باب 7- أن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل و الاستشفاع بهم ص

 1-  جع، ]جامع الأخبار[ لي، ]الأمالي للصدوق[ ماجيلويه عن عمه عن أحمد بن هلال عن الفضل بن دكين عن معمر بن راشد قال سمعت أبا عبد الله الصادق ع يقول أتى يهودي النبي ص فقام بين يديه يحد النظر إليه فقال يا يهودي ما حاجتك قال أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله و أنزل عليه التوراة و العصا و فلق له البحر و أظله بالغمام فقال له النبي ص إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه و لكني أقول إن آدم ع لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لي فغفرها الله له و إن نوحا لما ركب في السفينة و خاف الغرق قال اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني من الغرق فنجاه الله عنه و إن إبراهيم ع لما ألقي في النار قال اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني منها فجعلها الله عليه بردا و سلاما و إن موسى لما ألقى عصاه و أوجس فِي نَفْسِهِ خِيفَةً قال اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما آمنتني فقال الله جل جلاله لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى يا يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي و بنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا و لا نفعته النبوة يا يهودي و من ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى ابن مريم ع لنصرته فقدمه و صلى خلفه

 ج، ]الإحتجاج[ عن معمر مثله بيان كلمة لما إيجابية بمعنى إلا أي أسألك في كل حال إلا حال حصول المطلوب و هو إلحاح و مبالغة في السؤال

 2-  مع، ]معاني الأخبار[ العجلي عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل قال قال أبو عبد الله ع إن الله تبارك و تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام فجعل أعلاها و أشرفها أرواح محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة بعدهم صلوات الله عليهم فعرضها على السماوات و الأرض و الجبال فغشيها نورهم فقال الله تبارك و تعالى للسماوات و الأرض و الجبال هؤلاء أحبائي و أوليائي و حججي على خلقي و أئمة بريتي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منهم و لهم و لمن تولاهم خلقت جنتي و لمن خالفهم و عاداهم خلقت ناري و من ادعى منزلتهم مني و محلهم من عظمتي عذبته عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ و جعلته مع المشركين في أسفل درك ناري و من أقر بولايتهم و لم يدع منزلتهم مني و مكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي و كان لهم فيها ما يشاءون عندي و أبحتهم كرامتي و أحللتهم جواري و شفعتهم في المذنبين من عبادي و إمائي فولايتهم أمانة عند خلقي فأيكم يحملها بأثقالها و يدعيها لنفسه دون خيرتي فأبت السماوات و الأرض و الجبال أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ من ادعاء منزلتها و تمني محلها من عظمة ربها فلما أسكن الله عز و جل آدم و زوجته الجنة قال لهما كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ يعني شجرة الحنطة فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ فنظر إلى منزلة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة فقالا يا ربنا لمن هذه المنزلة فقال الله جل جلاله ارفعا رءوسكما إلى ساق عرشي فرفعا رءوسهما فوجدا اسم محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة بعدهم صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبار جل جلاله فقالا يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك و ما أحبهم إليك و ما أشرفهم لديك فقال الله جل جلاله لولاهم ما خلقتكما هؤلاء خزنة علمي و أمنائي على سري إياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد و تتمنيا منزلتهم عندي و محلهم من كرامتي فتدخلا بذلك في نهيي و عصياني فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ قالا ربنا و من الظالمون قال المدعون لمنزلتهم بغير حق قالا ربنا فأرنا منازل ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك فأمر الله تبارك و تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال و العذاب و قال الله عز و جل مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها و كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بدلوا سواها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ يا آدم و يا حواء لا تنظرا إلى أنواري و حججي بعين الحسد فأهبطكما عن جواري و أحل بكما هواني فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَ قالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَ قاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ و حملهما على تمني منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما أكلا شعيرا فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه و أصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه فلما أكلا من الشجرة طار الحلي و الحلل عن أجسادهما و بقيا عريانين وَ طَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَ ناداهُما رَبُّهُما أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَ أَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ ف قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ قال اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش فلما أراد الله عز و جل أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل فقال لهما إنكما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز و جل إلى أرضه فاسألا ربكما بحق الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما فقالا اللهم إنا نسألك بحق الأكرمين عليك محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة إلا تبت علينا و رحمتنا فتاب الله عليهما إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ فلم تزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة و يخبرون بها أوصياءهم و المخلصين من أممهم فيأبون حملها و يشفقون من ادعائها و حملها الإنسان الذي قد

