باب حقيقة الجن و أحوالهم

 الآيات الأنعام وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَ خَلَقَهُمْ وَ خَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَ بَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يَصِفُونَ و قال تعالى وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَ قالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ   آياتِي وَ يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا وَ غَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَ شَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ. الأعراف فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَ اسْتَرْهَبُوهُمْ وَ جاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ الحجر وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ الشعراء هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَ أَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ النمل وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ و قال تعالى قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ التنزيل لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ سبأ وَ مِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ مَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ و قال سبحانه بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ   الأحقاف أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ و قال سبحانه وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَ يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ وَ مَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَ لَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ الرحمن وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ و قال عز و جل يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ و قال سبحانه وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ و قال تعالى لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ في موضعين الجن قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً إلى آخر السورة. تفسير وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ قال الرازي في تفسيره إن الذين أثبتوا الشريك لله فرق و طوائف. فالأولى عبدة الأصنام فهم يقولون الأصنام شركاء لله في المعبودية و لكنهم   يعترفون بأن هذه الأصنام لا قدرة لها على الخلق و الإيجاد و التكوين. و الثانية الذين يقولون مدبر هذا العالم هو الكواكب و هؤلاء فريقان منهم من يقول إنها واجبة الوجود لذواتها و منهم من يقول إنها ممكنة الوجود محدثة و خالقها هو الله تعالى إلا أنه سبحانه فوض تدبير هذا العالم الأسفل إليها و هم الذين ناظرهم الخليل. و الثالثة من المشركين الذين قالوا لجملة هذا العالم بما فيه من السماوات و الأرض إلهان أحدهما فاعل الخير و ثانيهما فاعل الشر و المقصود من هذه الآية حكاية مذهب هؤلاء فروي عن ابن عباس أنه قال قوله تعالى وَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ نزلت في الزنادقة الذين قالوا إن الله و إبليس أخوان فالله تعالى خالق النار و الدواب و الأنعام و الخيرات و إبليس خالق السباع و الحيات و العقارب و الشرور. و اعلم أن هذا القول الذي ذكره ابن عباس أحسن الوجوه المذكورة في هذه الآية لأن بهذا الوجه يحصل لهذه الآية مزيد فائدة مغايرة لما سبق ذكره في الآيات المتقدمة قال ابن عباس و الذي يقوي هذا الوجه قوله تعالى وَ جَعَلُوا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً و إنما وصف بكونه من الجن لأن لفظ الجن مشتق من الاستتار و الملائكة و الروحانيون لا يرون بالعيون فصارت كأنها مستترة من العيون فبهذا أطلق لفظ الجن عليها.

    و أقول هذا مذهب المجوس و إنما قال ابن عباس هذا قول الزنادقة لأن المجوس يلقبون بالزنادقة لأن الكتاب الذي زعم زردشت أنه نزل عليه من عند الله مسمى بالزند و المنسوب إليه يسمى بالزندي ثم عرب فقيل زنديق ثم جمع فقيل زنادقة. و اعلم أن المجوس قالوا كل ما في هذا العالم من الخيرات فهو من يزدان و كل ما فيه من الشرور من أهرمن و هو المسمى بإبليس في شرعنا ثم اختلفوا فالأكثرون منهم على أن أهرمن محدث و لهم في كيفية حدوثه أقوال عجيبة و الأقلون منهم قالوا إنه قديم أزلي و على القولين فقد اتفقوا على أنه شريك لله في تدبير العالم فخيرات هذا العالم من الله و شروره من إبليس. فإن قيل فعلى هذا التقدير القوم أثبتوا لله شريكا واحدا و هو إبليس فكيف حكى الله عنهم أنهم أثبتوا لله شركاء و الجواب أنهم يقولون عسكر الله هم الملائكة و عسكر إبليس هم الشياطين و الملائكة فيهم كثرة عظيمة و هم أرواح طاهرة مقدسة و هي تلهم الأرواح البشرية بالخيرات و الطاعات و الشياطين أيضا فيهم كثرة عظيمة و هي تلقي الوسواس الخبيثة إلى الأرواح البشرية و الله مع عسكره من الملائكة يحاربون إبليس مع عسكره من الشياطين فلهذا السبب حكى الله عنهم أنهم أثبتوا لله شركاء من الجن. فإذ عرفت هذا فقوله وَ خَلَقَهُمْ إشارة إلى الدليل القاطع الدال على فساد كون إبليس شريكا لله في ملكه و تقريره من وجهين. الأول أنا نقلنا عن المجوس أن الأكثرين منهم معترفون بأن إبليس ليس بقديم بل هو محدث و كل محدث فله خالق و ما ذاك إلا الله سبحانه فيلزمهم القطع   بأن خالق إبليس هو الله تعالى و لما كان إبليس أصلا لجميع الشرور و القبائح فيلزمهم أن إله العالم هو الخالق لما هو أصل الشرور و المفاسد و إذا كان كذلك امتنع عليهم أن يقولوا لا بد من إلهين يكون أحدهما فاعل الخيرات و الثاني فاعلا للشرور و بهذا الطريق ثبت أن إله الخير هو بعينه الخالق لهذا الذي هو الشر الأعظم. و الثاني ما بينا في كتبنا أن ما سوى الواحد ممكن لذاته و كل ممكن لذاته فهو محدث ينتج أن ما سوى الواحد الأحد الحق فهو محدث فيلزم القطع بأن إبليس و جميع جنوده موصوفون بالحدوث و حصول الوجود بعد العدم فيعود الإلزام المذكور على ما قررنا. و قيل المراد بالآية أن الكفار كانوا يقولون الملائكة بنات الله و أطلق الجن عليهم لكونهم مستترين عن الأعين و قال الحسن و طائفة أن المراد أن الجن دعوا الكفار إلى عبادة الأصنام و إلى القول بالشرك فقبلوا من الجن هذا القول و أطاعوهم فصاروا من هذا الوجه قائلين بكون الجن شركاء لله و الحق هو القول الأول. وَ خَرَقُوا لَهُ بَنِينَ قال الفراء معنى خرقوا افتعلوا و افتروا فأما الذين أثبتوا البنين فهم النصارى و قوم من اليهود و أما الذين أثبتوا البنات فهم العرب قالوا الملائكة بنات الله و قوله بِغَيْرِ عِلْمٍ كالتنبيه على ما هو الدليل القاطع على فساد هذا القول لأن الولد يشعر بكونه متولدا عن جزء من أجزاء الوالد

    و ذلك إنما يعقل في حق من يكون مركبا و يمكن انفصال بعض أجزائه عنه و ذلك في حق الأحد الفرد محال فحاصل الكلام أن من علم أن الإله ما حقيقته استحال أن يقول له ولد فقوله بِغَيْرِ عِلْمٍ إشارة إلى هذه الدقيقة و سُبْحانَهُ تنزيه لله عن كل ما لا يليق به وَ تَعالى أي هو متعال عن كل اعتقاد باطل و قول فاسد. قوله سبحانه وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً أي جميع الخلق أو الإنس و الجن يا مَعْشَرَ الْجِنِّ أي يا جماعة الجن قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ أي من إغوائهم و إضلالهم أو منهم بأن جعلتموهم أتباعكم فحشروا معكم وَ قالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ الذين أطاعوهم رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ أي انتفع الإنس بالجن بأن دلوهم على الشهوات و ما يتوصل به إليها و الجن بالإنس بأن أطاعوهم و حصلوا مرادهم و قيل استمتاع الإنس بهم أنهم كانوا يعوذون بهم في المفاوز عند المخاوف و استمتاعهم بالإنس اعتراف بأنهم يقدرون على إجارتهم. وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ أي البعث وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً   أي نكل بعضهم إلى بعض أو يجعل بعضهم يتولى بعضا فيغويهم أو أولياء بعض و قرناؤهم في العذاب كما كانوا في الدنيا. أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ قال الطبرسي رحمه الله قوله مِنْكُمْ و إن كان خطابا لجميعهم و الرسل من الإنس خاصة فإنه يحتمل أن يكون لتغليب أحدهما على الآخر كما قال سبحانه يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ و إن كان اللؤلؤ يخرج من الملح دون العذاب و كما يقال أكلت الخبز و اللبن و إنما يأكل الخبز و يشرب اللبن و هو قول أكثر المفسرين و قيل إنه أرسل رسلا إلى الجن كما أرسل إلى الإنس عن الضحاك و عن الكلبي كان الرسل يرسلون إلى الإنس ثم بعث محمد ص إلى الإنس و الجن و قال ابن عباس إنما بعث الرسول من الإنس ثم كان يرسل هو إلى الجن رسولا من الجن و قال مجاهد الرسل من الإنس و النذر من الجن. و أقول قد مر تفسير الآيات في كتاب المعاد. و قال الرازي في قوله تعالى سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ احتج بهذه الآية القائلون بأن السحر محض التمويه. قال القاضي لو كان السحر حقا لكانوا قد سحروا قلوبهم لا أعينهم فثبت أن المراد أنهم تخيلوا أحوالا عجيبة مع أن الأمر في الحقيقة ما كان على ما وفق ما تخيلوه. وَ الْجَانَّ قال البيضاوي أي الجن. و قيل إبليس و يجوز أن يراد به كون الجنس بأسره مخلوقا منها و انتصابه بفعل يفسره خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ أي من قبل خلق الإنسان مِنْ نارِ السَّمُومِ أي من   نار الحر الشديد النافذ في المسام و لا يمتنع خلق الحياة في الأجرام البسيطة كما لا يمتنع خلقها في الجواهر المجردة فضلا عن الأجساد المؤلفة التي الغالب فيها الجزء الناري فإنها أقبل لها من التي الغالب فيها الجزء الأرضي و قوله مِنْ نارِ باعتبار الجزء الغالب كقوله خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ. و قال الرازي اختلفوا في أن الجان من هو قال عطاء عن ابن عباس يريد إبليس و هو قول الحسن و مقاتل و قتادة. و قال ابن عباس في رواية أخرى الجان هو أبو الجن و هو قول الأكثرين و سمي جانا لتواريه عن الأعين كما سمي الجن جنا لهذا السبب و الجنين متوار في بطن أمه و معنى الجان في اللغة الساتر من قولك جن الشي‏ء إذا ستره فالجان المذكور هنا يحتمل أن يكون جانا لأنه يستر نفسه عن بني آدم أو يكون من باب الفاعل الذي يراد به المفعول كما تقول في لابن و تامر و ماءٍ دافِقٍ و عِيشَةٍ راضِيَةٍ و اختلفوا في الجن فقال بعضهم إنه جنس غير الشياطين و الأصح أن الشياطين قسم من الجن فكل من كان منهم مؤمنا فإنه لا يسمى بالشيطان و كل من كان منهم كافرا يسمى بهذا الاسم. و الدليل على صحة ذلك أن لفظ الجن مشتق من الاجتنان بمعنى الاستتار فكل من كان كذلك كان من الجن. و السموم في اللغة الريح الحارة تكون بالنهار و قد تكون بالليل و على هذا فالريح الحارة فيها نار و لها لهب على ما ورد في الخبر أنها من فيح جهنم قيل سميت سموما لأنها بلطفها تدخل مسام البدن و هي الخروق الخفية التي تكون

    في جلد الإنسان يبرز منها عرقه و بخار باطنه. قال ابن مسعود هذا السموم جزء من سبعين جزءا من السموم التي منها الجان و تلا هذه الآية. فإن قيل كيف يعقل حصول الحيوان من النار قلنا هذا على مذهبنا ظاهر لأن البنية عندنا ليست شرطا لإمكان حصول الحياة فإنه تعالى قادر على خلق الحياة و العقل و العلم في الجوهر الفرد و كذلك يكون قادرا على خلق الحياة و العقل في الجسم الحار. هَلْ أُنَبِّئُكُمْ قال البيضاوي لما بين أن القرآن لا يصح أن يكون مما تنزلت به الشياطين أكد ذلك بأن بين أن محمدا ص لا يصح أن يتنزلوا عليه من وجهين أحدهما أنه إنما يكون على شرير كذاب كثير الإثم فإن اتصال الإنسان بالغائبات لما بينهما من التناسب و التواد و حال محمد ص على خلاف ذلك و ثانيهما قوله يُلْقُونَ السَّمْعَ وَ أَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ أي الأفاكون يلقون السمع إلى الشياطين فيتلقون منهم ظنونا و أمارات لنقصان علمهم فينضمون إليها على حسب تخيلاتهم أشياء لا يطابق أكثرها كما جاء في الحديث الكلمة يختطفها الجني فيقرؤها في أذن وليه فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة و لا كذلك محمد ص فإنه أخبر عن مغيبات كثيرة لا تحصى و قد طابق كلها. و قد فسر الأكثر بالكل كقوله كُلِّ أَفَّاكٍ و الأظهر أن الأكثرية باعتبار أقوالهم على معنى أن هؤلاء قل من يصدق منهم فيما يحكي عن الجني و قيل الضمائر للشياطين أي يلقون السمع إلى الملإ الأعلى قبل أن رجموا فيختطفون منهم بعض المغيبات.   يوحون إلى أوليائهم أي يلقون مسموعهم منهم إلى أوليائهم وَ أَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ فيما يوحون به إليهم إذ يسمعونهم لا على نحو ما تكلمت به الملائكة لشرارتهم أو لقصور فهمهم أو ضبطهم أو أفهامهم. قالَ عِفْرِيتٌ قال البيضاوي خبيث مارد مِنَ الْجِنِّ بيان له لأنه يقال للرجل الخبيث المنكر المعفر أقرانه و كان اسمه ذكوان أو صخر قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ مجلسك للحكومة و كان يجلس إلى نصف النهار وَ إِنِّي عَلَيْهِ على حمله لَقَوِيٌّ أَمِينٌ لا أختزل منه شيئا و لا أبدله انتهى. قوله تعالى مِنَ الْجِنَّةِ يدل على أن الجن مكلفون و معذبون بالنار مع سائر الكفار. وَ مِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ قال الطبرسي رحمه الله المعنى و سخرنا له من الجن من يعمل بحضرته و أمام عينه ما يأمرهم به من الأعمال كما يعمل الآدمي بين يدي الآدمي بأمر ربه تعالى و كان يكلفهم الأعمال الشاقة مثل عمل الطين و غيره. و قال ابن عباس سخرهم الله لسليمان و أمرهم بطاعته فيما يأمرهم به و في هذا دلالة على أنه قد كان من الجن من هو غير مسخر له. وَ مَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ أي و من يعدل من هؤلاء الجن الذين سخرناهم لسليمان عما أمرناهم به من طاعة سليمان نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ أي عذاب النار في الآخرة عن أكثر المفسرين. و في هذا دلالة على أنهم قد كانوا مكلفين.   و قيل معناه نذيقه العذاب في الدنيا و أن الله سبحانه وكل بهم ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ منهم عن طاعة سليمان ضربه ضربة أحرقته. يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ و هي بيوت الشريعة. و قيل هي القصور و المساجد يتعبد فيها و كان مما عملوه بيت المقدس وَ تَماثِيلَ يعني صورا من نحاس و شبه و زجاج و رخام كانت الجن تعملها. و قال بعضهم كانت صورا للحيوانات. و قال آخرون كانوا يعملون صور السباع و البهائم على كرسيه ليكون أهيب له. قال الحسن و لم يكن يومئذ التصاوير محرمة و هي محظورة في شريعة نبينا ص. و قال ابن عباس كانوا يعملون صور الأنبياء و العباد في المساجد ليقتدي بهم

 و روي عن الصادق ع أنه قال و الله ما هي تماثيل الرجال و النساء و لكنها الشجر و ما أشبهه

 وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ أي صحاف كالحياض يجبى فيها الماء أي يجمع. و قيل إنه كان يجتمع على كل جفنة ألف رجل يأكلون بين يديه وَ قُدُورٍ راسِياتٍ أي ثابتات لا تزلن عن أمكنتهن لعظمتهن فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ أي فلما حكمنا على سليمان بالموت. و قيل معناه أوجبنا على سليمان ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ أي ما دل الجن على موته إلا الأرضة و لم يعلموا موته حتى أكلت عصاه فسقط فعلموا أنه ميت.

