باب 7- معنى آل محمد و أهل بيته و عترته و رهطه و عشيرته و ذريته صلوات الله عليهم أجمعين

 الآيات طه وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها الشعراء وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ تفسير قال الطبرسي رحمه الله وَ أْمُرْ أَهْلَكَ أي أهل بيتك و أهل دينك بِالصَّلاةِ

 و روى أبو سعيد الخدري قال لما نزلت هذه الآية كان رسول الله ص يأتي باب فاطمة و علي تسعة أشهر وقت كل صلاة فيقول الصلاة يرحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ... وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 و رواه ابن عقدة بإسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت ع و غيرهم مثل أبي برزة و أبي رافع و قال أبو جعفر ع أمره الله تعالى أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهله عند الله منزلة ليست للناس فأمرهم مع الناس عامة و أمرهم خاصة

قال و في قراءة عبد الله بن مسعود و أنذر عشيرتك الأقربين و رهطك منهم المخلصين و روي ذلك عن أبي عبد الله ع.

 و قال الرازي و غيره في تفاسيرهم كان رسول الله ص بعد نزول قوله تعالى  وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ يذهب إلى فاطمة و علي ع كل صباح و يقول الصلاة و كان يفعل ذلك

أقول و سيأتي تمام القول في الآيتين في كتاب أحوال أمير المؤمنين صلوات الله عليه

 1-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن محمد بن الحسين الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله عز و جل و رهطك منهم المخلصين قال علي و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و آل محمد ص خاصة

 2-  و بهذا الإسناد عنه ع في قوله وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قال في علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أهل بيته صلوات الله عليهم

 3-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن علي بن بزيع عن إسماعيل بن بشار الهاشمي عن قتيبة بن محمد الأعشى عن هاشم بن البريد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده ع قال كان رسول الله ص في بيت أم سلمة فأتي بحريرة فدعا عليا و فاطمة و الحسن و الحسين ع فأكلوا منها ثم جلل عليهم كساء خيبريا ثم قال إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فقالت أم سلمة و أنا معهم يا رسول الله قال أنت إلى خير

 4-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال قال علي بن أبي طالب ع إن الله عز و جل فضلنا أهل البيت و كيف لا يكون كذلك و الله عز و جل يقول في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فقد طهرنا الله من الفواحش ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ فنحن على منهاج الحق

 5-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن عبد الله بن علي بن عبد العزيز عن إسماعيل بن محمد عن علي بن جعفر بن محمد عن الحسين بن زيد عن عمر بن علي ع قال خطب الحسن بن علي ع الناس حين قتل علي ع فقال قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعلم و لا يدركه الآخرون ما ترك على ظهر الأرض صفراء و لا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي و أنا ابن البشير النذير الداعي إلى الله بإذنه و السراج المنير أنا من أهل البيت الذي كان ينزل فيه جبرئيل و يصعد و أنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

 6-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن مظفر بن يونس بن مبارك عن عبد الأعلى بن حماد عن مخول بن إبراهيم عن عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني عن عمرة بنت أفعى عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي و في البيت سبعة جبرئيل و ميكائيل و رسول الله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم و قالت و كنت على الباب فقلت يا رسول الله أ لست من أهل البيت قال إنك على خير إنك من أزواج النبي و ما قال إنك من أهل البيت

 7-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ قرأ أبو عبد الله ع قوله تعالى وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً ثم أومأ ع إلى صدره فقال نحن و الله ذرية رسول الله ص

 8-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ إسماعيل بن إبراهيم بإسناده عن عبد الله بن الوليد قال دخلنا على أبي عبد الله ع فقال لنا ممن أنتم فقلنا له من أهل الكوفة فقال لنا إنه ليس بلد من البلدان و لا مصر من الأمصار أكثر محبا لنا من أهل الكوفة إن الله هداكم لأمر جهله الناس فأجبتمونا و أبغضنا الناس و صدقتمونا و كذبنا الناس و اتبعتمونا و خالفنا الناس فجعل الله محياكم محيانا و مماتكم مماتنا فأشهد على أبي أنه كان يقول ما بين أحدكم و بين أن يغتبط و يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه هاهنا و أومأ بيده إلى حلقه و قد قال الله في كتابه وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً فنحن ذرية رسول الله ص

 كا، ]الكافي[ العدة عن سهل عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن الوليد الكندي مثله بأدنى تغيير

 9-  فس، ]تفسير القمي[ وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ قال نزلت و رهطك منهم المخلصين و هم علي بن أبي طالب و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و آل محمد

 10-  مع، ]معاني الأخبار[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن الصادق عن آبائه ع قال سئل أمير المؤمنين ع عن معنى قول رسول الله ص إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي من العترة فقال أنا و الحسن و الحسين و الأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم و قائمهم لا يفارقون كتاب الله و لا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله ص حوضه

 أقول سيأتي معنى العترة في أخبار الثقلين

 11-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن محمد بن الحسن عن جعفر بن بشير عن الحسين بن أبي العلاء عن عبد الله بن ميسرة قال قلت لأبي عبد الله ع إنا نقول اللهم صل على محمد و أهل بيته فيقول قوم نحن آل محمد فقال إنما آل محمد من حرم الله عز و جل على محمد ص نكاحه

