باب 16- ما يحبهم عليهم السلام من الدواب و الطيور و ما كتب على جناح الهدهد من فضلهم و أنهم يعلمون منطق الطيور و البهائم

 1-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عن منصور بن عبد الله عن المنذر بن محمد عن الحسين بن محمد عن سليمان بن جعفر عن الرضا عن آبائه عن علي ع قال في جناح كل هدهد خلقه الله عز و جل مكتوب بالسريانية آل محمد خير البرية

 2-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ هلال بن محمد بن عيسى المقري عن سعيد بن أحمد البزاز عن المنذر بن محمد بن محمد عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم قال قال رسول الله ص ما من هدهد إلا و في جناحه مكتوب بالسريانية آل محمد خير البرية

 3-  ل، ]الخصال[ أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن إبراهيم بن إسحاق عن الحسن بن زياد عن داود الرقي قال بينما نحن قعود عند أبي عبد الله ع إذ مر بنا رجل بيده خطاف مذبوح فوثب إليه أبو عبد الله ع حتى أخذه من يده ثم دحا به الأرض ثم قال أ عالمكم أمركم بهذا أم فقيهكم لقد أخبرني أبي عن جدي ع أن رسول الله ص نهى عن قتل ستة النحلة و النملة و الضفدع و الصرد و الهدهد و الخطاف و ساق الحديث إلى أن قال و أما الخطاف فإن دورانه في السماء أسفا لما فعل بأهل بيت محمد صلوات الله عليهم و تسبيحه قراءة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ أ لا ترونه و هو يقول وَ لَا الضَّالِّينَ

  -4  ع، ]علل الشرائع[ الطالقاني عن الحسن بن علي العدوي عن حفص المقدسي عن عيسى بن إبراهيم عن أحمد بن حسان عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال معاشر الناس اعلموا أن الله تبارك و تعالى خلق خلقا ليس هم من ذرية آدم يلعنون مبغضي أمير المؤمنين ع فقيل له و من هذا الخلق قال القنابر تقول في السحر اللهم العن مبغضي علي ع اللهم أبغض من أبغضه و أحب من أحبه

 5-  قل، ]إقبال الأعمال[ من كتاب النشر و الطي عن الرضا ع في خبر طويل في فضل يوم الغدير قال و في يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السماوات السبع فسبق إليها أهل السماء السابعة فزين بها العرش ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة فزينها بالبيت المعمور ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب ثم عرضها على الأرضين فسبقت إليها مكة فزينها بالكعبة ثم سبقت إليها المدينة فزينها بالمصطفى محمد ص ثم سبقت إليها الكوفة فزينها بأمير المؤمنين ع و عرضها على الجبال فأول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبال العقيق و جبل الفيروزج و جبل الياقوت فصارت هذا الجبال جبالهن و أفضل الجواهر و سبقت إليها جبال أخر فصارت معادن الذهب و الفضة و ما لم يقر بذلك و لم يقبل صارت لا تنبت شيئا و عرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار عذبا و ما أنكر صار ملحا أجاجا و عرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبله صار حلوا طيبا و ما لم يقبل صار مرا ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحا مصوتا و ما أنكرها صار أحر ألكن إلى آخر الخبر

 6-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه عن أبي الصامت في قول الله عز و جل وَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً قال أخبرهم بطاعتهم

 بيان كان الخطاب متوجه إلى الأئمة ع و الضميران إما للأئمة أو لما فيهما أو الأول للأول و الثاني للثاني أو بالعكس

 7-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن الوشاء عمن رواه عن منصور عن الميثمي عن الثمالي قال كنت مع علي بن الحسين ع في داره و فيها عصافير و هن يصحن فقال لي أ تدري ما يقلن هؤلاء قلت لا أدري قال يسبحن ربهن و يطلبن رزقهن