 و روى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال إن سليمان أمر الشياطين فعملوا له قبة من قوارير فبينما هو قائم متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف يعملون   و هم ينظرون إليه لا يصلون إليه إذا رجل معه في القبة فقال من أنت قال أنا الذي لا أقبل الرشي و لا إهاب الملوك فقبضه و هو قائم متكئ على عصاه في القبة قال فمكثوا سنة يعملون له حتى بعث الله الأرضة فأكلت منسأته

 و في حديث آخر عن أبي عبد الله ع قال فكان آصف يدبر أمره حتى دبت الأرضة فَلَمَّا خَرَّ أي سقط سليمان ميتا تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أي ظهرت الجن فانكشفت للناس أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ معناه في الأعمال الشاقة

و قيل إن المعنى تبينت عامة الجن و ضعفاؤهم أن رؤساءهم لا يعلمون الغيب لأنهم كانوا يوهمونهم أنهم يعلمون الغيب. و قيل معناه تبينت الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب فإنهم كانوا يوهمون الإنس أنا نعلم الغيب و إنما قال تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ كما يقول من يناظر غيره و يلزمه الحجة هل تبين لك أنك باطل. و يؤيده قراءة علي بن الحسين و أبي عبد الله ع و ابن عباس و الضحاك تبينت الإنس. و أما الوجه في عمل الجن تلك الأعمال العظيمة فهو أن الله تعالى زاد في أجسامهم و قوتهم و غير خلقهم عن خلق الجن الذين لا يرون للطافتهم و رقة أجسامهم على سبيل الإعجاز الدال على نبوة سليمان فكانوا بمنزلة الأسراء في يده و كانوا يتهيأ لهم الأعمال التي كان يكلفها إياهم ثم لما مات ع جعل الله خلقهم على ما كانوا عليه فلا يتهيأ لهم في هذا الزمان من ذلك شي‏ء. و قال في قوله تعالى بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ بطاعتهم إياهم فيما دعوهم إليه من عبادة الملائكة.   و قيل المراد بالجن إبليس و ذريته و أعوانه أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مصدقون بالشياطين مطيعون لهم. و قال في قوله تعالى وَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ أي كلمة العذاب فِي أُمَمٍ أي مع أمم قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ على مثل حالهم و اعتقادهم. قال قتادة قال الحسن الجن لا يموتون فقلت أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ الآية تدل على خلافه. قوله تعالى وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ قال الرازي في كيفية هذه الواقعة قولان الأول قال سعيد بن جبير كانت الجن تستمع فلما رجموا قالوا هذا الذي حدث في السماء إنما حدث لشي‏ء حدث في الأرض فذهبوا يطلبون السبب. و كان قد اتفق أن النبي ص لما آيس من أهل مكة أن يجيبوه خرج إلى الطائف ليدعوهم إلى الإسلام فلما انصرف إلى مكة و كان ببطن نخلة أقام به يقرأ القرآن فمر به نفر من أشراف جن نصيبين كان إبليس بعثهم ليعرف السبب الذي أوجب حراسة السماء بالرجم فتسمعوا القرآن و عرفوا أن ذلك السبب. الثاني أن الله أمر رسوله أن ينذر الجن و يدعوهم إلى الله تعالى و يقرأ عليهم القرآن فصرف الله تعالى إليه نفرا من الجن ليسمعوا القرآن و ينذروا قومهم.   و يتفرع على ما ذكرناه فروع الأول نقل القاضي في تفسيره عن الجن أنهم كانوا يهودا لأن في الجن مللا كما في الإنس من اليهود و النصارى و المجوس و عبدة الأوثان و أطبق المحققون على أن الجن مكلفون سئل ابن عباس هل للجن ثواب قال نعم لهم ثواب و عليهم عذاب يلتقون في الجنة و يزدحمون على أبوابها. الثاني قال صاحب الكشاف النفر دون العشرة و يجمع أنفارا ثم روى ابن جرير الطبري عن ابن عباس أن أولئك الجن كانوا سبعة أنفار من أهل نصيبين فجعلهم رسول الله ص رسلا إلى قومهم. و عن زر بن حبيش كانوا تسعة أحدهم زوبعة. الثالث اختلفوا في أنه هل كان عبد الله بن مسعود مع النبي ص ليلة الجن أم لا و الروايات فيه مختلفة. الرابع

 روى القاضي في تفسيره عن أنس قال كنت مع النبي ص في جبال مكة إذ أقبل شيخ متوكئ على عكازة فقال ص مشية جني و نغمته فقال أجل فقال من أي الجن أنت فقال أنا هامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس فقال لا أرى بينك و بين إبليس إلا أبوين فكم أتى عليك قال أكلت عمر الدنيا إلا أقلها و كنت وقت قابيل و هابيل أمشي بين الآكام و ذكر كثيرا مما مر به و ذكر في جملته أن قال قال لي عيسى إن لقيت محمدا ص   فأقرئه عني السلام و قد بلغت سلامه و آمنت بك فقال إن موسى ع علمني التوراة و عيسى ع علمني الإنجيل فعلمني القرآن فعلمه عشر سور و قبض رسول الله ص و لم تتمه

و اختلفوا في تفسير قوله وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ فقال بعضهم لما لم يقصد الرسول قراءة القرآن عليهم فهو تعالى ألقى في قلوبهم ميلا إلى القرآن و داعية إلى استماعه فلهذا السبب قال وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ فَلَمَّا حَضَرُوهُ الضمير للقرآن أو للرسول قالُوا أي قال بعضهم لبعض أَنْصِتُوا أي اسكتوا مستمعين فلما فرغ من القراءة وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ينذرونهم و ذلك لا يكون إلا بعد إيمانهم لأنهم لا يدعون غيرهم إلى استماع القرآن و التصديق به إلا و قد آمنوا بوعيده قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً إلخ وصفه بوصفين. الأول كونه مصدقا لكتب الأنبياء ع فهو يماثل سائر الكتب الإلهية في الدعوة إلى المطالب العالية الشريفة. و الثاني أن هذه المطالب حقة في أنفسها يعلم كل أحد بصريح عقله   كونها كذلك و إنما قالوا مِنْ بَعْدِ مُوسى لأنهم كانوا على اليهودية. و عن ابن عباس أن الجن ما سمعت أمر عيسى فلذا قالوا مِنْ بَعْدِ مُوسى أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ أي الرسول أو الواسطة الذي يبلغ عنه. و يدل على أنه كان مبعوثا إلى الجن كما كان مبعوثا إلى الإنس قال مقاتل و لم يبعث الله نبيا إلى الإنس و الجن قبله. و اختلفوا في أن الجن هل لهم ثواب أم لا قيل لا ثواب لهم إلا النجاة من النار ثم يقال لهم كونوا ترابا مثل البهائم و احتجوا بقوله تعالى وَ يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ و هو قول أبي حنيفة و الصحيح أنهم في حكم بني آدم فيستحقون الثواب على الطاعة و العقاب على المعصية و هذا قول أبي ليلى و مالك و جرت بينه و بين أبي حنيفة في هذا الباب مناظرة قال الضحاك يدخلون الجنة و يأكلون و يشربون. و الدليل على صحة هذا القول كل دليل دل على أن البشر يستحقون الثواب على الطاعة فهو بعينه قائم في حق الجن و الفرق بين البابين بعيد جدا انتهى. و قال البيضاوي في قوله يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ و هو بعض ذنوبكم و هو ما يكون في خالص حق الله فإن المظالم لا يغفر بالإيمان وَ يُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ هو معد للكفار فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ إذ لا ينجي منه مهرب وَ لَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ يمنعونه منه فِي ضَلالٍ مُبِينٍ حيث اعترضوا عن إجابة من هذا شأنه.   و قال الطبرسي رحمه الله قوله تعالى وَ خَلَقَ الْجَانَّ أي أبا الجن قال الحسن هو إبليس أبو الجن و هو مخلوق من لهب النار كما أن آدم مخلوق من طين مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ أي نار مختلط أحمر و أسود و أبيض عن مجاهد. و قيل المارج الصافي من لهب النار الذي لا دخان فيه سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ أي سنقصد لحسابكم أيها الجن و الإنس و الثقلان أصله من الثقل و كل شي‏ء له وزن و قدر فهو ثقل و إنما سميا ثقلين لعظم خطرهما و جلالة شأنهما بالإضافة إلى ما في الأرض من الحيوانات و لثقل وزنهما بالعقل و التمييز. و قيل لثقلهما على الأرض أحياء و أمواتا و منه قوله تعالى وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها أي أخرجت ما فيها من الموتى. أَنْ تَنْفُذُوا أي تخرجوا هاربين من الموت مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أي جوانبهما و نواحيهما فَانْفُذُوا أي فاخرجوا فلن تستطيعوا أن تهربوا منه لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ أي حيث توجهتم فثم ملكي و لا تخرجون من سلطاني فأنا آخذكم بالموت. و قيل أي لا تخرجون إلا بقدرة من الله و قوة يعطيكموها بأن يخلق لكم مكانا آخر سوى السماوات و الأرض و يجعل لكم قوة تخرجون بها إليه. لَمْ يَطْمِثْهُنَّ أي لم يقتضهن و الاقتضاض النكاح بالتدمية أي لم يطأهن و لم يغشهن إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَ لا جَانٌّ فهن أبكار لأنهن خلقن في الجنة. فعلى هذا القول هؤلاء من حور الجنة. و قيل هن من نساء الدنيا لم يمسسهن منذ أنشئن خلق قال الزجاج

    و فيها دلالة على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي و قال ضمرة بن حبيب و فيها دليل على أن للجن ثوابا و أزواجا من الحور فالإنسيات للإنس و الجنيات للجن. و قال البلخي و المعنى أن ما يهب الله لمؤمني الإنس من الحور لم يطمثهن إنس و ما يهب الله لمؤمني الجن من الحور لم يطمثهن جان انتهى. و قال الرازي في قوله تعالى فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما الخطاب للإنس و الجن أو الذكر و الأنثى أو المراد التكرار للتأكيد. أو المراد العموم لأن العام يدخل فيه قسمان كالحاضر و غير الحاضر و السواد و غير السواد و البياض و غيره و هكذا أو القلب و اللسان فإن التكذيب قد يكون بالقلب و قد يكون باللسان أو التكذيب للدلائل السمعية و العقلية و الظاهر منها الثقلان لقوله سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ و قوله يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ و قوله خَلَقَ الْإِنْسانَ وَ خَلَقَ الْجَانَّ. و قال في قوله تعالى لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إلى آخره ما الفائدة في ذكر الجان مع أن الجان لا يجامع. نقول ليس كذلك بل الجن لهم أولاد و ذرية و إنما الخلاف في أنهم هل يواقعون الإنس أم لا و المشهور أنهم يواقعون و لما كانت الجنة فيها الإنس و الجن كانت مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن فوجبت الإشارة إلى نفيهما انتهى. و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ جنة للخائف   الإنسي و الأخرى للخائف الجني فإن الخطاب للفريقين. و المعنى لكل خائفين منكما أو لكل واحد جنة لعقيدته و أخرى لعمله أو جنة لفعل الطاعات و أخرى لترك المعاصي أو جنة يثاب بها و أخرى يتفضل بها عليه أو روحانية و جسمانية. و قال في قوله تعالى أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ النفر ما بين الثلاثة و العشرة و الجن أجسام عاقلة خفية تغلب عليهم النارية أو الهوائية. و قيل نوع من الأرواح المجردة و قيل نفوس بشرية مفارقة عن أبدانها و فيه دلالة على أنه ص ما رآهم و لم يقرأ عليهم و إنما اتفق حضورهم في بعض أوقات قراءته فسمعوها فأخبر الله به رسوله فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً كتابا عَجَباً بديعا مباينا لكلام الناس في حسن نظمه و دقة معناه و هو مصدر وصف به للمبالغة يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ إلى الحق و الصواب فَآمَنَّا بِهِ بالقرآن وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً على ما نطق به الدلائل القاطعة على التوحيد. وَ أَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا قرأ ابن كثير و البصريان بالكسر على أنه من جملة المحكي بعد القول و كذا ما بعده إلا قوله وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا وَ أَنَّ الْمَساجِدَ وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ فإنه من جملة الموحى به و وافقهم نافع و أبو بكر إلا في قوله أَنَّهُ لَمَّا قامَ على أنه استئناف أو مقول و فتح الباقون الكل إلا ما صدر بالفاء على أن ما كان من قولهم فمعطوف على محل الجار و المجرور في به كأنه قيل صدقناه و صدقنا أَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا أي عظمته من جد فلان في عيني إذا عظم أو سلطانه أو غناه مستعار من الجد الذي هو البخت. و المعنى وصفه بالتعالي عن الصاحبة و الولد لعظمته أو لسلطانه أو لغناه و قوله مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً بيان لذلك وَ أَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا إبليس أو مردة الجن عَلَى اللَّهِ شَطَطاً قولا ذا شطط و هو البعد و مجاوزة الحد أو هو شطط لفرط

    ما أشط فيه و هو نسبة الصاحبة و الولد إلى الله تعالى وَ أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً اعتذار عن اتباعهم للسفيه في ذلك لظنهم أن أحدا لا يكذب على الله و كَذِباً نصب على المصدر لأنه نوع من القول أو الوصف بمحذوف أي قولا مكذوبا فيه. وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فإن الرجل كان إذا مشى بقفر قال أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه فَزادُوهُمْ فزادوا الجن باستعاذتهم بهم رَهَقاً كبرا و عتوا أو فزاد الجن الإنس غيا بأن أضلوهم حتى استعاذوا بهم و الرهق في الأصل غشيان الشي‏ء. وَ أَنَّهُمْ و أن الإنس ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أيها الجن أو بالعكس و الآيتان من كلام الجن بعضهم لبعض أو استئناف كلام من الله و من فتح أن فيهما جعلهما من الموحى به أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً ساد مسد مفعولي ظَنُّوا وَ أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ طلبنا بلوغ السماء أو خبرها و اللمس مستعار من المس للطلب كالحس يقال لمسه و ألمسه و تلمسه كطلبه و أطلبه و تطلبه فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً حرسا اسم جمع كالخدم شَدِيداً قويا و هم الملائكة الذين يمنعونهم عنها وَ شُهُباً جمع شهاب و هو المضي‏ء المتولد من النار. وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ مقاعد خالية عن الحرس و الشهب أو صالحة للرصد و الاستماع و للسمع صلة لنقعد أو صفة لمقاعد فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً أي شهابا راصدا له و لأجله يمنعه عن الاستماع بالرجم أو ذي شهاب راصدين على أنه اسم جمع للراصد وَ أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ بحراسة السماء أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً خيرا وَ أَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ المؤمنون الأبرار وَ مِنَّا دُونَ ذلِكَ قوم دون ذلك فحذف الموصوف و هم المقتصدون كُنَّا طَرائِقَ ذوي طرائق أي مذاهب أو مثل طرائق في اختلاف   الأحوال أو كانت طرائقنا طرائق قِدَداً متفرقة مختلفة جمع قدة من قد إذا قطع. وَ أَنَّا ظَنَنَّا علمنا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ كائنين في الأرض أينما كنا وَ لَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً هاربين منها إلى السماء أو لن نعجزه في الأرض إن أراد بنا أمرا أو لن نعجزه هربا إن طلبنا وَ أَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى أي القرآن آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ فهو لا يخاف بَخْساً وَ لا رَهَقاً نقصا في الجزاء و لا أن ترهقه ذلة أو جزاء نقص لأنه لم يبخس حقا و لم يرهق ظلما لأن من حق الإيمان بالقرآن أن يجتنب ذلك. وَ أَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَ مِنَّا الْقاسِطُونَ الجائرون عن طريق الحق و هو الإيمان و الطاعة فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً توخوا رشدا عظيما يبلغهم إلى دار الثواب وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً توقد بهم كما توقد بكفار الإنس وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا أي أن الشأن لو استقام الإنس أو الجن أو كلاهما عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً على الطريقة المثلى لوسعنا عليهم الرزق و تخصيص الماء الغدق و هو الكثير بالذكر لأنه أصل المعاش و السعة و عزة وجوده بين العرب لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ لنختبرهم كيف يشكرونه. و قيل معناه و أن لو استقام الجن على طريقتهم القديمة و لم يسلموا باستماع القرآن لوسعنا عليهم الرزق مستدرجين بهم لنوقعهم في الفتنة و نعذبهم في كفرانهم وَ مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ عن عبادته أو موعظته أو وحيه يَسْلُكْهُ أي يدخله عَذاباً صَعَداً شاقا يعلو المعذب و يغلبه مصدر وصف به وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ مختصة به فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً فلا تعبدوا فيها غيره. و قيل أراد بالمساجد الأرض كلها و قيل مسجد الحرام لأنه قبلة المساجد   و مواضع السجود على أن المراد النهي عن السجود لغير الله و أراد به السبعة و السجدات على أنه جمع مسجد. وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ أي النبي و إنما ذكر لفظ العبد للتواضع لأنه واقع موقع كلامه عن نفسه و الإشعار بما هو المقتضي لقيامه يَدْعُوهُ يعبده كادُوا كاد الجن يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً متراكمين من ازدحامهم عليه تعجبا مما رأوا من عبادته و سمعوا من قراءته أو كاد الإنس و الجن يكونون عليه مجتمعين لإبطال أمره و هو جمع لبدة و هي ما تلبد بعضه على بعض كلبدة الأسد. أقول قد مضى تفسير الآيات على وجه آخر في أبواب معجزات الرسول ص و غيرها