 بيان لعل الراوي إنما عدل عن الآل إلى الأهل لقول الرجل أو قال الرجل ذلك لاعتقاد الترادف بين الآل و الأهل و أما تفسيره ع فلعل مراده اختصاصه بهم لا شموله لجميعهم و يكون الغرض خروج بني العباس و أضرابهم بأن يكون المدعى أنه من الآل منهم و لعل فيه نوع تقية مع أنه يحتمل أن يكون هذا أحد معاني الآل

 12-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن محمد العطار عن الأشعري عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك من الآل قال ذرية محمد ص قال قلت فمن الأهل قال الأئمة ع فقلت قوله عز و جل أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ قال و الله ما عنى إلا ابنته

 13-  لي، ]الأمالي للصدوق[ مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع من آل محمد قال ذريته فقلت من أهل بيته قال الأئمة الأوصياء فقلت من عترته قال أصحاب العباء فقلت من أمته قال المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عز و جل المتمسكون بالثقلين الذين أمروا بالتمسك بهما كتاب الله و عترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و هما الخليفتان على الأمة عليهم السلام

 قال الصدوق في مع تأويل الذريات إذا كانت بالألف الأعقاب و النسل كذلك قال أبو عبيدة و قال أما الذي في القرآن وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ قرأها علي ع وحده لهذا المعنى و الآية التي في يس وَ آيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ و قوله كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ فيه لغتان ذرية و ذرية مثل علية و علية فكانت قراءته بالضم و قرأها أبو عمرو و هي قراءة أهل المدينة إلا ما ورد عن زيد بن ثابت أنه قرأ ذرية من حملنا مع نوح بالكسر و قال مجاهد في قوله إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ إنهم أولاد الذين أرسل إليهم موسى و مات آباؤهم. و قال الفراء إنما سموا ذرية لأن آباءهم من القبط و أمهاتهم من بني إسرائيل قال و ذلك كما قيل لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن الأبناء لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم. قال أبو عبيدة إنهم يسمون ذرية و هم رجال مذكرون لهذا المعنى. و ذرية الرجل كأنهم النشو الذي خرجوا منه و هو من ذروت أو ذريت و ليس بمهموز قال أبو عبيدة و أصله مهموز و لكن العرب تركت الهمزة فيه و هو في مذهبه من ذرأ الله الخلق كما قال عز و جل وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ و ذرأهم أي أنشأهم و خلقهم و قوله عز و جل يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ أي يخلقكم فكان ذرية الرجل هم خلق الله عز و جل منه و من نسله و من أنشأه الله تبارك و تعالى من صلبه. بيان لا أدري ما معنى قوله قرأها علي ع وحده فإنه قرأ أبو عمر و حمزة و الكسائي و أبو بكر ذريتنا و الباقون بالجمع إلا أن يكون مراده من بين الخلفاء و هو بعيد و أيضا لا أعرف الفرق بين المفرد و الجمع في هذا الباب و لا أعرف لتحقيقه رحمه الله فائدة يعتد بها

 14-  شي، ]تفسير العياشي[ عن معاوية بن وهب قال سمعته يقول الحمد لله نافع عبد آل عمر كان في بيت حفصة فيأتيه الناس وفودا و لا يعاب ذلك عليهم و لا يقبح عليهم و إن أقواما يأتونا صلة لرسول الله ص فيأتونا خائفين مستخفين يعاب ذلك و يقبح عليهم و لقد قال الله في كتابه وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً فما كان لرسول الله ص إلا كأحد أولئك جعل الله له أزواجا و جعل له ذرية ثم لم يسلم مع أحد من الأنبياء من أسلم مع رسول الله ص من أهل بيته أكرم الله بذلك رسوله ص

 15-  شي، ]تفسير العياشي[ عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ع قال ما آتى الله أحدا من المرسلين شيئا إلا و قد آتاه محمدا ص و قد آتى الله كما آتى المرسلين من قبله ثم تلا هذه الآية وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً

 16-  شي، ]تفسير العياشي[ عن علي بن عمر بن أبان الكلبي عن أبي عبد الله ع قال أشهد على أبي أنه كان يقول ما بين أحدكم و بين أن يغبط أو يرى ما تقر به عينه إلا أن يبلغ نفسه هذه و أهوى بيده إلى خلقه قال الله في كتابه وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً فنحن ذرية رسول الله ص

 17-  شي، ]تفسير العياشي[ عن المفضل بن صالح عن جعفر بن محمد ع قال قال رسول الله ص خلق الله الخلق قسمين فألقى قسما و أمسك قسما ثم قسم ذلك القسم على ثلاثة أثلاث فألقى أو ألقى ثلثين و أمسك ثلثا ثم اختار من ذلك الثلث قريشا ثم اختار من قريش بني عبد المطلب ثم اختار من بني عبد المطلب رسول الله ص فنحن ذريته فإن قال الناس لم يكن لرسول الله ص ذرية جحدوا و لقد قال الله وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّيَّةً فنحن ذريته قال فقلت أنا أشهد أنكم ذريته ثم قلت له ادع الله لي جعلت فداك أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة فدعا لي ذلك قال و قبلت باطن يده

 18-  و في رواية شعيب عنه أنه قال نحن ذرية رسول الله ص ما أدري على ما يعادوننا إلا لقرابتنا من رسول الله ص