 8-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن محمد بن خلف عن بعض رجاله عن أبي عبد الله قال فتلا رجل عنده هذه الآية عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فقال أبو عبد الله ع ليس فيها من إنما هي و أوتينا كل شي‏ء

 بيان ليس فيها من أي في الآية مطلقا أو بالنسبة إليهم ع كما سيأتي

 9-  ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي بن النعمان عن يحيى بن زكريا عن عمرو الزيات عن محمد بن سماعة عن النضر بن شعيب عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنا عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ

 ير، ]بصائر الدرجات[ موسى بن جعفر عن محمد بن عبد الجبار عن عيسى بن عمرو عن أبي شيبة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع مثله ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن إسماعيل عن ابن أبي نجران عن يحيى بن عمر عن أبيه عن أبي شيبة مثله

 10-  ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن عبد الكريم عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع لابن عباس إن الله علمنا منطق الطير كما علمه سليمان بن داود منطق كل دابة في بر أو بحر

 11-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه عن الفيض بن المختار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن سليمان بن داود قال عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ و قد و الله علمنا منطق الطير و علم كل شي‏ء

 12-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن موسى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عمر بن خليفة عن أبي شيبة عن الفيض عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ

 13-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن الحسن عن أحمد بن إبراهيم عن عبد الله بن بكير عن عمر بن توبة عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال بينا أبو عبد الله البلخي و نحن معه إذا هو بظبي يثغو و يحرك ذنبه فقال أبو عبد الله ع أفعل إن شاء الله قال ثم أقبل علينا فقال علمتم ما قال الظبي قلنا الله و رسوله و ابن رسوله أعلم فقال إنه أتاني فأخبرني أن بعض أهل المدينة نصب شبكة لأنثاه فأخذها و لها خشفان لم ينهضا و لم يقويا للرعي فسألني أن أسألهم أن يطلقوها و ضمن لي أن إذا أرضعت خشفيها حتى يقويا للنهوض و الرعي أن يردها عليهم قال فاستحلفته فقال برئت من ولايتكم أهل البيت إن لم أف و أنا فاعل ذلك إن شاء الله فقال البلخي سنة فيكم كسنة سليمان ع

 بيان قال الجوهري الثغاء صوت الشاء و المعز و ما شاكلهما و قال الفيروزآبادي الخشف مثلثة ولد الظبي أول ما يولد و أول مشيه

 14-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن موسى الخشاب عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يوما قاعدا في أصحابه إذ مر به بعير فجاء حتى ضرب بجرانة الأرض و رغا فقال رجل من القوم يا رسول الله أ سجد لك هذا البعير فنحن أحق أن نفعل فقال رسول الله ص لا بل اسجدوا لله إن هذا الجمل جاء يشكو أربابه و زعم أنهم انتجوه صغيرا فلما كبر و قد اعتملوا عليه و صار عودا كبيرا أرادوا نحره فشكا ذلك فدخل رجلا من القوم ما شاء الله أن يدخله من الإنكار لقول النبي ص فقال رسول الله ص لو أمرت شيئا يسجد لآخر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ثم أنشأ أبو عبد الله ع يحدث فقال ثلاثة من البهائم تكلموا على عهد رسول الله ص الجمل و الذئب و البقرة فأما الجمل فكلامه الذي سمعت و أما الذئب فجاء إلى النبي ص فشكا إليه الجوع فدعا أصحابه فكلمهم فيه فتنحوا فقال رسول الله ص لأصحاب الغنم افرضوا للذئب شيئا فتنحوا ثم جاء الثانية فشكا إليه الجوع فدعاهم و تنحوا فقال رسول الله ص للذئب اختلس أي خذ و لو أن رسول الله ص فرض للذئب شيئا ما زاد عليه شيئا حتى تقوم الساعة و أما البقرة فإنها آمنت بالنبي ص و دلت عليه و كان في نخل أبي سالم فقال يا آل ذريح تعمل على نجيح صائح يصيح بلسان عربي فصيح بأن لا إله إلا الله رب العالمين محمد رسول الله سيد النبيين و علي سيد الوصيين