1-  دلائل الطبري، عن محمد بن عبد الله العطار عن محمد بن الحسن يرفعه إلى معتب مولى أبي عبد الله ع قال إني لواقف يوما خارجا من المدينة و كان يوم التروية فدنا مني رجل فناولني كتابا طينه رطب و الكتاب من أبي عبد الله ع و هو بمكة حاج ففضضته و قرأته فإذا فيه إذا كان غدا افعل كذا و كذا و نظرت إلى الرجل لأسأله متى عهدك به فلم أر شيئا فلما قدم أبو عبد الله ع سألته عن ذلك فقال ذلك من شيعتنا من مؤمني الجن إذا كانت لنا حاجة مهمة أرسلناهم فيها

2-  مجالس الصدوق، عن محمد بن موسى عن السعدآبادي عن أحمد البرقي عن أبيه عن فضالة عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع في حديث طويل ذكر فيه مرض النبي ص و أنه عاده الحسنان ع فافتقدهما و طلبهما حتى أتى حديقة بني النجار فإذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه و قد اكتنفتهما   حية لها شعرات كآجام القصب و جناحان جناح قد غطت به الحسن و جناح قد غطت به الحسين ع فلما أن بصر بهما النبي ص تنحنح فانسابت الحية و هي تقول اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك أن هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه و دفعتهما إليه سالمين صحيحين فقال لها النبي أيتها الحية فمن أنت قالت أنا رسول الجن إليك فقال و أي الجن قالت جن نصيبين نفر من بني مليح نسينا آية من كتاب الله عز و جل فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادي أيتها الحية إن هذين شبلا نبيك فاحفظهما من العاهات و الآفات و من طوارق الليل و النهار و قد حفظتهما و سلمتهما إليك سالمين صحيحين و أخذت الحية الآية و انصرفت الخبر

3-  و منه بإسناده عن حبيب بن أبي ثابت عن أم سلمة زوجة النبي ص قالت ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي ص إلا الليلة و لا أراني إلا و قد أصبت بابني قالت و جاءت الجنية منهم تقول

ألا يا عين فانهملي بجهد فمن يبكي على الشهداء بعدي‏على رهط تقودهم المنايا إلى متجبر في ملك عبد

    -4  الكافي، عن محمد بن يحيى و أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن إبراهيم بن أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال بينما أمير المؤمنين على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد فهم الناس أن يقتلوه فأرسل أمير المؤمنين ع أن كفوا فكفوا و أقبل الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر فتطاول فسلم على أمير المؤمنين فأشار أمير المؤمنين ع إليه أن يقف حتى يفرغ من خطبته و لما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال من أنت فقال أنا عمرو بن عثمان خليفتك على الجن و إن أبي مات و أوصاني أن آتيك فأستطلع رأيك و قد أتيتك يا أمير المؤمنين فما تأمرني به و ما ترى فقال له أمير المؤمنين ع أوصيك بتقوى الله و أن تنصرف فتقوم مقام أبيك في الجن فإنك خليفتي عليهم قال فودع عمرو أمير المؤمنين ع و انصرف فهو خليفته على الجن فقلت له جعلت فداك فيأتيك عمرو و ذاك الواجب عليه قال نعم

5-  و منه، عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن إبراهيم بن إسماعيل عن ابن جبل عن أبي عبد الله ع قال كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط عليهم أزر و أكسية فسألنا أبا عبد الله ع عنهم فقال هؤلاء إخوانكم من الجن

    -6  و منه، عن علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عمن ذكره عن محمد بن حجرش قال حدثتني حكيمة بنت موسى قالت رأيت الرضا ع واقفا على باب بيت الحطب و هو يناجي و لست أرى أحدا فقلت يا سيدي لمن تناجي فقال هذا عامر الزهرائي أتاني يسألني و يشكو إلي فقلت يا سيدي أحب أن أسمع كلامه فقال لي إنك إن سمعت كلامه حممت سنة فقلت يا سيدي أحب أن أسمعه فقال لي اسمعي فاستمعت فسمعت شبه الصفير و ركبتني الحمى فحممت سنة

 بيان لعل لخصوص المتكلم أو السامع صنفا أو شخصا مدخلا في الحمى

7-  البصائر، عن علي بن حسان عن موسى بن بكر عن رجل عن أبي عبد الله ع قال يوم الأحد للجن ليس تظهر فيه لأحد غيرنا

8-  و منه، عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن إبراهيم الجعفري قال سمعت إبراهيم بن وهب و هو يقول خرجت و أنا أريد أبا الحسن بالعريض فانطلقت حتى أشرفت على قصر بني سراة ثم انحدرت الوادي فسمعت صوتا لا أرى شخصه و هو يقول يا أبا جعفر صاحبك خلف القصر عند السدة فأقرئه مني السلام   فالتفت فلم أر أحدا ثم رد علي الصوت باللفظ الذي كان ثم فعل ذلك ثلاثا فاقشعر جلدي ثم انحدرت في الوادي حتى أتيت قصد الطريق الذي خلف القصر ثم أتيت السد نحو السمرات ثم انطلقت قصد الغدير فوجدت خمسين حيات روافع من عند الغدير ثم استمعت فسمعت كلاما و مراجعة فطفقت بنعلي ليسمع وطئي فسمعت أبا الحسن ع يتنحنح فتنحنحت و أجبته ثم هجمت فإذا حية متعلقة بساق شجرة فقال لا تخشى و لا ضائر فرمت بنفسها ثم نهضت على منكبه ثم أدخلت رأسها في أذنه فأكثرت من الصفير فأجاب بلى قد فصلت بينكم و لا يبغي خلاف ما أقول إلا ظالم و من ظلم في دنياه فله عذاب النار في آخرته مع عقاب شديد أعاقبه إياه و آخذ ماله إن كان له حتى يتوب فقلت بأبي أنت و أمي أ لكم عليهم طاعة فقال نعم و الذي أكرم محمدا ص بالنبوة و أعز عليا ع بالوصية و الولاية إنهم لأطوع لنا منكم يا معشر الإنس وَ قَلِيلٌ ما هُمْ

 بيان السراة بالفتح اسم جمع للسري بمعنى الشريف و اسم لمواضع و السمرة بضم الميم شجرة معروفة روافع بالفاء و العين المهملة أي رفعت رءوسها أو بالغين المعجمة من الرفغ و هو سعة العيش أي مطمئنة غير خائفة أو بالقاف و العين المهملة أي ملونة بألوان مختلفة.   و يحتمل أن يكون في الأصل بالتاء و العين المهملة أي ترتع حول الغدير فطفقت بنعلي أي شرعت أضرب به و الظاهر أنه بالصاد كما في بعض النسخ. و الصفق الضرب يسمع له صوت لا تخشى و لا ضائر أي لا تخافي فإنه ليس هنا أحد يضرك يقال ضاره أي ضره و في بعض النسخ لا عسى و هو تصحيف وَ قَلِيلٌ ما هُمْ أي المطيعون من الإنس أو من الجن بالنسبة إلى غيرهم من المخلوقات

9-  تفسير الفرات، بإسناده عن قبيصة قال دخلت على الصادق ع و عنده جماعة فسلمت و جلست و قلت يا ابن رسول الله أين كنتم قبل أن يخلق الله سماء مبنية و أرضا مدحية أو ظلمة أو نورا قال يا قبيصة لم سألتني عن هذا الحديث في مثل هذا الوقت أ ما علمت أن حبنا قد اكتتم و بغضنا قد فشا و أن لنا أعداء من الجن يخرجون حديثنا إلى أعدائنا من الإنس و أن الحيطان لها آذان كآذان الناس الخبر

10-  تفسير علي بن إبراهيم، في قوله تعالى وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ الآية قال يعني ما بعث الله نبيا إلا و في أمته شياطين الإنس و الجن يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ أي يقول بعضهم لبعض لا تؤمنوا بزخرف القول غرورا فهذا وحي كذب

11-  تفسير النعماني، بإسناده عن أمير المؤمنين ع حيث قال و أما ما حرف من الكتاب فقوله فلما خر تبينت الإنس أن لو كانت الجن يعلمون الغيب   ما لبثوا في العذاب المهين

12-  الكافي، بسنده الصحيح عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل أوحى إلى سليمان بن داود ع أن آية موتك أن شجرة تخرج من بيت المقدس يقال لها الحزنوبة قال فنظر سليمان يوما فإذا الشجرة الحزنوبة قد طلعت في بيت المقدس فقال لها ما اسمك قالت الحزنوبة قال فولى سليمان مدبرا إلى محرابه فقام فيه متكئا على عصاه فقبض روحه من ساعته قال فجعلت الإنس و الجن يخدمونه و يسعون في أمره كما كانوا و هم يظنون أنه حي لم يمت يغدون و يروحون و هو قائم ثابت حتى دنت الأرضة من عصاه فأكلت منسأته فانكسرت و خر سليمان إلى الأرض أ فلا تسمع لقوله عز و جل فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ الآية

13-  العلل، و العيون، بإسناده عن الرضا ع قال كان نقش خاتم سليمان بن داود سبحان من ألجم الجن بكلماته

14-  تفسير علي بن إبراهيم، في قصة بلقيس قال فارتحلت و خرجت نحو سليمان فلما علم سليمان قدومها إليه قال للجن و الشياطين أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها   قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قال سليمان أريد أسرع من ذلك فقال آصف بن برخيا أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ القصة

15-  الكافي، عن علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن أبي عمير عن إسماعيل البصري عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفنوا و لزموا أصول الشجر فجاءهم شيخ عليه ثياب بيض فقال قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء فقاموا و شربوا و ارتووا فقالوا من أنت يرحمك الله فقال أنا من الجن الذين بايعوا رسول الله ص إني سمعت رسول الله ص يقول المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي

 بيان فتكفنوا أي لفوا أثوابهم على أنفسهم بمنزلة الكفن و وطنوا أنفسهم على الموت و في بعض النسخ بتقديم النون على الفاء أي ذهب كل منهم إلى كنف و جانب

16-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عن زكريا المؤمن عن أبي سعيد المكاري عن أبي حمزة الثمالي قال كنت عند حوض زمزم فأتاني رجل فقال لي لا تشرب من هذا الماء يا أبا حمزة فإن هذا يشترك فيه الجن و الإنس و هذا لا يشترك فيه إلا الإنس قال فتعجبت من قوله و قلت من أين علم هذا قال ثم قلت لأبي جعفر ع ما كان من قول الرجل لي فقال إن ذلك رجل من الجن أراد إرشادك

    -17  المحاسن، عن أبيه عن محمد بن أبي القاسم عن علي بن سليمان بن رشيد عن علي بن الحسين القلانسي عن محمد بن سنان عن عمر بن يزيد قال ضللنا سنة من السنين و نحن في طريق مكة فأقمنا ثلاثة أيام نطلب الطريق فلم نجده فلما أن كان في اليوم الثالث و قد نفد ما كان معنا من الماء عمدنا إلى ما كان معنا من ثياب الإحرام و من الحنوط فتحنطنا و تكفنا بإزار إحرامنا فقام رجل من أصحابنا فنادى يا صالح يا أبا الحسن فأجابه مجيب من بعد فقلنا له من أنت يرحمك الله فقال أنا من النفر الذي قال الله في كتابه وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ إلى آخر الآية و لم يبق منهم غيري فأنا مرشد الضال إلى الطريق قال فلم نزل نتبع الصوت حتى خرجنا إلى الطريق

18-  و منه، عن أبيه عن عبيد الله بن الحسن الزرندي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إذا ضللت في الطريق فناد يا صالح يا با صالح أرشدونا إلى الطريق رحمكم الله قال عبيد الله فأصابنا ذلك فأمرنا بعض من معنا أن يتنحى و ينادي كذلك قال فتنحى فنادى ثم أتانا فأخبرنا أنه سمع صوتا برز دقيقا يقول الطريق يمنة أو قال يسرة فوجدناه كما قال و حدثني به أبي أنهم حادوا عن الطريق بالبادية ففعلنا ذلك فأرشدونا و قال صاحبنا سمعت صوتا دقيقا يقال الطريق يمنة فما سرنا إلا قليلا حتى عارضنا الطريق

 بيان في القاموس الرز بالكسر الصوت تسمعه من بعيد أو الأعم

19-  الفقيه، لا يجوز الاستنجاء بالروث و العظم لأن وفد الجن جاءوا إلى   رسول الله ص فقالوا يا رسول الله متعنا فأعطاهم الروث و العظم فلذلك لا ينبغي أن يستنجى بهما

20-  التهذيب، بإسناده عن موسى بن أكيل عن أبي عبد الله ع قال جعل الله الحديد في الدنيا زينة الجن و الشياطين فحرم على الرجل المسلم أن يلبسه في الصلاة إلا أن يكون المسلم في قتال عدو فلا بأس به

21-  قرب الإسناد، عن الحسن بن ظريف عن معمر عن الرضا عن أبيه ع قال إن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعث النبي ص فمنعت في أوان رسالته بالرجوم و انفضاض النجوم و بطلان الكهنة و السحرة الخبر

22-  التفسير، في قوله تعالى فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ قال في الظاهر مخاطبة للجن و الإنس و في الباطن فلان و فلان

23-  العلل، بإسناده عن أبي الربيع عن أبي عبد الله ع قال إن الأكراد حي من الجن كشف الله عنهم الغطاء فلا تخالطهم

    -24  و منه، بإسناده عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص إذا خلع أحدكم ثيابه فليسم لئلا تلبسها الجن فإنه إن لم يسم عليها لبستها الجن حتى تصبح

25-  قرب الإسناد، عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه ع قال كانوا يحبون أن يكون في البيت الشي‏ء الداجن مثل الحمام أو الدجاج أو العناق ليعبث به صبيان الجن و لا يعبثون بصبيانهم

26-  طب الأئمة، بإسناده عن إبراهيم بن أبي يحيى قال قال رسول الله ص من رمي أو رمته الجن فليأخذ الحجر الذي رمي به فليرم من حيث رمي و ليقل حسبي الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله منتهى و قال ص أكثروا من الدواجن في بيوتكم تتشاغل بها عن صبيانكم

 بيان في الصحاح دجن بالمكان أقام تقول شاة داجن إذا ألفت البيوت

27-  المكارم، عن أبي جعفر ع أتى رجل فشكا إليه أخرجتنا الجن من منازلنا يعني عمار منازلهم فقال اجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع و اجعلوا الحمام في أكناف الدار قال الرجل ففعلنا فما رأينا شيئا نكرهه

    -28  و منه، عن أبي عبد الله ع قال ليس من بيت نبي إلا و فيه حمامان لأن سفهاء الجن يعبثون بصبيان البيت فإذا كان فيه حمام عبثوا بالحمام و تركوا الناس

29-  مجالس الشيخ، بإسناده عن أبي الحسن العسكري عن آبائه ع قال دخل أشجع السلمي على الصادق ع فقال يا سيدي أنا أحصل في المواضع المفزعة فعلمني شيئا ما آمن به على نفسي قال فإذا خفت أمرا فاترك يمينك على أم رأسك و اقرأ برفيع صوتك أَ فَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ الآية قال أشجع فحصلت في واد فيه الجن فسمعت قائلا يقول خذوه فقرأتها فقال قائل كيف نأخذه و قد احتجز بآية طيبة

30-  منتخب البصائر، بإسناده عن المفضل بن عمر في خبر طويل في الرجعة و أحوال القائم ع قال المفضل قلت يا سيدي فمن يخاطبه قال الملائكة و المؤمنون من الجن و ساق إلى قوله قال المفضل يا سيدي و تظهر الملائكة و الجن للناس   قال إي و الله يا مفضل و يخاطبونهم كما يكون الرجل مع حاشيته و أهله قلت يا سيدي و يسيرون معه قال إي و الله يا مفضل و لينزلن أرض الهجرة ما بين الكوفة و النجف و عدد أصحابه ع ستة و أربعون ألفا من الملائكة و ستة آلاف من الجن و النقباء ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا الحديث

