باب 14- أنهم عليهم السلام سخر لهم السحاب و يسر لهم الأسباب

 1-  ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى عن محمد بن سنان عمن حدثه عن القصير قال ابتدأني أبو جعفر ع فقال أما إن ذا القرنين قد خير السحابتين فاختار الذلول و ذخر لصاحبكم الصعب فقلت و ما الصعب فقال ما كان من سحاب فيه رعد و صاعقة و برق فصاحبكم يركبه أما إنه سيركب السحاب و يرقى في الأسباب أسباب السماوات و الأرضين السبع خمس عوامر و ثنتان خراب

 ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى عن ابن سنان عن القماط و أبي سلام الحناط عن سورة بن كليب عن أبي جعفر ع مثله

 2-  ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة أو غيره عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن عليا ع ملك ما فوق الأرض و ما تحتها فعرضت له سحابتان إحداهما الصعبة و الأخرى الذلول و كان في الصعبة ملك ما تحت الأرض و في الذلول ملك ما فوق الأرض فاختار الصعبة على الذلول فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا و أربعة عوامر

 3-  ختص، ]الإختصاص[ إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن الخزاز عن أبي بصير أو غيره عن أبي جعفر ع قال إن عليا ع حين خير ملك ما فوق الأرض و ما تحتها عرضت له سحابتان إلى آخر الخبر

 4-  ختص، ]الإختصاص[ المعلى عن سليمان بن سماعة عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن  مهران قال كنت عند أبي عبد الله ع فأرعدت السماء و أبرقت فقال أبو عبد الله عليه السلام أما إنه ما كان من هذا الرعد و من هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم قلت من صاحبنا قال أمير المؤمنين ع

 5-  أقول قال الشيخ حسن بن سليمان رحمه الله في كتاب المحتضر، روى بعض علماء الإمامية في كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق بإسناده عن سلمان الفارسي قال كنت أنا و الحسن و الحسين ع و محمد بن الحنفية و محمد بن أبي بكر و عمار بن ياسر و المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنهم فقال له ابنه الحسن ع يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود ع سأل ربه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك فهل ملكت مما ملكت سليمان بن داود شيئا فقال ع و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إن سليمان بن داود سأل الله عز و جل الملك فأعطاه و إن أباك ملك ما لم يملكه بعد جدك رسول الله ص أحد قبله و لا يملكه أحد بعده فقال الحسن نريد ترينا مما فضلك الله عز و جل به من الكرامة فقال ع أفعل إن شاء الله فقام أمير المؤمنين ع و توضأ و صلى ركعتين و دعا الله عز و جل بدعوات لم نفهمها ثم أومأ بيده إلى جهة المغرب فما كان بأسرع من أن جاءت سحابة فوقفت على الدار و إلى جانبها سحابة أخرى فقال أمير المؤمنين ع أيتها السحابة اهبطي بإذن الله عز و جل فهبطت و هي تقول أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و أنك خليفته و وصيه من شك فيك فقد هلك و من تمسك بك سلك سبيل النجاة قال ثم انبسطت السحابة إلى الأرض حتى كأنها بساط موضوع فقال أمير  المؤمنين ع اجلسوا على الغمامة فجلسنا و أخذنا مواضعنا فأشار إلى السحابة الأخرى فهبطت و هي تقول كمقالة الأولى و جلس أمير المؤمنين ع عليها مفردة ثم تكلم بكلام و أشار إليها بالمسير نحو المغرب و إذا بالريح قد دخلت تحت السحابتين فرفعتهما رفعا رفيقا فتأملت نحو أمير المؤمنين ع و إذا به على كرسي و النور يسطع من وجهه يكاد يخطف الأبصار فقال الحسن يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود كان مطاعا بخاتمه و أمير المؤمنين بما ذا يطاع فقال ع أنا عين الله في أرضه أنا لسان الله الناطق في خلقه أنا نور الله الذي لا يطفأ أنا باب الله الذي يؤتى منه و حجته على عباده ثم قال أ تحبون أن أريكم خاتم سليمان بن داود قلنا نعم فأدخل يده إلى جيبه فأخرج خاتما من ذهب فصه من ياقوتة حمراء عليه مكتوب محمد و علي قال سلمان فتعجبنا من ذلك فقال من أي شي‏ء تعجبون و ما العجب من مثلي أنا أريكم اليوم ما لم تروه أبدا فقال الحسن أريد تريني يأجوج و مأجوج و السد الذي بيننا و بينهم فسارت الريح تحت السحابة فسمعنا لها دويا كدوي الرعد و علت في الهواء و أمير المؤمنين ع يقدمنا حتى انتهينا إلى جبل شامخ في العلو و إذا شجرة جافة قد تساقطت أوراقها و جفت أغصانها فقال الحسن ما بال هذه الشجرة قد يبست فقال ع سلها فإنها تجيبك فقال الحسن أيتها الشجرة ما بالك قد حدث بك ما نراه من الجفاف فلم تجبه فقال