 ختص، ]الإختصاص[ الخشاب مثله و فيه بعد قوله لقول النبي ص فقال أبو بصير أ كان عمر قال أنت تقول ذلك ثم قال رسول الله ص لو أمرت إلى آخر الخبر

بيان العود المسن من الإبل و الشاء. أقول جوابه ع عن كونه عمر تصديق مع تقية أو مطايبة

 15-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ الحجال عن اللؤلؤي عن ابن سنان عن فضيل الأعور عن بعض أصحابنا قال كان رجل عند أبي جعفر ع من هذه العصابة يحادثه في شي‏ء من ذكر عثمان فإذا وزغ قد قرقر من فوق الحائط فقال أبو جعفر ع أ تدري ما يقول قلت لا قال يقول لتكفن عن ذكر عثمان أو لأسبن عليا

 ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن الحسين بن علي عن كرام عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله مثله

 16-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن البرقي عن ابن أبي عمير و إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال لما مات علي بن الحسين كانت ناقة له في الرعي جاءت حتى ضربت بجرانها على القبر و تمرغت عليه و إن أبي كان يحج عليها و يعتمر و ما قرعها قرعة قط

 17-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى عبد الله بن طلحة قال سألت أبا عبد الله ع عن الوزغ قال هو الرجس مسخ فإذا قتلته فاغتسل يعني شكرا و قال إن أبي كان قاعدا في الحجر و معه رجل يحدثه فإذا هو الوزغ يولول بلسانه فقال أبي ع للرجل أ تدري ما يقول هذا الوزغ قال الرجل لا أعلم ما يقول قال فإنه يقول لئن ذكرت عثمان لأسبن عليا و قال إنه ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا

 بيان مسخهم وزغا ليس من التناسخ في شي‏ء لأنه إما أن تكون أجسادهم الأصلية تنقلب وزغا فليس بتناسخ لكن حياتهم قبل القيامة و الرجعة بعيد و إما أن تكون أجسادهم المثالية تتصور بتلك الصورة فهذا ليس هو التناسخ الذي أجمع المسلمون على نفيه كما مر تحقيقه في كتاب المعاد

 18-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الحسن ع أن عليا ع كان يوما بأرض قفر فرأى دراجا فقال يا دراج منذ كم أنت في هذه البرية و من أين مطعمك و مشربك فقال يا أمير المؤمنين أنا في هذه البرية منذ مائة سنة إذا جعت أصلي عليكم فأشبع و إذا عطشت أدعو على ظالميكم فأروى

 19-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ الصفار عن ابن عيسى عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن كرام عن عبد الله بن أبي طلحة قال سألت أبا عبد الله ع عن الوزغ فقال هو رجس مسخ فإذا قتلته فاغتسل ثم قال إن أبي ع كان قاعدا يوما في الحجر فإذا بوزغ يولول قال إنه يقول لئن شتمتم قومنا لأشتمن عليا ثم قال إن الوزغ من مسوخ بني مروان لعنهم الله

 20-  ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى و محمد بن إسماعيل بن عيسى عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن الثمالي قال كنت عند علي بن الحسين ع فلما انتشرت العصافير تصوتت فقال يا با حمزة أ تدري ما تقول فقلت لا قال يقدسن ربها و يسألنه قوت يومها ثم قال يا با حمزة عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ

 21-  ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى عن أحمد بن يوسف عن علي بن داود الحداد عن الفضيل عن أبي عبد الله ع قال كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده فهدل الذكر على الأنثى فقال أ تدري ما تقول تقول يا سكني و عرسي ما خلق الله خلقا أحب إلي منك إلا أن يكون مولاي

  -22  ختص، ]الإختصاص[ الحسن بن محمد القاشاني عن أبي الأحوص داود بن أسد عن محمد بن الحسن بن جميل عن أحمد بن هارون بن موفق و كان هارون بن موفق مولى أبي الحسن ع قال أتيت أبا الحسن ع لأسلم عليه فقال لي اركب تدور في أموال له قال فركبت فأتيت فازة له قد ضربت على جداول ماء كانت عنده خضرة فاستنزه ذلك فضربت له الفازة هناك فجلست حتى أتى و هو على فرس له فقمت فقبلت فخذه و نزل و أخذت ركابه و أمسكت عليه فلما نزل أهويت لآخذ العنان فأبى و أخذه هو فأخرجه من رأس الدابة و علقه في طنب من أطناب الفازة ثم جلس فسأل عن مجيئي و ذلك عند المغرب فأعلمته مجيئي من العصر إلى أن جمح الفرس و خلى العنان و مر يتخطى الجداول و الزرع إلى برا حتى بال و راث و رجع فنظر إلي أبو الحسن ع فقال لم يعط آل داود شي‏ء إلا و قد أعطي محمد و آل محمد أفضل منه

 بيان قال الجوهري الفازة مظلة تمد بعمود قوله فاستنزه ذلك أي وجده نزهة و البرا التراب

 23-  ختص، ]الإختصاص[ ابن عيسى و أحمد بن الحسن عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول كانت لعلي بن الحسين ع ناقة قد حج عليها اثنتين و عشرين حجة ما قرعها قرعة قط فما فجأتني بعد موته إلا و قد جاءني بعض الموالي فقالوا إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين ع فانبركت عليه فدلكت بجرانها و هي ترغو فقلت أدركوها فجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها ثم قال أبو جعفر ع و ما كانت رأت القبر قط

 24-  أقول روى البرسي في مشارق الأنوار عن زيد الشحام بإسناده عن ابن نباتة قال إن أمير المؤمنين ع جاءه نفر من المنافقين فقالوا له أنت الذي تقول إن هذا الجري مسخ حرام فقال نعم فقالوا أرنا برهانه فجاء بهم إلى الفرات و نادى هناس هناس فأجابه الجري لبيك فقال له أمير المؤمنين ع من أنت فقال ممن عرضت عليه ولايتك فأبى و مسخ و إن فيمن معك لمن يمسخ كما مسخنا و يصير كما صرنا فقال أمير المؤمنين ع بين قصتك ليسمع من حضر فيعلم فقال نعم كنا أربعا و عشرين قبيلة من بني إسرائيل و كنا قد تمردنا و عصينا و عرضت ولايتك علينا فأبينا و فارقنا البلاد و استعملنا الفساد فجاءنا آت أنت و الله أعلم به منا فصرخ فينا صرخة فجمعنا جمعا واحدا و كنا متفرقين في البراري فجمعنا لصرخته ثم صاح صيحة أخرى و قال كونوا مسوخا بقدرة الله فمسخنا أجناسا مختلفة ثم قال أيها القفار كونوا أنهارا تسكنك هذه المسوخ و اتصلي ببحار الأرض حتى لا يبقى ماء إلا و فيه من هذه المسوخ فصرنا مسوخا كما ترى