 عرف فأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة و ذلك قول الله عز و جل إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا

 بيان الإنسان الذي عرف هو أبو بكر

 3-  مع، ]معاني الأخبار[ الدقاق عن العلوي عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن زياد عن المفضل عن الصادق جعفر بن محمد ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ ما هذه الكلمات قال هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فَتابَ عَلَيْهِ و هو أنه قال يا رب أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي فتاب الله عليه إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ فقلت له يا ابن رسول الله فما يعني عز و جل بقوله فَأَتَمَّهُنَّ قال يعني أتمهن إلى القائم ع اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين ع قال المفضل فقلت له يا ابن رسول الله ص فأخبرني عن قول الله عز و جل وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قال يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين ع إلى يوم القيامة قال فقلت له يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن و هما جميعا ولدا رسول الله ص و سبطاه و سيدا شباب أهل الجنة فقال ع إن موسى و هارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون من دون صلب موسى و لم يكن لأحد أن يقول لم فعل الله ذلك فإن الإمامة خلافة الله عز و جل ليس لأحد أن يقول لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لأن الله هو الحكيم في أفعاله لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ

 ل، ]الخصال[ ابن موسى عن العلوي مثله

 4-  ل، ]الخصال[ ن، ]عيون أخبار الرضا عليه السلام[ مع، ]معاني الأخبار[ علي بن الفضل عن أحمد بن محمد بن سليمان عن محمد بن علي بن خلف عن حسين الأشقر عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن ابن جبير عن ابن عباس قال سألت النبي ص عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فَتابَ عَلَيْهِ قال سأله بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي فتاب الله عليه

 فض، ]كتاب الروضة[ عن أحمد بن عبد الوهاب يرفعه بإسناده مثله

 5-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن بكر بن محمد قال حدثني أبو سعيد المدائني يرفعه في قول الله عز و جل فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ قال سأله بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع

 6-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال آدم ع يا رب بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي فأوحى الله إليه يا آدم و ما علمك بمحمد فقال حين خلقتني رفعت رأسي فرأيت في العرش مكتوبا محمد رسول الله علي أمير المؤمنين

  شف، ]كشف اليقين[ من كتاب علي بن محمد القزويني عن التلعكبري عن محمد بن سهل عن الحميري رفعه قال قال آدم ع و ذكر مثله

 7-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن النقاش عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الرضا ع قال لما أشرف نوح ع على الغرق دعا الله بحقنا فدفع الله عنه الغرق و لما رمي إبراهيم في النار دعا الله بحقنا فجعل الله النار عليه بردا و سلاما و إن موسى ع لما ضرب طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ دعا الله بحقنا فجعله يَبَساً و إن عيسى ع لما أراد اليهود قتله دعا الله بحقنا فنجي من القتل فرفعه إليه

 8-  شف، ]كشف اليقين[ محمد بن علي الكاتب الأصفهاني عن علي بن إبراهيم القاضي عن أبيه عن جده عن أبي أحمد الجرجاني عن عبد الله بن محمد الدهقان عن إسحاق بن إسرائيل عن حجاج عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما خلق الله تعالى آدم وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ عطس فألهمه الله الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فقال له ربه يرحمك ربك فلما أسجد له الملائكة تداخله العجب فقال يا رب خلفت خلقا أحب إليك مني فلم يجب ثم قال الثانية فلم يجب ثم قال الثالثة فلم يجب ثم قال الله عز و جل له نعم و لولاهم ما خلقتك فقال يا رب فأرنيهم فأوحى الله عز و جل إلى ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش فقال يا رب من هؤلاء قال يا آدم هذا محمد نبيي و هذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيي و وصيه و هذه فاطمة ابنة نبيي و هذان الحسن و الحسين ابنا علي و ولدا نبيي ثم قال يا آدم هم ولدك ففرح بذلك فلما اقترف الخطيئة قال رب أسألك بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين لما غفرت لي فغفر الله له بهذا فهذا الذي قال الله عز و جل فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ فلما هبط إلى الأرض صاغ خاتما فنقش عليه محمد رسول الله و علي أمير المؤمنين و يكنى آدم بأبي محمد ع

