن أبي عبيدة الحذاء قال قلت لأبي جعفر ع إن سالم بن أبي حفصة يقول ما بلغك أنه من مات و ليس له إمام كانت ميتته ميتة جاهلية فأقول بلى فيقول من إمامك فأقول أئمتي آل محمد ع فيقول و الله ما أسمعك عرفت إماما قال أبو جعفر ع ويح سالم و ما يدري سالم ما منزلة الإمام منزلة الإمام يا زياد أفضل و أعظم مما يذهب إليه سالم و الناس أجمعون

 16-  فس، ]تفسير القمي[ جعفر بن محمد عن عبد الكريم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع لا يعذر الله يوم القيامة أحدا يقول يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة على الناس كافة و في شيعة ولد فاطمة أنزل الله هذه الآية خاصة يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ الآية

   مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن محمد العطار عن الحسين بن إسحاق التاجر عن ابن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن محمد بن الفضيل مثله

 17-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا ع قال قال أبو جعفر ع من سره أن لا يكون بينه و بين الله حجاب حتى ينظر إلى الله و ينظر الله إليه فليتوال آل محمد و يتبرأ من عدوهم و يأتم بالإمام منهم فإنه إذا كان كذلك نظر الله إليه و نظر إلى الله

 بيان المراد بالنظر إلى الله النظر إلى رحمته و كرامته أو إلى أوليائه أو غاية معرفته بحسب وسع المرء و قابليته

 18-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا ع عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص من مات و ليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية و يؤخذ بما عمل في الجاهلية و الإسلام

 19-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ أبو عمرو عن ابن عقدة عن الحسن بن علي بن بزيع عن قاسم بن الضحاك عن مشير بن حوشب أخي العوام عن أبي سعيد الهمداني عن أبي جعفر ع إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً قال و الله لو أنه تاب و آمن و عمل صالحا و لم يهتد إلى ولايتنا و مودتنا و معرفة فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئا

 بيان أقول ذكر شبيه ما ذكر هنا في مواضع من القرآن أولها في  سورة مريم هكذا إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ و ثانيها في سورة طه هكذا وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى و ثالثها في الفرقان هكذا إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ. و رابعها في القصص هكذا فَأَمَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ و لا يناسب ما هنا إلا الأولى و الثانية لكن يخدش الأولى أنه ليس فيه ذكر الاهتداء و الثانية أنه لا توافق بين صدريهما و الظاهر أنه كان لمن تاب فصحفه الرواة أو النساخ و يحتمل أن يكون ع ذكر الأولى إشارة إلى أن الاهتداء مطوي فيها أيضا

 20-  ع، ]علل الشرائع[ علي بن حاتم فيما كتب إلي عن القاسم بن محمد عن حمدان بن الحسين عن الحسين بن الوليد عن ابن بكير عن حنان بن سدير قال قلت لأبي عبد الله ع لأي علة لم يسعنا إلا أن نعرف كل إمام بعد النبي ص و يسعنا أن لا نعرف كل إمام قبل النبي ص قال لاختلاف الشرائع

 21-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن الحسن بن محمد الهاشمي عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ع قال قلت له ما أدنى ما يكون به الرجل ضالا قال أن لا يعرف من أمر الله بطاعته و فرض ولايته و جعله  حجة في أرضه و شاهده على خلقه قلت فمن هم يا أمير المؤمنين فقال الذين قرنهم الله بنفسه و نبيه فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قال فقبلت رأسه و قلت أوضحت لي و فرجت عني و أذهبت كل شك كان في قلبي

 22-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن ابن أبي عثمان عن عبد الكريم بن عبيد الله عن سلمة بن عطا عن أبي عبد الله ع قال خرج الحسين بن علي ع على أصحابه فقال أيها الناس إن الله عز و جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه فقال له رجل يا ابن رسول الله بأبي أنت و أمي فما معرفة الله قال معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته

 قال الصدوق رحمة الله عليه يعني بذلك أن يعلم أهل كل زمان زمان أن الله هو الذي لا يخليهم في كل زمان من إمام معصوم فمن عبد ربا لم يقم لهم الحجة فإنما عبد غير الله عز و جل. بيان لعله ع إنما فسر معرفة الله بمعرفة الإمام لبيان أن معرفة الله لا يحصل إلا من جهة الإمام أو لاشتراط الانتفاع بمعرفته تعالى بمعرفته ع و لما ذكره الصدوق رحمه الله أيضا وجه