  -25  و بإسناده إلى محمد بن مسلم قال خرجت مع أبي جعفر ع إلى مكان يريده فسرنا و إذا ذئب قد انحدر من الجبل و جاء حتى وضع يده على قربوس السرج و تطاول فخاطبه فقال له الإمام ارجع فقد فعلت قال فرجع الذئب مهرولا فقلت سيدي ما شأنه قال ذكر أن زوجته قد عسرت عليها الولادة فسأل لها الفرج و أن يرزقه الله ولدا لا يؤذي دواب شيعتنا قلت له اذهب فقد فعلت قال ثم سرنا فإذا قاع مجدب يتوقد حرا و هناك عصافير فتطايرن و درن حول بغلته فزجرها و قال لا و لا كرامة قال ثم صار إلى مقصده فلما رجعنا من الغد و عدنا إلى القاع فإذا العصافير قد طارت و دارت حول بغلته و رفرفت فسمعته يقول اشربي و اروي قال فنظرت فإذا في القاع ضحضاح من الماء فقلت يا سيدي بالأمس منعتها و اليوم سقيتها فقال اعلم أن اليوم خالطها القنابر فسقيتها و لو لا القنابر ما سقيتها فقلت يا سيدي و ما الفرق بين القنابر و العصافير فقال ويحك أما العصافير فإنهم موالي عمر لأنهم منه و أما القنابر فإنهم من موالينا أهل البيت و إنهم يقولون في صغيرهم بوركتم أهل البيت و بوركت شيعتكم و لعن الله أعداءكم ثم قال عادانا من كل شي‏ء حتى من الطيور الفاختة و من الأيام أربعاء

 26-  مد، ]العمدة[ بإسناده عن ابن المغازلي الشافعي عن محمد بن الحسن عن المقدام بن داود عن أسد بن موسى عن حماد بن مسلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله ص إن الله عز و جل خلق خلقا ليس من ولد آدم و لا من ولد إبليس يلعنون مبغضي علي بن أبي طالب ع قالوا يا رسول الله من هم قال القنابر ينادون في السحر على رءوس الشجر ألا لعنة الله على مبغضي علي بن أبي طالب ع

 27-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان عن أبيه عن محمد بن الحسن عن محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن محمد القاساني عن أبي أيوب المديني عن سليمان الجعفري عن الرضا عن أبيه عن جده ع قال لا تأكلوا القنبرة و لا تسبوه و لا تعطوه الصبيان يلعبون بها فإنها كثيرة التسبيح و تسبيحها لعن الله مبغضي آل محمد ع

تحقيق مقام و دفع شكوك و أوهام

 اعلم أن رد الأخبار المستفيضة الواردة عن أئمة الأنام عليهم الصلاة و السلام بمحض استبعاد الأوهام أو تقليد الفلاسفة الذين استبدوا بالأحلام و لم يؤمنوا بما جاءت به الأنبياء الكرام لا يليق بالأفاضل الأعلام كيف و قد ورد أمثالها في القرآن الكريم من تسبيح الطير مع داود ع و قوله عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ و قصة الهدهد و النملة مع سليمان ع و قوله تعالى وَ الطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ و غير ذلك. و أي دليل دل على عدم شعورهم و إدراكهم للكليات و عدم تكلمهم و نطقهم فإنا كثيرا ما نسمع كلام بعض الناس و غيرهم ممن لا نفهم لغاتهم بوجه فنظن أن كلامهم كأصوات الطيور لا نميز بين كلماتهم و نتعجب من فهم بعضهم كلام بعض و الأخبار الدالة على أن لها تسبيحا و ذكرا و أنها تعرف خالقهم و مصالحهم و مفاسدهم أكثر من أن تحصى و لا استبعاد في كونها مكلفة ببعض التكاليف و تعذب في الدنيا بتركها كما ورد في الأخبار الكثيرة أنه لا يصاد طير إلا بتركها التسبيح أو في الآخرة أيضا كما روي في تأويل قوله تعالى وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ و إن لم يكن تكليفها عاما و عقابها أبديا لضعف إدراكها. و لو سلم أن لا نطق و لا كلام لهم فيمكن أن يقدرها الله على ذلك في بعض الأحيان لإظهار معجزة النبي و الإمام صلوات الله عليهم و بالجملة رد ما ورد عن أرباب العصمة صلوات الله عليهم أو تأويلها من غير برهان قاطع اجتراء على الله و رسوله و حججه ع و سيأتي بعض القول في ذلك في الباب الآتي و تفصيله و تحقيقه في كتاب السماء و العالم. و أما ما ذكره السيد الشريف المرتضى قدس الله روحه في كتاب الغرر و الدرر حيث سأله سائل فقال ما القول في الأخبار الواردة في عدة كتب من الأصول و الفروع بمدح أجناس من الطير و البهائم و المأكولات و الأرضين و ذم أجناس منها كمدح الحمام و البلبل و القنبر و الحجل و الدراج و ما شاكل ذلك من فصيحات الطير و البهائم و المأكولات و الأرضين و ذم الفواخت و الرخم و ما يحكى من أن كل جنس من هذه الأجناس المحمودة تنطق بثناء على الله تعالى و على أوليائه و دعاء لهم و دعاء على أعدائهم و أن كل جنس من هذه الأجناس المذمومة تنطق بضد ذلك من ذم الأولياء ع و كذا