 بيان قوله أو ألقى لعل الترديد من الراوي حيث لم يدر أنه أتى بالفاء أو لم يأت بها

 19-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن سلام عن عبد الله بن عيسى بن مصقلة القمي عن زرارة عن أبي جعفر عن أبيه ع في قول الله عز و جل وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها قال نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع كان رسول الله ص يأتي باب فاطمة كل سحره فيقول السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله و بركاته الصلاة يرحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً

 20-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور معا عن محمد الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال حضر الرضا ع مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان فقال المأمون أخبروني عن معنى هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فقالت العلماء أراد الله عز و جل بذلك الأمة كلها فقال المأمون ما تقول يا أبا الحسن فقال الرضا ع لا أقول كما قالوا و لكني أقول أراد الله عز و جل بذلك العترة الطاهرة فقال المأمون و كيف عنى العترة من دون الأمة فقال له الرضا ع إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله عز و جل فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ الآية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم فقال المأمون من العترة الطاهرة فقال الرضا ع الذين وصفهم الله في كتابه فقال جل و عز إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و هم الذين قال رسول الله ص إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ألا و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم قالت العلماء أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أ هم الآل أم غير الآل فقال الرضا ع هم الآل فقالت العلماء فهذا رسول الله ص يؤثر عنه أنه قال أمتي آلي و هؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته فقال أبو الحسن ع أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل قالوا نعم قال فتحرم على الأمة قالوا لا قال هذا فرق ما بين الآل و الأمة ويحكم أين يذهب بكم أ ضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون أ ما علمتم أنه وقعت الوراثة و الطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم قالوا و من أين يا أبا الحسن قال من قول الله عز و جل وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ فصارت وراثة النبوة و الكتاب للمهتدين دون الفاسقين أ ما علمتم أن نوحا ع حين سأل ربه فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ و ذلك أن الله عز و جل وعده أن ينجيه و أهله فقال له ربه عز و جل يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ فقال المأمون هل فضل الله العترة على سائر الناس فقال أبو الحسن ع إن الله عز و جل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه فقال له المأمون أين ذلك من كتاب الله قال له الرضا ع في قوله عز و جل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ و قال عز و جل في موضع آخر أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ يعني الذين قرنهم بالكتاب و الحكمة و حسدوا عليهما فقوله عز و جل أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا هو الطاعة لهم قالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب

 فقال الرضا ع فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا و موضعا فأول ذلك قوله عز و جل و أنذر عشيرتك الأقربين و رهطك منهم المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود و هذه منزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عنى الله عز و جل بذلك الآل فذكره لرسول الله ص فهذه واحدة و الآية الثانية في الاصطفاء قوله عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و هذا الفضل الذي لا يجحده أحد معاند أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية و أما الثالثة فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فأمر نبيه ص بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عز و جل يا محمد فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فأبرز النبي ص عليا و الحسن و الحسين و فاطمة ع و قرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ قالت العلماء عنى به نفسه فقال أبو الحسن ع إنما عنى بها علي بن أبي طالب ع و مما يدل على ذلك قول النبي ص لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني علي بن أبي طالب ع و عنى بالأبناء الحسن و الحسين و عنى بالنساء فاطمة ع فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد و فضل لا يلحقهم فيه بشر و شرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي ع كنفسه فهذه الثالثة و أما الرابعة فإخراجه ص الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك و تكلم العباس فقال يا رسول الله تركت عليا و أخرجتنا فقال رسول الله ص ما أنا تركته و أخرجتكم و لكن الله عز و جل تركه و أخرجكم و في هذا تبيان قوله لعلي ع أنت مني بمنزلة هارون من موسى قالت العلماء و أين هذا من القرآن قال أبو الحسن ع أوجدكم في ذلك قرآنا أقرءوه عليكم قالوا هات قال قول الله عز و جل وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى و فيها أيضا منزلة علي ع من رسول الله ص و مع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله ص حين قال إلا أن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد و آله ص قالت العلماء يا أبا الحسن هذا الشرح و هذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله ص فقال و من ينكر لنا ذلك و رسول الله ص يقول أنا مدينة الحكمة و علي ع بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة و الاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره معاند و لله عز و جل الحمد على ذلك فهذه الرابعة و الآية الخامسة قول الله عز و جل وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها و اصطفاهم على الأمة فلما نزلت هذه الآية على رسول الله ص قال ادعوا لي فاطمة فدعيت له فقال يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله فقال ص هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين و قد جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لك و لولدك فهذه الخامسة و الآية السادسة قول الله عز و جل قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و هذه خصوصية للنبي ص إلى يوم القيامة و خصوصية للآل دون غيرهم و ذلك أن الله عز و جل حكى في ذكر نوح ع في كتابه يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ و حكى عز و جل عن هود ع أنه قال لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ و قال عز و جل لنبيه محمد ص قُلْ يا محمد لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و لم يفرض الله مودتهم إلا و قد علم

 أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا و لا يرجعون إلى ضلال أبدا و أخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم له قلب الرجل فأحب الله عز و جل أن لا يكون في قلب رسول الله ص على المؤمنين شي‏ء ففرض الله عليهم مودة ذوي القربى فمن أخذ بها و أحب رسول الله و أحب أهل بيته لم يستطع رسول الله أن يبغضه و من تركها و لم يأخذ بها و أبغض أهل بيته فعلى رسول الله ص أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله عز و جل فأي فضيلة و أي شرف يتقدم هذا أو يدانيه فأنزل الله عز و جل هذه الآية على نبيه ص قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقام رسول الله في أصحابه فحمد الله و أثنى عليه و قال أيها الناس إن الله عز و جل قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه فلم يجبه أحد فقال أيها الناس إنه ليس بذهب و لا فضة و لا مأكول و لا مشروب فقالوا هات إذا فتلا عليهم هذه الآية فقالوا أما هذا فنعم فما وفى بها أكثرهم و ما بعث الله عز و جل نبيا إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأن الله عز و جل يوفيه أجر الأنبياء و محمد ص فرض الله عز و جل مودة قرابته على أمته و أمره أن يجعل أجره فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز و جل لهم فإن المودة إنما تكون على قدر معرفة الفضل

فلما أوجب الله عز و جل ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة فتمسك بها قوم أخذ الله ميثاقهم على الوفاء و عاند أهل الشقاق و النفاق و ألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله فقالوا القرابة هم العرب كلها و أهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي ص أولاهم بالمودة و كلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها و ما أنصفوا نبي الله في حيطته و رأفته و ما من الله به على أمته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يؤدوه في ذريته و أهل بيته و أن لا يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله ص فيهم و حبا له فكيف و القرآن ينطق به و يدعو إليه و الأخبار ثابتة بأنهم أهل المودة و الذين فرض الله مودتهم و وعد الجزاء عليها فما وفى أحد بها فهذه المودة لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله عز و جل في هذه الآية وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى مفسرا و مبينا ثم قال أبو الحسن ع حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن علي ع قال اجتمع المهاجرون و الأنصار إلى رسول الله ص فقالوا إن لك يا رسول الله مئونة في نفقتك و فيمن يأتيك من الوفود و هذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا أعط ما شئت و أمسك ما شئت من غير حرج قال فأنزل الله عز و جل عليه الروح الأمين فقال يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يعني أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون ما حمل رسول الله ص على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده إن هو إلا شي‏ء افتراه في مجلسه و كان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله عز و جل هذه الآية أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً الآية و أنزل أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فبعث إليهم النبي ص فقال هل من حدث فقالوا إي و الله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله ص الآية فبكوا و اشتد بكاؤهم فأنزل الله عز و جل وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ فهذه السادسة و أما الآية السابعة فقول الله تبارك و تعالى إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً و قد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك فقال تقولون اللهم صل على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف قالوا لا قال المأمون هذا ما لا خلاف فيه أصلا و عليه إجماع الأمة فهل عندك في الآل شي‏ء أوضح من هذا في القرآن قال أبو الحسن ع نعم أخبروني عن قول الله عز و جل يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فمن عنى بقوله يس قالت العلماء يس محمد ص لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن ع فإن الله عز و جل أعطى محمدا و آل محمد ص من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله و ذلك أن الله عز و جل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء ع فقال تبارك و تعالى سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ و قال سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ و قال سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ و لم يقل سلام على آل نوح و لم يقل سلام على آل إبراهيم و لا قال سلام على آل موسى و هارون و قال عز و جل سلام على آل يس يعني آل محمد فقال المأمون قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا و بيانه فهذه السابعة و أما الثامنة فقول الله عز و جل وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى

فقرن سهم ذي القربى مع سهمه بسهم رسول الله ص فهذا فصل أيضا بين الآل و الأمة لأن الله عز و جل جعلهم في حيز و جعل الناس في حيز دون ذلك و رضي لهم ما رضي لنفسه و اصطفاهم فيه فبدأ بنفسه ثم ثنى برسوله ثم بذي القربى في كل ما كان من الفي‏ء و الغنيمة و غير ذلك مما رضيه عز و جل لنفسه فرضيه لهم فقال و قوله الحق وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى فهذا تأكيد مؤكد و أثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ و أما قوله عز و جل وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم و لم يكن له فيها نصيب و كذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم و لا يحل له أخذه و سهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم فيهم للغني و الفقير منهم لأنه لا أحد أغنى من الله عز و جل و لا من رسول الله ص فجعل لنفسه منها سهما و لرسوله سهما فما رضيه لنفسه و لرسوله ص رضيه لهم و كذلك الفي‏ء ما رضيه منه لنفسه و لنبيه ص رضيه لذي القربى كما أجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم و قرن سهمهم بسهم الله و سهم رسوله ص و كذلك في الطاعة قال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته و كذلك آية الولاية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة و الفي‏ء فتبارك الله و تعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه و نزه رسوله و نزه أهل بيته فقال إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ فهل تجد في شي‏ء من ذلك أنه عز و جل سمى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى لأنه لما نزه نفسه عن الصدقة و نزه رسوله نزه أهل بيته لا بل حرم عليهم لأن الصدقة محرمة على محمد و آله و هي أوساخ أيدي الناس لا تحل لهم لأنهم طهروا من كل دنس و وسخ فلما طهرهم الله عز و جل و اصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه و كره لهم ما كره لنفسه عز و جل فهذه الثامنة و أما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز و جل فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فنحن أهل الذكر فسألونا إن كنتم لا تعلمون فقالت العلماء إنما عنى بذلك اليهود و النصارى فقال أبو الحسن ع سبحان الله و هل يجوز ذلك إذا يدعونا إلى دينهم و يقولون إنه أفضل من دين الإسلام فقال المأمون فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن فقال ع نعم الذكر رسول الله و نحن أهله و ذلك بين في كتاب الله عز و جل حيث يقول في سورة الطلاق فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ فالذكر رسول الله ص و نحن أهله فهذه التاسعة و أما العاشرة فقول الله عز و جل في آية التحريم حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ الآية إلى آخرها فأخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني و ما تناسل من صلبي لرسول الله ص أن يتزوجها لو كان حيا قالوا لا قال فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم يصلح له أن يتزوجها لو كان حيا قالوا نعم قال ففي هذا بيان لأني أنا من آله و لستم من آله و لو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لأنا من آله و أنتم من أمته