 9-  شي، ]تفسير العياشي[ عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى عرض على آدم في الميثاق ذريته فمر به النبي ص و هو متكئ على علي ع و فاطمة صلوات الله عليها تتلوهما و الحسن و الحسين ع يتلوان فاطمة فقال الله يا آدم إياك أن تنظر إليهم بحسد أهبطك من جواري فلما أسكنه الله الجنة مثل له النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم فنظر إليهم بحسد ثم عرضت عليه الولاية فأنكرها فرمته الجنة بأوراقها فلما تاب إلى الله من حسده و أقر بالولاية و دعا بحق الخمسة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم غفر الله له و ذلك قوله فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ الآية

 10-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال الحسين بن علي ع إن الله تعالى لما خلق آدم و سواه و علمه أسماء كل شي‏ء و عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ جعل محمدا و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين أشباحا خمسة في ظهر آدم و كانت أنوارهم تضي‏ء في الآفاق من السماوات و الحجب و الجنان و الكرسي و العرش فأمر الله الملائكة بالسجدة لآدم تعظيما له إنه قد فضله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح التي قد عم أنوارها الآفاق فسجدوا إلا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله و أن يتواضع لأنوارنا أهل البيت و قد تواضعت لها الملائكة كلها فاستكبر و ترفع فكان بآبائه ذلك و تكبره من الكافرين

 قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله ص قال قال يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه إذ كان الله نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره رأى النور و لم يتبين الأشباح فقال يا رب ما هذه الأنوار قال الله عز و جل أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك و لذلك أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح فقال آدم يا رب لو بينتها لي فقال الله تعالى انظر يا آدم إلى ذروة العرش فنظر آدم ع و وقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش فانطبع فيه صور أشباحنا كما ينطبع وجه الإنسان في المرأة الصافية فرأى أشباحنا فقال ما هذه الأشباح يا رب فقال يا آدم هذه الأشباح أفضل خلائقي و برياتي هذا محمد و أنا الحميد المحمود في أفعالي شققت له اسما من اسمي و هذا علي و أنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي و هذه فاطمة و أنا فاطر السماوات و الأرضين فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي و فاطم أوليائي عما يعتريهم و يشينهم فشققت لها اسما من اسمي و هذا الحسن و هذا الحسين و أنا المحسن المجمل شققت لهما اسما من اسمي هؤلاء خيار خليقتي و كرام بريتي بهم آخذ و بهم أعطي و بهم أعاقب و بهم أثيب فتوسل إلي بهم يا آدم و إذا دهتك داهية فاجعلهم إلي شفعاءك فإني آليت على نفسي قسما حقا لا أخيب بهم آملا و لا أرد بهم سائلا فلذلك حين زلت منه الخطيئة دعا الله عز و جل بهم فتاب عليه و غفر له

 11-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ إن موسى ع لما أراد أن يأخذ عليهم عهد الفرقان فرق ما بين المحقين و المبطلين لمحمد ص بنبوته و لعلي ع بإمامته و للأئمة الطاهرين بإمامتهم قالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ أن هذا أمر ربك حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً عيانا يخبرنا بذلك فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ معاينة و هم ينظرون إلى الصاعقة تنزل عليهم و قال الله عز و جل يا موسى إني أنا المكرم أوليائي و المصدقين بأصفيائي و لا أبالي أنا المعذب لأعدائي الدافعين حقوق أصفيائي و لا أبالي فقال موسى للباقين الذين لم يصعقوا ما ذا تقولون أ تقبلون و تعترفون و إلا فأنتم بهؤلاء لاحقون قالوا يا موسى لا ندري ما حل بهم لما ذا أصابهم كانت الصاعقة ما أصابتهم لأجلك إلا أنها كانت نكبة من نكبات الدهر تصيب البر و الفاجر فإن كانت إنما أصابتهم لردهم عليك في أمر محمد و علي و آلهما فسأل الله ربك بمحمد و آله هؤلاء الذين تدعونا إليهم أن يحيي هؤلاء المصعوقين لنسألهم لما ذا أصابهم ما أصابهم فدعا الله عز و جل لهم موسى فأحياهم الله عز و جل فقال لهم موسى سلوهم لما ذا أصابهم فسألوهم فقالوا يا بني إسرائيل أصابنا ما أصابنا لآبائنا اعتقاد نبوة محمد مع اعتقاد إمامة علي لقد رأينا بعد موتنا هذا ممالك ربنا من سماواته و حجبه و كرسيه و عرشه و جنانه و نيرانه فما رأينا أنفذ أمرا في جميع تلك الممالك و أعظم سلطانا من محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و إنا لما متنا بهذه الصاعقة ذهب بنا إلى النيران فناداهم محمد و علي ع كفوا عن هؤلاء عذابكم فهؤلاء يحيون بمسألة سائل ربنا عز و جل بنا و بالنا الطيبين و ذلك حين لم يقذفوا في الهاوية فأخرونا إلى أن بعثنا بدعائك يا موسى بن عمران بمحمد و آله الطيبين فقال الله عز و جل لأهل عصر محمد ص فإذا كان بالدعاء بمحمد و آله الطيبين نشر ظلمة أسلافكم المصعوقين بظلمهم أ فما يجب عليكم أن لا تتعرضوا لمثل ما هلكوا به إلى أن أحياهم الله عز و جل