 23-  فس، ]تفسير القمي[ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي جميلة عن أبان بن تغلب قال قال لي أبو عبد الله ع يا أبان إن الله لا يطلب من المشركين زكاة أموالهم و هم يشركون به حيث يقول وَ وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ قلت له كيف ذاك جعلت  فداك فسره لي فقال ويل للمشركين الذين أشركوا بالإمام الأول و هم بالأئمة الآخرين كافرون يا أبان إنما دعا الله العباد إلى الإيمان به فإذا آمنوا بالله و برسوله افترض عليهم الفرائض

 بيان فسر ع المشرك بمن أشرك مع الإمام الحق إماما آخر و الآخرة بالأئمة الآخرة و هذا بطن من بطون الآية و يدل الخبر على أن المشركين بالله غير مكلفين بالفروع و المخالفين مكلفون بها و هو خلاف المشهور بين الإمامية و يمكن حمله على أن المراد أن تكليف الذين لا يعرفون الله و رسوله بالإيمان بهما أهم و آكد من دعوتهم إلى الفروع لا أنهم غير مكلفين بها و هذا القدر كاف لتأييد كون المراد بالمشرك المعنى الذي ذكره ع

 24-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ فيما كتب الرضا ع للمأمون من شرائع الدين من مات لا يعرف أئمته مات ميتة جاهلية

 25-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن عبد الله بن الحسن عن أحمد بن علي عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن يحيى عن محمد بن إسحاق عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله ص ذات يوم جالسا و عنده نفر من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب ع إذ قال من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال رجلان من أصحابه فنحن نقول لا إله إلا الله فقال رسول الله ص إنما تقبل شهادة أن لا إله إلا الله من هذا و من شيعته الذين أخذ ربنا ميثاقهم فقال الرجلان فنحن نقول لا إله إلا الله فوضع رسول الله يده على رأس علي ع ثم قال علامة ذلك أن لا تحلا عقده و لا تجلسا مجلسه و لا تكذبا حديثه

   -26  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن عبد العظيم الحسني عن محمد بن عمر عن حماد بن عثمان عن عيسى بن السري قال قلت لأبي عبد الله ع قال رسول الله ص من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال أبو عبد الله ع أحوج ما يكون إلى معرفته إذا بلغ نفسه هذه و أشار بيده إلى صدره فقال لقد كنت على أمر حسن

 سن، ]المحاسن[ عبد العظيم الحسني مثله بيان أحوج مبتدأ مضاف إلى ما و هي مصدرية و يكون تامة و نسبة الحاجة إلى المصدر مجاز و المقصود نسبتها إلى فاعل المصدر باعتبار بعض أحوال وجوده و إلى معرفته متعلق بأحوج و إذا ظرف و هو خبر أحوج

 27-  ثو، ]ثواب الأعمال[ أبي عن سعد عن البرقي عن ابن مهران عن رجل عن أبي المغراء عن أبي ذريح عن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال منا الإمام المفروض طاعته من جحده مات يهوديا أو نصرانيا و الله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله عز و جل آدم إلا و فيها إمام يهتدى به إلى الله حجة على العباد و من تركه هلك و من لزمه نجا حقا على الله

 سن، ]المحاسن[ ابن مهران مثله

 28-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضيل الأعور عن أبي عبيدة الحذاء قال كنا زمان أبي جعفر ع حين قبض نتردد كالغنم لا راعي  لها فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال يا أبا عبيدة من إمامك قلت أئمتي آل محمد ص فقال هلكت و أهلكت أ ما سمعت أنا و أنت معي أبا جعفر ع و هو يقول من مات و ليس عليه إمام مات ميتة جاهلية قلت بلى لعمري فرزقني الله المعرفة قال فقلت لأبي عبد الله ع إن سالم بن أبي حفصة قال لي كذا و كذا فقال لي يا أبا عبيدة إنه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل مثل عمله و يسير بمثل سيرته و يدعو إلى مثل الذي دعا إليه يا أبا عبيدة إنه لم يمنع ما أعطى داود أن أعطى سليمان قال ثم قال يا أبا عبيدة إنه إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود و سليمان لا يسأل الناس بينة

 29-  سن، ]المحاسن[ محمد بن علي بن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه بلا إمام عادل من الله فإن سعيه غير مقبول و هو ضال متحير و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها فتاهت ذاهبة و جائية يومها فلما أن جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها فجاءت إليها فباتت معها في ربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها و قطيعها فبصرت بسرح قطيع غنم آخر فعمدت نحوها و حنت إليها فصاح بها الراعي الحقي بقطيعك فإنك  تائهة متحيرة قد ضللت عن راعيك و قطيعك فهجمت ذعرة متحيرة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها و هكذا يا محمد بن مسلم من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عادل أصبح تائها متحيرا إن مات على حاله تلك مات ميتة كفر و نفاق و اعلم يا محمد إن أئمة الحق و أتباعهم على دين الله إلى آخره