31-  الإحتجاج، عن هشام بن الحكم فيما سأل الزنديق أبا عبد الله ع قال فمن أين يصل الكهانة و من أين يخبر الناس بما يحدث قال إن الكهانة كانت في الجاهلية في كل حين فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ كان الكاهن بمنزلة الحاكم يحتكمون إليه فيما يشتبه عليهم من الأمور بينهم فيخبرهم بأشياء تحدث و ذلك في وجوه شتى من فراسة العين و ذكاء القلب و وسوسة النفس و فطنة الروح مع قذف في قلبه لأن ما يحدث في الأرض من الحوادث الظاهرة فذلك يعلم الشيطان و يؤديه إلى الكاهن و يخبره بما يحدث في المنازل و الأطراف و أما أخبار السماء فإن الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك و هي لا تحجب و لا ترجم بالنجوم و إنما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء و لبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله   لإثبات الحجة و نفي الشبه و كان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط بها إلى الأرض فيقذفها إلى الكاهن فإذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط الحق بالباطل فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به فهو ما أداه إليه شيطانه مما سمعه و ما أخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه فمذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة و اليوم إنما تؤدي الشياطين إلى كهانها إخبارا للناس مما يتحدثون به و ما يحدثونه و الشياطين تؤدي إلى الشياطين ما يحدث في البعد من الحوادث من سارق سرق و من قاتل قتل و من غائب غاب و هم بمنزلة الناس أيضا صدوق و كذوب فقال كيف صعدت الشياطين إلى السماء و هم أمثال الناس في الخلقة و الكثافة و قد كانوا يبنون لسليمان بن داود ع من البناء ما يعجز عنه ولد آدم قال غلظوا لسليمان كما سخروا و هم خلق رقيق غذاؤهم التنسم و الدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع و لا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليها إلا بسلم أو سبب

32-  الخصال، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن الحسن بن ظريف عن أبي عبد الرحمن عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال الآباء ثلاثة آدم ولد مؤمنا و الجان ولد كافرا و إبليس ولد كافرا و ليس فيهم نتاج إنما يبيض و يفرخ و ولده ذكور ليس فيهم إناث

    -33  و منه، عن محمد بن موسى بن المتوكل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال الجن على ثلاثة أجزاء فجزء مع الملائكة و جزء يطيرون في الهواء و جزء كلاب و حيات الخبر

34-  العلل، و العيون، عن محمد بن عمر بن علي البصري عن محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع قال سأل الشامي أمير المؤمنين ع عن اسم أبي الجن فقال شومان و هو الذي خلق مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ و سأله هل بعث الله نبيا إلى الجن فقال نعم بعث إليهم نبيا يقال له يوسف فدعاهم إلى الله عز و جل فقتلوه

35-  العلل، و العيون، عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر ع قال إن سليمان بن داود ع قال ذات يوم لأصحابه إن الله تبارك و تعالى قد وهب لي ملكا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي سخر لي الريح و الإنس و الجن و الطير و الوحوش و علمني منطق   الطير و آتاني كل شي‏ء و مع جميع ما أوتيت من الملك ما تم لي سرور يوم إلى الليل و قد أحببت أن أدخل قصري في غد و أصعد أعلاه و أنظر إلى ممالكي فلا تأذنوا لأحد علي لئلا يرد علي ما ينغص علي يومي قالوا نعم فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده و صعد إلى أعلى موضع من قصره و وقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتي فرحا بما أعطي إذ نظر إلى شاب حسن الوجه و اللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره فلما بصر به سليمان ع قال له من أدخلك إلى هذا القصر و قد أردت أن أخلو فيه اليوم فبإذن من دخلت فقال الشاب أدخلني هذا القصر ربه و بإذنه دخلت فقال ربه أحق به مني فمن أنت قال أنا ملك الموت قال ع و فيما جئت قال جئت لأقبض روحك قال امض لما أمرت به فهذا يوم سروري أبى الله عز و جل أن يكون لي سرور دون لقائه فقبض ملك الموت روحه و هو متكئ على عصاه فبقي سليمان متكئا على عصاه و هو ميت ما شاء الله و الناس ينظرون إليه و هم يقدرون أنه حي فافتتنوا فيه و اختلفوا فمنهم من قال إن سليمان قد بقي متكئا على عصاه هذه الأيام الكثيرة و لم يتعب و لم ينم و لم يأكل و لم يشرب إنه لربنا الذي يجب علينا أن نعبده و قال قوم إن سليمان ساحر و إنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه يسحر أعيننا و ليس كذلك فقال المؤمنون إن سليمان هو عبد الله و نبيه يدبر الله أمره بما شاء فلما اختلفوا بعث الله عز و جل الأرضة فدبت في عصاه فلما أكلت جوفها انكسرت العصا و خر سليمان من قصره على وجهه فشكر الجن للأرضة صنيعها   فلأجل ذلك لا توجد الأرضة في مكان إلا و عندها ماء و طين و ذلك قول الله عز و جل فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ يعني عصاه فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ثم قال الصادق ع و الله ما نزلت هذه الآية هكذا و إنما نزلت فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين

36-  الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الحميد العطار عن محمد بن راشد البرمكي عن عمر بن سهل الأسدي عن سهيل بن غزوان البصري قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن امرأة من الجن كان يقال لها عفراء و كانت تنتاب النبي ص فتسمع من كلامه فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها و إنها فقدها النبي ص فسأل عنها جبرئيل فقال إنها زارت أختا لها تحبها في الله فقال النبي ص طوبى للمتحابين في الله إن الله تبارك و تعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله عز و جل للمتحابين و المتزاورين في الله ثم قال يا عفراء أي شي‏ء رأيت قالت رأيت عجائب كثيرة قال فأعجب ما رأيت قالت رأيت إبليس في البحر الأخضر على صخرة بيضاء مادا يديه إلى السماء و هو يقول إلهي إذا بررت قسمك و أدخلتني نار جهنم فأسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا خلصتني منها و حشرتني معهم فقلت يا حارث ما هذه الأسماء التي تدعو بها قال لي رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله آدم بسبعة آلاف سنة فعلمت أنهم أكرم الخلق على الله عز و جل فأنا أسأله بحقهم فقال النبي ص و الله لو أقسم أهل الأرض بهذه   الأسماء لأجابهم

 بيان قال في القاموس انتابهم انتيابا أتاهم مرة بعد مرة لو أقسم أهل الأرض أي جميعهم

37-  تفسير علي بن إبراهيم، في قوله تعالى حكاية عن الجن يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا إلى قوله أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فهو كله حكاية عن الجن و كان سبب نزول هذه الآية أن رسول الله ص خرج من مكة إلى سوق عكاظ و معه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الإسلام فلم يجبه أحد و لم يجد من يقبله ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له وادي مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول الله استمعوا له فلما سمعوا قراءته قال بعضهم لبعض أَنْصِتُوا يعني اسكتوا فَلَمَّا قُضِيَ أي فرغ رسول الله ص من القراءة وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ إلى قوله أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فجاءوا إلى رسول الله فأسلموا و آمنوا و علمهم رسول الله ص شرائع الإسلام فأنزل الله على نبيه قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ السورة كلها فحكى الله قولهم و ولى رسول الله ص عليهم منهم و كانوا يعودون إلى رسول الله ص في كل وقت فأمر أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن يعلمهم و يفقههم فمنهم مؤمنون و كافرون و ناصبون و يهود و نصارى و مجوس و هم ولد الجان و سئل العالم صلوات الله عليه عن مؤمني الجن أ يدخلون الجنة فقال لا و لكن   لله حظائر بين الجنة و النار يكون فيها مؤمنو الجن و فساق الشيعة

38-  الكافي، عن محمد بن علي بن محبوب عن علي بن خالد عن أحمد بن عبدوس عن ابن فضال عن أبي جميلة عن ليث عن أبي عبد الله ع قال سألته عن استنجاء الرجل بالعظم أو البعر أو العود قال أما العظم و الروث فطعام الجن و ذلك مما اشترطوا على رسول الله ص فقال لا يصلح بشي‏ء من ذلك

39-  العلل، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع إن الله تبارك و تعالى لما أحب أن يخلق خلقا بيده و ذلك بعد ما مضى للجن و النسناس في الأرض سبعة آلاف سنة قال و لما كان من شأن الله أن يخلق آدم للذي أراد من التدبير و التقدير لما هو مكونه في السماوات و الأرض و علمه لما أراده من ذلك كله كشط عن أطباق السماوات ثم قال للملائكة انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن و النسناس فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي و سفك الدماء و الفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهم و غضبوا لله و أسفوا على أهل الأرض و لم يملكوا غضبهم أن قالوا يا رب أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن و هذا خلقك الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك و يعيشون برزقك و يستمتعون بعافيتك و هم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لا تأسف و لا تغضب و لا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم و ترى و قد عظم ذلك علينا و أكبرناه فيك فلما سمع الله عز و جل ذلك من الملائكة قال إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً لي عليهم فيكون حجة لي عليهم في أرضي على خلقي فقالت الملائكة سبحانك    أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ و قالوا فاجعله منا فإنا لا نفسد في الأرض و لا نسفك الدماء قال الله جل جلاله يا ملائكتي إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ إني أريد أن أخلق خلقا بيدي أجعل ذريته أنبياء مرسلين و عبادا صالحين و أئمة مهتدين أجعلهم خلفائي على خلقي في أرضي ينهونهم عن معاصي و ينذرونهم عذابي و يهدونهم إلى طاعتي و يسلكون بهم طريق سبيلي و أجعلهم حجة لي عُذْراً أَوْ نُذْراً و أبين النسناس من أرضي فأطهرها منهم و أنقل مردة الجن العصاة عن بريتي و خلقي و خيرتي و أسكنهم في الهواء و في أقطار الأرض لا يجاورون نسل خلقي و أجعل بين الجن و بين خلقي حجابا و لا يرى نسل خلقي الجن و لا يؤانسونهم و لا يخالطونهم فمن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم لنفسي أسكنتهم مساكن العصاة و أوردتهم مواردهم و لا أبالي فقالت الملائكة يا رب افعل ما شئت لا علم لنا إلا بما علمتنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ الخبر

 أقول قد مضى تمامه في باب ما به قوام بدن الإنسان

40-  تفسير علي بن إبراهيم، في قوله تعالى وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ قال أبو إبليس و قال الجن من ولد الجان منهم مؤمنون و كافرون و يهود و نصارى و يختلف أديانهم و الشياطين من ولد إبليس و ليس فيهم مؤمنون إلا واحد اسمه هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس جاء إلى رسول الله ص فرآه جسيما عظيما و امرأ مهولا فقال له من أنت قال أنا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس كنت يوم قتل هابيل غلام ابن أعوام أنهى عن الاعتصام و آمر بإفساد الطعام   فقال رسول الله ص بئس لعمري الشاب المؤمل و الكهل المؤمر فقال دع عنك هذا يا محمد فقد جرت توبتي على يد نوح و لقد كنت معه في السفينة فعاتبته على دعائه على قومه و لقد كنت مع إبراهيم حيث ألقي في النار فجعلها الله بردا و سلاما و لقد كنت مع موسى حين غرق الله فرعون و نجى بني إسرائيل و لقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته و لقد كنت مع صالح فعاتبته على دعائه على قومه و لقد قرأت الكتب فكلها تبشرني بك و الأنبياء يقرءونك السلام و يقولون أنت أفضل الأنبياء و أكرمهم فعلمني مما أنزل الله عليك شيئا فقال رسول الله ص لأمير المؤمنين ع علمه فقال هام يا محمد إنا لا نطيع إلا نبيا أو وصي نبي فمن هذا قال هذا أخي و وصيي و وزيري و وارثي علي بن أبي طالب قال نعم نجد اسمه في الكتب إليا فعلمه أمير المؤمنين فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنين

41-  دلائل الطبري، و البصائر، عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال كنت مع أبي عبد الله ع فيما بين مكة و المدينة إذا التفت عن يساره فإذا كلب أسود فقال ما لك قبحك الله ما أشد مسارعتك فإذا هو شبيه بالطائر فقلت ما هو جعلت فداك فقال هذا عثم بريد الجن مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كل بلدة

 الكافي، عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل مثله

    -42  المناقب لابن شهرآشوب، قال قال أبو جعفر ع خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين ع دهرا من عمره ثم إنه أراد أن ينصرف إلى أهله فأتى علي بن الحسين ع و شكا إليه شدة شوقه إلى والديه فقال يا أبا خالد يقدم غدا رجل من أهل الشام له قدر و مال كثير و قد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض و يريدون أن يطلبوا معالجا يعالجها فإذا أنت سمعت قدومه فأته و قل له أنا أعالجها لك على أن أشترط لك إني أعالجها على ديتها عشرة آلاف درهم فلا تطمئن إليهم و سيعطونك ما تطلب منهم فلما أصبحوا قدم الرجل و من معه و كان من عظماء أهل الشام في المال و المقدرة فقال أ ما من معالج يعالج بنت هذا الرجل فقال له أبو خالد أنا أعالجها على عشرة آلاف درهم فإن أنتم وفيتم وفيت لكم على أن لا يعود إليها أبدا فشرطوا أن يعطوه عشرة آلاف درهم فأقبل إلى علي بن الحسين فأخبره الخبر فقال إني أعلم أنهم سيغدرون بك و لا يفون لك انطلق يا أبا خالد فخذ بأذن الجارية اليسرى ثم قل يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية و لا تعد ففعل أبو خالد ما أمره و خرج منها فأفاقت الجارية و طلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه فرجع مغتما كئيبا فقال له علي بن الحسين ما لي أراك كئيبا يا أبا خالد أ لم أقل لك إنهم يغدرون بك دعهم فإنهم سيعودون إليك فإذا لقوك فقل لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين فعادوا إلى أبي خالد يلتمسون مداواتها فقال لهم إني لا أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين ع فإنه لي و لكم ثقة فرضوا و وضعوا المال على   يدي علي بن الحسين ع فرجع أبو خالد إلى الجارية فأخذ بأذنها اليسرى ثم قال يا خبيث يقول لك علي بن الحسين ع اخرج من هذه الجارية و لا تعرض لها إلا بسبيل خير فإنك إن عدت أحرقتك بنار اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ فخرج منها و دفع المال إلى أبي خالد فخرج إلى بلاده

 الخرائج، عن أبي الصباح الكناني عنه ع مثله الكشي، وجدت بخط جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن علي عن علي بن محمد عن الحسن بن علي عن أبيه عن الكناني مثله

43-  الإرشاد، للمفيد و إعلام الورى، جاء في الآثار عن ابن عباس قال لما خرج النبي ص إلى بني المصطلق جنب عن الطريق و أدركه الليل فنزل بقرب واد وعر فلما كان آخر الليل هبط عليه جبرئيل يخبره أن طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده ع و إيقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم إياه فدعا أمير المؤمنين ع و قال له اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك فادفعه بالقوة التي أعطاك الله عز و جل إياها و تحصن منهم بأسماء الله التي خصك بعلمها و أنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس و قال   لهم كونوا معه و امتثلوا أمره فتوجه أمير المؤمنين ع إلى الوادي فلما قرب شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير و لا يحدثوا شيئا حتى يأذن لهم ثم تقدم فوقف على شفير الوادي و تعوذ بالله من أعدائه و سمى الله تعالى بأحسن أسمائه و أومأ إلى القوم الذين اتبعوه أن يقربوا منه فقربوا و كان بينه و بينهم فرجة مسافتها غلوة ثم رام الهبوط إلى الوادي فاعترضت ريح عاصف كاد القوم يقعون على وجوههم لشدتها و لم تثبت أقدامهم على الأرض من هول الخصم و من هول ما لحقهم فصاح أمير المؤمنين ع أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وصي رسول الله و ابن عمه اثبتوا إن شئتم و ظهر للقوم أشخاص على صور الزط يخيل في أيديهم شعل النار قد اطمأنوا بجنبات الوادي فتوغل أمير المؤمنين ع بطن الوادي و هو يتلو القرآن و يومي بسيفه يمينا و شمالا فما لبث الأشخاص حتى صارت كالدخان الأسود و كبر أمير المؤمنين ع ثم صعد من حيث انهبط فقام مع الذين اتبعوه حتى أسفر الموضع عما اعتراه فقال له أصحاب رسول الله ص ما لقيت يا أبا الحسن فلقد كدنا أن نهلك خوفا و إشفاقا عليك أكثر مما لحقنا فقال ع لهم إنه لما تراءى لي العدو و جهرت فيهم بأسماء الله فتضاءلوا و علمت ما حل بهم من الجزع فتوغلت الوادي   غير خائف منهم و لو بقوا على هيئتهم لأتيت على آخرهم و قد كفى الله كيدهم و كفى المسلمين شرهم و سيسبقني بقيتهم إلى النبي ص فيؤمنون به و انصرف أمير المؤمنين ع بمن معه إلى رسول الله ص فأخبره الخبر فسري عنه و دعا له بخير و قال له قد سبقك يا علي إلي من أخافه الله بك فأسلم و قبلت إسلامه

