باب 13- أنهم ع يعلمون جميع الألسن و اللغات و يتكلمون بها

1-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال كان الرضا ع يكلم الناس بلغاتهم و كان و الله أفصح الناس و أعلمهم بكل لسان و لغة فقلت له يوما يا ابن رسول الله إني لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها فقال يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه و ما كان ليتخذ حجة على قوم و هو لا يعرف لغاتهم أ و ما بلغك قول أمير المؤمنين ع أوتينا فصل الخطاب فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات

 2-  ب، ]قرب الإسناد[ محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن أبي حمزة قال كنت عند أبي الحسن ع إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش و قد اشتروهم له فكلم غلاما منهم و كان من الحبش جميل فكلمه بكلامه ساعة حتى أتى على جميع ما يريد و أعطاه درهما فقال أعط أصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما ثم خرجوا فقلت جعلت فداك لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية فما ذا أمرته قال أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا و يعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما و ذلك أني لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملكهم فأوصيته بجميع ما احتاج إليه فقبل وصيتي و مع هذا غلام صدق ثم قال لعلك عجبت من كلامي إياه بالحبشية لا تعجب فما خفي عليك من أمر الإمام أعجب و أكثر و ما هذا من الإمام في علمه إلا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء أ فترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا قال فإن الإمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده و عجائبه أكثر من ذلك و الطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا كذلك العالم لا ينقصه علمه شيئا و لا تنفد عجائبه

 3-  ختص، ]الإختصاص[ اليقطيني و إبراهيم بن مهزيار عن علي بن مهزيار قال أرسلت إلى أبي الحسن الثالث ع غلامي و كان صقلابيا فرجع الغلام إلي متعجبا فقلت له ما لك يا بني قال و كيف لا أتعجب ما زال يكلمني بالصقلابية كأنه واحد منا فظننت أنه إنما أراد بهذا اللسان كيلا يسمع بعض الغلمان ما دار بينهم

 بيان في القاموس الصقالبة جيل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بين بلغر و قسطنطينية و قال السقلب جيل من الناس و هو سقلبي و الجمع سقالبة

 4-  ختص، ]الإختصاص[ أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن حماد و عبد الله بن عمران عن محمد بن بشير عن رجل عن عمار الساباطي قال قال لي أبو عبد الله ع يا عمار أبو مسلم فطلله وكسا و كسيحه بساطورا قال فقلت له ما رأيت نبطيا أفصح منك بالنبطية فقال يا عمار و بكل لسان

 بيان أبو مسلم هو المروزي أو غيره ذكر ع شيئا من أحواله بالنبطية أو هو أيضا من تلك اللغة

 5-  ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى عن الأهوازي و البرقي عن النضر عن يحيى الحلبي عن أخي مليح عن أبي يزيد فرقد قال كنت عند أبي عبد الله ع و قد بعث غلاما له أعجميا في حاجة فرجع إليه فجعل يغير الرسالة فلا يحيرها حتى ظننت أنه سيغضب عليه فقال تكلم بأي لسان شئت فإني أفهم عنك

 6-  ختص، ]الإختصاص[ محمد بن جزك عن ياسر الخادم قال كان غلمان أبي الحسن ع في البيت سقالبة و روم فكان أبو الحسن ع قريبا منهم فسمعهم بالليل يتراطنون بالسقلبية و الرومية و يقولون إنا كنا نفتصد في بلادنا في كل سنة ثم لم نفتصد هاهنا فلما كان من الغد وجه أبو الحسن ع إلى بعض الأطباء فقال له افصد فلانا عرق كذا و كذا و افصد فلانا عرق كذا و كذا ثم قال يا ياسر لا تفتصد أنت قال فافتصدت فورمت يدي و اخضرت فقال يا ياسر ما لك فأخبرته فقال أ لم أنهك عن ذلك هلم يدك فمسح يده عليها و تفل فيها ثم أوصاني أن لا أتعشى فكنت بعد ذلك بكم شاء الله أتغافل و أتعشى فيضرب علي

 7-  ختص، ]الإختصاص[ ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال قال الحسن بن علي ع إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق و الأخرى بالمغرب عليهما سور من حديد و على كل مدينة ألف ألف باب مصراعين من ذهب و فيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبتها و أنا أعرف جميع اللغات و ما فيهما و ما بينهما و ما عليهما حجة غيري و غير أخي الحسين

 تبيين قال الشيخ المفيد في كتاب المسائل القول في معرفة الأئمة ع بجميع الصنائع و سائر اللغات أقول إنه ليس بممتنع ذلك منهم ع و لا واجب من جهة العقل و القياس و قد جاءت أخبار عمن يجب تصديقه بأن أئمة آل محمد ع قد كانوا يعلمون ذلك فإن ثبت وجب القطع به من جهتها على الثبات و لي في القطع به منها نظر و الله الموفق للصواب و على قولي هذا جماعة من الإمامية و قد خالف فيه بنو نوبخت رحمهم الله و أوجبوا ذلك عقلا و قياسا و وافقهم فيه المفوضة كافة و سائر الغلاة انتهى. أقول أما كونهم عالمين باللغات فالأخبار فيه قريبة من حد التواتر و بانضمام الأخبار العامة لا يبقى فيه مجال شك و أما علمهم بالصناعات فعمومات الأخبار المستفيضة دالة عليه حيث ورد فيها أن الحجة لا يكون جاهلا في شي‏ء يقول لا أدري مع ما ورد أن عندهم علم ما كان و ما يكون و أن علوم جميع الأنبياء وصل إليهم مع أن أكثر الصناعات منسوبة إلى الأنبياء ع و قد فسر تعليم الأسماء لآدم ع بما يشمل جميع الصناعات. و بالجملة لا ينبغي للمتتبع الشك في ذلك أيضا و أما حكم العقل بلزوم الأمرين ففيه توقف و إن كان القول به غير مستبعد. و أقول سيأتي كثير من أخبار هذا الباب في تضاعيف معجزات الأئمة ع إن شاء الله تعالى