 30-  ني، ]الغيبة للنعماني[ ابن عقدة عن محمد بن الفضيل بن إبراهيم و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسين بن عبد الله و محمد بن أحمد بن الحسن القطواني جميعا عن ابن محبوب مثله و فيه اعلم يا محمد إن أئمة الحق و أتباعهم هم الذين على دين الله و إن أئمة الجور لمعزولون عن دين الله و الحق فقد ضلوا و أضلوا فأعمالهم التي يعملونها كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْ‏ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ

 ني، ]الغيبة للنعماني[ علي بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن محمد بن أحمد القلانسي عن إسماعيل بن مهران عن أحمد بن محمد عن ابن بكير و جميل معا عن محمد بن مسلم مثله بيان في الكافي بعد قوله متحير و الله شانئ لأعماله الشنأة البغض و القطيع طائفة من البقر و الغنم و نحوها و هجم على الشي‏ء أتاه بغتة و الحنين الشوق و ربض الغنم بالتحريك مأواها و السرح المال السائم قوله ضيعتها  الضمير إما راجع إلى الذئب أي مالها و متاعها أو إلى القطيع أي التي ضاعت منها أو إلى الشاة فالضيعة مصدر أي اغتنم ضياعها و كونها بلا راع و حافظ و هو أظهر و وجه التمثيل ظاهر فإن من كان له إمام من أئمة الهدى ثم ضل و تحير عن إمامه و اتبع غيرهم فكلما أتى إماما من أئمة الجور و رأى منه خلاف ما كان يراه من أئمة الحق نفر منه و أتى غيره و كلما رأى إمام الجور منه خلاف ما في يده من الباطل يزجره و يطرده لئلا يفسد عليه أتباعه فهو كذلك حتى يستولي عليه الشيطان فيخرجه من الدين رأسا أو يدخله متابعة واحد من أئمة الجور

 31-  ك، ]إكمال الدين[ أبي و ابن الوليد معا عن سعد و الحميري معا عن اليقطيني و ابن يزيد و ابن هاشم جميعا عن حماد بن عيسى عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي أنه سمع من سلمان و من أبي ذر و من المقداد حديثا عن رسول الله ص أنه قال من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية ثم عرضه على جابر و ابن عباس فقالا صدقوا و بروا و قد شهدنا ذلك و سمعنا من رسول الله ص أن سلمان قال يا رسول الله إنك قلت من مات و ليس عليه إمام مات ميتة جاهلية من هذا الإمام قال من أوصيائي يا سلمان فمن مات من أمتي و ليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية فإن جهله و عاداه فهو مشرك و إن جهله و لم يعاده و لم يوال له عدوا فهو جاهل و ليس بمشرك

 32-  ك، ]إكمال الدين[ العطار عن أبيه عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الخشاب عن غير واحد عن مروان بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال الإمام علم بين الله عز و جل و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا

 33-  ك، ]إكمال الدين[ أبي و ابن الوليد معا عن اليقطيني عن ابن فضال عن ثعلبة  عن محمد بن مروان عن الفضيل عن أبي جعفر ع قال من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية و لا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم

 أقول أوردنا بعضها في كتاب الكفر و الإيمان في باب كفر المخالفين

 34-  ني، ]الغيبة للنعماني[ ابن عقدة عن محمد بن الفضيل و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسين و محمد بن أحمد القطواني جميعا عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال قلت له أ رأيت من جحد إماما منكم ما حاله قال من جحد إماما من الله و برئ منه و من دينه فهو كافر مرتد عن الإسلام لأن الإمام من الله و دينه دين الله و من برئ من دين الله فدمه مباح في تلك الحال إلا أن يرجع أو يتوب إلى الله مما قال