  أمير المؤمنين ع بحقي عليك إلا ما أجبتيه قال الراوي و الله لقد سمعتها و هي تقول لبيك لبيك يا وصي رسول الله و خليفته ثم قالت يا أبا محمد إن أمير المؤمنين ع كان يجيئني في كل ليلة وقت السحر و يصلي عندي ركعتين و يكثر من التسبيح فإذا فرغ من دعائه جاءته غمامة بيضاء ينفخ منها ريح المسك و عليها كرسي فيجلس فتسير به و كنت أعيش ببركته فانقطع عني منذ أربعين يوما فهذا سبب ما تراه مني فقام أمير المؤمنين ع و صلى ركعتين و مسح بكفه عليها فاخضرت و عادت إلى حالها و أمر الريح فسارت بنا و إذا نحن بملك يده في المغرب و الأخرى بالمشرق فلما نظر الملك إلى أمير المؤمنين ع قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و أشهد أنك وصيه و خليفته حقا و صدقا فقلنا يا أمير المؤمنين من هذا الذي يده في المغرب و الأخرى بالمشرق فقال ع هذا الملك الذي وكله الله عز و جل بظلمة الليل و النهار لا يزول إلى يوم القيامة و إن الله عز و جل جعل أمر الدنيا إلي و إن أعمال الخلق تعرض في كل يوم علي ثم ترفع إلى الله عز و جل ثم سرنا حتى وقفنا على سد يأجوج و مأجوج فقال أمير المؤمنين عليه السلام للريح اهبطي بنا مما يلي هذا الجبل و أشار بيده إلى جبل شامخ في العلو و هو جبل الخضر ع فنظرنا إلى السد و إذا ارتفاعه مد البصر و هو أسود  كقطعة ليل دامس يخرج من أرجائه الدخان فقال أمير المؤمنين ع يا أبا محمد أنا صاحب هذا الأمر على هؤلاء العبيد قال سلمان فرأيت أصنافا ثلاثة طول أحدهم مائة و عشرون ذراعا و الثاني طول كل واحد سبعون ذراعا و الثالث يفرش أحد أذنيه تحته و الأخرى يلتحف به ثم إن أمير المؤمنين ع أمر الريح فسارت بنا إلى جبل قاف فانتهيت إليه و إذا هو من زمردة خضراء و عليها ملك على صورة النسر فلما نظر إلى أمير المؤمنين ع قال الملك السلام عليك يا وصي رسول الله و خليفته أ تأذن لي في الكلام فرد عليه السلام و قال له إن شئت تكلم و إن شئت أخبرتك عما تسألني عنه فقال الملك بل تقول أنت يا أمير المؤمنين قال تريد أن آذن لك أن تزور الخضر ع قال نعم فقال ع قد أذنت لك فأسرع الملك بعد أن قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ثم تمشينا على الجبل هنيئة فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه بعد زيارة الخضر ع فقال سلمان يا أمير المؤمنين رأيت الملك ما زار الخضر إلا حين أخذ إذنك فقال ع و الذي رفع السماء بغير عمد لو أن أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتى آذن له و كذلك يصير حال ولدي الحسن و بعده