 فهذا فرق بين الآل و الأمة لأن الآل منه و الأمة إذا لم تكن من الآل ليست منه فهذه العاشرة و أما الحادي عشر فقول الله عز و جل في سورة المؤمن حكاية عن رجل من آل فرعون وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ تمام الآية فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه و لم يضفه إليه بدينه و كذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله ص بولادتنا منه و عممنا الناس بالدين فهذا فرق ما بين الآل و الأمة فهذه الحادي عشر و أما الثاني عشر فقوله عز و جل وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها فخصنا الله عز و جل بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة ثم خصنا من دون الأمة فكان رسول الله ص يجي‏ء إلى باب علي و فاطمة ع بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول الصلاة رحمكم الله و ما أكرم الله عز و جل أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها و خصنا من دون جميع أهل بيته فقال المأمون و العلماء جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الأمة خيرا فما نجد الشرح و البيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم

  ف، ]تحف العقول[ مرسلا مثله بيان قوله ع ثم جمعهم أرجع ع ضمير يَدْخُلُونَها إلى جميع من تقدم ذكرهم كما هو الظاهر. قال البيضاوي جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها مبتدأ و خبر و الضمير للثلاثة أو للذين أو للمقتصد و السابق فإن المراد بهما الجنس. و قال الزمخشري فإن قلت كيف جعل جَنَّاتُ عَدْنٍ بدلا من الْفَضْلُ الْكَبِيرُ الذي هو السبق بالخيرات المشار إليه بذلك. قلت لما كان السبب في نيل الثواب نزل منزلة المسبب كأنه هو الثواب فأبدل عنه جنات عدن و في اختصاص السابقين بعد التقسيم بذكر ثوابهم و السكوت عن الآخرين ما فيه من وجوب الحذر فليحذر المقتصد و ليهلك الظالم لنفسه حذرا و عليهما بالتوبة المخلصة من عذاب الله انتهى. قوله ع بعد طهارة تنتظر أي شملت الطهارة جماعة ينتظر حصولها لهم بعد ذلك أيضا لأن أهل البيت شامل لمن يأتي بعد ذلك من الذرية الطيبة و الأئمة الهادية أيضا أو لما كانت الآية بلفظ الإرادة و صيغة المضارع فحين نزولها كانت الطاهرة منتظرة فيها. قوله ع أوجدكم في ذلك قرآنا لعل الاستشهاد بالآية بتوسط ما اشتهر بين الخاص و العام من خبر المنزلة و قصة بناء موسى ع المسجد و إخراج غير هارون و أولاده منه فالمراد بالبيوت المساجد أو أمرا أن يأمرا بني إسرائيل ببناء البيوت لئلا يبيتوا في المسجد. فحيث أوحى الله إليهما دل على أنهما خارجان من هذا الحكم

 كما روى الصدوق بسندين من طريق العامة عن أبي رافع و حذيفة بن أسيد أنهما قالا إن النبي ص قام خطيبا فقال إن رجالا لا يجدون في أنفسهم أن أسكن عليا في المسجد و أخرجهم و الله ما أخرجتهم و أسكنته إن الله عز و جل أوحى إلى موسى و أخيه أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ ثم أمر موسى أن لا يسكن مسجده و لا ينكح فيه و لا يدخله جنب إلا هارون و ذريته و إن عليا مني بمنزلة هارون من موسى و هو أخي دون أهلي و لا يحل لأحد أن ينكح فيه النساء إلا علي و ذريته فمن شاء فهاهنا و أشار بيده نحو الشام

و قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً اختلف في ذلك فقيل لما دخل موسى مصر بعد ما أهلك الله فرعون أمروا باتخاذ مساجد يذكر فيها اسم الله و أن يجعلوا مساجدهم نحو القبلة أي الكعبة و نظيره فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ و قيل إن فرعون أمر بتخريب مساجد بني إسرائيل و منعهم من الصلاة فأمروا أن يتخذوا مساجد في بيوتهم يصلون فيها خوفا من فرعون و ذلك قوله وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً أي صلوا فيها و قيل معناه اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا انتهى. و أما الاستشهاد بقوله أنا مدينة الحكمة فلرد إنكارهم الشرح و البيان حيث قالوا لا يوجد إلا عندكم فأجاب ع بأنه يلزمكم قبول ذلك منا لقول النبي ص أنا مدينة الحكمة و علي بابها. و يحتمل أن يكون إيراد ذلك على سبيل النظير أي إذا كان هو ع باب حكمة الرسول ص فلا يبعد مشاركته مع الرسول ص في فتح الباب إلى المسجد و اختصاصه بذلك. قوله و أخرى أي حجة أو علة أخرى و الرجل الأول كناية عن الرسول ص و الثاني عن كل من الأمة و ضمير أهل بيته للرجل الأول و ضمير له في الموضعين للرجل الثاني و الرجل أخيرا هو الأول أو الرجل الأول كناية عن واحد الأمة و الثاني عنه ص و ضمير بيته للثاني و ضمير له للأول و الرجل هو الثاني.

 و يؤيد الأول ما مر عن الباقر ع حيث قال في هذه الآية أ ما رأيت الرجل يود الرجل ثم لا يود قرابته فيكون في نفسه عليه شي‏ء

و الحاصل أنه لو لم يفرض الله مودة القربى على الأمة لكان بغضهم يجامع الإيمان فلم يكن الرسول ص يود المؤمن المبغض مودة كاملة فأراد الله أن يود الرسول جميع المؤمنين مودة خالصة ففرض عليهم مودة قرباه ص. قوله ع بمعرفة فضلهم أي وجوب الطاعة و سائر ما امتازوا به عن سائر الأمة قوله في حيطته في بمعنى مع و في قوله في ذريته للتعليل أو للمصاحبة

 21-  كشف، ]كشف الغمة[ فإن قال قائل فما حقيقة الآل في اللغة عندك دون المجاز هل هو خاص لأقوام بأعيانهم أم عام في جميعهم متى سمعناه مطلقا غير مقيد فقل حقيقة الآل في اللغة القرابة خاصة دون سائر الأمة و كذلك العترة ولد فاطمة ع خاصة و قد يتجوز فيه بأن يجعل لغيرهم كما تقول جاءني أخي فهذا يدل على إخوة النسب و تقول أخي تريد في الإسلام و أخي في الصداقة و أخي في القبيل و الحي قال تعالى وَ إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً و لم يكن أخاهم في دين و لا صداقة و لا نسب و إنما أراد الحي و القبيل و الإخوة الأصفياء و الخلصان و هو قول النبي ص لعلي ع إنه أخوه قال علي ع أنا عبد الله و أخو رسول الله لا يقولها بعدي إلا مفتر فلو لا أن لهذه الأخوة مزية على غيرها ما خصه الرسول ص بذلك و في رواية لا يقولها بعدي إلا كذاب و من ذلك قوله تعالى حكاية عن لوط هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ و لم يكن بناته لصلبه و لكن بنات أمته فأضافهن إلى نفسه رحمة و تعطفا و تحننا و قد بين رسول الله ص حيث سئل فقال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي فانظروا كيف تخلفونني فيهما قلنا فمن أهل بيته قال آل علي و آل جعفر و آل عقيل و آل عباس و سئل تغلب لم سميا الثقلين قال لأن الأخذ بهما ثقيل قيل و لم سميت العترة قال العترة القطعة من المسك و العترة أصل الشجرة قال أبو حاتم السجستاني روى عبد العزيز بن الخطاب عن عمرو بن شمر عن جابر قال اجتمع آل رسول الله ص على الجهر ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و على أن لا يمسحوا على الخفين قال ابن خالويه هذا مذهب الشيعة و مذهب أهل البيت و قد يخصص ذلك العموم قال الله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قالت أم سلمة رضي الله عنها نزلت في النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم

 عن أنس قال كان رسول الله ص يمر ببيت فاطمة بعد أن بنى عليها علي عليهما السلام ستة أشهر و يقول الصلاة أهل البيت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

  قال و كان علي بن الحسين ع يقول في دعائه اللهم إن استغفاري لك مع مخالفتي للؤم و إن تركي الاستغفار مع سعة رحمتك لعجز فيا سيدي إلى كم تتقرب إلي و تتحبب و أنت عني غني و إلى كم أتبعد منك و أنا إليك محتاج فقير اللهم صل على محمد و على أهل بيته و يدعو بما شاء فمتى قلنا آل فلان مطلقا فإنما نريد من آل إليه بحسب القرابة و متى تجوزنا وقع على جميع الأمة و يحقق هذا أنه لو أنه أوصى بماله لآل رسول الله ص لم يدفعه الفقهاء إلا إلى الذين حرمت عليهم الصدقة و كان بعض من يدعي الخلافة يخطب فلا يصلي على النبي ص فقيل له في ذلك فقال إن له أهيل سوء إذا ذكرته اشرأبوا فمن المعلوم أنه لم يرد نفسه لأنه كان من قريش و لما قصد العباس الحقيقة قال لأبي بكر النبي ص شجرة نحن أغصانها و أنتم جيرانها و آل أعوج و آل ذي العقال نسل أفراس من عتاق الخيل يقال هذا الفرس من آل أعوج إذا كان من نسلهم لأن البهائم بطل بينها القرابة و الدين كذلك آل محمد من تناسله فاعرفه قال تعالى إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ أي عالمي زمانهم فأخبر أن الآل بالتناسل لقوله تعالى ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ قال النبي ص سألت ربي أن لا يدخل بيتي النار فأعطانيها و أما قولهم قرأت آل حم فهي السور السبعة التي أولهن حم و لا تقل الحواميم و قال أبو عبيدة الحواميم سورة في القرآن على غير القياس و آل يس آل محمد و آل يس حزبيل و حبيب النجار و قد قال ابن دريد مخصصا لذلك العموم و إن لم يكن بنا حاجة إلى الاحتجاج بقوله لأن النبي ص قد ذكره في عدة مواضع كآية المباهلة و خص عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ع بقوله اللهم هؤلاء أهلي و كما روي عن أم سلمة رضي الله عنها أنه أدخل عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ع في كساء و قال اللهم هؤلاء أهلي أو أهل بيتي فقالت أم سلمة و أنا منكم قال أنت بخير أو على خير كما يأتي في موضعه و إنما ذكرنا ما قاله ابن دريد من قبل إنه بشعر