 35-  كش، ]رجال الكشي[ جعفر بن أحمد عن صفوان عن أبي اليسع قال قلت لأبي عبد الله ع حدثني عن دعائم الإسلام التي بني عليها و لا يسع أحدا من الناس تقصير في شي‏ء منها التي من قصر عن معرفة شي‏ء منها كتب عليه ذنبه و لم يقبل منه عمله و من عرفها و عمل بها صلح دينه و قبل منه عمله و لم يضر به ما فيه بجهل شي‏ء من الأمور جهله قال فقال شهادة أن لا إله إلا الله و الإيمان برسول الله ص و الإقرار بما جاء به من عند الله ثم قال الزكاة و الولاية شي‏ء دون شي‏ء فضل يعرف لمن أخذ به قال رسول الله ص من مات لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية و قال الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ  أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و كان علي ع و قال آخرون لا بل معاوية و كان حسن ثم كان حسين و قال آخرون هو يزيد بن معاوية لا سواه ثم قال أزيدكم قال بعض القوم زده جعلت فداك قال ثم كان علي بن الحسين ع ثم كان أبو جعفر و كانت الشيعة قبله لا يعرفون ما يحتاجون إليه من حلال و لا حرام إلا ما تعلموا من الناس حتى كان أبو جعفر ع ففتح لهم و بين لهم و عليهم فصاروا يعلمون الناس بعد ما كانوا يتعلمون منهم و الأمر هكذا يكون و الأرض لا تصلح إلا بإمام و من مات و لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية و أحوج ما تكون إلى هذا إذا بلغت نفسك هذا المكان و أشار بيده إلى حلقه و انقطعت من الدنيا تقول لقد كنت على رأي حسن قال أبو اليسع عيسى بن السري و كان أبو حمزة و كان حاضر المجلس أنه قال فيما يقول كان أبو جعفر ع إماما حق الإمام

   بيان قوله كتب عليه ذنبه في بعض النسخ كبت عليه دينه بتقديم الباء على التاء من الكبت و هو الصرف و الإذلال و في الكافي فسد عليه دينه و هو أظهر قوله ثم قال الزكاة لعله سقط منه شي‏ء و في الكافي هكذا و الإقرار بما جاء به من عند الله و حق في الأموال الزكاة و الولاية التي أمر الله عز و جل بها ولاية آل محمد ص قال فقلت له هل في الولاية شي‏ء دون شي‏ء فضل يعرف لمن أخذ به قال نعم قال الله عز و جل. فقوله و حق إما مجرور بالعطف على قوله ما جاء فيكون تخصيصا بعد التعميم لبيان مزيد الاهتمام أو مرفوع بالخبرية للزكاة أو بالعطف على الشهادة و فيه بعد معنى و يمكن أن يقرأ على صيغة الماضي المجهول قوله شي‏ء دون شي‏ء أي خصوصية و علامة تعرف لمن أخذ بها أو دليل و برهان يحتج به من ادعاها و لكل من الوجهين شواهد في الكلام كما لا يخفى و يمكن الجمع بين الوجهين بأن يكون شي‏ء دون شي‏ء إشارة إلى الدليل و فضل إشارة إلى شرائط الإمامة و إن كان بعيدا و على التقادير الآخذ إما الإمام أو الموالي له و حاصل الجواب أن الآية دلت على وجوب طاعة أولي الأمر فتجب طاعتهم و معرفتهم و دل الخبر على أن لكل زمان إماما لا بد من معرفته و متابعته و كان الأمر مرددا بين علي و معاوية ثم بين الحسن و بينه ثم بين الحسين و بينه و بين يزيد و العقل يحكم بعدم المساواة بين الأولين و الآخرين و لم يذكر الغاصبين الثلاثة تقية و إشعارا بأن القول بخلافتهم بالبيعة يستلزم القول بخلافة مثل معاوية و يزيد و بالجملة لما كان هذا أشنع و التقية فيه أقل خصه بالذكر مع أن بطلان خلافة معاوية يستلزم بطلان خلافتهم لاشتراك العلة و كلمة كان في المواضع تامة. قوله ع و بين لهم و عليهم في الكافي و بين لهم مناسك حجهم و حلالهم و حرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس و هكذا كان الأمر.  قوله و كان أبو حمزة لعله كان قال أبو حمزة و على نسخة كان هي تامة أي كان في الحياة و الحاصل أن عيسى ذكر أن أبا حمزة ذكر هذه التتمة و أنا لم أسمعها

 36-  ختص، ]الإختصاص[ عن عمر بن يزيد عن أبي الحسن الأول ع قال سمعته يقول من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية إمام حي يعرفه قلت لم أسمع أباك يذكر هذا يعني إماما حيا فقال قد و الله قال ذلك رسول الله ص قال و قال رسول الله ص من مات و ليس له إمام يسمع له و يطيع مات ميتة جاهلية

 37-  ختص، ]الإختصاص[ عن محمد بن علي الحلبي قال قال أبو عبد الله ع من مات و ليس عليه إمام حي ظاهر مات ميتة جاهلية

