باب 53- تأويل الأيام و الشهور بالأئمة عليهم السلام

 1-  ل، ]الخصال[ ابن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد الموصلي عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن العسكري ع جئت أسأل عن خبره قال فنظر إلي الزراقي و كان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه فقال يا صقر ما شأنك فقلت خير أيها الأستاد فقال اقعد فأخذني ما تقدم و ما تأخر و قلت أخطأت في المجي‏ء قال فوحى الناس عنه ثم قال لي ما شأنك و فيم جئت قلت لخير ما فقال لعلك تسأل عن خبر مولاك فقلت له و من مولاي مولاي أمير المؤمنين فقال اسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك فقلت الحمد لله قال أ تحب أن تراه قلت نعم قال اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده قال فجلست فلما خرج قال لغلام له خذ بيد الصقر و أدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس و خل بينه و بينه قال فأدخلني إلى الحجرة و أومأ إلى بيت فدخلت فإذا هو ع جالس على صدر حصير و بحذاه قبر محفور قال فسلمت فرد ثم أمرني بالجلوس ثم قال لي يا صقر ما أتى بك قلت سيدي جئت أتعرف خبرك قال ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إلي فقال يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن فقلت الحمد لله ثم قلت يا سيدي حديث يروى عن النبي ص لا أعرف معناه قال و ما هو فقلت قوله لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه فقال نعم الأيام نحن ما قامت السماوات و الأرض فالسبت اسم رسول الله ص و الأحد كناية عن أمير المؤمنين و الإثنين الحسن و الحسين و الثلاثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا و الخميس ابني الحسن بن علي و الجمعة ابن ابني و إليه تجتمع عصابة الحق و هو الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال ودع و اخرج فلا آمن عليك

 قال الصدوق رضي الله عنه الأيام ليست بأئمة و لكن كنى ع بها عن الأئمة لئلا يدرك معناه غير أهل الحق كما كنى الله عز و جل ب التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ وَ طُورِ سِينِينَ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ عن النبي ص و علي و الحسن و الحسين ع و كما كنى عز و جل بالنعاج عن النساء على قول من روى ذلك في قصة داود و الخصمين و كما كنى بالسير في الأرض عن النظر في القرآن

 سئل الصادق ع عن قول الله عز و جل أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ قال معناه أ و لم ينظروا في القرآن

و كما كنى بالسر عن النكاح في قوله عز و جل وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا و كما كنى عز و جل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيسى و أمه كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ و معناه أنهما كانا يتغوطان و كما كنى بالنحل عن رسول الله ص في قوله وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ و مثل هذا كثير

 2-  غط، ]الغيبة للشيخ الطوسي[ و روى جابر الجعفي قال سألت أبا جعفر ع عن تأويل قول الله عز و جل إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ قال فتنفس سيدي الصعداء ثم قال يا جابر أما السنة فهي جدي رسول الله ص و شهورها اثنا عشر شهرا فهو أمير المؤمنين إلي و إلى ابني جعفر و ابنه موسى و ابنه علي و ابنه محمد و ابنه علي و إلى ابنه الحسن و إلى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر إماما حجج الله في خلقه و أمناؤه على وحيه و علمه و الأربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون باسم واحد علي أمير المؤمنين ع و أبي علي بن الحسين و علي بن موسى و علي بن محمد فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا فيهم أنفسكم أي قولوا بهم جميعا تهتدوا

  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ مثله

 3-  و في خبر آخر حُرُمٌ علي و الحسن و الحسين و القائم بدلالة قوله ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ

 4-  ني، ]الغيبة للنعماني[ علي بن الحسين عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن عيسى عن عبد الرزاق عن محمد بن سنان عن فضال أبي سنان عن أبي حمزة الثمالي قال كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قال يا أبا حمزة من المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله و هو كافر به و جاحد له ثم قال بأبي و أمي المسمى باسمي المكنى بكنيتي السابع من بعدي يأتي من يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما يا أبا حمزة من أدركه فليسلم ما سلم لمحمد ص و من لم يسلم فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ النَّارُ وَ بِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ

  و أوضح من هذا بحمد الله و أنور و أبين و أزهر لمن هداه و أحسن إليه قول الله عز و جل في محكم كتابه إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ و معرفة الشهور المحرم و صفر و ربيع و ما بعده و الحرم منها رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و ذلك لا يكون دينا قيما لأن اليهود و النصارى و المجوس و سائر الملل و الناس جميعا من الموافقين و المخالفين يعرفون هذه الشهور و يعدونها بأسمائها و ليس هو كذلك و إنما عنى بهم الأئمة القوامين بدين الله و الحرم منها أمير المؤمنين علي الذي اشتق الله سبحانه له اسما من أسمائه العلي كما اشتق لمحمد ص اسما من أسمائه المحمود و ثلاثة من ولده أسماؤهم اسمه علي بن الحسين و علي بن موسى و علي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من أسماء الله عز و جل حرمة به يعني أمير المؤمنين ع. بيان الظاهر أن قوله و أوضح إلى آخره من كلام النعماني استخرجه من الأخبار و يحتمل كونه من تتمة الخبر

  -4  ني، ]الغيبة للنعماني[ سلامة بن محمد عن أبي الحسن علي بن معمر عن حمزة بن القاسم عن جعفر بن محمد عن عبيد بن كثير عن أحمد بن موسى عن داود بن كثير الرقي قال دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد ع بالمدينة فقال لي ما الذي أبطأ بك عنا يا داود قلت حاجة لي عرضت بالكوفة فقال من خلفت بها قلت جعلت فداك خلفت بها عمك زيدا تركته راكبا على فرس متقلدا مصحفا ينادي بعلو صوته سلوني قبل أن تفقدوني فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ و المنسوخ و المثاني و القرآن العظيم و إني العلم بين الله و بينكم فقال لي يا داود لقد ذهبت تلك المذاهب ثم نادى يا سماعة بن مهران ائتني بسلة الرطب فأتاه بسلة فيها رطب فتناول رطبة أكلها و استخرج النواة من فيه و غرسها في الأرض ففلقت و نبتت و أطلعت و أعذقت فضرب بيده إلى شق من عذق منها فشقه و استخرج منها رقا أبيض ففضه و دفعه إلي و قال اقرأه فقرأته و إذا فيه مكتوب سطران الأول لا إله إلا الله محمد رسول الله و الثاني إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الحسن بن علي الحسين بن علي علي بن الحسين محمد بن علي جعفر بن محمد موسى بن جعفر علي بن موسى محمد بن علي علي بن محمد الحسن بن علي الخلف الحجة ثم قال يا داود أ تدري متى كتب هذا في هذا قلت الله و رسوله و أنتم أعلم قال قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام