باب 6- تفضيلهم ع على الأنبياء و على جميع الخلق و أخذ ميثاقهم عنهم و عن الملائكة و عن سائر الخلق و أن أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم

 1-  فس، ]تفسير القمي[ أبي عن الأصبهاني عن المنقري عن حفص عن أبي عبد الله ع قال كان مما ناجى الله موسى ع إني لا أقبل الصلاة إلا ممن تواضع لعظمتي و ألزم قلبه خوفي و قطع نهاره بذكري و لم يبت مصرا على خطيئته و عرف حق أوليائي و أحبائي فقال موسى يا رب تعني بأوليائك و أحبائك إبراهيم و إسحاق و يعقوب فقال هم كذلك إلا أني أردت بذلك من من أجله خلقت آدم و حواء و من من أجله خلقت الجنة و النار فقال و من هو يا رب فقال محمد أحمد شققت اسمه من اسمي لأني أنا المحمود و هو محمد فقال موسى يا رب اجعلني من أمته فقال له يا موسى أنت من أمته إذا عرفت منزلته و منزلة أهل بيته إن مثله و مثل أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان لا ينتشر ورقها و لا يتغير طعمها فمن عرفهم و عرف حقهم جعلت له عند الجهل علما و عند الظلمة نورا أجيبه قبل أن يدعوني و أعطيه قبل أن يسألني الخبر

 مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن الأصبهاني مثله

  -2  فس، ]تفسير القمي[ قال الصادق ع في قوله تعالى وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ الآية كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية و لرسوله بالنبوة و لأمير المؤمنين و الأئمة بالإمامة فقال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ و محمد نبيكم و علي إمامكم و الأئمة الهادون أئمتكم ف قالُوا بَلى فقال الله أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ أي لئلا تقولوا يوم القيامة إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ فأول ما أخذ الله عز و جل الميثاق على الأنبياء بالربوبية و هو قوله وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي فقال وَ مِنْكَ يا محمد فقدم رسول الله ص لأنه أفضلهم وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء و رسول الله أفضلهم ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله ص على الأنبياء له بالإيمان و على أن ينصروا أمير المؤمنين فقال وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ يعني رسول الله ص لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه تخبروا أممكم بخبره و خبر وليه من الأئمة

 3-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه قال قال رسول الله ص إن موسى سأل ربه عز و جل فقال يا رب اجعلني من أمة محمد فأوحى الله تعالى إليه يا موسى إنك لا تصل إلى ذلك

  صح، ]صحيفة الرضا عليه السلام[ عنه ع مثله

 4-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أنت يا علي و ولدك خيرة الله من خلقه

 5-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بهذا الإسناد قال قال علي ع نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد فينا نزل القرآن و فينا معدن الرسالة

 6-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد العطار عن محمد بن أحمد عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط عن بكير بن أعين قال قال لي أبو عبد الله ع هل تدري ما كان الحجر قال قلت لا قال كان ملكا عظيما من عظماء الملائكة عند الله عز و جل فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به و أقر ذلك الملك فاتخذه الله أمينا على جميع خلقه فألقمه الميثاق و أودعه عنده و استعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الإقرار بالميثاق و العهد الذي أخذه الله عليهم ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكر الميثاق و يجدد عنده الإقرار في كل سنة فلما عصى آدم فأخرج من الجنة أنساه الله العهد و الميثاق الذي أخذ الله عليه و على ولده لمحمد و وصيه و جعله باهتا حيران فلما تاب على آدم حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم و هو بأرض الهند فلما رآه آنس إليه و هو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة فأنطقه الله عز و جل فقال يا آدم أ تعرفني قال أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك و تحول إلى الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم فقال لآدم أين العهد و الميثاق فوثب إليه آدم و ذكر الميثاق و بكى و خضع له و قبله و جدد الإقرار بالعهد و الميثاق ثم حول الله عز و جل إلى جوهر الحجر درة بيضاء تضي‏ء فحمله آدم على عاتقه إجلالا له و تعظيما فكان إذا أعيا حمله عنه جبرئيل حتى وافى به مكة فما زال يأنس به بمكة و يجدد الإقرار له كل يوم و ليلة ثم إن الله عز و جل لما أهبط جبرئيل إلى أرضه و بنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن و الباب و في ذلك الموضع تراءى لآدم حين أخذ الميثاق و في ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق فلتلك العلة وضع في ذلك الركن و نحى آدم من مكان البيت إلى الصفا و حواء إلى المروة و جعل الحجر في الركن فكبر الله و هلله و مجده فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا و إن الله عز و جل أودعه العهد و الميثاق و ألقمه إياه دون غيره من الملائكة لأن الله عز و جل لما أخذ الميثاق له بالربوبية و لمحمد ص بالنبوة و لعلي ع بالوصية اصطكت فرائص الملائكة و أول من أسرع إلى الإقرار بذلك الملك و لم يكن فيهم أشد حبا لمحمد و آل محمد منه فلذلك اختاره الله عز و جل من بينهم و ألقمه الميثاق فهو يجي‏ء يوم القيامة و له لسان ناطق و عين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان و حفظ الميثاق

 7-  ل، ]الخصال[ محمد بن علي بن الشاه عن أبي حامد عن أحمد بن خالد الخالدي عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي عن أبيه عن محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمرو عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع عن النبي ص أنه قال في وصية له يا علي إن الله عز و جل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين بعدك ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين

 8-  فس، ]تفسير القمي[ وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قال هذه الواو زيادة في قوله وَ مِنْكَ و إنما هو منك و من نوح فأخذ الله الميثاق لنفسه على الأنبياء ثم أخذ لنبيه على الأنبياء و الأئمة ثم أخذ للأنبياء على رسول الله ص

 9-  فس، ]تفسير القمي[ علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت الصادق ع عن قوله فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ فقال عرف الله إيمانهم بولايتنا و كفرهم بتركها يوم أخذ عليهم الميثاق و هم ذر في صلب آدم ع

 10-  فس، ]تفسير القمي[ علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله وَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ ما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ قال كذب الذين من قبلهم رسلهم ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا و آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين

 11-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص ما قبض الله نبيا حتى أمره أن يوصي إلى عشيرته من عصبته و أمرني أن أوصي فقلت إلى من يا رب فقال أوص يا محمد إلى ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد أثبته في الكتب السالفة و كتب فيها أنه وصيك و على ذلك أخذت ميثاق الخلائق و مواثيق أنبيائي و رسلي أخذت مواثيقهم لي بالربوبية و لك يا محمد بالنبوة و لعلي بن أبي طالب بالولاية

 12-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن المظفر بن محمد عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن محمد بن موسى الهاشمي عن محمد بن عبد الله البداري عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جده ع أن رسول الله ص قال لعلي ع أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى قال و محمد رسولي قالوا بلى قال و علي أمير المؤمنين فأبى الخلق جميعا إلا استكبارا و عتوا عن ولايتك إلا نفر قليل و هم أقل الأقلين و هم أصحاب اليمين

 13-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن الجعابي عن جعفر بن محمد بن سليمان عن داود بن رشيد عن محمد بن إسحاق الثعلبي قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول نحن خيرة الله من خلقه و شيعتنا خيرة الله من أمة نبيه

 14-  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه ع قال قال النبي ص الحسن و الحسين خير أهل الأرض بعدي و بعد أبيهما و أمهما أفضل نساء أهل الأرض

  -15  ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ ابن عبدوس عن ابن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن الهروي قال قلت للرضا ع يا ابن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم و حواء ما كانت فقد اختلف الناس فيها فمنهم من يروي أنها الحنطة و منهم من يروي أنها العنب و منهم من يروي أنها شجرة الحسد فقال كل ذلك حق قلت فما معنى هذه الوجوه على اختلافها فقال يا أبا الصلت إن شجرة الجنة تحمل أنواعا فكانت شجرة الحنطة و فيها عنب و ليست كشجرة الدنيا و إن آدم لما أكرمه الله تعالى ذكره بإسجاد ملائكته له و بإدخاله الجنة قال في نفسه هل خلق الله بشرا أفضل مني فعلم الله عز و جل ما وقع في نفسه فناداه ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة فقال آدم ع يا رب من هؤلاء فقال عز و جل من ذريتك و هم خير منك و من جميع خلقي و لولاهم ما خلقتك و لا خلقت الجنة و النار و لا السماء و الأرض فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فأخرجك عن جواري فنظر إليهم بعين الحسد و تمنى منزلتهم فتسلط الشيطان عليه حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها و تسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة ع بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم فأخرجهما الله عز و جل عن جنته و أهبطهما عن جواره إلى الأرض

 بيان لعل المراد بنظر الحسد تمني أحوالهم و الوصول إلى منازلهم و كان ذلك منهما ترك الأولى لأنه مع العلم بأن الله تعالى فضلهم عليهما كان ينبغي لهما أن يكونا في مقام الرضا و التسليم و أن لا يتمنيا درجاتهم صلوات الله عليهم

 16-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن ابن سنان عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير قال سألت أبا عبد الله ع عن قول أمير المؤمنين ع إن أمرنا صعب مستصعب لا يقر به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان فقال إن في الملائكة مقربين و غير مقربين و من أنبياء مرسلين و غير مرسلين و من المؤمنين ممتحنين و غير ممتحنين فعرض أمركم هذا على الملائكة فلم يقر به إلا المقربون و عرض على الأنبياء فلم يقر به إلا المرسلون و عرض على المؤمنين فلم يقر به إلا الممتحنون قال ثم قال لي مر في حديثك

 بيان لعل المراد نفي الإقرار الكامل الذي يكون مع شوق و محبة و إقبال كاملة لعصمتهم ع

