باب 16- أنه إذا قيل في الرجل شي‏ء فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه

 1-  كا، ]الكافي[ محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله ع قال إذا قلنا في رجل قولا فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك ف إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ

 2-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قد يقوم الرجل بعدل أو بجور و ينسب إليه و لم يكن قام به فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده فهو هو

 بيان و ينسب عطف على يقوم أي و قد ينسب مجازا أو بداء و ضمير إليه لمصدر يقوم أو لعدل أو جور و جملة و لم يكن حالية قام به أي حقيقة فيكون ذلك أي المنسوب إليه أو القائم بأحدهما فهو هو ضمير الأول للقائم بأحدهما حقيقة و الثاني لما هو المراد باللفظ أو المقدر الواقعي و المكتوب في اللوح المحفوظ أو بالعكس و قيل الأول للصادر و الثاني للمنسوب إلى الرجل

 3-  ب، ]قرب الإسناد[ ابن عيسى عن البزنطي فيما كتب إليه الرضا ع في الوقف على أبيه ع أما ابن أبي حمزة فإنه رجل تأول تأويلا لم يحسنه و لم يؤت علمه فألقاه إلى الناس فلج فيه و كره إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأولها و لم يحسن تأويلها و لم يؤت علمها و رأى أنه إذا لم يصدق آبائي بذلك لم يدر لعله ما خبر عنه مثل السفياني و غيره أنه كان لا يكون منه شي‏ء و قال لهم ليس يسقط قول آبائه شي‏ء و لعمري ما يسقط قول آبائي شي‏ء و لكن قصر علمه عن غايات ذلك و حقائقه فصارت فتنة له و شبهة عليه و فر من أمر فوقع فيه و قال أبو جعفر ع من زعم أنه قد فرغ من الأمر فقد كذب لأن لله عز و جل المشية في خلقه يحدث ما يشاء و يفعل ما يريد و قال ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ فآخرها من أولها و أولها من آخرها فإذا خبر عنها بشي‏ء منها بعينه أنه كائن فكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما أخبروا أ ليست في أيديهم أن أبا عبد الله ع قال إذ قيل في المرء شي‏ء فلم يكن فيه ثم كان في ولده من بعده فقد كان فيه

 بيان لعل المراد أن ابن أبي حمزة روى للناس أحاديث

 كقول الصادق ع إن ولدي القائم أو من ولدي القائم

و لم يعرف معنى ذلك و تأويله إذا كان المراد الولد بواسطة أو القائم بأمر الإمامة فلما لم يعرف معنى الحديث و ألقى إلى الناس ما فهمه و ظن أن القول بموت الكاظم ع و بإمامة من بعده تكذيب لنفسه فيما رواه أو تكذيب للإمام ع فلج في باطله و لم يعلم أنه مع صحة ما فهمه أيضا كان يحتمل إخبارهم البداء أو التأويل بأن يقال في الرجل شي‏ء يكون في ولده مجازا. ثم بين أن بعض ما أخبروا ع به من أخبار السفياني و غيره يحتمل البداء إن لم يقيدوه بالحتم و مع قيد الحتم لا يحتمل البداء و الحاصل أنه ينبغي أن يحمل بعض الكلام على التنزل و المماشاة تقوية للحجة كما لا يخفى على المتأمل. و قوله ع و فر من أمر أي فر من تكذيب الأئمة في بعض الأخبار المؤولة فوقع تكذيبهم في النصوص المتواترة الدالة على أئمة الاثني عشر ع و النصوص الواردة على الخصوص في الرضا ع و غيرها

 4-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن قلنا لكم في الرجل منا قولا فلم يكن فيه و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك إن الله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذني و جاعله رسولا إلى بني إسرائيل فحدث امرأته حنة بذلك و هي أم مريم فلما حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما فَلَمَّا وَضَعَتْها أنثى قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى الابنة لا تكون رسولا يقول الله اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشر الله به عمران و وعده إياه فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا و كان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك

 5-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن أورمة عن محمد بن أبي صالح عن الحسن بن محمد بن أبي طلحة قال قلت للرضا ع أ يأتي الرسل عن الله بشي‏ء ثم تأتي بخلافه قال نعم إن شئت حدثتك و إن شئت أتيتك به من كتاب الله تعالى قال الله تعالى جلت عظمته ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ الآية فما دخلوها و دخل أبناء أبنائهم و قال عمران إن الله وعدني أن يهب لي غلاما نبيا في سنتي هذه و شهري هذا ثم غاب و ولدت امرأته مريم وَ كَفَّلَها زَكَرِيَّا فقالت طائفة صدق نبي الله و قالت الآخرون كذب فلما ولدت مريم عيسى قالت الطائفة التي أقامت على صدق عمران هذا الذي وعدنا الله

  بيان حاصل الحديث أنه قد تحمل المصالح العظيمة الأنبياء ص على أن يتكلموا على وجه التورية و المجاز و بالأمور البدائية على ما سطر في كتاب المحو و الإثبات ثم يظهر للناس خلاف ما فهموه من الكلام الأول فيجب أن لا يحملوه على الكذب و يعلموا أنه كان المراد منه غير ما فهموه كمعنى مجازي أو كان وقوعه مشروطا بشرط لم يذكروه و من تلك الأمور زمان قيام القائم ع و تعيينه من بين الأئمة ع لئلا يئس الشيعة و ينتظروا الفرج و يصبروا. فإذا قلنا لكم في الرجل منا شيئا أي بحسب فهم السائل و ظاهر اللفظ أو قيل فيه حقيقة و كان مشروطا بأمر لم يقع فوقع فيه البداء و وقع في ولده و على هذا ما ذكر في أمر عيسى إنما ذكر على ذكر النظير. مع أنه يحتمل أن يكون أمر عيسى ع أيضا من البداء و يحتمل المثل و مضربه وجها آخر و هو أن يكون المراد فيها معنى مجازيا بوجه آخر ففي المثل أطلق الذكر على مريم لأنه سبب وجود عيسى ع إطلاقا لاسم المسبب على السبب و كذا في المضرب أطلق القائم على من في صلبه القائم إما على هذه الوجه أو إطلاقا لاسم الجزء على الكل. أقول سيأتي الأخبار في باب أحوال الرضا ع و مر بعضها في أبواب تاريخ مريم و عيسى ع