إن النبي محمدا و وصيه و ابنيه و ابنته البتول الطاهرةأهل العباء فإنني بولائهم أرجو السلامة و النجا في الآخرةو أرى محبة من يقول بفضلهم سببا يجير من السبيل الجائرةأرجو بذاك رضى المهيمن وحده يوم الوقوف على ظهور الساهرة

قال الساهرة أرض القيامة و آل مرامر أول من وضع الكتابة بالعربية و أصلهم من الأنبار و الحيرة فقد أمللت آل الله و آل محمد و آل القرآن و آل السراب و الآل الشخص و آل أعوج فرسا و آل جبلا و آل يس و آل حم و آل زنديقة و آل فرعون آل دينه و آل مرامر و الآل البروج و الآل الخزانة و الخاصة و الآل قرابة و الآل كل تقي و أما الأهل فأهل الله و أهل القرآن و أهل البيت النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع على ما فسرته أم سلمة رضي الله عنها و ذلك أن النبي ص بينا هو ذات يوم جالسا إذا أتته فاطمة ع ببرمة فيها عصيدة فقال النبي ص أين علي و ابناه قالت في البيت قال ادعيهم لي فأقبل علي و الحسن و الحسين بين يديه و فاطمة أمامه فلما بصر بهم النبي ص تناول كساء كان على المنامة خيبريا فجلل به نفسه و عليا و الحسن و الحسين و فاطمة ثم قال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي أحب الخلق إلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فأنزل الله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ الآية و في رواية أخرى قالت فقلت يا رسول الله أ لست من أهل بيتك قال إنك على خير أو إلى خير

 و من مسند أحمد بن حنبل عن أم سلمة رضي الله عنها قالت بينما رسول الله ص في بيتي يوما إذ قالت الخادم إن عليا و فاطمة و الحسن و الحسين بالسدة قالت فقال لي قومي فتنحى لي عن أهل بيتي قالت فقمت فتنحيت من البيت قريبا فدخل علي و فاطمة و الحسن و الحسين و هما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما قالت فاعتنق عليا بإحدى يديه و فاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة و قبل عليا فأغدف عليهم خميصة سوداء فقال اللهم إليك لا إلى النار أنا و أهل بيتي قالت قلت و أنا يا رسول الله فقال و أنت فإن سأل سائل فقال إنما أنزلت هذه في أزواج النبي ص لأن قبلها يا نِساءَ النَّبِيِّ فقل ذلك غلط رواية و دراية أما الرواية فحديث أم سلمة و في بيتها نزلت هذه الآية و أما الدراية فلو كان في نساء النبي ص لقيل ليذهب عنكن و يطهركن فلما نزلت في أهل بيت النبي ص جاء على التذكير لأنهما متى اجتمعا غلب التذكير و أهل الكتاب اليهود و النصارى و أما قوله تعالى اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً فإنه يعني ما وهب لهم من النبوة و الملك العظيم و كان يحرس داود في كل ليلة ثلاثون ألفا و ألان الله له الحديد و رزقه حسن الصوت بالقراءة و آتاه الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ قيل فصل الخطاب أما بعد و الجبال يسبحن معه و الطير و أعطي سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده و سخرت له الريح و الجن و علم منطق الطير و الآل جمع آلة و هي خشبة و الآل قرية يصاد بها السمك

 بيان في ق اشرأب إليه مد عنقه لينظر أو ارتفع و قال أغدفت قناعها أرسلته على وجهها و الليل أرخى سدوله و الصياد الشبكة على الصيد أسبلها

 22-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن إبراهيم بن محمد عن علي بن نصير عن الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله تعالى وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ قال نزلت في النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع

  -23  أقول روى ابن بطريق في العمدة بإسناده عن الثعلبي من تفسيره بإسناده إلى أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله ص قال لفاطمة صلوات الله عليها ايتيني بزوجك و ابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على آل محمد فإنك حميد مجيد قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم فاجتذبه و قال إنك على خير