 17-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ المفسر بإسناده عن أبي محمد العسكري عن آبائه ع قال جاء رجل إلى الرضا ع فقال له يا ابن رسول الله أخبرني عن قوله عز و جل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ما تفسيره فقال لقد حدثني أبي عن جدي عن الباقر عن زين العابدين عن أبيه ع أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين ع فقال أخبرني عن قول الله عز و جل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ما تفسيره فقال الحمد لله هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفضيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال لهم قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين و هم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات و الحيوانات فأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته و يغذوها من رزقه و يحوطها بكنفه و يدبر كلا منها بمصلحته و أما الجمادات فهو يمسكها بقدرته يمسك المتصل منها أن يتهافت و يمسك المتهافت منها أن يتلاصق وَ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ و يمسك الأرض أن تنخسف إلا بأمره إن الله بعباده رءوف رحيم قال ع و رب العالمين مالكهم و خالقهم و سائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون و من حيث لا يعلمون فالرزق مقسوم و هو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا ليس تقوى متق بزائدة و لا فجور فاجر بناقصه و بينه و بينه ستر و هو طالبه و لو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت فقال الله جل جلاله قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا و ذكرنا به من خير في كتب الأولين قبل أن نكون ففي هذا إيجاب على محمد و آل محمد ع و على شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم و ذلك أن رسول الله ص قال لما بعث الله عز و جل موسى بن عمران و اصطفاه نجيا و فلق له البحر و نجى بني إسرائيل و أعطاه التوراة و الألواح رأى مكانه من ربه عز و جل فقال يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي فقال الله جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن محمدا ص أفضل عندي من جميع ملائكتي و جميع خلقي قال موسى يا رب فإن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي قال الله جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين فقال موسى يا رب فإن كان آل محمد كذلك فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي ظللت عليهم الغمام و أنزلت عليهم المن و السلوى و فلقت لهم البحر فقال الله جل جلاله يا موسى أ ما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضله على جميع خلقي فقال موسى يا رب ليتني كنت أراهم فأوحى الله عز و جل إليه يا موسى إنك لن تراهم فليس هذا أوان ظهورهم و لكن سوف تراهم في الجنان جنات عدن و الفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون و في خيراته يتبحبحون أ فتحب أن أسمعك كلامهم فقال نعم إلهي قال الله جل جلاله قم بين يدي و اشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ففعل ذلك موسى ع فنادى ربنا عز و جل يا أمة محمد فأجابوه كلهم و هم في أصلاب آبائهم و أرحام أمهاتهم لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك قال فجعل الله عز و جل تلك الإجابة شعار الحج ثم نادى ربنا عز و جل يا أمة محمد إن رحمتي سبقت غضبي و عفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني و أعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله صادق في أقواله محق في أفعاله و أن علي بن أبي طالب أخوه و وصيه من بعده و وليه و يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد و أن أولياءه المصطفين المطهرين المبانين بعجائب آيات الله و دلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه أدخلته جنتي و إن كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال فلما بعث الله عز و جل نبينا محمدا ص قال يا محمد و ما كنت بجانب

 الطور إذ نادينا أمتك بهذه الكرامة ثم قال عز و جل لمحمد ص قل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على ما اختصني به من هذه الفضيلة و قال لأمته قولوا أنتم الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ على ما اختصنا به من هذه الفضائل

 18-  يد، ]التوحيد[ ابن الوليد عن الصفار عن علي بن حسان عن الحسن بن يونس عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها قال التوحيد و محمد رسول الله و علي أمير المؤمنين ع

 19-  يد، ]التوحيد[ الدقاق عن الأسدي عن البرمكي عن جذعان بن نصر عن سهل عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي قال سألت أبا عبد الله ع عن قوله عز و جل وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ فقال لي ما يقولون قلت يقولون إن العرش كان على الماء و الرب فوقه فقال فقد كذبوا من زعم هذا فقد صير الله محمولا و وصفه بصفة المخلوقين و لزمه أن الشي‏ء الذي يحمله أقوى منه قلت بين لي جعلت فداك فقال إن الله حمل دينه و علمه الماء قبل أن تكون أرض أو سماء أو جن أو إنس أو شمس أو قمر فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم من ربكم فكان أول من نطق رسول الله و أمير المؤمنين و الأئمة صلوات الله عليهم فقالوا أنت ربنا فحملهم العلم و الدين ثم قال للملائكة هؤلاء حملة علمي و ديني و أمنائي في خلقي و هم المسئولون ثم قيل لبني آدم أقروا لله بالربوبية و لهؤلاء النفر بالطاعة فقالوا ربنا أقررنا فقال للملائكة اشهدوا فقالت الملائكة شهدنا على أن لا يقولوا إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ أو يقولوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق

 20-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ جعفر بن محمد الأودي معنعنا عن جابر الجعفي قال قلت لأبي جعفر ع متى سمي أمير المؤمنين قال قال لي أ و ما تقرأ القرآن قال قلت بلى قال فاقرأ قلت و ما أقرأ قال اقرأ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ فقال لي هيه إلى أيش و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين فثم سماه يا جابر أمير المؤمنين

 بيان قوله ع هيه بالهاء للسكت أي هي الآية التي أردت لكن لا تعرف أنها انتهت إلى أيش أي إلى أي شي‏ء ثم ذكر تتمة الميثاق و يحتمل أن يكون هيه منعا للقراءة و أمرا بالسكوت ليذكر تتمة الميثاق في القاموس يقال لشي‏ء يطرد هيه هيه بالكسر و هي كلمة استزادة أيضا

 21-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً قال عهد إليه في محمد و الأئمة من بعده فترك و لم يكن له عزم أنهم هكذا و إنما سمي أولو العزم أولو العزم لأنه عهد إليهم في محمد و الأوصياء من بعده و المهدي و سيرته فأجمع عزمهم أن ذلك كذلك و الإقرار به

 بيان كأنه محمول على أنه لم يكن له ع من العزم و الاهتمام التام و السرور بهذا الأمر و التذكر له ما كان لأولي العزم و قد سبق الكلام فيه في أبواب أحواله ع

 22-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا و ماء مالحا أجاجا فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا فقال لأصحاب اليمين و هم كالذر يدبون إلى الجنة بسلام و قال لأصحاب الشمال يدبون إلى النار و لا أبالي ثم قال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ قال ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ ثم قال و أن هذا محمد رسول الله و أن هذا علي أمير المؤمنين قالوا بلى فثبتت لهم النبوة و أخذ الميثاق على أولي العزم أني ربكم و محمد رسول الله و علي أمير المؤمنين و أوصياؤه من بعده ولاة أمري و خزان علمي و أن المهدي أنتصر به لديني و أظهر به دولتي و أنتقم به من أعدائي و أعبد به طوعا و كرها قالوا أقررنا و شهدنا يا رب و لم يجحد آدم و لم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي و لم يكن لآدم عزم على الإقرار به و هو قوله عز و جل وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً قال إنما يعني فترك ثم أمر نارا فتأججت فقال لأصحاب الشمال أدخلوها فهابوها و قال لأصحاب اليمين أدخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا و سلاما فقال أصحاب الشمال يا رب أقلنا فقال قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها فهابوها فثم ثبتت الطاعة و المعصية و الولاية

 و رواه أيضا عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبي عبد الله ع مثله

 23-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قوله عز و جل وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قال أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة كالذر فعرفهم نفسه و لو لا ذلك لم يعرف أحد ربه و قال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى و أن محمدا رسول الله و عليا أمير المؤمنين

 24-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع قال ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء و لن يبعث الله نبيا إلا بنبوة محمد و وصية علي صلوات الله عليهما

 بيان كأن لن هنا للتأكيد لا للتأبيد كما جوزه الزمخشري فيه أن التأكيد أيضا للمستقبل و يمكن أن يكون من جملة المكتوب في الصحف

 25-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن العباس عن ابن المغيرة عن أبي حفص عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله ص يقول يا علي ما بعث الله نبيا إلا و قد دعاه إلى ولايتك طائعا أو كارها

 26-  ير، ]بصائر الدرجات[ الحسن بن علي بن النعمان عن يحيى بن أبي زكريا عن أبيه و محمد بن سماعة عن فيض بن أبي شيبة عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن الله تبارك و تعالى أخذ ميثاق النبيين على ولاية علي و أخذ عهد النبيين بولاية علي

 27-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن عميرة عن الحضرمي عن حذيفة بن أسيد قال قال رسول الله ص ما تكاملت النبوة لنبي في الأظلة حتى عرضت عليه ولايتي و ولاية أهل بيتي و مثلوا له فأقروا بطاعتهم و ولايتهم

 28-  ير، ]بصائر الدرجات[ السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى قال قال أبو عبد الله ع ما نبئ نبي قط إلا بمعرفة حقنا و بفضلنا على من سوانا

 ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن عامر عن ابن سنان عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى مثله ير، ]بصائر الدرجات[ عبد الله بن محمد عن يونس بن يعقوب مثله

 29-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن عيسى عن محمد بن سليمان عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال ما من نبي نبئ و لا من رسول أرسل إلا بولايتنا و تفضيلنا على من سوانا

 30-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن حميد بن شعيب عن جابر قال قال أبو جعفر ع ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا قط إلا بها

 31-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر ع مثله

 32-  ير، ]بصائر الدرجات[ حمزة بن يعلى عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عنه ع مثله

 33-  ير، ]بصائر الدرجات[ سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع مثله

 بيان ولاية الله أي ولاية واجبة من الله على جميع الأمم أو الحمل على المبالغة أي لا تقبل ولاية الله إلا بها

 34-  ير، ]بصائر الدرجات[ ابن معروف عن سعدان عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن حبة العرني قال قال أمير المؤمنين ع إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات و على أهل الأرض أقر بها من أقر و أنكرها من أنكر أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها

 35-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن أحمد عن ابن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع في قول الله عز و جل يُوفُونَ بِالنَّذْرِ قال يوفون بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا

 36-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى أخذ الميثاق على أولي العزم أني ربكم و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين و أوصياؤه من بعده ولاة أمري و خزان علمي و أن المهدي أنتصر به لديني

 37-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن الفزاري عن محمد بن عمران عن اللؤلؤي عن ابن بزيع عن ابن ظبيان قال قال أبو عبد الله ع اجتمع ولد آدم في بيت فتشاجروا فقال بعضهم خير خلق الله أبونا آدم و قال بعضهم الملائكة المقربون و قال بعضهم حملة العرش إذ دخل عليهم هبة الله فقال بعضهم لقد جاءكم من يفرج عنكم فسلم ثم جلس فقال في أي شي‏ء كنتم فقالوا كنا نفكر في خير خلق الله فأخبروه فقال اصبروا لي قليلا حتى أرجع إليكم فأتى أباه فقال يا أبت إني دخلت على إخوتي و هم يتشاجرون في خير خلق الله فسألوني فلم يكن عندي ما أخبرهم فقلت اصبروا حتى أرجع إليكم فقال آدم ص يا بني وقفت بين يدي الله جل جلاله فنظرت إلى سطر على وجه العرش مكتوب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ محمد و آل محمد خير من برأ الله

 38-  ك، ]إكمال الدين[ ابن المتوكل عن الأسدي عن البرمكي عن جعفر بن عبد الله عن الحسن بن سعيد عن محمد بن زياد عن ابن محرز عن الصادق ع أن الله تبارك و تعالى علم آدم أسماء حجج الله كلها ثُمَّ عَرَضَهُمْ و هم أرواح عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم و تقديسكم من آدم قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قالَ الله تبارك و تعالى يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه و حججه على بريته ثم غيبهم عن أبصارهم و استعبدهم بولايتهم و محبتهم و قالَ لهم أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ

 39-  و حدثنا بذلك القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن الصادق ع

 40-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبي بصير عن أحدهما صلوات الله عليهما قال لما كان من أمر موسى الذي كان أعطي مكتلا فيه حوت مالح فقيل له هذا يدلك على صاحبك عند عين لا يصيب منها شي‏ء إلا حي فانطلقا حتى بلغا الصخرة و جاوزا ثم قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا فقال الحوت اتخذ فِي الْبَحْرِ سَرَباً فاقتصا الأثر حتى أتيا صاحبهما في جزيرة في كساء جالسا فسلم عليه و أجاب و تعجب و هو بأرض ليس بها سلام فقال من أنت قال موسى فقال ابن عمران الذي كلمه الله قال نعم قال فما جاء بك قال أتيتك على أن تعلمني قال إني وكلت بأمر لا تطيقه فحدثه عن آل محمد و عن بلائهم و عما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما و ذكر له فضل محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و ما أعطوا و ما ابتلوا به فجعل يقول يا ليتني من أمة محمد ص

 41-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن جابر الجعفي عن الباقر صلوات الله عليه قال سألته عن تعبير الرؤيا عن دانيال أ هو صحيح قال نعم كان يوحى إليه و كان نبيا و كان مما علمه الله تأويل الأحاديث و كان صديقا حكيما و كان و الله يدين بمحبتنا أهل البيت قال جابر بمحبتكم أهل البيت قال إي و الله و ما من نبي و لا ملك إلا و كان يدين بمحبتنا

 42-  ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن النضر عن عبد الغفار عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى قال لنبيه شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى من قبلك أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ إنما يعني الولاية كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ يعني كبر على قومك يا محمد ما تدعوهم إليه من تولية علي ع قال إن الله قد أخذ ميثاق كل نبي و كل مؤمن ليؤمنن بمحمد ص و علي و بكل نبي و بالولاية ثم قال لمحمد ص أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ يعني آدم و نوحا و كل نبي بعده

 43-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب محمد بن أبي الثلج قال حدث الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جبير الجعفي عن أبي جعفر عن أبيه عن جده إن النبي ص قال لعلي ع أنت الذي احتج الله به في ابتداء الخلق حيث أقامهم فقال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا جميعا بَلى فقال محمد رسولي فقالوا جميعا بلى فقال و علي أمير المؤمنين فقال الخلق جميعا لا استكبارا و عتوا عن ولايتك إلا نفر قليل و هم أقل القليل و هم أصحاب اليمين

 44-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب الإمامة، عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن يحيى بن العلاء عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي جعفر ع قال لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين لم ينكروا حقه فقيل له متى سمي فقرأ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى الآية قال محمد رسول الله ص و علي أمير المؤمنين

 45-  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب بكر بن محمد الشامي عن محمد بن صالح التمار عن الحسن بن علي عن زهير بن محمد عن محمد بن الحسين الطائي عن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد عن ابن رئاب عن محمد بن فضيل عن أبي الصباح الكناني عن جعفر بن محمد ع قال أتى رجل أمير المؤمنين ع و هو في مسجد الكوفة قد احتبى بسيفه قال يا أمير المؤمنين إن في القرآن آية قد أفسدت قلبي و شككتني في ديني قال له ع و ما هي قال قوله عز و جل وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا هل كان في ذلك الزمان غيره نبيا يسأله فقال له علي صلوات الله عليه اجلس أخبرك إن شاء الله إن الله عز و جل يقول في كتابه سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا فكان من آيات الله عز و جل التي أراها محمدا ص أنه أتاه جبرئيل ع فاحتمله من مكة فوافى به بيت المقدس في ساعة من الليل ثم أتاه بالبراق فرفعه إلى السماء ثم إلى البيت المعمور فتوضأ جبرئيل و توضأ النبي ص كوضوئه و أذن جبرئيل و أقام مثنى مثنى و قال للنبي ص تقدم فصل و اجهر بصلاتك فإن خلفك أفقا من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله و في الصف الأول أبوك آدم و نوح و هود و إبراهيم و موسى و كل نبي أرسله الله مذ خلق السماوات و الأرض إلى أن بعثك يا محمد فتقدم النبي ص فصلى بهم غير هائب و لا محتشم ركعتين فلما انصرف من صلاته أوحى الله إليه سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا الآية فالتفت إليهم النبي ص فقال بم تشهدون قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنك رسول الله ص و أن عليا أمير المؤمنين و وصيك و كل نبي مات خلف وصيا من عصبته غير هذا و أشار إلى عيسى ابن مريم فإنه لا عصبة له و كان وصيه شمعون الصفا بن حمون بن عمامة و نشهد أنك رسول الله سيد النبيين و أن علي بن أبي طالب سيد الوصيين أخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة فقال الرجل أحييت قلبي و فرجت عني يا أمير المؤمنين

 46-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا لا يهوديا يصلي إلى المغرب و لا نصرانيا يصلي إلى المشرق وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً على دين محمد ص

 47-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ قال الإمام ع قال الله يا بَنِي إِسْرائِيلَ ولد يعقوب إسرائيل الله اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ لما بعثت محمدا ص و أقررته في مدينتكم و لم أجشمكم الحط و الترحال إليه و أوضحت علاماته و دلائل صدقه لئلا يشتبه عليكم حاله وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي الذي أخذته على أسلافكم أنبياؤهم و أمروهم أن يؤدوه إلى أخلافهم ليؤمنن بمحمد العربي القرشي الهاشمي المبان بالآيات المؤيد بالمعجزات التي منها أن كلمته ذراع مسمومة و ناطقه ذئب و حن إليه عود المنبر و كثر الله له القليل من الطعام و ألان له الصعب من الأحجار و صلب له المياه السيالة و لم يؤيد نبيا من أنبيائه بدلالة إلا و جعل له مثلها أو أفضل منها و الذي جعل من أكبر آياته علي بن أبي طالب شقيقه و رفيقه عقله من عقله و علمه من علمه و حكمه من حكمه مؤيد دينه بسيفه الباتر بعد أن قطع معاذير المعاندين بدليله القاهر و علمه الفاضل و فضله الكامل أُوفِ بِعَهْدِكُمْ الذي أوجبت به لكم نعيم الأبد في دار الكرامة و مستقر الرحمة وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ في مخالفة محمد ص فإني القادر على صرف بلاء من يعاديكم على موافقتي و هم لا يقدرون على صرف انتقامي عنكم إذا آثرتم مخالفتي

 48-  قوله عز و جل وَ إِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ الآية قال الإمام قال الله تعالى لهم وَ إِذْ أَخَذْنا أي و اذكروا إذ أخذنا مِيثاقَكُمْ و عهودكم أن تعملوا بما في التوراة و ما في الفرقان الذي أعطيته موسى مع الكتاب المخصوص بذكر محمد و علي و الطيبين من آلهما بأنهم سادة الخلق و القوامون بالحق و إذ أخذنا ميثاقكم أن تقروا به و أن تؤدوه إلى أخلافكم و تأمروهم أن يؤدوه إلى أخلافهم إلى آخر مقدراتي في الدنيا ليؤمنن بمحمد نبي الله و ليسلمن له ما يأمروهم في علي ولي الله عن الله و ما يخبرهم به من أحوال خلفائه بعده القوامين بحق الله فأبيتم قبول ذلك و استكبرتموه وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ الجبل أمرنا جبرئيل أن يقطع من جبل فلسطين قطعة على قدر معسكر أسلافكم فرسخا في فرسخ فقطعها و جاء بها فرفعها فوق رءوسهم فقال موسى إما أن تأخذوا بما أمرتم به فيه و إما أن ألقي عليكم هذا الجبل فألجئوا إلى قبوله كارهين إلا من عصمه الله من العناد فإنه قبله طائعا مختارا ثم لما قبلوه سجدوا و عفروا و كثير منهم عفر خديه لإرادة الخضوع لله و لكن نظر إلى الجبل هل يقع أم لا و آخرون سجدوا مختارين طائعين

 فقال رسول الله ص احمدوا الله معاشر شيعتنا على توفيقه إياكم فإنكم تعفرون في سجودكم لا كما عفره كفرة بني إسرائيل و لكن كما عفره خيارهم قال الله عز و جل خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ من هذه الأوامر و النواهي عن هذا الأمر الجليل من ذكر محمد و علي و آلهما الطيبين وَ اذْكُرُوا ما فِيهِ فيما آتيناكم اذكروا جزيل ثوابنا على قيامكم به و شديد عقابنا على إبائكم له لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ لتتقوا المخالفة الموجبة للعذاب فتستحقوا بذلك جزيل الثواب قال الله عز و جل ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ يعني تولى أسلافكم مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عن القيام به و الوفاء بما عوهدوا عليه فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ يعني على أسلافكم لو لا فضل الله عليهم بإمهاله إياهم للتوبة و إنظارهم لمحو الخطيئة بالإنابة لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ المغبونين قد خسرتم الآخرة و الدنيا لأن الآخرة فسدت عليكم بكفركم و الدنيا كان لا يحصل لكم نعيمها لاخترامنا لكم و تبقى عليكم حسرات نفوسكم و أمانيكم التي قد اقتطعتم دونها و لكنا أمهلناكم للتوبة و أنظرناكم للإنابة أي فعلنا ذلك بأسلافكم فتاب من تاب منهم فسعد و خرج من صلبه من قدر أن يخرج منه الذرية الطيبة التي تطيب في الدنيا بالله تعالى معيشتها و تشرف في الآخرة بطاعة الله مرتبتها

 و قال الحسين بن علي ع أما إنهم لو كانوا دعوا الله بمحمد و آله الطيبين بصدق من نياتهم و صحة اعتقادهم من قلوبهم أن يعصمهم حتى لا يعاندوه بعد مشاهدة تلك المعجزات الباهرات لفعل ذلك بجوده و كرمه و لكنهم قصروا فآثروا الهوينا و مضوا مع الهوى في طلب لذاتهم

 49-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ ثم وجه الله العذل نحو اليهود في قوله أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ فأخذ عهودكم و مواثيقكم بما لا تحبون من بذل الطاعة لأولياء الله الأفضلين و عباده المنتجبين محمد و آله الطيبين الطاهرين لما قالوا لكم كما أداه إليكم أسلافكم الذين قيل لهم إن ولاية محمد هي الغرض الأقصى و المراد الأفضل ما خلق الله أحدا من خلقه و لا بعث أحدا من رسله إلا ليدعوهم إلى ولاية محمد و علي و خلفائه و يأخذ به عليهم العهد ليقيموا عليه و ليعمل به سائر عوام الأمم فبهذا اسْتَكْبَرْتُمْ كما استكبر أوائلكم حتى قتلوا زكريا و يحيى و استكبرتم أنتم حتى رمتم قتل محمد و علي فخيب الله سعيكم و رد في نحوركم كيدكم و أما قوله تعالى تَقْتُلُونَ فمعناه قتلتم كما تقول لمن توبخه ويلك كم تكذب و كم تمخرق و لا تريد ما لم يفعله بعد و إنما تريد كم فعلت و أنت عليه موطن

 50-  ني، ]الغيبة للنعماني[ ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن جبلة عن عمران بن قطر عن الشحام قال سألت أبا عبد الله ع هل كان رسول الله ص يعرف الأئمة ع قال كان نوح ع يعرفهم الشاهد على ذلك قول الله عز و جل شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى قال شرع لكم من الدين يا معشر الشيعة ما وصى به نوحا

 51-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ من كتاب الواحدة، عن الحسن بن عبد الله الأطروش عن جعفر بن محمد البجلي عن أحمد بن محمد البرقي عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع إن الله تبارك و تعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا ص و خلقني و ذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور و أسكنه في أبداننا فنحن روح الله و كلماته و بنا احتجب عن خلقه فما زلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس و لا قمر و لا ليل و لا نهار و لا عين تطرف نعبده و نقدسه و نسبحه قبل أن يخلق خلقه و أخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان و النصرة لنا و ذلك قوله تعالى وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ يعني بمحمد ص و لتنصرن وصيه فقد آمنوا بمحمد و لم ينصروا وصيه و سينصرونه جميعا و إن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد بالنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمدا ص و جاهدت بين يديه و قتلت عدوه و وفيت الله بما أخذ علي من الميثاق و العهد و النصرة لمحمد ص و لم ينصرني أحد من أنبيائه و رسله لما قبضهم الله إليه و سوف ينصرونني

 بيان قوله ع و بنا احتجب أي جعلنا حجابا بينه و بين خلقه فكما أن الحجاب واسطة بين المحجوب و المحجوب عنه فكذلك هم وسائط بينه تعالى و بين خلقه أو المعنى احتجب معنا عن خلقه فجعلنا محجوبين عنهم كما احتجب عنهم و لعل ما بعده به أنسب

 52-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ نقل من خط الشيخ أبي جعفر الطوسي قدس الله روحه من كتاب مسائل البلدان رواه بإسناده عن أبي محمد الفضل بن شاذان يرفعه إلى جابر بن يزيد الجعفي عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين ع قال دخل سلمان رضي الله عنه على أمير المؤمنين ع فسأله عن نفسه فقال يا سلمان أنا الذي دعيت الأمم كلها إلى طاعتي فكفرت فعذبت بالنار و أنا خازنها عليهم حقا أقول يا سلمان إنه لا يعرفني أحد حق معرفتي إلا كان معي في الملإ الأعلى قال ثم دخل الحسن و الحسين ع فقال يا سلمان هذان شنفا عرش رب العالمين و بهما تشرق الجنان و أمهما خيرة النسوان أخذ الله على الناس الميثاق بي فصدق من صدق و كذب من كذب فهو في النار و أنا الحجة البالغة و الكلمة الباقية و أنا سفير السفراء قال سلمان يا أمير المؤمنين لقد وجدتك في التوراة كذلك و في الإنجيل كذلك بأبي أنت و أمي يا قتيل كوفان و الله لو لا أن يقول الناس وا شوقاه رحم الله قاتل سلمان لقلت فيك مقالا تشمئز منه النفوس لأنك حجة الله الذي به تاب على آدم و بك أنجى يوسف من الجب و أنت قصة أيوب و سبب تغير نعمة الله عليه فقال أمير المؤمنين ع أ تدري ما قصة أيوب و سبب تغير نعمة الله عليه قال الله أعلم و أنت يا أمير المؤمنين قال لما كان عند الانبعاث للنطق شك أيوب في ملكي فقال هذا خطب جليل و أمر جسيم قال الله عز و جل يا أيوب أ تشك في صورة أقمته أنا إني ابتليت آدم بالبلاء فوهبته له و صفحت عنه بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين و أنت تقول خطب جليل و أمر جسيم فو عزتي لأذيقنك من عذابي أو تتوب إلي بالطاعة لأمير المؤمنين ثم أدركته السعادة بي يعني أنه تاب و أذعن بالطاعة لأمير المؤمنين ع و على ذريته الطيبين ع

 53-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ علي بن عتاب معنعنا عن أبي جعفر ع قال لو أن الجهال من هذه الأمة يعرفون متى سمي أمير المؤمنين لم ينكروا و أن الله تعالى حين أخذ ميثاق ذرية آدم ع و ذلك فيما أنزل الله على محمد ص في كتابه فنزل به جبرئيل كما قرأناه يا جابر أ لم تسمع الله يقول في كتابه وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى و أن محمدا رسول الله و أن عليا أمير المؤمنين فو الله لسماه الله تعالى أمير المؤمنين في الأظلة حيث أخذ من ذرية آدم الميثاق

 54-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ ابن القاسم معنعنا عن أبي عبد الله ع قوله تعالى وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ إلى آخر الآية قال أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم نفسه و أراهم نفسه و لو لا ذلك لم يعرف أحد ربه قال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى قال فإن محمدا ص عبدي و رسولي و إن عليا أمير المؤمنين خليفتي و أميني

 55-  و قال النبي ص كل مولود يولد على المعرفة بأن الله تعالى خالقه و ذلك قوله تعالى وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ

 56-  ختص، ]الإختصاص[ ابن سنان عن المفضل بن عمر قال قال لي أبو عبد الله ع إن الله تبارك و تعالى توحد بملكه فعرف عباده نفسه ثم فوض إليهم أمره و أباح لهم جنته فمن أراد الله أن يطهر قلبه من الجن و الإنس عرفه ولايتنا و من أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفتنا ثم قال يا مفضل و الله ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده و ينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي ع و ما كلم الله موسى تكليما إلا بولاية علي ع و لا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعلي ع ثم قال أجمل الأمر ما استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية لنا

 57-  مشارق الأنوار، بإسناده عن الحسن بن محبوب عن جابر عن أبي عبد الله ع أن رسول الله ص قال لعلي ع يا علي أنت الذي احتج الله بك على الخلائق حين أقامهم أشباحا في ابتدائهم و قال لهم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى فقال و محمد نبيكم قالوا بلى قال و علي إمامكم قال فأبى الخلائق جميعا عن ولايتك و الإقرار بفضلك و عتوا عنها استكبارا إلا قليلا منهم و هم أصحاب اليمين و هم أقل القليل و إن في السماء الرابعة ملك يقول في تسبيحه سبحان من دل هذا الخلق القليل من هذا العالم الكثير على هذا الفضل الجليل

 58-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن سليمان بن محمد بن أبي فاطمة عن جابر بن إسحاق البصري عن النضر بن إسماعيل الواسطي عن جوهر عن الضحاك عن ابن عباس في قول الله عز و جل وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ قال بالخلافة ليوشع بن نون من بعده ثم قال الله لن أدع نبيا من غير وصي و أنا باعث نبيا عربيا و جاعل وصيه عليا فذلك قوله وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ في الوصاية و حدثه بما هو كائن بعده قال ابن عباس و حدث الله نبيه ص بما هو كائن و حدثه باختلاف هذه الأمة من بعده فمن زعم أن رسول الله ص مات بغير وصية فقد كذب على الله عز و جل و على نبيه ص

 59-  و جاء في تفسير أهل البيت صلوات الله عليهم قال روى بعض أصحابنا عن سعيد بن الخطاب يرفعه إلى أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ قال أبو عبد الله ع إنما هي أ و ما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر و ما كنت من الشاهدين

 60-  قال أبو عبد الله ع في بعض رسائله ليس موقف أوقف الله سبحانه نبيه فيه ليشهده و يستشهده إلا و معه أخوه و قرينه و ابن عمه و وصيه و يؤخذ ميثاقهما معا صلوات الله عليهما و على ذريتهما الطيبين

 61-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ محمد بن العباس عن جعفر بن محمد بن مالك عن الحسن بن علي بن مروان عن طاهر بن مدرار عن أخيه عن أبي سعيد المدائني قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا قال كتاب كتبه الله عز و جل في ورقة آس قبل أن يخلق الخلق بألفي عام فيها مكتوب يا شيعة آل محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني و غفرت لكم قبل أن تستغفروني من أتى منكم بولاية محمد و آل محمد أسكنته جنتي برحمتي

 62-  و روى شيخنا الطوسي رحمه الله بإسناده عن الفضل بن شاذان يرفعه إلى سليمان الديلمي عنه ع مثله

  -63  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن فرج بن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله ع و قد تلا هذه الآية وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ يعني رسول الله ص وَ لَتَنْصُرُنَّهُ يعني وصيه أمير المؤمنين ع و لم يبعث الله نبيا و لا رسولا إلا و أخذ عليه الميثاق لمحمد ص بالنبوة و لعلي ع بالإمامة

 بيان يحتمل كون الضمير في الموضعين راجعا إلى الرسول ص لكن يكون نصرته بنصرة أمير المؤمنين ع

 64-  عد، ]العقائد[ يجب أن يعتقد أن الله عز و جل لم يخلق خلقا أفضل من محمد ص و الأئمة ع و أنهم أحب الخلق إلى الله عز و جل و أكرمهم و أولهم إقرارا به لما أخذ الله ميثاق النبيين في الذر و أن الله تعالى أعطى كل نبي على قدر معرفته نبينا ص و سبقه إلى الإقرار به و يعتقد أن الله تعالى خلق جميع ما خلق له و لأهل بيته ع و أنه لولاهم ما خلق السماء و لا الأرض و لا الجنة و لا النار و لا آدم و لا حواء و لا الملائكة و لا شيئا مما خلق صلوات الله عليهم أجمعين

 تأكيد و تأييد اعلم أن ما ذكره رحمه الله من فضل نبينا و أئمتنا صلوات الله عليهم على جميع المخلوقات و كون أئمتنا ع أفضل من سائر الأنبياء هو الذي لا يرتاب فيه من تتبع أخبارهم ع على وجه الإذعان و اليقين و الأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى و إنما أوردنا في هذا الباب قليلا منها و هي متفرقة في الأبواب لا سيما باب صفات الأنبياء و أصنافهم ع و باب أنهم ع كلمة الله و باب بدو أنوارهم و باب أنهم أعلم من الأنبياء و أبواب فضائل أمير المؤمنين و فاطمة صلوات الله عليهما و عليه عمدة الإمامية و لا يأبى ذلك إلا جاهل بالأخبار. قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب المقالات قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل الأئمة من آل محمد ع على سائر من تقدم من الرسل و الأنبياء سوى نبينا محمد ص و أوجب فريق منهم لهم الفضل على جميع الأنبياء سوى أولي العزم منهم ع و أبى القولين فريق منهم آخر و قطعوا بفضل الأنبياء كلهم على سائر الأئمة ع. و هذا باب ليس للعقول في إيجابه و المنع منه مجال و لا على أحد الأقوال إجماع و قد جاءت آثار عن النبي ص في أمير المؤمنين ع و ذريته من الأئمة ع و الأخبار عن الأئمة الصادقين ع أيضا من بعد و في القرآن مواضع تقوي العزم على ما قاله الفريق الأول في هذا المعنى و أنا ناظر فيه و بالله أعتصم من الضلال انتهى

 65-  و قال الكراجكي رحمه الله في كنز الفوائد، أخبرني القاضي علي بن محمد البغدادي عن أحمد بن محمد الجوهري عن محمد بن لاحق بن سابق عن أبيه عن الشرقي بن القطامي عن تميم بن المري عن الجارود بن المنذر العبدي و كان نصرانيا فأسلم عام الحديبية و حسن إسلامه و كان قارئا للكتب عالما بتأويلها على وجه الدهر و سالف العصر بصيرا بالفلسفة و الطب ذا رأي أصيل و وجهة جميل أنشأ يحدثنا في أيام عمر بن الخطاب قال وفدت على رسول الله ص في رجال من عبد القيس ذوي أحلام و أسنان و سماحة و بيان و حجة و برهان فلما بصروا به ص راعهم منظره و محضره فصدهم عن بيانهم و اعترتهم العرواء في أبدانهم فقال زعيم القوم لي دونك فما نستطيع أن نكلمه فاستقدمت دونهم إليه فوقفت بين يديه فقلت سلام عليك يا رسول الله بأبي أنت و أمي ثم أنشأت أقول

يا نبي الهدى أتتك رجال قطعت قرددا و آلا فآلاجابت البيد و المهامة حتى عالها من طوى السرى ما عالاقطعت دونك الصحاصح تهوى لا تعد الكلال فيك كلالاكل دهناء يقصر الطرف عنها أرقلتها قلاصنا إرقالاثم لما رأتك أحسن مرءا أفحمت عنك هيبة و جلالاتتقي شر بأس يوم عصيب هائل أوجل القلوب و هالاو نداء لمحشر الناس طرا و حسابا لمن تمادى ضلالانحو نور من الإله و برهان و نعمة و بر أن تنالاو أمان منه لدى الحشر و النشر إذ الخلق لا يطيق السؤالافلك الحوض و الشفاعة و الكوثر و الفضل أن ينص السؤالاخصك الله يا ابن آمنة الخير إذا ما بكت سجالا سجالاأنبأ الأولون باسمك فينا و بأسماء بعده تتتالا

قال فأقبل رسول الله ص علي بصفحة وجهه المبارك شمت منه ضياء لامعا ساطعا كوميض البرق فقال يا جارود لقد تأخر بك و بقومك الموعد و قد كنت وعدته قبل عامي ذلك أن أفد إليه بقومي فلم آته و أتيته في عام الحديبية فقلت يا رسول الله بنفسي أنت ما كان إبطائي عنك إلا أن جلة قومي أبطئوا عن إجابتي حتى ساقها الله إليك لما أرادها من الخير لديك فأما من تأخر عنه فحظه فات منك فتلك أعظم حوبة و أكبر عقوبة و لو كانوا ممن رآك لما تخلفوا عنك و كان عنده رجل لا أعرفه قلت و من هو قالوا سلمان الفارسي ذو البرهان العظيم و الشأن القديم فقال سلمان و كيف عرفته يا أخا عبد القيس من قبل إتيانه فأقبلت على رسول الله ص و هو يتلألأ و يشرق وجهه نورا و سرورا فقلت يا رسول الله إن قسا كان ينتظر زمانك و يتوكف إبانك و يهتف باسمك و اسم أبيك و أمك و بأسماء لست أصيبها معك و لا أراها فيمن اتبعك قال سلمان فأخبرنا و أنشأت أحدثهم و رسول الله ص يسمع و القوم سامعون واعون قلت يا رسول الله لقد شهدت قسا و قد خرج من ناد من أندية إياد إلى صحصح ذي قتاد و سمر و عتاد و هو مشتمل بنجاد فوقف في إضحيان ليل كالشمس رافعا إلى السماء وجهه و إصبعه فدنوت منه فسمعته يقول اللهم رب هذه السبعة الأرقعة و الأرضين الممرعة و بمحمد و الثلاثة المحامدة معه و العليين الأربعة و سبطيه المنيفة الأرفعة و السري الألمعة و سمي الكليم الضرعة و الحسن ذي الرفعة أولئك النقباء الشفعة و الطريق المهيعة و درسة الإنجيل و حفظة التنزيل على عدد النقباء من بني إسرائيل محاة الأضاليل و نفاة الأباطيل الصادقو القيل عليهم تقوم الساعة و بهم تنال الشفاعة و لهم من الله فرض الطاعة ثم قال اللهم ليتني مدركهم و لو بعد لأي من عمري و محياي ثم أنشأ يقول

متى أنا قبل الموت للحق مدرك و إن كان لي من بعد هاتيك مهلك‏و إن غالني الدهر الحزون بغوله فقد غال من قبلي و من بعد يوشك

 فلا غرو أني سالك مسلك الألى وشيكا و من ذا للردى ليس يسلك

ثم آب يكفكف دمعه و يرن رنين البكرة قد بريت ببراءة و هو يقول

أقسم قس قسما ليس به مكتتمالو عاش ألفي سنة لم يلق منها سأماحتى يلاقي أحمد و النقباء الحكماءأوصياء أحمد أكرم من تحت السماءذرية فاطمة أكرم بها من فطمايعمى العباد عنهم و هم جلاء للعمى‏لست بناس ذكرهم حتى أحل الرجماء

ثم قلت يا رسول الله أنبئني أنبأك الله بخير عن هذه الأسماء التي لم نشهدها و أشهدنا قس فقال رسول الله ص يا جارود ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله عز و جل إلي أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا فقلت على ما بعثتم فقالوا على نبوتك و ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة منكما ثم أوحى إلي أن التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح من نور يصلون فقال لي الرب تعالى هؤلاء الحجج أوليائي و هذا المنتقم من أعدائي قال الجارود فقال لي سلمان يا جارود هؤلاء المذكورون في التوراة و الإنجيل و الزبور فانصرفت بقومي و أنا أقول

أتيتك يا ابن آمنة الرسولا لكي بك أهتدي النهج السبيلافقلت فكان قولك قول حق و صدق ما بدا لك أن تقولاو بصرت العمى من عبد شمس و كل كان من عمه ضليلاو أنبأناك عن قس الأيادي مقالا فيك ظلت به جديلاو أسماء عمت عنا فآلت إلى علم و كنت بها جهولا

 بيان العرواء بضم العين و فتح الراء قرة الحمى و مسها في أول رعدتها و القردد الموضع المرتفع من الأرض و الآل السراب و الجوب القطع و البيد بالكسر جمع البيداء و هي الفلاة و المهمة القفر و عال في الأرض ذهب و دار و في النسخ بالمعجمة من المغاولة و هي المبادرة في السير و الغول بعد المفازة و المشقة و الطوى الجوع و كغني الساعة من الليل. و الصحصح الأرض المستوية الواسعة و الدهناء الفلاة و أرقل أسرع و المفازة قطعها و القلوص من الإبل الشابة و كل شي‏ء أظهرته فقد نصصته و يقال شام البرق إذا نظر إليه أين يقصد و أين يمطر. و يقال توكف الخبر إذا انتظر و كفه أي وقوعه و القتاد كسحاب شجر صلب شوكه كالإبر و السمر بضم الميم شجر معروف و العتاد العدة و القدح الضخم و هما غير مناسبين و العتود السدرة و لعله جمع كذا على غير القياس. و النجاد ككتاب حمائل السيف و ليلة إضحيانة بالكسر مضيئة و الأرقعة جميع رقيع و هو السماء و أمرع الوادي أكلأ و السري كغني النهر الصغير و هو كناية عن جعفر ع لأنه أيضا في اللغة بمعنى النهر الصغير و اللأي كالسعي الإبطاء و غاله أهلكه. و قوله لا غرو أي لا عجب و الوشيك السريع و كفكفه دفعه و صرفه و برى السهم نحته و البراءة السكين يبرى بها القوس و جدله أحكم فتله و الرجم بالتحريك القبر. أقول قال الكراجكي رحمه الله تسأل في هذا الخبر عن ثلاثة مواضع أحدها أن يقال لك كان الأنبياء المرسلون قبل رسول الله ص قد ماتوا فكيف يصح سؤالهم في السماء. و ثانيها أن يقال لك ما معنى قوله إنهم بعثوا على نبوته و ولاية علي و الأئمة من ولده ع. و ثالثها أن يقال لك كيف يصح أن يكون الأئمة الاثنا عشر ع في تلك الحال في السماء و نحن نعلم ضرورة خلاف هذا لأن أمير المؤمنين ع كان في ذلك الوقت بمكة في الأرض و لم يدع قط و لا ادعى له أحد أنه صعد إلى السماء فأما الأئمة من ولده فلم يكن وجد أحد منهم بعد و لا ولد فما معنى ذلك إن كان الخبر حقا. فأما الجواب عن السؤال الأول فإنا لا نشك في موت الأنبياء ع غير أن الخبر قد ورد بأن الله تعالى يرفعهم بعد مماتهم إلى سمائه و أنهم يكونون فيها أحياء متنعمين إلى يوم القيامة ليس ذلك بمستحيل في قدرة الله سبحانه

 و قد ورد عن النبي ص أنه قال أنا أكرم عند الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث

 و هكذا عندنا حكم الأئمة ع.

 قال النبي ص لو مات نبي بالمشرق و مات وصيه بالمغرب لجمع الله بينهما

و ليس زيارتنا لمشاهدهم على أنهم بها و لكن أشرف المواضع فكانت غيبت الأجسام فيها و لعبادة أيضا ندبنا إليها فيصح على هذا أن يكون النبي ص رأى الأنبياء ع في السماء فسألهم كما أمره الله تعالى. و بعد فقد قال الله تعالى وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ فإذا كان المؤمنون الذين قتلوا في سبيل الله على هذا الوصف فكيف ينكر أن الأنبياء ع بعد موتهم أحياء منعمون في السماء و قد اتصلت الأخبار من طريق الخاص و العام بتصحيح هذا.

 و أجمع الرواة على أن النبي ص لما خوطب بفرض الصلاة ليلة المعراج و هو في السماء قال له موسى ع إن أمتك لا تطيق

و إنه راجع إلى الله تعالى دفعة بعد أخرى و ما حصل عليه الاتفاق فلم يبق فيه كذب و أما الجواب عن السؤال الثاني فهو أن يكون الأنبياء ع قد أعلموا بأنه سيبعث نبيا يكون خاتمهم و ناسخا بشرعه شرائعهم و أعلموا أنه أجلهم و أفضلهم و أنه سيكون أوصياؤه من بعده حفظة لشرعه و حملة لدينه و حججا على أمته فوجب على الأنبياء ع التصديق بما أخبروا به و الإقرار بجميعه.

 أخبرني الشريف يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن طباطباء الحسيني عن عبد الواحد بن عبد الله الموصلي عن أبي علي بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن عبد الله بن محمد عن محمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله الصادق ع يقول ما تنبأ نبي قط إلا بمعرفة حقنا و تفضيلنا على من سوانا

 و إن الأمة مجمعة على أن الأنبياء ع قد بشروا بنبينا ص و نبهوا على أمره و لا يصح منهم ذاك إلا و قد أعلمهم الله تعالى به فصدقوا و آمنوا بالمخبر به و كذلك قد روت الشيعة أنهم قد بشروا بالأئمة أوصياء رسول الله ص. و أما الجواب عن السؤال الثالث فهو أنه يجوز أن يكون تعالى أحدث لرسول الله ص في الحال صورا كصور الأئمة ع ليراهم أجمعين على كمالهم كمن شاهد أشخاصهم برؤية مثالهم و يشكر الله تعالى على ما منحه من تفضيلهم و إجلالهم و هذا في الممكن المقدور. و يجوز أيضا أن يكون الله تعالى خلق على صورهم ملائكة في سمائه يسبحونه و يقدسونه لتراهم ملائكته الذين قد أعلمهم بأنهم سيكونون في أرضه حججا له على خلقه فتتأكد عندهم منازلهم و تكون رؤيتهم تذكارا لهم بهم و بما سيكون من أمرهم. و قد جاء في الحديث أن رسول الله ص رأى في السماء لما عرج به ملكا على صورة أمير المؤمنين صلوات الله عليه

 و هذا خبر اتفق أصحاب الحديثين على نقله حدثني به من طريق العامة أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد عن أحمد بن علوية عن إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن صالح عن حديد بن عبد الحميد عن مجاهد عن ابن عباس قال سمعت رسول الله ص يقول لما أسري بي إلى السماء ما مررت بملإ من الملائكة إلا سألوني عن علي بن أبي طالب حتى ظننت أن اسم علي أشهر في السماء من اسمي فلما بلغت السماء الرابعة نظرت إلى ملك الموت ع فقال لي يا محمد ما خلق الله خلقا إلا أقبض روحه بيدي ما خلا أنت و علي فإن الله جل جلاله يقبض أرواحكما بقدرته فلما صرت تحت العرش نظرت فإذا أنا بعلي بن أبي طالب واقفا تحت عرش ربي فقلت يا علي سبقتني فقال لي جبرئيل ع يا محمد من هذا الذي يكلمك قلت هذا أخي علي بن أبي طالب قال لي يا محمد ليس هذا عليا و لكنه ملك من ملائكة الرحمن خلقه الله على صورة علي بن أبي طالب فنحن الملائكة المقربون كلما اشتقنا إلى وجه علي بن أبي طالب زرنا هذا الملك لكرامة علي بن أبي طالب على الله سبحانه

فيصح على هذا الوجه أن يكون الذين رآهم رسول الله ص ملائكة على صور الأئمة ع و جميع ذلك داخل في باب التجويز و الإمكان و الحمد لله انتهى كلامه رفع الله مقامه. أقول و يحتمل أيضا في رؤية من مضى و من لم يأت أن يكون ص رأى أجسادهم المثالية أو أرواحهم على القول بتجسمها و قد مر بعض القول في ذلك في كتاب المعاد و الله يهدي إلى الرشاد

 66-  مناقب، محمد بن أحمد بن شاذان القمي عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله ص قال قال لي جبرئيل ع يا محمد

علي خير البشر من أبى فقد كفر

 67-  و بإسناده عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب ع يا علي أنت خير البشر لا يشك فيه إلا كافر

 68-  و عن أنس عن عائشة قال سمعت رسول الله ص يقول علي بن أبي طالب خير البشر من أبى فقد كفر فقيل فلم حاربته فقالت و الله ما حاربته من ذات نفسي و ما حملني عليه إلا طلحة و الزبير

  -69  و عن ابن عباس قال قال رسول الله ص لما عرج بي إلى السماء انتهى بي المسير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال لي جبرئيل يا محمد هذا هو البيت المعمور خلقه الله تعالى قبل خلق السماوات و الأرضين بخمسين ألف عام قم يا محمد فصل إليه قال النبي ص و جمع الله إلى النبيين فصفهم جبرئيل ع ورائي صفا فصليت بهم فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال لي يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك سل الرسل على ما ذا أرسلتهم من قبلك فقلت معاشر الرسل على ما ذا بعثكم ربي قبلي فقال الرسل على ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب و هو قوله تعالى وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا

 70-  كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان مما رواه من تفسير محمد بن العباس بن مروان عن جعفر بن محمد الحسني عن علي بن إبراهيم القطان عن عباد بن يعقوب عن محمد بن فضيل عن محمد بن سوقة عن علقمة عن ابن مسعود قال قال رسول الله ص في حديث الإسراء فإذا ملك قد أتاني فقال يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا فقلت معاشر الرسل و النبيين على ما بعثكم الله قبلي قالوا على ولايتك يا محمد و ولاية علي بن أبي طالب ع

 71-  و مما رواه من كتاب المعراج عن الصدوق عن أحمد بن محمد الصقر عن محمد بن العباس بن بسام عن عبد الله بن محمد المهلبي عن أحمد بن صبيح عن الحسن بن جعفر عن أبيه عن منصور عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده ع قال لما عرج بالنبي ص إلى السماء قال العزيز عز و جل آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ قال قلت وَ الْمُؤْمِنُونَ قال صدقت يا محمد من خلفت لأمتك و هو أعلم قلت خيرها لأهلها قال صدقت يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها ثم شققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي و أنا المحمود أنت محمد ثم اطلعت إليها اطلاعة أخرى فاخترت منها عليا فجعلته وصيك فأنت سيد الأنبياء و علي سيد الأوصياء إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين من شبح نور ثم عرضت ولايتهم على الملائكة و سائر خلقي و هم أرواح فمن قبلها كان عندي من المقربين و من جحدها كان عندي من الكافرين يا محمد و عزتي و جلالي لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم لم أدخله جنتي و لا أظللته تحت عرشي