  الجري و ما شاكله من السمك و ما نطق به الجري من أنه مسخ بجحده الولاية و ورود الآثار بتحريمه لذلك. و كذم الدب و القرد و الفيل و سائر المسوخ المحرمة و كذم البطيخة التي كسرها أمير المؤمنين ع فصادفها مرة فقال من النار إلى النار و دبها من يده ففار من الموضع الذي سقطت فيه دخان و كذم الأرضين السبخة و القول بأنها جحدت الولاية أيضا و قد جاء في هذا المعنى ما يطول شرحه و ظاهره مناف لما تدل العقول عليه من كون هذه الأجناس مفارقة لقبيل ما يجوز تكليفه و يسوغ أمره و نهيه. و في هذه الأخبار التي أشرنا إليها أن بعض هذه الأجناس يعتقد الحق و يدين به و بعضها يخالفه و هذا كله مناف لظاهر ما العقلاء عليه و منها ما يشهد أن لهذه الأجناس منطقا مفهوما و ألفاظا تفيد أغراضا و أنها بمنزلة الأعجمي و العربي اللذين لا يفهم أحدهما صاحبه و أن شاهد ذلك من قول الله سبحانه فيما حكاه عن سليمان ع يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ و كلام النملة أيضا مما حكاه الله سبحانه و كلام الهدهد و احتجاجه و فهمه و جوابه فلينعم بذكر ما عنده مثابا إن شاء الله و بالله التوفيق. فأجاب رحمه الله بقوله اعلم أن المعول فيما يعتقد على ما تدل الأدلة عليه من نفي و إثبات فإذا دلت الأدلة على أمر من الأمور وجب أن يبنى كل وارد من الأخبار إذا كان ظاهره بخلافه عليه و نسوقه إليه و نطابق بينه و بينه و نخلي ظاهرا إن كان له و نشرط إن كان مطلقا و نخصه إن كان عاما و نفصله إن كان مجملا و نوفق بينه و بين الأدلة من كل طريق اقتضى الموافقة و آل إلى المطابقة. و إذا كنا نفعل ذلك و لا نحتشمه في ظواهر القرآن المقطوع على صحته المعلوم وروده فكيف نتوقف عن ذلك في أخبار آحاد لا توجب علما و لا تثمر يقينا فمتى وردت عليك أخبار فأعرضها على هذه الجملة و ابنها عليها و افعل ما حكمت به الأدلة و أوجبته الحجج العقلية و إن تعذر فيها بناء و تأويل و تخريج و تنزيل فليس غير الإطراح لها و ترك التعريج عليها و لو اقتصرنا على هذه الجملة لاكتفينا فيمن يتدبر و يتفكر. و قد يجوز أن يكون المراد بذم هذه الأجناس من الطير أنها ناطقة بضد الثناء على الله و بذم أوليائه و نقص أصفيائه ذم متخذيها و مرتبطيها و إن هؤلاء المغرين بمحبة هذه الأجناس و اتخاذها هم الذين ينطقون بضد الثناء على الله تعالى و يذمون أولياءه و أحباءه فأضاف النطق إلى هذه الأجناس و هو لمتخذيها أو مرتبطيها للتجاور و التقارب و على سبيل التجوز و الاستعارة كما أضاف الله تعالى السؤال في القرآن إلى القرية و إنما هو لأهل القرية و كما قال تعالى وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَ كانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً و في هذا كله حذوف و قد أضيف في الظاهر الفعل إلى من هو في الحقيقة متعلق بغيره و القول في مدح أجناس من الطير و الوصف لها بأنها تنطق بالثناء على الله و المدح لأوليائه يجري على هذا المنهج الذي نهجناه. فإن قيل كيف يستحق مرتبط هذه الأجناس مدحا بارتباطها و مرتبط بعض آخر ذما بارتباطه حتى علقتم المدح و الذم بذلك. قلنا ما جعلنا لارتباط هذه الأجناس حظا في استحقاق مرتبطيها مدحا و لا ذما و إنما قلنا إنه غير ممتنع أن تجري عادة المؤمنين الموالين لأولياء الله تعالى و المعادين لأعدائه بأن يألفوا ارتباط أجناس من الطير و كذلك تجري عادة بعض أعداء الله تعالى باتخاذ بعض أجناس الطير فيكون متخذ بعضها ممدوحا لا من أجل اتخاذه لكن لما هو عليه من الاتخاذ الصحيح فيضاف المدح إلى هذه الأجناس و هو لمرتبطها و النطق بالتسبيح و الدعاء الصحيح إليها و هو لمتخذها تجوزا و اتساعا و كذلك القول في الذم المقابل للمدح.