44-  الإرشاد، و هذا الحديث روته العامة كما روته الخاصة و لم يتناكروا شيئا منه و المعتزلة لميلها إلى مذهب البراهمة تدفعه و لبعدها عن معرفة الأخبار تنكره و هي سالكة في ذلك طريق الزنادقة فيما طعنت به في القرآن و ما تضمنه من أخبار الجن و إيمانهم بالله و رسوله و ما قص الله تعالى من نبئهم في القرآن في سورة الجن و قولهم إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً إلى آخر ما تضمنه الخبر عنهم في هذه السورة و إذا بطل اعتراض الزنادقة في ذلك مع إعجاز القرآن و الأعجوبة الباهرة فيه كان مثل ذلك ظهور بطلان طعون المعتزلة في الخبر الذي رويناه لعدم استحالة مضمونه في العقول و في مجيئه من طريقين مختلفين و برواية فريقين متباينين برهان صحته و ليس في إنكار من عدل عن الإنصاف في النظر من المعتزلة و المجبرة قدح فيما ذكرناه من وجوب العمل عليه كما أنه ليس في جحد الملاحدة و أصناف الزنادقة و اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين ما جاء في صحته من الأخبار بمعجزات النبي ص كانشقاق القمر و حنين الجذع و تسبيح الحصى في كفه و شكوى البعير و كلام الذراع و مجي‏ء الشجرة و خروج الماء من بين أصابعه ع في الميضاة و إطعام الخلق الكثير من الطعام القليل قدح في صحتها و صدق رواتها و ثبوت الحجة بها و ساق الكلام إلى قوله و لا زال أجد الجاهل من الناصبة و المعاند يظهر التعجب من الخبر بملاقاة أمير المؤمنين ع الجن و كفه شرهم عن النبي ص و أصحابه و   يتضاحك لذلك و ينسب الرواية إلى الخرافات الباطلة و يصنع مثل ذلك في الأخبار الواردة بسوى ذلك من معجزاته ع و يقول إنها من موضوعات الشيعة و تخرص من افتراه منهم للتكسب بذلك أو التعصب و هذا بعينه مقال الزنادقة و كافة أعداء الإسلام فيما نطق به القرآن من خبر الجن و إسلامهم و قولهم إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً إلى آخره و فيما ثبت به الخبر عن ابن مسعود في قصة ليلة الجن و مشاهدته لهم كالزط و في غير ذلك من معجزات الرسول ص فإنهم يظهرون التعجب من جميع ذلك و يتضاحكون عند سماع الخبر به و الاحتجاج بصحته و يستهزءون و يلغطون فيما يسرفون به من سب الإسلام و أهله و نسبتهم إياهم إلى العجز و الجهل و وضع الأباطيل إلى آخر ما أفاده قدس سره

 بيان الشفير ناحية الوادي و غلوة السهم مرماه و توغل في الوادي ذهب و بالغ و أبعد و تضاءل تصاغر و انسرى الهم عني و سري انكشف كل ذلك ذكره الفيروزآبادي

45-  كتاب الدلائل للطبري، عن عبد الله بن أحمد الخازن عن محمد بن عمر التميمي عن أحمد بن محمد بن سعيد عن إبراهيم بن أحمد بن جيرويه عن محمد بن أبي البهلول عن صالح بن أبي الأسود عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال خرج أبو محمد علي بن الحسين ع إلى مكة في جماعة من مواليه و ناس من سواهم فلما بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها فلما دنا علي بن الحسين ع من ذلك الموضع قال لمواليه كيف ضربتم في هذا الموضع و هذا موضع قوم من الجن هم لنا أولياء و لنا شيعة و ذلك يضر بهم و يضيق عليهم   فقلنا ما علمنا ذلك و عزموا إلى قلع الفسطاط و إذا هاتف يسمع صوته و لا يرى شخصه و هو يقول يا ابن رسول الله لا تحول فسطاطك من موضعه فإنا نحتمل لك ذلك و هذا الطف قد أهديناه إليك و نحب أن تنال منه لنتشرف بذلك فإذا جانب الفسطاط طبق عظيم و أطباق معه فيها عنب و رمان و موز و فاكهة كثيرة فدعا أبو محمد ع من كان معه فأكل و أكلوا من تلك الفاكهة

 أمان الأخطار، نقلا من كتاب الدلائل مرسلا مثله النجوم، روينا بإسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الراوندي يرفعه إلى علي بن الحسين ع و ذكر مثله بيان يدل على جواز التصرف فيما أتى به الجن كما يقتضيه الأصل

46-  عيون المعجزات، للسيد المرتضى من كتاب الأنوار عن أحمد بن محمد بن عبدويه عن سليمان بن علي الدمشقي عن أبي هاشم الزبالي عن زاذان   عن سلمان قال كان النبي ص ذات يوم جالسا بالأبطح و عنده جماعة من أصحابه و هو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار و ما زالت تدنو و الغبار يعلو إلى أن وقف بحذاء النبي ص ثم برز منها شخص كان فيها ثم قال يا رسول الله ص إني وافد قومي استجرنا بك فأجرنا و ابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فإن بعضهم قد بغى علينا ليحكم بيننا و بينهم بحكم الله و كتابه و خذ علي العهود و المواثيق المؤكدة أن أرده إليك سالما في غداة غد إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله فقال له النبي ص من أنت و من قومك قال أنا عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح و أنا و جماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك آمنا و لما بعثك الله نبيا آمنا بك على ما علمته و قد صدقناك و قد خالفنا بعض القوم و أقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا و بينهم الخلاف و هم أكثر منا عددا و قوة و قد غلبوا على الماء و المراعي و أضروا بنا و بدوابنا فابعث معي من يحكم بيننا بالحق فقال له النبي ص فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها قال فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير و إذا رأسه طويل طويل العينين عيناه في طول رأسه صغير الحدقتين و له أسنان كأنها أسنان السباع ثم إن النبي ص أخذ عليه العهد و الميثاق على أن يرد عليه في غد من يبعث به معه فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال له صر مع أخينا عرفطة و انظر إلى ما هم عليه و احكم بينهم بالحق فقال يا رسول الله و أين هم قال هم تحت   الأرض فقال أبو بكر فكيف أطيق النزول تحت الأرض و كيف أحكم بينهم و لا أحسن كلامهم ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر فأجاب مثل جواب أبي بكر ثم أقبل على عثمان و قال له مثل قوله لهما فأجابه كجوابهما ثم استدعى بعلي ع و قال له يا علي صر مع أخينا عرفطة و تشرف على قومه و تنظر إلى ما هم عليه و تحكم بينهم بالحق فقام أمير المؤمنين ع مع عرفطة و قد تقلد سيفه قال سلمان رضي الله عنه فتبعتهما إلى أن صارا إلى الوادي فلما توسطا نظر إلى أمير المؤمنين ع و قال قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله فارجع فوقفت أنظر إليهما فانشقت الأرض و دخلا فيها و عدت إلى ما كنت و رجعت و تداخلني من الحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين ع و أصبح النبي ص و صلى بالناس الغداة و جاء و جلس على الصفا و حف به أصحابه و تأخر أمير المؤمنين ع و ارتفع النهار و أكثر الكلام إلى أن زالت الشمس و قالوا إن الجني احتال على النبي ص و قد أراحنا الله من أبي تراب و ذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا و أكثروا الكلام إلى أن صلى النبي ص صلاة الأولى و عاد إلى مكانه و جلس على الصفا و ما زال مع أصحابه بالحديث إلى أن وجبت صلاة العصر و أكثروا القوم الكلام و أظهروا اليأس من أمير المؤمنين ع فصلى النبي ص صلاة العصر و جاء و جلس على الصفا و أظهر الفكر في أمير المؤمنين ع و ظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين ع و كادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه قد هلك إذا و قد انشق الصفا و طلع أمير المؤمنين منه و سيفه يقطر دما و معه عرفطة

   فقام إليه النبي ص و قبل بين عينيه و جبينيه و قال له ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت قال ع صرت إلى جن كثير قد بغوا إلى عرفطة و قومه من المنافقين فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي و ذلك أني دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى و الإقرار بنبوتك و رسالتك فأبوا فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا فسألتهم أن يصالحوا عرفطة و قومه فيكون بعض المرعى لعرفطة و قومه و كذلك الماء فأبوا ذلك كله فوضعت سيفي فيهم و قتلت منهم ثمانين ألفا فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان و الصلح ثم آمنوا و صاروا إخوانا و زال الخلاف و ما زلت معهم إلى الساعة فقال عرفطة يا رسول الله جزاك الله و أمير المؤمنين ع عنا خيرا

47-  الكافي، عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد و الحسين بن محمد عن المعلى جميعا عن الوشاء عن ابن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ع قال ليس من بيت فيه حمام إلا لم يصب أهل ذلك البيت آفة من الجن إن سفهاء الجن يعبثون في البيت فيعبثون بالحمام و يدعون الإنسان

48-  و منه، عن العدة عن أحمد بن محمد و محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن زرارة عن أحدهما ع قال الكلاب السود البهم من الجن

    -49  و منه، عن العدة عن سهل عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن مسمع عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الكلاب من ضعفة الجن فإذا أكل أحدكم طعاما و شي‏ء منها بين يديه فليطعمه أو ليطرده فإن لها أنفس سوء

50-  و منه، عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن أبي سلمة عن أبي عبد الله ع قال سئل عن الكلاب فقال كل أسود بهيم و كل أحمر بهيم و كل أبيض بهيم فذلك خلق من الكلاب من الجن و ما كان أبلق فهو مسخ من الجن و الإنس

 بيان يحتمل أن يكون المعنى أن أصل خلق الكلب من الجن لما سيأتي أنه خلق من بزاق إبليس أو أنه في الصفات شبيه بهم أو أن الجن يتصور بصورتهم أو أنه لما كان الكلب من المسوخ فبعضهم مسخوا من الإنس و بعضهم من الجن

51-  الإختصاص، عن المعلى بن محمد عن بعض أصحابنا يرفعه إلى أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل خلق الملائكة من أنوار و خلق الجان من نار و خلق الجن صنفا من الجان من الريح و خلق الجن صنفا من الجن من الماء

 أقول تمامه في باب قوام بدن الإنسان

52-  تقريب المعارف، لأبي الصلاح الحلبي نقلا من تاريخ الواقدي عن عبد الله بن السائب قال لما قتل عثمان أتى حذيفة و هو بالمدائن فقيل يا أبا عبد الله لقيت رجلا آنفا على الجسر فحدثني أن عثمان قتل قال هل تعرف الرجل قلت أظنني أعرفه و ما أثبته قال حذيفة إن ذلك عيثم الجني و هو الذي يسير بالأخبار   فحفظوا ذلك اليوم و وجدوه قتل في ذلك اليوم

53-  العلل، لمحمد بن علي بن إبراهيم العلة في الجن أنهم لا يدخلون الجنة أنهم خلقوا من النار و الجنة هي نور فلا تجتمع النار و النور و سئل العالم ع فقيل له فإذا لم يدخلوا الجنة فأين يكونون فقال إن الله جعل حظائر بين الجنة و النار يكونون فيها مؤمنو الجن و فساق الشيعة

54-  تفسير علي بن إبراهيم، في قوله تعالى خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ قال و خلق الجان و هو أبو الجن و أنواع الطيور يوم الأربعاء

55-  الإحتجاج، مرسلا عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في أجوبته عن مسائل طاوس اليماني قال فلم سمي الجن جنا قال لأنهم استجنوا فلم يروا

56-  تفسير الإمام، قيل له لم يكن إبليس ملكا قال لا بل كان من الجن أ ما تسمعان الله يقول وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ و هو الذي قال الله وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ

57-  تفسير الفرات، عن عبد الله بن محمد بن هاشم معنعنا عن محمد بن علي عن آبائه ع قال هبط جبرئيل ع على النبي ص و هو في منزل أم   سلمة فقال يا محمد ملؤ ملائكة السماء الرابعة يجادلون في شي‏ء حتى كثر بينهم الجدال فيه و هم من الجن من قوم إبليس الذين قال الله في كتابه إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ فأوحى الله تعالى إلى الملائكة قد كثر جدالكم فتراضوا بحكم من الآدميين يحكم بينكم قالوا قد رضينا بحكم من أمة محمد ص فأوحى الله إليهم بمن ترضون من أمة محمد ص قالوا رضينا بعلي بن أبي طالب ع فأهبط الله ملكا من ملائكة السماء الدنيا ببساط و أريكتين فهبط إلى النبي ص فأخبره بالذي جاء فيه فدعا النبي ص بعلي بن أبي طالب ع و أقعده على البساط و وسده بالأريكتين ثم تفل في فيه ثم قال يا علي ثبت الله قلبك و جعل حجتك بين عينيك ثم عرج به إلى السماء فإذا نزل قال يا محمد الله يقرئك السلام و يقول لك نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ

58-  الكافي، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن خالد بن إسماعيل عن رجل من أصحابنا من أهل الجبل عن أبي جعفر ع قال ذكرت المجوس و أنهم يقولون نكاح كنكاح ولد آدم و أنهم يحاجون بذلك فقال أما إنهم لا يحاجونكم به لما أدرك هبة الله قال آدم يا رب زوج هبة الله فأهبط الله له حوراء فولدت أربعة غلمة ثم رفعها الله فلما أدرك ولد هبة الله قال يا رب زوج ولد هبة الله فأوحى الله إليه أن يخطب إلى رجل من الجن و كان مسلما أربع بنات له على ولد هبة الله فزوجهن   فما كان من جمال و حلم فمن قبل الحوراء و النبوة و ما كان من سفه أو حدة فمن الجن

59-  العياشي، عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ع قال إن آدم ولد له أربعة ذكور فأهبط الله إليهم أربعة من الحور العين فزوج كل واحد منهم واحدة فتوالدوا ثم إن الله رفعهن و زوج هؤلاء الأربعة أربعة من الجن فصار النسل فيهم فما كان من حلم فمن آدم و ما كان من جمال فمن قبل الحور العين و ما كان من قبح أو سوء خلق فمن الجن

60-  الفقيه، عن أبيه عن الحميري عن هارون بن مسلم عن القاسم بن عروة عن بريد عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى أنزل على آدم حوراء من الجنة فزوجها أحد ابنيه و تزوج الآخر ابنة الجان فما كان في الناس من جمال كثير أو حسن خلق فهو من الحوراء و ما كان من سوء خلق فهو من ابنه الجان

61-  الإحتجاج، عن موسى بن جعفر عن آبائه ع في أجوبة أمير المؤمنين ع عن مسائل اليهودي في فضل محمد ص على جميع الأنبياء إلى أن قال قال له اليهودي فإن هذا سليمان سخرت له الشياطين يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ قال له علي ع لقد كان كذلك و لقد أعطي محمد ص أفضل من هذا إن الشياطين سخرت لسليمان و هي مقيمة على كفرها و لقد سخرت لنبوة محمد ص الشياطين بالإيمان فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين و اليمن   من بني عمرو بن عامر من الأحجة منهم شصاه و مصاه و الهملكان و المرزبان و المازمان و نضاه و هاصب و هاضب و عمرو و هم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ و هم تسعة يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فأقبل إليه الجن و النبي ص ببطن النخل فاعتذروا ب أَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً و لقد أقبل إليه أحد و سبعون ألفا منهم فبايعوه على الصوم و الصلاة و الزكاة و الحج و الجهاد و نصح المسلمين و اعتذروا بأنهم قالوا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً و هذا أفضل مما أعطي سليمان سبحان من سخرها لنبوة محمد ص بعد أن كانت تتمرد و تزعم أن لله ولدا فلقد شمل مبعثه من الجن و الإنس ما لا يحصى

62-  تفسير علي بن إبراهيم، عن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسين بن سعيد عن النضر عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع في قول الجن وَ أَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا فقال شي‏ء كذبه الجن فقصه الله تعالى كما قال