 24-  كنز الفوائد للكراجكي، عن المفيد رحمه الله قال روي أنه لما سار المأمون إلى خراسان كان معه الإمام الرضا علي بن موسى ع فبينا هما يتسايران إذ قال له المأمون يا أبا الحسن إني فكرت في شي‏ء فنتج لي الفكر الصواب فيه فكرت في أمرنا و أمركم و نسبنا و نسبكم فوجدت الفضيلة فيه واحدة و رأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى و العصبية فقال له أبو الحسن الرضا ع إن لهذا الكلام جوابا إن شئت ذكرته لك و إن شئت أمسكت فقال له المأمون لم أقله إلا لأعلم ما عندك فيه قال الرضا ع أنشدك الله يا أمير المؤمنين لو أن الله تعالى بعث نبيه محمدا ص فخرج علينا من وراء أكمة من هذه الآكام فخطب إليك ابنتك أ كنت مزوجه إياها فقال يا سبحان الله و هل أحد يرغب عن رسول الله ص فقال له الرضا ع أ فتراه كان يحل له أن يخطب إلي قال فسكت المأمون هنيئة ثم قال أنتم و الله أمس برسول الله رحما

  -25  و روي أنه لما حج الرشيد و نزل في المدينة اجتمع إليه بنو هاشم و بقايا المهاجرين و الأنصار و وجوه الناس و كان في القوم الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر صلوات الله عليهما فقال لهم الرشيد قوموا بنا إلى زيارة رسول الله ثم نهض معتمدا على يد أبي الحسن موسى بن جعفر ع حتى انتهى إلى قبر رسول الله فوقف عليه و قال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابن عم افتخارا على قبائل العرب الذين حضروا معه و استطالة عليهم بالنسب قال فنزع أبو الحسن موسى ع يده من يده و قال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبت قال فتغير وجه الرشيد ثم قال يا أبا الحسن إن هذا لهو الفخر

 26-  خبر يحيى بن يعمر مع الحجاج قال الشعبي كنت بواسط و كان يوم أضحى فحضرت صلاة العيد مع الحجاج فخطب خطبة بليغة فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته فوجدته جالسا مستوفزا قال يا شعبي هذا يوم أضحى و قد أردت أن أضحي فيه برجل من أهل العراق و أحببت أن تسمع قوله فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به فقلت أيها الأمير أ و ترى أن تستن بسنة رسول الله ص و تضحي بما أمر أن يضحى به و تفعل مثل فعله و تدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره فقال يا شعبي إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه لكذبه على الله و على رسوله و إدخاله الشبهة في الإسلام قلت أ فيرى الأمير أن يعفيني من ذلك قال لا بد منه ثم أمر بنطع فبسط و بالسياف فأحضر و قال أحضروا الشيخ فأتوا به فإذا هو يحيى بن يعمر فاغتممت غما شديدا و قلت في نفسي و أي شي‏ء يقوله يحيى مما يوجب قتله فقال له الحجاج أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق قال يحيى أنا فقيه من فقهاء أهل العراق قال فمن أي فقهك زعمت أن الحسن و الحسين من ذرية رسول الله ص قال ما أنا زاعم ذلك بل قائله بحق قال و أي حق قلته قال بكتاب الله عز و جل فنظر إلي الحجاج و قال اسمع ما يقول فإن هذا مما لم أكن سمعته عنه أ تعرف أنت في كتاب الله عز و جل أن الحسن و الحسين من ذرية محمد رسول الله فجعلت أفكر في ذلك فلم أجد في القرآن شيئا يدل على ذلك و فكر الحجاج مليا ثم قال ليحيى لعلك تريد قول الله عز و جل فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ و أن رسول الله ص خرج للمباهلة و معه علي و فاطمة و الحسن و الحسين قال الشعبي فكأنما أهدى إلى قلبي سرورا و قلت في نفسي و قد خلص يحيى و كان الحجاج حافظا للقرآن فقال له يحيى و الله إنها لحجة في ذلك بليغة و لكن ليس منها أحتج لما قلت فاصفر وجه الحجاج و أطرق مليا ثم رفع رأسه إلى يحيى و قال له إن أنت جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك فلك عشرة آلاف درهم و إن لم تأت بها فأنا في حل من دمك قال نعم قال الشعبي فغمني قوله و قلت أ ما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى و يرضاه بأنه قد عرفه و سبقه إليه و يتخلص منه حتى رد عليه و أفحمه فإن جاءه بعد هذا بشي‏ء لم آمن أن يدخل عليه من القول ما يبطل به حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما قد جهله هو فقال يحيى للحجاج قول الله عز و جل وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ من عنى بذلك قال الحجاج إبراهيم قال فداود و سليمان من ذريته قال نعم قال يحيى و من نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته فقرأ الحجاج وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ قال يحيى و من قال وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى وَ عِيسى قال يحيى و من أين كان عيسى من ذرية إبراهيم و لا أب له قال من قبل أمه مريم قال يحيى فمن أقرب مريم من إبراهيم أم فاطمة من محمد ص و عيسى من إبراهيم أم الحسن و الحسين من رسول الله قال الشعبي فكأنما ألقمه حجرا فقال أطلقوه قبحه الله و ادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله له فيها ثم أقبل علي فقال قد كان رأيك صوابا و لكنا أبيناه و دعا بجزور فنحره و قام فدعا بالطعام فأكل و أكلنا معه و ما تكلم بكلمة حتى انصرفنا و لم يزل مما احتج به يحيى بن يعمر واجما

 بيان قال الراغب الزعم حكاية قول يكون مظنة للكذب و لهذا جاء في القرآن في كل موضع ذم القائلون به نحو زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ و قال الفيروزآبادي وجم كوعد سكت على غيظ و الشي‏ء كرهه