 72-  و مما رواه من كتاب السيد حسن بن كبش بإسناده عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع قال قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب ع يا علي أنت خير البشر لا يشك فيك إلا كافر

 73-  و منه عن وهب بن منبه قال إن موسى ع نظر ليلة الخطاب إلى كل شجرة في الطور و كل حجر و نبات ينطق بذكر محمد و اثني عشر وصيا له من بعده فقال موسى إلهي لا أرى شيئا خلقته إلا و هو ناطق بذكر محمد و أوصيائه الاثني عشر فما منزلة هؤلاء عندك قال يا ابن عمران إني خلقتهم قبل أن أخلق الأنوار خلقتهم في خزانة قدسي ترتع في رياض مشيتي و تتنسم من روح جبروتي و تشاهد أقطار ملكوتي حتى إذا شئت بمشيتي أنفذت قضائي و قدري يا ابن عمران إني سبقت بهم السباق حتى أزخرف بهم جناني يا ابن عمران تمسك بذكرهم فإنهم خزنة علمي و عيبة حكمتي و معدن نوري قال حسين بن علوان فذكرت ذلك لجعفر بن محمد ع فقال حق ذلك هم اثنا عشر من آل محمد علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و من شاء الله قلت جعلت فداك إنما سألتك لتبين الحق لي قال أنا و ابني هذا و أومأ إلى ابنه موسى و الخامس من ولده يغيب شخصه و لا يحل ذكره باسمه

 74-  و منه عن الحسن بن علي العسكري عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن الله اختارنا معاشر آل محمد و اختار الملائكة المقربين و ما اختارهم إلا لعلمه إنهم ليهتدون

 75-  و منه عن أبي ذر رضي الله عنه قال نظر النبي ص إلى علي بن أبي طالب ع فقال هذا خير الأولين و خير الآخرين من أهل السماوات و أهل الأرضين و هذا سيد الصديقين و سيد الوصيين

 76-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ محمد بن أحمد بن شاذان عن المعافى بن زكريا عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال سألت جعفر بن محمد ع لم سميت الجمعة جمعة قال لأن الله تعالى جمع فيها خلقه لولاية محمد و أهل بيته

 77-  كتاب تفضيل الأئمة على الأنبياء للحسن بن سليمان، قال ذكر السيد حسن بن كبش في كتابه بإسناده مرفوعا إلى عدة من أصحاب رسول الله ص منهم جابر بن عبد الله الأنصاري و أبو سعيد الخدري و عبد الصمد بن أبي أمية و عمر بن أبي سلمة و غيرهم قالوا لما فتح النبي ص مكة أرسل رسله إلى كسرى و قيصر يدعوهما إلى الإسلام أو الجزية و إلا آذنا بالحرب و كتب أيضا إلى نصارى نجران بمثل ذلك فلما أتتهم رسله ص فزعوا إلى بيعتهم العظمى و كان قد حضرهم أبو حارثة أسقفهم الأول و قد بلغ يومئذ مائة و عشرين سنة و كان يؤمن بالنبي و المسيح ع و يكتم ذلك عن كفرة قومه فقام على عصاه و خطبهم و وعظهم و ألجأهم بعد مشاجرات كثيرة إلى إحضار الجامعة الكبرى التي ورثها شيث ففتح طرفها و استخرج صحيفة شيث التي ورثها من أبيه آدم ع فألفوا في المسباح الثاني من فواصلها بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا أنا الحي القيوم معقب الدهور و فاصل الأمور سببت بمشيتي الأسباب و ذللت بقدرتي الصعاب و أنا العزيز الحكيم الرحمن الرحيم أرحم و أترحم و سبقت رحمتي غضبي و عفوي عقوبتي خلقت عبادي لعبادتي و ألزمتهم حجتي ألا إني باعث فيهم رسلي و منزل عليهم كتبي أبرم ذلك من لدن أول مذكور من بشر إلى أحمد نبيي و خاتم رسلي ذلك الذي أجعل عليه صلواتي و رحمتي و أسلك في قلبه بركاتي و به أكمل أنبيائي و نذري قال آدم من هؤلاء الرسل و من أحمد هذا الذي رفعت و شرفت قال كل من ذريتك و أحمد عاقبهم و وارثهم قال يا رب بما أنت باعثهم و مرسلهم قال بتوحيدي ثم أقفي ذلك بثلاثمائة و ثلاثين شريعة أنظمها و أكملها لأحمد جميعا فأذنت لمن جاءني بشريعة منها مع الإيمان بي و برسلي أن أدخله الجنة قال قال آدم ع حق لمن عرفك يا إلهي بنعمتك أن لا يعصيك بها و لمن علم سعة رحمتك و مغفرتك أن لا ييأس منها قال يا آدم أ تحب أن أريك أبناءك هؤلاء الذين كرمتهم و اصطفيتهم على العالمين قال نعم أي رب فمثلهم الله تبارك و تعالى قدر منازلهم و مكانتهم من فضله عليهم و نعمته ثم عرضهم عليه أشباحا في ذرياتهم و خاص أتباعهم من أممهم فنظر إليهم آدم و بعضهم أعظم نورا من بعض و إذا فضل أنوار الخمسة أصحاب المقامات و الشرائع من الأنبياء كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و فضل العاقب محمد ص في عظم نوره على الخمسة كفضل الخمسة على الأنبياء جميعا فنظر فإذا حامة كل نبي و خاصته من قومه و رهطه آخذون بحجزة ذلك النبي من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و شماله تتلألأ وجوههم و تشرق جباههم نورا و ذلك بحسب منزلة ذلك النبي من ربه و بقدر منزلة كل واحد من نبيه ثم نظر آدم ع إلى نور قد لمع فسد الجو المنخرق و أخذ بالمطالع من المشارق ثم سرى حتى طبق المغارب ثم سما حتى بلغ ملكوت السماء فإذا الأكناف قد تضوعت طيبا و إذا أنوار أربعة قد اكتنفته عن يمينه و شماله و من خلفه و أمامه أشبه به أرجا و نورا يتلوها أنوار من بعدها يستمد منها و إذا هي شبيهة بها في ضيائها و عظمها و نشرها ثم دنت منها فتكللت عليها و حفت بها و نظر فإذا أنوار من بعد ذلك في مثل عدد الكواكب و دون منازل الأوائل جدا جدا ثم طلع عليه سواد كالليل و كالسيل ينسلون من كل وجه و أوب

 فأقبلوا حتى ملئوا البقاع و الأكم و إذا هم أقبح شي‏ء هيئة و صورا و أنتنه ريحا فبهر آدم ع ما رأى من ذلك فقال يا عالم الغيوب و يا غافر الذنوب و يا ذا القدرة الباهرة و المشية الغالبة من هذا السعيد الذي كرمت و رفعت على العالمين و من هذه الأنوار المنيفة المكتنفة له فأوحى الله عز و جل إليه يا آدم هؤلاء وسيلتك و وسيلة من أسعدت من خلقي هؤلاء السابقون المقربون و الشافعون المشفعون و هذا أحمد سيدهم و سيد بريتي اخترته بعلمي و اشتققت اسمه من اسمي فأنا المحمود و هذا أحمد و هذا صنوه و وصيه و وارثه و جعلت بركاتي و تطهيري في عقبه و هي سيدة إمائي و البقية في علمي من أحمد نبيي و هذان السبطان و الخلفان لهم و هذه الأعيان المضارع نورها أنوارهم بقية منهم إلا أن كلا اصطفيت و طهرت و على كل باركت و ترحمت و كلا بعلمي جعلت قدوة عبادي و نور بلادي و نظر إلى شيخ في آخرهم يزهر في ذلك الصفيح كما يزهر كوكب الصبح لأهل الدنيا فقال تبارك و تعالى و بعبدي هذا السعيد أفك عن عبادي الأغلال و أضع عنهم الآصار و أملأ الأرض حنانا و رأفة و عدلا كما ملئت من قلبه قسوة و شقوة و جورا قال آدم يا رب إن الكريم كل الكريم من كرمت و إن الشريف كل الشريف من شرفت و حق يا إلهي لمن رفعت و أعليت أن يكون كذلك فيا ذا النعم الذي لا ينقطع و الإحسان الذي لا ينفذ بم بلغ هؤلاء العالون هذه المنزلة من شرف عطاياك و عظيم فضلك و حنانك و كذلك من كرمت من عبادك المرسلين قال الله تبارك و تعالى إني أنا الله لا إله إلا أنا الرحمن الرحيم العزيز الحكيم عالم الغيوب و مضمرات القلوب أعلم ما لم يكن مما يكون كيف يكون و ما لا يكون لو كان كيف يكون و إني اطلعت يا عبدي في علمي على قلوب عبادي فلم أر فيهم أطوع لي و لا أنصح لخلقي من أنبيائي و رسلي فجعلت لذلك فيهم روحي و كلمتي و ألزمتهم عب‏ء حجتي و اصطفيتهم على البرايا برسالتي و وحيي ثم ألقيت مكاناتهم تلك في منازلهم قلوب حوامهم و أوصيائهم من بعد فألحقتهم بأنبيائي و رسلي و جعلتهم من ودائع حجتي و الأساة في بريتي لأجبر بهم كسر عبادي و أقيم بهم أودهم ذلك أني بهم و بقلوبهم لطيف و خبير ثم اطلعت على قلوب المصطفين من رسلي فلم أجد فيهم أطوع لي و لا أنصح لخلقي من محمد خيرتي و خالصتي فاخترته على علمي و رفعت ذكره إلى ذكري ثم وجدت كذلك قلوب حامته اللائي من بعده على صفة قلبه فألحقتهم به و جعلتهم ورثة كتابي و وحيي و أركان حكمتي و نوري و آليت بي أن لا أعذب بناري من لقيني معتصما بتوحيدي و حبل مودتهم أبدا قال آدم فما هاتان الثلتان العظيمتان قال الله تقدس اسمه هؤلاء أمة محمد ص أدركت نبيها في علمه فآمنت به و اتبعت فألبستها نورا من نوري ثم الذي يلونهم كذلك حتى أرث الأرض و من عليها و لهم فيها قسمت لهم من فضلي و رحمتي منازل شتى فأفضلهم سابقهم إذا كان أعلمهم بي و أعملهم بطاعتي