 38-  ختص، ]الإختصاص[ عن أبي الجارود قال سمعت أبا عبد الله ع يقول من مات و ليس عليه إمام حي ظاهر مات ميتة جاهلية قال قلت إمام حي جعلت فداك قال إمام حي إمام حي

 39-  كنز الكراجكي، عن محمد بن أحمد بن شاذان القمي عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عياش عن محمد بن عمر عن الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه ع عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص من مات و ليس له إمام من ولدي مات  ميتة جاهلية يؤخذ بما عمل في الجاهلية و الإسلام

 40-  و منه عن أبي الرجا محمد بن علي بن طالب البلدي عن عبد الواحد بن عبد الله الموصلي عن محمد بن همام بن سهل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن أبي عمير عن أبي علي الخراساني عن عبد الكريم بن عبد الله عن سلمة بن عطا عن أبي عبد الله الإمام الصادق ع قال خرج الحسين بن علي ع ذات يوم على أصحابه فقال بعد الحمد لله جل و عز و الصلاة على محمد رسوله ص يا أيها الناس إن الله و الله ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه فقال له رجل بأبي أنت و أمي يا ابن رسول الله ما معرفة الله قال معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته

 أقول ثم قال الكراجكي قدس الله روحه اعلم أنه لما كانت معرفة الله و طاعته لا ينفعان من لم يعرف الإمام و معرفة الإمام و طاعته لا تقعان إلا بعد معرفة الله صح أن يقال إن معرفة الله هي معرفة الإمام و طاعته و لما كانت أيضا المعارف الدينية العقلية و السمعية تحصل من جهة الإمام و كان الإمام آمرا بذلك و داعيا إليه صح القول بأن معرفة الإمام و طاعته هي معرفة الله سبحانه كما تقول في المعرفة بالرسول و طاعته أنها معرفة بالله سبحانه قال الله عز و جل من يطع الرسول فقد أطاع الله و ما تضمنه قول الحسين ع من تقدم المعرفة على العبادة غاية في البيان و التنبيه.  

 و جاء في الحديث من طريق العامة عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن رسول الله ص قال من مات و ليس في عنقه بيعة لإمام أو ليس في عنقه عهد الإمام مات ميتة جاهلية

 و روى كثير منهم أنه ع قال من مات و هو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية

و هذان الخبران يطابقان المعنى في قول الله تعالى يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا. فإن قال الخصوم إن الإمام هاهنا هو الكتاب قيل لهم هذا انصراف عن ظاهر القرآن بغير حجة توجب ذلك و لا برهان لأن ظاهر التلاوة يفيد أن الإمام في الحقيقة هو المقدم في الفعل و المطاع في الأمر و النهي و ليس يوصف بهذا الكتاب إلا أن يكون على سبيل الاتساع و المجاز و المصير إلى الظاهر من حقيقة الكلام أولى إلا أن يدعو إلى الانصراف عنه الاضطرار و أيضا فإن أحد الخبرين يتضمن ذكر البيعة و العهد للإمام و نحن نعلم أنه لا بيعة للكتاب في أعناق الناس و لا معنى لأن يكون له عهد في الرقاب فعلم أن قولكم في الإمام إنه الكتاب غير صواب. فإن قالوا ما تنكرون أن يكون الإمام المذكور في الآية هو الرسول قيل لهم إن الرسول قد فارق الأمة بالوفاة و في أحد الخبرين أنه إمام الزمان و هذا يقتضي أنه حي ناطق موجود في الزمان فأما من مضى بالوفاة فليس يقال أنه إمام إلا على معنى وصفنا للكتاب بأنه إمام و لو لا أن الأمر كما ذكرناه لكان إبراهيم الخليل ع إمام زماننا لأنا عاملون بشرعه متعبدون بدينه و هذا فاسد إلا على الاستعارة و المجاز و ظاهر قول النبي ص من مات و هو لا يعرف  إمام زمانه يدل على أن لكل زمان إماما في الحقيقة يصح أن يتوجه منه الأمر و يلزم له الاتباع و هذا واضح لمن طلب الصواب و من ذلك ما أجمع عليه أهل الإسلام من قول النبي ص إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فأخبر أنه قد ترك في الناس من عترته من لا يفارق الكتاب وجوده و حكمته و إنه لا يزال وجودهم مقرونا بوجوده و في هذا دليل على أن الزمان لا يخلو من إمام و منه ما اشتهر بين الرواة من قوله في كل خلف من أمتي عدل من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين و انتحال المبطلين و إن أئمتكم وفودكم إلى الله فانظروا من توفدون في دينكم