  فإن قيل فلم نهي عن اتخاذ بعض هذه الأجناس إذا كان الذم لا يتعلق باتخاذها و إنما يتعلق ببعض متخذيها لكفرهم و ضلالهم. قلنا يجوز أن يكون في اتخاذ هذه البهائم المنهي عن اتخاذها و ارتباطها مفسدة و ليس يقبح خلقها في الأصل لهذا الوجه لأنها خلقت لينتفع بها من سائر وجوه الانتفاع سوى الارتباط و الاتخاذ الذي لا يمتنع تعلق المفسدة به و يجوز أيضا أن يكون في اتخاذ هذه الأجناس المنهي عنها شؤم و طيرة فللعرب في ذلك مذهب معروف و يصح هذا النهي أيضا على مذهب من نفى الطيرة على التحقيق لأن الطيرة و التشؤم و إن كان لا تأثير لهما على التحقيق فإن النفوس تستشعر ذلك و يسبق إليها ما يجب على كل حال تجنبه و التوقي منه و على هذا يحمل معنى قوله ع لا يورد ذو عاهة على مصح فأما تحريم السمك الجري و ما أشبه فغير ممتنع لشي‏ء يتعلق بالمفسدة في تناوله كما نقول في سائر المحرمات فأما القول بأن الجري نطق بأنه مسخ لجحده الولاية فهو مما يضحك منه و يتعجب من قائله و الملتفت إلى مثله فأما تحريم الدب و القرد و الفيل فكتحريم كل محرم في الشريعة و الوجه في التحريم لا يختلف و القول بأنها ممسوخة إذا تكلفنا حملناه على أنها كانت على خلق حميدة غير منفور عنها ثم جعلت على هذه الصورة الشنيئة على سبيل التنفير عنها و الزيادة عن الصد في الانتفاع بها لأن بعض الأحياء لا يجوز أن يكون غيره على الحقيقة و الفرق بين كل حيين معلوم ضرورة فكيف يجوز أن يصير حي حيا آخر غيره و إذا أريد بالمسخ هذا فهو باطل و إن أريد غيره نظرنا فيه. و أما البطيخة فقد يجوز أن يكون أمير المؤمنين ع لما ذاقها و نفر عن طعمها و زادت كراهيته لها قال من النار و إلى النار أي هذا من طعام أهل النار و ما يليق بعذاب أهل النار كما يقول أحدنا ذلك فيما يستوبيه و يكرهه و يجوز أن يكون فوران الدخان عند الإلقاء لها على سبيل التصديق لقوله ع من النار إلى النار و إظهار معجز له. و أما ذم الأرضين السبخة و القول بأنها جحدت الولاية فمتى لم يكن محمولا معناه على ما قدمنا من جحد أهل هذه الأرض و سكانها الولاية لم يكن معقولا و يجري ذلك مجرى قوله تعالى وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ و أما إضافة اعتقاد الحق إلى بعض البهائم و اعتقاد الباطل و الكفر إلى بعض آخر فمما تخالفه العقول و الضرورات لأن هذه البهائم غير عاقلة و لا كاملة و لا مكلفة فكيف تعتقد حقا أو باطلا و إذا ورد أثر في ظاهره شي‏ء من هذه المحالات قلنا فيه إما إطراح أو تأول على المعنى الصحيح و قد نهجنا طريق التأويل و بينا كيف التوسل إليه فأما حكايته تعالى عن سليمان يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ فالمراد به أنه علم ما يفهم به ما تنطق به الطير و تتداعى في أصواتها و أغراضها و مقاصدها بما يقع من صياح على سبيل المعجزة لسليمان ع. و أما الحكاية عن النملة بأنها قالت يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ فقد يجوز أن يكون المراد به أنه ظهر منها دلالة القول على هذا المعنى و أشعرت باقي النمل و خوفتهم من الضرر بالمقام و أن النجاة في الهرب إلى مساكنها فتكون إضافة القول إليه مجازا و استعارة كما قال الشاعر