  الحسين و تسعة من ولد الحسين تاسعهم قائمهم فقلنا ما اسم الملك الموكل بقاف فقال ع ترجائيل فقلنا يا أمير المؤمنين كيف تأتي كل ليلة إلى هذا الموضع و تعود فقال كما أتيت بكم و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إني لأملك من ملكوت السماوات و الأرض ما لو علمتم ببعضه لما احتمله جنانكم إن اسم الله الأعظم على اثنين و سبعين حرفا و كان عند آصف بن برخيا حرف واحد فتكلم به فخسف الله عز و جل الأرض ما بينه و بين عرش بلقيس حتى تناول السرير ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرف النظر و عندنا نحن و الله اثنان و سبعون حرفا و حرف واحد عند الله عز و جل استأثر به في علم الغيب و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم عرفنا من عرفنا و أنكرنا من أنكرنا ثم قام ع و قمنا فإذا نحن بشاب في الجبل يصلي بين قبرين فقلنا يا أمير المؤمنين من هذا الشاب فقال ع صالح النبي فقال ع و هذان القبران لأمه و أبيه و إنه يعبد الله بينهما فلما نظر إليه صالح لم يتمالك نفسه حتى بكى و أومأ بيده إلى أمير المؤمنين ع ثم أعادها إلى صدره و هو يبكي فوقف أمير المؤمنين ع عنده حتى فرغ من صلاته فقلنا له ما بكاؤك قال صالح إن أمير المؤمنين ع كان يمر بي عند كل غداة فيجلس فتزداد عبادتي بنظري إليه فقطع ذلك مذ عشرة أيام فأقلقني ذلك فتعجبنا من ذلك فقال ع تريدون أن أريكم سليمان بن داود قلنا نعم فقام و نحن معه حتى دخل بستانا ما رأينا أحسن منه و فيه من جميع الفواكه و الأعناب و أنهاره  تجري و الأطيار يتجاوبن على الأشجار فحين رأته الأطيار أتت ترفرف حوله حتى توسطنا البستان و إذا سرير عليه شاب ملقى على ظهره واضع يده على صدره فأخرج أمير المؤمنين ع الخاتم من جيبه و جعله في إصبع سليمان بن داود فنهض قائما و قال السلام عليك يا أمير المؤمنين و وصي رسول رب العالمين أنت و الله الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم قد أفلح من تمسك بك و قد خاب و خسر من تخلف عنك و إني سألت الله عز و جل بكم أهل البيت فأعطيت ذلك الملك قال سلمان فلما سمعنا كلام سليمان بن داود لم أتمالك نفسي حتى وقعت على أقدام أمير المؤمنين ع أقبلها و حمدت الله عز و جل على جزيل عطائه بهدايته إلى ولاية أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و فعل أصحابي كما فعلت ثم سألت أمير المؤمنين ما وراء قاف قال ع وراؤه ما لا يصل إليكم علمه فقلنا تعلم ذلك يا أمير المؤمنين فقال ع علمي بما وراءه كعلمي بحال هذه الدنيا و ما فيها و إني الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول الله ص و كذلك الأوصياء من ولدي بعدي ثم قال ع إني لأعرف بطرق السماوات من طرق الأرض نحن الاسم المخزون المكنون نحن الأسماء الحسنى التي إذا سئل الله عز و جل بها أجاب نحن الأسماء المكتوبة على العرش و لأجلنا خلق الله عز و جل السماء و الأرض و العرش و الكرسي و الجنة و النار و منا تعلمت الملائكة التسبيح و التقديس و التوحيد

  و التهليل و التكبير و نحن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فَتابَ عَلَيْهِ ثم قال أ تريدون أن أريكم عجبا قلنا نعم قال غضوا أعينكم ففعلنا ثم قال افتحوها ففتحناها فإذا نحن بمدينة ما رأينا أكبر منها الأسواق فيها قائمة و فيها أناس ما رأينا أعظم من خلقهم على طول النخل قلنا يا أمير المؤمنين من هؤلاء قال بقية قوم عاد كفار لا يؤمنون بالله عز و جل أحببت أن أريكم إياهم و هذه المدينة و أهلها أريد أن أهلكهم و هم لا يشعرون قلنا يا أمير المؤمنين تهلكهم بغير حجة قال لا بل بحجة عليهم فدنا منهم و تراءى لهم فهموا أن يقتلوه و نحن نراهم و هم يرون ثم تباعد عنهم و دنا منا و مسح بيده على صدورنا و أبداننا و تكلم بكلمات لم نفهمها و عاد إليهم ثانية حتى صار بإزائهم و صعق فيهم صعقه قال سلمان لقد ظننا أن الأرض قد انقلبت و السماء قد سقطت و أن الصواعق من فيه قد خرجت فلم يبق منهم في تلك الساعة أحد قلنا يا أمير المؤمنين ما صنع الله بهم قال هلكوا و صاروا كلهم إلى النار قلنا هذا معجز ما رأينا و لا سمعنا بمثله فقال ع أ تريدون أن أريكم أعجب من ذلك فقلنا لا نطيق بأسرنا على احتمال شي‏ء آخر فعلى من لا يتوالاك و يؤمن بفضلك و عظيم قدرك على الله  عز و جل لعنة الله و لعنة اللاعنين و الملائكة و الخلق أجمعين إلى يوم الدين ثم سألنا الرجوع إلى أوطاننا فقال أفعل ذلك إن شاء الله فأشار إلى السحابتين فدنتا منا فقال ع خذوا مواضعكم فجلسنا على سحابة و جلس ع على الأخرى و أمر الريح فحملتنا حتى صرنا في الجو و رأينا الأرض كالدرهم ثم حطتنا في دار أمير المؤمنين ع في أقل من طرف النظر و كان وصولنا إلى المدينة وقت الظهر و المؤذن يؤذن و كان خروجنا منها وقت علت الشمس فقلنا بالله العجب كنا في جبل قاف مسيرة خمس سنين و عدنا في خمس ساعات من النهار فقال أمير المؤمنين ع لو أنني أردت أن أجوب الدنيا بأسرها و السماوات السبع و أرجع في أقل من الطرف لفعلت بما عندي من اسم الله الأعظم فقلنا يا أمير المؤمنين أنت و الله الآية العظمى و المعجز الباهر بعد أخيك و ابن عمك رسول الله ص

 أقول هذا خبر غريب لم نره في الأصول التي عندنا و لا نردها و نرد علمها إليهم ع