 و عنه عن أحمد بن الحسين عن فضالة عن أبان بن عثمان عن زرارة قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً قال كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي يوحي إليه الشيطان فيقول قل لشيطانك فلان قد عاذ بك و قال علي بن إبراهيم في قوله وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ الآية قال كان الجن   ينزلون على قوم من الإنس و يخبرونهم الأخبار التي يسمعونها في السماء من قبل مولد رسول الله ص فكان الناس يكهنون بما خبرهم الجن و قوله فَزادُوهُمْ رَهَقاً أي خسرانا و قال البخس النقصان و الرهق العذاب و قوله كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أي على مذاهب مختلفة

63-  بصائر الدرجات، عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن عمر بن يزيد بياع السابري قال قال أبو عبد الله ع بينا رسول الله ص ذات يوم جالس إذ أتاه رجل طويل كأنه نخلة فسلم عليه فرد عليه السلام و قال يشبه الجن و كلامهم فمن أنت يا عبد الله فقال أنا الهام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس فقال له رسول الله ص ما بينك و بين إبليس إلا أبوان فقال نعم يا رسول الله ص قال فكم أتى لك قال أكلت عمر الدنيا إلا أقله أنا أيام قتل قابيل هابيل غلام أفهم الكلام و أنهى عن الاعتصام و أطوف الأجسام و آمر بقطيعة الأرحام و أفسد الطعام فقال له رسول الله ص بئس سيرة الشيخ المتأمل و الغلام المقبل فقال يا رسول الله إني تائب قال ص على يد من جرى توبتك من الأنبياء قال على يدي نوح و كنت معه في سفينته و عاتبته على دعائه على قومه حتى بكى و أبكاني و قال لا جرم إني على ذلك من النادمين و أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ثم كنت مع هود ع في مسجده مع الذين آمنوا معه فعاتبته على دعائه على قومه حتى بكى و أبكاني و قال لا جرم إني على ذلك من النادمين و أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ثم كنت مع إبراهيم حين كاده قومه فألقوه في النار فجعلها الله   عليه بردا و سلاما ثم كنت مع يوسف ع حين حسده إخوته فألقوه في الجب فبادرته إلى قعر الجب فوضعته وضعا رفيقا ثم كنت معه في السجن أؤنسه فيه حتى أخرجه الله منه ثم كنت مع موسى ع و علمني سفرا من التوراة و قال إن أدركت عيسى ع فأقرئه مني السلام فلقيته و أقرأته من موسى ع السلام و علمني سفرا من الإنجيل و قال إن أدركت محمدا ص فأقرئه مني السلام فعيسى ع يا رسول الله ص يقرأ عليك السلام فقال النبي ص و على عيسى روح الله و كلمته و جميع أنبياء الله و رسله ما دامت السماوات و الأرض السلام و عليك يا هام بما بلغت السلام فارفع إلينا حوائجك قال حاجتي أن يبقيك الله لأمتك و يصلحهم لك و يرزقهم الاستقامة لوصيك من بعدك فإن الأمم السالفة إنما هلكت بعصيان الأوصياء و حاجتي يا رسول الله أن تعلمني سورا من القرآن أصلي بها فقال رسول الله ص لعلي ع يا علي علم الهام و ارفق به فقال هام يا رسول الله ص من هذا الذي ضممتني إليه فإنا معاشر الجن قد أمرنا أن لا نكلم إلا نبيا أو وصي نبي فقال له رسول الله ص يا هام من وجدتم في الكتاب وصي آدم قال شيث بن آدم قال من وجدتم وصي نوح قال سام بن نوح قال فمن كان وصي هود قال يوحنا بن خزان ابن عم هود قال فمن كان وصي إبراهيم قال إسحاق بن إبراهيم قال فمن كان وصي موسى قال يوشع بن نون قال فمن كان وصي عيسى ع قال شمعون بن حمون الصفا ابن عم مريم   قال فمن وجدتم في الكتاب وصي محمد ص قال هو في التوراة إليا قال له رسول الله ص هذا إليا هو علي وصيي قال الهام يا رسول الله ص فله اسم غير هذا قال نعم هو حيدرة فلم تسألني عن ذلك قال إنا وجدنا في كتاب الأنبياء أنه في الإنجيل هيدارا قال هو حيدرة قال فعلمه علي ع سورا من القرآن فقال هام يا علي يا وصي محمد ص أكتفي بما علمتني من القرآن قال نعم يا هام قليل القرآن كثير ثم قام هام إلى النبي ص فودعه فلم يعد إلى النبي ص حتى قبض ص

 بيان قد يستدل بقوله قد أمرنا أن لا نكلم إلخ على أن ما يخبر به الناس من كلام الجن كذب و لا يسمع كلامهم غير الأنبياء و الأوصياء ع و فيه نظر لأن كونهم مأمورين بذلك لا يدل على عدم وقوع خلافه إذ الجن و الشياطين ليسوا بمعصومين مع أن في بعض روايات هذه القصة لا نطيع مكان لا نكلم و أيضا الروايات الكثيرة مما أوردنا في هذا الباب و غيرها دلت على وقوع التكلم مع سائر الناس فلا بد من تأويل فيه إما بحمله على الكلام على وجه الطاعة و الانقياد أو معاينة مع معرفة كونهم من الجن أو بالتخصيص ببعض الأنواع منهم أو غير ذلك

64-  البصائر، عن عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم عن بشر عن فضالة عن محمد بن مسلم عن المفضل بن عمر قال حمل إلى أبي عبد الله ع مال من خراسان مع رجلين من أصحابه لا يزالا يتفقدان المال حتى مرا بالري فدفع إليهما رجل من أصحابهما كيسا فيه ألف درهم فجعلا يتفقدان في كل يوم الكيس حتى دنيا من المدينة فقال أحدهما لصاحبه تعال حتى ننظر ما حال المال فنظرا فإذا المال على حاله ما خلا كيس الرازي فقال أحدهما لصاحبه الله المستعان ما نقول الساعة لأبي عبد الله ع فقال أحدهما إنه كريم و أنا أرجو أن يكون علم ما نقول   عنده فلما دخلا المدينة قصدا إليه فسلما إليه المال فقال لهما أين كيس الرازي فأخبراه بالقصة فقال لهما إن رأيتما الكيس تعرفانه قالا نعم قال يا جارية علي بكيس كذا و كذا فأخرجت الكيس فرفعه أبو عبد الله ع إليهما فقال أ تعرفانه قالا هو ذاك قال إني احتجت في جوف الليل إلى مال فوجهت رجلا من الجن من شيعتنا فأتاني بهذا الكيس من متاعكما

65-  و منه، عن الحسن بن علي بن عبد الله عن الحسن بن علي بن فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الإسكاف قال أتيت أبا جعفر ع أريد الإذن عليه فإذا رواحل على الباب مصفوفة و إذا أصوات قد ارتفعت فخرجت علي قوم معتمون بالعمائم يشبهون الزط قال فدخلت على أبي جعفر ع فقلت جعلت فداك يا ابن رسول الله أبطأ إذنك اليوم و قد رأيت قوما خرجوا علي معتمين بالعمائم فأنكرتهم فقال أ و تدري من أولئك يا سعد قال قلت لا قال إخوانك من الجن يأتوننا يسألوننا عن حلالهم و حرامهم و معالم دينهم

66-  و منه، عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عمار السجستاني قال كنت لا أستأذن عليه يعني أبا عبد الله ع فجئت ذات يوم و ليلة فجلست في فسطاطه بمنى قال فاستوذن لشباب كأنهم رجال الزط فخرج عيسى شلقان فذكرنا له فأذن لي قال فقال لي يا أبا عاصم متى جئت قلت قبل أولئك الذين دخلوا عليك و ما رأيتهم خرجوا قال أولئك قوم من الجن فسألوا عن مسائلهم ثم ذهبوا

67-  البصائر، و دلائل الإمامة للطبري، عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي قال أوصاني أبو جعفر ع بحوائج له بالمدينة   فبينا أنا في فج الروحاء على راحلتي إذا إنسان يلوي بثوبه قال فقمت له و ظننت أنه عطشان فناولته الإداوة فقال لا حاجة لي بها و ناولني كتابا طينه رطب فنظرت إلى الخاتم فإذا خاتم أبي جعفر ع فقلت له متى عهدك بصاحب الكتاب قال الساعة قال فإذا فيه أشياء يأمرني بها قال ثم التفت فإذا ليس عندي أحد قال فقدم أبو جعفر ع فلقيته فقلت له جعلت فداك رجل أتاني بكتاب و طينه رطب فقال إذا عجل بنا أمر أرسلت بعضهم يعني الجن و في رواية أخرى إنا أهل البيت أعطينا أعوانا من الجن إذا عجلت بنا الحاجة بعثناهم فيها

68-  الدلائل، عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم و علي بن جرير عن منصور بن حازم عن سعد الإسكاف قال طلبت الإذن على أبي جعفر ع مع أصحاب لنا لندخل عليه فإذا ثمانية نفر كأنهم من أب و أم عليهم ثياب زرابي و أقبية طاقية و عمائم صفر دخلوا فما احتبسوا حتى خرجوا فقال لي يا سعد رأيتهم قلت نعم جعلت فداك من هؤلاء قال إخوانكم من الجن أتونا يستفتونا في حلالهم و حرامهم كما تأتونا و تستفتونا في حلالكم و حرامكم فقلت جعلت فداك و يظهرون لكم قال نعم

 البصائر، عن محمد بن إسماعيل عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد مثله

    -69  الإختصاص، أبو محمد عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة قال كنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يوم الجمعة في المسجد بعد العصر إذ أقبل رجل طوال كأنه بدوي فسلم عليه فقال له علي ع ما فعل جنيك الذي كان يأتيك قال إنه ليأتيني إلى أن وقفت بين يديك يا أمير المؤمنين قال علي ع فحدث القوم بما كان منه فجلس و سمعنا له فقال إني لراقد باليمن قبل أن يبعث الله نبيه ص فإذا جنى أتاني نصف الليل فرفسني برجله و قال اجلس فجلست ذعرا فقال اسمع قلت و ما أسمع قال

عجبت للجن و إبلاسها و ركبها العيس بأحلاسهاتهوي إلى مكة تبغي الهدى ما طاهر الجن كأنجاسهافارحل إلى الصفوة من هاشم و ارم بعينيك إلى رأسها

قال فقلت و الله لقد حدث في ولد هاشم شي‏ء أو يحدث و ما أفصح لي   و إني لأرجو أن يفصح لي فارقت ليلتي و أصبحت كئيبا فلما كان من القابلة أتاني نصف الليل و أنا راقد فرفسني برجله و قال اجلس فجلست ذعرا فقال اسمع فقلت و ما أسمع قال

عجبت للجن و أخبارها و ركبها العيس بأكوارهاتهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنو الجن ككفارهافارحل إلى الصفوة من هاشم بين روابيها و أحجارها

فقلت و الله لقد حدث في ولد هاشم أو يحدث و ما أفصح لي و إني لأرجو أن يفصح لي فارقت ليلتي و أصبحت كئيبا فلما كان من القابلة أتاني نصف الليل و أنا راقد فرفسني برجله و قال اجلس فجلست و أنا ذعر فقال اسمع قلت و ما أسمع قال

عجبت للجن و ألبابها و ركبها العيس بأقتابهاتهوي إلى مكة تبغي الهدى ما صادقو الجن ككذابهافارحل إلى الصفوة من هاشم أحمد إذ هو خير أربابها

قلت عدو الله أفصحت فأين هو قال ظهر بمكة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فأصبحت و رحلت ناقتي و وجهتها قبل مكة فأول ما دخلتها لقيت أبا سفيان و كان شيخا ضالا فسلمت عليه و سألته عن الحي فقال و الله إنهم مخصبون إلا أن يتيم أبي طالب قد أفسد علينا ديننا قلت و ما اسمه قال محمد أحمد قلت و أين هو قال تزوج بخديجة ابنة خويلد فهو عليها نازل   فأخذت بخطام ناقتي ثم انتهيت إلى بابها فعقلت ناقتي ثم ضربت الباب فأجابتني من هذا فقلت أنا أردت محمدا فقالت اذهب إلى عملك فقلت يرحمك الله إني رجل أقبلت من اليمن و عسى الله أن يكون من علي به فلا تحرميني النظر إليه و كان ص رحيما فسمعته يقول يا خديجة افتحي الباب ففتحت فدخلت فرأيت النور في وجهه ساطعا نور في نور ثم درت خلفه فإذا أنا بخاتم النبوة معجون على كتفه الأيمن فقبلته ثم قمت بين يديه و أنشأت أقول

أتاني نجي بعد هدء و رقدة و لم يك فيما قد تلوت بكاذب‏ثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب‏فشمرت من ذيلي الإزار و وسطت بي الذعلب الوجناء بين السباسب‏فمرنا بما يأتيك يا خير قادر و إن كان فيما جاء شيب الذوائب‏و أشهد أن الله لا شي‏ء غيره و أنك مأمون على كل غائب‏و أنك أدنى المرسلين وسيلة إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب‏و كن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة إلى الله يغني عن سواد بن قارب

و كان اسم الرجل سواد بن قارب فرحت و الله مؤمنا به ص ثم خرج إلى صفين   فاستشهد مع أمير المؤمنين ع

 أقول قد مر شرحه في المجلد السادس في أبواب المعجزات

70-  و وجدته في كتاب مسلم بن محمود مرويا عن ابن عباس قال وفد سوادة بن قارب على عمر بن الخطاب و سلم عليه فرد عليه السلام و قال عمر يا سوادة ما بقي من كهانتك فغضب و قال ما أظنك استقبلت بهذا الكلام غيري فلما رأى عمر الكراهة في وجهه قال يا سوادة إن الذي كنا عليه من عبادة الأوثان أعظم من الكهانة فحدثني بحديث كنت أشتهي أن أسمعه منك قال نعم بينا أنا في إبلي بالسراة و كان لي نجي من الجن يأتيني بالأخبار و إني لنائم ذات ليلة إذ وكزني برجله فقال قم يا سوادة فقد ظهر الداعي إلى الحق و إلى طريق مستقيم فقلت أنا ناعس فرجع عني و هو يقول

عجبت للجن و تسيارها و شدها العيس بأكوارها

إلى قوله و أحجارها فلما كان في الليلة الثانية أتاني فقال لي مثل ذلك فقلت أنا ناعس فولى عني و أنشأ يقول

عجبت للجن و قطرابها و حملها العيس بأقتابها

إلى قوله

من هاشم ليس قداماها كأذنابها

فلما كانت في الليلة الثالثة قال لي مثل مقالته الأولى فقلت أنا ناعس فتولى عني و هو يقول   

عجبت للجن و تحساسها و شدها العيس بأحلاسها

إلى قوله إلى رأسها فلما أصبحت أنفذت إلى راحلة من إبلي فركبت عليها حتى أتيت رسول الله ص فمثلت بين يديه و أنشأت أقول

أتاني نجي بعد هدء و رقدة و لم يك فيما قد عهدت بكاذب

إلى قوله غالب

فشمرت عن ساقي الإزار و أرقلت بي الذعبل الوجناء بين السباسب‏فمرني بما أحببت يا خير مرسل و لو كان فيما قلت شيب الذوائب‏إلى قوله لا ذو شفاعة سواك بمغن عن سواد بن قارب

71-  كتاب محمد بن المثنى بن القاسم عن عبد السلام بن سالم عن ابن أبي البلاد عن عمار بن عاصم السجستاني قال جئت إلى باب أبي عبد الله و أردت أن لا أستأذن عليه فأقعد فأقول لعله يراني بعض من يدخل فيخبره فيأذن لي قال فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه شباب أدم في أزر و أردية ثم لم أرهم خرجوا فخرج عيسى شلقان فرآني فقال يا أبا عاصم أنت هاهنا فدخل فاستأذن لي فدخلت عليه فقال أبو عبد الله ع منذ متى أنت هاهنا يا عمار قال فقلت من قبل أن يدخل عليك الشباب الأدم ثم لم أرهم خرجوا فقال أبو عبد الله ع هؤلاء قوم من الجن جاءوا يسألون عن أمر دينهم

72-  الدر المنثور، عن أبي عامر المكي قال خلق الملائكة من نور و خلق   الجان من نار و خلق البهائم من ماء و خلق آدم من طين فجعل الطاعة في الملائكة و البهائم و جعل المعصية في الإنس و الجن