  -12  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قال رسول الله ص لليهود معاشر اليهود تعاندون رسول الله ص و تأبون الاعتراف بأنكم كنتم تكذبون و لستم من الجاهلين بأن الله لا يعذب بها أحدا و لا يزيل عن فاعل هذه عذابه أبدا إن آدم ع لم يقترح على ربه المغفرة لذنبه إلا بالتوبة فكيف تقترحونها أنتم مع عنادكم قيل و كيف كان ذلك يا رسول الله فقال رسول الله ص لما وقعت الخطيئة من آدم و أخرج من الجنة و عوتب و وبخ قال يا رب إن تبت و أصلحت أ تردني إلى الجنة قال بلى قال آدم فكيف أصنع يا رب حتى أكون تائبا تقبل توبتي فقال الله تعالى تسبحني بما أنا أهله و تعترف بخطيئتك كما أنت أهله و تتوسل إلي بالفاضلين الذين علمتك أسماءهم و فضلتك بهم على ملائكتي و هم محمد و آله الطيبون و أصحابه الخيرون فوفقه الله تعالى فقال يا رب لا إله إلا أنت سبحانك اللهم و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فارحمني وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ بحق محمد و آله الطيبين و خيار أصحابه المنتجبين سبحانك و بحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا و ظلمت نفسي فتب علي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ بحق محمد و آله الطيبين و خيار أصحابه المنتجبين فقال الله تعالى لقد قبلت توبتك و آية ذلك أن أنقي بشرتك فقد تغيرت و كان ذلك لثلاثة عشر من شهر رمضان فصم هذه الثلاثة الأيام التي تستقبلك فهي أيام البيض ينقي الله في كل يوم بعض بشرتك فصامها فنقي في كل يوم منها ثلث بشرته فعند ذلك قال آدم يا رب ما أعظم شأن محمد و آله و خيار أصحابه فأوحى الله إليه يا آدم إنك لو عرفت كنه جلال محمد عندي و آله و خيار أصحابه لأحببته حبا يكون أفضل أعمالك قال يا رب عرفني لأعرف قال الله تعالى يا آدم إن محمدا لو وزن به جميع الخلق من النبيين و المرسلين و الملائكة المقربين و سائر عبادي الصالحين من أول الدهر إلى آخره و من الثرى إلى العرش لرجح بهم و إن رجلا من خيار آل محمد لو وزن به جميع آل النبيين لرجح به و إن رجلا من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع أصحاب المرسلين لرجح بهم يا آدم لو أحب رجل من الكفار أو جميعهم رجلا من آل محمد و أصحابه الخيرين لكافأه الله عن ذلك بأن يختم له بالتوبة و الإيمان ثم يدخله الله الجنة إن الله ليفيض على كل واحد من محبي محمد و آل محمد و أصحابه من الرحمة ما لو قسمت على عدد كعدد كل ما خلق الله من أول الدهر إلى آخره و كانوا كفارا لكفاهم و لأداهم إلى عاقبة محمودة الإيمان بالله حتى يستحقوا به الجنة و لو أن رجلا ممن يبغض آل محمد و أصحابه الخيرين أو واحدا منهم لعذبه الله عذابا لو قسم على مثل عدد ما خلق الله لأهلكهم الله أجمعين

 بيان قوله لا يعذب بها أي بالتوبة و الاعتراف قوله عن فاعل هذه أي المعاندة

 13-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه إلى ابن مسعود قال قال رسول الله ص لما خلق آدم فسأل ربه أن يريه ذريته من الأنبياء و الأوصياء المقربين إلى الله عز و جل فأنزل الله عليه صحيفة فقرأها كما علمه الله تعالى إلى أن انتهى إلى محمد النبي العربي عليه أفضل الصلاة و السلام فوجد عند اسمه اسم علي بن أبي طالب ع فقال آدم هذا نبي بعد محمد فهتف به هاتف يسمع صوته و لا يرى شخصه يقول هذا وارث علمه و زوج ابنته و وصيه و أبو ذريته ع فلما وقع آدم في الخطيئة جعل يتوسل إلى الله تعالى بهم ع فتاب الله عليه