 و هذه الثلة العظمى التي ملأت بياضها و سوادها أرضي فهم أخابث خلقي و أشرار عبيدي و هم الذين يدركون محمدا خيرتي و سيد بريتي فيكذبونه صادقا و يخوفونه آمنا و يعصونه رءوفا و هم يعرفونه و النور الذي أبعثه به يظاهرون على إخراجه من أرضه و يتظاهرون على قتاله و عداوته ثم القوامين بالقسط من بعد هذا و هم لهم جنة حق علي لأصلين عذابهم نارا لا ينقطع ثم لألحقنهم بعدوي الذي اتخذوه و ذريته أولياء من دوني و دون أوليائي أجل ثم لأتبعن من يأتي منهم من بعدهم أنتقم منهم و أنا غير ظالم و عند انقضاء مناجاة آدم ربه خر ساجدا فأوحى الله عز و جل و هو أعلم به و بقلبه ما سجودك هذا قال تعبدا لك يا إلهي وحدك و تعظيما لأوليائك هؤلاء الذين كرمت و رفعت و كانت أول سجدة سجدها مخلوق فشكر الله عز و جل ذلك له فأسجد له ملائكته و أباحه جنته و أوحى إليه أما إني مخرجهم من صلبك و جاعلهم في ذريتك فلما قارف آدم الخطيئة و أخرج من الجنة توسل إلى الله و هو ساجد بمحمد ص و حامته و أهل بيته هؤلاء فغفر الله له خطيئته و جعله الخليفة في أرضه فلما أتى القوم على باقي المسباح الثاني من ذكر النبي ص و ذكر أهل بيته ع أمرهم أبو حارثة أن يصيروا إلى صحيفة شيث الكبرى التي ميراثها إلى إدريس ع و كان كتابتها بالقلم السرياني القديم و هو الذي كتب به من بعد نوح ع ملوك الهياطلة المتماردة فافتض القوم الصحيفة فأفضوا منها إلى هذا الرسم قالوا اجتمع إلى إدريس ع قومه و صحابته و هم يومئذ في بيت عبادته من أرض كوفان فخبرهم بما اقتص عليهم قال إن بني أبيكم آدم ع لصلبه و بني بنيه و ذريته اجتمعوا فيما بينهم و قالوا أي الخلق عندكم أكرم على الله عز و جل و أرفع لديه مكانا و أقرب منه منزلة فقال بعضهم أبوكم آدم خلقه الله عز و جل بيده و أسجد له ملائكته و جعله الخليفة في أرضه و سخر له جميع خلقه و قال آخرون بل الملائكة الذين لم يعصوا الله عز و جل و قال بعضهم لا بل الأمين جبرئيل ع فانطلقوا إلى آدم ع فذكروا له الذي قالوا و اختلفوا فيه فقال يا بني إني أخبركم بأكرم الخلق عند الله عز و جل جميعا ثم إنه و الله ما عدا أن نفخ في الروح حتى استويت جالسا فبرق لي العرش العظيم فنظرت فإذا فيه لا إله إلا الله محمد خيرة الله عز و جل ثم ذكر عدة أسماء صلوات الله عليهم مقرونة بمحمد ص قال آدم ثم لم أر في السماء موضع أديم أو قال صفيح منها إلا و فيه مكتوب لا إله إلا الله و ما من موضع مكتوب فيه لا إله إلا الله و فيه مكتوب خلقا لا خطا محمد رسول الله و ما من موضع فيه مكتوب محمد رسول الله إلا و فيه مكتوب علي خيرة الله الحسن صفوة الله الحسين أمين الله عز و جل و ذكر الأئمة من أهل بيته ع واحدا بعد واحد إلى القائم بأمر الله قال آدم فمحمد ص و من خط من أسماء أهل بيته أكرم الخلائق على الله فلما انتهى القوم إلى آخر ما في صحيفة إدريس قرءوا صحيفة إبراهيم ع و فيها معنى ما تقدم بعينه و انفضوا

 78-  و منه، نقلا من كتاب التنبيه للحيرة من الفضل بن شاذان روى أبو يوسف عن مجالد عن الشعبي أن عمر أتى النبي ص بصحيفة قد كتب فيها التوراة بالعربية فقرأها عليه فعرف الغضب في وجهه فقال أعوذ بالله و برسوله من سخطه فقال النبي ص لا تسألوا أهل الكتاب عن شي‏ء فإنهم لا يهدونكم و قد ضلوا و عسى أن يحدثوكم بباطل فتصدقوهم أو بحق فتكذبوهم فلو كان موسى ع بين أظهركم لما حل له إلا أن يتبعني

 قال الحسن بن سليمان فعلى هذا لو كان موسى ع في زمن محمد ص لما وسعه إلا اتباعه و كان من أمته و وجب عليه طاعة وصيه أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده ع

 79-  و منه، نقلا من الكتاب المذكور بحذف الإسناد عن أمير المؤمنين ع قال رسول الله ص أنا سيد الأولين و الآخرين و أنت يا علي سيد الخلائق بعدي أولنا كآخرنا و آخرنا كأولنا

 80-  و منه، نقلا من تفسير محمد بن العباس بإسناده عن الحارث و سعيد بن قيس عن علي ع قال قال رسول الله ص أنا واردكم على الحوض و أنت يا علي الساقي و الحسن الذائد و الحسين الآمر و علي بن الحسين الفارط و محمد بن علي الناشر و جعفر بن محمد السائق و موسى بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين و علي بن موسى مزين المؤمنين و محمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم و علي بن محمد خطيب شيعته و مزوجهم الحور و الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به و الهادي المهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلا لِمَنْ يَشاءُ وَ يَرْضى

 81-  و منه، نقلا من كتاب الحسن بن كبش عن أبي ذر رضوان الله عليه قال نظر النبي ص إلى علي ع فقال هذا خير الأولين و خير الآخرين من أهل السماوات و أهل الأرضين هذا سيد الصديقين و سيد الوصيين الخبر

 82-  و منه قال روي عن الصادق ع أنه قال علمنا واحد و فضلنا واحد و نحن شي‏ء واحد

 83-  و قال ع كل ما كان لمحمد ص فلنا مثله إلا النبوة و الأزواج

 84-  و منه، نقلا من تفسير ابن ماهيار بإسناده عن عمران بن ميثم عن أبيه قال كنت عند أمير المؤمنين ع خامس خمسة و أنا أصغرهم يومئذ نسمع أمير المؤمنين ع يقول حدثني أخي أنه ختم ألف نبي و أني ختمت ألف وصي و أنا كلفت ما لم يكلفوا إني لأعلم ألف كلمة ما يعلمها غيري و غير محمد ص ما منها كلمة إلا و هي مفتاح ألف باب ما تعلمون منها كلمة واحدة غير أنكم تقرءون منها آية واحدة في القرآن وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ و ما تدرونها

 85-  و منه، نقلا من كتاب القائم للفضل بن شاذان عن صالح بن حمزة عن الحسن بن عبد الله عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع على منبر الكوفة و الله إني لديان الناس يوم الدين و قسيم الله بين الجنة و النار لا يدخلها داخل إلا على أحد قسمي و أنا الفاروق الأكبر و قرن من حديد و باب الإيمان و صاحب الميسم و صاحب السنين و أنا صاحب النشر الأول و النشر الآخر و صاحب العصا و صاحب الكرات و دولة الدول و أنا إمام لمن بعدي و المؤدي عمن كان قبلي ما يتقدمني إلا أحمد و إن جميع الرسل و الملائكة و الروح خلفنا و إن رسول الله ص ليدعى فينطق و أدعى فأنطق على حد منطقه و لقد أعطيت السبع التي لم يسبق إليها أحد قبلي بصرت سبيل الكتاب و فتحت لي الأبواب و علمت الأسباب و مجرى السحاب و علم المنايا و البلايا و الوصيات و فصل الخطاب و نظرت في الملكوت فلم يغب عني شي‏ء غاب عني و لم يفتني ما سبقني و لم يشركني أحد فيما أشهدني يوم شهادة الأشهاد و أنا الشاهد عليهم و على يدي يتم موعد الله و تكمل كلمته و بي يكمل الدين و أنا النعمة التي أنعمها الله على خلقه و أنا الإسلام الذي ارتضاه لنفسه كل ذلك منا من الله

 86-  و منه، نقلا عنه بإسناده عن ابن مسعود قال قال رسول الله ص في حديث الإسراء فإذا ملك قد أتاني فقال يا محمد و اسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا فقلت معاشر الرسل و النبيين على ما بعثكم الله قبلي قالوا على ولايتك يا محمد و ولاية علي بن أبي طالب ع

 87-  و منه، عنه بإسناده عن جابر بن عبد الله قال اكتنفنا رسول الله ص يوما في مسجد المدينة فذكر بعض أصحابنا الجنة فقال أبو دجانة يا رسول الله سمعتك تقول الجنة محرمة على النبيين و سائر الأمم حتى تدخلها فقال له يا أبا دجانة أ ما علمت أن لله تعالى لواء من نور و عمودا من نور خلقهما الله قبل أن يخلق السماوات و الأرض بألفي عام مكتوب على ذلك لا إله إلا الله محمد رسول الله آل محمد خير البرية صاحب اللواء علي إمام القوم فقال علي ع الحمد لله الذي هدانا بك و شرفك و شرفنا بك فقال له النبي ص أ ما علمت أن من أحبنا و انتحل محبتنا أسكنه الله معنا و تلا هذه الآية فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ

 88-  و منه، عنه بإسناده عن أبي الورد عن أبي جعفر ع قال تسنيم أشرف شراب الجنة يشربه محمد و آل محمد صرفا و يمزج لأصحاب اليمين و لسائر أهل الجنة

  أقول و روي من الكتاب المذكور خمسة و عشرين حديثا في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ أنهم آل محمد ع و شيعتهم