و شكا إلي بعبرة و تحمحم.

 و كما قال الآخر

و قالت له العينان سمعا و طاعة.

 و يجوز أن يكون وقع من النملة كلام ذو حرف منظومة كما يتكلم أحدنا يتضمن المعاني المذكورة و يكون ذلك المعجزة لسليمان ع لأن الله تعالى سخر له الطير و أفهمه معاني أصواتها على سبيل المعجز له و ليس هذا بمنكر فإن النطق بمثل هذا الكلام المسموع منا لا يمتنع وقوعه ممن ليس بمكلف و لا كامل العقل أ لا ترى أن المجنون و من لم يبلغ الكمال من الصبيان قد يتكلفون بالكلام المتضمن للأغراض و إن كان التكليف و الكمال عنهم زائلين و القول فيما حكي عن الهدهد يجري على الوجهين اللذين ذكرناهما في النملة فلا حاجة بنا إلى إعادتهما. و أما حكايته أنه قال لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ و كيف يجوز أن يكون ذلك في الهدهد و هو غير مكلف و لا يستحق مثله العذاب. و الجواب عنه أن العذاب اسم للضرر الواقع و إن لم يكن مستحقا فليس يجري مجرى العقاب الذي لا يكون إلا جزاء على أمر تقدم فليس يمتنع أن يكون معنى لَأُعَذِّبَنَّهُ أي لأولمنه و يكون الله تعالى قد أباحه الإيلام له كما أباحه الذبح له لضرب من المصلحة كما سخر له الطير يصرفها في منافعه و أغراضه و كل هذا لا ينكر في النبي المرسل تخرق له العادات و تظهر على يده المعجزات و إنما يشتبه على قوم يظنون أن هذه الحكايات تقتضي كون النمل و الهدهد مكلفين و قد بينا أن الأمر بخلاف ذلك. انتهى كلامه رحمه الله ففي بعض ما ذكر ما فيه و قد أشرنا لمن له غرام إلى فهم المرام فيما مضى و ما سيأتي إلى ما يكفيه و لم نتعرض للرد و القبول حذرا من أن ينتهي القول إلى ما لا يرتضيه من يعرف الحق بالرجال و يمكن تأويل كلامه بحيث لا ينافي ما نظن فيه و نعتقده من غاية العرفان و الله أعلم بحقيقة الحال و سيأتي الأخبار الكثيرة في ذلك في أبواب المعجزات و مضى بعضها