 14-  طا، ]الأمان[ رويت عن شيخي محمد بن النجار من ثقات العامة من كتاب الذي جعله تذييلا على تاريخ الخطيب عن محمد بن أحمد بن بختيار عن محمد بن الحسن بن محمد الهمداني عن الحسين بن الحسن بن زيد عن الحسن بن أحمد العلوي عن الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد و بكر بن أحمد بن مخلد و أبي عبد الله الغالبي عن محمد بن هارون المنصوري عن أحمد بن شاكر عن يحيى بن أكثم القاضي عن المأمون عن عطية العوفي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي ص أنه قال لما أراد الله عز و جل أن يهلك قوم نوح ع أوحى الله إليه أن شق ألواح الساج فلما شقها لم يدر ما يصنع بها فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة و معه تابوت فيه مائة ألف مسمار و تسعة و عشرون ألف مسمار فسمر بالمسامير كلها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلى مسمار منها فأشرق في يده و أضاء كما يضي‏ء الكوكب الدري في أفق السماء فتحير من ذلك نوح فأنطق الله ذلك المسمار بلسان طلق ذلق فقال له يا جبرئيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله قال هذا باسم خير الأولين و الآخرين محمد بن عبد الله أسمره في أولها على جانب السفينة اليمين ثم ضرب بيده على مسمار ثان فأشرق و أنار فقال نوح و ما هذا المسمار فقال مسمار أخيه و ابن عمه علي بن أبي طالب فأسمره على جانب السفينة اليسار في أولها ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر و أشرق و أنار فقال هذا مسمار فاطمة فأسمره إلى جانب مسمار أبيها ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر و أنار فقال مسمار الحسن فأسمره إلى جانب مسمار أبيه ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فأشرق و أنار و بكى فقال يا جبرئيل ما هذه النداوة فقال هذا مسمار الحسين بن علي سيد الشهداء فأسمره إلى جانب مسمار أخيه ثم قال النبي ص وَ حَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ قال النبي ص الألواح خشب السفينة و نحن الدسر لولانا ما سارت السفينة بأهلها

 15-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن القاسم بن عبيد عن الحسن بن جعفر عن الحسين بن سوار عن محمد بن عبد الله عن شجاع بن الوليد و أبو بدر السكوني عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال قال رسول الله ص لما نزلت الخطيئة بآدم و أخرج من الجنة أتاه جبرئيل ع فقال يا آدم ادع ربك قال يا حبيبي جبرئيل ما أدعو قال قل رب أسألك بحق الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إلا تبت علي و رحمتني فقال له آدم يا جبرئيل سمهم لي قال قل اللهم بحق محمد نبيك و بحق علي وصي نبيك و بحق فاطمة بنت نبيك و بحق الحسن و الحسين سبطي نبيك إلا تبت علي فارحمني فدعا بهن آدم فتاب الله عليه و ذلك قول الله تعالى فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ و ما من عبد مكروب يخلص النية و يدعو بهن إلا استجاب الله له

 16-  فر، ]تفسير فرات بن إبراهيم[ محمد بن أحمد معنعنا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال قال رسول الله ص إن الله تعالى عرض ولاية علي بن أبي طالب ع على أهل السماوات و أهل الأرض فقبلوها ما خلا يونس بن متى فعاقبه الله و حبسه في بطن الحوت لإنكاره ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع حتى قبلها قال أبو يعقوب فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ لإنكاري ولاية علي بن أبي طالب ع قال أبو عبد الله فأنكرت الحديث فعرضته على عبد الله بن سليمان المدني فقال لي لا تجزع منه فإن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع خطب بنا بالكوفة فحمد الله تعالى و أثنى عليه فقال في خطبته فلو لا أنه كان من المقرين لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فقام إليه فلان بن فلان و قال يا أمير المؤمنين إنا سمعنا الله فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ فقال اقعد يا بكار فلو لا أنه كان من المقرين للبث إلى آخر الآية

 أقول قد مضى في أبواب أحوال الأنبياء ع أخبار كثيرة في ذلك لا سيما أحوال آدم و موسى و إبراهيم ع و كذا في أبواب معجزات النبي ص و سيأتي في رواية سعد بن عبد الله عن القائم صلوات الله عليه أن زكريا ع سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلمه إياها