73-  تفسير النيسابوري، روى الزهري عن علي بن الحسين ع قال بينا النبي ص جالس في نفر من أصحابه إذ رمي بنجم فاستنار فقال ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا حدث مثل هذا قالوا كنا نقول يولد عظيم أو يموت عظيم فقال النبي ص لا يرمى لموت أحد و لا لحياته و لكن ربنا تعالى إذا قضى الأمر في السماء سبحت حملة العرش ثم سبح أهل السماء و سبح كل سماء حتى ينتهي التسبيح إلى هذه السماء و يستخبر أهل السماء حملة العرش ما ذا قال ربكم فيخبرونهم و لا يزال ينتهي ذلك الخبر من سماء إلى سماء إلى أن ينتهي الخبر إلى هذه السماء و يتخطف الجن فيرمون فما جاءوا به فهو حق و لكنهم يزيدون

74-  كتاب زيد الزاد، قال حججنا سنة فلما صرنا في خرابات المدينة بين الحيطان افتقدنا رفيقا لنا من إخواننا فطلبناه فلم نجده فقال لنا الناس بالمدينة إن صاحبكم اختطفته الجن فدخلت على أبي عبد الله ع و أخبرته بحاله و بقول أهل المدينة فقال اخرج إلى المكان الذي اختطف أو قال افتقد فقل بأعلى صوتك يا صالح بن علي إن جعفر بن محمد يقول لك أ هكذا عاهدت و عاقدت الجن علي بن أبي طالب اطلب فلانا حتى تؤديه إلى رفقائه ثم قل يا معشر الجن عزمت عليكم بما عزم عليكم علي بن أبي طالب ع لما خليتم عن صاحبي و أرشدتموه إلى الطريق قال ففعلت ذلك فلم ألبث إذا بصاحبي قد خرج علي من بعض الخرابات فقال   إن شخصا تراءى لي ما رأيت صورة إلا و هو أحسن منها فقال يا فتى أظنك تتولى آل محمد ص فقلت نعم فقال إن هاهنا رجل من آل محمد ص هل لك أن تؤجر و تسلم عليه فقلت بلى فأدخلني من هذه الحيطان و هو يمشي أمامي فلما أن سار غير بعيد نظرت فلم أر شيئا و غشي علي فبقيت مغشيا علي لا أدري أين أنا من أرض الله حتى كان الآن فإذا قد أتاني آت و حملني حتى أخرجني إلى الطريق فأخبرت أبا عبد الله ع بذلك فقال ذلك الغوال أو الغول نوع من الجن يغتال الإنسان فإذا رأيت الشخص الواحد فلا تسترشده و إن أرشدكم فخالفوه و إذا رأيته في خراب و قد خرج عليك أو في فلاة من الأرض فأذن في وجهه و ارفع صوتك و قل سبحان الذي جعل في السماء نجوما رُجُوماً لِلشَّياطِينِ عزمت عليك يا خبيث بعزيمة الله التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و رميت بسهم الله المصيب الذي لا يخطئ و جعلت سمع الله على سمعك و بصرك و ذللتك بعزة الله و قهرت سلطانك بسلطان الله يا خبيث لا سبيل لك فإنك تقهره إن شاء الله و تصرفه عنك فإذا ضللت الطريق فأذن بأعلى صوتك و قل يا سيارة الله دلونا على الطريق يرحمكم الله أرشدونا يرشدكم الله فإن أصبت و إلا فناد يا عتاة الجن و يا مردة الشياطين أرشدوني و دلوني على الطريق و إلا أشرعت لكم بسهم الله المصيب إياكم عزيمة علي بن أبي طالب يا مردة الشياطين إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ مبين الله غالبكم   بجنده الغالب و قاهركم بسلطانه القاهر و مذللكم بعزته المتين فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ و ارفع صوتك بالأذان ترشد و تصيب الطريق إن شاء الله

75-  و منه، قال سألت أبا عبد الله ع فقلت الجن يخطفون الإنسان فقال ما لهم إلى ذلك سبيل لمن تكلم بهذه الكلمات و ذكر الدعاء

76-  الدر المنثور، عن طارق بن حبيب قال كنا جلوسا مع عبد الله عمرو بن العاص في الحجر إذ قلص الظل و قامت المجالس إذا نحن ببريق أيم طالع من هذا الباب يعني باب بني شيبة و الأيم الحية الذكر فاشرأبت له أعين الناس فطاف بالبيت سبعا و صلى ركعتين وراء المقام فقمت إليه فقلنا أيها المعتمر قد قضى الله نسكك و إنما بأرضنا عبيد و سفهاء و إنما نخشى عليك منهم فكوم برأسه كومة بطحاء فوضع ذنبه عليها فسما في السماء حتى ما نراه

77-  و أخرج الأزرقي عن أبي الطفيل قال كانت امرأة من الجن في الجاهلية تسكن ذا طوى و كان لها ابن و لم يكن لها ولد غيره فكانت تحبه حبا شديدا و كان شريفا في قومه فتزوج و أتى زوجته فلما كان يوم سابعه قال لأمه يا أمه إني أريد أن أطوف بالكعبة سبعا نهارا قالت له أمه أي بني إني أخاف عليك سفهاء قريش فقال أرجو السلامة فأذنت له فولى في صورة جان فمضى نحو الطواف فطاف بالبيت   سبعا و صلى خلف المقام ركعتين ثم أقبل منقلبا فعرض له شاب من بني سهم فقتله فثارت بمكة غبرة حتى لم تبصر لها الجبال قال أبو الطفيل و بلغنا أنه إنما تثور تلك الغبرة عن موت عظيم من الجن قال فأصبح من بني سهم على فرشهم موتى كثير من قتلى الجن فكان فيهم سبعون شيخا أصلع سوى الشباب

78-  و عن ابن مسعود قال خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن فقال هل لك أن تصارعني فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخله شيطان فصارعه فصرعه الإنسي فقال تقرأ آية الكرسي فإنه لا يقرؤها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان له خبج كخبج الحمار

79-  و عن معاذ بن جبل قال ضم إلي رسول الله ص تمر الصدقة فجعلته في غرفة لي فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله ص فقال لي هو عمل الشيطان فارصده فرصدته ليلا فلما ذهب هوى من الليل أقبل على صورة الفيل فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته فدنا من التمر فجعل يلتقمه فشددت على ثيابي فتوسطته فقلت أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله يا عدو الله وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته و كانوا أحق به منك لأرفعنك إلى رسول الله ص فيفضحك فعاهدني أن لا يعود فغدوت إلى رسول الله ص فقال ما فعل أسيرك فقلت عاهدني أن لا يعود فقال إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثانية ففعل مثل ذلك فعاهدني أن لا يعود   فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله ص فأخبرته فقال إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك و صنعت مثل ذلك فقلت يا عدو الله عاهدتني مرتين و هذه الثالثة فقال إني ذو عيال و ما أتيتك إلا من نصيبين و لو أصبت شيئا دونه ما أتيتك و لقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان نفرنا منها فوقعنا بنصيبين و لا يقرءان في بيت إلا لم يلج فيها شيطان ثلاثا فإن خليت سبيلي علمتكهما قلت نعم قال آية الكرسي و آخر سورة البقرة آمَنَ الرَّسُولُ إلى آخرها فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله ص فأخبرته بما قال فقال صدق الخبيث و هو كذوب قال فكنت أقرؤهما عليه بعد ذلك فلا أجد فيه نقصانا

80-  و عن ابن عباس قال كان رسول الله ص نازلا على أبي أيوب في غرفة و كان طعامه في سلة في المخدع فكانت تجي‏ء من الكوة كهيئة السنور تأخذ الطعام من السلة فشكا ذلك إلى رسول الله ص فقال تلك الغول فإذا جاءت فقل عزم عليك رسول الله ص أن لا تبرحي فجاءت فقال لها أبو أيوب عزم عليك رسول الله ص أن لا تبرحي فقالت يا أبا أيوب دعني هذه المرة فو الله لا أعود فتركها ثم قالت هل لك أن أعلمك كلمات إذا قلتهن لا يقرب بيتك شيطان تلك الليلة و ذلك اليوم و من الغد قلت نعم قالت اقرأ آية الكرسي فأتى رسول الله ص فأخبره فقال صدقت و هي كذوب

81-  و عن حمزة الزيات قال خرجت ذات ليلة أريد الكوفة فآواني   الليل إلى خرابة فدخلتها فبينما أنا فيها إذ دخل علي عفريتان من الجن فقال أحدهما لصاحبه هذا حمزة بن حبيب الزيات الذي يقري الناس بالكوفة قال نعم و الله لأقتلنه قال دعه المسكين يعيش قال لأقتلنه فلما أزمع على قتلي قلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ إلى قوله الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ و أنا على ذلك من الشاهدين فقال له صاحبه دونك الآن فاحفظه راغما إلى الصباح

82-  و عن ابن عباس قال الخلق أربعة فخلق في الجنة كلهم و خلق في النار كلهم و خلقان في الجنة و النار فأما الذين في الجنة كلهم فالملائكة و أما الذين في النار كلهم فالشياطين و أما الذين في الجنة و النار فالجن و الإنس لهم الثواب و عليهم العقاب

83-  و عن أبي ثعلبة عن رسول الله ص قال الجن ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء و صنف حيات و كلاب و صنف يحلون و يظعنون

84-  و عن وهب أنه سئل عن الجن هل يأكلون و يشربون أو يموتون أو يتناكحون قال هم أجناس أما خالص الجن فهم ريح لا يأكلون و لا يشربون و لا يموتون و لا يتوالدون و منهم أجناس يأكلون و يشربون و يتناكحون و يموتون و هي هذه التي منها   السعالي و الغول و أشباه ذلك

85-  و عن يزيد بن جابر قال ما من أهل بيت من المسلمين إلا و في سقف بيتهم أهل بيت من الجن من المسلمين إذا وضع غداؤهم نزلوا و تغدوا و إذا وضع عشاؤهم نزلوا فتعشوا معهم

86-  و عن عكرمة بن خالد قال بينما أنا ليلة في جوف الليل عند زمزم جالس إذا نفر يطوفون عليهم ثياب بيض لم أر بياض ثيابهم بشي‏ء قط فلما فرغوا صلوا قريبا مني فالتفت بعضهم فقال لأصحابه اذهبوا بنا نشرب من شراب الأبرار فقاموا فدخلوا زمزم فقلت و الله لو دخلت على القوم فسألتهم فقمت فدخلت فإذا ليس فيها أحد من البشر

87-  و عن الزبير في قوله تعالى وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ قال بنخلة و رسول الله ص يصلي العشاء الآخرة كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً

88-  و عن ابن مسعود قال هبطوا على النبي ص و هو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوه قالُوا أَنْصِتُوا و كانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً الآية

89-  و عن ابن عباس قال كانوا تسعة نفر من أهل نصيبين فجعلهم رسول الله   ص رسلا إلى قومهم

90-  و عنه أيضا قال صرفت الجن إلى رسول الله ص مرتين و كانوا أشراف الجن بنصيبين

91-  و عن ابن مسعود أنه سئل أين قرأ رسول الله على الجن قال قرأ عليهم بشعب يقال له الحجون

92-  و عن عكرمة قال كانوا اثني عشر ألفا جاءوا من جزيرة الموصل

93-  و عن صفوان بن المعطل قال خرجنا حجاجا فلما كان بالعرج إذا نحن بحية تضطرب فما لبثت أن ماتت فلفها رجل في خرقة فدفنها ثم قدمنا مكة فإنا لبالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص فقال أيكم صاحب عمرو قلنا ما نعرف عمروا قال أيكم صاحب الجان قالوا هذا قال أما إنه آخر التسعة موتا الذين أتوا رسول الله يستمعون القرآن

94-  و عن كعب الأحبار قال لما انصرف النفر التسعة من أهل نصيبين من بطن نخلة جاءوا قومهم منذرين فخرجوا بعد وافدين إلى رسول الله ص و هم   ثلاثمائة فانتهوا إلى الحجون فجاء الأخضب فسلم على رسول الله ص فقال إن قومنا قد حضروا الحجون يلقوك فواعده رسول الله لساعة من الليل بالحجون

95-  و عن جابر بن عبد الله قال خرج رسول الله ص على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال ما لي أراكم سكوتا لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كلما أتيت على قوله فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فقالوا و لا بشي‏ء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد

 و عن ابن عمر أيضا مثله

96-  و عن عبد الملك قال لم تحرس الجن في الفترة بين عيسى و محمد فلما بعث الله محمدا ص حرست السماء الدنيا و رميت الجن بالشهاب و اجتمعت إلى إبليس فقال لقد حدث في الأرض حدث فتعرفوا فأخبرونا ما هذا الحدث فبعث هؤلاء النفر إلى تهامة و إلى جانب اليمن و هم أشراف الجن و سادتهم فوجدوا النبي ص يصلي صلاة الغداة بنخلة فسمعوه يتلو القرآن فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ يعني بذلك أنه فرغ من صلاة الصبح وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ مؤمنين لم يشعر بهم حتى نزل قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ يقال سبعة من أهل نصيبين

    -97  و عن سهل بن عبد الله قال كنت في ناحية ديار عاد إذ رأيت مدينة من حجر منقور في وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة و عليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد علي السلام و قال يا سهل إن الأبدان لا تخلق الثياب و إنما تخلقها روائح الذنوب و مطاعم السحت و إن هذه الجبة علي منذ سبعمائة سنة لقيت بها عيسى و محمدا ص فآمنت بهما فقلت له و من أنت قال أنا من الذين نزلت فيهم قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ

98-  و عن عبد الله بن مسعود في قوله قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ قال كانوا من جن نصيبين

99-  و عن كردم بن أبي السائب الأنصاري قال خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة و ذلك أول ما ذكر رسول الله ص بمكة فأويت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال يا عامر الوادي جارك فنادى مناد لا نراه يا سرحان أرسل فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم و أنزل الله على رسوله بمكة وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ الآية

100-  و عن ابن عباس أن رجلا من بني تميم كان جريا على الليل و الرمال   و أنه سار ليلة فنزل في أرض مجنة فاستوحش فعقل راحلته ثم توسد ذراعها و قال أعوذ بأعز أهل هذا الوادي من شر أهله فأجاره شيخ منهم و كان فيهم شاب و كان سيدا في الجن فغضب الشاب لما أجاره الشيخ فأخذ حربة له قد سقاها السم لينحر بها ناقة الرجل فتلقاه الشيخ دون الناقة فقال

يا مالك بن مهلهل مهلا فذلك محجري و إزاري‏عن ناقة الإنسان لا تعرض لها فاكفف يمينك راشدا عن جاري‏تسعى إليه بحربة مسمومة أف لقربك يا أبا القيطار

و أنشد أبياتا أخر في ذلك فقال الفتى

أردت أن تعلو و تخفض ذكرنا في غير مرزية أبا الغيراري‏متنحلا أمرا لغير فضيلة فارحل فإن المجد للمراري‏من كان منكم سيدا في ما مضى إن الخيار هم بنو الأخيارفاقصد لقصدك يا معيكر إنما كان المجير مهلهل بن دياري

فقال الشيخ صدقت كان أبوك سيدنا و أفضلنا دع هذا الرجل لا أنازعك بعده أحدا فتركه فأتى الرجل إلى النبي ص و قص عليه القصة فقال رسول الله ص إذا أصاب أحدا منكم وحشة أو نزل بأرض مجنة فليقل أعوذ بكلمات الله التامات   التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ ما يَخْرُجُ مِنْها وَ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَ ما يَعْرُجُ فِيها و من فتن الليل و من طوارق النهار إلا طارقا يطرق بخير فأنزل الله في ذلك وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً

 قال أبو نصر غريب جدا لم نكتبه إلا من هذا الوجه

101-  و عن سعيد بن جبير أن رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير حدث عن بدء إسلامه قال إني لأسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبني النوم فنزلت عن راحلتي و أنختها و نمت و قد تعوذت قبل نومي و قلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن فرأيت في منامي رجلا بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعا فالتفت يمينا و شمالا فلم أر شيئا فقلت هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فدرت حول ناقتي فلم أر شيئا فإذا ناقتي ترعد ثم غفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب و التفت فإذا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة و رجل شيخ ممسك بيده يرده عنها فبينما هما يتنازعان إذا طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى قم فخذ أيها شئت فداء لناقة جاري الإنسي فقام الفتى فأخذ منها ثورا و انصرف ثم التفت إلى الشيخ و قال يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل أعوذ بالله رب محمد ص من هول هذا الوادي و لا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها فقلت له و من محمد هذا قال نبي عربي لا شرقي و لا غربي بعث يوم الإثنين قلت فأين مسكنه قال يثرب ذات النخل فركبت راحلتي حين ترقى لي الصبح و جددت السير حتى أتيت المدينة   فرآني رسول الله ص فحدثني بالحديث قبل أن أذكر له منه شيئا و دعاني إلى الإسلام فأسلمت قال سعيد بن جبير و كنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً

102-  و عن ابن عباس في قوله وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ قال كان رجال من الإنس يبيت أحدهم بالوادي في الجاهلية فيقول أعوذ بعزيز هذا الوادي فَزادُوهُمْ رَهَقاً

103-  و عن الحسن في قوله وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ قال كان أحدهم فإذا نزل الوادي قال أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيأمن في نفسه يومه و ليلته

104-  و عن ربيع بن أنس وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً قال كانوا يقولون فلان رب هذا الوادي من الجن فكان أحدهم إذا دخل ذلك الوادي يعوذ برب الوادي من دون الله فيزيده بذلك رهقا أي خوفا

105-  و عن ابن عباس قال كانت الشياطين لهم مقاعد في السماء يسمعون فيها الوحي فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا فأما الكلمة فتكون حقا و أما ما زاد فيكون باطلا فلما بعث رسول الله ص منعوا مقاعدهم فذكروا ذلك لإبليس و لم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك فقال لهم ما هذا إلا من أمر حدث في الأرض فبعث   جنوده فوجدوا رسول الله ص قائما يصلي بين جبلين بمكة فأتوه فأخبروه فقال هذا الحدث الذي حدث في الأرض

106-  و عن ابن عباس قال لم يكن السماء الدنيا تحرس في الفترة بين عيسى و محمد ص و كانوا يقعدون منها مقاعد للسمع فلما بعث الله محمدا ص حرست السماء الدنيا حرسا شديدا و رجمت الشياطين فأنكروا ذلك فقالوا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً فقال إبليس لقد حدث في الأرض حدث فاجتمعت إليه الجن فقال تفرقوا في الأرض فأخبروني ما هذا الحدث الذي حدث في السماء و كان أول بعث بعث ركب من أهل نصيبين و هم أشراف الجن و سادتهم فبعثهم إلى تهامة فاندفعوا حتى تلقوا الوادي وادي نخلة فوجدوا نبي الله ص يصلي صلاة الغداة ببطن نخلة فاستمعوا فلما سمعوه يتلو القرآن قالُوا أَنْصِتُوا و لم يكن نبي الله ص يعلم أنهم استمعوا له و هو يقرأ القرآن فَلَمَّا قُضِيَ يقول فلما فرغ من الصلاة وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ يقول مؤمنين

107-  و عن ابن عمر قال لما كان اليوم الذي تنبأ فيه رسول الله ص منعت الشياطين من السماء و رموا بالشهب

108-  و عن ابن عباس قال كانت الجن قبل أن يبعث النبي ص يستمعون   من السماء فلما بعث حرست فلم يستطيعوا أن يستمعوا فجاءوا إلى قومهم يقول للذين لم يستمعوا فقالوا أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً و هم الملائكة وَ شُهُباً و هي الكواكب وَ أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً يقول نجما قد أرصد له يرمى به قال فلما رموا بالنجوم قالوا لقومهم أَنَّا لا نَدْرِي أَ شَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً

109-  و عن الأعمش قال قالت الجن يا رسول الله أ تأذن لنا فنشهد معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً يقول صلوا لا تخالطوا الناس

110-  و عن سعيد بن جبير قال قالت الجن للنبي ص كيف لنا أن نأتي المسجد و نحن ناءون عنك و كيف نشهد الصلاة و نحن ناءون عنك فنزلت وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ الآية

111-  و عن ابن مسعود قال خرج رسول الله ص قبل الهجرة إلى نواحي مكة فخط لي خطا و قال لا تحدثن شيئا حتى آتيك ثم قال لا يهولنك شي‏ء تراه فتقدم شيئا ثم جلس فإذا رجال سود كأنهم رجال الزط و كانوا كما قال الله كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً

112-  و عن ابن عباس في قوله وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً قال لما سمعوا النبي ص يتلو القرآن كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه فلم يعلم بهم حتى أتاه الرسول فجعل يقرأ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ   نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ

113-  و عن ابن عباس في قوله وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً قال لما أتى الجن على رسول الله ص و هو يصلي بأصحابه يركعون بركوعه و يسجدون بسجوده فعجبوا من طواعية أصحابه له فقالوا لقومهم لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا

114-  و عن ابن مسعود قال انطلقت مع النبي ص ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط علي خطا ثم تقدم إليهم فازدادوا عليه فقال سيدهم يقال له وردان أ لا أرحلهم عنك يا رسول الله فقال إنه لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ

 بيان قال الفيروزآبادي الأيم ككيس الحية الأبيض اللطيف أو عام كالإيم بالكسر و قال اشرأب إليه مد عنقه لينظر أو ارتفع و قال كوم التراب تكويما جعله كومة كومة بالضم أي قطعة قطعة و رفع رأسها و قال في النهاية في حديث عمر إذا أقيمت الصلاة ولى الشيطان و له خبج الخبج بالتحريك الضراط و يروى بالحاء المهملة و في حديث آخر من قرأ آية الكرسي خرج الشيطان و له خبج كخبج الحمار. و قال الهوى بالفتح الحين الطويل من الزمان و قيل هو مختص بالليل فتوسطته أي دخلت و قمت وسط البيت و في النهاية المخدع هو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير و تضم ميمه و تفتح.   و قال فيه لا غول و لا صفر و لكن السعالي هي جمع سعلاة و هم سحرة الجن أي إن الغول لا تقدر على أن تغول أحدا أو تضله و لكن في الجن سحرة كسحرة الإنس لهم تلبيس و تخييل و في القاموس الزوبعة اسم شيطان أو رئيس للجن و منه سمي الإعصار زوبعة و قال الحجون جبل بمعلاة مكة

115-  حياة الحيوان، روى البيهقي في دلائل النبوة عن أبي دجانة و اسمه سماك بن خرشة قال شكوت إلى النبي ص أني نمت في فراشي فسمعت صريرا كصرير الرحى و دويا كدوي النحل و لمعانا كلمع البرق فرفعت رأسي فإذا أنا بظل أسود يعلو و يطول بصحن داري فمسست جلده فإذا هو كجلد القنفذ فرمى في وجهي مثل شرر النار فقال ص عامر دارك يا أبا دجانة ثم طلب دواة و قرطاسا و أمر عليا ع أن يكتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا كتاب من رسول رب العالمين إلى من طرق الدار من العمار و الزوار إلا طارقا يطرق بخير أما بعد فإن لنا و لكم في الحق سعة فإن يكن عاشقا مولعا أو فاجرا مقتحما فهذا كتاب الله يَنْطِقُ علينا و عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ اتركوا صاحب كتابي هذا و انطلقوا إلى عبدة الأصنام و إلى من يزعم أن مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ حم لا يبصرون حم عسق تفرق أعداء الله و بلغت حجة الله و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ قال أبو دجانة فأخذت الكتاب و أدرجته و حملته إلى داري و جعلته تحت رأسي فبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول يا أبا دجانة أحرقتنا بهذه الكلمات فبحق صاحبك إلا ما رفعت عنا هذا الكتاب فلا عود لنا في دارك و لا في جوارك و لا   في موضع يكون فيه هذا الكتاب قال أبو دجانة لا أرفعه حتى أستأذن رسول الله ص قال أبو دجانة و لقد طالت على ليلتي مما سمعت من أنين الجن و صراخهم و بكائهم حتى أصبحت فغدوت فصليت الصبح مع رسول الله و أخبرته بما سمعت من الجن ليلتي و ما قلت لهم فقال يا أبا دجانة ارفع عن القوم فو الذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة و رواه الوابلي الحافظ في كتاب الإبانة و القرطبي في كتاب التذكرة

116-  الفردوس، عن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص إذا رأيت حية في الطريق فاقتلها فإني قد شرطت على الجن أن لا يظهروا في صورة الحيات فمن ظهر فقد أحل بنفسه

 بيان قال في النهاية فيه أحل بمن أحل بك أي من ترك إحرامه و أحل بك فقاتلك فاحلل أنت أيضا به و قاتله و قيل معناه إذا أحل رجل ما حرم الله عليه منك فادفعه أنت من نفسك بما قدرت عليه و في كتاب أبي عبيد عن النخعي في المحرم يعدو عليه السبع أو اللص أحل بمن أحل بك و فيه أنت محل بقومك أي إنك قد أبحت حريمهم و عرضتهم للهلاك

117-  و أقول مما يناسب ذلك و يؤيده ما ذكره شارح ديوان أمير المؤمنين في فواتحه حيث قال نقل أستادنا العلامة مولانا جلال الدين محمد الدواني عن الشيخ العالم العامل النقي الكامل السيد صفي الدين عبد الرحمن الإيجي أنه قال ذكر لي الفاضل العالم المتقي شيخ أبو بكر عن الشيخ برهان الدين الموصلي و هو رجل   عالم فاضل صالح ورع إنا توجهنا من مصر إلى مكة نريد الحج فنزلنا منزلا و خرج علينا ثعبان فثار الناس إلى قتله فقتله ابن عمي فاختطف و نحن نرى سعيه و تبادر الناس على الخيل و الركاب يريدون رده فلم يقدروا على ذلك فحصل لنا من ذلك أمر عظيم فلما كان آخر النهار جاء و عليه السكينة و الوقار فسألناه ما شأنك فقال ما هو إلا أن قتلت هذا الثعبان الذي رأيتموه فصنع بي ما رأيتم و إذا أنا بين قوم من الجن يقول بعضهم قتلت أبي و بعضهم قتلت أخي و بعضهم قتلت ابن عمي فتكاثروا علي و إذا رجل لصق بي و قال لي قل أنا أرضى بالله و بالشريعة المحمدية فقلت ذلك فأشار إليهم أن سيروا إلى الشرع فسرنا حتى وصلنا إلى شيخ كبير على مصطبة فلما صرنا بين يديه قال خلوا سبيله و ادعوا عليه فقال الأولاد ندعي عليه أنه قتل أبانا فقلت حاش لله إنا نحن وفد بيت الله الحرام نزلنا هذا المنزل فخرج علينا ثعبان فتبادر الناس إلى قتله فضربته فقتلته فلما سمع الشيخ مقالتي قال خلوا سبيله سمعت ببطن نخلة عن النبي ص من تزيا بغير زيه فقتل فلا دية و لا قود انتهى و أقول أخبرني والدي قدس سره عن الشيخ الأجل البهي الشيخ بهاء الدين محمد العاملي روح الله روحه عن المولى الفاضل جمال الدين محمود رحمه الله عن أستاده العلامة الدواني عن بعض أصحابه أنه جرى عليه تلك الواقعة إلا أنه قال ذهبت إلى الخلاء فظهرت لي حية فقتلتها فاجتمع على جم غفير و أخذوني و ذهبوا إلى ملكهم و هو جالس على كرسي و ادعوا على قتل والدهم و ولدهم و قريبهم كما مر فسألني عن ديني فقلت أنا من أهل الإسلام فقال اذهبوا به إلى ملك المسلمين فليس لي أن أقضي عليهم بعهد من رسول الله فذهبوا بي إلى شيخ أبيض الرأس و اللحية جالس على سرير وقعت حاجباه على عينيه فرفعهما و لما قصصنا عليه القصة قال اذهبوا به إلى المكان الذي أخذتموه منه   و خلوا سبيله فإني سمعت رسول الله قال من تزيا بغير زيه فدمه هدر فجاءوا بي إلى هذا المكان و خلوا سبيلي

118-  و أقول وجدت في كتاب أخبار الجن للشيخ مسلم بن محمود من قدماء المخالفين روى بإسناده عن دعبل بن علي الخزاعي قال هربت من الخليفة المعتصم فبت ليلة بنيسابور وحدي و عزمت على أن أعمل قصيدة في عبد الله بن طاهر في تلك الليلة و إني لفي ذلك إذ سمعت و الباب مردود علي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ألج يرحمك الله فاقشعر بدني من ذلك و نالني أمر عظيم فقال لا ترع عافاك الله فإني رجل من الجن إخوانك ثم من ساكني اليمن طرأ إلينا طار من أهل العراق و أنشدنا قصيدتك و أحببت أن أسمعها منك فأنشدته

مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات‏أناس على الخير منهم و جعفر و حمزة و السجاد ذو الثفنات‏إذا فخروا يوما أتوا بمحمد و جبرئيل و الفرقان و السورات

فأنشدته إلى آخرها فبكى حتى خر مغشيا عليه ثم قال رحمك الله أ لا أحدثك حديثا يزيد في نيتك و يعينك على التمسك بمذهبك قلت بلى قال مكثت حينا أسمع بذكر جعفر بن محمد ص فصرت إلى المدينة فسمعته يقول حدثني أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله ص قال علي و أهل بيته الفائزون ثم ودعني لينصرف فقلت رحمك الله إن رأيت أن تخبرني باسمك قال أنا ظبيان بن عامر

119-  و منه، عن المفضل قال ركبنا في بحر الخزر حتى إذا كنا غير بعيد لجج مركبنا و ساقته الشمال شهرا في اللجة ثم انكسر بنا فوقعت أنا و رجل من قريش إلى جزيرة من جزائر البحر ليس بها أنيس فجعلنا نطمع في الحياة و أشرفنا على هوة فإذا بشيخ مستند إلى شجرة عظيمة فلما رآنا تحسحس و أناف إلينا ففزعنا منه فدنونا فقلنا السلام عليك و رحمة الله و بركاته فأنسنا به و جلسنا إليه فقال ما خطبكما   فأخبرناه فضحك و قال ما وطئ هذه الأرض من ولد آدم قط أحد إلا أنتما فمن أنتما قلنا من العرب فقال بأبي و أمي العرب فمن أيها أنتما فقلت أما أنا فرجل من خزاعة و أما صاحبي فمن قريش قال بأبي و أمي قريشا و أحمدها يا أخا خزاعة من القائل

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس و لم يسمر بمكة سامر

قلت نعم ذلك الحارث بن مصاص الجرهمي قال هو ذلك يا أخا قريش أ ولد عبد المطلب بن هاشم قال قلت أين يذهب بك يرحمك الله فقال أرى زمانا قد تقاربت أيامه أ فولد ابنه عبد الله قلت إنك تسأل مسألة من كان من الموتى قال فتزايد ثم قال فابنه محمد الهادي ع قال قلت مات رسول الله ص منذ أربعين سنة فشهق شهقة حتى ظننا أن نفسه خرجت و انخفض حتى صار كالفرخ فأنشأ يقول

و لرب راج حيل دون رجائه و مؤمل ذهبت به الآمال

ثم جعل ينوح و يبكي حتى بل دمعه لحيته فبكينا لبكائه ثم قلنا أيها الشيخ قد سألتنا فأخبرناك فسألناك بالله إلا أخبرتنا من أنت قال أنا السفاح بن زفرات الجني لم أزل مؤمنا بالله و برسوله و مصدقا و كنت أعرف التوراة و الإنجيل و كنت أرجو أني أرى محمدا و أني لما تعفرتت الجن و تطلقت الطوالق منها خبأت نفسي في هذه الجزيرة لعبادة الله و توحيده و انتصار نبيه محمد ص و آليت على نفسي أن لا أبرح هاهنا حتى أسمع بخروجه و لقد تقاصرت أعمار الآدميين بعدي لما صرت في هذه الجزيرة منذ أربعمائة سنة و عبد مناف إذ ذاك غلام يفع ما ظننت أنه ولد له و ذلك أنا نجد علم الأحاديث و لا يعلم الآجال إلا الله و أما أنتما أيها الرجلان فبينكما و بين الآدميين مسيرة أكثر من سنة و لكن   خذ هذا العود و أخرج من تحت رجله عودا فاكتفلاه كالدابة فإنه يؤديكما إلى بلادكما فاقرءا على رسول الله ص مني السلام فإني طامع بجوار قبره قال ففعلنا ما أمرناه به فأصبحنا في آمد

 بيان طرأ أي أتى من مكان بعيد و لجج تلجيجا خاض اللجة و هي معظم الماء و تحسحس أي تحرك و أناف عليه أشرف و كان فيه تضمينا و العفريت بالكسر الخبيث و النافذ في الأمر المبالغ فيه مع دهاء و قد تعفرت فهي عفريتة و تطلقت الطوالق أي نجت من الحبس و شرعت في الفساد في القاموس الطالقة من الإبل ناقة ترسل في الحي ترعى من جنابهم حيث شاءت. و قال الكفل بالكسر مركب للرجال يؤخذ كساء فيعقد طرفاه فيلقى مقدمه على الكاهل و مؤخره مما يلي العجز أو شي‏ء مستدير يتخذ من خرق و غيرها و يوضع على سنام البعير و اكتفل البعير جعل عليه كفلا و قال آمد بلد بالثغور