باب 6- أحوالهم عليهم السلام بعد الموت و أن لحومهم حرام على الأرض و أنهم يرفعون إلى السماء

 1-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال النبي ص يوما لأصحابه حياتي خير لكم و مماتي خير لكم قال فقالوا يا رسول الله هذا حياتك نعم قالوا فكيف مماتك فقال إن الله حرم لحومنا على الأرض أن يطعم منها شيئا

 2-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن بن حماد عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن عمر المسلي عن رجل عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص حياتي خير لكم و مماتي خير لكم فأما حياتي فإن الله هداكم بي من الضلالة و أنقذكم من شفا حفرة من النار و أما مماتي فإن أعمالكم تعرض علي فما كان من حسن استزدت الله لكم و ما كان من قبيح استغفرت الله لكم فقال له رجل من المنافقين و كيف ذاك يا رسول الله و قد رممت يعني صرت رميما فقال له رسول الله ص كلا إن الله حرم لحومنا على الأرض فلا يطعم منها شيئا

 3-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال عن أبي عبد الله ع قال ما من نبي و لا وصي يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيام حتى يرفع بروحه و عظمه و لحمه إلى السماء و إنما يؤتى موضع آثارهم و يبلغ بهم من بعيد السلام و يسمعونهم على آثارهم من قريب

 مل، ]كامل الزيارات[ أبي و الكليني معا عن محمد بن يحيى و غيره عن أحمد بن محمد مثله

 4-  مل، ]كامل الزيارات[ أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن بكر قال حججت مع أبي عبد الله ع في حديث طويل فقلت يا ابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي هل كان يصاب في قبره شي‏ء فقال يا ابن بكر ما أعظم مسائلك إن الحسين بن علي مع أبيه و أمه و أخيه في منزل رسول الله ص و معه يرزقون و يجبرون و إنه لعن يمين العرش متعلق به يقول يا رب أنجز لي ما وعدتني و إنه لينظر إلى زواره فهو أعرف بهم و بأسمائهم و أسماء آبائهم و ما في رحائلهم من أحدهم بولده و إنه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له و يسأل أباه الاستغفار له و يقول أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت و إنه ليستغفر له من كل ذنب و خطيئة

 أقول قد مر بعض القول في ذلك في باب فضلهم عليهم السلام على الأنبياء و أوردنا فيه بعض الأخبار و ستأتي الأخبار الكثيرة في ذلك في كتاب المزار و سنتكلم عليها هناك إن شاء الله تعالى

  -5  و قال الشيخ المفيد قدس الله لطيفه في كتاب المقالات إن رسل الله تعالى من البشر و أنبياءه و الأئمة من خلفائه ع محدثون مصنوعون تلحقهم الآلام و تحدث لهم اللذات و تنمى أجسادهم بالأغذية و تنقص على مرور الزمان و يحل بهم الموت و يجوز عليهم الفناء و على هذا القول إجماع أهل التوحيد و قد خالفنا فيه المنتمون إلى التفويض و طبقات الغلاة فأما أحوالهم بعد الوفاة فإنهم ينقلون من تحت التراب فيسكنون بأجسامهم و أرواحهم جنة الله تعالى فيكونون فيها أحياء يتنعمون إلى يوم الممات يستبشرون بمن يلحق بهم من صالحي أممهم و شيعتهم و يلقونه بالكرامات و ينتظرون من يرد عليهم من أمثال السابقين في الديانات و إن رسول الله ص و الأئمة من عترته ع خاصة لا تخفى عليهم بعد الوفاة أحوال شيعتهم في دار الدنيا بإعلام الله تعالى لهم ذلك حالا بعد حال و يسمعون كلام المناجي لهم في مشاهدهم المكرمة العظام بلطيفة من لطائف الله تعالى بينهم بها من جمهور العباد و تبلغهم المناجاة من بعد كما جاءت به الرواية و هذا مذهب فقهاء الإمامية كافة و حملة الآثار منهم و لست أعرف فيه لمتكلميهم من قبل مقالا و بلغني من بني نوبخت رحمهم الله تعالى خلاف فيه و لقيت جماعة من المقصرين عن المعرفة ممن ينتمي إلى الإمامة أيضا يأبونه و قد قال الله تعالى وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ و ما يتلو هذه من الكلام و قال في قصة مؤمن آل فرعون قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ و قال رسول الله ص من سلم علي عند قبري سمعته و من سلم علي من بعيد بلغته سلام الله عليه و آله و رحمة الله و بركاته ثم الأخبار في تفصيل ما ذكرناه من الجملة عن أئمة آل محمد ع بما وصفناه نصا و لفظا كثير و ليس هذا الكتاب موضع ذكرها انتهى كلامه شرف الله مقامه